دروس البحث الخارج

دروس البحث الخارج هي أعلى مستوى دراسي في الحوزة العلمية، تبدأ هذه الدورة عادة بعد إكمال دورتين وهي المقدمات والسطوح. يُعتبر درس الخارج مركزاً لعرض أحدث الإنجازات العلمية للأساتذة، كما أنها فرصة لتعلم طريقة الاجتهاد والتدرب عليها.

فدرس الخارج هو العرض الاستدلالي للدرس من دون الاعتماد على متن محدد، حيث يقوم الأستاذ بطرح الآراء المتعددة حول موضوع البحث، ويناقش الأدلة، وينقدها، ويعطي رأيه في المسألة.

مصطلح درس الخارج

درس الخارج للآخوند الخراساني. ومن بين طلابه الحاضرين الذين يُمكن رؤيتهم في الصورة آية الله البروجردي، الغروي الأصفهاني، آقا بزرك الطهراني.

بما أن درس الخارج لا يتمحور حول متن معين، ويقوم الأستاذ بتقديم درسه خارج عن أي متن معين، أو بناءً على ترتيب متن معين، فإن المحتوى الذي هو خارج المتن يتم تدريسه على مستوى تخصصي، ويُطلق عليه درس الخارج. ولا يُعرف منذ متى أُطلق عنوان «درس الخارج» على هذه المرحلة الأخيرة من التعليم الحوزوي، ولكن يمكن القول وبشكل قاطع أن هذا العنوان قد استخدم في القرن الأخير.^{[بحاجة لمصدر]}

دروس الخارج

درس الخارج لآية الله حجت في صحن الأتابكي في حرم السيدة معصومة

يقوم النظام التعليمي في الحوزة على محورية الفقه، وقد تم تخطيط هذا النظام بحيث يكون هدفه الحصول على مجتهد وفقيه. فالدروس الأساسية في مرحلة المقدمات والسطوح كلها متون الفقه والأصول. ويتم تقديم دروس أخرى إلى جنبها مثل التفسير، والكلام، والفلسفة وغيرها، ويتعلمها الطلاب بشكل غير حضوري. ولهذا السبب فإن المقررات لدروس الخارج غالبا ما تدور حول محوري الفقه وأصول الفقه.

وفي السنوات الأخيرة، ومع ازدهار الحوزات العلمية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تم تخصيص بعض العلوم الأخرى أيضاً كدروس في البحث الخارج كالتفسير والفلسفة. حيث تُعتبر دروس التفسير لآية الله جوادي الآملي مثالاً بارزاً على دروس الخارج الأخرى غير الفقه والأصول، والتي لاقت ترحيباً من قبل الطلاب.

الهدف من درس الخارج

بعض طلاب العلوم الدينية يكملون دراستهم بعد إتمام مرحلة السطوح، ولكن من يسعى إلى اكتساب مستوى أعلى من المعرفة والوصول إلى رتبة الاجتهاد، يدخل في مرحلة البحث الخارج.

تعتبر هذه المرحلة أعلى دورات الحوزة العلمية، والتي تقام بهدف أن يصل الطالب إلى مرتبة الاجتهاد في مجال الفقه والأصول، والقدرة على استخراج الحكم الشرعي من المصادر الأصلية (الكتاب، والسنة، والعقل، والإجماع)، وعادة هذه المرحلة ليس لها متن خاص. فبعض الطلاب الذين يصلون إلى مرتبة علمية أو درجة معينة من الاجتهاد، وبحسب المعمول به في الحوزات العلمية يحصلون على إجازة الاجتهاد من قبل أساتذتهم، والتي يرد فيها ذكر تحصيلهم وقدراتهم العلمية، ولهذه الإجازة اعتبار في الحوزات العلمية.^{[بحاجة لمصدر]}

الأساتذة

ويُعتبر أساتذة درس الخارج من المجتهدين المعروفين أو مراجع التقليد.

ترتيب المباحث

لا يقوم مراجع التقليد بتدريس كتاب معين في درس الخارج، حيث يقومون بطرح المباحث وتبينها في كل جلسة مع طرح ومناقشة آراء المجتهدين الذين سبقوهم وإعطاء رأيهم في المسألة، ولكن من أجل الحفاظ على النظام يختارون عادة لدرس خارج الأصول كتاب الرسائل والكفاية، ودرس خارج الفقه يختارون الكتب التالية:

1. جواهر الكلام
2. شرائع الإسلام
3. العروة الوثقى
4. وسيلة النجاة
5. تحرير الوسيلة.

مدة درس الخارج

درس الخارج لآية الله الوحيد الخراساني في المسجد الأعظم في قم

وبما أن الوصول إلى ملكة الاجتهاد يعتمد على موهبة الأفراد وجهدهم الشخصي، فإنَّ زمان هذه الدورة يختلف من شخص لآخر. فمرحلة الخارج ليس لها حد زمني، ويمكن لأي شخص أن يشارك في هذه الجلسات حتى نهاية حياته، وكما يقوم الأساتذة بتوضيح موضوعاتهم حسب الحاجة والمتطلبات الأخرى.^{[بحاجة لمصدر]}

ويرى أبو القاسم علي دوست أحد أساتذة درس الخارج في الفقه والأصول، في الحوزة العلمية في قم، أن الحد الأقصى للمدة اللازمة في حضور درس الخارج حوالي 12 عام.

ونظراً لأتساع نطاق الفقه مقارنة بأصول الفقه، فإنَّ تدريس درس خارج الفقه أطول، وغالباً لا يوفق أساتذة الخارج في تدريس دورة كاملة من خارج الفقه. وتختلف مدة تدريس دورة كاملة من خارج أصول الفقه حسب نوع التدريس والأستاذ، وأحيانا تستمر من 4 سنوات إلى 20 سنة.^{[بحاجة لمصدر]}

مواضيع جديدة في درس الخارج

في السنوات الأخيرة، وبسبب قضايا جديدة ومستحدثة، قام بعض الأساتذة بطرح بعض المواضيع في درس الخارج لم يكن لها سابقة أو تم البحث فيها ضمن أبواب مختلفة بشكل مختصر. وكمثال على ذلك خارج الفقه في الغناء والموسيقى، وفي صناعة التماثيل، والحكومة، وولاية الفقيه، وفقه الفضاء الافتراضي... وغيرها.؛