الجمهورية الإسلامية

الجمهورية الإسلامية، هي نوع من نظام الحكم القائم على عنصرين هما: الشعب والإسلام، ويراه أنصاره ذو شكل جمهوري ومحتوى إسلامي، وهم يعتبرون الجمهورية الإسلامية بمعنى مشاركة إرادة الشعب في الحكم ضمن قوانين الإسلام، ويستخدم السيد علي الخامنئي في تحليله للجمهورية الإسلامية مصطلح "الديمقراطية الدينية"، والذي يعني مشاركة الشعب وتأثيره في جميع شؤون الحكم، في إطار الضوابط الإسلامية.

وهناك من يعتقد أنّ الجمهورية الإسلامية لا تتناسب مع سيادة الشعب وحقه؛ لأنّها توجب التزامه بقوانين الإسلام حتى لو تعارضت القوانين مع إرادة الشعب، وقد أجاب المفكر الديني مرتضى مطهري على هذا الاعتراض بأنّ الديمقراطية لا تعني كون كل فرد على مذهبه الخاص، وعليه إذا كان الشعب يقبل مضمون مذهب معين، ويريد أن يطبقه في المجتمع، فإنّ تحقيق ذلك المذهب يعني تحقيق الديمقراطية أيضًا.

تم تأسيس نظام سياسي جمهوري إسلامي في بعض الدول الإسلامية مثل إيران وباكستان وموريتانيا.

المفهوم والأهمية

الجمهورية الإسلامية هي نوع من الهيكلة السياسية التي تهدف لتطبيق السيادة، وتقوم على عنصرين، هما: الجمهور والإسلام، وفي تعريف النظام الجمهوري ورد بأنّه نظام يُنتخب فيه رئيسه من قبل شعب البلاد لفترة محدودة، ويعتبر كل من الإمام الخميني ومرتضى مطهري الجمهورية الإسلامية نظامًا يكون شكله جمهوريًا ومحتواه مستمدًا من الإسلام.

وقسّم السيد محمد بهشتي الأنظمة السياسية الجمهورية الموجودة في العالم إلى نوعين: الأول هي الأنظمة التي تقوم على مبدأ واحد فقط وهو آراء الشعب، وهذه الأنظمة ديمقراطية لا تستند إلى أيديولوجية محددة، والنوع الثاني هي الأنظمة التي تستند إلى أيديولوجية محددة، وفي هذه الأنظمة تتجلى إرادة الشعب ورأيه في إطار تلك الأيديولوجية المقبولة من قبل الشعب، والجمهورية الإسلامية تنتمي إلى هذا النوع من الأنظمة.

توافق الإسلام كمنهج للحكم مع حق سيادة الشعب

هناك من أورد إشكالاً مفاده أن مفهوم "الجمهورية الإسلامية" يتعارض مع حق سيادة الشعب؛ لأنّه لابد في الجمهورية الإسلامية من قبول القوانين والمبادئ الإسلامية، بينما في الديمقراطية يجب أن يكون للشعب حق اختيار مصيره، وقد ردّ المفكر الديني مرتضى مطهري على هذا الاعتراض بالقول إنّ الديمقراطية لا تعني أن يكون لكل شخص مذهبه الخاص، فإذا قبل شعبٌ ما مضمون مذهبٍ ما، وطالب بتطبيقه في المجتمع، فإن تحقيق ذلك المذهب يعني تحقيق إرادة الأغلبية.

كما أن السيد علي خامنئي عند شرحه لهذا الهيكل السياسي، اعتبره تحقيقًا متزامنًا لإرادة الشعب في الشؤون السياسية وقوانين الإسلام، وأطلق عليه مصطلح "الديمقراطية الدينية".

الدول التي لديها نظام الجمهورية الإسلامية

ظهرت الجمهورية الإسلامية في القرن العشرين الميلادي كأحد أنواع أنظمة الحكم الجمهوري في الأدبيات السياسية العالمية، واعتُمدت كنظام سياسي حاكم في عدة دول، وقد تم تقديم جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية كأول حكومة تحمل هذا الاسم، تأسست هذه الحكومة في ثلاثينيات القرن العشرين بواسطة حركة النهضة الإسلامية في مدينة كاشغر غرب الصين.

وبعد استقلال موريتانا عن فرنسا في 28 نوفمبر 1960م أُعلن نظام الجمهورية الإسلامية على أنه النظام الرسمي الحاكم في البلاد.

وفي عام 1973م، أُدرج النظام السياسي للجمهورية الإسلامية في الدستور الباكستاني كنظام حاكم، وتم تضمين "مجلس العقائد والأحكام الإسلامية" في الدستور لمواءمة القوانين مع الإسلام. وبعد الثورة الإسلامية في إيران، وبناءً على اقتراح الإمام الخميني واستفتاء عام من الشعب، تم اختيار الجمهورية الإسلامية كنظام سياسي حاكم لإيران في 1 أبريل 1979م. كما وجد نظام الجمهورية الإسلامية سابقًا في دولتي أفغانستان وغامبيا الإفريقية.