انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آيات الإفك»

أُزيل ٢٥٬٥٢٢ بايت ،  ٢٤ يناير ٢٠٢٢
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad
imported>Foad
طلا ملخص تعديل
سطر ٣٦: سطر ٣٦:


كما ذكر الشيخ جعفر السبحاني في كتابه فروغ ابديت، أن محدثين ومفسرين أهل السنة ذهبوا إلى أن سبب نزول الآية هو اتهام عائشة من قبل المنافقين.<ref>السبحاني، فروغ ابديت، ص 660.</ref> وذكر العلامة الطباطبائي أن أهل السنة ذهبوا إلى سبب النزول هو الأول (أن المقذوفة عائشة) وأن الشيعة ذهبوا إلى أن سبب النزول هو الثاني (أن المقذوفة مارية)، ولكن كل من النزولين لا يخلوا من إشكال.<ref>العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 15، ص 89.</ref> إلا أن عدداً من المفسرين الشيعة الكبار يتفقون مع أهل السنة، من جملتهم الشيخ الطوسي في تفسير البيان، والفضل بن الحسن الطبرسي في جمع البيان، أبو الفتوح الرازي في روض الجنان.<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 7، ص 408 و415 ــ 417؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 205 ــ 207؛ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ص 112 و 114 ــ 115.</ref>
كما ذكر الشيخ جعفر السبحاني في كتابه فروغ ابديت، أن محدثين ومفسرين أهل السنة ذهبوا إلى أن سبب نزول الآية هو اتهام عائشة من قبل المنافقين.<ref>السبحاني، فروغ ابديت، ص 660.</ref> وذكر العلامة الطباطبائي أن أهل السنة ذهبوا إلى سبب النزول هو الأول (أن المقذوفة عائشة) وأن الشيعة ذهبوا إلى أن سبب النزول هو الثاني (أن المقذوفة مارية)، ولكن كل من النزولين لا يخلوا من إشكال.<ref>العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 15، ص 89.</ref> إلا أن عدداً من المفسرين الشيعة الكبار يتفقون مع أهل السنة، من جملتهم الشيخ الطوسي في تفسير البيان، والفضل بن الحسن الطبرسي في جمع البيان، أبو الفتوح الرازي في روض الجنان.<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 7، ص 408 و415 ــ 417؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 205 ــ 207؛ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ص 112 و 114 ــ 115.</ref>
==محتوى الآيات==


==القائلون بنزولها في عائشة  ==
==مواضيع ذات صلة==
ذهب مشهور مفسري [[أهل السنة|أهل السنّة]] وأعلامهم، وكذالك بعض علماء ومفسري [[الشيعة]]، إلى  القول بأنّ آيات الإفك نزلت في [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] عندما اتّهمت بالفاحشة، وأنّ [[الله]] {{عز وجل}} برّأها من ذالك بنصّ [[القرآن]] .
 
===من الشيعة===
*[[الشيخ الطوسي]] في [[التبيان في تفسير القرآن (كتاب) |تفسيره التبيان]]: حيث نقل  مضمون [[الرواية]] التي قالت أنّ الآيات نزلت في زوجة [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص) عائشة بنت أبي بكر .<ref>الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج 7 ، ص 414 -417.</ref>
*[[الفضل بن الحسن الطبرسي|الطبرسي]] في [[مجمع البيان في تفسير القرآن (كتاب)|تفسيره مجمع البيان]]: حيث نقل الرواية التي تفيد أنّ المتهمة بالإفك هي عائشة بنت أبي بكر . <ref>الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 7، ص 166 - 169.</ref>
*[[محمد جواد مغنية|الشيخ مغنية]] في تفسيره «[[التفسير الكاشف (كتاب)|التفسير الكاشف]]»: حيث قال: اتفق المفسّرون من جميع الطوائف والمذاهب الاسلامية إلاّ مَنْ شذّ، اتفقوا على أنّ هذه الآيات نزلت لبراءة عائشة من تهمة الزنا .<ref>مغنية، التفسير الكاشف، ج 5، ص 403.</ref>
 
===من السنّة ===
ذهب السواد الأعظم من مفسري وأعلام [[أهل السنة|أهل السنة والجماعة]] إلى القول بأنّ آيات [[حادثة الإفك|الإفك]] نزلت في زوجة [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص) [[عائشة بنت أبي بكر]]، ومن هؤلاء :
{{Div col|2}}
#[[البخاري]] في [[صحيح البخاري|صحيحه]].<ref>البخاري، صحيح البخاري، مج 1، ج 3، ص 219-220، كتاب الشهادات، باب إذا عدّل رجل أحدًا.</ref>
#[[مسلم]] في [[صحيح مسلم|صحيحه]] نقل رواية [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] عن حادثة الإفك.<ref>ابن الحجاج، صحيح مسلم، ص 1066 - 1068، كتاب التوبة، باب في حديث الإفك، وقبول توبة القاذف.</ref>
#أبو الحسن الواحدي في مصنّفه «أسباب نزول القرآن».<ref>الواحدي، أسباب نزول القرآن، ص 328 - 332، سورة النور، آية 11.</ref>
#أبو جعفر النحّاس في تفسيره « معاني القرآن الكريم ».<ref>النحاس، معني القرآن الكريم، ج 4، ص 507 - 509، سورة النور، آية 11.</ref>
#ابن أبي حاتم في تفسيره « تفسير القرآن العظيم ».<ref>الرازي، تفسير القرآن العظيم، ج 8، ص 2539 - 2544، سورة النور، آية 11.</ref>
#ابن أبي زمنين في تفسيره « تفسير القرآن العزيز ».<ref>ابن أبي زمنين، تفسير القرآن العزيز، ج 3، ص 223- 224، سورة النور، آية 11.</ref>
#ابن عرفة في تفسيره «تفسير ابن عرفة».<ref>ابن عرفة، تفسير ابن عرفة، ج 3، ص 225 - 226، سورة النور ، آية 11.</ref>
#ابن عطية ، في تفسيره «المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز».<ref>ابن عطية، المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص 1349، سورة النور، آية 11.</ref>
#ابن الجوزي في تفسيره «زاد المسير فب علم التفسي».<ref>ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ص 989، سورة النور، آية 11.</ref>
#ابن الجزي الكلبي في تفسيره « التسهيل لعلوم التنزيل » .<ref>ابن جزي الكلبي، التسهيل لعلوم التنزيل، ج 2، ص 84، سورة النور، آية 11.</ref>
#ابن كثير الدمشقيّ في تفسيره « تفسير القرآن الكريم » .<ref>ابن كثير الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، ج 6، ص 19 -21 ، سورة النور ، آية 11.</ref>
#ابن عاشورر التونسي في تفسيره « التحرير والتنوير » .<ref>ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 18، ص 169 - 170، سورة النور، آية 11.</ref>
#الثعالبي في تفسيره « الجواهر الحسان في تفسير القرآن » .<ref>الثعالبي، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج 4، ص 174، سورة النور، آية 11.</ref>
#الثعلبي في تفسيره «الكشف والبيان » .<ref>الثعلبي، الكشف والبيان، ج 7، ص 72 -77، سورة النور، آية 11.</ref>
#السيوطي في تفسيره « الدر المنصور في التفسير بالمأثور » .<ref>السيوطي، الدرّ المنثور، ج 10، ص 363 -370، سورة النور، آية 11.</ref>
#الفخر الرازي في تفسيره «مفاتيح الغيب » .<ref>الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 23، ص 173 - 175، سورة النور، آية 11.</ref>
#الزمخشري في تفسيره « الكشاف » .<ref>الزمخشري، الكشاف، ص 721، سورة النور، آية 11.</ref>
#الواحدي النيسابوري في تفسيره « الوسيط في تفسير القرآن المجيد» .<ref>الواحدي النيسابوري، الوسيط، ج 3، ص 307- 311، سورة النور، آية 11.</ref>
{{Div col end}}
 
=== اشكالات على هذه الرواية ===
وقد أشكل بعض أعلام ومفسيري [[الشيعة]] على هذه الرواية، بجملة من الاشكالات، منها :
:'''أولا''': أنّه لا يمكن قبول ما تفيده [[الحديث|الروايات]] التي تشير إلى أنّ [[آية الإفك|آيات الإفك]] نازلة في [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، لما تحمله من معاني سلبية على شخص [[النبي الأعظم|النّبيّ الأعظم]] (ص)، فهي تصوره (ص) على أنّه كان يعيش حالة من الرَّيب والشك في زوجته [[عائشة بنت أبي بكر]]، وهذا لا يليق بمقام [[النبوّة]]، ولا يمكن تصوّره في شخص [[العصمة|عصمه]] المولى تعالى حتى قال فيه: {{قرآن| وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}}.<ref>سورة النجم: آية 3 - 4؛ الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 15، ص 102-103، سورة النور ، آية 11.</ref>
: '''ثانيا''': أنّ هذه الروايات تصور [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص)، على أنّه وبعد أن قال: أهل الإفك إفكهم، كان صامة ولم يتخذ أي إجراء عملي في مواجهة هذه الحادثة لمدة طويلة، مع العلم أنّه (ص) كان مكلّفًا بتوضّيح ومعالجة مثل هذه الظواهر السلبية، وخاصة أنّ الحدّ الشرعي لمن يتهم مسلمةً دون إقامة شهود على دعواه قد نزل قبل [[حادثة الإفك]] .
:وعليه فلِما لم يقم الحدّ الشرعي على أصحاب الإفك رغم أنّ الحكم كان قد نزل ووضّحه المولى قبل وقوع [[حادثة الإفك]] ؟<ref>فضل الله، من وحي القرآن، ج 16، ص 253 - 254، سورة النور، آية 11.</ref>
 
== القائلون بنزولها في مارية ==
=== من الشيعة ===
*[[الحسين بن حمدان الخصيبي|الحسين بن حمدان الخصيبي]] ( من أعلام القرن الثاني والثالث هجري ) في الكتاب المنسوب إليه « [[الهداية الكبرى (كتاب)|الهداية الكبرى]] »، حيث ذكر رواية مرسلة وطويلة عن [[الإمام الرضا]] (ع) <ref>ابن حمدان، الهداية الكبرى، ص 296- 298، باب 12.</ref>، تتحدث عن خبر [[مارية القبطية|مارية]] واتهامها، غير أن الرواية فيها أنّ الآية التي بَرَّأت مارية ليست آية الإفك، بل قوله تعالى: {{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }}.<ref>سورة النور: آية 23.</ref>
 
:والحسين الخصيبي جرحه رجاليوا الشيعة أشدّ الجرح، حيث قيل فيه:
::قال عنه [[النجاشي]]: أنّه فاسد المذهب.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 67، رقم الترجمة 159.</ref>
::قال [[ابن الغضائري]] فيه: كذّاب، فاسد المذهب، صاحب مقالةٍ مَلْعُونةٍ، لا يلتفت إليه.<ref>ابن الغضائري، الرجال لابن الغضائري، ص 54، رقم الترجمة 40، حرف الحاء.</ref> 
::قال عنه ابن داود: كان فاسد المذهب<ref>ابن داود الحلي، رجال ابن داود، القسم الثاني، حرف الحاء، من اسمه حسين رقم الترجمة 140، ص 238.</ref>
::قال فيه [[العلامة الحلي|العلامة الحلّي]]: كان فاسد المذهب، كذّابًا، صاحب مقالة، ملعونًا، لا يلتفت إليه .<ref>العلامة المجلسي، خلاصة الأقوال، ص 162، باب من اسمه حسين، رقم الترجمة 10.</ref> 
::عدّه [[الشيخ الطوسي]] من رجاله، ممّن لم يرو على أحد من [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] <ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص 423، رقم الترجمة 6098، حرف الحاء.</ref> 
 
*[[الشيخ المفيد]] في رسالته « [[رسالة حول خبر مارية (كتاب)|رسالة حول خبر مارية]] »: حيث قال في سؤال السائل: [ هل ] هذا الخبر عندكم ثابت صحيح ؟، فقال: قلت: أجل هو خبر مسلم، يصطلح على ثبوته الجميع .<ref>المفيد، رسالة حول خبر مارية، ص 18.</ref>
*[[علي بن ابراهيم القمي|علي بن ابراهيم القمّي]] في تفسيره « [[تفسير القمي]] »: حيث قال:فإنّ العامّة رووا أنّها نزلت  في [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، وما رُمِيَتْ به في [[غزوة بنو المصطلق|غزوة بني المصطلق]] من خزاعة، وأمّا الخاصّة فإنّهم رووا أنّها نزلت في [[مارية القبطية|مارية القبطيّة]]، وما رمتها به عائشة .<ref>القمي، تفسير القمّي، ج 2، ص 702، سورة النور ، آية 11.</ref>
:ثمّ أخرج رواية، عن [[زرارة بن أعين|زرارة]]، قال: سمعت [[الإمام الباقر|أبا جعفر]] (ع) يقول: «'''لمّا مات [[ابراهيم بن رسول الله]] (ص) حزن عليه، حزنا شديدا، فقالت [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]: ما الذي يحزنك عليه؟ فما هو إلاّ ابن جريح . فبعث [[رسول الله]] (ص) [[علي بن أبي طالب|عليًّا]] وأمره بقتله ، فذهب [[علي ابن أبي طالب|علي]] (ع) إليه ومعه السيف ، وكان [[جريح القبطي]] في حائطٍ فضرب [[علي ابن أبي طالب|علي]] (ع) باب البستان ، فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب ، فلما رأى [[علي ابن أبي طالب|عليا]] (ع) عرف في وجهه الغضب ، فأدبر راجعًا ولم يفتح الباب ، فَوَثَبَ [[علي ابن أبي طالب|علي]] (ع) على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه ، و وَلَّى جريح مدبرًا ، فلما خشي أنْ يُرْهِقَه صعد في نخلة وصعد [[علي ابن أبي طالب|علي]] (ع) في أثره ، فلمّا دنَا منه رَمَى نفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فإذا ليس له ما للرجال ، ولا له ما للنساء ، فانصرف [[علي ابن أبي طالب|علي]] (ع) إلى [[النبي الأعظم|النبي]] صلى الله عليه وآله فقال له: يا [[رسول الله]] إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمِسْمَار المحمى في الوتر أمضي على ذلك أو أتَثَبَّت ؟ قال: فقال: لا ، بل تَثَبَّتْ . فقال: والذي بعثك بالحقِّ ما له ما للرِّجال ولا ما للنِّساء ، فقال [[رسول الله]] صلى الله عليه وآله: الحمد لله الذي صَرَفَ عنَّا السوء [[أهل البيت]] ''' ».<ref>القمي، تفسير القمّي، ج 2، ص 702-703، سورة النور ، آية 11</ref>
*[[الشريف المرتضى|السيد المرتضى]]: في أماليه: نقل [[الحديث|راوية]] مرسلة عن [[محمد بن الحنفية]] عن [[أمير المؤمنين]] (ع)، ثم حاول الإجابة على بعض الإشكالات التي ترد على الرواية .<ref>المرتضى، أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد، ج 1، ص 77 - 81.</ref>
*[[هاشم البحراني]] في [[تفسير البرهان|تفسيره البرهان]]: حيث نقل قول القمي وروايته، ونقل جزء رواية من [[الخصال (كتاب)|كتاب الخصال]]، على لسان [[أمير المؤمنين]] (ع)، وهو في مقام الاحتجاج على أهل الشورى بأحقّيته في الخلافة، ثم نقل رواية الحسين بن حمدان الخصيبي.<ref>البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 5، ص 369 - 372، سورة النور ، أية 11.</ref>
: ثمّ علّق قائلا: قلت: قصّة جُرَيح مع أمير المؤمنين (ع)، وإرسال [[رسول الله]] (ص) ليقتله، ذكره السيد المرتضى في كتابه الغُرَر والدُرَر، وفسّر ما يحتاج إلى تفسيره في الخبر، وهذا يُعطي أنّ [[الحديث]] من مشاهير الأخبار ... .<ref>البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 5، ص 372، سورة النور ، أية 11.</ref>
 
=== من السنّة ===
لقد نقل حادثة اتهام زوجة [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص) [[مارية القبطية]] بعض أعلام [[أهل السنة|أهل السنة]]، منهم:
#[[الحاكم النيسابوري]] في مستدركه « [[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|المستدرك على الصحيحين]] » : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ ، ثَنَا أَبُو مُعَاذٍ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَرْقَمِ الأَنْصَارِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : «  '''أُهْدِيَتْ مَارِيَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهَا ابْنُ عَمٍّ لَهَا ، قَالَتْ : فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَقْعَةً ، فَاسْتَمَرَّتْ حَامِلا ، قَالَتْ : فَعَزَلَهَا عِنْدَ ابْنِ عَمِّهَا ، قَالَتْ : فَقَالَ أَهْلُ الإِفْكِ وَالزُّورِ : مِنْ حَاجَتِهِ إِلَى الْوَلَدِ ادَّعَى وَلَدَ غَيْرِهِ ، وَكَانَتْ أُمُّهُ قَلِيلَةَ اللَّبَنِ ، فَابْتَاعَتْ لَهُ ضَائِنَةَ لَبُونٍ ، فَكَانَ يُغَذَّى بِلَبَنِهَا ، فَحَسُنَ عَلَيْهِ لَحْمُهُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : فَدُخِلَ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَرَيْنَ ؟ فَقُلْتُ : مَنْ غُذِّيَ بِلَحْمِ الضَّأْنِ يَحْسُنُ لَحْمُهُ ، قَالَ : وَلا الشَّبَهُ ، قَالَتْ : فَحَمَلَنِي مَا يَحْمِلُ النِّسَاءَ مِنَ الْغَيْرَةِ أَنْ قُلْتُ : مَا أَرَى شَبَهًا ، قَالَتْ : وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : خُذْ هَذَا السَّيْفَ ، فَانْطَلِقْ فَاضْرِبْ عُنُقَ ابْنِ عَمِّ مَارِيَةَ حَيْثُ وَجَدْتَهُ ، قَالَتْ : فَانْطَلَقَ ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ عَلَى نَخْلَةٍ يَخْتَرِفُ رُطَبًا ، قَالَ : فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عَلِيٍّ وَمَعَهُ السَّيْفُ ، اسْتَقْبَلَتْهُ رِعْدَةٌ . قَالَ : فَسَقَطَتِ الْخِرْقَةُ ، فَإِذَا هُوَ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَا لِلرِّجَالِ شَيْءٌ مَمْسُوحٌ''' ».<ref>الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 4، ص 41-42، باب ذكر سراري رسول الله فأولهن مارية القبطية أم ابراهيم.</ref>
#[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] في [[صحيح مسلم|صحيحه]] .<ref>ابن الحجاج، صحيح مسلم، ص 1069 - 1070، كتاب التوبة ، باب براءة حرم النّبيّ (ص) من الرِّيبة.</ref>
#[[أحمد بن عمرو البزار|البزّار]] في مسنده « البحر الزَّخَّار ».<ref>البزار، البحر الزّخّار، ج 2، ص 237، مسند علي بن أبي طالب (ع) ، باب ومما روى محمد بن علي بن أبي طالب وهو ابن الحنفية عن علي (ع) </ref>
#ابن أبي عاصم في مصنّفه « الآحاد والمثاني » .<ref>أبي عاصم الشيباني، الآحاد والمثاني، ص 615، رقم الحديث 3129 - 3130 ، باب رقم 107 ومن ذكر مارية أم إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم</ref>
# ابن منده (من أعلام القرن الرابع ) في مصنّفه « معرفة الصحابة ».<ref>ابن منده الأصبهاني، معرفة الصحابة، ص 972، كتاب النساء ، باب زوجات النبي ، مارية القبطية.</ref>
#أبو نعيم في حِلْيته « حلية الأولياء وطبقات الأصفياء » .<ref> أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء، ج 3، ص 177 - 178، ترجمة محمد بن الحنفية.</ref>
#الطبراني في أوسطه « المعجم الأوسط » .<ref>الطبراني، المعجم الأوسط، ج 4، ص 89-90، باب حرف الطاء، من اسمه طالب.</ref>
#الهيثمي في مجمعه « مجمع الزوائد ومنبع الفوائد » .<ref>الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج 9، ص 161- 162، باب فضل ابراهيم بن رسول الله (ص).</ref>
 
=== اشكالات على هذه الرواية ===
وردت عدّة إشكالات من علماء و [[قالب:مفسرو الشيعة|مفسري الشيعة]] على هذه [[الحديث|الرواية]]، منها:
: '''أولا :''' أنّ هذه الرواية لا تنسجم مع [[آية الإفك|آيات الإفك]]، فآيات الإفك تتحدث عن وجود جماعة مترابطة هي من أتت بالإفك لتشويه [[النبي الأكرم|النّبي الأكرم]] (ص)، بينما [[الحديث|الرواية]] تتحدث عن أنّ من أتى بالإفك هو فرد أو فردان.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 16، ص 105 - 106، سورة النور آية 11.</ref>
:'''ثانيا :''' أنّ مقتضى القصة وظهور براءتها  هو إجراء الحد على من جاء بالإفك، وهذه الرواية لا يوجد فيها أي إشارة لقيامه (ص ) بالحد على القاذفين.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 16، ص 106، سورة النور آية 11.</ref>
:"'ثالثا:"' أن مضمون الرواية يتعارض مع ما ثبت [[النبي (ص)|للنبي(ص)]] و[[الإمام علي (ع)]] من حسن في [[الأخلاق]]، و[[التقوى|تقوى]] في الأعمال، حيث أن الرواية تفيد أنّ النبي (ص) أمر الإمام علي (ع) بقتل جريح بمجرد سماعه للخبر، وبدون تثبت في أصل الخبر، وهذا يتنافى مع ماهو ثابت له (ص) من أخلاق و[[الورع|ورع]] .
 
==المتوقفون عند  القولين==
====من الشيعة====
توقف بعض المفسرين، عند الروايتين لورود جملة من الإشكالات تمنع قبول مضمون الروايتين .
*[[الفيض الكاشاني]] في تفسيره [[تفسير الصافي (كتاب)|الصافي]] : نقل الروايتين، ثمّ قال عن رواية القمّي: أقول إنْ صحّ هذا الخبر فلعلّه (ص)، إنّما بعث عليًا (ع) إلى جُرَيح ليظهر الحقّ ويصرف السوء وكان قد علم أنّه لا يقتله، ولم يكن يأمر بقتله بمجرّد قول عائشة .<ref>الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 3، ص 424، سورة النور ، آية 11.</ref>
: وفي تفسيره « [[الأصفى في تفسير القرآن (كتاب) |الأصفى]] »، وبعد أن نقل رواية القمّي، قال : وفيها ما فيها .<ref>الفيض الكاشاني، تفسير الأصفى، ج 2، ص 838، سورة النور ، أية 11.</ref>
*[[السيد الطباطبائي]] في تفسبره «[[الميزان]] »: حيث أنّه قال: قد روى [[أهل السنة|أهل السنّة]] أنّ المقذوفة في قصة الإفك هي أمّ المؤمنين [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، وروت [[الشيعة]] أنّها [[مارية القبطية]] أم ابراهيم التي أهداها مقوقس ملك [[مصر]] إلى النّبيّ (ص)، وكلّ من الحديثين لا يخلو عن شيء على ما سيجيء في البحث الروائي الآتي.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 15، ص 90، سورة النور، آية 11.</ref>
*[[السيد فضل الله]] في تفسيره «[[تفسير من وحي القرآن|من وحي القرآن]] »: فبعد أن أورد [[الرواية]] التي تفيد أنّ عائشة هي من اتهمت بمضمون الإفك، قال: وإنّنا نتحفّظ على صدق هذه الرواية لأنّها تُسيء إلى الشخصية الرسالية التي يتميّز بها [[النبي (ص)|النّبيّ]] (ص) ... .<ref>فضل الله، تفسير من وحي القرآن، ج 16، ص 252، سورة النور، آية 11.</ref>
:وبعد أن نقل [[الرواية]] التي يذكر فيها أنّ المرمية بالإفك هي [[مارية القبطية]] علّق قائلا: وهذه الرواية أكثر إثارة لعلامات الاستفهام من الأولى .<ref>فضل الله، تفسير من وحي القرآن، ج 16، ص 255، سورة النور ، آية 11.</ref>
*[[الشيخ مكارم الشيرازي]] في تفسيره «[[تفسير الأمثل|الأمثل]] »: فبعد أن أورد السببين، ذكر جملة من الإشكالات التي تَرِدُ على كلّ واحد منهما .<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 9، ص 31-33، سورة النور، آية 11.</ref>
 
== مواضيع ذات صلة ==
{{Div col|2}}
{{Div col|2}}
*[[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله]]
*[[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله]]
سطر ١٢٩: سطر ٤٨:
{{Div col end}}
{{Div col end}}


== الهوامش ==
==الهوامش==
{{مراجع|2}}
{{مراجع|2}}


== المصادر والمراجع ==
==المصادر والمراجع==
{{Div col|2}}
{{Div col|2}}
*ابن أبي زمنين، محمد بن عبد الله، '''تفسير القرآن العزيز'''، مصر - القاهرة، دار الفاروق الحديثية للطباعة والنشر، ط 1، 1423 هـ/ 2002 م.
*ابن أبي زمنين، محمد بن عبد الله، '''تفسير القرآن العزيز'''، مصر - القاهرة، دار الفاروق الحديثية للطباعة والنشر، ط 1، 1423 هـ/ 2002 م.
مستخدم مجهول