سورة الواقعة

مقالة مرشحة للجودة
من ويكي شيعة
سورة الواقعة
سورة الواقعة
رقم السورة56
الجزء27
النزول
ترتیب النزول48
مكية/مدنيةمكية
الإحصاءات
عدد الآيات96
عدد الكلمات370
عدد الحروف1756


سورة الواقعة، هي السورة السادسة والخمسون ضمن الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، والمراد منها واقعة القيامة، وتتحدث عن بداية ظهور القيامة والحوادث المقترنة بها، وعن تقسيم الناس إلى ثلاث طوائف، هم أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والمقربين، كما تصف حالة الاحتضار والانتقال إلى العالم الأخروي، وعن جزاء المؤمنين وعقاب الكافرين يوم القيامة.

وجاء في كتب التفسير أقوال كثيرة حول معنى السابقون، منها: هم الذين سبقوا بالإيمان، وأفضلهم علي عليه السلام لسبقه الإيمان بالنبي صلی الله عليه وآله وسلم. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً.

تسميتها وآياتها

سُميت السورة بالواقعة؛ لبدايتها بذكر الواقعة في الآية الأولى بقوله تعالى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ،[١] ومعنى الواقعة: حدوثها، وهي صفة توصف بها كل حادثة، والمراد بها هنا واقعة القيامة،[٢] فسُميت بذلك لتحقق وقوع القيامة لا محالة، كأنها واقعة في نفسها،[٣] وآياتها (96)، تتألف من (370) كلمة في (1756) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]

ترتيب نزولها

سورة الواقعة من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (48)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السابع والعشرين بالتسلسل (56) من سور القرآن.[٦]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الْوَاقِعَةُ): القيامة.
(بُسَّتِ): فُتّت.
(مُّنبَثًّا): متفرقاً.
(الْمَشْأَمَةِ): ناحية الشمال.
(مَّوْضُونَةٍ): الوضن: نسج لكل شيء مُحكم.
(سِدْرٍ مَّخْضُودٍ): السدر: شجر النبق، والمخضود: المقطوع، وخضد شوكه، أي: قُطع.
(طَلْحٍ مَّنضُودٍ): الطلح: شجر الموز، والمنضود: متراكم بعضه فوق بعض.
(عُرُبًا أَتْرَابًا): العُرُب: جمع عروب، وهي المتحببة إلى زوجها، والأتراب: جمع تُرب، وهي أمثال أزواجهن في السن.
(الْحِنثِ): الذنب، وقيل: هو نقض العهد.
(لَمُغْرَمُونَ): المغرم هو الذي ذهب ماله بدون عِوض.
(أُجَاجًا): شديد الملوحة لا يصلح للشرب.
(مُّدْهِنُونَ): من الأدهان، ومنها سُميت المداراة مداهنة، وأُطلقت على من لم يتشدد ولم يتصلب.[٧]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في خمسة أقسام:

الأول: بداية ظهور القيامة والحوادث المرعبة المقترنة بها.
الثاني: تقسيم أنواع الناس في ذلك اليوم إلى ثلاث طوائف: أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، والمقربين.
الثالث: بيان أدلة مختلفة حول مسألة المعاد من خلال بيان قدرة الله .
الرابع: وصف حالة الاحتضار والانتقال من هذا العالم إلى العالم الأخروي، والتي تعتبر من مقدمات يوم القيامة.
الخامس: نظرة إجمالية حول جزاء المؤمنين وعقاب الكافرين.[٨]

المقصود من السابقون

جاء في كتب التفسير أقوال كثيرة في مفهوم السابقين، ومصاديقه، منها:

  • هم السابقون بالخيرات من الأعمال، وإذا سبقوا بالخيرات سبقوا إلى المغفرة والرحمة.[٩]
  • هم الذين يؤمنون بالله وحده لا شريك له، وباليوم الآخر، ولا يتوانون عن طاعته خوفاً من غضبه وعذابه.[١٠]
  • هم الذين سبقوا غيرهم بالإيمان، وأعمال الخير والأخلاق والإخلاص. فهم أُسوة وقدوة وقادة للناس.[١١]
  • قيل: إنهم الأنبياء عليهم السلام لأنهم مقدموا أهل الأديان، وقيل: هم مؤمن آل فرعون وحبيب النجار المذكور في سورة يس، وقيل: ابن آدم المقتول هابيل، وعلي عليه السلام السابق بالإيمان بالنبي صلی الله عليه وآله وسلم وهو أفضلهم، وقيل: هم السابقون إلى الهجرة، وقيل: هم السابقون إلى الصلوات الخمس، وقيل: هم الذين صلوا إلى القبلتين، وقيل: هم السابقون إلى الجهاد، وقيل غير ذلك.[١٢]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

  • عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً».[١٣]
  • عن الإمام الباقر عليه السلام: «من قرأ سورة الواقعة قبل أن ينام لقيَ الله ووجهه كالقمر ليلة البدر».[١٤]

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ هذه السورة لم يُكتب من الغافلين، وإن كُتبت وجعلت في المنزل نمى من الخير فيه، ومن أدمَن على قراءتها زال عنه الفقر، وفيها حفظ وتوفيق وسعة المال».[١٥]


قبلها
سورة الرحمن
سورة الواقعة

بعدها
سورة الحديد

الهوامش

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 339.
  2. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 120.
  3. الألوسي، روح المعاني، ج 27، ص 183.
  4. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1254.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 97؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 29، ص 122.
  6. معرفة، التمهيد في علوم قرآن، ج 2، ص 169.
  7. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 340-470.
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 283-284.
  9. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 121.
  10. مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 220.
  11. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 288.
  12. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 122.
  13. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1596.
  14. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 487.
  15. البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 196.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية