الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة النجف الأشرف»
imported>Nabavi |
imported>Nabavi ط قيد بحاجة لمصدر |
||
سطر ١١: | سطر ١١: | ||
* ما جاء في ترجمة النجاشي لأبي الحسن [[إسحاق بن حسن العقراني التمّار]] حسبما يقول: "رأيته [[الكوفة|بالكوفة]] وهو مجاور، وكان يروي كتاب [[الكليني]] عنه.<ref>النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 74.</ref> | * ما جاء في ترجمة النجاشي لأبي الحسن [[إسحاق بن حسن العقراني التمّار]] حسبما يقول: "رأيته [[الكوفة|بالكوفة]] وهو مجاور، وكان يروي كتاب [[الكليني]] عنه.<ref>النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 74.</ref> | ||
* حضور بعض الشخصيات العلمية والدينية الكبيرة في النجف كـ[[الشيخ الصدوق]] وسماعه الحديث عن [[محمد بن علي بن فضل الدهقان]]،<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 16، ص 337.</ref> مضافاً إلى إقامة بعض [[نقباء الشيعة]] كـ[[ابن سدرة]] في النجف، مع وجود بعض البيوتات العلمية كـ[[آل الطحّان]].<ref>ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، ص 148؛ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 13 - 14.</ref> كلّ ذلك له دلالات على وجود حركة علمية في النجف وفي تلك الأزمنة قبل انتقال الشيخ الطوسي إليها.<ref> للتعرف على نقد هذه الآراء راجع: الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 19 - 30.</ref> | * حضور بعض الشخصيات العلمية والدينية الكبيرة في النجف كـ[[الشيخ الصدوق]] وسماعه الحديث عن [[محمد بن علي بن فضل الدهقان]]،<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 16، ص 337.</ref> مضافاً إلى إقامة بعض [[نقباء الشيعة]] كـ[[ابن سدرة]] في النجف، مع وجود بعض البيوتات العلمية كـ[[آل الطحّان]].<ref>ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، ص 148؛ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 13 - 14.</ref> كلّ ذلك له دلالات على وجود حركة علمية في النجف وفي تلك الأزمنة قبل انتقال الشيخ الطوسي إليها.<ref> للتعرف على نقد هذه الآراء راجع: الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 19 - 30.</ref> | ||
وبعد أن انتقل الشيخ الطوسي إلى حوزة النجف الأشرف أخذت تزدهر بشكل ملحوظ | وبعد أن انتقل الشيخ الطوسي إلى حوزة النجف الأشرف أخذت تزدهر بشكل ملحوظ.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===عصر المؤسس الطوسي=== | ===عصر المؤسس الطوسي=== | ||
{{مفصلة|الشيخ الطوسي}} | {{مفصلة|الشيخ الطوسي}} | ||
يُؤرخ لهذه المرحلة بفترة ما بين نزوح [[الشيخ الطوسي]] إلى النجف (عام 448 هـ) ووفاته (عام 460 هـ). لقد تتلمذ الطوسي من قبل على يد [[الشيخ المفيد]] المتوفى سنة 413 هـ و[[السيّد المرتضى]] (م سنة 436 هـ)، ولما توفي السيد المرتضى تفرّد الشيخ بـالإمامة والرئاسة، وكانت داره في الكرخ مأوى الناس، ومقصد الوفّاد. | يُؤرخ لهذه المرحلة بفترة ما بين نزوح [[الشيخ الطوسي]] إلى النجف (عام 448 هـ) ووفاته (عام 460 هـ). لقد تتلمذ الطوسي من قبل على يد [[الشيخ المفيد]] المتوفى سنة 413 هـ و[[السيّد المرتضى]] (م سنة 436 هـ)، ولما توفي السيد المرتضى تفرّد الشيخ بـالإمامة والرئاسة، وكانت داره في الكرخ مأوى الناس، ومقصد الوفّاد.{{بحاجة لمصدر}} | ||
عندما دخل الملك السلجوقي [[طغرل]] بيك [[بغداد]] اشتعلت نار الفتن الطائفية فيها حتى أدّى الأمر - مع بدايات وصوله إلى بغداد سنة 447 هـ - إلى إحراق المكتبة التي أنشأها [[أبو نصر سابور]] وزير [[بهاء الدولة البويهي]] وكبس دار الشيخ بـ[[الكرخ]] وأخذ ما وجد من كتاباته وكرسي درسه، وكان الطوسي حينها في [[النجف الأشرف]]. بعد ذلك وبمعية من التحق به من طلاب العلم - تحول النجف إلى مركزٍ للعلم وثقلٍ للشيعة [[الإمامية]]، حتى أخذت الرحال تُشدّ إليها، وأصبحت مهبط الباحثين عن علوم [[آل بيت النبي (ص)]] ومقصدهم. | عندما دخل الملك السلجوقي [[طغرل]] بيك [[بغداد]] اشتعلت نار الفتن الطائفية فيها حتى أدّى الأمر - مع بدايات وصوله إلى بغداد سنة 447 هـ - إلى إحراق المكتبة التي أنشأها [[أبو نصر سابور]] وزير [[بهاء الدولة البويهي]] وكبس دار الشيخ بـ[[الكرخ]] وأخذ ما وجد من كتاباته وكرسي درسه، وكان الطوسي حينها في [[النجف الأشرف]]. بعد ذلك وبمعية من التحق به من طلاب العلم - تحول النجف إلى مركزٍ للعلم وثقلٍ للشيعة [[الإمامية]]، حتى أخذت الرحال تُشدّ إليها، وأصبحت مهبط الباحثين عن علوم [[آل بيت النبي (ص)]] ومقصدهم.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكان قد أملى كتابه المعروف بـ[[الأمالي (توضيح)|الأمالي]] أو مجالس الشيخ الطوسي هناك مما يكشف عن مستوى الانضباط العلمي الذي عمّ المدينة في عصره.<ref>كان أول مجلس للاملاء في: 26 صفر 456 في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).</ref> وقد تمثّلت الخطوة الكبيرة الأخرى التي أقدم عليها الشيخ الطوسي بالنجف في الاهتمام بشأن الدراسات المتقدمة وتوجيه الطلبة نحو [[الفقه الاستدلالي]]. | وكان قد أملى كتابه المعروف بـ[[الأمالي (توضيح)|الأمالي]] أو مجالس الشيخ الطوسي هناك مما يكشف عن مستوى الانضباط العلمي الذي عمّ المدينة في عصره.<ref>كان أول مجلس للاملاء في: 26 صفر 456 في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).</ref> وقد تمثّلت الخطوة الكبيرة الأخرى التي أقدم عليها الشيخ الطوسي بالنجف في الاهتمام بشأن الدراسات المتقدمة وتوجيه الطلبة نحو [[الفقه الاستدلالي]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
===عصر الركود=== | ===عصر الركود=== | ||
سطر ٢٥: | سطر ٢٥: | ||
* رغم نجاحات الشيخ الطوسي في مجالي الفقه [[الأصول الفقه|والأصول]] وجهوده الكبيرة في الدفاع عن منهج [[الفقه]] التفريعي وإحكام قواعد الاستدلال والاستنباط والدعوة لها،<ref>محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ، ج 1، ص 1- 3.</ref> إلا أنّ عظمة شخصيته ومكانته العلمية هيمنتا على الوسط الشيعي، فمضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيّن على أحد منهم أن يعدو نظريات [[شيخ الطائفة]] في الفتوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويعتبرون التأليف في قبالها وإصدار [[الفتوى]] مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، مكتفين بشرح آرائه واستجلاء غوامضها، حتى قال [[الشهيد الثاني]]،<ref>الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 93.</ref> كما يروي ذلك ولده في كتاب [[معالم الدين وملاذ المجتهدين|المعالم]] ناقلاً عن أبيه: إنّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ، كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به.<ref>ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، ص 176.</ref> | * رغم نجاحات الشيخ الطوسي في مجالي الفقه [[الأصول الفقه|والأصول]] وجهوده الكبيرة في الدفاع عن منهج [[الفقه]] التفريعي وإحكام قواعد الاستدلال والاستنباط والدعوة لها،<ref>محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ، ج 1، ص 1- 3.</ref> إلا أنّ عظمة شخصيته ومكانته العلمية هيمنتا على الوسط الشيعي، فمضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيّن على أحد منهم أن يعدو نظريات [[شيخ الطائفة]] في الفتوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويعتبرون التأليف في قبالها وإصدار [[الفتوى]] مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، مكتفين بشرح آرائه واستجلاء غوامضها، حتى قال [[الشهيد الثاني]]،<ref>الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 93.</ref> كما يروي ذلك ولده في كتاب [[معالم الدين وملاذ المجتهدين|المعالم]] ناقلاً عن أبيه: إنّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ، كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به.<ref>ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، ص 176.</ref> | ||
* نلاحظ أنّ الشيخ بهجرته إلى النجف قد انفصل - في أكبر الظن - عن تلامذته وحلقاته العلمية في بغداد، وبدأت تنشأ في النجف حوزة فتية حوله من أبناءه والراغبين في الالتحاق بالدراسات [[الفقه|الفقهية]] من مجاوري القبر الشريف أو أبناء البلاد القريبة منه كـ[[الحلة]] ونحوها، وعليه فكان من الطبيعي أنّ الحوزة الجديدة التي نشأت في النجف لا ترقى إلى مستوى التفاعل المتقدّم مع ما أنجزه الطوسي في الفكر العلمي. | * نلاحظ أنّ الشيخ بهجرته إلى النجف قد انفصل - في أكبر الظن - عن تلامذته وحلقاته العلمية في بغداد، وبدأت تنشأ في النجف حوزة فتية حوله من أبناءه والراغبين في الالتحاق بالدراسات [[الفقه|الفقهية]] من مجاوري القبر الشريف أو أبناء البلاد القريبة منه كـ[[الحلة]] ونحوها، وعليه فكان من الطبيعي أنّ الحوزة الجديدة التي نشأت في النجف لا ترقى إلى مستوى التفاعل المتقدّم مع ما أنجزه الطوسي في الفكر العلمي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وأما الحوزة الأساسية القديمة في بغداد فانقطع التواصل بينها والشيخ في المهجر، فانتقاله إلى النجف وإن هيّأته للقيام بدور علمي جديد - لِما أتاحت له من تفرّغ - لكنها فصلته عن [[الحوزة العلمية|حوزته]] الأصلية، ولهذا لم تتسرب إنجازاته العلمية والفقهية إلى تلك الحوزة في بغداد بعد ذلك الحين.<ref>الصدر، محمد باقر، المعالم الجديدة للأصول، ص 63.</ref> | وأما الحوزة الأساسية القديمة في بغداد فانقطع التواصل بينها والشيخ في المهجر، فانتقاله إلى النجف وإن هيّأته للقيام بدور علمي جديد - لِما أتاحت له من تفرّغ - لكنها فصلته عن [[الحوزة العلمية|حوزته]] الأصلية، ولهذا لم تتسرب إنجازاته العلمية والفقهية إلى تلك الحوزة في بغداد بعد ذلك الحين.<ref>الصدر، محمد باقر، المعالم الجديدة للأصول، ص 63.</ref> | ||
* من العوائق الأخرى هي انهيار [[الدولة البويهية]] التي كانت تمثل الظهير والداعم الرئيسي للمراكز العلمية ولأصحاب الفكر والمعرفة، خاصة مع كون البديل تمثل في [[الحكومة السلجوقية]] التي لم تألُ جهداً في التضييق على [[الشيعة]] وعلمائها. | * من العوائق الأخرى هي انهيار [[الدولة البويهية]] التي كانت تمثل الظهير والداعم الرئيسي للمراكز العلمية ولأصحاب الفكر والمعرفة، خاصة مع كون البديل تمثل في [[الحكومة السلجوقية]] التي لم تألُ جهداً في التضييق على [[الشيعة]] وعلمائها.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* من العوامل التي تصدّت لتطوير المدرسة النجفية، ظهور العالم الكبير [[محمد بن إدريس الحلي]] المتوفى سنة 598 هـ في مدينة [[الحلة]] وتمكّنه من خطف الأبصار وتوجيه بوصلة الفكر والعطاء العلمي صوب مدينة الحلّة، والتخفيف من بريق الحوزة النجفية لوضع حدٍ لتبعية حصيلة آراء [[شيخ الطائفة]] وما يترتب على عمله الاجتهادي، فاستطاع بمبادرته هذه من تفعيل المبتغى من منهج الشيخ الطوسي في [[الاجتهاد]] والاستنباط القائم على النقد والتحليل وعدم الانبهار بآراء العلماء مهما كان مستواهم العلمي. | * من العوامل التي تصدّت لتطوير المدرسة النجفية، ظهور العالم الكبير [[محمد بن إدريس الحلي]] المتوفى سنة 598 هـ في مدينة [[الحلة]] وتمكّنه من خطف الأبصار وتوجيه بوصلة الفكر والعطاء العلمي صوب مدينة الحلّة، والتخفيف من بريق الحوزة النجفية لوضع حدٍ لتبعية حصيلة آراء [[شيخ الطائفة]] وما يترتب على عمله الاجتهادي، فاستطاع بمبادرته هذه من تفعيل المبتغى من منهج الشيخ الطوسي في [[الاجتهاد]] والاستنباط القائم على النقد والتحليل وعدم الانبهار بآراء العلماء مهما كان مستواهم العلمي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===عصر المحقق الأردبيلي=== | ===عصر المحقق الأردبيلي=== | ||
سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
* [[ركن الدين القهبائي]]، من تلامذة مدرسة [[المحقق الأردبيلي]] كان متبحراً بعلمي [[دراية الحديث|الدراية]] ''[[علم الرجال|والرجال]]'' ومن أشهر مصنفاته كتاب [[مجمع الرجال]].<ref>آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 65.</ref> | * [[ركن الدين القهبائي]]، من تلامذة مدرسة [[المحقق الأردبيلي]] كان متبحراً بعلمي [[دراية الحديث|الدراية]] ''[[علم الرجال|والرجال]]'' ومن أشهر مصنفاته كتاب [[مجمع الرجال]].<ref>آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 65.</ref> | ||
* [[الملا عبد الله اليزدي]] المتوفى سنة 980 هـ، (صاحب [[حاشية الملا عبد الله|الحاشية]]) على قسم المنطق من كتاب [[تهذيب المنطق]] والكلام للتفتازاني، وقد اعتمد الكتاب متناً دراسياً في الوسط الحوزوي.<ref>الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 127.</ref> | * [[الملا عبد الله اليزدي]] المتوفى سنة 980 هـ، (صاحب [[حاشية الملا عبد الله|الحاشية]]) على قسم المنطق من كتاب [[تهذيب المنطق]] والكلام للتفتازاني، وقد اعتمد الكتاب متناً دراسياً في الوسط الحوزوي.<ref>الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 127.</ref> | ||
* الشيخ [[أبو الحسن الفتوني العاملي النجفي]] المتوفى سنة 1140 هـ، لقّب بأفقه المحدثين وصاحب المؤلفات الكثيرة منها: [[مرآة الأنوار (كتاب)|مرآة الأنوار]] في التفسير، [[ضياء العالمين (كتاب)|وضياء العالمين]] في الكلام. ويعد كتابه هذا من أشمل الكتب الكلامية في بابه.<ref>الآقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 175.</ref> وله كتاب آخر تحت عنوان "[[تنزيه القميين (كتاب)|تنزيه القميين]]" نفى فيه نسبة القول بالتشبيه والرؤية لـ[[المحدثان القميان|لمحدثين القميين]] | * الشيخ [[أبو الحسن الفتوني العاملي النجفي]] المتوفى سنة 1140 هـ، لقّب بأفقه المحدثين وصاحب المؤلفات الكثيرة منها: [[مرآة الأنوار (كتاب)|مرآة الأنوار]] في التفسير، [[ضياء العالمين (كتاب)|وضياء العالمين]] في الكلام. ويعد كتابه هذا من أشمل الكتب الكلامية في بابه.<ref>الآقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 175.</ref> وله كتاب آخر تحت عنوان "[[تنزيه القميين (كتاب)|تنزيه القميين]]" نفى فيه نسبة القول بالتشبيه والرؤية لـ[[المحدثان القميان|لمحدثين القميين]]{{بحاجة لمصدر}} | ||
===ظهور الأخبارية وأفولها=== | ===ظهور الأخبارية وأفولها=== | ||
{{مفصلة|الأخباريون}} | {{مفصلة|الأخباريون}} | ||
شهدت المدرسة النجفية - كسائر المدارس الشيعية - في العقد الرابع من القرن الحادي عشر ظهور المدرسة [[الأخبارييون|الأخبارية]]، التي رفع لواءها [[الميرزا محمد أمين الأسترآبادي]] المتوفى سنة 1033 هـ، وكان قد تتلمذ في النجف على يد كلّ من [[صاحب المعالم]] و[[صاحب المدارك]] وحصل منهما على إجازة في [[الحديث (توضيح)|الرواية]]. وقد وجّه في كتابه "[[الفوائد المدنية (كتاب)|الفوائد المدنية]]" الذي صدر سنة 1030 هـ نقداً لاذعاً للمنهج الفقهي والأصولي المعتمد والقائم على تراث الشيخ الطوسي. | شهدت المدرسة النجفية - كسائر المدارس الشيعية - في العقد الرابع من القرن الحادي عشر ظهور المدرسة [[الأخبارييون|الأخبارية]]، التي رفع لواءها [[الميرزا محمد أمين الأسترآبادي]] المتوفى سنة 1033 هـ، وكان قد تتلمذ في النجف على يد كلّ من [[صاحب المعالم]] و[[صاحب المدارك]] وحصل منهما على إجازة في [[الحديث (توضيح)|الرواية]]. وقد وجّه في كتابه "[[الفوائد المدنية (كتاب)|الفوائد المدنية]]" الذي صدر سنة 1030 هـ نقداً لاذعاً للمنهج الفقهي والأصولي المعتمد والقائم على تراث الشيخ الطوسي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
واتهم كبار الطائفة ومجتهديها بالانحراف عن طريق الأئمة {{عليهم السلام}} من أمثال [[ابن الجنيد الإسكافي]] ''[[ابن أبي عقيل العماني|وابن أبي عقيل]]'' والشيخ المفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي فضلاً عن [[العلامة الحلي]]، فوجّه إليهم [[البدعة]] والعمل بـ[[القياس]] واعتماد قواعد الكلام وأصول الفقه القائمة على معطيات العقل البشري.<ref>كمثال لذلك راجع: الاسترآبادي، الفوائد المدنية، ص 37، 78، 96.</ref> وقد انتشرت المدرسة الأخبارية في حاضرة النجف وغيرها من حواضر ومدن [[العراق]] و''[[إيران]]'' و[[البحرين]] وتمكنت من استقطاب كبار الفقهاء وجرّهم إلى تبني مقولتها.<ref>طارمي راد، تاريخ فقه وفقهاء، ج 2، ص 96- 110.</ref> | واتهم كبار الطائفة ومجتهديها بالانحراف عن طريق الأئمة {{عليهم السلام}} من أمثال [[ابن الجنيد الإسكافي]] ''[[ابن أبي عقيل العماني|وابن أبي عقيل]]'' والشيخ المفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي فضلاً عن [[العلامة الحلي]]، فوجّه إليهم [[البدعة]] والعمل بـ[[القياس]] واعتماد قواعد الكلام وأصول الفقه القائمة على معطيات العقل البشري.<ref>كمثال لذلك راجع: الاسترآبادي، الفوائد المدنية، ص 37، 78، 96.</ref> وقد انتشرت المدرسة الأخبارية في حاضرة النجف وغيرها من حواضر ومدن [[العراق]] و''[[إيران]]'' و[[البحرين]] وتمكنت من استقطاب كبار الفقهاء وجرّهم إلى تبني مقولتها.<ref>طارمي راد، تاريخ فقه وفقهاء، ج 2، ص 96- 110.</ref> | ||
سطر ٦٧: | سطر ٦٧: | ||
لعب الأصولي الكبير محمد باقر بن محمد أكمل الشهير بـ[[الوحيد البهبهاني]] المتوفى سنة 1205 هـ دوراً بارزاً في التصدّي للحركة الأخبارية التي أخذت تتّسع رقعتها في النجف وكربلاء بحيث بلغ بها الأمر - قبل انتقال الوحيد البهبهاني إليها - إلى أنّ من يريد أن يمسك كتاباً للأصوليين يخشى التنجّس به فيمسكه بخرقة، مبالغاً في [[النجاسة|نجاستها]]، وذلك على حد تعبير تلميذ البهبهاني [[أبو علي الحائري]] المتوفى سنة 1216 هـ.<ref>المازندراني الحائري، منتهى المقال في أحوال الرجال، ج 6، ص 178.</ref> | لعب الأصولي الكبير محمد باقر بن محمد أكمل الشهير بـ[[الوحيد البهبهاني]] المتوفى سنة 1205 هـ دوراً بارزاً في التصدّي للحركة الأخبارية التي أخذت تتّسع رقعتها في النجف وكربلاء بحيث بلغ بها الأمر - قبل انتقال الوحيد البهبهاني إليها - إلى أنّ من يريد أن يمسك كتاباً للأصوليين يخشى التنجّس به فيمسكه بخرقة، مبالغاً في [[النجاسة|نجاستها]]، وذلك على حد تعبير تلميذ البهبهاني [[أبو علي الحائري]] المتوفى سنة 1216 هـ.<ref>المازندراني الحائري، منتهى المقال في أحوال الرجال، ج 6، ص 178.</ref> | ||
إنّ الحركة التي قادها البهبهاني في كربلاء أثمرت في النجف، مع قدوم تلميذه محمد مهدي بن مرتضى الشهير بـ[[بحر العلوم]] والمتوفى سنة 1212 هـ، وقد تخطت الحوزة النجفية تلك المرحلة، وتجاوزت التقلبات التي حصلت في العصر الأخباري وصولاً إلى مرحلة جديدة.<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة ج 10، ص 158 - 163.</ref> ولا ينبغي تجاهل حقيقة ما وهي النقود التي أبدتها المدرسة الأخبارية والملاحظات التي سجلتها والتراث الفكري الذي خلّفته، خاصّة النتاج الفكري للفقيه المعروف [[الشيخ يوسف البحراني]] من خلال كتابه الفقهي القيّم [[الحدائق الناضرة]]، كلها لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الرقي العلمي التي حصلت في تلك المرحلة. | إنّ الحركة التي قادها البهبهاني في كربلاء أثمرت في النجف، مع قدوم تلميذه محمد مهدي بن مرتضى الشهير بـ[[بحر العلوم]] والمتوفى سنة 1212 هـ، وقد تخطت الحوزة النجفية تلك المرحلة، وتجاوزت التقلبات التي حصلت في العصر الأخباري وصولاً إلى مرحلة جديدة.<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة ج 10، ص 158 - 163.</ref> ولا ينبغي تجاهل حقيقة ما وهي النقود التي أبدتها المدرسة الأخبارية والملاحظات التي سجلتها والتراث الفكري الذي خلّفته، خاصّة النتاج الفكري للفقيه المعروف [[الشيخ يوسف البحراني]] من خلال كتابه الفقهي القيّم [[الحدائق الناضرة]]، كلها لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الرقي العلمي التي حصلت في تلك المرحلة.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===عصر الازدهار=== | ===عصر الازدهار=== | ||
يمكن تحديد عصر الإزدهار بالفترة ما بين القرن الثالث عشر وبدايات القرن الخامس عشر الهجري. وقد بدأت ملامح هذا العصر بالظهور مع الحركة الفكرية التي قام بها [[العلامة بحر العلوم]] بالتزامن مع كبار علماء وفقهاء مدرسة [[الوحيد البهبهاني]]. فقد بذل تلامذة البهبهاني ومدرسته، جهوداً كبيرة في الإجابة على الشبهات التي أثارها النهج الأخباري وإثبات ضرورة البحث الأصولي ومكانة القواعد الأصولية في عملية الاستنباط.<ref>راجع: كرجي، تاريخ فقه وفقها، ص 234- 235.</ref> كما تجلّت ثمرة تلك الجهود الكبيرة ببلوغ علم أصول الفقه، ذروته في التكامل وانفتاح أبواب جديدة في البحث الفقهي نقداً وتحليلاً،<ref>بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 80.</ref>مضافاً إلى الحدّ من جموح الاتجاه الأخباري. | يمكن تحديد عصر الإزدهار بالفترة ما بين القرن الثالث عشر وبدايات القرن الخامس عشر الهجري. وقد بدأت ملامح هذا العصر بالظهور مع الحركة الفكرية التي قام بها [[العلامة بحر العلوم]] بالتزامن مع كبار علماء وفقهاء مدرسة [[الوحيد البهبهاني]]. فقد بذل تلامذة البهبهاني ومدرسته، جهوداً كبيرة في الإجابة على الشبهات التي أثارها النهج الأخباري وإثبات ضرورة البحث الأصولي ومكانة القواعد الأصولية في عملية الاستنباط.<ref>راجع: كرجي، تاريخ فقه وفقها، ص 234- 235.</ref> كما تجلّت ثمرة تلك الجهود الكبيرة ببلوغ علم أصول الفقه، ذروته في التكامل وانفتاح أبواب جديدة في البحث الفقهي نقداً وتحليلاً،<ref>بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 80.</ref>مضافاً إلى الحدّ من جموح الاتجاه الأخباري.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وقد انتجت المدرسة النجفية الكثير مستغلة الأسباب: | وقد انتجت المدرسة النجفية الكثير مستغلة الأسباب: | ||
* مؤلفات [[العلامة بحر العلوم]] التي ساعدت في تعزيز المدرسة الأصولية على الساحة العلمية. | * مؤلفات [[العلامة بحر العلوم]] التي ساعدت في تعزيز المدرسة الأصولية على الساحة العلمية. | ||
* وصول الدور بعد العلامة بحر العلوم إلى الشيخ [[جعفر بن خضر النجفي]] المعروف بـ[[كاشف الغطاء]] لتصدّى زعامة الإمامية ورئاسة الحوزة النجفية، حيث تمكّن من التصدّي لـ[[الميرزا محمد النيسابوري|لميرزا محمد النيسابوري]] المتوفى سنة 1232 هـ الذي بذل قصارى جهده وتوسل بكلّ السبل بما فيها الاستعانة بـ[[الحكومة القاجارية]] لإقصاء الأصوليين من الساحة العلمية، فألف الشيخ جعفر رسالته الموسومة بــ"[[كشف الغطاء]] عن معايب الميرزا محمد عدوّ العلماء، وأرسل نسخة منها إلى السلطان القاجاري فَتْحْعَلي شاه.<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 202؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 104.</ref> | * وصول الدور بعد العلامة بحر العلوم إلى الشيخ [[جعفر بن خضر النجفي]] المعروف بـ[[كاشف الغطاء]] لتصدّى زعامة الإمامية ورئاسة الحوزة النجفية، حيث تمكّن من التصدّي لـ[[الميرزا محمد النيسابوري|لميرزا محمد النيسابوري]] المتوفى سنة 1232 هـ الذي بذل قصارى جهده وتوسل بكلّ السبل بما فيها الاستعانة بـ[[الحكومة القاجارية]] لإقصاء الأصوليين من الساحة العلمية، فألف الشيخ جعفر رسالته الموسومة بــ"[[كشف الغطاء]] عن معايب الميرزا محمد عدوّ العلماء، وأرسل نسخة منها إلى السلطان القاجاري فَتْحْعَلي شاه.<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 202؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 104.</ref> | ||
* بذل الجهود من قبل ثلة من علماء المدرسة النجفية في دعم الاتجاه الأصولي والرد على الشبهات التي أثارته الأخبارييون من أمثال: | * بذل الجهود من قبل ثلة من علماء المدرسة النجفية في دعم الاتجاه الأصولي والرد على الشبهات التي أثارته الأخبارييون من أمثال: | ||
[[محمد تقي الأصفهاني]] المتوفى سنة 1248 هـ في كتابه "[[هداية المسترشدين في شرح معالم الدين]]؛ [[محمد حسين الأصفهاني|ومحمد حسين الأصفهاني]] في [[الفصول الغروية (كتاب)|الفصول الغروية]]؛ وحجّة الإسلام [[السيد محمد باقر الشفتي]] المتوفى سنة 1260 هـ في كتاب "[[الزهرة البارقة (كتاب)|الزَهْرة البارقة]]"؛ والشيخ [[محمد إبراهيم الكلباسي]] المتوفى سنة 1261 هـ في "[[إشارات الأصول (كتاب)|إشارات الأصول]]"؛ و[[السيد محمد المجاهد الطباطبائي]] سبط البهبهاني وصهر بحر العلوم في كتابه "[[مفاتيح الأصول (كتاب)|مفاتيح الأصول]]"؛ و[[الميرزا القمي]] في "قوانين الأصول"، وقد توّج العطاء الأصولي بما سطّره [[الشيخ الأنصاري]] المتوفى سنة 1281 هـ في كتابه "[[فرائد الأصول (كتاب)|فرائد الأصول]]" المشهور بالرسائل. | [[محمد تقي الأصفهاني]] المتوفى سنة 1248 هـ في كتابه "[[هداية المسترشدين في شرح معالم الدين]]؛ [[محمد حسين الأصفهاني|ومحمد حسين الأصفهاني]] في [[الفصول الغروية (كتاب)|الفصول الغروية]]؛ وحجّة الإسلام [[السيد محمد باقر الشفتي]] المتوفى سنة 1260 هـ في كتاب "[[الزهرة البارقة (كتاب)|الزَهْرة البارقة]]"؛ والشيخ [[محمد إبراهيم الكلباسي]] المتوفى سنة 1261 هـ في "[[إشارات الأصول (كتاب)|إشارات الأصول]]"؛ و[[السيد محمد المجاهد الطباطبائي]] سبط البهبهاني وصهر بحر العلوم في كتابه "[[مفاتيح الأصول (كتاب)|مفاتيح الأصول]]"؛ و[[الميرزا القمي]] في "قوانين الأصول"، وقد توّج العطاء الأصولي بما سطّره [[الشيخ الأنصاري]] المتوفى سنة 1281 هـ في كتابه "[[فرائد الأصول (كتاب)|فرائد الأصول]]" المشهور بالرسائل.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''مكانة الشيخ الأنصاري في المدرسة النجفية''' | '''مكانة الشيخ الأنصاري في المدرسة النجفية''' | ||
يعد [[الشيخ الأنصاري]] من تلامذة [[السيّد محمد المجاهد]] و[[الشيخ علي كاشف الغطاء]] و[[محمد حسن النجفي]] المشهور بصاحب [[الجواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (كتاب)|الجواهر]]، وقد تصدّى لزعامة الحوزة بعد رحيل أستاذه صاحب الجواهر سنة 1266 هـ.<ref>حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، ج 2، ص 402.</ref> ويعد كتابه "[[الرسائل]]" من أشهر المصنفات الأصولية في الوسط الشيعي؛ لما توفر فيه من أبحاث مبتكرة وتنظيم لمباحث الحجّة وفتحه لآفاق جديدة أمام [[الاجتهاد|المجتهدين]]. وقد شقّ الكتاب طريقه في الوساط العلمية ليكون في رأس قائمة المتون الأصولية المعتمدة في الدراسة الحوزوية عند السطوح العالية والذي اعتمد من قِبل الكثير من الأساتيذ والمجتهدين كمنطلق لأبحاثهم الأصولية. | يعد [[الشيخ الأنصاري]] من تلامذة [[السيّد محمد المجاهد]] و[[الشيخ علي كاشف الغطاء]] و[[محمد حسن النجفي]] المشهور بصاحب [[الجواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (كتاب)|الجواهر]]، وقد تصدّى لزعامة الحوزة بعد رحيل أستاذه صاحب الجواهر سنة 1266 هـ.<ref>حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، ج 2، ص 402.</ref> ويعد كتابه "[[الرسائل]]" من أشهر المصنفات الأصولية في الوسط الشيعي؛ لما توفر فيه من أبحاث مبتكرة وتنظيم لمباحث الحجّة وفتحه لآفاق جديدة أمام [[الاجتهاد|المجتهدين]]. وقد شقّ الكتاب طريقه في الوساط العلمية ليكون في رأس قائمة المتون الأصولية المعتمدة في الدراسة الحوزوية عند السطوح العالية والذي اعتمد من قِبل الكثير من الأساتيذ والمجتهدين كمنطلق لأبحاثهم الأصولية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''الميرزا محمد حسن الشيرازي''' | '''الميرزا محمد حسن الشيرازي''' | ||
تمكنت مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية والفقهية من إرساء قواعدها وتحكيم أسسها في الساحة العلمية من خلال الجهود التي قام بها تلامذة الأنصاري وعلى رأسهم [[الميرزا محمد حسن الشيرازي]]. وكان الميرزا قد انتقل بعد رحيل الشيخ إلى مدينة [[سامراء]] وأسس هناك [[حوزة سامراء العلمية]] التي تمكنت من استقطاب الكثير من فقهاء النجف وفضلائها، متمحورين حول الميرزا الشيرازي - الذي أصبح حينها مرجع الشيعة على الإطلاق - مما أدى إلى ترصين ودعم أسس مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية. ولم تكن [[مدرسة سامراء العلمية|المدرسة السامرائية]] رغم البعد المكاني بمعزل عن الحوزة النجفية طيلة نصف قرن من الزمن. | تمكنت مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية والفقهية من إرساء قواعدها وتحكيم أسسها في الساحة العلمية من خلال الجهود التي قام بها تلامذة الأنصاري وعلى رأسهم [[الميرزا محمد حسن الشيرازي]]. وكان الميرزا قد انتقل بعد رحيل الشيخ إلى مدينة [[سامراء]] وأسس هناك [[حوزة سامراء العلمية]] التي تمكنت من استقطاب الكثير من فقهاء النجف وفضلائها، متمحورين حول الميرزا الشيرازي - الذي أصبح حينها مرجع الشيعة على الإطلاق - مما أدى إلى ترصين ودعم أسس مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية. ولم تكن [[مدرسة سامراء العلمية|المدرسة السامرائية]] رغم البعد المكاني بمعزل عن الحوزة النجفية طيلة نصف قرن من الزمن.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''دور الآخوند الخراساني''' | '''دور الآخوند الخراساني''' | ||
سطر ١١٢: | سطر ١١٢: | ||
'''الفقه والأصول''' | '''الفقه والأصول''' | ||
{{مفصلة|الفقه وأصول الفقه}} | {{مفصلة|الفقه وأصول الفقه}} | ||
تمحورت الدراسة الحوزوية فقهاً وأصولاً بعد الشيخ الأنصاري حول آثار وآراء الآخوند الخراساني خاصّة وأنّ زمام [[المرجعية الدينية|المرجعية]] والنظام العام في الحوزة النجفية ألقي على عاتق خريجي مدرسة الخراساني، إضافة إلى تحوّل حاضرة النجف الأشرف إلى مركز [[التشيع]] العلمي بعد الجهود التي بذلها العلمان الأصوليان البهبهاني والشيخ الأنصاري. | تمحورت الدراسة الحوزوية فقهاً وأصولاً بعد الشيخ الأنصاري حول آثار وآراء الآخوند الخراساني خاصّة وأنّ زمام [[المرجعية الدينية|المرجعية]] والنظام العام في الحوزة النجفية ألقي على عاتق خريجي مدرسة الخراساني، إضافة إلى تحوّل حاضرة النجف الأشرف إلى مركز [[التشيع]] العلمي بعد الجهود التي بذلها العلمان الأصوليان البهبهاني والشيخ الأنصاري.{{بحاجة لمصدر}} | ||
فقد تمكنت من استقطاب الكثير من بغاة العلم و[[أصول الفقه]] من شتّى بقاع العالم [[أصفهان|كأصفهان]] [[طهران|وطهران]] [[خراسان|وخراسان]] والكثير من مدن [[العراق]] [[لبنان|ولبنان]] [[الهند|والهند]] [[الباكستان|وباكستان]] [[افغانستان|وافغانستان]] لمواصلة مشوارهم الدراسي والرقي العلمي من جهة، ومن جهة أخرى نرى المدرسة النجفية تبعث بخريجيها من كبار العلماء والمشايخ إلى الكثير من المدن والبلدان ليقوموا بدورهم في تنشيط الحركة العلمية وتأسيس مراكز علمية فلعبت دوراً في تعزيز الوعي الديني والمعرفي هناك.<ref>راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات اعلام الشيعة، مجلدات الكرام البررة ونقباء البشر؛ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13 - 14.</ref> | فقد تمكنت من استقطاب الكثير من بغاة العلم و[[أصول الفقه]] من شتّى بقاع العالم [[أصفهان|كأصفهان]] [[طهران|وطهران]] [[خراسان|وخراسان]] والكثير من مدن [[العراق]] [[لبنان|ولبنان]] [[الهند|والهند]] [[الباكستان|وباكستان]] [[افغانستان|وافغانستان]] لمواصلة مشوارهم الدراسي والرقي العلمي من جهة، ومن جهة أخرى نرى المدرسة النجفية تبعث بخريجيها من كبار العلماء والمشايخ إلى الكثير من المدن والبلدان ليقوموا بدورهم في تنشيط الحركة العلمية وتأسيس مراكز علمية فلعبت دوراً في تعزيز الوعي الديني والمعرفي هناك.<ref>راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات اعلام الشيعة، مجلدات الكرام البررة ونقباء البشر؛ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13 - 14.</ref> | ||
سطر ١٢١: | سطر ١٢١: | ||
* [[مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة (كتاب)|مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة]]، للفقيه المعروف [[محمد جواد العاملي]] المتوفى سنة 1226 هـ، تلميذ البهبهاني الذي جمع في كتابه هذا آراء فقهاء الشيعة الإمامية بطريقة مختصرة ومرتبة ترتيباً جديداً وبصياغة سلسة.!!! | * [[مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة (كتاب)|مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة]]، للفقيه المعروف [[محمد جواد العاملي]] المتوفى سنة 1226 هـ، تلميذ البهبهاني الذي جمع في كتابه هذا آراء فقهاء الشيعة الإمامية بطريقة مختصرة ومرتبة ترتيباً جديداً وبصياغة سلسة.!!! | ||
* [[مسند الشيعة في أحكام الشريعة (كتاب)|مسند الشيعة في أحكام الشريعة]]، [[المولى أحمد النراقي|للملا أحمد النراقي]] المتوفى سنة 1245 هـ، من تلامذة [[العلامة بحر العلوم]] وكاشف الغطاء النجفي، ويُعد الكتاب من الكتب الفريدة في بابه، ويكشف عن شامّة استدلالية عميقة ومعالجة متعددة الابعاد والزوايا للمسائل الفقهية واستقصاء واسع لآراء الفقهاء والمجتهدين.<ref>راجع: النراقي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، ج 1، ص 11- 18.</ref> | * [[مسند الشيعة في أحكام الشريعة (كتاب)|مسند الشيعة في أحكام الشريعة]]، [[المولى أحمد النراقي|للملا أحمد النراقي]] المتوفى سنة 1245 هـ، من تلامذة [[العلامة بحر العلوم]] وكاشف الغطاء النجفي، ويُعد الكتاب من الكتب الفريدة في بابه، ويكشف عن شامّة استدلالية عميقة ومعالجة متعددة الابعاد والزوايا للمسائل الفقهية واستقصاء واسع لآراء الفقهاء والمجتهدين.<ref>راجع: النراقي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، ج 1، ص 11- 18.</ref> | ||
* [[جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (كتاب)|جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام]]، الذي يُعد من الموسوعات الفقهية التي لا نظير لها في الوسط الإمامي حيث تمكن المؤلف الكبير الشيخ محمد حسن النجفي المشهور بـ[[صاحب الجواهر]] والمتوفى سنة 1266 هـ، من إستقصاء الآراء الفقهية، تتبعها نقداً وتمحيصاً، وكان المؤلف من تلامذة السيّد [[محمد جواد العاملي]] والشيخ جعفر كاشف الغطاء. | * [[جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (كتاب)|جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام]]، الذي يُعد من الموسوعات الفقهية التي لا نظير لها في الوسط الإمامي حيث تمكن المؤلف الكبير الشيخ محمد حسن النجفي المشهور بـ[[صاحب الجواهر]] والمتوفى سنة 1266 هـ، من إستقصاء الآراء الفقهية، تتبعها نقداً وتمحيصاً، وكان المؤلف من تلامذة السيّد [[محمد جواد العاملي]] والشيخ جعفر كاشف الغطاء.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* وقد شهدت تلك الفترة الزمنية صدور مجموعة من الكتب الفقهية من قبيل رسالة "نجاة العباد في يوم المعاد" للشيخ صاحب الجواهر التي اهتم بها الكثير من العلماء ودوّنوا حولها التعليقات والشروح الكثيرة، وذلك قبل صدور كتاب "[[العروة الوثقى (كتاب)|العروة الوثقى]]"،<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 149.</ref> وما يزال بعض الفقهاء يجعلونها منطلقاً لبيان فتاواهم الفقيه التي يسجلونها على هامش تلك الرسالة.!!! | * وقد شهدت تلك الفترة الزمنية صدور مجموعة من الكتب الفقهية من قبيل رسالة "نجاة العباد في يوم المعاد" للشيخ صاحب الجواهر التي اهتم بها الكثير من العلماء ودوّنوا حولها التعليقات والشروح الكثيرة، وذلك قبل صدور كتاب "[[العروة الوثقى (كتاب)|العروة الوثقى]]"،<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 149.</ref> وما يزال بعض الفقهاء يجعلونها منطلقاً لبيان فتاواهم الفقيه التي يسجلونها على هامش تلك الرسالة.!!! | ||
* من أبرز المتون الفقهية التي أنتجتها المدرسة النجفية في تلك الحقبة كتاب [[المكاسب (كتاب)|المكاسب]] للشيخ الأنصاري الذي اعتمد كمتن دراسي لمرحلة السطوح العالية. بل اعتمد معياراً لمعرفة المستوى الفقهي والاجتهادي لـ[[طلاب الحوزة]]. ويعالج الكتاب باب "البيع" من الفقه والمواضيع المتمحورة حوله بطريقة استدلالية معمقة مع عرض مفصل للآراء المطروحة في المسألة، مزينة بتطبيقات كثيرة ودقيقة للقواعد الأصولية والفقهية المطروحة. وقد حظي الكتاب باهتمام من قبل المجتهدين والفقهاء شرحاً وتعليقاً. | * من أبرز المتون الفقهية التي أنتجتها المدرسة النجفية في تلك الحقبة كتاب [[المكاسب (كتاب)|المكاسب]] للشيخ الأنصاري الذي اعتمد كمتن دراسي لمرحلة السطوح العالية. بل اعتمد معياراً لمعرفة المستوى الفقهي والاجتهادي لـ[[طلاب الحوزة]]. ويعالج الكتاب باب "البيع" من الفقه والمواضيع المتمحورة حوله بطريقة استدلالية معمقة مع عرض مفصل للآراء المطروحة في المسألة، مزينة بتطبيقات كثيرة ودقيقة للقواعد الأصولية والفقهية المطروحة. وقد حظي الكتاب باهتمام من قبل المجتهدين والفقهاء شرحاً وتعليقاً.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* شهدت هذه الحقبة تدوين الكثير من الحواشي والتعليقات والتقريرات، وقد امتاز - غالباً - بهذه المهمة تلامذة الشيخ الأنصاري المباشرون وغير المباشرين.<ref>للتعرف أكثر راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 152- 162.</ref> | * شهدت هذه الحقبة تدوين الكثير من الحواشي والتعليقات والتقريرات، وقد امتاز - غالباً - بهذه المهمة تلامذة الشيخ الأنصاري المباشرون وغير المباشرين.<ref>للتعرف أكثر راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 152- 162.</ref> | ||
* العروة الوثقى، وتعد من أشهر الكتب الفتوائية التي سجّل فيها [[السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي|السيّد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي]] فتاواه الفقهية بطريقة شاملة وبعبارات سلسلة وبتنظيم جيّد وتفريعات كثيرة خاصّة في باب [[المسائل المستحدثة]] إلى عصر المؤلف. وقد تمكن الكتاب من التفوق على رسالة "نجاة العباد" للشيخ صاحب الجواهر في الوسط العلمي ليحلّ محله. وقد تمكنت كلّ من رسالة "[[وسيلة النجاة (كتاب)|وسيلة النجاة]]" للسيّد أبو الحسن الأصفهاني، ورسالة "منهاج الصالحين" لـ[[السيد محسن الحكيم|لسيّد محسن الحكيم]]، من شقّ الطريق ليصبح كل واحدة منهما محوراً للدرس والتحقيق العلمي والاستدلالي. | * العروة الوثقى، وتعد من أشهر الكتب الفتوائية التي سجّل فيها [[السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي|السيّد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي]] فتاواه الفقهية بطريقة شاملة وبعبارات سلسلة وبتنظيم جيّد وتفريعات كثيرة خاصّة في باب [[المسائل المستحدثة]] إلى عصر المؤلف. وقد تمكن الكتاب من التفوق على رسالة "نجاة العباد" للشيخ صاحب الجواهر في الوسط العلمي ليحلّ محله. وقد تمكنت كلّ من رسالة "[[وسيلة النجاة (كتاب)|وسيلة النجاة]]" للسيّد أبو الحسن الأصفهاني، ورسالة "منهاج الصالحين" لـ[[السيد محسن الحكيم|لسيّد محسن الحكيم]]، من شقّ الطريق ليصبح كل واحدة منهما محوراً للدرس والتحقيق العلمي والاستدلالي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''علم الرجال''' | '''علم الرجال''' | ||
{{مفصلة|علم الرجال}} | {{مفصلة|علم الرجال}} | ||
حظي علم الرجال- لما له من أهمية في عملية الاستدلال الفقهي وغيره من الدراسات العلمية - بمكانة خاصّة في المدرسة النجفية حيث تصدّى الكثير من أعلامها للخوض في غمار هذا البحر وتدوين عيون المصنفات الرجالية، كرسالة "[[عديمة النظير في أحوال أبي بصير]]" للرجالي المعروف [[السيّد أبو تراب الخوانساري]]. وكتاب [[تنقيح المقال (كتاب)|تنقيح المقال]] للمولى [[عبد الله المامقاني]]، وموسوعة "[[معجم رجال الحديث (كتاب)|معجم رجال الحديث]]" لآية الله [[السيد أبو القاسم الخوئي]]. | حظي علم الرجال- لما له من أهمية في عملية الاستدلال الفقهي وغيره من الدراسات العلمية - بمكانة خاصّة في المدرسة النجفية حيث تصدّى الكثير من أعلامها للخوض في غمار هذا البحر وتدوين عيون المصنفات الرجالية، كرسالة "[[عديمة النظير في أحوال أبي بصير]]" للرجالي المعروف [[السيّد أبو تراب الخوانساري]]. وكتاب [[تنقيح المقال (كتاب)|تنقيح المقال]] للمولى [[عبد الله المامقاني]]، وموسوعة "[[معجم رجال الحديث (كتاب)|معجم رجال الحديث]]" لآية الله [[السيد أبو القاسم الخوئي]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''العلوم العقلية''' | '''العلوم العقلية''' | ||
سطر ١٣٥: | سطر ١٣٥: | ||
لم يصل العطاء العقلي في المدرسة النجفية إلى المستوى الرفيع الذي وصلت إليه في مجال الدراسات النقلية والفقه والأصول ولا إلى تلك المرتبة السامية في مجال الاجتهاد والاستنباط؛ بل هناك ما يشير إلى وجود موقف رافض ومعارض لـلفلسفة والعلوم العقلية.<ref>راجع: نجفي قوجاني،، سياحت شرق، يا، زندكي نامه آقا نجفي قوجاني، ص 525.</ref>إلا أن ذلك لم يمنع من وجود محاولات حثيثة بذلت من قبل بعض الأعلام لنشر العلوم والمعارف العقلية كـ[[الشيخ محمد تقي الكلبايكاني]] المتوفى سنة 1292 هـ.<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة،ج 9، ص 193.</ref> | لم يصل العطاء العقلي في المدرسة النجفية إلى المستوى الرفيع الذي وصلت إليه في مجال الدراسات النقلية والفقه والأصول ولا إلى تلك المرتبة السامية في مجال الاجتهاد والاستنباط؛ بل هناك ما يشير إلى وجود موقف رافض ومعارض لـلفلسفة والعلوم العقلية.<ref>راجع: نجفي قوجاني،، سياحت شرق، يا، زندكي نامه آقا نجفي قوجاني، ص 525.</ref>إلا أن ذلك لم يمنع من وجود محاولات حثيثة بذلت من قبل بعض الأعلام لنشر العلوم والمعارف العقلية كـ[[الشيخ محمد تقي الكلبايكاني]] المتوفى سنة 1292 هـ.<ref>راجع: الأمين، أعيان الشيعة،ج 9، ص 193.</ref> | ||
وما إن وصل إلى النجف الأشرف تلميذ الحاج [[الملا هادي السبزواري]] الآخوند [[حسين قلي الهمداني]] المتوفى سنة 1311 هـ، حتى تمكّن من نشر أفكار ونظريات مدرسة الحكمة المتعالية لـ[[صدر المتألهين الشيرازي]] بين تلامذته ومريديه.<ref>الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، ص 39.</ref> ورغم النزعة العرفانية لـ[[السيد حسين البادكوبي|لسيد حسين البادكوبي]] المتوفى سنة 1358 هـ، لكنّه تمكن من ترك بصماته الكبيرة على الساحة العلمية ونشر العلوم العقلية في المدرسة النجفية. | وما إن وصل إلى النجف الأشرف تلميذ الحاج [[الملا هادي السبزواري]] الآخوند [[حسين قلي الهمداني]] المتوفى سنة 1311 هـ، حتى تمكّن من نشر أفكار ونظريات مدرسة الحكمة المتعالية لـ[[صدر المتألهين الشيرازي]] بين تلامذته ومريديه.<ref>الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، ص 39.</ref> ورغم النزعة العرفانية لـ[[السيد حسين البادكوبي|لسيد حسين البادكوبي]] المتوفى سنة 1358 هـ، لكنّه تمكن من ترك بصماته الكبيرة على الساحة العلمية ونشر العلوم العقلية في المدرسة النجفية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكان قد تلقى الفلسفة في [[طهران]] ثم رحل إلى [[النجف]] متتلمذاً على يد كبار علمائها في الفقه والأصول؛ وبعد الفراغ منها شرع في تدريس العقليات والمتون الفلسفية، وقد تمكن من تربية جيل من العلماء يقف في طليعتهم [[السيد محمد حسين الطباطبائي|السيّد العلامة الطباطبائي.]] | وكان قد تلقى الفلسفة في [[طهران]] ثم رحل إلى [[النجف]] متتلمذاً على يد كبار علمائها في الفقه والأصول؛ وبعد الفراغ منها شرع في تدريس العقليات والمتون الفلسفية، وقد تمكن من تربية جيل من العلماء يقف في طليعتهم [[السيد محمد حسين الطباطبائي|السيّد العلامة الطباطبائي.]]{{بحاجة لمصدر}} | ||
والجدير أنّ قليلاً من المشايخ والأساتذة من خريجي المدرسة النجفية - قبل الانتقال إلى النجف أو بعد العودة إلى موطنهم - قاموا بتدريس العلوم العقلية والفلسفية في كلّ من طهران وأصفهان، لكنها ألقت نتاجاتهم في مجالي الفقه والأصول بظلالها على تلك العلوم، ومن هؤلاء: | والجدير أنّ قليلاً من المشايخ والأساتذة من خريجي المدرسة النجفية - قبل الانتقال إلى النجف أو بعد العودة إلى موطنهم - قاموا بتدريس العلوم العقلية والفلسفية في كلّ من طهران وأصفهان، لكنها ألقت نتاجاتهم في مجالي الفقه والأصول بظلالها على تلك العلوم، ومن هؤلاء: | ||
*الآخوند الخراساني، الذي تتلمذ في الفلسفة على يد كلّ من الملا هادي السبزواري [[الميرزا أبو الحسن جلوه|والميرزا أبو الحسن جلوه]]، وقد انعكس ذلك جلياً في كتابه المعروف بكفاية الأصول. | *الآخوند الخراساني، الذي تتلمذ في الفلسفة على يد كلّ من الملا هادي السبزواري [[الميرزا أبو الحسن جلوه|والميرزا أبو الحسن جلوه]]، وقد انعكس ذلك جلياً في كتابه المعروف بكفاية الأصول.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* الشيخ محمد حسين الأصفهاني الذي سار على نفس المنوال وانعكس ذلك بوضوح على نتاجه الأصولي. | * الشيخ محمد حسين الأصفهاني الذي سار على نفس المنوال وانعكس ذلك بوضوح على نتاجه الأصولي. | ||
* المولى [[مهدي النراقي]] وابنه [[أحمد النراقي]] اللذان قاما بشرح الكثير من المتون الفلسفية. | * المولى [[مهدي النراقي]] وابنه [[أحمد النراقي]] اللذان قاما بشرح الكثير من المتون الفلسفية. | ||
* وكان للمجتهدَين الكبيرين وخريجي المدرسة النجفية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر كـ[[الميرزا أحمد الآشتياني]] والشيخ [[محمد تقي الآملي]] نشاط بارز في تدريس الفلسفة في الحوزة الطهرانية وتدوين الشروح والتعليقات على بعض المتون الفلسفية. | * وكان للمجتهدَين الكبيرين وخريجي المدرسة النجفية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر كـ[[الميرزا أحمد الآشتياني]] والشيخ [[محمد تقي الآملي]] نشاط بارز في تدريس الفلسفة في الحوزة الطهرانية وتدوين الشروح والتعليقات على بعض المتون الفلسفية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==العلوم النقلية في العقود الأخيرة== | ==العلوم النقلية في العقود الأخيرة== | ||
سطر ١٦١: | سطر ١٦١: | ||
==النشاط السياسي== | ==النشاط السياسي== | ||
لم ينحصر نشاط المدرسة النجفية بالبعد العلمي وبيان المعارف الدينية، بل خاضت أعلامها في غمار الحراك السياسي خاصّة مع إطلالة العصر القاجاري، حيث واجه العالم الإسلامي في تلك البرهة ظاهرتَي [[الاستعمار الغربي|الاستعمار]] والاستبداد، وقد تصدّت الحوزة النجفية التي مثلت أكبر المراكز الشيعية العلمية، لتلك الظواهر التي تجلت بوضوح على الساحتان الإيرانية والعراقية وذلك في الحوادث التي شهدتها البَلَدان. | لم ينحصر نشاط المدرسة النجفية بالبعد العلمي وبيان المعارف الدينية، بل خاضت أعلامها في غمار الحراك السياسي خاصّة مع إطلالة العصر القاجاري، حيث واجه العالم الإسلامي في تلك البرهة ظاهرتَي [[الاستعمار الغربي|الاستعمار]] والاستبداد، وقد تصدّت الحوزة النجفية التي مثلت أكبر المراكز الشيعية العلمية، لتلك الظواهر التي تجلت بوضوح على الساحتان الإيرانية والعراقية وذلك في الحوادث التي شهدتها البَلَدان.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===الحرب الروسية الإيرانية=== | ===الحرب الروسية الإيرانية=== | ||
سطر ١٦٨: | سطر ١٦٨: | ||
===واقعة التنباك=== | ===واقعة التنباك=== | ||
{{مفصلة|ثورة التنباك}} | {{مفصلة|ثورة التنباك}} | ||
يمكن التعبير بأن قضية التنباك هي أول إصطدام بين علماء الدين والحكام والتي تمثّلت في تدخل الحوزة النجفية على وجه الخصوص في الشأن السياسي بشكل مباشر وهي كانت نقلة نوعية في التعامل بين المؤسستين الدينية من جهة والحكومية هي الأخرى وقد ألقت بثقلها على الساحة الإيرانية بشكل واسع، وإن كان مقرّ القيادة آنذاك في سامراء بعد ما هاجر إليها المرجع الكبير [[الميرزا حسن الشيرازي]] من النجف الأشرف. | يمكن التعبير بأن قضية التنباك هي أول إصطدام بين علماء الدين والحكام والتي تمثّلت في تدخل الحوزة النجفية على وجه الخصوص في الشأن السياسي بشكل مباشر وهي كانت نقلة نوعية في التعامل بين المؤسستين الدينية من جهة والحكومية هي الأخرى وقد ألقت بثقلها على الساحة الإيرانية بشكل واسع، وإن كان مقرّ القيادة آنذاك في سامراء بعد ما هاجر إليها المرجع الكبير [[الميرزا حسن الشيرازي]] من النجف الأشرف.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===الحركة الدستورية=== | ===الحركة الدستورية=== | ||
سطر ١٧٩: | سطر ١٧٩: | ||
ما كان موقف علماء النجف قبل قصف السلطات لمجلس الشورى فی طهران بالمدافع بتلك القوّة والصرامة؛ إلا أن عملية القصف هذه أحدثت تحولاً كبيراً ونهضة جادّة في المواقف الرافضة للاستبداد.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 108.</ref> ولاريب أنّ قمع الأحرار ونفي الزعامات الدينية والروحية قد ألقى مسؤولية الدفاع عن الحركة الدستورية، على كاهل علماء الدين ومراجع النجف خاصة مع إصرار التيار المستبد على تعارض الدستورية مع الدين [[الشريعة الاسلامية|والشريعة الاسلامية]] على حد زعمهم.<ref>احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران ، 1363 ش، ص 615.</ref> | ما كان موقف علماء النجف قبل قصف السلطات لمجلس الشورى فی طهران بالمدافع بتلك القوّة والصرامة؛ إلا أن عملية القصف هذه أحدثت تحولاً كبيراً ونهضة جادّة في المواقف الرافضة للاستبداد.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 108.</ref> ولاريب أنّ قمع الأحرار ونفي الزعامات الدينية والروحية قد ألقى مسؤولية الدفاع عن الحركة الدستورية، على كاهل علماء الدين ومراجع النجف خاصة مع إصرار التيار المستبد على تعارض الدستورية مع الدين [[الشريعة الاسلامية|والشريعة الاسلامية]] على حد زعمهم.<ref>احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران ، 1363 ش، ص 615.</ref> | ||
في حين أن مبتغى علماء النجف من وراء دعم الدستورية، كان مكافحة الاضطهاد والطغيان والهيمنة الأجنبية، وتوفير الرعاية الاجتماعية وتحسين الحالة المعيشية لعامة الناس وتطبيق القوانين بالشريعة الإسلامية.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 123.</ref> وكان العلامة [[الميرزا النائيني]] قد عكس نظرياً مبررات موقف العلماء المدافعين عن الحركة الدستورية وأدلتهم في كتابه "[[تنبيه الأمّة وتنزيه الملة (كتاب)|تنبيه الأمّة وتنزيه الملة]]" الذي يعدّ أشهر تصنيف مؤيد للمشروطة صدر في زمانه. | في حين أن مبتغى علماء النجف من وراء دعم الدستورية، كان مكافحة الاضطهاد والطغيان والهيمنة الأجنبية، وتوفير الرعاية الاجتماعية وتحسين الحالة المعيشية لعامة الناس وتطبيق القوانين بالشريعة الإسلامية.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 123.</ref> وكان العلامة [[الميرزا النائيني]] قد عكس نظرياً مبررات موقف العلماء المدافعين عن الحركة الدستورية وأدلتهم في كتابه "[[تنبيه الأمّة وتنزيه الملة (كتاب)|تنبيه الأمّة وتنزيه الملة]]" الذي يعدّ أشهر تصنيف مؤيد للمشروطة صدر في زمانه.{{بحاجة لمصدر}} | ||
رغم جهود علماء النجف المبذولة لـدعم [[الحركة الدستورية]] وموقفهم الرافض للاستبداد، إلا أنّ سلوكيات بعض قادة الدستورية بعد الاستيلاء على طهران ونهاية فترة الاستبداد الصغير، أدّت إلى إقصاء العلماء عن المشاركة السياسية في القضايا والتقليل من دعهم للمشروطة؛ وذلك بسبب موقف قادة الحركة الدستورية الذين كانوا لا يرون ضرورة الرجوع إلى العلماء إلا في بعض القضايا من قبيل الموقف من [[الملا قربان علي الزنجاني]]<ref>راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 105.</ref> و[[الشيخ فضل الله النوري]]،<ref>مَلِك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص 1270.</ref> الذي ساهم في توفير الأرضية المناسبة وإضفاء الشرعية على موقف متطرفي الحركة الدستورية ضد هذين العلمين.<ref>كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 66.</ref> | رغم جهود علماء النجف المبذولة لـدعم [[الحركة الدستورية]] وموقفهم الرافض للاستبداد، إلا أنّ سلوكيات بعض قادة الدستورية بعد الاستيلاء على طهران ونهاية فترة الاستبداد الصغير، أدّت إلى إقصاء العلماء عن المشاركة السياسية في القضايا والتقليل من دعهم للمشروطة؛ وذلك بسبب موقف قادة الحركة الدستورية الذين كانوا لا يرون ضرورة الرجوع إلى العلماء إلا في بعض القضايا من قبيل الموقف من [[الملا قربان علي الزنجاني]]<ref>راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 105.</ref> و[[الشيخ فضل الله النوري]]،<ref>مَلِك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص 1270.</ref> الذي ساهم في توفير الأرضية المناسبة وإضفاء الشرعية على موقف متطرفي الحركة الدستورية ضد هذين العلمين.<ref>كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 66.</ref> | ||
سطر ١٨٥: | سطر ١٨٥: | ||
فيما تراهم لا يعيرون أهمية تذكر لموقف العلماء في قضايا أخرى كتنفيد الأصل الثاني لملحق الدستور والتعارض الصارخ مع أحكام الشريعة الإسلامية.<ref>كمثال لذلك راجع: صادق، خاطرات و اسناد مستشار الدوله صادق، مجموعه 2، ص306؛ شريف كاشاني، واقعات اتفاقيه در روزكار، ج 3، ص599 - 600.</ref> الأمر الذي أرغم علماء النجف ينحون منحى آخر، ويتخذون موقفاً حاداً تجاه المقالات التي صدرت في [[مجلة الحبل المتين]] التي تنتقد رجال الدين، وبعض التصرفات المشينة لـ[[السيد حسن تقي زادة|لسيد حسن تقي زادة]] - أحد قادة الحزب الديمقراطي - ضد المبادئ الإسلامية.<ref>راجع: ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص1289 - 1292؛ اوراق تازه ياب مشروطيت، ص207 - 211.</ref> | فيما تراهم لا يعيرون أهمية تذكر لموقف العلماء في قضايا أخرى كتنفيد الأصل الثاني لملحق الدستور والتعارض الصارخ مع أحكام الشريعة الإسلامية.<ref>كمثال لذلك راجع: صادق، خاطرات و اسناد مستشار الدوله صادق، مجموعه 2، ص306؛ شريف كاشاني، واقعات اتفاقيه در روزكار، ج 3، ص599 - 600.</ref> الأمر الذي أرغم علماء النجف ينحون منحى آخر، ويتخذون موقفاً حاداً تجاه المقالات التي صدرت في [[مجلة الحبل المتين]] التي تنتقد رجال الدين، وبعض التصرفات المشينة لـ[[السيد حسن تقي زادة|لسيد حسن تقي زادة]] - أحد قادة الحزب الديمقراطي - ضد المبادئ الإسلامية.<ref>راجع: ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص1289 - 1292؛ اوراق تازه ياب مشروطيت، ص207 - 211.</ref> | ||
والجدير بالذكر أنّ كلمة العلماء في النجف الأشرف لم تتوحد في قضية الدستورية خاصّة بعد إعدام الشيخ فضل الله النوري ومقتل [[السيد عبد الله البهبهاني|السيّد عبد الله البهبهاني]] ونَفْي قُربانْعَلي الزنجاني حيث توسعت الفجوة بين حماة الدستورية وقادتهم في ايران من جهة وبينهم ومعارضي الحركة من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى استقواء شوكة الفريق الثاني. | والجدير بالذكر أنّ كلمة العلماء في النجف الأشرف لم تتوحد في قضية الدستورية خاصّة بعد إعدام الشيخ فضل الله النوري ومقتل [[السيد عبد الله البهبهاني|السيّد عبد الله البهبهاني]] ونَفْي قُربانْعَلي الزنجاني حيث توسعت الفجوة بين حماة الدستورية وقادتهم في ايران من جهة وبينهم ومعارضي الحركة من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى استقواء شوكة الفريق الثاني.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===الإنذار الروسي سنة 1950 م=== | ===الإنذار الروسي سنة 1950 م=== | ||
سطر ١٩٣: | سطر ١٩٣: | ||
===التدخّل الاستعماري=== | ===التدخّل الاستعماري=== | ||
كان للانتهاك الروسي والبريطاني الاستعماري للأراضي [[إيران|الإيرانية]] وتدخل هاتين الدولتين في شؤون [[البلدان الإسلامية]] الأثر الكبير في إثارة الغضب الشعبي. ومن جهة أخرى كان لانطلاقة [[الحرب العالمية الأولى]] بمحورية كلّ من روسيا والبريطانيين الأثر في جرّ [[الدولة العثمانية]] إلى ساحة الحرب، الأمر الذي أدى إلى [[فتوى الجهاد]] من قبل علماء النجف ونشوب الثورة العراقية ضد البريطانيين. | كان للانتهاك الروسي والبريطاني الاستعماري للأراضي [[إيران|الإيرانية]] وتدخل هاتين الدولتين في شؤون [[البلدان الإسلامية]] الأثر الكبير في إثارة الغضب الشعبي. ومن جهة أخرى كان لانطلاقة [[الحرب العالمية الأولى]] بمحورية كلّ من روسيا والبريطانيين الأثر في جرّ [[الدولة العثمانية]] إلى ساحة الحرب، الأمر الذي أدى إلى [[فتوى الجهاد]] من قبل علماء النجف ونشوب الثورة العراقية ضد البريطانيين.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكان الداعي لتدخل العلماء وإصدار فتوى الجهاد، الحفاظ على أراضي المسلمين من دنس أقدام الغزاة الكافرين. ورغم أنّ الحرب قد جعلت اهتمام العلماء مُنصباً على الأحداث الإيرانية والعراقية إلا أنّ النصيب الأوفر كان للشأن العراقي لما امتازت به الساحة العراقية حينها من حراك وثورة ضد [[الاستعمار البريطاني|المستعمر الانجليزي]]، ومن هنا لم يكن للحوزة النجفية موقف صارم تجاه ثورة [[الشيخ حسين جاهكوتاهي]] و[[السيد عبد الحسين اللاري]] في جنوب إيران، وإنتفاضة [[الميرزا كوجكخان جنكلي]] في شمال إيران و[[الشيخ محمد خياباني]] في [[آذربيجان (توضيح)|آذربيجان]]. | وكان الداعي لتدخل العلماء وإصدار فتوى الجهاد، الحفاظ على أراضي المسلمين من دنس أقدام الغزاة الكافرين. ورغم أنّ الحرب قد جعلت اهتمام العلماء مُنصباً على الأحداث الإيرانية والعراقية إلا أنّ النصيب الأوفر كان للشأن العراقي لما امتازت به الساحة العراقية حينها من حراك وثورة ضد [[الاستعمار البريطاني|المستعمر الانجليزي]]، ومن هنا لم يكن للحوزة النجفية موقف صارم تجاه ثورة [[الشيخ حسين جاهكوتاهي]] و[[السيد عبد الحسين اللاري]] في جنوب إيران، وإنتفاضة [[الميرزا كوجكخان جنكلي]] في شمال إيران و[[الشيخ محمد خياباني]] في [[آذربيجان (توضيح)|آذربيجان]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
===الإحتجاج على ترحيل الشيخ مهدي الخالصي=== | ===الإحتجاج على ترحيل الشيخ مهدي الخالصي=== | ||
سطر ٢٠٤: | سطر ٢٠٤: | ||
===إنطلاقة الثورة الإيرانية ونفي قائدها إلى النجف=== | ===إنطلاقة الثورة الإيرانية ونفي قائدها إلى النجف=== | ||
ارتبطت الحركة السياسية في النجف الأشرف مرة أخرى بالقضايا والأحداث على الساحة الإيرانية في قيام ثورة الخامس عشر من خرداد [5 حزيران 1963] وحتى قيام الثورة سنة 1978 م. فبعد أنْ تمّ اعتقال [[الامام الخميني|الإمام الخميني]] و[[الشيخ بهاء الدين المحلاتي]] والحاج [[حسن القمي|حسن القمّي]] إثر أحداث [[انتفاضة الخامس عشر من خرداد|الخامس عشر من خرداد]] أصدر كلّ من مراجع النجف الأشرف السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئي، والعلماء والمراجع في [[قم]] ''[[مشهد|ومشهد]]'' [[الأهواز|والأهواز]] ''[[همدان|وهمدان]]'' بيانات أدانوا فيها موقف السلطة الحاكمة وطالبوا باطلاق سراح العلماء الثلاثة مطالبين السلطة بالإصغاء لمطالب العلماء. | ارتبطت الحركة السياسية في النجف الأشرف مرة أخرى بالقضايا والأحداث على الساحة الإيرانية في قيام ثورة الخامس عشر من خرداد [5 حزيران 1963] وحتى قيام الثورة سنة 1978 م. فبعد أنْ تمّ اعتقال [[الامام الخميني|الإمام الخميني]] و[[الشيخ بهاء الدين المحلاتي]] والحاج [[حسن القمي|حسن القمّي]] إثر أحداث [[انتفاضة الخامس عشر من خرداد|الخامس عشر من خرداد]] أصدر كلّ من مراجع النجف الأشرف السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئي، والعلماء والمراجع في [[قم]] ''[[مشهد|ومشهد]]'' [[الأهواز|والأهواز]] ''[[همدان|وهمدان]]'' بيانات أدانوا فيها موقف السلطة الحاكمة وطالبوا باطلاق سراح العلماء الثلاثة مطالبين السلطة بالإصغاء لمطالب العلماء.{{بحاجة لمصدر}} | ||
ما إنْ أطلق سراح [[الامام الخميني]] في شهر مارس سنة 1964 م، حتى تمّ اعتقاله ثانيةً في نفس العام بسبب موقفه الرافض [[لائحة الكابيتولاسيون|للائحة الكابيتولاسيون]] - التي تمنح [[الأمريكان]] الحصانة أمام القضاء الايراني - ومن ثمّ ترحيله إلى [[تركيا]] ومنها إلى النجف بمسعى من مراجع وعلماء العراق وايران للسماح له بالانتقال إلى النجف الأشرف بعد عدة شهور. وكانت الحكومة الايرانية تأمل بتضاءل مرجعية الإمام الخميني أمام مستوى مرجعيات النجف الأشرف وتراجع نفوذه في الوسط الديني والاجتماعي تدريجياً إلى أن يمحو صيته في نهاية المطاف. لكنه تمكن من الجمع بين التصدّي لقيادة [[الثورة الإسلامية في إيران|الثورة]] بمواصلة مسيرة الثورة الإسلامية والاهتمام بشؤون المرجعية ومتابعة دروسه وكتاباته العلمية مربياً لجيل من العلماء والفضلاء الايرانيين وغيرهم وتوجيه بوصلتهم نحو محاربة [[النظام البلهوي]] وقد واصل حراكه العلمي والسياسي حتى الأيام الأخيرة التي أبعد فيها من النجف بتنسيق بين الحكومتين الايرانية والعراقية. | ما إنْ أطلق سراح [[الامام الخميني]] في شهر مارس سنة 1964 م، حتى تمّ اعتقاله ثانيةً في نفس العام بسبب موقفه الرافض [[لائحة الكابيتولاسيون|للائحة الكابيتولاسيون]] - التي تمنح [[الأمريكان]] الحصانة أمام القضاء الايراني - ومن ثمّ ترحيله إلى [[تركيا]] ومنها إلى النجف بمسعى من مراجع وعلماء العراق وايران للسماح له بالانتقال إلى النجف الأشرف بعد عدة شهور. وكانت الحكومة الايرانية تأمل بتضاءل مرجعية الإمام الخميني أمام مستوى مرجعيات النجف الأشرف وتراجع نفوذه في الوسط الديني والاجتماعي تدريجياً إلى أن يمحو صيته في نهاية المطاف. لكنه تمكن من الجمع بين التصدّي لقيادة [[الثورة الإسلامية في إيران|الثورة]] بمواصلة مسيرة الثورة الإسلامية والاهتمام بشؤون المرجعية ومتابعة دروسه وكتاباته العلمية مربياً لجيل من العلماء والفضلاء الايرانيين وغيرهم وتوجيه بوصلتهم نحو محاربة [[النظام البلهوي]] وقد واصل حراكه العلمي والسياسي حتى الأيام الأخيرة التي أبعد فيها من النجف بتنسيق بين الحكومتين الايرانية والعراقية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===هجوم الانجليز وفتوى الجهاد=== | ===هجوم الانجليز وفتوى الجهاد=== | ||
سطر ٢١٦: | سطر ٢١٦: | ||
===الاعتراض على احتلال العراق=== | ===الاعتراض على احتلال العراق=== | ||
قاد الانزعاج من الهيمنة الأجنبية على البلاد الاسلامية إلى تشكيل مجموعة من الاتحادات والتكتلات الدينية في النجف بقيادة رجال الدين وبعض البيوتات العلمية الشهيرة،<ref>الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 191.</ref> ومن أبرزها [[جمعية النهضة الإسلامية]] التي قام بتأسيس جناحها السياسي غالباً شخصيات علمائية كبيرة [[السيد محمد علي بحر العلوم|كالسيّد محمد علي بحر العلوم]] والشيخ [[محمد جواد الجزائري]].<ref>العلوي، حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 94.</ref> وقد انطلقت الشرارة الأولى للثورة في النجف بعد اغتيال الحاكم السياسي فيها "وليم مارشال" سنة 1918 م من قبل الجناح السرّي للجمعية.<ref>الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 194.</ref> وكانت ردّة الفعل البريطانية عنفية جدّاً فقامت بقمع الثورة بقوّة.<ref>راجع: الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 306، 348.</ref> إلا أنّ الثورة النجفية كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت، ومهدت للثورة العراقية الكبرى سنة 1920 م والدور الذي لعبته النجف في تلك الثورة. | قاد الانزعاج من الهيمنة الأجنبية على البلاد الاسلامية إلى تشكيل مجموعة من الاتحادات والتكتلات الدينية في النجف بقيادة رجال الدين وبعض البيوتات العلمية الشهيرة،<ref>الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 191.</ref> ومن أبرزها [[جمعية النهضة الإسلامية]] التي قام بتأسيس جناحها السياسي غالباً شخصيات علمائية كبيرة [[السيد محمد علي بحر العلوم|كالسيّد محمد علي بحر العلوم]] والشيخ [[محمد جواد الجزائري]].<ref>العلوي، حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 94.</ref> وقد انطلقت الشرارة الأولى للثورة في النجف بعد اغتيال الحاكم السياسي فيها "وليم مارشال" سنة 1918 م من قبل الجناح السرّي للجمعية.<ref>الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 194.</ref> وكانت ردّة الفعل البريطانية عنفية جدّاً فقامت بقمع الثورة بقوّة.<ref>راجع: الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 306، 348.</ref> إلا أنّ الثورة النجفية كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت، ومهدت للثورة العراقية الكبرى سنة 1920 م والدور الذي لعبته النجف في تلك الثورة.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكانت الحكومة البريطانية فقد قررت اجراء استفتاء شعبي يوفر لها الأرضية في مواصلة احتلالها للعراق إلا أنّها واجهت رفضاً علمائياً وشعبياً كبيراً.<ref>راجع: صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق ونقش علماي مجاهد اسلام، ص 42- 44.</ref> وقد أصدر [[الميرزا محمد تقي الشيرازي]] فتوى حرم فيها ركون المسلمين لحكم الكافرين<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as,16.</ref> وبعث ببرقية إلى حاكم [[مكة |مكة]] يطالب فيها بتأسيس حكومة عراقية بقيادة حاكم مسلم عربي.<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 210.</ref> | وكانت الحكومة البريطانية فقد قررت اجراء استفتاء شعبي يوفر لها الأرضية في مواصلة احتلالها للعراق إلا أنّها واجهت رفضاً علمائياً وشعبياً كبيراً.<ref>راجع: صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق ونقش علماي مجاهد اسلام، ص 42- 44.</ref> وقد أصدر [[الميرزا محمد تقي الشيرازي]] فتوى حرم فيها ركون المسلمين لحكم الكافرين<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as,16.</ref> وبعث ببرقية إلى حاكم [[مكة |مكة]] يطالب فيها بتأسيس حكومة عراقية بقيادة حاكم مسلم عربي.<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 210.</ref> | ||
سطر ٢٣٦: | سطر ٢٣٦: | ||
مثّل تأسيس [[حزب الدعوة الإسلامية]] في العقود الأخيرة انعطافة كبرى في العمل السياسي للحوزة النجفية. وكان تأسيس الحزب قد تمّ على يد فريق من العلماء الشباب [[السيد محمد باقر الصدر|كالسيّد محمد باقر الصدر]] [[السيد مرتضى العسكري|والسيّد مرتضى العسكري]] وذلك عام 1957 م. وكان الهاجس الكبير الذي حرك المؤسسين هو التحدّي الفكري والثقافي والعقائدي والشبهات المثارة أمام الإسلاميين، ولم تمض فترة طويلة حتى انجر الحزب للخوض في المعترك السياسي. وكان قادة حزب الدعوة والإخوان المسلمين فرع العرق قد اتفقوا سنة 1960 م على تأسيس دولة إسلامية يتكاتف الشيعة والسنّة على إقامتها.<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, </ref> | مثّل تأسيس [[حزب الدعوة الإسلامية]] في العقود الأخيرة انعطافة كبرى في العمل السياسي للحوزة النجفية. وكان تأسيس الحزب قد تمّ على يد فريق من العلماء الشباب [[السيد محمد باقر الصدر|كالسيّد محمد باقر الصدر]] [[السيد مرتضى العسكري|والسيّد مرتضى العسكري]] وذلك عام 1957 م. وكان الهاجس الكبير الذي حرك المؤسسين هو التحدّي الفكري والثقافي والعقائدي والشبهات المثارة أمام الإسلاميين، ولم تمض فترة طويلة حتى انجر الحزب للخوض في المعترك السياسي. وكان قادة حزب الدعوة والإخوان المسلمين فرع العرق قد اتفقوا سنة 1960 م على تأسيس دولة إسلامية يتكاتف الشيعة والسنّة على إقامتها.<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, </ref> | ||
وقد تمكن حزب الدعوة الإسلامية بسبب النشاط المكثف لأعضائه من استقطاب الكثير من الشبان إلى صفوف الحزب، وقد تصدّى مفكرو الحزب للاتجاهين الشيوعي والقومي مما أثار حفيظتهم، ثم تعرّض على إثرها [[السيّد محمد باقر الصدر]] للاعتداءات المتكررة التي قام بها القوميّون في [[النجف]].<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 38- 41</ref> وكان السيّد محسن الحكيم من الشخصيات القليلة التي ساعدت وبقوّة على كسر طوق الانعزال والانزواء السياسي عن الحوزة العلمية النجفية. | وقد تمكن حزب الدعوة الإسلامية بسبب النشاط المكثف لأعضائه من استقطاب الكثير من الشبان إلى صفوف الحزب، وقد تصدّى مفكرو الحزب للاتجاهين الشيوعي والقومي مما أثار حفيظتهم، ثم تعرّض على إثرها [[السيّد محمد باقر الصدر]] للاعتداءات المتكررة التي قام بها القوميّون في [[النجف]].<ref>Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 38- 41</ref> وكان السيّد محسن الحكيم من الشخصيات القليلة التي ساعدت وبقوّة على كسر طوق الانعزال والانزواء السياسي عن الحوزة العلمية النجفية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===نشاط السيد محمد باقر الصدر=== | ===نشاط السيد محمد باقر الصدر=== | ||
سطر ٢٥٦: | سطر ٢٥٦: | ||
والجدير بالذكر أنّ المدارس العلمية لم تتخذ - عادةً - من جنسية الطالب وهويته معياراً للقبول في صفوفها، لكن هناك بعض المدراس شيّدت خصّصياً لبعض الجنسيات كمدرسة العامليين الخاصّة للطلبة اللبنانيين، والجامع الهندي الخاصّة للطلبة الهنود والمدرسة الإيروانية الخاصّة للطلبة الأتراك.<ref>محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 406.</ref> | والجدير بالذكر أنّ المدارس العلمية لم تتخذ - عادةً - من جنسية الطالب وهويته معياراً للقبول في صفوفها، لكن هناك بعض المدراس شيّدت خصّصياً لبعض الجنسيات كمدرسة العامليين الخاصّة للطلبة اللبنانيين، والجامع الهندي الخاصّة للطلبة الهنود والمدرسة الإيروانية الخاصّة للطلبة الأتراك.<ref>محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 406.</ref> | ||
وقد شهدت المدرسة النجفية في الأعوام التي تلت سقوط النظام البعثي توافداً على صفوفها من سائر البلدان الإسلامية. | وقد شهدت المدرسة النجفية في الأعوام التي تلت سقوط النظام البعثي توافداً على صفوفها من سائر البلدان الإسلامية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===إحصاء الأساتذة والطلاب=== | ===إحصاء الأساتذة والطلاب=== | ||
سطر ٢٦٥: | سطر ٢٦٥: | ||
===المراحل الدراسية=== | ===المراحل الدراسية=== | ||
[[ملف:حوزه علمیه نجف.jpg|250px|تصغير|المدرسة الغروية (النجف الأشرف)]] | [[ملف:حوزه علمیه نجف.jpg|250px|تصغير|المدرسة الغروية (النجف الأشرف)]] | ||
لم يختلف النظام العام للدراسة في الحوزة النجفية عن سائر المراكز العلمية الشيعية من التوزيع على ثلاث مراحل هي [[مقدمات الحوزة|المقدمات]] [[سطوح الحوزة|والسطوح]] [[بحث الخارج|والخارج]].<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251، 255، 257؛ للتعرف على بقية التقسيمات راجع البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 270- 272؛ وفي باب التدريسِ غير الرسمي لمراحل بدائية من قبيل تعلم قراءة وكتابة اللغة الفارسية في الحوزة النجفية، راجع مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع]حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 25. </ref> وتستغرق مرحلة المقدمات ما بين ثلاث إلى خمس سنين<ref>بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 95.</ref> تبدأ بعلوم [[اللغة العربية]] حيث يدرس الطالب عادة مجموعة من المتون كمتن [[الآجرومية (كتاب)|الآجرومية]]، وكتاب [[قطر الندى وبل الصدى|قطر الندى وبَلْ الصدى]]، ''[[شرح ابن عقيل (كتاب)|وشرح ابن عقيل]]،'' فيما يدرس الطلاب غير العرب كتاب جامع المقدمات الشامل لمجموعة من الكتب ([[الأمثلة (كتاب)|الأمثلة]]، ''[[شرح الأمثلة (كتاب)|شرح الأمثلة]]،'' [[صرف مير (كتاب)|صرف مير]]، ''[[التصريف (كتاب)|التصريف]]،'' [[عوامل النحو (كتاب)|عوامل النحو]]، ''[[الهداية في النحو (كتاب)|الهداية]]،'' [[شرح الأنموذج (كتاب)|وشرح الأنموذج]] ''[[الصمدية (كتاب)|والصمدية]]).'' | لم يختلف النظام العام للدراسة في الحوزة النجفية عن سائر المراكز العلمية الشيعية من التوزيع على ثلاث مراحل هي [[مقدمات الحوزة|المقدمات]] [[سطوح الحوزة|والسطوح]] [[بحث الخارج|والخارج]].<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251، 255، 257؛ للتعرف على بقية التقسيمات راجع البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 270- 272؛ وفي باب التدريسِ غير الرسمي لمراحل بدائية من قبيل تعلم قراءة وكتابة اللغة الفارسية في الحوزة النجفية، راجع مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع]حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 25. </ref> وتستغرق مرحلة المقدمات ما بين ثلاث إلى خمس سنين<ref>بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 95.</ref> تبدأ بعلوم [[اللغة العربية]] حيث يدرس الطالب عادة مجموعة من المتون كمتن [[الآجرومية (كتاب)|الآجرومية]]، وكتاب [[قطر الندى وبل الصدى|قطر الندى وبَلْ الصدى]]، ''[[شرح ابن عقيل (كتاب)|وشرح ابن عقيل]]،'' فيما يدرس الطلاب غير العرب كتاب جامع المقدمات الشامل لمجموعة من الكتب ([[الأمثلة (كتاب)|الأمثلة]]، ''[[شرح الأمثلة (كتاب)|شرح الأمثلة]]،'' [[صرف مير (كتاب)|صرف مير]]، ''[[التصريف (كتاب)|التصريف]]،'' [[عوامل النحو (كتاب)|عوامل النحو]]، ''[[الهداية في النحو (كتاب)|الهداية]]،'' [[شرح الأنموذج (كتاب)|وشرح الأنموذج]] ''[[الصمدية (كتاب)|والصمدية]]).''{{بحاجة لمصدر}} | ||
ثم مواصلة دراسة الأدب العربي من خلال دراسة كتاب [[النهجة المرضية (كتاب)|النهجة المرضية]] (شرح السيوطي [[ألفية ابن مالك|لألفية ابن مالك]] المعروف بشرح السيوطي)، وكتاب [[مغني اللبيب (كتاب)|مغني اللبيب]].<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251- 254؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 121.</ref> ومن المتون التي يدرسها الطالب كتاب [[المطول|المطوّل]] ''[[مختصر المعاني (كتاب)|والمختصر للتفتازاني]]'' في البلاغة والمعاني والبيان، [[حاشية الملا عبد الله (كتاب)|وحاشية الملا عبد الله]] [[شرح الشمسية |وشرح الشمسية]] لقطب الدين الرازي [[منطق المظفر (كتاب)|ومنطق المظفر]].<ref>بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 93.</ref> مضافاً إلى كتاب [[تبصرة المتعلمين (كتاب)|تبصرة المتعلمين]] ''[[العلامة الحلي]]'' أو بعض [[الرسائل العملية (توضيح)|الرسائل العملية]] في الفقه.<ref>راجع: البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 278- 279.</ref> | ثم مواصلة دراسة الأدب العربي من خلال دراسة كتاب [[النهجة المرضية (كتاب)|النهجة المرضية]] (شرح السيوطي [[ألفية ابن مالك|لألفية ابن مالك]] المعروف بشرح السيوطي)، وكتاب [[مغني اللبيب (كتاب)|مغني اللبيب]].<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251- 254؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 121.</ref> ومن المتون التي يدرسها الطالب كتاب [[المطول|المطوّل]] ''[[مختصر المعاني (كتاب)|والمختصر للتفتازاني]]'' في البلاغة والمعاني والبيان، [[حاشية الملا عبد الله (كتاب)|وحاشية الملا عبد الله]] [[شرح الشمسية |وشرح الشمسية]] لقطب الدين الرازي [[منطق المظفر (كتاب)|ومنطق المظفر]].<ref>بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 93.</ref> مضافاً إلى كتاب [[تبصرة المتعلمين (كتاب)|تبصرة المتعلمين]] ''[[العلامة الحلي]]'' أو بعض [[الرسائل العملية (توضيح)|الرسائل العملية]] في الفقه.<ref>راجع: البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 278- 279.</ref> | ||
وهناك من الطلاب من يحضر في الأثناء دورات تأهيلية لتلقي فنون [[الخطابة]] بطريقة عملية.<ref>البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 279.</ref> أمّا مرحلة المباني والتي تعرف بمرحلة السطوح فيتم التركيز فيها على علمي الفقه وأصول الفقه حيث يدرس الطالب من المتون الفقهية كتاب [[الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية]] المعروف بشرح اللمعة للشهيد الثاني المتوفى سنة 966هـ ق، وكتاب [[المكاسب]] للشيخ [[مرتضى الأنصاري]]. | وهناك من الطلاب من يحضر في الأثناء دورات تأهيلية لتلقي فنون [[الخطابة]] بطريقة عملية.<ref>البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 279.</ref> أمّا مرحلة المباني والتي تعرف بمرحلة السطوح فيتم التركيز فيها على علمي الفقه وأصول الفقه حيث يدرس الطالب من المتون الفقهية كتاب [[الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية]] المعروف بشرح اللمعة للشهيد الثاني المتوفى سنة 966هـ ق، وكتاب [[المكاسب]] للشيخ [[مرتضى الأنصاري]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
وأمّا المتون الأصولية فتتم دراسة كتاب معالم الدين للشيخ [[حسن بن زين العابدين الجبعي العاملي]] المتوفى سنة 1011هـ ق، وكتاب الرسائل للشيخ مرتضى الأنصاري وكفاية الأصول للآخوند الخراساني.<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 255- 256؛ البهادلي، ص 280.</ref> ومن المتون التي يدرسها الطالب في هذه المرحلة: كتاب [[دراية الحديث (كتاب)|دراية الحديث]] للشهيد الثاني أو ما يعادلها من كتب دراية الحديث؛ وكتاب منظومة [[الملا هادي السبزواري]] [[الأسفار الأربعة|والأسفار الأربعة]] ''[[صدر المتألهين الشيرازي|لصدر المتألهين الشيرازي]]'' في الفلسفة؛ [[شرح الباب الحادي عشر (كتاب)|وشرح الباب الحادي عشر]] للعلامة الحلي وشرحه [[تجريد الاعتقاد (كتاب)|لتجريد الاعتقاد]] | وأمّا المتون الأصولية فتتم دراسة كتاب معالم الدين للشيخ [[حسن بن زين العابدين الجبعي العاملي]] المتوفى سنة 1011هـ ق، وكتاب الرسائل للشيخ مرتضى الأنصاري وكفاية الأصول للآخوند الخراساني.<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 255- 256؛ البهادلي، ص 280.</ref> ومن المتون التي يدرسها الطالب في هذه المرحلة: كتاب [[دراية الحديث (كتاب)|دراية الحديث]] للشهيد الثاني أو ما يعادلها من كتب دراية الحديث؛ وكتاب منظومة [[الملا هادي السبزواري]] [[الأسفار الأربعة|والأسفار الأربعة]] ''[[صدر المتألهين الشيرازي|لصدر المتألهين الشيرازي]]'' في الفلسفة؛ [[شرح الباب الحادي عشر (كتاب)|وشرح الباب الحادي عشر]] للعلامة الحلي وشرحه [[تجريد الاعتقاد (كتاب)|لتجريد الاعتقاد]] | ||
سطر ٢٧٧: | سطر ٢٧٧: | ||
تمثل مرحلة الدراسات العليا المرحلة الأخيرة في سلسلة الدرس الحوزوي، وتبدأ بعد الفراغ من مرحلتي المقدمات والسطوح لمن يريد مواصلة المشوار الدراسي والوصول إلى مرتبة [[الاجتهاد]] والتوفر على ملكة استنباط الحكم الشرعي.<ref>الملكي، آشنايي با متون درسي حوزههاي علميه ايران، ص 269.</ref> علماً أن المدرسة النجفية لا تخضع الطالب للاختبار في المواد التي تلقاها ولا تمنحه وثيقة علمية.<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 237.</ref> | تمثل مرحلة الدراسات العليا المرحلة الأخيرة في سلسلة الدرس الحوزوي، وتبدأ بعد الفراغ من مرحلتي المقدمات والسطوح لمن يريد مواصلة المشوار الدراسي والوصول إلى مرتبة [[الاجتهاد]] والتوفر على ملكة استنباط الحكم الشرعي.<ref>الملكي، آشنايي با متون درسي حوزههاي علميه ايران، ص 269.</ref> علماً أن المدرسة النجفية لا تخضع الطالب للاختبار في المواد التي تلقاها ولا تمنحه وثيقة علمية.<ref>الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 237.</ref> | ||
نعم، حينما يصل الطالب إلى مرتبة رفيعة من العلم أو يصل إلى مرحلة الاجتهاد يُمنح من قبل أستاذه "[[إجازة الحديث|إجازة]]" تكشف عن مستواه العلمي، وأنّه مؤهل لاستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية. | نعم، حينما يصل الطالب إلى مرتبة رفيعة من العلم أو يصل إلى مرحلة الاجتهاد يُمنح من قبل أستاذه "[[إجازة الحديث|إجازة]]" تكشف عن مستواه العلمي، وأنّه مؤهل لاستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===أماكن الدراسة=== | ===أماكن الدراسة=== | ||
سطر ٣٠٢: | سطر ٣٠٢: | ||
:مكتبة [[أمير المؤمنين]] (ع) العامّة | :مكتبة [[أمير المؤمنين]] (ع) العامّة | ||
:مكتبة [[عبدالحسين الأميني|العلامة الأميني]] | :مكتبة [[عبدالحسين الأميني|العلامة الأميني]] | ||
تتوفر النجف الأشرف على الكثير من المكتبات العامّة التي شيّدت لغاية توفير مصادر التحقيق والبحث العلمي التي تقتضيها طبيعة الحاضرة العالمية، ومن هنا كانت النجف وعلى مرّ التاريخ من أبرز المدن التي تزدان بمكتباتها العامرة. | تتوفر النجف الأشرف على الكثير من المكتبات العامّة التي شيّدت لغاية توفير مصادر التحقيق والبحث العلمي التي تقتضيها طبيعة الحاضرة العالمية، ومن هنا كانت النجف وعلى مرّ التاريخ من أبرز المدن التي تزدان بمكتباتها العامرة.{{بحاجة لمصدر}} | ||
*يضرب تاريخ البعض منها [[المكتبة الحيدرية|كالمكتبة الحيدرية]] (وتعرف [[الخزانة الغروية|بالخزانة الغروية]] أيضاً) بعمق التاريخ الإسلامي؛ إذ يعود تأسيسها إلى القرن الرابع الهجري، بل إلى ما قبل ذلك التاريخ، مما يعكس مدى اهتمام الفقهاء بهذا الجانب وإشرافهم على تلك الصروح العلمية [[العلامة الحلي|كالعلامة الحلي]]. وقد تعرّضت المكتبة إبّان حكم النظام البعثي لإضرار كبيرة، تمكن المشرفون من تلافيها واصلاحها بعد سقوط حكومة [[صدام حسين]] لتعود تحت إشراف [[المرجعية الدينية|المرجعية]] الشيعية إلى سابق عهدها من العطاء العلمي. تقع المكتبة ضمن حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. | *يضرب تاريخ البعض منها [[المكتبة الحيدرية|كالمكتبة الحيدرية]] (وتعرف [[الخزانة الغروية|بالخزانة الغروية]] أيضاً) بعمق التاريخ الإسلامي؛ إذ يعود تأسيسها إلى القرن الرابع الهجري، بل إلى ما قبل ذلك التاريخ، مما يعكس مدى اهتمام الفقهاء بهذا الجانب وإشرافهم على تلك الصروح العلمية [[العلامة الحلي|كالعلامة الحلي]]. وقد تعرّضت المكتبة إبّان حكم النظام البعثي لإضرار كبيرة، تمكن المشرفون من تلافيها واصلاحها بعد سقوط حكومة [[صدام حسين]] لتعود تحت إشراف [[المرجعية الدينية|المرجعية]] الشيعية إلى سابق عهدها من العطاء العلمي. تقع المكتبة ضمن حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.{{بحاجة لمصدر}} | ||
* [[مكتبة الحسينية الشوشترية]]، وهي من أهم المكتبات النجفية التي عفت عليها يد الدهر. | * [[مكتبة الحسينية الشوشترية]]، وهي من أهم المكتبات النجفية التي عفت عليها يد الدهر. | ||
* [[مكتبة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء]]، وهي من أبرز المكتبات النجفية التي ما زالت عامرة بعطائها يرتادها طلبة العلم ورجال التحقيق.<ref>راجع: آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 163- 164؛ جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 243- 244 .</ref> | * [[مكتبة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء]]، وهي من أبرز المكتبات النجفية التي ما زالت عامرة بعطائها يرتادها طلبة العلم ورجال التحقيق.<ref>راجع: آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 163- 164؛ جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 243- 244 .</ref> | ||
* هناك مجموعة من المكتبات النجفية قد اندثرت ولم يبق لها أثر يذكر، منها: [[مكتبة مدرسة قوام]]، والخليلي والآخوند الخراساني؛ فيما حافظت [[مكتبة السيد محمد كاظم الطباطبائي|مكتبة السيّد محمد كاظم الطباطبائي]] وغيرها على مكانتها، وتمكنت من الثبات رغم العواصف التي مرّت بها.<ref>جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 252- 255.</ref> | * هناك مجموعة من المكتبات النجفية قد اندثرت ولم يبق لها أثر يذكر، منها: [[مكتبة مدرسة قوام]]، والخليلي والآخوند الخراساني؛ فيما حافظت [[مكتبة السيد محمد كاظم الطباطبائي|مكتبة السيّد محمد كاظم الطباطبائي]] وغيرها على مكانتها، وتمكنت من الثبات رغم العواصف التي مرّت بها.<ref>جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 252- 255.</ref> | ||
* أسست [[مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامّة]] على يد الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب كتاب الغدير قبل أكثر من خمسين سنة، وتعتبر اليوم من أغنى المكتبات النجفية. | * أسست [[مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامّة]] على يد الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب كتاب الغدير قبل أكثر من خمسين سنة، وتعتبر اليوم من أغنى المكتبات النجفية. | ||
* كذلك مكتبة آية الله السيّد محسن الحكيم التي تقع ضمن بناء [[المسجد الهندي]]. وتمتاز بتوفيرها الكتب والمصادر العلمية لطلاب العلوم الدينية ويرتادها بغاة العلم وروّاد المعرفة من سائر الأصناف. | * كذلك مكتبة آية الله السيّد محسن الحكيم التي تقع ضمن بناء [[المسجد الهندي]]. وتمتاز بتوفيرها الكتب والمصادر العلمية لطلاب العلوم الدينية ويرتادها بغاة العلم وروّاد المعرفة من سائر الأصناف.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==تأسيس المدارس العصرية== | ==تأسيس المدارس العصرية== | ||
سطر ٣١٤: | سطر ٣١٤: | ||
* مدرسة العلامة [[عز الدين الجزائري|عزّ الدين الجزائري]]، أسست في النجف الأشرف سنة 1362هـ ، وتعد من أنجح المدارس الحوزوية العصرية، حيث اعتمدت نظاماً تعليماً متكاملاً مع برنامج واضح المعالم تحدد فيه الأيام الدراسية والعطل مع تعريض الطالب لاختبارات فصلية ومنحه شهادات علمية، والتأكيد على اعتماد طريقة تدريس عصرية وباللغة العربية الفصحى. وقد اعترفت وزارة المعارف بالمدرسة المذكورة فيما قررت وزارة الدفاع إعفاء طلبتها من الخدمة الإلزامية.<ref>"مدرسة الجزائري"، ص 83- 85.</ref> | * مدرسة العلامة [[عز الدين الجزائري|عزّ الدين الجزائري]]، أسست في النجف الأشرف سنة 1362هـ ، وتعد من أنجح المدارس الحوزوية العصرية، حيث اعتمدت نظاماً تعليماً متكاملاً مع برنامج واضح المعالم تحدد فيه الأيام الدراسية والعطل مع تعريض الطالب لاختبارات فصلية ومنحه شهادات علمية، والتأكيد على اعتماد طريقة تدريس عصرية وباللغة العربية الفصحى. وقد اعترفت وزارة المعارف بالمدرسة المذكورة فيما قررت وزارة الدفاع إعفاء طلبتها من الخدمة الإلزامية.<ref>"مدرسة الجزائري"، ص 83- 85.</ref> | ||
* قام العلامة المظفر سنة 1376هـ ق بتأسيس [[كلية الفقه في النجف الأشرف]] التي اعترف وزارة المعارف حينها بمعادلة شهادتها مع الشهادات العليا.<ref>الآصفي، مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها، ص 28.</ref> | * قام العلامة المظفر سنة 1376هـ ق بتأسيس [[كلية الفقه في النجف الأشرف]] التي اعترف وزارة المعارف حينها بمعادلة شهادتها مع الشهادات العليا.<ref>الآصفي، مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها، ص 28.</ref> | ||
* [[جامعة النجف الدينية]]، قام بتأسيسها سنة 1956م [[السيد محمد كلانتر|السيّد محمد كلانتر]] المتوفى سنة 2000م. ورغم وجود الخطوات الاصلاحية لا زالت المدرسة النجفية تعتمد الطريقة التقليدية في التدريس. | * [[جامعة النجف الدينية]]، قام بتأسيسها سنة 1956م [[السيد محمد كلانتر|السيّد محمد كلانتر]] المتوفى سنة 2000م. ورغم وجود الخطوات الاصلاحية لا زالت المدرسة النجفية تعتمد الطريقة التقليدية في التدريس.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==المدارس العلمية في النجف الأشرف== | ==المدارس العلمية في النجف الأشرف== | ||
سطر ٤١٠: | سطر ٤١٠: | ||
|[[جامعة النجف الاشرف]] || [[الحاج محمد تقي اتفاق]]- [[السيد محمد كلانتر]] || 1382 هـ. ||تعد من أنشط المدارس النجفية | |[[جامعة النجف الاشرف]] || [[الحاج محمد تقي اتفاق]]- [[السيد محمد كلانتر]] || 1382 هـ. ||تعد من أنشط المدارس النجفية | ||
|-style="background:#FFE8E8;" | |-style="background:#FFE8E8;" | ||
|} | |}{{بحاجة لمصدر}} | ||
سطر ٤٢٣: | سطر ٤٢٣: | ||
==المصادر== | ==المصادر== | ||
{{Div col|3}} | {{Div col|3}} | ||
*آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة. | *آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة. |
مراجعة ١٩:٥٠، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧
هذه مقالة أو قسم تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. imported>Nabavi |

حوزة النجف الأشرف العلمية، هي مجموعة من مدارس العلوم الدينية مع علمائها الأعلام الذين تصدوا لتعليم علوم مدرسة أهل البيت (ع) وتربية طلابها. تخرج من هذه الحوزة العديد من الفقهاء الأعلام وكبار علماء الشيعة؛ ولهذا تحظى حوزة النجف العلمية بأهمية فائقة في العالم الإسلامي تبعتها حوزة قم العلمية في العقود الأخيرة.
من كبار علماء هذه الحوزة، يمكن ذكر أسامي كـالشيخ الطوسي والعلامة الحلي والشيخ مرتضى الأنصاري، فضلاً عن علمائها المتأخرين الذين ظهروا في العهد الأخير كـالسيد محمود الشاهرودي والسيد محسن الحكيم والسيد أبو القاسم الخوئي والسيد علي السيستاني والإمام الخميني -مؤسس الجمهورية الإسلامية- الذي أتى مؤخراً إلى العراق واستقرّ في حوزة النجف العلمية -ذلك بعد نَفيِه من إيران- واشتغل بالتدريس والتأليف، إلى جانب نضاله المتمثّل في الثورة الإيرانية.
الجذور التاريخية
اختلفت كلمة الباحثين في تحديد الجذور التاريخية للمدرسة النجفية حيث أرجعها فريق من الباحثين إلى سنة 448 هـ المقارن لهجرة الشيخ الطوسي من بغداد إلى حاضرة النجف الأشرف، فيما ذهب فريق آخر إلى القول بأنّ الشيخ الطوسي حينما حلّ في المدينة، كانت حلقات الدرس والبحث قائمة فيها بجوار مرقد أمير المؤمنين (ع).[١] وذلك اعتماداً على الشواهد والقرائن التالية:
- ما ذكره ابن طاووس، حول رحلة عضد الدولة آل بويهي إلى النجف الأشرف سنة 371 هـ والذي جاء فيه: وتوجّه إلى المشهد الغروي يوم الإثنين، ثاني يوم وروده زار الحرم الشريف، وطرح في الصندوق دراهم، فأصاب كلُّ واحد منهم إحدى وعشرين درهما، وكان عدد العلويين ألف وسبعمائة إسم [فقيه]، وفرّق على المجاورين وغيرهم (خمسه آلاف درهم)، وعلى القراء والفقهاء ثلاثة آلاف درهم.[٢]
- ما ذكره النجاشي[٣]من أنّه التقى قبل ذلك بعلماء الشيعة في النجف كالمحدّث الكبير هبة الله بن أحمد الكاتب الشهير بابن برنية، واستجازة النجاشي من الشيخ أبي عبد الله الخُمري فقد قال في معرض حديثه عن كتاب "عمل السلطان" للبوشنجي ما لفظه: أجازنا بروايته أبو عبد الله الخُمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة.[٤]
- ما جاء في ترجمة النجاشي لأبي الحسن إسحاق بن حسن العقراني التمّار حسبما يقول: "رأيته بالكوفة وهو مجاور، وكان يروي كتاب الكليني عنه.[٥]
- حضور بعض الشخصيات العلمية والدينية الكبيرة في النجف كـالشيخ الصدوق وسماعه الحديث عن محمد بن علي بن فضل الدهقان،[٦] مضافاً إلى إقامة بعض نقباء الشيعة كـابن سدرة في النجف، مع وجود بعض البيوتات العلمية كـآل الطحّان.[٧] كلّ ذلك له دلالات على وجود حركة علمية في النجف وفي تلك الأزمنة قبل انتقال الشيخ الطوسي إليها.[٨]
وبعد أن انتقل الشيخ الطوسي إلى حوزة النجف الأشرف أخذت تزدهر بشكل ملحوظ.[بحاجة لمصدر]
عصر المؤسس الطوسي
يُؤرخ لهذه المرحلة بفترة ما بين نزوح الشيخ الطوسي إلى النجف (عام 448 هـ) ووفاته (عام 460 هـ). لقد تتلمذ الطوسي من قبل على يد الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 هـ والسيّد المرتضى (م سنة 436 هـ)، ولما توفي السيد المرتضى تفرّد الشيخ بـالإمامة والرئاسة، وكانت داره في الكرخ مأوى الناس، ومقصد الوفّاد.[بحاجة لمصدر]
عندما دخل الملك السلجوقي طغرل بيك بغداد اشتعلت نار الفتن الطائفية فيها حتى أدّى الأمر - مع بدايات وصوله إلى بغداد سنة 447 هـ - إلى إحراق المكتبة التي أنشأها أبو نصر سابور وزير بهاء الدولة البويهي وكبس دار الشيخ بـالكرخ وأخذ ما وجد من كتاباته وكرسي درسه، وكان الطوسي حينها في النجف الأشرف. بعد ذلك وبمعية من التحق به من طلاب العلم - تحول النجف إلى مركزٍ للعلم وثقلٍ للشيعة الإمامية، حتى أخذت الرحال تُشدّ إليها، وأصبحت مهبط الباحثين عن علوم آل بيت النبي (ص) ومقصدهم.[بحاجة لمصدر]
وكان قد أملى كتابه المعروف بـالأمالي أو مجالس الشيخ الطوسي هناك مما يكشف عن مستوى الانضباط العلمي الذي عمّ المدينة في عصره.[٩] وقد تمثّلت الخطوة الكبيرة الأخرى التي أقدم عليها الشيخ الطوسي بالنجف في الاهتمام بشأن الدراسات المتقدمة وتوجيه الطلبة نحو الفقه الاستدلالي.[بحاجة لمصدر]
عصر الركود
يُؤرَخ لهذه الحقبة من تاريخ المدرسة النجفية في الفترة ما بين وفاة الشيخ الطوسي وبدايات القرن العاشر الهجري، وقد ساعدت في الركود مجموعة من العوامل؛
- رغم نجاحات الشيخ الطوسي في مجالي الفقه والأصول وجهوده الكبيرة في الدفاع عن منهج الفقه التفريعي وإحكام قواعد الاستدلال والاستنباط والدعوة لها،[١٠] إلا أنّ عظمة شخصيته ومكانته العلمية هيمنتا على الوسط الشيعي، فمضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيّن على أحد منهم أن يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويعتبرون التأليف في قبالها وإصدار الفتوى مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، مكتفين بشرح آرائه واستجلاء غوامضها، حتى قال الشهيد الثاني،[١١] كما يروي ذلك ولده في كتاب المعالم ناقلاً عن أبيه: إنّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ، كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به.[١٢]
- نلاحظ أنّ الشيخ بهجرته إلى النجف قد انفصل - في أكبر الظن - عن تلامذته وحلقاته العلمية في بغداد، وبدأت تنشأ في النجف حوزة فتية حوله من أبناءه والراغبين في الالتحاق بالدراسات الفقهية من مجاوري القبر الشريف أو أبناء البلاد القريبة منه كـالحلة ونحوها، وعليه فكان من الطبيعي أنّ الحوزة الجديدة التي نشأت في النجف لا ترقى إلى مستوى التفاعل المتقدّم مع ما أنجزه الطوسي في الفكر العلمي.[بحاجة لمصدر]
وأما الحوزة الأساسية القديمة في بغداد فانقطع التواصل بينها والشيخ في المهجر، فانتقاله إلى النجف وإن هيّأته للقيام بدور علمي جديد - لِما أتاحت له من تفرّغ - لكنها فصلته عن حوزته الأصلية، ولهذا لم تتسرب إنجازاته العلمية والفقهية إلى تلك الحوزة في بغداد بعد ذلك الحين.[١٣]
- من العوائق الأخرى هي انهيار الدولة البويهية التي كانت تمثل الظهير والداعم الرئيسي للمراكز العلمية ولأصحاب الفكر والمعرفة، خاصة مع كون البديل تمثل في الحكومة السلجوقية التي لم تألُ جهداً في التضييق على الشيعة وعلمائها.[بحاجة لمصدر]
- من العوامل التي تصدّت لتطوير المدرسة النجفية، ظهور العالم الكبير محمد بن إدريس الحلي المتوفى سنة 598 هـ في مدينة الحلة وتمكّنه من خطف الأبصار وتوجيه بوصلة الفكر والعطاء العلمي صوب مدينة الحلّة، والتخفيف من بريق الحوزة النجفية لوضع حدٍ لتبعية حصيلة آراء شيخ الطائفة وما يترتب على عمله الاجتهادي، فاستطاع بمبادرته هذه من تفعيل المبتغى من منهج الشيخ الطوسي في الاجتهاد والاستنباط القائم على النقد والتحليل وعدم الانبهار بآراء العلماء مهما كان مستواهم العلمي.[بحاجة لمصدر]
عصر المحقق الأردبيلي

واكبت المدرسة النجفية لفترات طويلة رَكْب النشاط العلمي، فقد برز فيها شخصيات علمية كبيرة، كأبي علي الطوسي (ابن الشيخ الطوسي) المتوفى سنة 515 هـ، المعروف في الوسط الشيعي بالمفيد الثاني وكان قد ترك من المصنفات كتاب المرشد إلى سبيل المتعبد وكتاب الأمالي.[١٤] ومنهم: ابن شهر آشوب المازندراني، وأبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (صاحب تفسير مجمع البيان)، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الطحّان.[١٥] والشيخ أبو الوفاء عبد الجبار الرازي والشيخ أبو محمد الحسن بن بابويه القمّي والشيخ أبو عبد الله محمد بن هبة الله الطرابلسي والأخيران معاصران له، وجملة من تلامذة أبيه في النجف الأشرف.[١٦]
ومن الشخصيات العلمية الرفعية التي ترعرعت في المدرسة النجفية نجم الأئمة رضي الدين محمد الأسترآبادي المتوفى سنة 686 هـ، صاحب كتاب شرح كافية ابن الحاجب وشارح قصائد ابن أبي الحديد.[١٧] ومنهم عبد الرحمان ابن العتائقي (صاحب كتاب الإيماقي في شرح الإيلاقي وشرح وتعريب الزبدة في الطب)، وكان الرجل من علماء الحلة ثم النجف الأشرف.[١٨] ومنهم (صاحب كتاب التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع) الفقيه الكبير المقداد بن عبد الله السيوري الشهير بالفاضل المقداد والمتوفى سنة 826 هـ،[١٩].
تمكنت المدرسة النجفية من استعادة مكانتها واسترداد مجدها وريادتها العلمية في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، فطرأت عليها ظروف فاعلة ومؤثرة وساهمت فيها مجموعة من العوامل التي ساعدت على ذلك، من قبيل ما قام به الحكّام الصفويون من مدّ قنوات المياه إليها وتسهيل وصولها إلى ربوع المدينة، مضافاً إلى الاهتمام بالجانب الأمني وبناء القلاع والأسوار المحيطة بالمدينة.[٢٠] إلا أن الازدهار العلمي ليس نتيجة العوامل المادية والأمنية فحسب. ومما يؤيد ذلك أنّ الحكام الذين سبقوا الصفويين كالايلخانيين والجلايريين كانوا قد بذلوا جهوداً سياسية كبيرة لتعزيز مكانة النجف وجعلها في مصاف بغداد السنية، لكن لم يحالفهم الحظ والنجاح في إحداث نقلة عملية نوعية في الوسط العلمي.[٢١]
لقد كان للمولى أحمد الأردبيلي المتوفى سنة 993 هـ والشهير بالمقدّس والمحقق الأردبيلي الدور الكبير في التطوير العلمي والازدهار المعرفي في أوساط المدرسة النجفية، وخاصّة بعد رواج منهجه الفقهي القائم على تتبع جميع زوايا الأحاديث والاهتمام بصحيحة السند منها - وإن كان العلماء القدامى قد أعرضوا عنها وأهملوها - والاعتماد عليها، حتى لو كانت النتيجة المستوحاة منها مخالفة لمشهور العلماء، الأمر الذي مكّنه من استقطاب الكثير من الطلاب والفضلاء إلى حلقة درسه.[٢٢]
وقد تخرج من مدرسته الكثير من الأعلام، منهم: شمس الدين محمد بن علي العاملي سبط الشهيد الثاني (صاحب كتاب مدارك الأحكام) المتوفى سنة 1009 هـ، والحسن بن زين الدين ابن الشهيد الثاني المعروف بـ(صاحب المعالم) المتوفى سنة 1011 هـ [٢٣] وقد خصّ الشيخ حسن مقدمة كتابه "معالم الدين وملاذ المجتهدين" بأصول الفقه، وجعل بقية الكتاب خاصاً بأبواب الفقه إلا أنّه لم يتمكن من إتمامه. وقد حظيت المقدمة منذ صدورها خلال القرون المتوالية باهتمام الفقهاء والأصوليين، وتمكنت من اكتساح الكتب الثلاثة المعتمدة في الدراسة الحوزوية قبلها المتمثلة "بشرح العميدي على تهذيب العلامة، وشرح العلامة لمختصر ابن الحاجب وشرح العضُدي على مختصر ابن الحاجب" واستمر الكتاب متألقاً حتى عقود قريبة كأحد أبرز الكتب الأصولية المتداولة في مجال أصول الفقه.[٢٤]
علماء هذه الفترة ونتاجاتهم العلمية:
رغم قصر هذه المرحلة من عمر الحوزة النجفية، أنّها أنجبت طائفة من الأعلام والكتّاب، منهم:
- محي الدين بن محمود النجفي المتوفى سنة 1030 هـ كان ماهراً بالشعر والأدب.[٢٥]
- ركن الدين القهبائي، من تلامذة مدرسة المحقق الأردبيلي كان متبحراً بعلمي الدراية والرجال ومن أشهر مصنفاته كتاب مجمع الرجال.[٢٦]
- الملا عبد الله اليزدي المتوفى سنة 980 هـ، (صاحب الحاشية) على قسم المنطق من كتاب تهذيب المنطق والكلام للتفتازاني، وقد اعتمد الكتاب متناً دراسياً في الوسط الحوزوي.[٢٧]
- الشيخ أبو الحسن الفتوني العاملي النجفي المتوفى سنة 1140 هـ، لقّب بأفقه المحدثين وصاحب المؤلفات الكثيرة منها: مرآة الأنوار في التفسير، وضياء العالمين في الكلام. ويعد كتابه هذا من أشمل الكتب الكلامية في بابه.[٢٨] وله كتاب آخر تحت عنوان "تنزيه القميين" نفى فيه نسبة القول بالتشبيه والرؤية لـلمحدثين القميين[بحاجة لمصدر]
ظهور الأخبارية وأفولها
شهدت المدرسة النجفية - كسائر المدارس الشيعية - في العقد الرابع من القرن الحادي عشر ظهور المدرسة الأخبارية، التي رفع لواءها الميرزا محمد أمين الأسترآبادي المتوفى سنة 1033 هـ، وكان قد تتلمذ في النجف على يد كلّ من صاحب المعالم وصاحب المدارك وحصل منهما على إجازة في الرواية. وقد وجّه في كتابه "الفوائد المدنية" الذي صدر سنة 1030 هـ نقداً لاذعاً للمنهج الفقهي والأصولي المعتمد والقائم على تراث الشيخ الطوسي.[بحاجة لمصدر]
واتهم كبار الطائفة ومجتهديها بالانحراف عن طريق الأئمة من أمثال ابن الجنيد الإسكافي وابن أبي عقيل والشيخ المفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي فضلاً عن العلامة الحلي، فوجّه إليهم البدعة والعمل بـالقياس واعتماد قواعد الكلام وأصول الفقه القائمة على معطيات العقل البشري.[٢٩] وقد انتشرت المدرسة الأخبارية في حاضرة النجف وغيرها من حواضر ومدن العراق وإيران والبحرين وتمكنت من استقطاب كبار الفقهاء وجرّهم إلى تبني مقولتها.[٣٠]
وقد وجهّت المدرسة الأخبارية ضربة للمدرسة الأصولية عامّة والمدرسة النجفية على وجه التحديد،[٣١] إلا أنّ الضربة هذه لم تُقعد الحركة الأصولية عن الحركة بل واصل الاتجاه الأصولي طريقه حتى شهدت المدرسة النجفية في تلك المرحلة ظهور علماء كبار وجهابذة مبرّزين كالشيخ فخر الدين الطريحي النجفي المتوفى سنة 1085 هـ صاحب الكتاب المعروف بـ"مجمع البحرين" في مفردات القرآن والحديث؛[٣٢] ومنهم المحقق المعروف والمصنف الشهير بـالفاضل الشيرواني المتوفى سنة 1098 أو 1099 هـ الذي رحل إلى أصفهان مشتغلاً بالتأليف والتدريس فصدر له "شرح شرائع الإسلام" و"حاشية على شرح التجريد للقوشجي"، وتخرّج على يديه كبار العلماء كـالميرزا عبد الله الأفندي صاحب كتاب "رياض العلماء وحياض الفضلاء"، والشيخ حسن البلاغي صاحب كتاب "تنقيح المقال"، والمولى محمد أكمل الأصفهاني والد الوحيد البهبهاني.[٣٣]
وقد برزت عوامل أخرى مساعدة في ترسيخ الركود العلمي كالصراع الصفوي العثماني الدائر على الساحة العراقية والخشية من الهجرة نحو الديار العراقية معززاً بالموقف التعسفي الذي اتخذته السلطات العثمانية تجاه رجال الشيعة وعلمائها، مضافاً إلى الحوادث الطبيعية كانتشار الوباء والأمراض القاتلة وغير ذلك.[٣٤]كلّ ذلك ساعد في انحسار حركة الهجرة من وإلى النجف الأشرف وانتقال مركز التشيع منها إلى مدينة كربلاء.[٣٥]
البهبهاني والتصدّي للحركة الأخبارية
لعب الأصولي الكبير محمد باقر بن محمد أكمل الشهير بـالوحيد البهبهاني المتوفى سنة 1205 هـ دوراً بارزاً في التصدّي للحركة الأخبارية التي أخذت تتّسع رقعتها في النجف وكربلاء بحيث بلغ بها الأمر - قبل انتقال الوحيد البهبهاني إليها - إلى أنّ من يريد أن يمسك كتاباً للأصوليين يخشى التنجّس به فيمسكه بخرقة، مبالغاً في نجاستها، وذلك على حد تعبير تلميذ البهبهاني أبو علي الحائري المتوفى سنة 1216 هـ.[٣٦]
إنّ الحركة التي قادها البهبهاني في كربلاء أثمرت في النجف، مع قدوم تلميذه محمد مهدي بن مرتضى الشهير بـبحر العلوم والمتوفى سنة 1212 هـ، وقد تخطت الحوزة النجفية تلك المرحلة، وتجاوزت التقلبات التي حصلت في العصر الأخباري وصولاً إلى مرحلة جديدة.[٣٧] ولا ينبغي تجاهل حقيقة ما وهي النقود التي أبدتها المدرسة الأخبارية والملاحظات التي سجلتها والتراث الفكري الذي خلّفته، خاصّة النتاج الفكري للفقيه المعروف الشيخ يوسف البحراني من خلال كتابه الفقهي القيّم الحدائق الناضرة، كلها لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الرقي العلمي التي حصلت في تلك المرحلة.[بحاجة لمصدر]
عصر الازدهار
يمكن تحديد عصر الإزدهار بالفترة ما بين القرن الثالث عشر وبدايات القرن الخامس عشر الهجري. وقد بدأت ملامح هذا العصر بالظهور مع الحركة الفكرية التي قام بها العلامة بحر العلوم بالتزامن مع كبار علماء وفقهاء مدرسة الوحيد البهبهاني. فقد بذل تلامذة البهبهاني ومدرسته، جهوداً كبيرة في الإجابة على الشبهات التي أثارها النهج الأخباري وإثبات ضرورة البحث الأصولي ومكانة القواعد الأصولية في عملية الاستنباط.[٣٨] كما تجلّت ثمرة تلك الجهود الكبيرة ببلوغ علم أصول الفقه، ذروته في التكامل وانفتاح أبواب جديدة في البحث الفقهي نقداً وتحليلاً،[٣٩]مضافاً إلى الحدّ من جموح الاتجاه الأخباري.[بحاجة لمصدر] وقد انتجت المدرسة النجفية الكثير مستغلة الأسباب:
- مؤلفات العلامة بحر العلوم التي ساعدت في تعزيز المدرسة الأصولية على الساحة العلمية.
- وصول الدور بعد العلامة بحر العلوم إلى الشيخ جعفر بن خضر النجفي المعروف بـكاشف الغطاء لتصدّى زعامة الإمامية ورئاسة الحوزة النجفية، حيث تمكّن من التصدّي لـلميرزا محمد النيسابوري المتوفى سنة 1232 هـ الذي بذل قصارى جهده وتوسل بكلّ السبل بما فيها الاستعانة بـالحكومة القاجارية لإقصاء الأصوليين من الساحة العلمية، فألف الشيخ جعفر رسالته الموسومة بــ"كشف الغطاء عن معايب الميرزا محمد عدوّ العلماء، وأرسل نسخة منها إلى السلطان القاجاري فَتْحْعَلي شاه.[٤٠]
- بذل الجهود من قبل ثلة من علماء المدرسة النجفية في دعم الاتجاه الأصولي والرد على الشبهات التي أثارته الأخبارييون من أمثال:
محمد تقي الأصفهاني المتوفى سنة 1248 هـ في كتابه "هداية المسترشدين في شرح معالم الدين؛ ومحمد حسين الأصفهاني في الفصول الغروية؛ وحجّة الإسلام السيد محمد باقر الشفتي المتوفى سنة 1260 هـ في كتاب "الزَهْرة البارقة"؛ والشيخ محمد إبراهيم الكلباسي المتوفى سنة 1261 هـ في "إشارات الأصول"؛ والسيد محمد المجاهد الطباطبائي سبط البهبهاني وصهر بحر العلوم في كتابه "مفاتيح الأصول"؛ والميرزا القمي في "قوانين الأصول"، وقد توّج العطاء الأصولي بما سطّره الشيخ الأنصاري المتوفى سنة 1281 هـ في كتابه "فرائد الأصول" المشهور بالرسائل.[بحاجة لمصدر]
مكانة الشيخ الأنصاري في المدرسة النجفية
يعد الشيخ الأنصاري من تلامذة السيّد محمد المجاهد والشيخ علي كاشف الغطاء ومحمد حسن النجفي المشهور بصاحب الجواهر، وقد تصدّى لزعامة الحوزة بعد رحيل أستاذه صاحب الجواهر سنة 1266 هـ.[٤١] ويعد كتابه "الرسائل" من أشهر المصنفات الأصولية في الوسط الشيعي؛ لما توفر فيه من أبحاث مبتكرة وتنظيم لمباحث الحجّة وفتحه لآفاق جديدة أمام المجتهدين. وقد شقّ الكتاب طريقه في الوساط العلمية ليكون في رأس قائمة المتون الأصولية المعتمدة في الدراسة الحوزوية عند السطوح العالية والذي اعتمد من قِبل الكثير من الأساتيذ والمجتهدين كمنطلق لأبحاثهم الأصولية.[بحاجة لمصدر]
الميرزا محمد حسن الشيرازي
تمكنت مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية والفقهية من إرساء قواعدها وتحكيم أسسها في الساحة العلمية من خلال الجهود التي قام بها تلامذة الأنصاري وعلى رأسهم الميرزا محمد حسن الشيرازي. وكان الميرزا قد انتقل بعد رحيل الشيخ إلى مدينة سامراء وأسس هناك حوزة سامراء العلمية التي تمكنت من استقطاب الكثير من فقهاء النجف وفضلائها، متمحورين حول الميرزا الشيرازي - الذي أصبح حينها مرجع الشيعة على الإطلاق - مما أدى إلى ترصين ودعم أسس مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية. ولم تكن المدرسة السامرائية رغم البعد المكاني بمعزل عن الحوزة النجفية طيلة نصف قرن من الزمن.[بحاجة لمصدر]
دور الآخوند الخراساني

شهدت المدرسة النجفية ظهور الكثير من الشخصيات العلمية التي لعبت دوراً مهماً في الساحة الأصولية إلا أنّ الدور الذي لعبه الآخوند ملا محمد كاظم الخراساني المتوفى 1329 هـ بقي مميزاً بين أقرانه. ومع كونه من خريجي مدرسة الأنصاري إلا أنّه عرف باستقلاله الفكري وطرحه للكثير من النظريات التي يختلف فيها مع الشيخ ورجال مدرسته.[٤٢] وقد تصدّى للبحث والتدريس، واختص بعلم أصول الفقه ومهر فيه، فعكف عليه طلبةُ العلم من مختلف الأرجاء، لما امتاز به من نزوع إلى التحقيق والاقتصار على لباب المسائل. حضر عليه المئات، بينهم العشرات من بارعي الفقهاء والمجتهدين، منهم:
- أحمد بن علي بن محمد رضا آل كاشف الغطاء (المتوفّى 1344 هـ)
- السيّد محمد بن محمد باقر الفيروز آبادي (المتوفّى 1345 هـ)
- مرتضى بن عباس آل كاشف الغطاء النجفي (المتوفّى 1349 هـ)
- محمد جواد بن حسن البلاغي (المتوفّى 1352 هـ)
- أبو الحسن بن عبد الحسين المشكيني (المتوفّى 1358 هـ)
- محمد حسين الأصفهاني الكمباني (المتوفّى 1361 هـ)
- الأغا ضياء الدين العراقي (المتوفّي 1361 هـ)
- السيّد أبو الحسن الأصفهاني (المتوفّى 1365 هـ)
- السيّد محسن بن عبد الكريم الأمين العاملي (المتوفّى 1371 هـ)
- السيّد محمد تقي بن أسد اللّه الخوانساري (المتوفّى 1371 هـ)
- السيّد صدر الدين بن إسماعيل الصدر (المتوفّى 1373 هـ)
- محمد حسين بن علي آل كاشف الغطاء (المتوفّى 1373 هـ)
- عبد الحسين بن قاسم الحلي (المتوفّى 1375 هـ)
- السيّد حسين الطباطبائي البروجردي (1292- 1380 هـ)
- السيّد عبد الهادي الشيرازي (المتوفّى 1382 هـ) وغيرهم.
و صنّف كتابه الشهير كفاية الأصول الذي يعتبر كتاباً تجديدياً في مرحلته التاريخية ويتّسم بالإيجاز في المطالب والتلخيص في العبارة. وقد اعتنى به العلماء والمحقّقون شرحاً وتعليقاً وتدريساً، ولايزال يدرّس في الحوزات العلمية في منتصف القرن الخامس عشر.!!![٤٣]
العلوم المتداولة
الفقه والأصول
تمحورت الدراسة الحوزوية فقهاً وأصولاً بعد الشيخ الأنصاري حول آثار وآراء الآخوند الخراساني خاصّة وأنّ زمام المرجعية والنظام العام في الحوزة النجفية ألقي على عاتق خريجي مدرسة الخراساني، إضافة إلى تحوّل حاضرة النجف الأشرف إلى مركز التشيع العلمي بعد الجهود التي بذلها العلمان الأصوليان البهبهاني والشيخ الأنصاري.[بحاجة لمصدر]
فقد تمكنت من استقطاب الكثير من بغاة العلم وأصول الفقه من شتّى بقاع العالم كأصفهان وطهران وخراسان والكثير من مدن العراق ولبنان والهند وباكستان وافغانستان لمواصلة مشوارهم الدراسي والرقي العلمي من جهة، ومن جهة أخرى نرى المدرسة النجفية تبعث بخريجيها من كبار العلماء والمشايخ إلى الكثير من المدن والبلدان ليقوموا بدورهم في تنشيط الحركة العلمية وتأسيس مراكز علمية فلعبت دوراً في تعزيز الوعي الديني والمعرفي هناك.[٤٤]
الكتب الفقهية المؤلفة

شهد النتاج الفقهي النجفي في تلك الفترة عودة المنهج الأصولي الاستنباطي، وظهرت مولفات فقهية استدلالية كثيرة من قبيل:
- مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة، للفقيه المعروف محمد جواد العاملي المتوفى سنة 1226 هـ، تلميذ البهبهاني الذي جمع في كتابه هذا آراء فقهاء الشيعة الإمامية بطريقة مختصرة ومرتبة ترتيباً جديداً وبصياغة سلسة.!!!
- مسند الشيعة في أحكام الشريعة، للملا أحمد النراقي المتوفى سنة 1245 هـ، من تلامذة العلامة بحر العلوم وكاشف الغطاء النجفي، ويُعد الكتاب من الكتب الفريدة في بابه، ويكشف عن شامّة استدلالية عميقة ومعالجة متعددة الابعاد والزوايا للمسائل الفقهية واستقصاء واسع لآراء الفقهاء والمجتهدين.[٤٥]
- جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام، الذي يُعد من الموسوعات الفقهية التي لا نظير لها في الوسط الإمامي حيث تمكن المؤلف الكبير الشيخ محمد حسن النجفي المشهور بـصاحب الجواهر والمتوفى سنة 1266 هـ، من إستقصاء الآراء الفقهية، تتبعها نقداً وتمحيصاً، وكان المؤلف من تلامذة السيّد محمد جواد العاملي والشيخ جعفر كاشف الغطاء.[بحاجة لمصدر]
- وقد شهدت تلك الفترة الزمنية صدور مجموعة من الكتب الفقهية من قبيل رسالة "نجاة العباد في يوم المعاد" للشيخ صاحب الجواهر التي اهتم بها الكثير من العلماء ودوّنوا حولها التعليقات والشروح الكثيرة، وذلك قبل صدور كتاب "العروة الوثقى"،[٤٦] وما يزال بعض الفقهاء يجعلونها منطلقاً لبيان فتاواهم الفقيه التي يسجلونها على هامش تلك الرسالة.!!!
- من أبرز المتون الفقهية التي أنتجتها المدرسة النجفية في تلك الحقبة كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري الذي اعتمد كمتن دراسي لمرحلة السطوح العالية. بل اعتمد معياراً لمعرفة المستوى الفقهي والاجتهادي لـطلاب الحوزة. ويعالج الكتاب باب "البيع" من الفقه والمواضيع المتمحورة حوله بطريقة استدلالية معمقة مع عرض مفصل للآراء المطروحة في المسألة، مزينة بتطبيقات كثيرة ودقيقة للقواعد الأصولية والفقهية المطروحة. وقد حظي الكتاب باهتمام من قبل المجتهدين والفقهاء شرحاً وتعليقاً.[بحاجة لمصدر]
- شهدت هذه الحقبة تدوين الكثير من الحواشي والتعليقات والتقريرات، وقد امتاز - غالباً - بهذه المهمة تلامذة الشيخ الأنصاري المباشرون وغير المباشرين.[٤٧]
- العروة الوثقى، وتعد من أشهر الكتب الفتوائية التي سجّل فيها السيّد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي فتاواه الفقهية بطريقة شاملة وبعبارات سلسلة وبتنظيم جيّد وتفريعات كثيرة خاصّة في باب المسائل المستحدثة إلى عصر المؤلف. وقد تمكن الكتاب من التفوق على رسالة "نجاة العباد" للشيخ صاحب الجواهر في الوسط العلمي ليحلّ محله. وقد تمكنت كلّ من رسالة "وسيلة النجاة" للسيّد أبو الحسن الأصفهاني، ورسالة "منهاج الصالحين" لـلسيّد محسن الحكيم، من شقّ الطريق ليصبح كل واحدة منهما محوراً للدرس والتحقيق العلمي والاستدلالي.[بحاجة لمصدر]
علم الرجال
حظي علم الرجال- لما له من أهمية في عملية الاستدلال الفقهي وغيره من الدراسات العلمية - بمكانة خاصّة في المدرسة النجفية حيث تصدّى الكثير من أعلامها للخوض في غمار هذا البحر وتدوين عيون المصنفات الرجالية، كرسالة "عديمة النظير في أحوال أبي بصير" للرجالي المعروف السيّد أبو تراب الخوانساري. وكتاب تنقيح المقال للمولى عبد الله المامقاني، وموسوعة "معجم رجال الحديث" لآية الله السيد أبو القاسم الخوئي.[بحاجة لمصدر]
العلوم العقلية
لم يصل العطاء العقلي في المدرسة النجفية إلى المستوى الرفيع الذي وصلت إليه في مجال الدراسات النقلية والفقه والأصول ولا إلى تلك المرتبة السامية في مجال الاجتهاد والاستنباط؛ بل هناك ما يشير إلى وجود موقف رافض ومعارض لـلفلسفة والعلوم العقلية.[٤٨]إلا أن ذلك لم يمنع من وجود محاولات حثيثة بذلت من قبل بعض الأعلام لنشر العلوم والمعارف العقلية كـالشيخ محمد تقي الكلبايكاني المتوفى سنة 1292 هـ.[٤٩]
وما إن وصل إلى النجف الأشرف تلميذ الحاج الملا هادي السبزواري الآخوند حسين قلي الهمداني المتوفى سنة 1311 هـ، حتى تمكّن من نشر أفكار ونظريات مدرسة الحكمة المتعالية لـصدر المتألهين الشيرازي بين تلامذته ومريديه.[٥٠] ورغم النزعة العرفانية لـلسيد حسين البادكوبي المتوفى سنة 1358 هـ، لكنّه تمكن من ترك بصماته الكبيرة على الساحة العلمية ونشر العلوم العقلية في المدرسة النجفية.[بحاجة لمصدر]
وكان قد تلقى الفلسفة في طهران ثم رحل إلى النجف متتلمذاً على يد كبار علمائها في الفقه والأصول؛ وبعد الفراغ منها شرع في تدريس العقليات والمتون الفلسفية، وقد تمكن من تربية جيل من العلماء يقف في طليعتهم السيّد العلامة الطباطبائي.[بحاجة لمصدر]
والجدير أنّ قليلاً من المشايخ والأساتذة من خريجي المدرسة النجفية - قبل الانتقال إلى النجف أو بعد العودة إلى موطنهم - قاموا بتدريس العلوم العقلية والفلسفية في كلّ من طهران وأصفهان، لكنها ألقت نتاجاتهم في مجالي الفقه والأصول بظلالها على تلك العلوم، ومن هؤلاء:
- الآخوند الخراساني، الذي تتلمذ في الفلسفة على يد كلّ من الملا هادي السبزواري والميرزا أبو الحسن جلوه، وقد انعكس ذلك جلياً في كتابه المعروف بكفاية الأصول.[بحاجة لمصدر]
- الشيخ محمد حسين الأصفهاني الذي سار على نفس المنوال وانعكس ذلك بوضوح على نتاجه الأصولي.
- المولى مهدي النراقي وابنه أحمد النراقي اللذان قاما بشرح الكثير من المتون الفلسفية.
- وكان للمجتهدَين الكبيرين وخريجي المدرسة النجفية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر كـالميرزا أحمد الآشتياني والشيخ محمد تقي الآملي نشاط بارز في تدريس الفلسفة في الحوزة الطهرانية وتدوين الشروح والتعليقات على بعض المتون الفلسفية.[بحاجة لمصدر]
العلوم النقلية في العقود الأخيرة
شهدت المدرسة النجفية في العقود الأخيرة تحدّياً من قبل الفلسفة الغربية بسبب النظريات والفرضيات التي أثارتها ولاسيما في مجال الفلسفة المادية، الأمر الذي اقتضى الإجابة والرد عليها.[٥١] وقد تمثل الرد في مجموعة من الكتب منها كتاب نقد فلسفة دارون لمحمد رضا مسجد شاهي المتوفى سنة 1362 هـ وكان قد فرغ من كتابته عام 1331 هـ في النجف الأشرف، ومنها كتاب "أنوار الهدى" لمحمد جواد البلاغي المتوفى سنة 1352 هـ والكتابان في الردّ على المادية والطبيعيين، وقد ركز الكتابان على تفنيد نظرية التطور وتمسّك أتباع المدرسة المادية بها لإثبات مدعياتهم. ومن المؤلفات التي اهتمت بهذه القضية كتاب تفسير مواهب الرحمة للمرجع المعاصر السيّد عبد الأعلى السبزواري المتوفى سنة 1414 هـ [1993 م].[٥٢]
دور العلامة محمد جواد البلاغي
لعب العلامة محمد جواد البلاغي دوراً كبيراً في الدفاع عن الإسلام والتشيع، وكان في قمّة المدافعين والمنافحين عن الفكر الديني. فقد شهدت الساحة الفكرية مضافاً إلى ما ذكر والجدال التقليدي الشيعي السنّي وظهور المدرسة الأخبارية، ظهورَ مجموعة من الفرق في الوسط الإسلامي كالقاديانية، والوهابية، والبابية والبهائية. مضافاً إلى الحركة التبشيرية التي قاد لواءها المبشرون النصارى بدعم من الاستعمار الغربي، ففي تلك الظروف المعقدة شمّر البلاغي عن ساعد الجدّ للخوض في غمار هذا المعترك فقرر تعلّم اللغتين الانجليزية والعبرية، وكان ثمرة جهوده صدور مجموعة من المؤلفات كالرحلة المدرسة في ردّ اليهود والنصارى.[٥٣] ومصابيح الهدى في نقد القاديانية ونصائح الهدى في رد البابية والبهائية.[٥٤]
أبو الحسن الأصفهاني
ومن الأعلام الذين تصدّوا للحركة التبشيرية السيد أبو الحسن الأصفهاني الذي انتدب مجموعة من فضلاء الحوزة العلمية، وأرسلهم إلى مدن وقصبات العراق، منهم حبيب بن محمد المهاجر الذي توجّه إلى مدينة الكوت مرشداً ومبلّغا للأحكام، ثم سار إلى مدينة العمارة - منتدبا من قبل زعيم الطائفة السيّد أبو الحسن الأصفهاني - لمقاومة الحملة التبشيرية التي نمت هناك بواسطة الاستعمار البريطاني، فشرع في إنشاء مستشفى، ومطبعة، وإصدار مجلة سمّاها (الهدى)، وتأسيس مدارس حملت اسم المجلة، وسمت مكانته، واتسع نفوذه ليشمل مناطق شاسعة من جنوب العراق، حتى وجد المبشّرون أنفسهم معزولين تماماً، فاضطروا إلى الرحيل.[٥٥] وكانت المدرسة النجفية قد شهدت ظهور الشيخية الذي اقتضى صدور مجموعة من الردود والمصفنات المفندة لها. فيما تصدّى أعلام المدرسة النجفية للرد على الحركة الوهّابية وكان في طليعتم الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه "منهج الرشاد لمن أراد السداد" الذي يُعد أوّل مصنف في ردّ هذه الفرقة.[٥٦]
المدّ الشيوعي وردة الفعل النجفية
تمكنت الشيوعية من التمدد في العراق إلى حد استطاعت معه النفوذ إلى الوسط الشبابي بل اختراق بعض الخطوط الحصينة واستقطاب مجموعة من أبناء العلماء وبعض طلبة العلوم الدينية، الأمر الذي أثار قلق كبار علماء المدرسة النجفية فرأوا من الضروري الوقوف بوجه هذا التيار الجارف من خلال تشكيل مؤسسات علمية وتربوية تُعنى بمعالجة هذه القضية في جميع قصبات ومدن العراق وبدعم وإرشاد من آية الله السيّد محسن الحكيم.[٥٧] وكان لآية الله السيد الشهيد محمد باقر الصدر (ره) الدور الكبير في هذه المواجهة ومواصلة مسيرة الصراع والتحدّي من خلال كتبه القيّمة فلسفتنا واقتصادُنا والبنك اللاربوي.!!!
النشاط السياسي
لم ينحصر نشاط المدرسة النجفية بالبعد العلمي وبيان المعارف الدينية، بل خاضت أعلامها في غمار الحراك السياسي خاصّة مع إطلالة العصر القاجاري، حيث واجه العالم الإسلامي في تلك البرهة ظاهرتَي الاستعمار والاستبداد، وقد تصدّت الحوزة النجفية التي مثلت أكبر المراكز الشيعية العلمية، لتلك الظواهر التي تجلت بوضوح على الساحتان الإيرانية والعراقية وذلك في الحوادث التي شهدتها البَلَدان.[بحاجة لمصدر]
الحرب الروسية الإيرانية
تعد الحرب الإيرانية الروسية من الحوادث المصيرية التي شهدها الشعب الإيراني في زمن السلطان فتحعلي شاه (حكم ما بين 1212- 1250 هـ )، وقد توسل البلاط القاجاري على إثرها بالعلماء ومراجع الدين لمساعدته في خوض تلك المعركة الشرسة، والذي أدى إلى إصدار الشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيره من أعلام مدرستي النجف وكربلاء، حكماً بوجوب الجهاد.[٥٨] والحكم بوجوب مشاركة المجتهدين في الجهاد الدفاعي، بل ذهب أكثر من ذلك حينما أذن - إنطلاقا من منصبه كنائب للأئمة - لـ"فَتْحْ علي شاه" بالتصرّف في الحقوق الشرعية لدعم المعركة. وقام بتأليف كتابه الموسوم "غاية المراد في أحكام الجهاد" لحث الجماهير على الجهاد ودفعهم نحو الدفاع عن البلاد وذلك بطلب من العباس ميرزا ولي العهد القاجاري.[٥٩] وقد لعب سائر علماء النجف دوراً تاريخياً في تحريض الجماهير للالتحاق بساحات القتال ضد القوات الروسية لاستئناف المعركة الثانية وتحرير الأراضي المحتلة حتى أن البعض منهم أصدر حكما بوجوب الجهاد.[٦٠] ولا يقلل من قيمة ذلك الحراك، اندحار القوات الاسلامية وتراجعها أمام الجيوش الغازية.[٦١]
واقعة التنباك
يمكن التعبير بأن قضية التنباك هي أول إصطدام بين علماء الدين والحكام والتي تمثّلت في تدخل الحوزة النجفية على وجه الخصوص في الشأن السياسي بشكل مباشر وهي كانت نقلة نوعية في التعامل بين المؤسستين الدينية من جهة والحكومية هي الأخرى وقد ألقت بثقلها على الساحة الإيرانية بشكل واسع، وإن كان مقرّ القيادة آنذاك في سامراء بعد ما هاجر إليها المرجع الكبير الميرزا حسن الشيرازي من النجف الأشرف.[بحاجة لمصدر]
الحركة الدستورية
إن الحركة الدستورية (المشروطة) تُمثل ذروة النشاط السياسي للحوزة النجفية، حيث تولى الحراك السياسي في تلك البرهة ثلاثة من كبار المراجع هم: الحاج الميرزا حسين الخليلي الطهراني، والملا عبد الله المازندراني والملا الآخوند الخراساني.[٦٢] وقد تجلّى ذلك بما صدر عنهم من بيانات وفتاوى وبرقيات ورسائل قصيرة تارة ومفصّلة تارة أخرى.[٦٣] وكان هؤلاء الأعلام الثلاثة قد وقفوا في بادئ الأمر إلى جانب المعارضين للحكومة القاجارية وللسياسات الفاسدة لأمين السلطنة الصدر الأعظم لمظفر الدين شاه وأصدروا بياناً مشتركاً يدين تلك السياسات.[٦٤]
وحينما اعتصم كبار علماء طهران وبعض الجماهير في السفارة البريطانية أبرقوا إلى الشاه يطالبونه بالسماح للمعتصمين بالعودة إلى طهران.[٦٥] ثم تَواصَل دعمهم للمشروطة في المراحل اللاحقة لها. وما إن وصل محمد علي شاه إلى سدة الحكم وظهرت الخلافات بين المشروعة والمشروطة، حتى وقف هؤلاء الأعلام بقوّة إلى جانب دعاة المشروطة "الدستورية" رافضين مواقف المعارضين لها.[٦٦]
قصف المجلس وموقف العلماء

ما كان موقف علماء النجف قبل قصف السلطات لمجلس الشورى فی طهران بالمدافع بتلك القوّة والصرامة؛ إلا أن عملية القصف هذه أحدثت تحولاً كبيراً ونهضة جادّة في المواقف الرافضة للاستبداد.[٦٧] ولاريب أنّ قمع الأحرار ونفي الزعامات الدينية والروحية قد ألقى مسؤولية الدفاع عن الحركة الدستورية، على كاهل علماء الدين ومراجع النجف خاصة مع إصرار التيار المستبد على تعارض الدستورية مع الدين والشريعة الاسلامية على حد زعمهم.[٦٨]
في حين أن مبتغى علماء النجف من وراء دعم الدستورية، كان مكافحة الاضطهاد والطغيان والهيمنة الأجنبية، وتوفير الرعاية الاجتماعية وتحسين الحالة المعيشية لعامة الناس وتطبيق القوانين بالشريعة الإسلامية.[٦٩] وكان العلامة الميرزا النائيني قد عكس نظرياً مبررات موقف العلماء المدافعين عن الحركة الدستورية وأدلتهم في كتابه "تنبيه الأمّة وتنزيه الملة" الذي يعدّ أشهر تصنيف مؤيد للمشروطة صدر في زمانه.[بحاجة لمصدر]
رغم جهود علماء النجف المبذولة لـدعم الحركة الدستورية وموقفهم الرافض للاستبداد، إلا أنّ سلوكيات بعض قادة الدستورية بعد الاستيلاء على طهران ونهاية فترة الاستبداد الصغير، أدّت إلى إقصاء العلماء عن المشاركة السياسية في القضايا والتقليل من دعهم للمشروطة؛ وذلك بسبب موقف قادة الحركة الدستورية الذين كانوا لا يرون ضرورة الرجوع إلى العلماء إلا في بعض القضايا من قبيل الموقف من الملا قربان علي الزنجاني[٧٠] والشيخ فضل الله النوري،[٧١] الذي ساهم في توفير الأرضية المناسبة وإضفاء الشرعية على موقف متطرفي الحركة الدستورية ضد هذين العلمين.[٧٢]
فيما تراهم لا يعيرون أهمية تذكر لموقف العلماء في قضايا أخرى كتنفيد الأصل الثاني لملحق الدستور والتعارض الصارخ مع أحكام الشريعة الإسلامية.[٧٣] الأمر الذي أرغم علماء النجف ينحون منحى آخر، ويتخذون موقفاً حاداً تجاه المقالات التي صدرت في مجلة الحبل المتين التي تنتقد رجال الدين، وبعض التصرفات المشينة لـلسيد حسن تقي زادة - أحد قادة الحزب الديمقراطي - ضد المبادئ الإسلامية.[٧٤]
والجدير بالذكر أنّ كلمة العلماء في النجف الأشرف لم تتوحد في قضية الدستورية خاصّة بعد إعدام الشيخ فضل الله النوري ومقتل السيّد عبد الله البهبهاني ونَفْي قُربانْعَلي الزنجاني حيث توسعت الفجوة بين حماة الدستورية وقادتهم في ايران من جهة وبينهم ومعارضي الحركة من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى استقواء شوكة الفريق الثاني.[بحاجة لمصدر]
الإنذار الروسي سنة 1950 م
أثارت الأزمة التي اعقبت التحذير الروسي عام 1950 م بعد الخطوات الاصلاحية التي قام بها مورجان شوستر الأمين العام لصندوق النقد الايراني، انتباه السياسيين والنخبة للتوجّه نحو الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وعلى إثرها دعت المرجعيات الدينية الشعب الايراني إلى الصمود، وأصدرت أمراً يقضي بتحريم البضاعة الروسية واعتبار الجهاد الاقتصادي رديفا للجهاد العسكري واعتبروه بمثابة التضحية تحت لواء إمام العصر والزمان (عج)؛ وقاموا بمراسلة الحكومتين الروسية والبريطانية لمعالجة القضية ودفع الخطر.[٧٥]
وكان العلماء قد قرروا التوجّه صوب إيران بمعية الجماهير الإيرانية والعشائر العراقية وأساتذة الحوزة وطلابها، والتصدّي للاعتداء الروسي، وعند ما التفّت الجماهير حول رجال الدين وقرر الآخوند الخراساني التحرّك نحو إيران حصل ما لم يكن متوقعاً بموت الآخوند المفاجئ في ليلة ما قبل المغادرة.[٧٦] الأمر الذي أثار شكوكاً في القضية من أنه قُتل بتخطيط مسبق، وبهذا الحدث أسدل الستار على مرحلة من مراحل تاريخ الحوزة النجفية السياسي.[٧٧]
التدخّل الاستعماري
كان للانتهاك الروسي والبريطاني الاستعماري للأراضي الإيرانية وتدخل هاتين الدولتين في شؤون البلدان الإسلامية الأثر الكبير في إثارة الغضب الشعبي. ومن جهة أخرى كان لانطلاقة الحرب العالمية الأولى بمحورية كلّ من روسيا والبريطانيين الأثر في جرّ الدولة العثمانية إلى ساحة الحرب، الأمر الذي أدى إلى فتوى الجهاد من قبل علماء النجف ونشوب الثورة العراقية ضد البريطانيين.[بحاجة لمصدر]
وكان الداعي لتدخل العلماء وإصدار فتوى الجهاد، الحفاظ على أراضي المسلمين من دنس أقدام الغزاة الكافرين. ورغم أنّ الحرب قد جعلت اهتمام العلماء مُنصباً على الأحداث الإيرانية والعراقية إلا أنّ النصيب الأوفر كان للشأن العراقي لما امتازت به الساحة العراقية حينها من حراك وثورة ضد المستعمر الانجليزي، ومن هنا لم يكن للحوزة النجفية موقف صارم تجاه ثورة الشيخ حسين جاهكوتاهي والسيد عبد الحسين اللاري في جنوب إيران، وإنتفاضة الميرزا كوجكخان جنكلي في شمال إيران والشيخ محمد خياباني في آذربيجان.[بحاجة لمصدر]
الإحتجاج على ترحيل الشيخ مهدي الخالصي
أعقبت عملية الترحيل التي تعرّض لها الشيخ مهدي الخالصي إلى الحجاز بأمر من القوات البريطانية، اعتراضاً شديداً من قبل علماء النجف وخرج على إثرها كلّ من الميرزا النائيني والسيّد أبو الحسن الاصفهاني من العراق قاصدين الأراضي الإيرانية اعتراضاً على إبعاد الشيخ الخالصي،[٧٨] وقد حاول السلطان الإيراني رضا خان البَهْلَوي، انتهاز الفرصة لتعزيز مكانته وتحقيق آماله في السلطة بالتظاهر بالطاعة للعلماء وكسب ودّهم.[٧٩] بعرض الهدايا المقدمة له من العلماء للأنطار بعد عودتهم إلى العراق، وكان يسعى للوصول إلى السلطة مستفيداً من المكانة الرفيعة للعلماء في الوسط الاجتماعي، فالتقى بالعَلَمين الميرزا النائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني في مدينة قم، معلنا عن التزامه بالعمل ضمن الإطار الذي يرتضيه العلماء وضرورة إشرافهم على البرلمان واعترافه الرسمي بالمذهب الجعفري وحصل بذلك على تأييدهم لتعزيز سلطنته.[٨٠]
موقف حوزة النجف من سياسة الحاكم الإيراني
شهد العصر البَهلَوي الأب، إعراض العلماء في النجف الأشرف وعدم ميلهم للتدخل في القضايا السياسية، وقد اكتفى النائيني برسالة نصح وجّهها لرضا شاه.[٨١] فيما لم يبد السيّد أبو الحسن الأصفهاني أيّ دعم وإسناد للعلماء المعترضين في داخل البلاد.[٨٢] ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى الهزائم المتتالية في المعترك السياسي، والضغوط التي مارستها الحكومة العراقية على العلماء لضبط النفس وعدم الانجرار لمجابهة الحكومة الإيرانية.[٨٣]
إنطلاقة الثورة الإيرانية ونفي قائدها إلى النجف
ارتبطت الحركة السياسية في النجف الأشرف مرة أخرى بالقضايا والأحداث على الساحة الإيرانية في قيام ثورة الخامس عشر من خرداد [5 حزيران 1963] وحتى قيام الثورة سنة 1978 م. فبعد أنْ تمّ اعتقال الإمام الخميني والشيخ بهاء الدين المحلاتي والحاج حسن القمّي إثر أحداث الخامس عشر من خرداد أصدر كلّ من مراجع النجف الأشرف السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئي، والعلماء والمراجع في قم ومشهد والأهواز وهمدان بيانات أدانوا فيها موقف السلطة الحاكمة وطالبوا باطلاق سراح العلماء الثلاثة مطالبين السلطة بالإصغاء لمطالب العلماء.[بحاجة لمصدر]
ما إنْ أطلق سراح الامام الخميني في شهر مارس سنة 1964 م، حتى تمّ اعتقاله ثانيةً في نفس العام بسبب موقفه الرافض للائحة الكابيتولاسيون - التي تمنح الأمريكان الحصانة أمام القضاء الايراني - ومن ثمّ ترحيله إلى تركيا ومنها إلى النجف بمسعى من مراجع وعلماء العراق وايران للسماح له بالانتقال إلى النجف الأشرف بعد عدة شهور. وكانت الحكومة الايرانية تأمل بتضاءل مرجعية الإمام الخميني أمام مستوى مرجعيات النجف الأشرف وتراجع نفوذه في الوسط الديني والاجتماعي تدريجياً إلى أن يمحو صيته في نهاية المطاف. لكنه تمكن من الجمع بين التصدّي لقيادة الثورة بمواصلة مسيرة الثورة الإسلامية والاهتمام بشؤون المرجعية ومتابعة دروسه وكتاباته العلمية مربياً لجيل من العلماء والفضلاء الايرانيين وغيرهم وتوجيه بوصلتهم نحو محاربة النظام البلهوي وقد واصل حراكه العلمي والسياسي حتى الأيام الأخيرة التي أبعد فيها من النجف بتنسيق بين الحكومتين الايرانية والعراقية.[بحاجة لمصدر]
هجوم الانجليز وفتوى الجهاد
لقد توجهت الجماهير العراقية والحكومة العثمانية باتجاه النجف الأشرف مطالبة المساعدة من علمائها، بعد أنْ دخلت القوات البريطانية العراق عام 1914 م من جنوب البلاد واحتلت مدينة البصرة.[٨٤]
فاستجابوا لهم وتحركت مجموعة كبيرة في المحرم من سنة 1333 هـ متوجهة من النجف الأشرف إلى بغداد بقيادة كبار العلماء والسيد مصطفى الكاشاني وشيخ الشريعة الأصفهاني والسيد علي الداماد والسيد محمد سعيد الحبوبي، وكان السيد محمد كاظم اليزدي زعيم الحوزة في حينه قد بعث بولده إلى ساحة المعارك ممثلاً عنه إلى جانب سائر العلماء.[٨٥]
وقد تشكلت جموع غفيرة من المجاهدين قوامها طلاب العلوم الدينية من العرب والإيرانيين.(86)[٨٦] وأوكلت قيادة فرق المجاهدين إلى واحد أو اثنين من علماء النجف.[٨٧] فيما قام فريق من فضلاء الحوزة النجفية بالتوجّه صوب العشائر العراقية لحثهم على الجهاد والنهوض بوجه المستعمر الانجليزي.[٨٨] فبالنتيجة تمكنت قوات المجاهدين من إلحاق هزيمة ساحقة بالقوات الانجليزية في مدينة الكوت سنة 1916 م/1334 هـ.[٨٩] إلا أن القوات المحتلة تمكنت فيما بعد من احتلال بغداد ومناطق شمالي العراق وغيرها من المدن والقصبات.[٩٠]
الاعتراض على احتلال العراق
قاد الانزعاج من الهيمنة الأجنبية على البلاد الاسلامية إلى تشكيل مجموعة من الاتحادات والتكتلات الدينية في النجف بقيادة رجال الدين وبعض البيوتات العلمية الشهيرة،[٩١] ومن أبرزها جمعية النهضة الإسلامية التي قام بتأسيس جناحها السياسي غالباً شخصيات علمائية كبيرة كالسيّد محمد علي بحر العلوم والشيخ محمد جواد الجزائري.[٩٢] وقد انطلقت الشرارة الأولى للثورة في النجف بعد اغتيال الحاكم السياسي فيها "وليم مارشال" سنة 1918 م من قبل الجناح السرّي للجمعية.[٩٣] وكانت ردّة الفعل البريطانية عنفية جدّاً فقامت بقمع الثورة بقوّة.[٩٤] إلا أنّ الثورة النجفية كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت، ومهدت للثورة العراقية الكبرى سنة 1920 م والدور الذي لعبته النجف في تلك الثورة.[بحاجة لمصدر]
وكانت الحكومة البريطانية فقد قررت اجراء استفتاء شعبي يوفر لها الأرضية في مواصلة احتلالها للعراق إلا أنّها واجهت رفضاً علمائياً وشعبياً كبيراً.[٩٥] وقد أصدر الميرزا محمد تقي الشيرازي فتوى حرم فيها ركون المسلمين لحكم الكافرين[٩٦] وبعث ببرقية إلى حاكم مكة يطالب فيها بتأسيس حكومة عراقية بقيادة حاكم مسلم عربي.[٩٧]
وبعد وفاة السيّد محمد كاظم اليزدي وتصدي الميرزا محمد تقي الشيرازي لزعامة التشيع والمرجعية اشتدت وتيرة الحراك الثوري.[٩٨] وبعد اعلان الوصايا واعتبار العراق محمية بريطانية عقد الميرزا الشيرازي مجلساٌ استشارياً من العلماء ضمّ بعض علماء النجف وكان السيّد أبو القاسم الكاشاني من أنشط أعضائه.[٩٩] وبعد رحيل الشيرازي تصدّى لزعامة الشيعة شيخ الشريعة الأصفهاني فواصلت النجف ريادتها وقيادتها للثورة.[١٠٠]
الحوزة النجفية بعد الثورة
كانت النجف تدار بعد الثورة بصورة مستقلة من قبل "الهيئة العلمية الدينية العليا" التي تعد من أهم المکونات التي لعبت دوراً مهماً في قيادة المرحلة، وتضمّ ثلاثة من أبرز العلماء هم: عبد الكريم الجزائري والشيخ محمد جواد البلاغي والسيّد محمد علي بحر العلوم.[١٠١]وقد بيّن القادة في النجف وكربلاء أهداف ثورتهم أمام الرأي العام العالمي، وأنّهم دعاة لتحرير بلادهم واستقلالها من نير الطغاة المستعمرين، معتمدين في ذلك على المساعدات التي يقدمها مراجع التقليد والدعم الشعبي من الجماهير ورؤساء القبائل وبعض التجار.[١٠٢]
وكان الانجليز قد دقّوا إسفين الفرقة في صفوف الثوار عبر طلب التفاوض الذي رفضه أكثر أعضاء الهيئة العلمية الدينية العليا وعلى رأسهم شيخ الشريعة الأصفهاني.[١٠٣] وقد توالت الحملات البريطانية العنيفة مما أجبر الثوار على التسليم وأدى إلى اعتقال الكثير من العلماء الثوريين في النجف وكربلاء، وهروب البعض منهم كالسيّد أبو القاسم الكاشاني.[١٠٤] وقد انعكس ذلك سلباً على الحركة السياسية في الوسط الحوزوي، حيث توقفت بذلك النشاطات السياسية لفترات من الزمن، خاصة وأن الشيعة لاقت الويلات.[١٠٥]
الحوزة النجفية واحتلال فلسطين
سجلت الحوزة النجفية موقفا ايجابياً قبال الاحتلال الإسرائيلي لفسلطين وخاصة بعد حرب اسرائيل ضد العرب عام 1967 م، تَمثّل بإصدار بيانات من قبل المراجع مُدينين الاحتلال وداعين لنصرة الشعب الفلسطيني والحثّ على مواجهة الغزاة.[١٠٦]
الحوزة النجفية مع الشيوعيين
لم تقف الحوزة العلمية النجفية مكتوفة الأيدي قبال انتشار الفكر الشيوعي في العالم الاسلامي ثم تبعه البعثيّون وتصدّيهم للحكم، وقد تمثلت ردّة الفعل بالمعارضة العلنية لهذين الحزبين مما كلّفها الكثير من الملاحقات والاعتقالات أو الاغتيالات بين صفوف الطلبة والفضلاء في الحوزة.[١٠٧]
تأسيس حزب الدعوة الإسلامية
مثّل تأسيس حزب الدعوة الإسلامية في العقود الأخيرة انعطافة كبرى في العمل السياسي للحوزة النجفية. وكان تأسيس الحزب قد تمّ على يد فريق من العلماء الشباب كالسيّد محمد باقر الصدر والسيّد مرتضى العسكري وذلك عام 1957 م. وكان الهاجس الكبير الذي حرك المؤسسين هو التحدّي الفكري والثقافي والعقائدي والشبهات المثارة أمام الإسلاميين، ولم تمض فترة طويلة حتى انجر الحزب للخوض في المعترك السياسي. وكان قادة حزب الدعوة والإخوان المسلمين فرع العرق قد اتفقوا سنة 1960 م على تأسيس دولة إسلامية يتكاتف الشيعة والسنّة على إقامتها.[١٠٨]
وقد تمكن حزب الدعوة الإسلامية بسبب النشاط المكثف لأعضائه من استقطاب الكثير من الشبان إلى صفوف الحزب، وقد تصدّى مفكرو الحزب للاتجاهين الشيوعي والقومي مما أثار حفيظتهم، ثم تعرّض على إثرها السيّد محمد باقر الصدر للاعتداءات المتكررة التي قام بها القوميّون في النجف.[١٠٩] وكان السيّد محسن الحكيم من الشخصيات القليلة التي ساعدت وبقوّة على كسر طوق الانعزال والانزواء السياسي عن الحوزة العلمية النجفية.[بحاجة لمصدر]
نشاط السيد محمد باقر الصدر
شرع السيّد محمد باقر الصدر بنشاطه السياسي في العقد السابع من القرن العشرين وكان حينها من مبرّزي أساتذة الحوزة النجفية، الأمر الذي أثار انتباه المحافل السياسية الشيعية في العراق.[١١٠] وكان لموقف الرفض الذي قاده العلماء غالباً التأثير المباشر في توفير الأرضية للتحرّك باتجاه اسقاط حزب البعث الحاكم، والذي تجلّت بوادره في انتفاضة صفر سنة 1397 هـ التي جعلت السلطة الحاكمة تستشعر مدى تأثير القيادة العلمائية على الساحة السياسية وتحريك الشارع الإسلامي، ومن هنا سعت إلى تضييق الخناق على الشخصيات العاملة ووضع العراقيل في طريق الحركة. [١١١] وكانت انتفاضة رجب قد انطلقت من بيت السيّد الصدر على يد مريديه وتلامذته إلا أنّ مصيرها لم يكن بأحسن حال من سابقاتها. [١١٢] وقد انتهت القضية باعتقال وإعدام السيد الصدر وأخته العلوية بنت الهدي.[١١٣] وقد أعلن السيّد الخوئي عن ادانته لهذه القضية وطالب بالسماح للسيد بمغادرة العراق، إلا أنّ السلطات رفضت ذلك وأغلقت حساباتهم المصرفية كما اعتقلت بعض تلامذته ثم قامت بإعدامه مع أخته وعدد من مُريديه المعتقلين.[١١٤] وعلى إثرها ضاقت دائرة الخناق على العلماء وطلاب العلوم الدينية، سيّما بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 م، مما اضطر البعض منهم إلى الهجرة من النجف ليواصلوا نشاطهم الجهادي والعلمي من المهجر.[١١٥]
قواعد المنهج الدراسي وآلياته
لم تفرض الحوزة العلمية قواعد خاصّة لتلقي العلم كالعمر والمستوى الدراسي الأكاديمي وما شاكلها، بل للطالب حرية اختيار الأستاذ، الأمر الذي يفرض على المشايخ والأساتذة الاستعداد الكامل والتهيؤ التامّ على المستويين العلمي والبياني؛ ليتمكنوا من استقطاب الطلاب على حلقات دروسهم لو أرادوا لها النجاح والاستمرارية. علماً أنّ الأستاذ لا يتقاضى مرتباً شهرياً بإزاء ما يلقيه من دروس ومحاضرات وإنمّا يتكفل مراجع التقليد بتوفير ما يؤمن له الحد الممكن من ضروريات المعيشة.[١١٦]ويمثل الطالب الركن الثاني من أركان العملية التعليمية ويكفي في حضورهم عند حلقات الدرس تمكنّهم من بعض المؤهلات واستعدادهم لتلقي المادة الدراسية المتوخاة من العلوم الدينية.[١١٧]
ويتمّ تأمين مستلزمات الطلاب عن طريق مراجع التقليد والموقوفات والهبات مضافاً إلى الدعم الذي تقدمه المؤسسات الخيرية وأسر الطلبة أنفسهم.[١١٨] وهناك من يُقدّم مساعدات غير نقدية كالقرطاسية والمَلبس وغيرها من المواد التي يحتاجها الطالب.[١١٩] وهناك بعض المدراس تقوم بين الفينة والأخرى بتقديم وجبات طعام كمدرسة قوام.[١٢٠] فيما يفضل بعض الطلاب والمدرسين العمل لكسب المال بنفسه لتأمين حاجاته.[١٢١]
أوطان الطلاب وجنسياتهم
يمثل الطلاب الأجانب العدد الأكبر بين الطلاب النجفيين، وهم ينحدرون من مدن وبلدان وقوميات مختلفة، فهناك الباكستاني والهندي والأفغاني والتبتي والإيراني والعربي؛ سوري ولبناني وخليجي والأتراك من شتّى البلدان وغيرهم؛ وإن كان الحضور الفاعل للطلاب الإيرانيين هو الأوفر من بين المجموع.[١٢٢] ومن المناطق التي عرفت برفدها الحوزة العلمية بالطلاب والفضلاء على مرّ التاريخ منطقة جبل عامل اللبنانية، من عصر الشهيد الأوّل (منتصف القرن الثامن)، وأخذ بالازدياد في عصر السيّد جواد العاملي المتوفى سنة 1226 هـ.[١٢٣]
والجدير بالذكر أنّ المدارس العلمية لم تتخذ - عادةً - من جنسية الطالب وهويته معياراً للقبول في صفوفها، لكن هناك بعض المدراس شيّدت خصّصياً لبعض الجنسيات كمدرسة العامليين الخاصّة للطلبة اللبنانيين، والجامع الهندي الخاصّة للطلبة الهنود والمدرسة الإيروانية الخاصّة للطلبة الأتراك.[١٢٤] وقد شهدت المدرسة النجفية في الأعوام التي تلت سقوط النظام البعثي توافداً على صفوفها من سائر البلدان الإسلامية.[بحاجة لمصدر]
إحصاء الأساتذة والطلاب
يتأثر عدد المدرسين والطلاب في الحوزة النجفية بالعوامل السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يشهدها العراق.[١٢٥]فعلى سبيل المثال كان عدد طلاب المدرسة النجفية عند احتلال البريطانيين للعراق سنة 1335 هـ أكثر من عشرة آلاف طالب، ثم تراجع العدد في سنة 1376 هـ إلى قرابة الألفين.[١٢٦]
فعندما تشتد الأزمة ويضطرب الوضع السياسي أو الأمني يتراجع العدد حيث يهاجر البعض منهم إلى مدارس علمية أخرى وهذا ماحصل فعلا عندما أصاب النجف وباء الطاعون في أكثر من مرّة.[١٢٧]وقد استقبلت الحوزة القمّية الكثير من طلاب وأساتذة المدرسة النجفية إثر الضغوط التي مارسها النظام البعثي ضدهم من بداية السبعينات والعقود التي تلتها.[١٢٨]
المراحل الدراسية

لم يختلف النظام العام للدراسة في الحوزة النجفية عن سائر المراكز العلمية الشيعية من التوزيع على ثلاث مراحل هي المقدمات والسطوح والخارج.[١٢٩] وتستغرق مرحلة المقدمات ما بين ثلاث إلى خمس سنين[١٣٠] تبدأ بعلوم اللغة العربية حيث يدرس الطالب عادة مجموعة من المتون كمتن الآجرومية، وكتاب قطر الندى وبَلْ الصدى، وشرح ابن عقيل، فيما يدرس الطلاب غير العرب كتاب جامع المقدمات الشامل لمجموعة من الكتب (الأمثلة، شرح الأمثلة، صرف مير، التصريف، عوامل النحو، الهداية، وشرح الأنموذج والصمدية).[بحاجة لمصدر]
ثم مواصلة دراسة الأدب العربي من خلال دراسة كتاب النهجة المرضية (شرح السيوطي لألفية ابن مالك المعروف بشرح السيوطي)، وكتاب مغني اللبيب.[١٣١] ومن المتون التي يدرسها الطالب كتاب المطوّل والمختصر للتفتازاني في البلاغة والمعاني والبيان، وحاشية الملا عبد الله وشرح الشمسية لقطب الدين الرازي ومنطق المظفر.[١٣٢] مضافاً إلى كتاب تبصرة المتعلمين العلامة الحلي أو بعض الرسائل العملية في الفقه.[١٣٣]
وهناك من الطلاب من يحضر في الأثناء دورات تأهيلية لتلقي فنون الخطابة بطريقة عملية.[١٣٤] أمّا مرحلة المباني والتي تعرف بمرحلة السطوح فيتم التركيز فيها على علمي الفقه وأصول الفقه حيث يدرس الطالب من المتون الفقهية كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية المعروف بشرح اللمعة للشهيد الثاني المتوفى سنة 966هـ ق، وكتاب المكاسب للشيخ مرتضى الأنصاري.[بحاجة لمصدر]
وأمّا المتون الأصولية فتتم دراسة كتاب معالم الدين للشيخ حسن بن زين العابدين الجبعي العاملي المتوفى سنة 1011هـ ق، وكتاب الرسائل للشيخ مرتضى الأنصاري وكفاية الأصول للآخوند الخراساني.[١٣٥] ومن المتون التي يدرسها الطالب في هذه المرحلة: كتاب دراية الحديث للشهيد الثاني أو ما يعادلها من كتب دراية الحديث؛ وكتاب منظومة الملا هادي السبزواري والأسفار الأربعة لصدر المتألهين الشيرازي في الفلسفة؛ وشرح الباب الحادي عشر للعلامة الحلي وشرحه لتجريد الاعتقاد للخواجة نصير الدين الطوسي في الكلام؛ مضافاً إلى بعض الدراسات التفسيرية.[١٣٦]وتستغرق هذه المرحلة –عادة- ما يقرب من أربع سنين.[١٣٧]
الدراسات العليا (البحث الخارج)
تمثل مرحلة الدراسات العليا المرحلة الأخيرة في سلسلة الدرس الحوزوي، وتبدأ بعد الفراغ من مرحلتي المقدمات والسطوح لمن يريد مواصلة المشوار الدراسي والوصول إلى مرتبة الاجتهاد والتوفر على ملكة استنباط الحكم الشرعي.[١٣٨] علماً أن المدرسة النجفية لا تخضع الطالب للاختبار في المواد التي تلقاها ولا تمنحه وثيقة علمية.[١٣٩]
نعم، حينما يصل الطالب إلى مرتبة رفيعة من العلم أو يصل إلى مرحلة الاجتهاد يُمنح من قبل أستاذه "إجازة" تكشف عن مستواه العلمي، وأنّه مؤهل لاستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية.[بحاجة لمصدر]
أماكن الدراسة
يلقي الأساتذة والمشايخ دروسهم الدينية في أماكن مختلفة، كباحات الصحن العلوي، والمساجد، وأضرحة العلماء كضريح الشيخ الطوسي، وبيوت العلماء والمدرسين.[١٤٠]
- الصحن العلوي، ويعدّ المركز الرئيسي لاجتماع الأساتذة والطلاب.[١٤١]وعادة ما يلقي العلماء الكبار دروسهم في مساجد خاصّة بهم.[١٤٢]
- المدارس الدينية، تحتضن النجف الأشرف الكثير من المدارس تبلغ قرابة الـ 54 مدرسة شيّدت من قبل العلماء والتجار والأمراء والولاة الصالحين على مرّ التاريخ.[١٤٣]وتعدّ المدرسة المرتضوية من أقدم تلك المدارس التي كان السيّد حيدر الآملي يسكنها سنة 786 هـ، وأعاد الشاه الصفوي عباس الأوّل ترميمها وعمارتها مرّة أخرى.[١٤٤] ومنها المدرسة التي شيّدها المقداد السيوري المتوفى سنة 828 هـ ق، والتي اعاد ترميمها وعمارتها شخص يسمى سليم خان فعرفت بالمدرسة السليمية.[١٤٥] ومن المدارس النجفية مدرسة: قوام، والقزويني، والبادكوبي، والهندي التي قام بتشييدها شخصيات حكومة وتجارية، ومنها: مدرسة الايرواني الشربياني والآخوند الخراساني والسيّد الطباطبائي والبروجردي التي شيّدها مراجع الدين والعلماء ونسبت إليهم.[١٤٦]
الحرية في اختيار الأستاذ
يُترك لطالب العلوم الدينية حرية اختيار الأستاذ.[١٤٧] وقد تعقد الحلقة الدراسية بحضور طالب واحد، وإنْ كان المتعارف عقدها بحضور ما لايقل عن ثلاثة طلاب.[١٤٨] ويعتمد نظام الدراسة النجفية طريقة الحلقات الذي تضرب بجذورها إلى عصر الشيخ الطوسي، حيث يتكئ الأستاذ على إحدى الأسطوانات أو الجدران، فيتحلق الطلاب من حوله، ثم يشرع بإلقاء الدرس مبتدأ بالصلاة على محمد (ص) وآله المعصومين (ع)، وقراءة مقطع من المتن الذي يراد دراسته مسلطاً الأضواء على المراد منه وتوضيح المراد منه مع الإصغاء إلى أسئلة الطلاب وإشكالاتهم.[١٤٩]
موعد الدرس
يحدد الأستاذ بالتوافق مع تلامذته زمان ومكان عقد الحلقات الدراسية، وأمّا البرنامج الدراسي في الحرم فيتوزع على ثلاث فترات زمنية، تبدأ الأوّلى مع الفجر، وتنهي قبيل زوال الشمس. فيما تبدأ الثانية من العصر إلى قبيل المغرب. أما المرحلة الثالثة فتبدأ بالانتهاء من صلاة العشاء إلى أن يحين موعد إغلاق أبواب الحرم الشريف.[١٥٠]
نعم، تنظيم دروس أبحاث الخارج والحلقات التي يعقدها مراجع الدين الكبار بطريقة يتسنى معها للطالب الحضور عند أكثر من مجتهد في اليوم الواحد وعادة ما تستغرق الحلقة الدراسية 45 إلى 60 دقيقة.[١٥١]علماً أنّ اللغة المعتمدة في النجف الاشرف هي اللغة العربية خاصّة في الدراسات العليا ولكن يحق للطالب الحضور عند مواطنيه من الأساتذة للتعامل بلغتهم الخاصّة.[١٥٢]
العطل الرسمية
يتم تعطيل الدراسة الحوزوية في النجف الأشرف يومي الخميس والجمعة من كلّ اسبوع، وفي شهر رمضان والأسبوعين الأوّلين من شهر محرم والأيام الأخيرة من شهر صفر لتوفير المجال أمام المبلغين والمرشدين لأداء مهمة الوعظ والإرشاد وإحياء المناسبات الدينية كرحلة النبي الأكرم (ص) وشهادة الإمام الحسين عليه السلام. كذلك يتم تعطيل الدرس الحوزوي بمناسبة وفيات سائر المعصومين (ع) ورحيل أحد مراجع التقليد، والأعياد والمناسبات الإسلامية. وكان العرف السائد في الحوزة النجفية مواصلة الدراسة طيلة أيام السنة باستثناء ما ذكر، الا أن السيّد الخوئي (ره) منح الطلاب عطلة صيفية لمدة 45 يوماً مع التقليل من العطل السابقة.[١٥٣]
المكتبات

- مرقد ومكتبة السيّد الحكيم
- مكتبة أمير المؤمنين (ع) العامّة
- مكتبة العلامة الأميني
تتوفر النجف الأشرف على الكثير من المكتبات العامّة التي شيّدت لغاية توفير مصادر التحقيق والبحث العلمي التي تقتضيها طبيعة الحاضرة العالمية، ومن هنا كانت النجف وعلى مرّ التاريخ من أبرز المدن التي تزدان بمكتباتها العامرة.[بحاجة لمصدر]
- يضرب تاريخ البعض منها كالمكتبة الحيدرية (وتعرف بالخزانة الغروية أيضاً) بعمق التاريخ الإسلامي؛ إذ يعود تأسيسها إلى القرن الرابع الهجري، بل إلى ما قبل ذلك التاريخ، مما يعكس مدى اهتمام الفقهاء بهذا الجانب وإشرافهم على تلك الصروح العلمية كالعلامة الحلي. وقد تعرّضت المكتبة إبّان حكم النظام البعثي لإضرار كبيرة، تمكن المشرفون من تلافيها واصلاحها بعد سقوط حكومة صدام حسين لتعود تحت إشراف المرجعية الشيعية إلى سابق عهدها من العطاء العلمي. تقع المكتبة ضمن حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.[بحاجة لمصدر]
- مكتبة الحسينية الشوشترية، وهي من أهم المكتبات النجفية التي عفت عليها يد الدهر.
- مكتبة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، وهي من أبرز المكتبات النجفية التي ما زالت عامرة بعطائها يرتادها طلبة العلم ورجال التحقيق.[١٥٤]
- هناك مجموعة من المكتبات النجفية قد اندثرت ولم يبق لها أثر يذكر، منها: مكتبة مدرسة قوام، والخليلي والآخوند الخراساني؛ فيما حافظت مكتبة السيّد محمد كاظم الطباطبائي وغيرها على مكانتها، وتمكنت من الثبات رغم العواصف التي مرّت بها.[١٥٥]
- أسست مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامّة على يد الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب كتاب الغدير قبل أكثر من خمسين سنة، وتعتبر اليوم من أغنى المكتبات النجفية.
- كذلك مكتبة آية الله السيّد محسن الحكيم التي تقع ضمن بناء المسجد الهندي. وتمتاز بتوفيرها الكتب والمصادر العلمية لطلاب العلوم الدينية ويرتادها بغاة العلم وروّاد المعرفة من سائر الأصناف.[بحاجة لمصدر]
تأسيس المدارس العصرية
- قامت مؤسسة كاشف الغطاء في العقود الأخيرة بخطوات إصلاحية لطريقة ونظام الدراسة الحوزوية في النجف الأشرف، فقامت بتأسيس مدارس على غرار المدارس العصرية، وكانت بدايات ذلك ترجع إلى الخطوات التي قام بها الشيخ محمد رضا المظفر مؤسس "جمعية مُنْتدى النشر" في بغداد والتي عمدت إلى الجمع بين طريقة الطرح الأكاديمي والمحافظة على المحتوى الديني والحوزوي للعلوم، وكانت قد بدأت نشاطها العلمي سنة 1357 هـ ق ثم توسّع نشاطها ليعمّ النجف وسائر المدن العراقية.[١٥٦]
- مدرسة العلامة عزّ الدين الجزائري، أسست في النجف الأشرف سنة 1362هـ ، وتعد من أنجح المدارس الحوزوية العصرية، حيث اعتمدت نظاماً تعليماً متكاملاً مع برنامج واضح المعالم تحدد فيه الأيام الدراسية والعطل مع تعريض الطالب لاختبارات فصلية ومنحه شهادات علمية، والتأكيد على اعتماد طريقة تدريس عصرية وباللغة العربية الفصحى. وقد اعترفت وزارة المعارف بالمدرسة المذكورة فيما قررت وزارة الدفاع إعفاء طلبتها من الخدمة الإلزامية.[١٥٧]
- قام العلامة المظفر سنة 1376هـ ق بتأسيس كلية الفقه في النجف الأشرف التي اعترف وزارة المعارف حينها بمعادلة شهادتها مع الشهادات العليا.[١٥٨]
- جامعة النجف الدينية، قام بتأسيسها سنة 1956م السيّد محمد كلانتر المتوفى سنة 2000م. ورغم وجود الخطوات الاصلاحية لا زالت المدرسة النجفية تعتمد الطريقة التقليدية في التدريس.[بحاجة لمصدر]
المدارس العلمية في النجف الأشرف
وصلات خارجية
الهوامش
- ↑ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 11؛ شمس الدين، محمد رضا، ص 67- 68.
- ↑ ابن طاووس، فرحة الغري، ص 155.
- ↑ النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 440.
- ↑ النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 68.
- ↑ النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 74.
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 16، ص 337.
- ↑ ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، ص 148؛ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 13 - 14.
- ↑ للتعرف على نقد هذه الآراء راجع: الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 19 - 30.
- ↑ كان أول مجلس للاملاء في: 26 صفر 456 في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).
- ↑ محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ، ج 1، ص 1- 3.
- ↑ الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 93.
- ↑ ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، ص 176.
- ↑ الصدر، محمد باقر، المعالم الجديدة للأصول، ص 63.
- ↑ راجع: منتجب الدين الرازي، الفهرست، ص 46؛ ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص 324.
- ↑ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 44- 45.
- ↑ ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص 43.
- ↑ راجع: الحرّ العاملي، أمل الآمل، قسم 2، ص 255.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 2، ص 509؛ الزركلي، ج 3، ص 330.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 463.
- ↑ احمد مجيد عيسى، الدراسة في النجف، ص 732.
- ↑ الفقيه، الدور الثعلمياني للجامعة النجفية، ص 125.
- ↑ حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، ج 1، ص98، 321.
- ↑ حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، ج 1، ص 93 - 94؛ الموسوي العاملي، ج 1، مقدمة جواد الشهرستاني، ص 30 - 31.
- ↑ الأعرجي، المدارس الأصولية في النجف، ص 234.
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 115.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 65.
- ↑ الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 127.
- ↑ الآقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 175.
- ↑ كمثال لذلك راجع: الاسترآبادي، الفوائد المدنية، ص 37، 78، 96.
- ↑ طارمي راد، تاريخ فقه وفقهاء، ج 2، ص 96- 110.
- ↑ راجع: الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 128.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 394.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 142 - 143.
- ↑ احمد مجيد عيسى، الدراسة في النجف، ص 732.
- ↑ الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 134.
- ↑ المازندراني الحائري، منتهى المقال في أحوال الرجال، ج 6، ص 178.
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة ج 10، ص 158 - 163.
- ↑ راجع: كرجي، تاريخ فقه وفقها، ص 234- 235.
- ↑ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 80.
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 202؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 104.
- ↑ حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، ج 2، ص 402.
- ↑ لمناقشة مقارنة بين آراء هذين العلمين راجع: عناية الأصول تأليف السيد مرتضى الفيروز آبادي.
- ↑ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، قسم 2، ص 789
- ↑ راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات اعلام الشيعة، مجلدات الكرام البررة ونقباء البشر؛ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13 - 14.
- ↑ راجع: النراقي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، ج 1، ص 11- 18.
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 149.
- ↑ للتعرف أكثر راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 152- 162.
- ↑ راجع: نجفي قوجاني،، سياحت شرق، يا، زندكي نامه آقا نجفي قوجاني، ص 525.
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة،ج 9، ص 193.
- ↑ الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، ص 39.
- ↑ الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، ص 42.
- ↑ الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف ص 41 - 42؛ الآقا بزرك الطهراني، طبقات اعلام الشيعة، ج 2، ص 447.
- ↑ "أعلام المعقول في مدرسة النجف"، ص 83.
- ↑ "أعلام المعقول في مدرسة النجف"، ص 83.
- ↑ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، قسم 1، ص 170.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 104؛ للتعرف على نشاط وجهاد الشيخ كاشف الغطاء في مواجهة هجمات الوهابيين على النجف راجع: محمد حسين حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، ج2، ص 387.
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 23- 24؛ الموسم، العدد 16 (1414)، ص 307- 309 .
- ↑ راجع: مفتون الدنبلي، مآثر سلطانيه: تاريخ جنكهاي اول ايران وروس، ص 222.
- ↑ الآغا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 16، ص16.
- ↑ خاوري شيرازي، تاريخ ذو القرنين، ج 1، ص616.
- ↑ راجع: خاوري شيرازي، تاريخ (ذو القرنين)، ج 1، ص625.
- ↑ راجع: محمد حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، ج 1، ص 277.
- ↑ الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص123.
- ↑ مَلِكْ زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 1، ص218.
- ↑ ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 2، ص374 - 375.
- ↑ احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران، 1363 ش، ص614، 616.
- ↑ الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 108.
- ↑ احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران ، 1363 ش، ص 615.
- ↑ الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 123.
- ↑ راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 105.
- ↑ مَلِك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص 1270.
- ↑ كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 66.
- ↑ كمثال لذلك راجع: صادق، خاطرات و اسناد مستشار الدوله صادق، مجموعه 2، ص306؛ شريف كاشاني، واقعات اتفاقيه در روزكار، ج 3، ص599 - 600.
- ↑ راجع: ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص1289 - 1292؛ اوراق تازه ياب مشروطيت، ص207 - 211.
- ↑ راجع: كفائي، مركي در نور : زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، ص250 - 255.
- ↑ راجع: الشهرستاني، فاجعة حضرة آية اللّه الخراساني، ص 293 - 298، وكان من تلامذة الخراساني المقربين وقد دون مشاهداته وقررها؛ راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 246، 497 - 498؛ كفائي، مركي در نور: زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، ص 266 - 277.
- ↑ كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 246 - 247.
- ↑ مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع] حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 32.
- ↑ راجع: مُستوفي، شرح زندكاني من، يا تاريخ اجتماعي و اداري دوره قاجاريه، ج 3، ص 614- 615.
- ↑ راجع: محمد حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، ج 1، ص 49.
- ↑ راجع: محمد حسين منظور الأجداد، مرجعيت در عرصه اجتماع وسياست، ص 61- 63.
- ↑ محمد حسين منظور الأجداد، مرجعيت در عرصه اجتماع و سياست، ص 134.
- ↑ محمد حسين منظور الأجداد، مرجعيت در عرصه اجتماع وسياست، ص 157.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 5 - 6.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 7 - 8.
- ↑ الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران و نقش ايرانيان مقيم عراق، ص 169.
- ↑ الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 91.
- ↑ الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 92، الهامش.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 13، 16.
- ↑ الجبوري، النجف الاشرف و حركة الجهاد: عام 1332 - 1333 هـ/1914 م، ص 291، 349 - 350.
- ↑ الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 191.
- ↑ العلوي، حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 94.
- ↑ الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 194.
- ↑ راجع: الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 306، 348.
- ↑ راجع: صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق ونقش علماي مجاهد اسلام، ص 42- 44.
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as,16.
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 210.
- ↑ اسحاق النقاش، شيعة العراق، ص 91.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 27.
- ↑ إسحاق النقاش، شيعة العراق، ص 97.
- ↑ الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 224.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 83، 92 - 93.
- ↑ الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 228.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 99.
- ↑ راجع: العلوي، حسن العلوي، الشيعة و الدولة القومية في العراق، ص 150.
- ↑ راجع: المفرجي، النجف الأشرف وحركة التيار الإصلاحي (1908 - 1932 م)، ص 302 - 304؛ مقدام عبد الحسن فياض، تاريخ النجف السياسي (1941 - 1958 م)، ص 164 - 172.
- ↑ راجع:محمد الحسيني الشيرازي، تلك الايام: صفحات من تاريخ العراق السياسي، ص 121- 128، 280- 285.
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as,
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 38- 41
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 48
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 50- 51
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 52
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 55
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 57
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 78- 82
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص103 - 106.
- ↑ راجع: "بحوث شاملة حول أسلوب الدراسة في النجف"، ص 223.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 132؛ محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 405؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 120؛ مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع]حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 37.
- ↑ جعفريان، تشيع در عراق، مرجعيت وايران، ص 48.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 130.
- ↑ نجفي قوجاني،، سياحت شرق، يا، زندكي نامه آقا نجفي قوجاني، ص 532؛ القاضي، ص 38.
- ↑ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 118؛ محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 405.
- ↑ خليل الزين، ذكرياتي عن النجف الأشرف، ص 180.
- ↑ محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 406.
- ↑ راجع: البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 108- 109.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 108، الهامش 1؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 118؛ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 20 .
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 5، ص 325، ج 9، ص 54.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 110.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251، 255، 257؛ للتعرف على بقية التقسيمات راجع البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 270- 272؛ وفي باب التدريسِ غير الرسمي لمراحل بدائية من قبيل تعلم قراءة وكتابة اللغة الفارسية في الحوزة النجفية، راجع مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع]حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 25.
- ↑ بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 95.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251- 254؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 121.
- ↑ بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 93.
- ↑ راجع: البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 278- 279.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 279.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 255- 256؛ البهادلي، ص 280.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 281- 282.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 256.
- ↑ الملكي، آشنايي با متون درسي حوزههاي علميه ايران، ص 269.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 237.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 232؛ احمد مجيد عيسى، الدراسة في النجف، ص 731.
- ↑ الطريحي، النجف الاشرف: مدينة العلم والعمران، ص 168، الهامش 2.
- ↑ راجع آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 99.
- ↑ الأمين ومساعديه، كلمات قصيرة حول أسلوب الدراسة في النجف ونظام الحلقات، ص 191.
- ↑ الطريحي، النجف الاشرف: مدينة العلم والعمران، ص 168.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 125- 126.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 130، 132- 143.
- ↑ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 94.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 229.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 267- 268.
- ↑ الطريحي، النجف الاشرف: مدينة العلم والعمران، ص 168.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 268.
- ↑ "بحوث شاملة حول اسلوب الدراسة في النجف"، ص 231.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 235- 236.
- ↑ راجع: آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 163- 164؛ جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 243- 244 .
- ↑ جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 252- 255.
- ↑ الآصفي، مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها، ص 11- 15، 22.
- ↑ "مدرسة الجزائري"، ص 83- 85.
- ↑ الآصفي، مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها، ص 28.
المصادر
- آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة.
- ابن شهر آشوب، كتاب معالم العلماء، طهران، طبعة عباس اقبال آشتياني، 1353 هـ.
- ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، قسم أصول فقه معروف به معالم الاصول، طبعة مهدي محقق، طهران، 1362 ش.
- ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، قم، منشورات الرضي، د ت.
- محمد الأمين بن محمد شريف الأسترآبادي، الفوائد المدنية، قم، طبعة رحمة اللّه رحمتي الأراكي، 1429 هـ.
- زهير الاعرجي، "المدارس الاصولية في النجف"، ضمن موسوعة النجف الاشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي، بيروت، دار الأضواء، 1417 هـ/1997 م.
- محمد حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، قم، 1405 هـ.
- محمد بن الحسن الحرّ العاملي، أمل الآمل، طبعة احمد الحسيني، بغداد، 1385 هـ، قم، طبعة افست، 1362 ش.
- الخوانساري، روضات الجنات.
- الخوئي، معجم رجال الحديث.
- خير الدين الزركلي، الأعلام، بيروت، 1980 م.
- زين الدين بن علي الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، قم، طبعة عبد الحسين محمد علي البقال، 1408 هـ.
- حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، بيروت، طبعة حسين علي محفوظ، عبد الكريم الدباغ، وعدنان الدباغ، 1429 هـ/2008 م.
- محمد باقر الصدر، المعالم الجديدة للأصول، النجف، 1385، طهران، طبعة افست، 1395 هـ/1975 م.
- حسن طارمي راد، تاريخ فقه وفقها، طهران، 1375 ش.
- محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ج 1، طهران، طبعة محمد تقي الكشفي، 1387 ش.
- محمد الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، بيروت، 1414 هـ/ 1994 م.
- محمد جواد الفقيه، "الدور الثاني للجامعة النجفية"، ضمن موسوعة النجف الاشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي.
- أبو القاسم كرجي، تاريخ فقه و فقها، طهران، 1375 ش.
- محمد بن اسماعيل المازندراني الحائري، منتهى المقال في أحوال الرجال، قم، 1416 هـ.
- محمد رضا شمس الدين، بهجة الراغبين، بيروت، طبعة رضا محمد حدرج، 1424 هـ/2003 م.
- مصطفى جواد، "نظرات في الذريعة الى تصانيف الشيعة"، البيان، السنة الأولى، العدد 5 (شوال) 1365 هـ.
- علي بن عبيد اللّه منتجب الدين الرازي، الفهرست، قم، طبعة جلال الدين المحدث الأرموي، 1366 ش.
- محمد بن علي الموسوي العاملي، مدارك الأحكام في شرح شرائع الاسلام، قم، 1410 هـ.
- أحمد بن علي النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة المشتهر بـ رجال النجاشي، قم، طبعة موسى شبيري زنجاني، 1407 هـ.
- أحمد بن محمد مهدي النراقي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، قم، 1415 هـ.
- محمد مهدي الآصفي، "مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها"، ضمن موسوعة النجف الاشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي، ج 9، بيروت: دار الاضواء، 1417 هـ /1997 م.
- جعفر بن باقر آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، بيروت، 1406 هـ/1986 م.
- احمد مجيد عيسى، "الدراسة في النجف"، البيان، السنة الثانية، العدد 27، 28 (ذي القعدة) 1366 هـ.
- اسحاق النقاش، شيعة العراق، قم، 1377 ش.
- حسن الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، بغداد 1975 م.
- "اعلام المعقول في مدرسة النجف"، ضمن موسوعة النجف الاشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي.
- الأمين؛ محسن امين، علي شرقي، وفاضل جمالي، "كلمات قصيرة حول أسلوب الدراسة في النجف ونظام الحلقات"، ضمن موسوعة النجف الاشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي، ج 6، بيروت: دار الاضواء، 1415 هـ/1995 م.
- اوراق تازه ياب مشروطيت مربوط به سالهاي 1325 - 1330 هـ ، طبعة ايرج افشار، طهران: جاويدان، 1359 ش.
- محمد بحر العلوم، "الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة"، الموسم، العدد 18، 1414 هـ.
- محمد بحر العلوم، "الدراسة وتاريخها في النجف"، ضمن موسوعة العتبات المقدسة، تأليف جعفر الخليلي، جزء 2، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1407 هـ/1987 م.
- "بحوث شاملة حول أسلوب الدراسة في النجف ونظام الحلقات"، تاليف محمد تقي الفقيه وآخرين، ضمن موسوعة النجف الاشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي.
- علي البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، بيروت، 1339- 1401 هـ/ 1920- 1980 م، 1413 هـ/ 1993 م .
- كامل سلمان الجبوري، النجف الاشرف وحركة الجهاد، بيروت، عام 1332- 1333 هـ/1914 م، 1422 هـ/ 2002 م.
- رسول جعفريان، تشيع در عراق، مرجعيت وايران [التشيع والعراق، المرجعية وايران]، طهران، 1386 ش.
- فاضل جمالي، "جامعة النجف الدينية"، ترجمه جودت القزويني، الموسم، العدد 18، 1414هـ.
- عبد الهادي الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، طهران، 1364 ش.
- محمد حسين حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، تاريخ النجف الاشرف، هَذَّبه وزاد عليه عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، قم، 1385 ش.
- محمد الحسيني الشيرازي، تلك الايام: صفحات من تاريخ العراق السياسي، بيروت، 1420 هـ/ 2000 م.
- فضل اللّه بن عبد النبي الخاوري الشيرازي، تاريخ (ذو القرنين)، طهران، طبعة ناصر افشارفر، 1380 ش.
- محمد خليل الزين، "ذكرياتي عن النجف الأشرف"، آفاق نجفية، السنة 2، العدد 5، 1428 هـ.
- جعفر الخليلي، "مكتبات النجف القديمة والحديثة"، ضمن موسوعة العتبات المقدسة، تأليف جعفر الخليلي، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1407 هـ/1987 م.
- محمد الخليلي، "مدارس النجف القديمة والحديثة"، ضمن موسوعة النجف الاشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي.
- عبد الجبار الرفاعي، "تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف"، ضمن موسوعة النجف الاشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي.
- عبد الحليم الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي، (1900- 1924م)، بيروت، 1985 م.
- محمد مهدي شريف الكاشاني، واقعات اتفاقيه در روزكار، طهران، طبعة منصوره اتحاديه (نظام مافي) و سيروس سعدونديان، 1362 ش.
- هبة الدين الشهرستاني، "فاجعة حضرة آية اللّه الخراساني"، العلم، ج 2، العدد 7 (محرّم) 1330 هـ.
- صادق صادق، خاطرات و اسناد مستشار الدوله صادق، طهران، طبعة ايرج افشار، 1361 - 1374 هـ.
- محمد صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 م عراق ونقش علماي مجاهد اسلام، قم، دار الفكر، د ت.
- محمد كاظم الطريحي، النجف الاشرف: مدينة العلم والعمران، بيروت 1423 هـ/2002 م.
- حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق: 1914- 1990م، قم: دار الثقافة للطباعة والنشر، د ت.
- محمد الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، بيروت 1414 هـ/1994 م؛
- محمد حسن القاضي، "صفحات مطوية من تاريخ الحركات الاصلاحية في النجف الأشرف"، ضمن موسوعة النجف الأشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي.
- احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران [تاريخ الثورة الدستورية في ايران]، طهران، 1363 ش.
- احمد كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان [تاريخ الثمانية عشرة سنة لآذربيجان]، طهران، 1355 ش.
- عبد الحسين مجيد كفائي، مركي در نور : زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، طهران، 1359 ش.
- "مدرسة الجزائري: مدرسة النجف الدينية"، ضمن موسوعة النجف الأشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي، ج 9.
- محمد حسن مرتضوي لنكرودي، "مصاحبه با [لقاء مع] حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي»، حوزه، السنة10، العدد 1 (شهر فَرْوَرْدِين وأُرْديبِهِشْت) 1372 ش.
- مرجعيت در عرصه اجتماع و سياست [المرجعية في مجالي الاجتماع والسياسة]، اسناد و كُزارِشهايي از آياتِ عظام نائيني، اصفهاني، قمي، حائري و بروجردي، 1292 تا 1339 ش، تحقيق واعداد محمد حسين منظور الأجداد، طهران، شيرازه، 1379 ش.
- عبد اللّه مستوفي، شرح زِندِكاني مَن يا تاريخِ اجتماعي و إداري دوره قاجاريه [حياتي أو التاريخ الاجتماعي والاداري لحقبة الملكية القاجارية]، طهران، 1371 ش.
- عبد الرزاق بن نجف قلي مفتون دنبلي، مآثر سلطانيه : تاريخ جنكهاي اول ايران و روس[تاريخ الحروب الاولى بين ايران وروسيا]، طهران، طبعة غلام حسين زركري نجاد، 1383 ش.
- عدي المفرجي، النجف الاشرف وحركة التيار الاصلاحي؛ 1908 - 1932 م، بيروت، 1426 هـ/2005 م.
- مقدام عبد الحسن الفياض، تاريخ النجف السياسي؛ 1941- 1958 م، بيروت، 1422 هـ/2002 م.
- مهدي ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، طهران، 1371 ش.
- محمد ملكي، آشنايي با متون درسي حوزههاي علميه ايران [قرآءة للنصوص الدراسية للحوزات العلمية في ايران]: [ال]شيعة، [الـ] حنفي[ة]، [الـ]شافعي[ة]، قم، 1376 ش.
- موسوعة طبقات الفقهاء، اشراف جعفر سبحاني، قم، مؤسسة الامام الصادق، 1418- 1424 هـ.
- محمد حسن نجفي قوجاني، سياحت شرق يا زندكي نامه آقا نجفي قوجاني [سياحت الشرق أو حياة الآغا نجفي القوجاني]، طهران، طبعة رمضان علي شاكري، 1362 ش.
- المصادر اللاتينية
- Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, Boulder, Col. 1992.