مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة النجف الأشرف»
ط
قيد بحاجة لمصدر
imported>Nabavi |
imported>Nabavi ط (قيد بحاجة لمصدر) |
||
سطر ١١: | سطر ١١: | ||
* ما جاء في ترجمة النجاشي لأبي الحسن [[إسحاق بن حسن العقراني التمّار]] حسبما يقول: "رأيته [[الكوفة|بالكوفة]] وهو مجاور، وكان يروي كتاب [[الكليني]] عنه.<ref>النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 74.</ref> | * ما جاء في ترجمة النجاشي لأبي الحسن [[إسحاق بن حسن العقراني التمّار]] حسبما يقول: "رأيته [[الكوفة|بالكوفة]] وهو مجاور، وكان يروي كتاب [[الكليني]] عنه.<ref>النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 74.</ref> | ||
* حضور بعض الشخصيات العلمية والدينية الكبيرة في النجف كـ[[الشيخ الصدوق]] وسماعه الحديث عن [[محمد بن علي بن فضل الدهقان]]،<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 16، ص 337.</ref> مضافاً إلى إقامة بعض [[نقباء الشيعة]] كـ[[ابن سدرة]] في النجف، مع وجود بعض البيوتات العلمية كـ[[آل الطحّان]].<ref>ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، ص 148؛ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 13 - 14.</ref> كلّ ذلك له دلالات على وجود حركة علمية في النجف وفي تلك الأزمنة قبل انتقال الشيخ الطوسي إليها.<ref> للتعرف على نقد هذه الآراء راجع: الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 19 - 30.</ref> | * حضور بعض الشخصيات العلمية والدينية الكبيرة في النجف كـ[[الشيخ الصدوق]] وسماعه الحديث عن [[محمد بن علي بن فضل الدهقان]]،<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 16، ص 337.</ref> مضافاً إلى إقامة بعض [[نقباء الشيعة]] كـ[[ابن سدرة]] في النجف، مع وجود بعض البيوتات العلمية كـ[[آل الطحّان]].<ref>ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، ص 148؛ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 13 - 14.</ref> كلّ ذلك له دلالات على وجود حركة علمية في النجف وفي تلك الأزمنة قبل انتقال الشيخ الطوسي إليها.<ref> للتعرف على نقد هذه الآراء راجع: الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 19 - 30.</ref> | ||
وبعد أن انتقل الشيخ الطوسي إلى حوزة النجف الأشرف أخذت تزدهر بشكل ملحوظ | وبعد أن انتقل الشيخ الطوسي إلى حوزة النجف الأشرف أخذت تزدهر بشكل ملحوظ.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===عصر المؤسس الطوسي=== | ===عصر المؤسس الطوسي=== | ||
{{مفصلة|الشيخ الطوسي}} | {{مفصلة|الشيخ الطوسي}} | ||
يُؤرخ لهذه المرحلة بفترة ما بين نزوح [[الشيخ الطوسي]] إلى النجف (عام 448 هـ) ووفاته (عام 460 هـ). لقد تتلمذ الطوسي من قبل على يد [[الشيخ المفيد]] المتوفى سنة 413 هـ و[[السيّد المرتضى]] (م سنة 436 هـ)، ولما توفي السيد المرتضى تفرّد الشيخ بـالإمامة والرئاسة، وكانت داره في الكرخ مأوى الناس، ومقصد الوفّاد. | يُؤرخ لهذه المرحلة بفترة ما بين نزوح [[الشيخ الطوسي]] إلى النجف (عام 448 هـ) ووفاته (عام 460 هـ). لقد تتلمذ الطوسي من قبل على يد [[الشيخ المفيد]] المتوفى سنة 413 هـ و[[السيّد المرتضى]] (م سنة 436 هـ)، ولما توفي السيد المرتضى تفرّد الشيخ بـالإمامة والرئاسة، وكانت داره في الكرخ مأوى الناس، ومقصد الوفّاد.{{بحاجة لمصدر}} | ||
عندما دخل الملك السلجوقي [[طغرل]] بيك [[بغداد]] اشتعلت نار الفتن الطائفية فيها حتى أدّى الأمر - مع بدايات وصوله إلى بغداد سنة 447 هـ - إلى إحراق المكتبة التي أنشأها [[أبو نصر سابور]] وزير [[بهاء الدولة البويهي]] وكبس دار الشيخ بـ[[الكرخ]] وأخذ ما وجد من كتاباته وكرسي درسه، وكان الطوسي حينها في [[النجف الأشرف]]. بعد ذلك وبمعية من التحق به من طلاب العلم - تحول النجف إلى مركزٍ للعلم وثقلٍ للشيعة [[الإمامية]]، حتى أخذت الرحال تُشدّ إليها، وأصبحت مهبط الباحثين عن علوم [[آل بيت النبي (ص)]] ومقصدهم. | عندما دخل الملك السلجوقي [[طغرل]] بيك [[بغداد]] اشتعلت نار الفتن الطائفية فيها حتى أدّى الأمر - مع بدايات وصوله إلى بغداد سنة 447 هـ - إلى إحراق المكتبة التي أنشأها [[أبو نصر سابور]] وزير [[بهاء الدولة البويهي]] وكبس دار الشيخ بـ[[الكرخ]] وأخذ ما وجد من كتاباته وكرسي درسه، وكان الطوسي حينها في [[النجف الأشرف]]. بعد ذلك وبمعية من التحق به من طلاب العلم - تحول النجف إلى مركزٍ للعلم وثقلٍ للشيعة [[الإمامية]]، حتى أخذت الرحال تُشدّ إليها، وأصبحت مهبط الباحثين عن علوم [[آل بيت النبي (ص)]] ومقصدهم.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكان قد أملى كتابه المعروف بـ[[الأمالي (توضيح)|الأمالي]] أو مجالس الشيخ الطوسي هناك مما يكشف عن مستوى الانضباط العلمي الذي عمّ المدينة في عصره.<ref>كان أول مجلس للاملاء في: 26 صفر 456 في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).</ref> وقد تمثّلت الخطوة الكبيرة الأخرى التي أقدم عليها الشيخ الطوسي بالنجف في الاهتمام بشأن الدراسات المتقدمة وتوجيه الطلبة نحو [[الفقه الاستدلالي]]. | وكان قد أملى كتابه المعروف بـ[[الأمالي (توضيح)|الأمالي]] أو مجالس الشيخ الطوسي هناك مما يكشف عن مستوى الانضباط العلمي الذي عمّ المدينة في عصره.<ref>كان أول مجلس للاملاء في: 26 صفر 456 في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).</ref> وقد تمثّلت الخطوة الكبيرة الأخرى التي أقدم عليها الشيخ الطوسي بالنجف في الاهتمام بشأن الدراسات المتقدمة وتوجيه الطلبة نحو [[الفقه الاستدلالي]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
===عصر الركود=== | ===عصر الركود=== | ||
سطر ٢٥: | سطر ٢٥: | ||
* رغم نجاحات الشيخ الطوسي في مجالي الفقه [[الأصول الفقه|والأصول]] وجهوده الكبيرة في الدفاع عن منهج [[الفقه]] التفريعي وإحكام قواعد الاستدلال والاستنباط والدعوة لها،<ref>محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ، ج 1، ص 1- 3.</ref> إلا أنّ عظمة شخصيته ومكانته العلمية هيمنتا على الوسط الشيعي، فمضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيّن على أحد منهم أن يعدو نظريات [[شيخ الطائفة]] في الفتوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويعتبرون التأليف في قبالها وإصدار [[الفتوى]] مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، مكتفين بشرح آرائه واستجلاء غوامضها، حتى قال [[الشهيد الثاني]]،<ref>الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 93.</ref> كما يروي ذلك ولده في كتاب [[معالم الدين وملاذ المجتهدين|المعالم]] ناقلاً عن أبيه: إنّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ، كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به.<ref>ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، ص 176.</ref> | * رغم نجاحات الشيخ الطوسي في مجالي الفقه [[الأصول الفقه|والأصول]] وجهوده الكبيرة في الدفاع عن منهج [[الفقه]] التفريعي وإحكام قواعد الاستدلال والاستنباط والدعوة لها،<ref>محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ، ج 1، ص 1- 3.</ref> إلا أنّ عظمة شخصيته ومكانته العلمية هيمنتا على الوسط الشيعي، فمضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيّن على أحد منهم أن يعدو نظريات [[شيخ الطائفة]] في الفتوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويعتبرون التأليف في قبالها وإصدار [[الفتوى]] مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، مكتفين بشرح آرائه واستجلاء غوامضها، حتى قال [[الشهيد الثاني]]،<ref>الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 93.</ref> كما يروي ذلك ولده في كتاب [[معالم الدين وملاذ المجتهدين|المعالم]] ناقلاً عن أبيه: إنّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ، كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به.<ref>ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، ص 176.</ref> | ||
* نلاحظ أنّ الشيخ بهجرته إلى النجف قد انفصل - في أكبر الظن - عن تلامذته وحلقاته العلمية في بغداد، وبدأت تنشأ في النجف حوزة فتية حوله من أبناءه والراغبين في الالتحاق بالدراسات [[الفقه|الفقهية]] من مجاوري القبر الشريف أو أبناء البلاد القريبة منه كـ[[الحلة]] ونحوها، وعليه فكان من الطبيعي أنّ الحوزة الجديدة التي نشأت في النجف لا ترقى إلى مستوى التفاعل المتقدّم مع ما أنجزه الطوسي في الفكر العلمي. | * نلاحظ أنّ الشيخ بهجرته إلى النجف قد انفصل - في أكبر الظن - عن تلامذته وحلقاته العلمية في بغداد، وبدأت تنشأ في النجف حوزة فتية حوله من أبناءه والراغبين في الالتحاق بالدراسات [[الفقه|الفقهية]] من مجاوري القبر الشريف أو أبناء البلاد القريبة منه كـ[[الحلة]] ونحوها، وعليه فكان من الطبيعي أنّ الحوزة الجديدة التي نشأت في النجف لا ترقى إلى مستوى التفاعل المتقدّم مع ما أنجزه الطوسي في الفكر العلمي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وأما الحوزة الأساسية القديمة في بغداد فانقطع التواصل بينها والشيخ في المهجر، فانتقاله إلى النجف وإن هيّأته للقيام بدور علمي جديد - لِما أتاحت له من تفرّغ - لكنها فصلته عن [[الحوزة العلمية|حوزته]] الأصلية، ولهذا لم تتسرب إنجازاته العلمية والفقهية إلى تلك الحوزة في بغداد بعد ذلك الحين.<ref>الصدر، محمد باقر، المعالم الجديدة للأصول، ص 63.</ref> | وأما الحوزة الأساسية القديمة في بغداد فانقطع التواصل بينها والشيخ في المهجر، فانتقاله إلى النجف وإن هيّأته للقيام بدور علمي جديد - لِما أتاحت له من تفرّغ - لكنها فصلته عن [[الحوزة العلمية|حوزته]] الأصلية، ولهذا لم تتسرب إنجازاته العلمية والفقهية إلى تلك الحوزة في بغداد بعد ذلك الحين.<ref>الصدر، محمد باقر، المعالم الجديدة للأصول، ص 63.</ref> | ||
* من العوائق الأخرى هي انهيار [[الدولة البويهية]] التي كانت تمثل الظهير والداعم الرئيسي للمراكز العلمية ولأصحاب الفكر والمعرفة، خاصة مع كون البديل تمثل في [[الحكومة السلجوقية]] التي لم تألُ جهداً في التضييق على [[الشيعة]] وعلمائها. | * من العوائق الأخرى هي انهيار [[الدولة البويهية]] التي كانت تمثل الظهير والداعم الرئيسي للمراكز العلمية ولأصحاب الفكر والمعرفة، خاصة مع كون البديل تمثل في [[الحكومة السلجوقية]] التي لم تألُ جهداً في التضييق على [[الشيعة]] وعلمائها.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* من العوامل التي تصدّت لتطوير المدرسة النجفية، ظهور العالم الكبير [[محمد بن إدريس الحلي]] المتوفى سنة 598 هـ في مدينة [[الحلة]] وتمكّنه من خطف الأبصار وتوجيه بوصلة الفكر والعطاء العلمي صوب مدينة الحلّة، والتخفيف من بريق الحوزة النجفية لوضع حدٍ لتبعية حصيلة آراء [[شيخ الطائفة]] وما يترتب على عمله الاجتهادي، فاستطاع بمبادرته هذه من تفعيل المبتغى من منهج الشيخ الطوسي في [[الاجتهاد]] والاستنباط القائم على النقد والتحليل وعدم الانبهار بآراء العلماء مهما كان مستواهم العلمي. | * من العوامل التي تصدّت لتطوير المدرسة النجفية، ظهور العالم الكبير [[محمد بن إدريس الحلي]] المتوفى سنة 598 هـ في مدينة [[الحلة]] وتمكّنه من خطف الأبصار وتوجيه بوصلة الفكر والعطاء العلمي صوب مدينة الحلّة، والتخفيف من بريق الحوزة النجفية لوضع حدٍ لتبعية حصيلة آراء [[شيخ الطائفة]] وما يترتب على عمله الاجتهادي، فاستطاع بمبادرته هذه من تفعيل المبتغى من منهج الشيخ الطوسي في [[الاجتهاد]] والاستنباط القائم على النقد والتحليل وعدم الانبهار بآراء العلماء مهما كان مستواهم العلمي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===عصر المحقق الأردبيلي=== | ===عصر المحقق الأردبيلي=== | ||
سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
* [[ركن الدين القهبائي]]، من تلامذة مدرسة [[المحقق الأردبيلي]] كان متبحراً بعلمي [[دراية الحديث|الدراية]] ''[[علم الرجال|والرجال]]'' ومن أشهر مصنفاته كتاب [[مجمع الرجال]].<ref>آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 65.</ref> | * [[ركن الدين القهبائي]]، من تلامذة مدرسة [[المحقق الأردبيلي]] كان متبحراً بعلمي [[دراية الحديث|الدراية]] ''[[علم الرجال|والرجال]]'' ومن أشهر مصنفاته كتاب [[مجمع الرجال]].<ref>آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 65.</ref> | ||
* [[الملا عبد الله اليزدي]] المتوفى سنة 980 هـ، (صاحب [[حاشية الملا عبد الله|الحاشية]]) على قسم المنطق من كتاب [[تهذيب المنطق]] والكلام للتفتازاني، وقد اعتمد الكتاب متناً دراسياً في الوسط الحوزوي.<ref>الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 127.</ref> | * [[الملا عبد الله اليزدي]] المتوفى سنة 980 هـ، (صاحب [[حاشية الملا عبد الله|الحاشية]]) على قسم المنطق من كتاب [[تهذيب المنطق]] والكلام للتفتازاني، وقد اعتمد الكتاب متناً دراسياً في الوسط الحوزوي.<ref>الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 127.</ref> | ||
* الشيخ [[أبو الحسن الفتوني العاملي النجفي]] المتوفى سنة 1140 هـ، لقّب بأفقه المحدثين وصاحب المؤلفات الكثيرة منها: [[مرآة الأنوار (كتاب)|مرآة الأنوار]] في التفسير، [[ضياء العالمين (كتاب)|وضياء العالمين]] في الكلام. ويعد كتابه هذا من أشمل الكتب الكلامية في بابه.<ref>الآقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 175.</ref> وله كتاب آخر تحت عنوان "[[تنزيه القميين (كتاب)|تنزيه القميين]]" نفى فيه نسبة القول بالتشبيه والرؤية لـ[[المحدثان القميان|لمحدثين القميين]] | * الشيخ [[أبو الحسن الفتوني العاملي النجفي]] المتوفى سنة 1140 هـ، لقّب بأفقه المحدثين وصاحب المؤلفات الكثيرة منها: [[مرآة الأنوار (كتاب)|مرآة الأنوار]] في التفسير، [[ضياء العالمين (كتاب)|وضياء العالمين]] في الكلام. ويعد كتابه هذا من أشمل الكتب الكلامية في بابه.<ref>الآقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 175.</ref> وله كتاب آخر تحت عنوان "[[تنزيه القميين (كتاب)|تنزيه القميين]]" نفى فيه نسبة القول بالتشبيه والرؤية لـ[[المحدثان القميان|لمحدثين القميين]]{{بحاجة لمصدر}} | ||
===ظهور الأخبارية وأفولها=== | ===ظهور الأخبارية وأفولها=== | ||
{{مفصلة|الأخباريون}} | {{مفصلة|الأخباريون}} | ||
شهدت المدرسة النجفية - كسائر المدارس الشيعية - في العقد الرابع من القرن الحادي عشر ظهور المدرسة [[الأخبارييون|الأخبارية]]، التي رفع لواءها [[الميرزا محمد أمين الأسترآبادي]] المتوفى سنة 1033 هـ، وكان قد تتلمذ في النجف على يد كلّ من [[صاحب المعالم]] و[[صاحب المدارك]] وحصل منهما على إجازة في [[الحديث (توضيح)|الرواية]]. وقد وجّه في كتابه "[[الفوائد المدنية (كتاب)|الفوائد المدنية]]" الذي صدر سنة 1030 هـ نقداً لاذعاً للمنهج الفقهي والأصولي المعتمد والقائم على تراث الشيخ الطوسي. | شهدت المدرسة النجفية - كسائر المدارس الشيعية - في العقد الرابع من القرن الحادي عشر ظهور المدرسة [[الأخبارييون|الأخبارية]]، التي رفع لواءها [[الميرزا محمد أمين الأسترآبادي]] المتوفى سنة 1033 هـ، وكان قد تتلمذ في النجف على يد كلّ من [[صاحب المعالم]] و[[صاحب المدارك]] وحصل منهما على إجازة في [[الحديث (توضيح)|الرواية]]. وقد وجّه في كتابه "[[الفوائد المدنية (كتاب)|الفوائد المدنية]]" الذي صدر سنة 1030 هـ نقداً لاذعاً للمنهج الفقهي والأصولي المعتمد والقائم على تراث الشيخ الطوسي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
واتهم كبار الطائفة ومجتهديها بالانحراف عن طريق الأئمة {{عليهم السلام}} من أمثال [[ابن الجنيد الإسكافي]] ''[[ابن أبي عقيل العماني|وابن أبي عقيل]]'' والشيخ المفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي فضلاً عن [[العلامة الحلي]]، فوجّه إليهم [[البدعة]] والعمل بـ[[القياس]] واعتماد قواعد الكلام وأصول الفقه القائمة على معطيات العقل البشري.<ref>كمثال لذلك راجع: الاسترآبادي، الفوائد المدنية، ص 37، 78، 96.</ref> وقد انتشرت المدرسة الأخبارية في حاضرة النجف وغيرها من حواضر ومدن [[العراق]] و''[[إيران]]'' و[[البحرين]] وتمكنت من استقطاب كبار الفقهاء وجرّهم إلى تبني مقولتها.<ref>طارمي راد، تاريخ فقه وفقهاء، ج 2، ص 96- 110.</ref> | واتهم كبار الطائفة ومجتهديها بالانحراف عن طريق الأئمة {{عليهم السلام}} من أمثال [[ابن الجنيد الإسكافي]] ''[[ابن أبي عقيل العماني|وابن أبي عقيل]]'' والشيخ المفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي فضلاً عن [[العلامة الحلي]]، فوجّه إليهم [[البدعة]] والعمل بـ[[القياس]] واعتماد قواعد الكلام وأصول الفقه القائمة على معطيات العقل البشري.<ref>كمثال لذلك راجع: الاسترآبادي، الفوائد المدنية، ص 37، 78، 96.</ref> وقد انتشرت المدرسة الأخبارية في حاضرة النجف وغيرها من حواضر ومدن [[العراق]] و''[[إيران]]'' و[[البحرين]] وتمكنت من استقطاب كبار الفقهاء وجرّهم إلى تبني مقولتها.<ref>طارمي راد، تاريخ فقه وفقهاء، ج 2، ص 96- 110.</ref> | ||
سطر ٦٧: | سطر ٦٧: | ||
لعب الأصولي الكبير محمد باقر بن محمد أكمل الشهير بـ[[الوحيد البهبهاني]] المتوفى سنة 1205 هـ دوراً بارزاً في التصدّي للحركة الأخبارية التي أخذت تتّسع رقعتها في النجف وكربلاء بحيث بلغ بها الأمر - قبل انتقال الوحيد البهبهاني إليها - إلى أنّ من يريد أن يمسك كتاباً للأصوليين يخشى التنجّس به فيمسكه بخرقة، مبالغاً في [[النجاسة|نجاستها]]، وذلك على حد تعبير تلميذ البهبهاني [[أبو علي الحائري]] المتوفى سنة 1216 هـ.<ref>المازندراني الحائري، منتهى المقال في أحوال الرجال، ج 6، ص 178.</ref> | لعب الأصولي الكبير محمد باقر بن محمد أكمل الشهير بـ[[الوحيد البهبهاني]] المتوفى سنة 1205 هـ دوراً بارزاً في التصدّي للحركة الأخبارية التي أخذت تتّسع رقعتها في النجف وكربلاء بحيث بلغ بها الأمر - قبل انتقال الوحيد البهبهاني إليها - إلى أنّ من يريد أن يمسك كتاباً للأصوليين يخشى التنجّس به فيمسكه بخرقة، مبالغاً في [[النجاسة|نجاستها]]، وذلك على حد تعبير تلميذ البهبهاني [[أبو علي الحائري]] المتوفى سنة 1216 هـ.<ref>المازندراني الحائري، منتهى المقال في أحوال الرجال، ج 6، ص 178.</ref> | ||
إنّ الحركة التي قادها البهبهاني في كربلاء أثمرت في النجف، مع قدوم تلميذه محمد مهدي بن مرتضى الشهير بـ[[بحر العلوم]] والمتوفى سنة 1212 هـ، وقد تخطت الحوزة النجفية تلك المرحلة، وتجاوزت التقلبات التي حصلت في العصر الأخباري وصولاً إلى مرحلة جديدة.<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة ج 10، ص 158 - 163.</ref> ولا ينبغي تجاهل حقيقة ما وهي النقود التي أبدتها المدرسة الأخبارية والملاحظات التي سجلتها والتراث الفكري الذي خلّفته، خاصّة النتاج الفكري للفقيه المعروف [[الشيخ يوسف البحراني]] من خلال كتابه الفقهي القيّم [[الحدائق الناضرة]]، كلها لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الرقي العلمي التي حصلت في تلك المرحلة. | إنّ الحركة التي قادها البهبهاني في كربلاء أثمرت في النجف، مع قدوم تلميذه محمد مهدي بن مرتضى الشهير بـ[[بحر العلوم]] والمتوفى سنة 1212 هـ، وقد تخطت الحوزة النجفية تلك المرحلة، وتجاوزت التقلبات التي حصلت في العصر الأخباري وصولاً إلى مرحلة جديدة.<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة ج 10، ص 158 - 163.</ref> ولا ينبغي تجاهل حقيقة ما وهي النقود التي أبدتها المدرسة الأخبارية والملاحظات التي سجلتها والتراث الفكري الذي خلّفته، خاصّة النتاج الفكري للفقيه المعروف [[الشيخ يوسف البحراني]] من خلال كتابه الفقهي القيّم [[الحدائق الناضرة]]، كلها لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الرقي العلمي التي حصلت في تلك المرحلة.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===عصر الازدهار=== | ===عصر الازدهار=== | ||
يمكن تحديد عصر الإزدهار بالفترة ما بين القرن الثالث عشر وبدايات القرن الخامس عشر الهجري. وقد بدأت ملامح هذا العصر بالظهور مع الحركة الفكرية التي قام بها [[العلامة بحر العلوم]] بالتزامن مع كبار علماء وفقهاء مدرسة [[الوحيد البهبهاني]]. فقد بذل تلامذة البهبهاني ومدرسته، جهوداً كبيرة في الإجابة على الشبهات التي أثارها النهج الأخباري وإثبات ضرورة البحث الأصولي ومكانة القواعد الأصولية في عملية الاستنباط.<ref>راجع: كرجي، تاريخ فقه وفقها، ص 234- 235.</ref> كما تجلّت ثمرة تلك الجهود الكبيرة ببلوغ علم أصول الفقه، ذروته في التكامل وانفتاح أبواب جديدة في البحث الفقهي نقداً وتحليلاً،<ref>بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 80.</ref>مضافاً إلى الحدّ من جموح الاتجاه الأخباري. | يمكن تحديد عصر الإزدهار بالفترة ما بين القرن الثالث عشر وبدايات القرن الخامس عشر الهجري. وقد بدأت ملامح هذا العصر بالظهور مع الحركة الفكرية التي قام بها [[العلامة بحر العلوم]] بالتزامن مع كبار علماء وفقهاء مدرسة [[الوحيد البهبهاني]]. فقد بذل تلامذة البهبهاني ومدرسته، جهوداً كبيرة في الإجابة على الشبهات التي أثارها النهج الأخباري وإثبات ضرورة البحث الأصولي ومكانة القواعد الأصولية في عملية الاستنباط.<ref>راجع: كرجي، تاريخ فقه وفقها، ص 234- 235.</ref> كما تجلّت ثمرة تلك الجهود الكبيرة ببلوغ علم أصول الفقه، ذروته في التكامل وانفتاح أبواب جديدة في البحث الفقهي نقداً وتحليلاً،<ref>بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 80.</ref>مضافاً إلى الحدّ من جموح الاتجاه الأخباري.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وقد انتجت المدرسة النجفية الكثير مستغلة الأسباب: | وقد انتجت المدرسة النجفية الكثير مستغلة الأسباب: | ||
* مؤلفات [[العلامة بحر العلوم]] التي ساعدت في تعزيز المدرسة الأصولية على الساحة العلمية. | * مؤلفات [[العلامة بحر العلوم]] التي ساعدت في تعزيز المدرسة الأصولية على الساحة العلمية. | ||
* وصول الدور بعد العلامة بحر العلوم إلى الشيخ [[جعفر بن خضر النجفي]] المعروف بـ[[كاشف الغطاء]] لتصدّى زعامة الإمامية ورئاسة الحوزة النجفية، حيث تمكّن من التصدّي لـ[[الميرزا محمد النيسابوري|لميرزا محمد النيسابوري]] المتوفى سنة 1232 هـ الذي بذل قصارى جهده وتوسل بكلّ السبل بما فيها الاستعانة بـ[[الحكومة القاجارية]] لإقصاء الأصوليين من الساحة العلمية، فألف الشيخ جعفر رسالته الموسومة بــ"[[كشف الغطاء]] عن معايب الميرزا محمد عدوّ العلماء، وأرسل نسخة منها إلى السلطان القاجاري فَتْحْعَلي شاه.<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 202؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 104.</ref> | * وصول الدور بعد العلامة بحر العلوم إلى الشيخ [[جعفر بن خضر النجفي]] المعروف بـ[[كاشف الغطاء]] لتصدّى زعامة الإمامية ورئاسة الحوزة النجفية، حيث تمكّن من التصدّي لـ[[الميرزا محمد النيسابوري|لميرزا محمد النيسابوري]] المتوفى سنة 1232 هـ الذي بذل قصارى جهده وتوسل بكلّ السبل بما فيها الاستعانة بـ[[الحكومة القاجارية]] لإقصاء الأصوليين من الساحة العلمية، فألف الشيخ جعفر رسالته الموسومة بــ"[[كشف الغطاء]] عن معايب الميرزا محمد عدوّ العلماء، وأرسل نسخة منها إلى السلطان القاجاري فَتْحْعَلي شاه.<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 202؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 104.</ref> | ||
* بذل الجهود من قبل ثلة من علماء المدرسة النجفية في دعم الاتجاه الأصولي والرد على الشبهات التي أثارته الأخبارييون من أمثال: | * بذل الجهود من قبل ثلة من علماء المدرسة النجفية في دعم الاتجاه الأصولي والرد على الشبهات التي أثارته الأخبارييون من أمثال: | ||
[[محمد تقي الأصفهاني]] المتوفى سنة 1248 هـ في كتابه "[[هداية المسترشدين في شرح معالم الدين]]؛ [[محمد حسين الأصفهاني|ومحمد حسين الأصفهاني]] في [[الفصول الغروية (كتاب)|الفصول الغروية]]؛ وحجّة الإسلام [[السيد محمد باقر الشفتي]] المتوفى سنة 1260 هـ في كتاب "[[الزهرة البارقة (كتاب)|الزَهْرة البارقة]]"؛ والشيخ [[محمد إبراهيم الكلباسي]] المتوفى سنة 1261 هـ في "[[إشارات الأصول (كتاب)|إشارات الأصول]]"؛ و[[السيد محمد المجاهد الطباطبائي]] سبط البهبهاني وصهر بحر العلوم في كتابه "[[مفاتيح الأصول (كتاب)|مفاتيح الأصول]]"؛ و[[الميرزا القمي]] في "قوانين الأصول"، وقد توّج العطاء الأصولي بما سطّره [[الشيخ الأنصاري]] المتوفى سنة 1281 هـ في كتابه "[[فرائد الأصول (كتاب)|فرائد الأصول]]" المشهور بالرسائل. | [[محمد تقي الأصفهاني]] المتوفى سنة 1248 هـ في كتابه "[[هداية المسترشدين في شرح معالم الدين]]؛ [[محمد حسين الأصفهاني|ومحمد حسين الأصفهاني]] في [[الفصول الغروية (كتاب)|الفصول الغروية]]؛ وحجّة الإسلام [[السيد محمد باقر الشفتي]] المتوفى سنة 1260 هـ في كتاب "[[الزهرة البارقة (كتاب)|الزَهْرة البارقة]]"؛ والشيخ [[محمد إبراهيم الكلباسي]] المتوفى سنة 1261 هـ في "[[إشارات الأصول (كتاب)|إشارات الأصول]]"؛ و[[السيد محمد المجاهد الطباطبائي]] سبط البهبهاني وصهر بحر العلوم في كتابه "[[مفاتيح الأصول (كتاب)|مفاتيح الأصول]]"؛ و[[الميرزا القمي]] في "قوانين الأصول"، وقد توّج العطاء الأصولي بما سطّره [[الشيخ الأنصاري]] المتوفى سنة 1281 هـ في كتابه "[[فرائد الأصول (كتاب)|فرائد الأصول]]" المشهور بالرسائل.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''مكانة الشيخ الأنصاري في المدرسة النجفية''' | '''مكانة الشيخ الأنصاري في المدرسة النجفية''' | ||
يعد [[الشيخ الأنصاري]] من تلامذة [[السيّد محمد المجاهد]] و[[الشيخ علي كاشف الغطاء]] و[[محمد حسن النجفي]] المشهور بصاحب [[الجواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (كتاب)|الجواهر]]، وقد تصدّى لزعامة الحوزة بعد رحيل أستاذه صاحب الجواهر سنة 1266 هـ.<ref>حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، ج 2، ص 402.</ref> ويعد كتابه "[[الرسائل]]" من أشهر المصنفات الأصولية في الوسط الشيعي؛ لما توفر فيه من أبحاث مبتكرة وتنظيم لمباحث الحجّة وفتحه لآفاق جديدة أمام [[الاجتهاد|المجتهدين]]. وقد شقّ الكتاب طريقه في الوساط العلمية ليكون في رأس قائمة المتون الأصولية المعتمدة في الدراسة الحوزوية عند السطوح العالية والذي اعتمد من قِبل الكثير من الأساتيذ والمجتهدين كمنطلق لأبحاثهم الأصولية. | يعد [[الشيخ الأنصاري]] من تلامذة [[السيّد محمد المجاهد]] و[[الشيخ علي كاشف الغطاء]] و[[محمد حسن النجفي]] المشهور بصاحب [[الجواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (كتاب)|الجواهر]]، وقد تصدّى لزعامة الحوزة بعد رحيل أستاذه صاحب الجواهر سنة 1266 هـ.<ref>حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، ج 2، ص 402.</ref> ويعد كتابه "[[الرسائل]]" من أشهر المصنفات الأصولية في الوسط الشيعي؛ لما توفر فيه من أبحاث مبتكرة وتنظيم لمباحث الحجّة وفتحه لآفاق جديدة أمام [[الاجتهاد|المجتهدين]]. وقد شقّ الكتاب طريقه في الوساط العلمية ليكون في رأس قائمة المتون الأصولية المعتمدة في الدراسة الحوزوية عند السطوح العالية والذي اعتمد من قِبل الكثير من الأساتيذ والمجتهدين كمنطلق لأبحاثهم الأصولية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''الميرزا محمد حسن الشيرازي''' | '''الميرزا محمد حسن الشيرازي''' | ||
تمكنت مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية والفقهية من إرساء قواعدها وتحكيم أسسها في الساحة العلمية من خلال الجهود التي قام بها تلامذة الأنصاري وعلى رأسهم [[الميرزا محمد حسن الشيرازي]]. وكان الميرزا قد انتقل بعد رحيل الشيخ إلى مدينة [[سامراء]] وأسس هناك [[حوزة سامراء العلمية]] التي تمكنت من استقطاب الكثير من فقهاء النجف وفضلائها، متمحورين حول الميرزا الشيرازي - الذي أصبح حينها مرجع الشيعة على الإطلاق - مما أدى إلى ترصين ودعم أسس مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية. ولم تكن [[مدرسة سامراء العلمية|المدرسة السامرائية]] رغم البعد المكاني بمعزل عن الحوزة النجفية طيلة نصف قرن من الزمن. | تمكنت مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية والفقهية من إرساء قواعدها وتحكيم أسسها في الساحة العلمية من خلال الجهود التي قام بها تلامذة الأنصاري وعلى رأسهم [[الميرزا محمد حسن الشيرازي]]. وكان الميرزا قد انتقل بعد رحيل الشيخ إلى مدينة [[سامراء]] وأسس هناك [[حوزة سامراء العلمية]] التي تمكنت من استقطاب الكثير من فقهاء النجف وفضلائها، متمحورين حول الميرزا الشيرازي - الذي أصبح حينها مرجع الشيعة على الإطلاق - مما أدى إلى ترصين ودعم أسس مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية. ولم تكن [[مدرسة سامراء العلمية|المدرسة السامرائية]] رغم البعد المكاني بمعزل عن الحوزة النجفية طيلة نصف قرن من الزمن.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''دور الآخوند الخراساني''' | '''دور الآخوند الخراساني''' | ||
سطر ١١٢: | سطر ١١٢: | ||
'''الفقه والأصول''' | '''الفقه والأصول''' | ||
{{مفصلة|الفقه وأصول الفقه}} | {{مفصلة|الفقه وأصول الفقه}} | ||
تمحورت الدراسة الحوزوية فقهاً وأصولاً بعد الشيخ الأنصاري حول آثار وآراء الآخوند الخراساني خاصّة وأنّ زمام [[المرجعية الدينية|المرجعية]] والنظام العام في الحوزة النجفية ألقي على عاتق خريجي مدرسة الخراساني، إضافة إلى تحوّل حاضرة النجف الأشرف إلى مركز [[التشيع]] العلمي بعد الجهود التي بذلها العلمان الأصوليان البهبهاني والشيخ الأنصاري. | تمحورت الدراسة الحوزوية فقهاً وأصولاً بعد الشيخ الأنصاري حول آثار وآراء الآخوند الخراساني خاصّة وأنّ زمام [[المرجعية الدينية|المرجعية]] والنظام العام في الحوزة النجفية ألقي على عاتق خريجي مدرسة الخراساني، إضافة إلى تحوّل حاضرة النجف الأشرف إلى مركز [[التشيع]] العلمي بعد الجهود التي بذلها العلمان الأصوليان البهبهاني والشيخ الأنصاري.{{بحاجة لمصدر}} | ||
فقد تمكنت من استقطاب الكثير من بغاة العلم و[[أصول الفقه]] من شتّى بقاع العالم [[أصفهان|كأصفهان]] [[طهران|وطهران]] [[خراسان|وخراسان]] والكثير من مدن [[العراق]] [[لبنان|ولبنان]] [[الهند|والهند]] [[الباكستان|وباكستان]] [[افغانستان|وافغانستان]] لمواصلة مشوارهم الدراسي والرقي العلمي من جهة، ومن جهة أخرى نرى المدرسة النجفية تبعث بخريجيها من كبار العلماء والمشايخ إلى الكثير من المدن والبلدان ليقوموا بدورهم في تنشيط الحركة العلمية وتأسيس مراكز علمية فلعبت دوراً في تعزيز الوعي الديني والمعرفي هناك.<ref>راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات اعلام الشيعة، مجلدات الكرام البررة ونقباء البشر؛ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13 - 14.</ref> | فقد تمكنت من استقطاب الكثير من بغاة العلم و[[أصول الفقه]] من شتّى بقاع العالم [[أصفهان|كأصفهان]] [[طهران|وطهران]] [[خراسان|وخراسان]] والكثير من مدن [[العراق]] [[لبنان|ولبنان]] [[الهند|والهند]] [[الباكستان|وباكستان]] [[افغانستان|وافغانستان]] لمواصلة مشوارهم الدراسي والرقي العلمي من جهة، ومن جهة أخرى نرى المدرسة النجفية تبعث بخريجيها من كبار العلماء والمشايخ إلى الكثير من المدن والبلدان ليقوموا بدورهم في تنشيط الحركة العلمية وتأسيس مراكز علمية فلعبت دوراً في تعزيز الوعي الديني والمعرفي هناك.<ref>راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات اعلام الشيعة، مجلدات الكرام البررة ونقباء البشر؛ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13 - 14.</ref> | ||
سطر ١٢١: | سطر ١٢١: | ||
* [[مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة (كتاب)|مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة]]، للفقيه المعروف [[محمد جواد العاملي]] المتوفى سنة 1226 هـ، تلميذ البهبهاني الذي جمع في كتابه هذا آراء فقهاء الشيعة الإمامية بطريقة مختصرة ومرتبة ترتيباً جديداً وبصياغة سلسة.!!! | * [[مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة (كتاب)|مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة]]، للفقيه المعروف [[محمد جواد العاملي]] المتوفى سنة 1226 هـ، تلميذ البهبهاني الذي جمع في كتابه هذا آراء فقهاء الشيعة الإمامية بطريقة مختصرة ومرتبة ترتيباً جديداً وبصياغة سلسة.!!! | ||
* [[مسند الشيعة في أحكام الشريعة (كتاب)|مسند الشيعة في أحكام الشريعة]]، [[المولى أحمد النراقي|للملا أحمد النراقي]] المتوفى سنة 1245 هـ، من تلامذة [[العلامة بحر العلوم]] وكاشف الغطاء النجفي، ويُعد الكتاب من الكتب الفريدة في بابه، ويكشف عن شامّة استدلالية عميقة ومعالجة متعددة الابعاد والزوايا للمسائل الفقهية واستقصاء واسع لآراء الفقهاء والمجتهدين.<ref>راجع: النراقي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، ج 1، ص 11- 18.</ref> | * [[مسند الشيعة في أحكام الشريعة (كتاب)|مسند الشيعة في أحكام الشريعة]]، [[المولى أحمد النراقي|للملا أحمد النراقي]] المتوفى سنة 1245 هـ، من تلامذة [[العلامة بحر العلوم]] وكاشف الغطاء النجفي، ويُعد الكتاب من الكتب الفريدة في بابه، ويكشف عن شامّة استدلالية عميقة ومعالجة متعددة الابعاد والزوايا للمسائل الفقهية واستقصاء واسع لآراء الفقهاء والمجتهدين.<ref>راجع: النراقي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، ج 1، ص 11- 18.</ref> | ||
* [[جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (كتاب)|جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام]]، الذي يُعد من الموسوعات الفقهية التي لا نظير لها في الوسط الإمامي حيث تمكن المؤلف الكبير الشيخ محمد حسن النجفي المشهور بـ[[صاحب الجواهر]] والمتوفى سنة 1266 هـ، من إستقصاء الآراء الفقهية، تتبعها نقداً وتمحيصاً، وكان المؤلف من تلامذة السيّد [[محمد جواد العاملي]] والشيخ جعفر كاشف الغطاء. | * [[جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (كتاب)|جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام]]، الذي يُعد من الموسوعات الفقهية التي لا نظير لها في الوسط الإمامي حيث تمكن المؤلف الكبير الشيخ محمد حسن النجفي المشهور بـ[[صاحب الجواهر]] والمتوفى سنة 1266 هـ، من إستقصاء الآراء الفقهية، تتبعها نقداً وتمحيصاً، وكان المؤلف من تلامذة السيّد [[محمد جواد العاملي]] والشيخ جعفر كاشف الغطاء.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* وقد شهدت تلك الفترة الزمنية صدور مجموعة من الكتب الفقهية من قبيل رسالة "نجاة العباد في يوم المعاد" للشيخ صاحب الجواهر التي اهتم بها الكثير من العلماء ودوّنوا حولها التعليقات والشروح الكثيرة، وذلك قبل صدور كتاب "[[العروة الوثقى (كتاب)|العروة الوثقى]]"،<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 149.</ref> وما يزال بعض الفقهاء يجعلونها منطلقاً لبيان فتاواهم الفقيه التي يسجلونها على هامش تلك الرسالة.!!! | * وقد شهدت تلك الفترة الزمنية صدور مجموعة من الكتب الفقهية من قبيل رسالة "نجاة العباد في يوم المعاد" للشيخ صاحب الجواهر التي اهتم بها الكثير من العلماء ودوّنوا حولها التعليقات والشروح الكثيرة، وذلك قبل صدور كتاب "[[العروة الوثقى (كتاب)|العروة الوثقى]]"،<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 149.</ref> وما يزال بعض الفقهاء يجعلونها منطلقاً لبيان فتاواهم الفقيه التي يسجلونها على هامش تلك الرسالة.!!! | ||
* من أبرز المتون الفقهية التي أنتجتها المدرسة النجفية في تلك الحقبة كتاب [[المكاسب (كتاب)|المكاسب]] للشيخ الأنصاري الذي اعتمد كمتن دراسي لمرحلة السطوح العالية. بل اعتمد معياراً لمعرفة المستوى الفقهي والاجتهادي لـ[[طلاب الحوزة]]. ويعالج الكتاب باب "البيع" من الفقه والمواضيع المتمحورة حوله بطريقة استدلالية معمقة مع عرض مفصل للآراء المطروحة في المسألة، مزينة بتطبيقات كثيرة ودقيقة للقواعد الأصولية والفقهية المطروحة. وقد حظي الكتاب باهتمام من قبل المجتهدين والفقهاء شرحاً وتعليقاً. | * من أبرز المتون الفقهية التي أنتجتها المدرسة النجفية في تلك الحقبة كتاب [[المكاسب (كتاب)|المكاسب]] للشيخ الأنصاري الذي اعتمد كمتن دراسي لمرحلة السطوح العالية. بل اعتمد معياراً لمعرفة المستوى الفقهي والاجتهادي لـ[[طلاب الحوزة]]. ويعالج الكتاب باب "البيع" من الفقه والمواضيع المتمحورة حوله بطريقة استدلالية معمقة مع عرض مفصل للآراء المطروحة في المسألة، مزينة بتطبيقات كثيرة ودقيقة للقواعد الأصولية والفقهية المطروحة. وقد حظي الكتاب باهتمام من قبل المجتهدين والفقهاء شرحاً وتعليقاً.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* شهدت هذه الحقبة تدوين الكثير من الحواشي والتعليقات والتقريرات، وقد امتاز - غالباً - بهذه المهمة تلامذة الشيخ الأنصاري المباشرون وغير المباشرين.<ref>للتعرف أكثر راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 152- 162.</ref> | * شهدت هذه الحقبة تدوين الكثير من الحواشي والتعليقات والتقريرات، وقد امتاز - غالباً - بهذه المهمة تلامذة الشيخ الأنصاري المباشرون وغير المباشرين.<ref>للتعرف أكثر راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 152- 162.</ref> | ||
* العروة الوثقى، وتعد من أشهر الكتب الفتوائية التي سجّل فيها [[السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي|السيّد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي]] فتاواه الفقهية بطريقة شاملة وبعبارات سلسلة وبتنظيم جيّد وتفريعات كثيرة خاصّة في باب [[المسائل المستحدثة]] إلى عصر المؤلف. وقد تمكن الكتاب من التفوق على رسالة "نجاة العباد" للشيخ صاحب الجواهر في الوسط العلمي ليحلّ محله. وقد تمكنت كلّ من رسالة "[[وسيلة النجاة (كتاب)|وسيلة النجاة]]" للسيّد أبو الحسن الأصفهاني، ورسالة "منهاج الصالحين" لـ[[السيد محسن الحكيم|لسيّد محسن الحكيم]]، من شقّ الطريق ليصبح كل واحدة منهما محوراً للدرس والتحقيق العلمي والاستدلالي. | * العروة الوثقى، وتعد من أشهر الكتب الفتوائية التي سجّل فيها [[السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي|السيّد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي]] فتاواه الفقهية بطريقة شاملة وبعبارات سلسلة وبتنظيم جيّد وتفريعات كثيرة خاصّة في باب [[المسائل المستحدثة]] إلى عصر المؤلف. وقد تمكن الكتاب من التفوق على رسالة "نجاة العباد" للشيخ صاحب الجواهر في الوسط العلمي ليحلّ محله. وقد تمكنت كلّ من رسالة "[[وسيلة النجاة (كتاب)|وسيلة النجاة]]" للسيّد أبو الحسن الأصفهاني، ورسالة "منهاج الصالحين" لـ[[السيد محسن الحكيم|لسيّد محسن الحكيم]]، من شقّ الطريق ليصبح كل واحدة منهما محوراً للدرس والتحقيق العلمي والاستدلالي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''علم الرجال''' | '''علم الرجال''' | ||
{{مفصلة|علم الرجال}} | {{مفصلة|علم الرجال}} | ||
حظي علم الرجال- لما له من أهمية في عملية الاستدلال الفقهي وغيره من الدراسات العلمية - بمكانة خاصّة في المدرسة النجفية حيث تصدّى الكثير من أعلامها للخوض في غمار هذا البحر وتدوين عيون المصنفات الرجالية، كرسالة "[[عديمة النظير في أحوال أبي بصير]]" للرجالي المعروف [[السيّد أبو تراب الخوانساري]]. وكتاب [[تنقيح المقال (كتاب)|تنقيح المقال]] للمولى [[عبد الله المامقاني]]، وموسوعة "[[معجم رجال الحديث (كتاب)|معجم رجال الحديث]]" لآية الله [[السيد أبو القاسم الخوئي]]. | حظي علم الرجال- لما له من أهمية في عملية الاستدلال الفقهي وغيره من الدراسات العلمية - بمكانة خاصّة في المدرسة النجفية حيث تصدّى الكثير من أعلامها للخوض في غمار هذا البحر وتدوين عيون المصنفات الرجالية، كرسالة "[[عديمة النظير في أحوال أبي بصير]]" للرجالي المعروف [[السيّد أبو تراب الخوانساري]]. وكتاب [[تنقيح المقال (كتاب)|تنقيح المقال]] للمولى [[عبد الله المامقاني]]، وموسوعة "[[معجم رجال الحديث (كتاب)|معجم رجال الحديث]]" لآية الله [[السيد أبو القاسم الخوئي]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''العلوم العقلية''' | '''العلوم العقلية''' | ||
سطر ١٣٥: | سطر ١٣٥: | ||
لم يصل العطاء العقلي في المدرسة النجفية إلى المستوى الرفيع الذي وصلت إليه في مجال الدراسات النقلية والفقه والأصول ولا إلى تلك المرتبة السامية في مجال الاجتهاد والاستنباط؛ بل هناك ما يشير إلى وجود موقف رافض ومعارض لـلفلسفة والعلوم العقلية.<ref>راجع: نجفي قوجاني،، سياحت شرق، يا، زندكي نامه آقا نجفي قوجاني، ص 525.</ref>إلا أن ذلك لم يمنع من وجود محاولات حثيثة بذلت من قبل بعض الأعلام لنشر العلوم والمعارف العقلية كـ[[الشيخ محمد تقي الكلبايكاني]] المتوفى سنة 1292 هـ.<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة،ج 9، ص 193.</ref> | لم يصل العطاء العقلي في المدرسة النجفية إلى المستوى الرفيع الذي وصلت إليه في مجال الدراسات النقلية والفقه والأصول ولا إلى تلك المرتبة السامية في مجال الاجتهاد والاستنباط؛ بل هناك ما يشير إلى وجود موقف رافض ومعارض لـلفلسفة والعلوم العقلية.<ref>راجع: نجفي قوجاني،، سياحت شرق، يا، زندكي نامه آقا نجفي قوجاني، ص 525.</ref>إلا أن ذلك لم يمنع من وجود محاولات حثيثة بذلت من قبل بعض الأعلام لنشر العلوم والمعارف العقلية كـ[[الشيخ محمد تقي الكلبايكاني]] المتوفى سنة 1292 هـ.<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة،ج 9، ص 193.</ref> | ||
وما إن وصل إلى النجف الأشرف تلميذ الحاج [[الملا هادي السبزواري]] الآخوند [[حسين قلي الهمداني]] المتوفى سنة 1311 هـ، حتى تمكّن من نشر أفكار ونظريات مدرسة الحكمة المتعالية لـ[[صدر المتألهين الشيرازي]] بين تلامذته ومريديه.<ref>الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، ص 39.</ref> ورغم النزعة العرفانية لـ[[السيد حسين البادكوبي|لسيد حسين البادكوبي]] المتوفى سنة 1358 هـ، لكنّه تمكن من ترك بصماته الكبيرة على الساحة العلمية ونشر العلوم العقلية في المدرسة النجفية. | وما إن وصل إلى النجف الأشرف تلميذ الحاج [[الملا هادي السبزواري]] الآخوند [[حسين قلي الهمداني]] المتوفى سنة 1311 هـ، حتى تمكّن من نشر أفكار ونظريات مدرسة الحكمة المتعالية لـ[[صدر المتألهين الشيرازي]] بين تلامذته ومريديه.<ref>الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، ص 39.</ref> ورغم النزعة العرفانية لـ[[السيد حسين البادكوبي|لسيد حسين البادكوبي]] المتوفى سنة 1358 هـ، لكنّه تمكن من ترك بصماته الكبيرة على الساحة العلمية ونشر العلوم العقلية في المدرسة النجفية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكان قد تلقى الفلسفة في [[طهران]] ثم رحل إلى [[النجف]] متتلمذاً على يد كبار علمائها في الفقه والأصول؛ وبعد الفراغ منها شرع في تدريس العقليات والمتون الفلسفية، وقد تمكن من تربية جيل من العلماء يقف في طليعتهم [[السيد محمد حسين الطباطبائي|السيّد العلامة الطباطبائي.]] | وكان قد تلقى الفلسفة في [[طهران]] ثم رحل إلى [[النجف]] متتلمذاً على يد كبار علمائها في الفقه والأصول؛ وبعد الفراغ منها شرع في تدريس العقليات والمتون الفلسفية، وقد تمكن من تربية جيل من العلماء يقف في طليعتهم [[السيد محمد حسين الطباطبائي|السيّد العلامة الطباطبائي.]]{{بحاجة لمصدر}} | ||
والجدير أنّ قليلاً من المشايخ والأساتذة من خريجي المدرسة النجفية - قبل الانتقال إلى النجف أو بعد العودة إلى موطنهم - قاموا بتدريس العلوم العقلية والفلسفية في كلّ من طهران وأصفهان، لكنها ألقت نتاجاتهم في مجالي الفقه والأصول بظلالها على تلك العلوم، ومن هؤلاء: | والجدير أنّ قليلاً من المشايخ والأساتذة من خريجي المدرسة النجفية - قبل الانتقال إلى النجف أو بعد العودة إلى موطنهم - قاموا بتدريس العلوم العقلية والفلسفية في كلّ من طهران وأصفهان، لكنها ألقت نتاجاتهم في مجالي الفقه والأصول بظلالها على تلك العلوم، ومن هؤلاء: | ||
*الآخوند الخراساني، الذي تتلمذ في الفلسفة على يد كلّ من الملا هادي السبزواري [[الميرزا أبو الحسن جلوه|والميرزا أبو الحسن جلوه]]، وقد انعكس ذلك جلياً في كتابه المعروف بكفاية الأصول. | *الآخوند الخراساني، الذي تتلمذ في الفلسفة على يد كلّ من الملا هادي السبزواري [[الميرزا أبو الحسن جلوه|والميرزا أبو الحسن جلوه]]، وقد انعكس ذلك جلياً في كتابه المعروف بكفاية الأصول.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* الشيخ محمد حسين الأصفهاني الذي سار على نفس المنوال وانعكس ذلك بوضوح على نتاجه الأصولي. | * الشيخ محمد حسين الأصفهاني الذي سار على نفس المنوال وانعكس ذلك بوضوح على نتاجه الأصولي. | ||
* المولى [[مهدي النراقي]] وابنه [[أحمد النراقي]] اللذان قاما بشرح الكثير من المتون الفلسفية. | * المولى [[مهدي النراقي]] وابنه [[أحمد النراقي]] اللذان قاما بشرح الكثير من المتون الفلسفية. | ||
* وكان للمجتهدَين الكبيرين وخريجي المدرسة النجفية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر كـ[[الميرزا أحمد الآشتياني]] والشيخ [[محمد تقي الآملي]] نشاط بارز في تدريس الفلسفة في الحوزة الطهرانية وتدوين الشروح والتعليقات على بعض المتون الفلسفية. | * وكان للمجتهدَين الكبيرين وخريجي المدرسة النجفية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر كـ[[الميرزا أحمد الآشتياني]] والشيخ [[محمد تقي الآملي]] نشاط بارز في تدريس الفلسفة في الحوزة الطهرانية وتدوين الشروح والتعليقات على بعض المتون الفلسفية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==العلوم النقلية في العقود الأخيرة== | ==العلوم النقلية في العقود الأخيرة== | ||
سطر ١٦١: | سطر ١٦١: | ||
==النشاط السياسي== | ==النشاط السياسي== | ||
لم ينحصر نشاط المدرسة النجفية بالبعد العلمي وبيان المعارف الدينية، بل خاضت أعلامها في غمار الحراك السياسي خاصّة مع إطلالة العصر القاجاري، حيث واجه العالم الإسلامي في تلك البرهة ظاهرتَي [[الاستعمار الغربي|الاستعمار]] والاستبداد، وقد تصدّت الحوزة النجفية التي مثلت أكبر المراكز الشيعية العلمية، لتلك الظواهر التي تجلت بوضوح على الساحتان الإيرانية والعراقية وذلك في الحوادث التي شهدتها البَلَدان. | لم ينحصر نشاط المدرسة النجفية بالبعد العلمي وبيان المعارف الدينية، بل خاضت أعلامها في غمار الحراك السياسي خاصّة مع إطلالة العصر القاجاري، حيث واجه العالم الإسلامي في تلك البرهة ظاهرتَي [[الاستعمار الغربي|الاستعمار]] والاستبداد، وقد تصدّت الحوزة النجفية التي مثلت أكبر المراكز الشيعية العلمية، لتلك الظواهر التي تجلت بوضوح على الساحتان الإيرانية والعراقية وذلك في الحوادث التي شهدتها البَلَدان.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===الحرب الروسية الإيرانية=== | ===الحرب الروسية الإيرانية=== | ||
سطر ١٦٨: | سطر ١٦٨: | ||
===واقعة التنباك=== | ===واقعة التنباك=== | ||
{{مفصلة|ثورة التنباك}} | {{مفصلة|ثورة التنباك}} | ||
يمكن التعبير بأن قضية التنباك هي أول إصطدام بين علماء الدين والحكام والتي تمثّلت في تدخل الحوزة النجفية على وجه الخصوص في الشأن السياسي بشكل مباشر وهي كانت نقلة نوعية في التعامل بين المؤسستين الدينية من جهة والحكومية هي الأخرى وقد ألقت بثقلها على الساحة الإيرانية بشكل واسع، وإن كان مقرّ القيادة آنذاك في سامراء بعد ما هاجر إليها المرجع الكبير [[الميرزا حسن الشيرازي]] من النجف الأشرف. | يمكن التعبير بأن قضية التنباك هي أول إصطدام بين علماء الدين والحكام والتي تمثّلت في تدخل الحوزة النجفية على وجه الخصوص في الشأن السياسي بشكل مباشر وهي كانت نقلة نوعية في التعامل بين المؤسستين الدينية من جهة والحكومية هي الأخرى وقد ألقت بثقلها على الساحة الإيرانية بشكل واسع، وإن كان مقرّ القيادة آنذاك في سامراء بعد ما هاجر إليها المرجع الكبير [[الميرزا حسن الشيرازي]] من النجف الأشرف.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===الحركة الدستورية=== | ===الحركة الدستورية=== | ||
سطر ١٧٩: | سطر ١٧٩: | ||
ما كان موقف علماء النجف قبل قصف السلطات لمجلس الشورى فی طهران بالمدافع بتلك القوّة والصرامة؛ إلا أن عملية القصف هذه أحدثت تحولاً كبيراً ونهضة جادّة في المواقف الرافضة للاستبداد.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 108.</ref> ولاريب أنّ قمع الأحرار ونفي الزعامات الدينية والروحية قد ألقى مسؤولية الدفاع عن الحركة الدستورية، على كاهل علماء الدين ومراجع النجف خاصة مع إصرار التيار المستبد على تعارض الدستورية مع الدين [[الشريعة الاسلامية|والشريعة الاسلامية]] على حد زعمهم.<ref>احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران ، 1363 ش، ص 615.</ref> | ما كان موقف علماء النجف قبل قصف السلطات لمجلس الشورى فی طهران بالمدافع بتلك القوّة والصرامة؛ إلا أن عملية القصف هذه أحدثت تحولاً كبيراً ونهضة جادّة في المواقف الرافضة للاستبداد.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 108.</ref> ولاريب أنّ قمع الأحرار ونفي الزعامات الدينية والروحية قد ألقى مسؤولية الدفاع عن الحركة الدستورية، على كاهل علماء الدين ومراجع النجف خاصة مع إصرار التيار المستبد على تعارض الدستورية مع الدين [[الشريعة الاسلامية|والشريعة الاسلامية]] على حد زعمهم.<ref>احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران ، 1363 ش، ص 615.</ref> | ||
في حين أن مبتغى علماء النجف من وراء دعم الدستورية، كان مكافحة الاضطهاد والطغيان والهيمنة الأجنبية، وتوفير الرعاية الاجتماعية وتحسين الحالة المعيشية لعامة الناس وتطبيق القوانين بالشريعة الإسلامية.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 123.</ref> وكان العلامة [[الميرزا النائيني]] قد عكس نظرياً مبررات موقف العلماء المدافعين عن الحركة الدستورية وأدلتهم في كتابه "[[تنبيه الأمّة وتنزيه الملة (كتاب)|تنبيه الأمّة وتنزيه الملة]]" الذي يعدّ أشهر تصنيف مؤيد للمشروطة صدر في زمانه. | في حين أن مبتغى علماء النجف من وراء دعم الدستورية، كان مكافحة الاضطهاد والطغيان والهيمنة الأجنبية، وتوفير الرعاية الاجتماعية وتحسين الحالة المعيشية لعامة الناس وتطبيق القوانين بالشريعة الإسلامية.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 123.</ref> وكان العلامة [[الميرزا النائيني]] قد عكس نظرياً مبررات موقف العلماء المدافعين عن الحركة الدستورية وأدلتهم في كتابه "[[تنبيه الأمّة وتنزيه الملة (كتاب)|تنبيه الأمّة وتنزيه الملة]]" الذي يعدّ أشهر تصنيف مؤيد للمشروطة صدر في زمانه.{{بحاجة لمصدر}} | ||
رغم جهود علماء النجف المبذولة لـدعم [[الحركة الدستورية]] وموقفهم الرافض للاستبداد، إلا أنّ سلوكيات بعض قادة الدستورية بعد الاستيلاء على طهران ونهاية فترة الاستبداد الصغير، أدّت إلى إقصاء العلماء عن المشاركة السياسية في القضايا والتقليل من دعهم للمشروطة؛ وذلك بسبب موقف قادة الحركة الدستورية الذين كانوا لا يرون ضرورة الرجوع إلى العلماء إلا في بعض القضايا من قبيل الموقف من [[الملا قربان علي الزنجاني]]<ref>راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 105.</ref> و[[الشيخ فضل الله النوري]]،<ref>مَلِك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص 1270.</ref> الذي ساهم في توفير الأرضية المناسبة وإضفاء الشرعية على موقف متطرفي الحركة الدستورية ضد هذين العلمين.<ref>كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 66.</ref> | رغم جهود علماء النجف المبذولة لـدعم [[الحركة الدستورية]] وموقفهم الرافض للاستبداد، إلا أنّ سلوكيات بعض قادة الدستورية بعد الاستيلاء على طهران ونهاية فترة الاستبداد الصغير، أدّت إلى إقصاء العلماء عن المشاركة السياسية في القضايا والتقليل من دعهم للمشروطة؛ وذلك بسبب موقف قادة الحركة الدستورية الذين كانوا لا يرون ضرورة الرجوع إلى العلماء إلا في بعض القضايا من قبيل الموقف من [[الملا قربان علي الزنجاني]]<ref>راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 105.</ref> و[[الشيخ فضل الله النوري]]،<ref>مَلِك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص 1270.</ref> الذي ساهم في توفير الأرضية المناسبة وإضفاء الشرعية على موقف متطرفي الحركة الدستورية ضد هذين العلمين.<ref>كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 66.</ref> | ||
سطر ١٨٥: | سطر ١٨٥: | ||
فيما تراهم لا يعيرون أهمية تذكر لموقف العلماء في قضايا أخرى كتنفيد الأصل الثاني لملحق الدستور والتعارض الصارخ مع أحكام الشريعة الإسلامية.<ref>كمثال لذلك راجع: صادق، خاطرات و اسناد مستشار الدوله صادق، مجموعه 2، ص306؛ شريف كاشاني، واقعات اتفاقيه در روزكار، ج 3، ص599 - 600.</ref> الأمر الذي أرغم علماء النجف ينحون منحى آخر، ويتخذون موقفاً حاداً تجاه المقالات التي صدرت في [[مجلة الحبل المتين]] التي تنتقد رجال الدين، وبعض التصرفات المشينة لـ[[السيد حسن تقي زادة|لسيد حسن تقي زادة]] - أحد قادة الحزب الديمقراطي - ضد المبادئ الإسلامية.<ref>راجع: ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص1289 - 1292؛ اوراق تازه ياب مشروطيت، ص207 - 211.</ref> | فيما تراهم لا يعيرون أهمية تذكر لموقف العلماء في قضايا أخرى كتنفيد الأصل الثاني لملحق الدستور والتعارض الصارخ مع أحكام الشريعة الإسلامية.<ref>كمثال لذلك راجع: صادق، خاطرات و اسناد مستشار الدوله صادق، مجموعه 2، ص306؛ شريف كاشاني، واقعات اتفاقيه در روزكار، ج 3، ص599 - 600.</ref> الأمر الذي أرغم علماء النجف ينحون منحى آخر، ويتخذون موقفاً حاداً تجاه المقالات التي صدرت في [[مجلة الحبل المتين]] التي تنتقد رجال الدين، وبعض التصرفات المشينة لـ[[السيد حسن تقي زادة|لسيد حسن تقي زادة]] - أحد قادة الحزب الديمقراطي - ضد المبادئ الإسلامية.<ref>راجع: ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص1289 - 1292؛ اوراق تازه ياب مشروطيت، ص207 - 211.</ref> | ||
والجدير بالذكر أنّ كلمة العلماء في النجف الأشرف لم تتوحد في قضية الدستورية خاصّة بعد إعدام الشيخ فضل الله النوري ومقتل [[السيد عبد الله البهبهاني|السيّد عبد الله البهبهاني]] ونَفْي قُربانْعَلي الزنجاني حيث توسعت الفجوة بين حماة الدستورية وقادتهم في ايران من جهة وبينهم ومعارضي الحركة من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى استقواء شوكة الفريق الثاني. | والجدير بالذكر أنّ كلمة العلماء في النجف الأشرف لم تتوحد في قضية الدستورية خاصّة بعد إعدام الشيخ فضل الله النوري ومقتل [[السيد عبد الله البهبهاني|السيّد عبد الله البهبهاني]] ونَفْي قُربانْعَلي الزنجاني حيث توسعت الفجوة بين حماة الدستورية وقادتهم في ايران من جهة وبينهم ومعارضي الحركة من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى استقواء شوكة الفريق الثاني.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===الإنذار الروسي سنة 1950 م=== | ===الإنذار الروسي سنة 1950 م=== | ||
سطر ١٩٣: | سطر ١٩٣: | ||
===التدخّل الاستعماري=== | ===التدخّل الاستعماري=== | ||
كان للانتهاك الروسي والبريطاني الاستعماري للأراضي [[إيران|الإيرانية]] وتدخل هاتين الدولتين في شؤون [[البلدان الإسلامية]] الأثر الكبير في إثارة الغضب الشعبي. ومن جهة أخرى كان لانطلاقة [[الحرب العالمية الأولى]] بمحورية كلّ من روسيا والبريطانيين الأثر في جرّ [[الدولة العثمانية]] إلى ساحة الحرب، الأمر الذي أدى إلى [[فتوى الجهاد]] من قبل علماء النجف ونشوب الثورة العراقية ضد البريطانيين. | كان للانتهاك الروسي والبريطاني الاستعماري للأراضي [[إيران|الإيرانية]] وتدخل هاتين الدولتين في شؤون [[البلدان الإسلامية]] الأثر الكبير في إثارة الغضب الشعبي. ومن جهة أخرى كان لانطلاقة [[الحرب العالمية الأولى]] بمحورية كلّ من روسيا والبريطانيين الأثر في جرّ [[الدولة العثمانية]] إلى ساحة الحرب، الأمر الذي أدى إلى [[فتوى الجهاد]] من قبل علماء النجف ونشوب الثورة العراقية ضد البريطانيين.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكان الداعي لتدخل العلماء وإصدار فتوى الجهاد، الحفاظ على أراضي المسلمين من دنس أقدام الغزاة الكافرين. ورغم أنّ الحرب قد جعلت اهتمام العلماء مُنصباً على الأحداث الإيرانية والعراقية إلا أنّ النصيب الأوفر كان للشأن العراقي لما امتازت به الساحة العراقية حينها من حراك وثورة ضد [[الاستعمار البريطاني|المستعمر الانجليزي]]، ومن هنا لم يكن للحوزة النجفية موقف صارم تجاه ثورة [[الشيخ حسين جاهكوتاهي]] و[[السيد عبد الحسين اللاري]] في جنوب إيران، وإنتفاضة [[الميرزا كوجكخان جنكلي]] في شمال إيران و[[الشيخ محمد خياباني]] في [[آذربيجان (توضيح)|آذربيجان]]. | وكان الداعي لتدخل العلماء وإصدار فتوى الجهاد، الحفاظ على أراضي المسلمين من دنس أقدام الغزاة الكافرين. ورغم أنّ الحرب قد جعلت اهتمام العلماء مُنصباً على الأحداث الإيرانية والعراقية إلا أنّ النصيب الأوفر كان للشأن العراقي لما امتازت به الساحة العراقية حينها من حراك وثورة ضد [[الاستعمار البريطاني|المستعمر الانجليزي]]، ومن هنا لم يكن للحوزة النجفية موقف صارم تجاه ثورة [[الشيخ حسين جاهكوتاهي]] و[[السيد عبد الحسين اللاري]] في جنوب إيران، وإنتفاضة [[الميرزا كوجكخان جنكلي]] في شمال إيران و[[الشيخ محمد خياباني]] في [[آذربيجان (توضيح)|آذربيجان]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
===الإحتجاج على ترحيل الشيخ مهدي الخالصي=== | ===الإحتجاج على ترحيل الشيخ مهدي الخالصي=== | ||
سطر ٢٠٤: | سطر ٢٠٤: | ||
===إنطلاقة الثورة الإيرانية ونفي قائدها إلى النجف=== | ===إنطلاقة الثورة الإيرانية ونفي قائدها إلى النجف=== | ||
ارتبطت الحركة السياسية في النجف الأشرف مرة أخرى بالقضايا والأحداث على الساحة الإيرانية في قيام ثورة الخامس عشر من خرداد [5 حزيران 1963] وحتى قيام الثورة سنة 1978 م. فبعد أنْ تمّ اعتقال [[الامام الخميني|الإمام الخميني]] و[[الشيخ بهاء الدين المحلاتي]] والحاج [[حسن القمي|حسن القمّي]] إثر أحداث [[انتفاضة الخامس عشر من خرداد|الخامس عشر من خرداد]] أصدر كلّ من مراجع النجف الأشرف السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئي، والعلماء والمراجع في [[قم]] ''[[مشهد|ومشهد]]'' [[الأهواز|والأهواز]] ''[[همدان|وهمدان]]'' بيانات أدانوا فيها موقف السلطة الحاكمة وطالبوا باطلاق سراح العلماء الثلاثة مطالبين السلطة بالإصغاء لمطالب العلماء. | ارتبطت الحركة السياسية في النجف الأشرف مرة أخرى بالقضايا والأحداث على الساحة الإيرانية في قيام ثورة الخامس عشر من خرداد [5 حزيران 1963] وحتى قيام الثورة سنة 1978 م. فبعد أنْ تمّ اعتقال [[الامام الخميني|الإمام الخميني]] و[[الشيخ بهاء الدين المحلاتي]] والحاج [[حسن القمي|حسن القمّي]] إثر أحداث [[انتفاضة الخامس عشر من خرداد|الخامس عشر من خرداد]] أصدر كلّ من مراجع النجف الأشرف السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئي، والعلماء والمراجع في [[قم]] ''[[مشهد|ومشهد]]'' [[الأهواز|والأهواز]] ''[[همدان|وهمدان]]'' بيانات أدانوا فيها موقف السلطة الحاكمة وطالبوا باطلاق سراح العلماء الثلاثة مطالبين السلطة بالإصغاء لمطالب العلماء.{{بحاجة لمصدر}} | ||
ما إنْ أطلق سراح [[الامام الخميني]] في شهر مارس سنة 1964 م، حتى تمّ اعتقاله ثانيةً في نفس العام بسبب موقفه الرافض [[لائحة الكابيتولاسيون|للائحة الكابيتولاسيون]] - التي تمنح [[الأمريكان]] الحصانة أمام القضاء الايراني - ومن ثمّ ترحيله إلى [[تركيا]] ومنها إلى النجف بمسعى من مراجع وعلماء العراق وايران للسماح له بالانتقال إلى النجف الأشرف بعد عدة شهور. وكانت الحكومة الايرانية تأمل بتضاءل مرجعية الإمام الخميني أمام مستوى مرجعيات النجف الأشرف وتراجع نفوذه في الوسط الديني والاجتماعي تدريجياً إلى أن يمحو صيته في نهاية المطاف. لكنه تمكن من الجمع بين التصدّي لقيادة [[الثورة الإسلامية في إيران|الثورة]] بمواصلة مسيرة الثورة الإسلامية والاهتمام بشؤون المرجعية ومتابعة دروسه وكتاباته العلمية مربياً لجيل من العلماء والفضلاء الايرانيين وغيرهم وتوجيه بوصلتهم نحو محاربة [[النظام البلهوي]] وقد واصل حراكه العلمي والسياسي حتى الأيام الأخيرة التي أبعد فيها من النجف بتنسيق بين الحكومتين الايرانية والعراقية. | ما إنْ أطلق سراح [[الامام الخميني]] في شهر مارس سنة 1964 م، حتى تمّ اعتقاله ثانيةً في نفس العام بسبب موقفه الرافض [[لائحة الكابيتولاسيون|للائحة الكابيتولاسيون]] - التي تمنح [[الأمريكان]] الحصانة أمام القضاء الايراني - ومن ثمّ ترحيله إلى [[تركيا]] ومنها إلى النجف بمسعى من مراجع وعلماء العراق وايران للسماح له بالانتقال إلى النجف الأشرف بعد عدة شهور. وكانت الحكومة الايرانية تأمل بتضاءل مرجعية الإمام الخميني أمام مستوى مرجعيات النجف الأشرف وتراجع نفوذه في الوسط الديني والاجتماعي تدريجياً إلى أن يمحو صيته في نهاية المطاف. لكنه تمكن من الجمع بين التصدّي لقيادة [[الثورة الإسلامية في إيران|الثورة]] بمواصلة مسيرة الثورة الإسلامية والاهتمام بشؤون المرجعية ومتابعة دروسه وكتاباته العلمية مربياً لجيل من العلماء والفضلاء الايرانيين وغيرهم وتوجيه بوصلتهم نحو محاربة [[النظام البلهوي]] وقد واصل حراكه العلمي والسياسي حتى الأيام الأخيرة التي أبعد فيها من النجف بتنسيق بين الحكومتين الايرانية والعراقية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===هجوم الانجليز وفتوى الجهاد=== | ===هجوم الانجليز وفتوى الجهاد=== | ||
سطر ٢١٦: | سطر ٢١٦: | ||
===الاعتراض على احتلال العراق=== | ===الاعتراض على احتلال العراق=== | ||
قاد الانزعاج من الهيمنة الأجنبية على البلاد الاسلامية إلى تشكيل مجموعة من الاتحادات والتكتلات الدينية في النجف بقيادة رجال الدين وبعض البيوتات العلمية الشهيرة،<ref>الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 191.</ref> ومن أبرزها [[جمعية النهضة الإسلامية]] التي قام بتأسيس جناحها السياسي غالباً شخصيات علمائية كبيرة [[السيد محمد علي بحر العلوم|كالسيّد محمد علي بحر العلوم]] والشيخ [[محمد جواد الجزائري]].<ref>العلوي، حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 94.</ref> وقد انطلقت الشرارة الأولى للثورة في النجف بعد اغتيال الحاكم السياسي فيها "وليم مارشال" سنة 1918 م من قبل الجناح السرّي للجمعية.<ref>الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 194.</ref> وكانت ردّة الفعل البريطانية عنفية جدّاً فقامت بقمع الثورة بقوّة.<ref>راجع: الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 306، 348.</ref> إلا أنّ الثورة النجفية كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت، ومهدت للثورة العراقية الكبرى سنة 1920 م والدور الذي لعبته النجف في تلك الثورة. | قاد الانزعاج من الهيمنة الأجنبية على البلاد الاسلامية إلى تشكيل مجموعة من الاتحادات والتكتلات الدينية في النجف بقيادة رجال الدين وبعض البيوتات العلمية الشهيرة،<ref>الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 191.</ref> ومن أبرزها [[جمعية النهضة الإسلامية]] التي قام بتأسيس جناحها السياسي غالباً شخصيات علمائية كبيرة [[السيد محمد علي بحر العلوم|كالسيّد محمد علي بحر العلوم]] والشيخ [[محمد جواد الجزائري]].<ref>العلوي، حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 94.</ref> وقد انطلقت الشرارة الأولى للثورة في النجف بعد اغتيال الحاكم السياسي فيها "وليم مارشال" سنة 1918 م من قبل الجناح السرّي للجمعية.<ref>الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 194.</ref> وكانت ردّة الفعل البريطانية عنفية جدّاً فقامت بقمع الثورة بقوّة.<ref>راجع: الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 306، 348.</ref> إلا أنّ الثورة النجفية كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت، ومهدت للثورة العراقية الكبرى سنة 1920 م والدور الذي لعبته النجف في تلك الثورة.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكانت الحكومة البريطانية فقد قررت اجراء استفتاء شعبي يوفر لها الأرضية في مواصلة احتلالها للعراق إلا أنّها واجهت رفضاً علمائياً وشعبياً كبيراً.<ref>راجع: صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق ونقش علماي مجاهد اسلام، ص 42- 44.</ref> وقد أصدر [[الميرزا محمد تقي الشيرازي]] فتوى حرم فيها ركون المسلمين لحكم الكافرين<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as,16.</ref> وبعث ببرقية إلى حاكم [[مكة |مكة]] يطالب فيها بتأسيس حكومة عراقية بقيادة حاكم مسلم عربي.<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 210.</ref> | وكانت الحكومة البريطانية فقد قررت اجراء استفتاء شعبي يوفر لها الأرضية في مواصلة احتلالها للعراق إلا أنّها واجهت رفضاً علمائياً وشعبياً كبيراً.<ref>راجع: صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق ونقش علماي مجاهد اسلام، ص 42- 44.</ref> وقد أصدر [[الميرزا محمد تقي الشيرازي]] فتوى حرم فيها ركون المسلمين لحكم الكافرين<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as,16.</ref> وبعث ببرقية إلى حاكم [[مكة |مكة]] يطالب فيها بتأسيس حكومة عراقية بقيادة حاكم مسلم عربي.<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 210.</ref> | ||
سطر ٢٣٦: | سطر ٢٣٦: | ||
مثّل تأسيس [[حزب الدعوة الإسلامية]] في العقود الأخيرة انعطافة كبرى في العمل السياسي للحوزة النجفية. وكان تأسيس الحزب قد تمّ على يد فريق من العلماء الشباب [[السيد محمد باقر الصدر|كالسيّد محمد باقر الصدر]] [[السيد مرتضى العسكري|والسيّد مرتضى العسكري]] وذلك عام 1957 م. وكان الهاجس الكبير الذي حرك المؤسسين هو التحدّي الفكري والثقافي والعقائدي والشبهات المثارة أمام الإسلاميين، ولم تمض فترة طويلة حتى انجر الحزب للخوض في المعترك السياسي. وكان قادة حزب الدعوة والإخوان المسلمين فرع العرق قد اتفقوا سنة 1960 م على تأسيس دولة إسلامية يتكاتف الشيعة والسنّة على إقامتها.<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, </ref> | مثّل تأسيس [[حزب الدعوة الإسلامية]] في العقود الأخيرة انعطافة كبرى في العمل السياسي للحوزة النجفية. وكان تأسيس الحزب قد تمّ على يد فريق من العلماء الشباب [[السيد محمد باقر الصدر|كالسيّد محمد باقر الصدر]] [[السيد مرتضى العسكري|والسيّد مرتضى العسكري]] وذلك عام 1957 م. وكان الهاجس الكبير الذي حرك المؤسسين هو التحدّي الفكري والثقافي والعقائدي والشبهات المثارة أمام الإسلاميين، ولم تمض فترة طويلة حتى انجر الحزب للخوض في المعترك السياسي. وكان قادة حزب الدعوة والإخوان المسلمين فرع العرق قد اتفقوا سنة 1960 م على تأسيس دولة إسلامية يتكاتف الشيعة والسنّة على إقامتها.<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, </ref> | ||
وقد تمكن حزب الدعوة الإسلامية بسبب النشاط المكثف لأعضائه من استقطاب الكثير من الشبان إلى صفوف الحزب، وقد تصدّى مفكرو الحزب للاتجاهين الشيوعي والقومي مما أثار حفيظتهم، ثم تعرّض على إثرها [[السيّد محمد باقر الصدر]] للاعتداءات المتكررة التي قام بها القوميّون في [[النجف]].<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 38- 41</ref> وكان السيّد محسن الحكيم من الشخصيات القليلة التي ساعدت وبقوّة على كسر طوق الانعزال والانزواء السياسي عن الحوزة العلمية النجفية. | وقد تمكن حزب الدعوة الإسلامية بسبب النشاط المكثف لأعضائه من استقطاب الكثير من الشبان إلى صفوف الحزب، وقد تصدّى مفكرو الحزب للاتجاهين الشيوعي والقومي مما أثار حفيظتهم، ثم تعرّض على إثرها [[السيّد محمد باقر الصدر]] للاعتداءات المتكررة التي قام بها القوميّون في [[النجف]].<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 38- 41</ref> وكان السيّد محسن الحكيم من الشخصيات القليلة التي ساعدت وبقوّة على كسر طوق الانعزال والانزواء السياسي عن الحوزة العلمية النجفية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===نشاط السيد محمد باقر الصدر=== | ===نشاط السيد محمد باقر الصدر=== | ||
سطر ٢٥٦: | سطر ٢٥٦: | ||
والجدير بالذكر أنّ المدارس العلمية لم تتخذ - عادةً - من جنسية الطالب وهويته معياراً للقبول في صفوفها، لكن هناك بعض المدراس شيّدت خصّصياً لبعض الجنسيات كمدرسة العامليين الخاصّة للطلبة اللبنانيين، والجامع الهندي الخاصّة للطلبة الهنود والمدرسة الإيروانية الخاصّة للطلبة الأتراك.<ref>محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 406.</ref> | والجدير بالذكر أنّ المدارس العلمية لم تتخذ - عادةً - من جنسية الطالب وهويته معياراً للقبول في صفوفها، لكن هناك بعض المدراس شيّدت خصّصياً لبعض الجنسيات كمدرسة العامليين الخاصّة للطلبة اللبنانيين، والجامع الهندي الخاصّة للطلبة الهنود والمدرسة الإيروانية الخاصّة للطلبة الأتراك.<ref>محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 406.</ref> | ||
وقد شهدت المدرسة النجفية في الأعوام التي تلت سقوط النظام البعثي توافداً على صفوفها من سائر البلدان الإسلامية. | وقد شهدت المدرسة النجفية في الأعوام التي تلت سقوط النظام البعثي توافداً على صفوفها من سائر البلدان الإسلامية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===إحصاء الأساتذة والطلاب=== | ===إحصاء الأساتذة والطلاب=== | ||
سطر ٢٦٥: | سطر ٢٦٥: | ||
===المراحل الدراسية=== | ===المراحل الدراسية=== | ||
[[ملف:حوزه علمیه نجف.jpg|250px|تصغير|المدرسة الغروية (النجف الأشرف)]] | [[ملف:حوزه علمیه نجف.jpg|250px|تصغير|المدرسة الغروية (النجف الأشرف)]] | ||
لم يختلف النظام العام للدراسة في الحوزة النجفية عن سائر المراكز العلمية الشيعية من التوزيع على ثلاث مراحل هي [[مقدمات الحوزة|المقدمات]] [[سطوح الحوزة|والسطوح]] [[بحث الخارج|والخارج]].<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251، 255، 257؛ للتعرف على بقية التقسيمات راجع البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 270- 272؛ وفي باب التدريسِ غير الرسمي لمراحل بدائية من قبيل تعلم قراءة وكتابة اللغة الفارسية في الحوزة النجفية، راجع مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع]حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 25. </ref> وتستغرق مرحلة المقدمات ما بين ثلاث إلى خمس سنين<ref>بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 95.</ref> تبدأ بعلوم [[اللغة العربية]] حيث يدرس الطالب عادة مجموعة من المتون كمتن [[الآجرومية (كتاب)|الآجرومية]]، وكتاب [[قطر الندى وبل الصدى|قطر الندى وبَلْ الصدى]]، ''[[شرح ابن عقيل (كتاب)|وشرح ابن عقيل]]،'' فيما يدرس الطلاب غير العرب كتاب جامع المقدمات الشامل لمجموعة من الكتب ([[الأمثلة (كتاب)|الأمثلة]]، ''[[شرح الأمثلة (كتاب)|شرح الأمثلة]]،'' [[صرف مير (كتاب)|صرف مير]]، ''[[التصريف (كتاب)|التصريف]]،'' [[عوامل النحو (كتاب)|عوامل النحو]]، ''[[الهداية في النحو (كتاب)|الهداية]]،'' [[شرح الأنموذج (كتاب)|وشرح الأنموذج]] ''[[الصمدية (كتاب)|والصمدية]]).'' | لم يختلف النظام العام للدراسة في الحوزة النجفية عن سائر المراكز العلمية الشيعية من التوزيع على ثلاث مراحل هي [[مقدمات الحوزة|المقدمات]] [[سطوح الحوزة|والسطوح]] [[بحث الخارج|والخارج]].<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251، 255، 257؛ للتعرف على بقية التقسيمات راجع البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 270- 272؛ وفي باب التدريسِ غير الرسمي لمراحل بدائية من قبيل تعلم قراءة وكتابة اللغة الفارسية في الحوزة النجفية، راجع مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع]حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 25. </ref> وتستغرق مرحلة المقدمات ما بين ثلاث إلى خمس سنين<ref>بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 95.</ref> تبدأ بعلوم [[اللغة العربية]] حيث يدرس الطالب عادة مجموعة من المتون كمتن [[الآجرومية (كتاب)|الآجرومية]]، وكتاب [[قطر الندى وبل الصدى|قطر الندى وبَلْ الصدى]]، ''[[شرح ابن عقيل (كتاب)|وشرح ابن عقيل]]،'' فيما يدرس الطلاب غير العرب كتاب جامع المقدمات الشامل لمجموعة من الكتب ([[الأمثلة (كتاب)|الأمثلة]]، ''[[شرح الأمثلة (كتاب)|شرح الأمثلة]]،'' [[صرف مير (كتاب)|صرف مير]]، ''[[التصريف (كتاب)|التصريف]]،'' [[عوامل النحو (كتاب)|عوامل النحو]]، ''[[الهداية في النحو (كتاب)|الهداية]]،'' [[شرح الأنموذج (كتاب)|وشرح الأنموذج]] ''[[الصمدية (كتاب)|والصمدية]]).''{{بحاجة لمصدر}} | ||
ثم مواصلة دراسة الأدب العربي من خلال دراسة كتاب [[النهجة المرضية (كتاب)|النهجة المرضية]] (شرح السيوطي [[ألفية ابن مالك|لألفية ابن مالك]] المعروف بشرح السيوطي)، وكتاب [[مغني اللبيب (كتاب)|مغني اللبيب]].<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251- 254؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 121.</ref> ومن المتون التي يدرسها الطالب كتاب [[المطول|المطوّل]] ''[[مختصر المعاني (كتاب)|والمختصر للتفتازاني]]'' في البلاغة والمعاني والبيان، [[حاشية الملا عبد الله (كتاب)|وحاشية الملا عبد الله]] [[شرح الشمسية |وشرح الشمسية]] لقطب الدين الرازي [[منطق المظفر (كتاب)|ومنطق المظفر]].<ref>بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 93.</ref> مضافاً إلى كتاب [[تبصرة المتعلمين (كتاب)|تبصرة المتعلمين]] ''[[العلامة الحلي]]'' أو بعض [[الرسائل العملية (توضيح)|الرسائل العملية]] في الفقه.<ref>راجع: البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 278- 279.</ref> | ثم مواصلة دراسة الأدب العربي من خلال دراسة كتاب [[النهجة المرضية (كتاب)|النهجة المرضية]] (شرح السيوطي [[ألفية ابن مالك|لألفية ابن مالك]] المعروف بشرح السيوطي)، وكتاب [[مغني اللبيب (كتاب)|مغني اللبيب]].<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251- 254؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 121.</ref> ومن المتون التي يدرسها الطالب كتاب [[المطول|المطوّل]] ''[[مختصر المعاني (كتاب)|والمختصر للتفتازاني]]'' في البلاغة والمعاني والبيان، [[حاشية الملا عبد الله (كتاب)|وحاشية الملا عبد الله]] [[شرح الشمسية |وشرح الشمسية]] لقطب الدين الرازي [[منطق المظفر (كتاب)|ومنطق المظفر]].<ref>بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 93.</ref> مضافاً إلى كتاب [[تبصرة المتعلمين (كتاب)|تبصرة المتعلمين]] ''[[العلامة الحلي]]'' أو بعض [[الرسائل العملية (توضيح)|الرسائل العملية]] في الفقه.<ref>راجع: البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 278- 279.</ref> | ||
وهناك من الطلاب من يحضر في الأثناء دورات تأهيلية لتلقي فنون [[الخطابة]] بطريقة عملية.<ref>البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 279.</ref> أمّا مرحلة المباني والتي تعرف بمرحلة السطوح فيتم التركيز فيها على علمي الفقه وأصول الفقه حيث يدرس الطالب من المتون الفقهية كتاب [[الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية]] المعروف بشرح اللمعة للشهيد الثاني المتوفى سنة 966هـ ق، وكتاب [[المكاسب]] للشيخ [[مرتضى الأنصاري]]. | وهناك من الطلاب من يحضر في الأثناء دورات تأهيلية لتلقي فنون [[الخطابة]] بطريقة عملية.<ref>البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 279.</ref> أمّا مرحلة المباني والتي تعرف بمرحلة السطوح فيتم التركيز فيها على علمي الفقه وأصول الفقه حيث يدرس الطالب من المتون الفقهية كتاب [[الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية]] المعروف بشرح اللمعة للشهيد الثاني المتوفى سنة 966هـ ق، وكتاب [[المكاسب]] للشيخ [[مرتضى الأنصاري]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
وأمّا المتون الأصولية فتتم دراسة كتاب معالم الدين للشيخ [[حسن بن زين العابدين الجبعي العاملي]] المتوفى سنة 1011هـ ق، وكتاب الرسائل للشيخ مرتضى الأنصاري وكفاية الأصول للآخوند الخراساني.<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 255- 256؛ البهادلي، ص 280.</ref> ومن المتون التي يدرسها الطالب في هذه المرحلة: كتاب [[دراية الحديث (كتاب)|دراية الحديث]] للشهيد الثاني أو ما يعادلها من كتب دراية الحديث؛ وكتاب منظومة [[الملا هادي السبزواري]] [[الأسفار الأربعة|والأسفار الأربعة]] ''[[صدر المتألهين الشيرازي|لصدر المتألهين الشيرازي]]'' في الفلسفة؛ [[شرح الباب الحادي عشر (كتاب)|وشرح الباب الحادي عشر]] للعلامة الحلي وشرحه [[تجريد الاعتقاد (كتاب)|لتجريد الاعتقاد]] | وأمّا المتون الأصولية فتتم دراسة كتاب معالم الدين للشيخ [[حسن بن زين العابدين الجبعي العاملي]] المتوفى سنة 1011هـ ق، وكتاب الرسائل للشيخ مرتضى الأنصاري وكفاية الأصول للآخوند الخراساني.<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 255- 256؛ البهادلي، ص 280.</ref> ومن المتون التي يدرسها الطالب في هذه المرحلة: كتاب [[دراية الحديث (كتاب)|دراية الحديث]] للشهيد الثاني أو ما يعادلها من كتب دراية الحديث؛ وكتاب منظومة [[الملا هادي السبزواري]] [[الأسفار الأربعة|والأسفار الأربعة]] ''[[صدر المتألهين الشيرازي|لصدر المتألهين الشيرازي]]'' في الفلسفة؛ [[شرح الباب الحادي عشر (كتاب)|وشرح الباب الحادي عشر]] للعلامة الحلي وشرحه [[تجريد الاعتقاد (كتاب)|لتجريد الاعتقاد]] | ||
سطر ٢٧٧: | سطر ٢٧٧: | ||
تمثل مرحلة الدراسات العليا المرحلة الأخيرة في سلسلة الدرس الحوزوي، وتبدأ بعد الفراغ من مرحلتي المقدمات والسطوح لمن يريد مواصلة المشوار الدراسي والوصول إلى مرتبة [[الاجتهاد]] والتوفر على ملكة استنباط الحكم الشرعي.<ref>الملكي، آشنايي با متون درسي حوزههاي علميه ايران، ص 269.</ref> علماً أن المدرسة النجفية لا تخضع الطالب للاختبار في المواد التي تلقاها ولا تمنحه وثيقة علمية.<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 237.</ref> | تمثل مرحلة الدراسات العليا المرحلة الأخيرة في سلسلة الدرس الحوزوي، وتبدأ بعد الفراغ من مرحلتي المقدمات والسطوح لمن يريد مواصلة المشوار الدراسي والوصول إلى مرتبة [[الاجتهاد]] والتوفر على ملكة استنباط الحكم الشرعي.<ref>الملكي، آشنايي با متون درسي حوزههاي علميه ايران، ص 269.</ref> علماً أن المدرسة النجفية لا تخضع الطالب للاختبار في المواد التي تلقاها ولا تمنحه وثيقة علمية.<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 237.</ref> | ||
نعم، حينما يصل الطالب إلى مرتبة رفيعة من العلم أو يصل إلى مرحلة الاجتهاد يُمنح من قبل أستاذه "[[إجازة الحديث|إجازة]]" تكشف عن مستواه العلمي، وأنّه مؤهل لاستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية. | نعم، حينما يصل الطالب إلى مرتبة رفيعة من العلم أو يصل إلى مرحلة الاجتهاد يُمنح من قبل أستاذه "[[إجازة الحديث|إجازة]]" تكشف عن مستواه العلمي، وأنّه مؤهل لاستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===أماكن الدراسة=== | ===أماكن الدراسة=== | ||
سطر ٣٠٢: | سطر ٣٠٢: | ||
:مكتبة [[أمير المؤمنين]] (ع) العامّة | :مكتبة [[أمير المؤمنين]] (ع) العامّة | ||
:مكتبة [[عبدالحسين الأميني|العلامة الأميني]] | :مكتبة [[عبدالحسين الأميني|العلامة الأميني]] | ||
تتوفر النجف الأشرف على الكثير من المكتبات العامّة التي شيّدت لغاية توفير مصادر التحقيق والبحث العلمي التي تقتضيها طبيعة الحاضرة العالمية، ومن هنا كانت النجف وعلى مرّ التاريخ من أبرز المدن التي تزدان بمكتباتها العامرة. | تتوفر النجف الأشرف على الكثير من المكتبات العامّة التي شيّدت لغاية توفير مصادر التحقيق والبحث العلمي التي تقتضيها طبيعة الحاضرة العالمية، ومن هنا كانت النجف وعلى مرّ التاريخ من أبرز المدن التي تزدان بمكتباتها العامرة.{{بحاجة لمصدر}} | ||
*يضرب تاريخ البعض منها [[المكتبة الحيدرية|كالمكتبة الحيدرية]] (وتعرف [[الخزانة الغروية|بالخزانة الغروية]] أيضاً) بعمق التاريخ الإسلامي؛ إذ يعود تأسيسها إلى القرن الرابع الهجري، بل إلى ما قبل ذلك التاريخ، مما يعكس مدى اهتمام الفقهاء بهذا الجانب وإشرافهم على تلك الصروح العلمية [[العلامة الحلي|كالعلامة الحلي]]. وقد تعرّضت المكتبة إبّان حكم النظام البعثي لإضرار كبيرة، تمكن المشرفون من تلافيها واصلاحها بعد سقوط حكومة [[صدام حسين]] لتعود تحت إشراف [[المرجعية الدينية|المرجعية]] الشيعية إلى سابق عهدها من العطاء العلمي. تقع المكتبة ضمن حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. | *يضرب تاريخ البعض منها [[المكتبة الحيدرية|كالمكتبة الحيدرية]] (وتعرف [[الخزانة الغروية|بالخزانة الغروية]] أيضاً) بعمق التاريخ الإسلامي؛ إذ يعود تأسيسها إلى القرن الرابع الهجري، بل إلى ما قبل ذلك التاريخ، مما يعكس مدى اهتمام الفقهاء بهذا الجانب وإشرافهم على تلك الصروح العلمية [[العلامة الحلي|كالعلامة الحلي]]. وقد تعرّضت المكتبة إبّان حكم النظام البعثي لإضرار كبيرة، تمكن المشرفون من تلافيها واصلاحها بعد سقوط حكومة [[صدام حسين]] لتعود تحت إشراف [[المرجعية الدينية|المرجعية]] الشيعية إلى سابق عهدها من العطاء العلمي. تقع المكتبة ضمن حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* [[مكتبة الحسينية الشوشترية]]، وهي من أهم المكتبات النجفية التي عفت عليها يد الدهر. | * [[مكتبة الحسينية الشوشترية]]، وهي من أهم المكتبات النجفية التي عفت عليها يد الدهر. | ||
* [[مكتبة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء]]، وهي من أبرز المكتبات النجفية التي ما زالت عامرة بعطائها يرتادها طلبة العلم ورجال التحقيق.<ref>راجع: آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 163- 164؛ جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 243- 244 .</ref> | * [[مكتبة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء]]، وهي من أبرز المكتبات النجفية التي ما زالت عامرة بعطائها يرتادها طلبة العلم ورجال التحقيق.<ref>راجع: آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 163- 164؛ جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 243- 244 .</ref> | ||
* هناك مجموعة من المكتبات النجفية قد اندثرت ولم يبق لها أثر يذكر، منها: [[مكتبة مدرسة قوام]]، والخليلي والآخوند الخراساني؛ فيما حافظت [[مكتبة السيد محمد كاظم الطباطبائي|مكتبة السيّد محمد كاظم الطباطبائي]] وغيرها على مكانتها، وتمكنت من الثبات رغم العواصف التي مرّت بها.<ref>جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 252- 255.</ref> | * هناك مجموعة من المكتبات النجفية قد اندثرت ولم يبق لها أثر يذكر، منها: [[مكتبة مدرسة قوام]]، والخليلي والآخوند الخراساني؛ فيما حافظت [[مكتبة السيد محمد كاظم الطباطبائي|مكتبة السيّد محمد كاظم الطباطبائي]] وغيرها على مكانتها، وتمكنت من الثبات رغم العواصف التي مرّت بها.<ref>جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 252- 255.</ref> | ||
* أسست [[مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامّة]] على يد الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب كتاب الغدير قبل أكثر من خمسين سنة، وتعتبر اليوم من أغنى المكتبات النجفية. | * أسست [[مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامّة]] على يد الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب كتاب الغدير قبل أكثر من خمسين سنة، وتعتبر اليوم من أغنى المكتبات النجفية. | ||
* كذلك مكتبة آية الله السيّد محسن الحكيم التي تقع ضمن بناء [[المسجد الهندي]]. وتمتاز بتوفيرها الكتب والمصادر العلمية لطلاب العلوم الدينية ويرتادها بغاة العلم وروّاد المعرفة من سائر الأصناف. | * كذلك مكتبة آية الله السيّد محسن الحكيم التي تقع ضمن بناء [[المسجد الهندي]]. وتمتاز بتوفيرها الكتب والمصادر العلمية لطلاب العلوم الدينية ويرتادها بغاة العلم وروّاد المعرفة من سائر الأصناف.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==تأسيس المدارس العصرية== | ==تأسيس المدارس العصرية== | ||
سطر ٣١٤: | سطر ٣١٤: | ||
* مدرسة العلامة [[عز الدين الجزائري|عزّ الدين الجزائري]]، أسست في النجف الأشرف سنة 1362هـ ، وتعد من أنجح المدارس الحوزوية العصرية، حيث اعتمدت نظاماً تعليماً متكاملاً مع برنامج واضح المعالم تحدد فيه الأيام الدراسية والعطل مع تعريض الطالب لاختبارات فصلية ومنحه شهادات علمية، والتأكيد على اعتماد طريقة تدريس عصرية وباللغة العربية الفصحى. وقد اعترفت وزارة المعارف بالمدرسة المذكورة فيما قررت وزارة الدفاع إعفاء طلبتها من الخدمة الإلزامية.<ref>"مدرسة الجزائري"، ص 83- 85.</ref> | * مدرسة العلامة [[عز الدين الجزائري|عزّ الدين الجزائري]]، أسست في النجف الأشرف سنة 1362هـ ، وتعد من أنجح المدارس الحوزوية العصرية، حيث اعتمدت نظاماً تعليماً متكاملاً مع برنامج واضح المعالم تحدد فيه الأيام الدراسية والعطل مع تعريض الطالب لاختبارات فصلية ومنحه شهادات علمية، والتأكيد على اعتماد طريقة تدريس عصرية وباللغة العربية الفصحى. وقد اعترفت وزارة المعارف بالمدرسة المذكورة فيما قررت وزارة الدفاع إعفاء طلبتها من الخدمة الإلزامية.<ref>"مدرسة الجزائري"، ص 83- 85.</ref> | ||
* قام العلامة المظفر سنة 1376هـ ق بتأسيس [[كلية الفقه في النجف الأشرف]] التي اعترف وزارة المعارف حينها بمعادلة شهادتها مع الشهادات العليا.<ref>الآصفي، مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها، ص 28.</ref> | * قام العلامة المظفر سنة 1376هـ ق بتأسيس [[كلية الفقه في النجف الأشرف]] التي اعترف وزارة المعارف حينها بمعادلة شهادتها مع الشهادات العليا.<ref>الآصفي، مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها، ص 28.</ref> | ||
* [[جامعة النجف الدينية]]، قام بتأسيسها سنة 1956م [[السيد محمد كلانتر|السيّد محمد كلانتر]] المتوفى سنة 2000م. ورغم وجود الخطوات الاصلاحية لا زالت المدرسة النجفية تعتمد الطريقة التقليدية في التدريس. | * [[جامعة النجف الدينية]]، قام بتأسيسها سنة 1956م [[السيد محمد كلانتر|السيّد محمد كلانتر]] المتوفى سنة 2000م. ورغم وجود الخطوات الاصلاحية لا زالت المدرسة النجفية تعتمد الطريقة التقليدية في التدريس.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==المدارس العلمية في النجف الأشرف== | ==المدارس العلمية في النجف الأشرف== | ||
سطر ٤١٠: | سطر ٤١٠: | ||
|[[جامعة النجف الاشرف]] || [[الحاج محمد تقي اتفاق]]- [[السيد محمد كلانتر]] || 1382 هـ. ||تعد من أنشط المدارس النجفية | |[[جامعة النجف الاشرف]] || [[الحاج محمد تقي اتفاق]]- [[السيد محمد كلانتر]] || 1382 هـ. ||تعد من أنشط المدارس النجفية | ||
|-style="background:#FFE8E8;" | |-style="background:#FFE8E8;" | ||
|} | |}{{بحاجة لمصدر}} | ||
سطر ٤٢٣: | سطر ٤٢٣: | ||
==المصادر== | ==المصادر== | ||
{{Div col|3}} | {{Div col|3}} | ||
*آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة. | *آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة. |