المحسن بن علي بن أبي طالب (ع)

المحسن بن علي بن أبي طالب (ع)

تاريخ وفاة	سنة 11 هـ.
سبب وفاة	سقوطه من بطن أمه فاطمة (سلام الله عليها) إثر تعرض بيتها لهجوم بأمر من الخليفة.
والدان	الإمام علي والسيدة فاطمة

المحسن بن علي، خامس أولاد أمير المؤمنين من السيدة فاطمة الزهراء ، وقد مات شهيداً حينما أُسقط أثناء هجوم رجال الخليفة أبي بكر على دار علي لأخذ البيعة منه. اختلفت المصادر في تاريخ شهادته، وبناء على بعض الروايات التاريخية كانت شهادته بعد وفاة الرسول بأربعين يوماً أو أكثر.

التعريف به

تتحدث الأخبار أنّ النبي (ص) سمّى الابن الثالث للسيدة فاطمة الزهراء محسناً.

ولما كانت المصادر الشيعية تؤرخ له من يوم شهادته التي حدثت بعد إجهاض والدته الزهراء فمن الطبيعي أن لا تتحدث عن ولادته.

في حين اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين من العامّة، فذهب فريق إلى القول بأنّه ولد، وتوفي في زمن الرسول الأكرم في حين سكتت أكثر مصادرهم عن الحديث عن ولادته، واكتفت بالحديث عن وفاته صغيراً، ويظهر ذلك من ابن حزم وابن حجر وأبي الفداء والقندوزي الذين اكتفوا بالقول بأنّه «مات صغيراً».

وقال الدمشقي وابن كثير «مات وهو صغير».

ولم تختلف عبارة الطبري وابن الأثير عن هؤلاء إلا بتبديل مات صغيراً، وتوفي صغيراً، فيما استبدلها ابن قتيبة وغيره بعبارة «فهلك صغيراً» أو «هلك صغيراً».

وقد استعمل البلاذري عبارة «درج صغيراً»، وابن الجوزي «مات طفلاً». وعبر الصالحي الشامي وابن الصباغ المالكي عنه بعبارة «مات سقطاً».

والمتابع لكلمات القوم يرى أنّها لم تشر إلى وفاته في حياة النبي (ص)، بل عباراتهم تدل على أنّه ولد حيّاً إلا عبارة ابن حزم حيث قال: «مات صغيراً جداً إثر ولادته».

المحسن في المصادر الإسلامية

تعرضت أكثر مصادر التاريخ والأنساب من الفريقين للحديث عن المحسن بن علي وهذه الوثائق التاريخية وافرة وعديدة، لدرجة لا تدع مجالاً للشك في أصل وجوده أو التشكيك بمصداقيتها وإن اختلفت كلمتهم في تاريخ ولادته ووفاته.

المصادر الشيعية

اتفقت المصادر الشيعية على شهادة المحسن بن علي سقطاً، مع اختلافها في كيفية وزمن إسقاطه والشخص المسقط له. فذهب فريق إلى القول بأنّ المحسن بن علي من فاطمة الزهراء ، منها:

1. اليعقوبي (وفاة 292 هـ) في تاريخه.
2. المسعودي (وفاة 346 هـ) في مروج الذهب.
3. محمد بن سليمان الكوفي (حيّا سنة 300 هـ) في كتاب مناقب أمير المؤمنين.
4. الخصيبي (وفاة 334 هـ) في الهداية الكبری.
5. القاضي نعمان صاحب دعائم الإسلام (وفاة 363 هـ) في شرح الأخبار.
6. الشيخ المفيد (وفاة 413 هـ) في الإرشاد.
7. النسابة العلوي (وفاة حوالي 460 هـ) في المجدي في أنساب الطالبيين.
8. الطبرسي (وفاة 548 هـ) في إعلام الورى.
9. ابن شهر آشوب (وفاة 588 هـ) في مناقب آل أبي طالب.
10. الأربلي (وفاة 693 هـ) في كشف الغمّة في معرفة الأئمة.

ووافقهم في ذلك الكثير من أعلام الشيعة الإمامية الذين جاؤوا في القرون اللاحقة، وممن أرّخوا لأمير المؤمنين وذريته.

مصادر أهل السنّة

أما المصادر السنية التي أدرجت المحسن من بين أبناء أمير المؤمنين من فاطمة الزهراء ، فهي:

1. أحمد بن حنبل (وفاة 241 هـ) في مسنده.
2. البخاري (وفاة 256 هـ) في الأدب المفرد.
3. ابن قتيبة (وفاة 276 هـ) في المعارف.
4. البلاذري (وفاة 279 هـ) في أنساب الأشراف.
5. الدولابي (وفاة 310 هـ) في الذرية الطاهرة.
6. الطبري (وفاة 310 هـ) في تاريخ الرسل والملوك.
7. ابن حبان البستي (وفاة 354 هـ) في كتاب الثقات.
8. الحاكم النيشابوري (وفاة 405 هـ) في المستدرك علی الصحيحين.
9. ابن حزم الأندلسي (وفاة 456 هـ) في جمهرة أنساب العرب.
10. البيهقي (وفاة 458 هـ) في السنن الكبری.
11. ابن عبد البر القرطبي (وفاة 463 هـ) في الإستيعاب.
12. الشهرستاني (وفاة 545 هـ) في الملل والنحل.
13. ابن عساكر الدمشقي (وفاة 571 هـ) في تاريخ دمشق عند ترجمته للإمامين الحسن والحسين .
14. ابن عساكر ‍، في ترجمة الإمام الحسين من تاريخه.
15. ابن الأثير (وفاة 630 هـ) في أسد الغابة. وفي الكامل.
16. سبط ابن الجوزي (وفاة 654 هـ) في تذكرة الخواص.
17. عبد الله الطبري (وفاة 694 هـ) في ذخائر العقبی. الطبري، أحمد بن عبد الله ( م 694هـ).
18. أبو الفداء (وفاة 732 هـ) في المختصر في أخبار البشر.
19. شهاب الدين النويري (وفاة 733 هـ) في نهاية الإرب.
20. شمس الدين الذهبي (وفاة 748 هـ) في سير أعلام النبلاء.
21. ابن كثير (وفاة 774 هـ) في البداية والنهاية.
22. الزرندي (وفاة 750 هـ) في نظم درر السمطين.
23. الهيثمي (وفاة 807 هـ) في مجمع الزوائد.
24. ابن حجر العسقلاني (وفاة 852 هـ) في الإصابة.
25. ابن دمشقي (وفاة 871 هـ) في جواهر المطالب.
26. الصالحي الشامي (وفاة 942 هـ) في سبل الهدی والرشاد.
27. القندوزي (وفاة 1294 هـ) في ينابيع المودة.

وغير هؤلاء الأعلام ممن أدرجوا المحسن في عداد أبناء أمير المؤمنين من فاطمة الزهراء .

كيفية استشهاده

المقالة الرئيسة: الهجوم على دار الزهراء

جاء في الكثير من المصادر أنّ استشهاد المحسن وقع إبّان الهجوم على دار فاطمة الزهراء حينما أرادوا أخْذ البيعة من أمير المؤمنين ، ومن هؤلاء الأعلام الذين تبنّوا هذا الرأي إبراهيم بن سيّار المعروف بالنظام (وفاة 230 هـ) من كبار أعلام المعتزلة كما نقل ذلك الشهرستاني (وفاة 548 هـ) في كتابه الملل والنحل معلقاً على ذلك بقوله وزاد في الفرية فقال: «إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح أحرقوا دارها بمن فيها».

ولعل موقف النظام هذا مضافاً إلى بعض عقائده هي التي جرّت إلى الحكم بتكفيره من قبل بعض علماء العامّة.

وكلام النظام يكشف عن إذعانه بهذه الواقعة وهو اعتراف – كما يرى بعض الشيعة- من النظام. بالإضافة إلى ما نقله ابن أبي الحديد عن أستاذه أبي جعفر النقيب من تعارض الأخبار في هذه القضية الكاشف عن وجود رأي يدعم إسقاط الجنين ويقول إنّ فاطمة رُوّعت فالقت المحسن.

انطلاقاً من هذه الرواية التاريخية يكون المحسن قد أسقط إبّان أخذ البيعة من أمير المؤمنين وبعد رحيل النبي الأكرم .

تاريخ شهادته

لم تحدد لنا الوثائق التاريخية اليوم الذي استشهد فيه المحسن إلا أنّ التأمل في تلك الوثائق يكشف لنا عن تحديد إجمالي للواقعة لا يتعدى الشهر بعد رحيل النبي الأكرم إلا بأيام قلائل على أقصى التقادير، ومن هنا لا يصح ما اشتهر من كون الإسقاط حصل بعد أيّام من رحيله ، ولعل منشأ التوهم يعود إلى تصوّر البعض بأنّ بيت فاطمة قد تعرض لهجوم واحد، في حين أنّ البيت تعرض لأكثر من هجوم، ولم يقع في الهجوم الأوّل مصادمة بين الجهتين لينجر الأمر إلى سقوط المحسن، وعليه فما يؤرخ له تحت عنوان الأيام المحسنية في الأيام الأولى من ربيع الأول لا ينسجم مع الواقع التاريخي.

والشاهد على ذلك أنّ الزهراء مارست بعد تلك الأيام وخلال شهر من رحيل النبي الأكرم نشاطات سياسية وتحركات اجتماعية تحتاج إلى سلامة بدن، بالإضافة إلى رجوع جيش أسامة بن زيد إلى المدينة وعلاقته بالهجوم على بيت علي، ولا ريب أنّ الرجوع لم يكن في الأيام الأولى، بل رجع بعد أن عسكر خارج المدينة أكثر من شهر.

الحركة الاجتماعية والسياسية للسيدة الزهراء

من القضايا التي دخلت فيها الزهراء في نزاع من السلطة هي قضية فدك وغصبها من قبل الخليفة، وهذا يحتاج إلى قوة بدنية تساعد على التحرك. وقد أشار الإمام الصادق إلى أن السيدة فاطمة بقيت آثار العصرة القاسية في جسمها، وأصبحت مريضة عليلة حزينة. مما يدل على أن تحركاتها ضد السلطة الحاكمة كانت قبل مرضها وعجزها عن الحركة، ومن أبرز مصاديق ذلك التحرك:

طلب المؤازرة من الأنصار والمهاجرين

سجّل لنا التاريخ أنّ السيدة الزهراء كان تدور على بيوت المهاجرين والأنصار طالبة منهم المؤازرة والدعم في إحقاق الحقّ، فقد روي عن سلمان الفارسي، أنّ أمير المؤمنين حمل فاطمة ، وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين ، فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله إلا أتاه في منزله، فناشدهم الله حقه، ودعاهم إلى نصرته...‏ مضيفاً أن فاطمة لم تزل– بعد ضربها- صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيدة. مما يكشف عن أن تحركها حول بيوت الأنصار والمهاجرين كان قبل ضربها وفي وقت لم يكن الهجوم على دارها الذي أسقط فيه المحسن قد تم من قبل رجال الخليفة.

الخطبة الفدكية

المقالة الرئيسة: الخطبة الفدكية

هذه القرينة تدلّ أيضاً على أنّ حركة السيدة فاطمة كانت قبل الهجوم على دارها وضربها، وقد وصف ابن أبي الحديد ذهابها إلى المسجد، قائلاً: «لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منعها فدك لبست خمارها، وأقبلت في لُمّة من حفدتها ونساء قومها تطأ في ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ، حتى دخلت على أبي بكر...» ويستفاد من قوله «ما تخرم مشيتها مشية رسول الله » أنها كانت في سلامة من بدنها، وإلا لما شابهت مشيتها، وتطابقت مع مشي رسول الله مما يدل على أن الخطبة الفدكية هي الأخرى وقعت قبل الهجوم على الدار وحادثة الإسقاط.

رجوع جيش أسامة بن زيد إلى المدينة

المقالة الرئيسة: جيش أسامة

ذكر المؤرخون أن الهجوم على بيت فاطمة حصل بعد رجوع جيش أسامة بن زيد إلى المدينة بعد أن كان معسكراً خارجها لأكثر من شهر، مستدلين على ذلك بوجود بريدة بن الحصيب الأسلمي الذي كان في عداد جيش أسامة من جهة، وكان من المعترضين على الهجوم على الدار من جهة أخرى وشهد أحداثها، مما يكشف عن تأخر زمن الهجوم إلى ما بعد رجوع أسامة وجيشه.

مواضيع ذات صلة

• الهجوم على بيت الزهراء

• أيام الفاطمية

وصلات خارجية

• مصادر شهادة المحسن
• شهادة المحسن