مد الطعام

مدّ الطعام، أو المُدُّ من الطعام، وهو حوالي ٧٥٠ غرامًا من المواد الغذائية مثل الطحين أو القمح أو الأرز أو التمر، ويُعتبر مقياسًا لكمية فدية الصوم والكفارات في الفقه الإسلامي.

ووفقًا لفتوى فقهاء الشيعة، فعلى الأشخاص الذين لا يستطيعون صيام شهر رمضان بسبب كبر السنّ أو المرض، وكذا المرأة الحامل أو المرضع التي تخشى أن يُلحق الصيام ضررًا بها أو بطفلها، واستمر عذرهم حتى رمضان التالي، أن يدفعوا عن كل يوم مُدًّا من الطعام للفقراء كفدية. وكذلك من أفطر في رمضان لعذر شرعي مثل السفر، إذا لم يقضِ تلك الأيام حتى رمضان التالي، فعليه أن يدفع عن كل يوم مُدًّا من الطعام كـكفارة تأخير.

وإنّ كفارة ارتكاب بعض محرّمات الإحرام هي دفع مُدٍّ من الطعام أيضًا.

الماهية والأهمية

وفقاً لـمشهور الفقهاء فإنّ مقدار المُدّ يبلغ حوالي ٧٥٠ غرامًا، والمقصود بالطعام هنا هو القمح أو الأرز أو التمر أو الطحين وما شابه ذلك. وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ مقدار المُدّ يساوي مئةً وثلاثةً وخمسين مثقالًا ونصفًا، أي ما يعادل ٧١٩ غرامًا، في حين قدّره آخرون بحوالي ٩٠٠ غرام.

يُستخدم مُدُّ الطعام في الفقه كمعيار لتحديد مقدار الكفارات، وقد ورد ذكره في الكتب الفقهية ضمن أبواب أحكام الصوم، والظّهار، والحج (تروك الإحرام)، والكفارات.

المدّ والفدية

المقالة الرئيسة: الفدية

الفدية أو كفارة التأخير هي بدلٌ يُدفع تعويضًا عن عدم الصيام. وذكروا حالات يجب فيها دفع مُدٍّ واحد أو مُدَّين من الطعام كفدية للصيام إلى الفقير:

• تأخير قضاء صيام رمضان حتى رمضان التالي؛ فمَن أخَّر قضاء صيام رمضان بدون عذر شرعي حتى دخول رمضان التالي، وجب عليه دفع مُدٍّ واحد من الطعام عن كل يوم للفقراء.
• الحامل والمرضع اللتان تفطران خوفًا على نفسيهما أو على الطفل.
• المبتلى بمرض العطاش ولا يستطيع الصيام.
• المسنّون الذين لا يستطيعون الصيام أو كان فيه مشقّة عليهم.

الأحكام

هناك خلاف بين الفقهاء حول ما إذا كانت الفدية الواجبة في الحالات المذكورة هي مُدٌّ واحد من الطعام أم مُدَّان، ورغم أنّ دفع مُدَّين موافق للاحتياط، غير أنّ غالبية مراجع التقليد يرون أن دفع مُدٍّ واحد يكفي. كما أنه وفقًا لفتوى الفقهاء، فإنه لا يكفي دفع قيمة المدّ للفقير، بل يجب إيصال الطعام نفسه إليه، إلا إن أحرز أنّ الفقير سيشتري بالمال المعطى إليه طعامًا.

المدّ والكفارات

يُعد دفع مُدٍّ واحدٍ من الطعام كفارةً لارتكاب بعض محرّمات الإحرام، ومن هذه الحالات:

• قتل طائر (عصفور) في حال الإحرام
• تقليم الأظافر أثناء الإحرام (إذا كانت أقل من عشرة أظافر)، فعليه عن كل ظفر مُدّ طعام.
• العجز عن دفع كفارة عدم الوفاء بـالنذر أو العهد

كما ذكروا أنّ من يعجز عن قضاء النوافل اليومية، ويريد أن ينال أجرها، فيمكنه التصدّق بمدّ من الطعام للفقراء.