سليم بن قيس الهلالي

سليم بن قيس الهلالي

تاريخ ولادة	قبل سنتين من الهجرة
مكان ولادة	الكوفة
إحداثيات دفن	سنة76ه.ق.
أعمال بارزة	من خواص أصحاب الأئمة الأربعة الأوائل

سُليم بن قيس الهلالي من الشخصيات التأريخية التي يدور حولها الجدل بين ما إذا كان حقيقيا أم لا . يوجد كتابا يحمل اسمه بعنوان كتاب سليم، وورد أنَّه كان من خواص أصحاب الأئمة الأربعة الأوائل عند الشيعة؛ إلا أن بعض الباحثين أنكروا وجوده في التاريخ.

ويحتوي كتاب سليم على روايات في فضائل أهل البيت ومعرفة الإمام، وكذلك روايات عن أحداث ما بعد وفاة النبي، وغصب الخلافة، واستشهاد فاطمة الزهراء.

ومن الذين أقروا بوجود سليم بن قيس وأدرجوا اسمه ضمن رواة الشيعة محمد باقر الأنصاري الزنجاني في مقدمة كتاب سليم بن قيس، والباحثة نهله الغروي النائيني في مقال مستقل، وغيرهم من الباحثين، وذهب آخرون إلى نفي وجود شخصية حقيقية بهذا الاسم كحسين المدرسي الطباطبائي وابن أبي الحديد، وكذلك عبد المهدي الجلالي في مقال مستقل، حيث ذكر أن وجد هذه الشخصية ورد عن طريق أبان بن أبي عياش أو نفس كتاب سليم، وهذا الدليل غير كافي لإثبات وجوده.

وذكر الأنصاري الزنجاني إنَّه ولد في الكوفة قبل الهجرة النبوية بسنتين، وذكر أبان بن أبي عياش أنَّه كان شيخًا صالحًا مشرق الوجه، وكان في حكومة الإمام علي من شرطة الخميس، وشارك في معركة النهروان، وصحب أئمة الشيعة إلى الإمام الباقر.

الأهمية والمكانة

يعد سليم بن قيس الهلالي، الذي اشتهر بكتاب تحت عنوان كتاب سليم، من الشخصيات التي يوجد اختلاف تاريخي في وجودها وعدم وجودها، تعتبره بعض المصادر من أصحاب أئمة الشيعة الأوائل، وكما تم تقديم كتابه على أنَّه كتاب معتبر وأقدم الكتب عند الشيعة، ومن جهة أخرى ينفي بعض الباحثين وجود مثل هذا الشخص في التاريخ. ومن يقبل بوجود سليم التاريخي يرجع إلى روايات كتابه في عدة مواضيع مثل غصب الخلافة، واستشهاد السيدة فاطمة.

وسليم بن قيس كمؤلف له أهمية خاصة؛ لأنَّه كان حاضرًا بنفسه في أكثر نقول محتويات كتابه، أو روى الأحداث عمن كان حاضرًا بنفسه في ذلك الحدث. وقيل في نقله كان لا يثق إلا في الرواة الثقات. وقد روي عن سليم أحاديث كثيرة، غير التي وردت في كتابه.

كتاب سليم بن قيس

المقالة الرئيسة: كتاب سليم بن قيس الهلالي

يُعتبر كتاب سليم بن قيس أول الكتب الشيعية، وقد كُتب في عهد الإمام علي، ويحتوي هذا الكتاب على أحاديث في أفضلية أهل البيت، ومعرفة الإمام، وأحاديث في الأحداث التي جرت بعد وفاة رسول الله، وغصب الخلافة، واستشهاد السيدة فاطمة (ع). وقد ترجم إسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئي هذا الكتاب إلى الفارسية تحت عنوان أسرار آل محمد (ع).

وفي هذا الكتاب وردت الرسائل السرية لمعاوية، منها: الرسالة السرية التي بعثها معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبيه. كما سجل سليم بن قيس زمن الرواية ومكانها والظروف التي حدثت فيها.

ويقال إنَّ سليم كان يخرج مسافرًا لمعرفة المزيد من التفاصيل، ومن أمثلتها حضوره في سفر معاوية إلى المدينة المنورة. وكان يسأل الأئمة مختلف الأسئلة الدينية المهمة ويسجل إجاباتهم، حتى أنه في بعض الأحيان كان يسأل أعداء أهل البيت عن أفعالهم ويكتب إجاباتهم.

الاختلاف حول وجود سليم

المخالفون

لا يقبل جماعة من الباحثين وجود شخصية حقيقية اسمها سلیم بن قيس، واعتبر المدرسي الطباطبائي هذا الاسم كنية لمؤلف كتاب مشهور. وكما يزعم ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة أن أحد الشيعة أخبره أن سليم شخصية لا وجود لها في الخارج.

وذكر عبد المهدي الجلالي في مقالته «بحث حول سليم بن قيس الهلالي» ومن خلال الإشارة إلى 82 كتاباً للشيعة والسنة، إن هذه الكتب إما لا يوجد فيها اسم سليم بن قيس، أو إن وجد فهو فقط عن طريق أبان بن أبي عياش أو نفس كتاب سليم، حيث يُعتبر أبان الراوي الوحيد لكتاب سليم ويدعي أنَّه رآه. وبحسب الجلالي فإنَّ هذه الأدلة غير كافية لإثبات وجود شخص اسمه سليم بن قيس.

وقد أولى الجلالي عناية خاصة بكتاب المتوارين (الفارون من الحجاج بن يوسف) من تأليف عبد الغني بن سعيد الأزدي، ورجال ابن الغضائري، وزعم ابن الغضائري في كتابه أن علماء الشيعة ذهبوا إلى أنَّ سليم شخص مجهول ولا يوجد له ذكر في الأحاديث، وكتابه أيضًا لا صحة له. ويذكر أيضًا في موضع آخر من كتابه أن علماء الشيعة ينسبون وضع كتاب سليم إلى أبان بن أبي عيّاش.

وكذلك في كتاب المتوارين، وهو الذي ورد فيه أسماء مجموعة أفلتوا من يد الحجاج بن يوسف الثقفي حاكم الكوفة، ولم يرد فيهم ذكر اسم سليم بن قيس، مع أن أبان بن أبي عيّاش الراوي الرئيسي لكتاب سليم ذكر أنَّه هرب من الحجاج وذهب إلى فارس، وكما شكك هاشم معروف الحسني بسليم بن قيس واتهمه بالكذب في كتابه الموضوعات.

الموافقون

وقد استنتج بعض الباحثين بناءً على مؤلفات الكتب الرجالية، والأوصاف التي تُذكر تحت اسم سليم في هذه الكتب، أن أصحاب تلك الكتب يقبلون وجود واعتبار سليم بن قيس، ومن الذين أقروا بوجود سليم بن قيس وأدرجوا اسمه ضمن رواة الشيعة هم: محمد باقر الأنصاري الزنجاني في مقدمة كتاب سليم بن قيس، ونهله الغروي النائيني في مقال «نظرة على مكانة سليم بن قيس في الكتب الحديثية والرجالية»، وبابائي آريا وفخلعي في مقالة «بحث حول سليم بن قيس»، وعمادي الحائري في مقال «سليم بن قيس الهلالي» في موسوعة العالم الإسلامي، ومؤلفو موسوعة الإمام علي.

اسم سليم في المصادر القديمة

ذكر النجاشي أن سليم بن قيس من أصحاب الإمام علي وصاحب كتاب معروف. وأورده الشيخ الطوسي ضمن أصحاب الإمام علي، إلى الإمام الباقر، ووصفه عبد الله المامقاني بأنَّه من علماء السنة والشيعة المعروفين. وذكر محمد باقر الخوانساري أنَّه من أصحاب أهل البيت، ومن خواص أصحاب الإمام علي وله مكانة رفيعة عند الأئمة، وكان صلب في دينه. واعتبره العلامة الأميني من كبار التابعين، الذين يرجع إليهم وإلى كتابه الشيعة وغير الشيعة، وهو محل ثقة العلماء مثل الحسكاني.

وقد ذهب بعض الكتاب إلى إثبات وجوده بالرجوع إلى الرواة المذكورين في كتب الرجال والحديث الذين نقلوا عن سليم بن قيس مباشرة، ومن الرواة إبراهيم بن عمر اليماني، وأبان بن أبي عياش، وإبراهيم بن عثمان، وأبو خالد الكابلي. إلا أن الأنصاري الزنجاني في مقدمته على كتاب سيلم ذكر جميع هذه الموارد بالتفصيل، وأوضح أنه لم ينقل عن سليم بن قيس مباشرة إلا أبان بن أبي عياش.

كما اعتبر بعض الباحثين أن نقل الروايات عن سليم بن قيس عن طريق سليمان الأعمش في كتب أهل السنة يدل على وجود شخصية باسم سليم، ولكن بحسب الأنصاري الزنجاني فإنَّ سليم العامري في كتب أهل السنة يختلف عن سليم بن قيس عند الشيعة وهما شخصان.

نقل الموافقون عن حياة سليم

وقد نقل محمد باقر الأنصاري الزنجاني وصفًا مفصلاً عن حياة سليم في مقدمة كتاب سليم بن قيس، حيث ذكر أن سُليم بن قيس وكنيته أبو صادق، وهو من بني هلال بن عامر، والذي سافر من منطقة الحجاز إلى الشام والعراق.

ولد سليم في الكوفة قبل الهجرة النبوية بسنتين، وقال أبان بن أبي عياش لم أر رجلا كان أشد إجلالا لنفسه ولا أشد اجتهادا ولا أطول حزنا ولا أشد خمولا لنفسه ولا أشد بغضا لشهرة نفسه منه.

الإقامة في المدينة والكوفة وصحبته للأئمة الأوائل

وقيل إن سليم بن قيس دخل إلى المدينة في أول حكومة عمر بن الخطاب وقبل سنة 16 للهجرة، ولم يكن في المدينة في حياة رسول الله وبعد حياته، وفي حكومة أبي بكر، ولم يكن حاضرًا بنفسه في حادثة السقيفة، وشهادة فاطمة الزهراء.

ويعتبر سليم من خواص أصحاب الإمام علي، والذي كان يعمل بالخفاء على مشروعه في كتابة الحديث والتاريخ. وفي هذه الفترة كان على تواصل وارتباط بمجموعة من الشخصيات مثل أبي ذر الغفاري، والمقداد، وسلمان، وعبد الله بن عباس، والبراء بن عازب، وعبد الله بن جعفر، وعمار بن ياسر، وأبو سعيد الخدري.

سليم هو أحد أفراد شرطة الخميس في عهد حكومة الإمام علي، والذي كان حاضرًا في حرب الجمل، وصفين، وليلة الهرير. وشارك كذلك في حرب النهروان وسجل بعض من تلك الأحداث في كتابه.

وكما جاء في كتاب سليم أنَّه كان مع الإمام علي في الأيام الثلاثة الأخيرة من حياته، وكتب وصية الإمام علي بنفسه. وبعد شهادة الإمام علي، كان سليم من أصحاب الإمام الحسن، ومن ثم أصحاب الإمام الحسين، وكان حاضر في أحداث الصلح بين الإمام الحسن ومعاوية، واصل نشاطه العلمي في حكومة معاوية، وكتب الأحداث التي جرت في زمن معاوية، وكذلك ما فعله من أمورـ من وضع وتحريف الأحاديث ـ في كتابه، وفي سنة 58هـ قبل سنتين من وفاة معاوية كتب خطبة الإمام الحسين في منى بكتابه.

وفي سنة 61 هـ، عندما استُشهد الإمام الحسين، لم يرد في التاريخ شيء عن أحوال سليم. لقد التقى لأول مرة بالإمام السجاد عندما كان رضيع في نهاية سنة 38هـ، وأصبح من أصحاب الإمام السجاد بعد شهادة الإمام الحسين، ولقد التقى في تلك الفترة بالإمام الباقر عندما كان في سن السابعة أو أكثر.

هروبه إلى فارس ولقائه بأبان بن أبي عياش

ولا يوجد في كتاب سليم أي معلومات عن السنوات التي تلت حادثة كربلاء (من 61 إلى 75هـ)، بما في ذلك حكم ابن الزبير على الحجاز وقيام المختار في العراق، ولكن يقال إنه كان على الأرجح في الكوفة إلى وقت الحجاج. في سنة 75هـ، تولى الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية العراق من قبل عبد الملك بن مروان، ونظرًا لارتباطات سليم بالإمام علي طُلب للقبض عليه، فهرب سُليم بن قيس من العراق واستقر في مدينة تسمى «نوبندجان» بالقرب من شيراز، وكان عمره في ذلك الوقت 77 عامًا.

وفي مدينة نوبندجان أقام سليم في بيت والد أبان بن أبي عياش والتقى بأبان الذي كان عمره 14 سنة. توفي سليم أواخر سنة 76هـ في نوبندجان في إيران عن عمر يناهز 78 عاماً ودفن في نفس المدينة. وقد اعتبر البعض أن وفاته كانت سنة 90هـ.