سورة النحل

مقالة مرشحة للجودة
من ويكي شيعة
سورة النحل
سورة النحل
رقم السورة16
الجزء14
النزول
ترتیب النزول70
مكية/مدنيةمكية
الإحصاءات
عدد الآيات128
عدد الكلمات1851
عدد الحروف7838


سورة النحل، هي السورة السادسة عشر ضمن الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية (68). تتحدث عن أدلة التوحيد وعظمة خلق الله تعالى، وعن المعاد وإنذار المشركين، كما تذكر النِعم الإلهية، والأحكام الإسلامية المختلفة، وتحذّر من وساوس الشيطان.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (90): ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. وقوله تعالى في الآية (125): ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وقوله تعالى في الآية (43): ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ سورة النحل، لم يحاسبه الله بما أنعَمَ عليه في دار الدنيا، وإن مات في يوم تلاها أو ليلته، كان له من الأجر كالذي مات وأحسن الوصية.

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بـــ (النحل)؛ لأنّ الله يُذكّر الإنسان بهذه الحشرة الصغيرة التي تعطي أطيب الطعام وألذّه مما يكشف عن عجيب صنعه، ودليل أُلوهيته، وذلك في الآية (68) من قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ،[١] وتسمى أيضاً سورة النِعم، حيث عدّد الله تعالى فيها من النِعم على عباده،[٢] وآياتها (128)، تتألف من (1851) كلمة في (7838) حرف،[٣] وتُعتبر من سور المئين، أي: السور التي تربو آياتها على المائة.[٤]

ترتيب نزولها

سورة النحل، من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (70)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الرابع عشر بالتسلسل (16) من سور القرآن.[٦]

معاني مفرداتها

الآية (128) من سورة النحل (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)

أهم المعاني لمفردات السورة:

(تُسِيمُونَ): الإسامة: هي رعي المواشي، والسائمة للماشية، أي: الراعية.
(ذَرَأَ): خَلَقَ
(حَاقَ): أحلّ ونزل بهم.
(تَجْأَرُونَ): الجؤار: الاستغاثة برفع الصوت بالدعاء والتضرّع.
(فَرْثٍ): ما في كرش الحيوان، فإذا خرج إلى الخارج فهو سرجين.
(بَاغٍ ): غير طالب للمُحرّم.
(عَادٍ): غير متجاوز قدر الضرورة.[٧]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: ذكر النِعم الإلهية، وتفصيلها بما يُثير دافع الشكر، ومنها: نعمة المطر، ونور الشمس، أنواع النباتات والثمار، والمواد الغذائية الأخرى.
الثاني: يتحدث عن أدلة التوحيد، وعظمة خلقه، وعن المعاد وإنذار المشركين والمجرمين.
الثالث: تتناول الأحكام الإسلامية المختلفة، من قبيل: الأمر بالعدل، والدعوة لشكر الله تعالى.
الرابع: يتحدث عن بدع المشركين مع ذكر أمثلة حيّة (تحريم بعض الحيوانات التي لم تكن محرمة اسناد حرمتها إلى الله).
الخامس: تحذّر من وساوس الشيطان.[٨]

آياتها المشهورة

آية الإحسان

قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.[٩] أمرت هذه الآية بثلاث خصال حميدة، ونهت عن ثلاث خصال قبيحة، وأما الثلاث الحميدة فهي: العدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربى. وأما الخصال الثلاث القبيحة فهي: الفحشاء كالزنا واللواط والخمر والميسر والكذب والبهتان، والثانية هي المنكر، وهو كل ما ينكره العقل والشرع، والثالثة هي البغي، وهو الاعتداء على الناس بالفعل أو القول.[١٠]

آية الدعوة

قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.[١١] يُستفاد من الآية أنّ هذه الثلاثة (الحكمة والموعظة والمجادلة) من طرق التكليم والمفاوضة، فقد أمر بالدعوة بأحد هذه الأمور، وإن كان الجدال لا يُعدّ دعوة بمعناها الأخص. وقد فُسّرت الحكمة بإصالة الحق بالعلم والعقل، والموعظة هي التذكير بالخير فيما يرقّ له القلب، والجدال هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة.[١٢]

آيات الأحكام

آيات الأحكام حسب الجدول الآتي:[١٣]

رقم الآية النص الباب الموضوع
115 إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ ... الطعام المحرّم تدل على حرمة الميتة والدم ولحم الخنزير والمذبوح لغير الله
94-91 (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ...) - (وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ...) أحكام العهد - أحكام اليمين تدل على وجوب الوفاء بالعهد وحرمة نقض اليمين
5 -69 (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ...) - (ثمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ...) الأطعمة والأشربة تدل على حلية الأسماك والعسل والأنعام وألبانها والعنب والتمر وغيرها

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

  • عن الإمام الباقرعليه السلام قال: «من قرأ سورة النحل في كل شهرٍ كُفي المَغرَمَ في الدنيا، وسبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونه الجنون والجذام والبرص، وكان مسكنه في جنة عدن وهي وسط الجنان».[١٥]

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن الإمام الصادقعليه السلام قال: «من كتبها وجعلها في حائط البستان لم تبقَ شجرة تحمل إلا وسقط حملها وتنثّر».[١٦]


قبلها
سورة الحجر
سورة النحل

بعدها
سورة الإسراء

الهوامش

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 9، ص 159.
  2. الألوسي، روح المعاني، ج 14، ص 445.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1241.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 8، ص 319؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 20، ص 173.
  6. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
  7. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 9، ص 173-298.
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 7، ص 8.
  9. سورة النحل: 90.
  10. الطبرسي، مجمع البيان، ج 6، ص 284-285؛ مغنية، تفسير الكاشف، ج 4، ص 544-545.
  11. سورة النحل: 125.
  12. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 12، ص 371-372.
  13. الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 453 و 458 و 613 و 627 و 638.
  14. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 2، ص 817.
  15. الحويزي، نور الثقلين، ج 4، ص 45.
  16. البحراني، تفسیر البرهان، ج 5، ص 324.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • الأيرواني، باقر، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، قم-إيران، دار الفقه، ط 3، 1428 هـ.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية