النبي يوشع (ع)

من ويكي شيعة
(بالتحويل من النبي يوشع بن نون (ع))
النبي يوشع (ع)
قبر منسوب للنبي يوشع في الأردن
قبر منسوب للنبي يوشع في الأردن
القومبنو إسرائيل
قبلهالنبي موسى
أهم الأقاربالنبي يوسف
الدينالتوحيد
أهم الأحداثفتح فلسطين وبيت المقدس
الأنبياء
النبي محمد(ص)إبراهيم(ع)نوح(ع)عيسى(ع)موسى(ع)سائر الأنبياء


يوشع بن نون، هو أحد أنبياء بني إسرائيل من نسل النبي يوسف، وخليفة النبي موسى (ع). لم يرد اسم يوشع في القرآن الكريم، ولكن المفسرين فهموا أن آيات من سورة الكهف والمائدة تتحدث عنه، كما اعتبر بعضهم أنه ذو الكفل والبعض الآخر اعتبره أليسع.

ذُكر أن يوشع بن نون كان من يرافق النبي موسى في قصته مع الخضر. كما أنه أحد الأنبياء الذين تحققت لهم معجزة رد الشمس. وبحسب بعض المصادر التفسيرية أن يوشع يعود عند ظهور الإمام المهدي .

دخل بنو إسرائيل أرض فلسطين على يد يوشع لأول مرة، وسكنوا بيت المقدس (أورشليم). وقيل إنه توفي عن عمر تراوح من 110 إلى 126 سنة، ودفن في جبل أفرائيم بفلسطين، وقيل يقع قبره في الأردن، وقيل في أصفهان، وله مقام في لبنان أيضاً.

نسبه

يوشع بن نون هو أحد أنبياء بني إسرائيل وخليفة موسى عليه السلام وأحد أصحابه،[١] وبحسب بعض الروايات هو من ذرية يوسف وزليخا،[٢] وقد ولد في مصر.[٣] وفي بعض المصادر أن نسبه يرجع إلى إبراهيم عليه السلام وهو كما يلي: يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم[٤] واعتبره البعض ذو الكفل ابن أخت موسى وتلميذه.[٥] واعتبره بعض المفسرين[٦] أنه أليسع.[٧]

وذكر في بعض المصادر التاريخية والروائية أن وفاته كانت في يوم 21 رمضان،[٨] ويتراوح عمره من 110 إلى 126 سنة.[٩] اختير من بعده كالب بن يوقنا نبياً لبني إسرائيل.[١٠] وهناك عدة آراء حول مكان دفنه، فقد ذكر محمد بن جرير الطبري أن قبره يقع في جبل أفرائيم بفلسطين،[١١] وذكر بعض المؤرخين أن مدفنه في قرية كفل حارس جنوب غرب نابلس في فلسطين،[١٢] وذكرت مصادر أخرى أنه يقع في مقبرة تخت فولاد في أصفهان،[١٣] وقيل يقع قبره في الأردن أيضاً، كما له مقام في طرابلس شمال لبنان.[١٤]

ورد في مصادر التفسير أنه مخلص لموسى عليه السلام لعدم انضمامه إلى عصاة بني إسرائيل التي تمردت في عهد موسى لمحاربة الظالمين.[١٥] لم يذكر اسم يوشع في القرآن الكريم، لكن المفسرين اعتبروا أن آيات من سورة المائدة والكهف تتحدث عنه.[١٦] وفي بعض كتب الدعاء المنسوبة إلى الشيعة يوجد دعاء منسوب إلى يوشع.[١٧] وفي الكتاب المقدس ورد اسمه يهوشوع. وبحسب العهد القديم كان اسمه أولاً هوشع، أي: النجاة، ثم سمي فيما بعد يهوشوع، أي: يهوى النجاة.[١٨]

صحبته لموسى (ع)

قد بينت المصادر التاريخية أن يوشع من الأشخاص المخلصين للنبي موسى عليه السلام ومن أصحابه،[١٩] وجاء في التوراة أن يوشع كان من القادة في إحدى المعارك.[٢٠] كما جاء فيها أيضاً أنه كان مع موسى عندما ذهب إلى جبل سيناء لتلقي الوصايا العشر.[٢١] وكذلك فيها قصة عصيان بني إسرائيل لأمر موسى بالقتال، وأن الله لم يغضب على يوشع وعدد قليل معه؛ لذلك وعدهم الله بالأرض المقدسة.[٢٢]

مرافقته لموسى في لقاء الخضر

على أساس بعض المصادر التاريخية والتفسيرية أن يوشع كان مع موسى أثناء لقائه بالخضر عليه السلام،[٢٣] وفي القرآن الكريم أشير إلى شابٍ رافق موسى أثناء لقائه الخضر.[٢٤]

نبوته

صرحت مصادر عديدة في جعل النبي موسى عليه السلام يوشع بن نون خليفة له بعد موت أخيه هارون.[٢٥] وقبل وفاة موسى بأيام قليلة أعطاه درع النبوة مع الألواح المقدسة التي كتبت عليها أحكام الله، وكان عمره يصل إلى 90 سنة.[٢٦] أما مدة نبوته فكانت تتراوح[٢٧] بين 27 إلى 30 سنة.[٢٨]

دخول فلسطين والعيش فيها

بحسب ما ذكره المؤرخين أن يوشع حقق وعد الله بعيش بني إسرائيل الأرض الموعودة لهم بعد الهجوم على فلسطين والشامات،[٢٩] حيث قام بأمر من الله بمحاربة سكّان هذه الأراضي التي كان يحكمها الظالمين.[٣٠] فانتصر عليهم يوشع وفتح فلسطين وبيت المقدس.[٣١] ومن بين المناطق التي فتحها قبل القدس هي منطقة أريحا (الأردن حالياً).[٣٢] وكان بنو إسرائيل قبل هجومهم على أريحا تائهين في الصحراء أربعين سنة، وذلك بسبب عصيانهم لله تعالى أثناء نبوة موسى عليه السلام.[٣٣]

معجزة رد الشمس

بحسب المصادر التاريخية والروائية أنه تحقق ليوشع وداوود وسليمان عليهم السلام ونبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم معجزة رد الشمس.[٣٤] حدثت ليوشع هذه المعجزة عند حربه في فلسطين التي كانت قبل مساء يوم الجمعة، حيث كان يوشع قلقاً من استمرار الحرب إلى يوم السبت الذي لا يُسمح لهم القتال فيه،[٣٥] ولأنه كان يحتمل هزيمة العدو طلب من الله أن لا تغرب الشمس وأن تستقر في السماء.[٣٦] وبأمر الله تأخّر غروب الشمس لحين فتح القدس.[٣٧]

وقد ذكر بعض المؤرخين أن هذه الحادثة حصلت عند فتح مدينة البلقاء.[٣٨] واعتبر الطبري اسم المدينة التي فتحها يوشع هي أريحا.[٣٩] وبعد فتح فلسطين والشامات، قسّم يوشع هذه المناطق بين أسباط بني إسرائيل.[٤٠]

كتاب يوشع

يحمل جزء من العهد القديم في الكتاب المقدس اسم يوشع، وفيه يتحدث عن نبوته والأحداث التي جرت معه، وهذا الكتاب يأتي بعد سفر التثنية وقبل سفر القضاة، وفيه جاء ذكر فتح أرض سوريا وفلسطين، ودخول بني إسرائيل إلى الأرض الموعودة.[٤١]

رجعته بعد ظهور الإمام المهدي

بحسب بعض المصادر ذكر العياشي في تفسيره أن يوشع سيعود عند ظهور الإمام المهدي ، وسيكون مع عيسى عليه السلام إلى جانب الإمام .[٤٢]

الهوامش

  1. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 6، ص 281.
  2. المقدسي، البدء والتاریخ، ج 3، ص 69.
  3. الأقفهسي، أخبار نیل مصر، ص 50.
  4. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 6، ص 281.
  5. المقدسي، الخلق والتاريخ، ج 1، ص 468.
  6. مکارم الشیرازي، القصص القرآنية، ص 353.
  7. السبحاني، القص القرآنية، ج 2، 331.
  8. المجلسي، بحار الأنوار، ج 43، ص 359 ؛ الطبري، تاریخ الأمم والملوك، ج 1، ص 442.
  9. المجلسي، بحار الأنوار، ج 43 و ص 359 ؛ المسعودي، التنبیه والإشراف، ص 181.
  10. المجلسي، حیاة القلوب، ج 1، ص 377.
  11. الطبري، تاریخ الأمم والملوك، ج 1، ص 442.
  12. أبو الیمن العلیمي، الأنس الجلیل بتاریخ القدس والخلیل،‏ ج 1، ص 202.‏
  13. بيزار الشيرازي، الآثار والجغرافيا التاريخية في قصص القرآن،‏ ص 427.
  14. «نظرة إلى مكانة النبي يوشع (ع)»، وكالة أنباء إيرنا.
  15. الطبرسي، مجمع البیان، ج 3، ص 279.
  16. الطوسي، التبیان في تفسیر القرآن، ج 3، ص 486 ؛ ج 7، ص 65-66 ؛ تفسیر الطبري، ج 5، ص 294 ؛ ج 6، ص 112 ؛ ج 10، ص 176 ؛ ج 15، ص 176-177 ؛ الطباطبائي، المیزان، ج 13، ص 338 - 341.
  17. ابن‌‌ طاووس، مهج الدعوات، ص 309.
  18. العهد العتیق، سفر الخروج، باب 17: 8 - 19 و 24.
  19. بازار الشيرازي، علم الآثار والجغرافيا التاريخية لقصص القرآن،‏ ص 427.
  20. العهد القديم، سفر التثنیة، باب 1: 35-38.
  21. العهد القديم، سفر الخروج، باب 23: 13.
  22. العهد القديم، سفر التثنیة، باب 1: 35-38.
  23. مکارم الشیرازي، تفسیر الأمثل، ج 4، ص 340 ؛ ج 12، ص 380 ؛ القمي، تفسیر القمي، ج 2، ص 37 ؛ الطبرسي، مجمع البیان، ج 6، ص 742.
  24. سورة الکهف: 50.
  25. المقدسي، الخلق والتاريخ، ج 1، ص 415.
  26. المقدسي، الخلق والتاريخ، ج 1، ص 466 - 468.
  27. الطبري، تاریخ الطبري، ج 1، ص 365.
  28. الشبستري، أعلام القرآن، ص 1082.
  29. ابن خلدون، دیوان المبتدأ والخبر، ج 2، ص 101.
  30. المسعودي، مروج الذهب، ج 1، ص 43 ؛ الشبستري، أعلام القرآن‏، ص 1082.
  31. البلعمي، تاريخ الطبري، ج 1، ص 371 ؛ الشبستري، أعلام القرآن‏، ص 1082.
  32. المسعودي، مروج الذهب، ج 1، ص 43.
  33. البلعمي، تاريخ الطبري، ج 1، ص 371.
  34. مظفري زاد، "مراجعة حديث رد الشمس"، موقع راسخون.
  35. المقریزي، إمتاع الأسماع، ج 5، ص 31.
  36. الطبري، تاریخ الطبري، ج 1، ص 351.
  37. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 6، ص 281 ؛ البیهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 404.
  38. المقدسي، الخلق والتاريخ، ج 1، ص 468.
  39. الطبري، تاریخ الأمم و الملوك، ج 1، ص 347.
  40. الشبستري، أعلام القرآن‏، ص 1082.
  41. الکتاب المقدس، کتاب یوشع، باب 1 - 14.
  42. العیاشي، تفسیر العیاشي، ج 2، ص 32.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم
  • الكتاب المقدس
  • ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، دیوان المبتدأ والخبر في تاریخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأکبر (تاریخ ابن خلدون‏)، تحقیق: خلیل شحادة، بیروت - لبنان، دار الفکر، ط 2، 1408 هـ.
  • ابن کثیر، إسماعیل بن عمر، البدایة والنهایة، بیروت - لبنان، دار الفکر، 1407 هـ.
  • ابن‌‌طاووس، علي بن موسی، مهج الدعوات ومنهج العبادات، قم - إيران،‌ دار الذخائر، ط 2، 1411 هـ.
  • الأقفهسي، احمد بن عماد الدین، أخبار نیل مصر، تحقيق: لبیبه إبراهیم ؛ عباس نعمات محمد، القاهرة - مصر‏،‏ دار الكتب والوثائق القومیة، ط 1‏، 1427 هـ.
  • البلعمي، تاريخ الطبري، تحقیق: محمد روشن، طهران، نشر سروش، ط 2، 1378 ش.
  • الشبستري، عبد الحسین، أعلام القرآن، قم - إيران، مكتب الدعوة الإسلامية في الحوزة العلمية، قم - إيران، ط 1، 1379 ش.
  • الطباطبائي، محمد حسین، الميزان في تفسير القرآن، بیروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 2، 1390 هـ.
  • الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البیان في تفسیر القرآن، طهران - إيران، ناصر خسرو، ط 3، 1372 ش.
  • الطبري، محمد بن جریر، تاریخ الأمم والملوك، تحقیق محمد أبوالفضل ، بیروت - لبنان، دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
  • الطوسي، محمد بن حسن، التبیان في تفسیر القرآن، بیروت - لبنان، دار إحیاء التراث العربي، د.ت.
  • العلیمي، عبد الرحمن بن محمد، الأنس الجلیل بتاریخ القدس والخلیل،‏ تحقيق: عدنان یونس، مکتبة دنیس‏، ط 1، 1420 هـ.
  • العیاشي، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشي، تحقیق: هاشم رسولي، طهران - إيران، المکتبة الإسلامیة، ط 1، 1380 هـ.
  • القمي، علي بن إبراهیم، تفسیر القمي، محقق: طیب موسوي، قم - إيران، دار الکتاب، ط 3، 1363 ش.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت - لبنان، دار إحیاء التراث العربي، ط 2، 1403 هـ.
  • المسعودي، علي بن حسین، التنبیه والإشراف، ترجمة: أبو القاسم پاینده، طهران – إيران، مؤسسة العلم والثقافة، ط 2، 1365 ش.
  • المسعودي، علي بن حسین، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ترجم: أبو القاسم پاینده، طهران - إيران، نشر العلمي والثقافي، ط 5، 1374 ش.
  • المقدسي، مطهر بن طاهر، البدء والتاریخ، ترجمة: محمد رضا شفیعي، طهران – إيران، ط 1، 1374 ش.
  • المقریزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة و المتاع، تحقیق: محمد عبد الحمید نمیسي، بیروت - لبنان، دار الکتب العلمیة، ط 1، 1420 هـ.
  • بيزار الشيرازي، عبد الكريم، الآثار والجغرافيا التاريخية في قصص القرآن،‏‏ طهران - إيران، مكتب نشر الثقافة الإسلامية‏، ط 3، 1380 ش.
  • مکارم الشیرازي، ناصر، تفسیر الأمثل طهران - إيران، دار الکتب الإسلامیة، ط 10، 1371 ش.
  • السبحاني، جعفر، القصص القرآنية، دار جواد الأئمة، ط 1، 1428 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط 1، 1429 هـ.
  • المجلسي، محمد‌ باقر، حیاة القلوب، قم - إيران، مؤسسة القائل، 1389 ش.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، القصص القرآنية، بيروت - لبنان، دار الكتاب العربي، ط 1، 1425 هـ.
  • «نظرة إلى مكانة النبي يوشع (ع)»، وكالة أنباء إيرنا.
  • مظفري زاد، "مراجعة حديث رد الشمس"، موقع راسخون.