أحمد بن إسحاق الأشعري

مقالة مرشحة للجودة
من ويكي شيعة
(بالتحويل من أحمد بن إسحاق)
أحمد بن إسحاق الأشعري
مرقد أحمد بن إسحاق بمدينة سَربُل ذهاب الإيرانية
صندوق معلومات أصحاب الأئمة
الاسم الكاملأحمد بن إسحاق بن عبد الله الأشعري القمي
النسبالأشعريين
الموطنمدينة قم
الوفاةأواخر القرن الثالث
المدفنسَربُل ذهاب في محافظة كرمانشاه الإيرانية
من أصحابالإمام الجواد والإمام الهادي والإمام العسكري عليهم السلام
المؤلفات«علل الصوم» و«مسائل الرجال»


أحمد بن إسحاق الأشعري القمي من رواة الشيعة في القرن الثالث الهجري، أدرك أربعة من أئمة أهل البيت، حيث كان من أصحاب الإمام الجواد والإمام الهادي(ع)، وكان وكيل الإمام العسكري(ع) في قم، ومن الذين رأوا الإمام المهدي (ع) وهو صغير.

وقد ورد أنه عمل في فترة الغيبة الصغرى كمساعد للنائب الأول من النواب الأربعة. بنى أحمد بن إسحاق مسجداً في مدينة قم بأمر الإمام العسكري (ع)، ويعرف اليوم بمسجد الإمام الحسن العسكري.

هويته الشخصية

أبو علي أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك الأحوص الأشعري،[١] وهو من أسرة الأشعريين الذين سكنوا الكوفة، وروي أن جده الرابع أحوص بن سائل كان قائد الجيش في ثورة زيد بن علي وبعد استشهاد زيد تم القبض عليه، واُطلق سراحه بعد أربع سنوات، فهاجر مع أخيه عبد الله إلي قم، وشكلوا قبيلة الأشعريين فيها.[٢] وكان والده إسحاق بن عبد الله بن سعد من الرواة الثقات في قم، وقد روى عن الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما السلام.[٣]

وفاته

بناء علي ما رواه الشيخ الصدوق توفي أحمد بن إسحاق في حياة الإمام العسكري (ع)، وكان الإمام قد أخبره باقتراب أجله، فتوفي بحلوان، ودفن هناك.[٤] ويعارضها بعض الأخبار تفيد بأنه عاش بعد شهادة الإمام العسكري، فمنها ما نُقل عن الحسين بن روح النوبختي النائب الثالث أن أحمد كتب رسالة للإمام المهدي (ع) يستأذنه في الذهاب للحج، فأذن له الإمام، وبعث إليه بثوب، فعندما رآه أحمد أدرك أن الإمام أخبر عن اقتراب أجله، فعندما رجع من الحج توفي بحلوان[٥] ودفن هناك.[٦] ويقع قبره اليوم في مدينة سَربُل ذهاب بمحافظة كرمانشاه الإيرانية.[٧]

صحبته لأئمة الشيعة

ورد في المصادر الرجالية الشيعية أن أحمد بن إسحاق من أصحاب الإمام الجواد والإمام الهادي (ع)، ومن خواص الإمام العسكري(ع)، وذكر له من الكتب «علل الصوم» و«مسائل الرجال».[٨]

وكالته

كان أحمد بن إسحاق يعمل ضمن مؤسسة الوكالة التي وضعها الأئمة لتوسيع علاقتهم بالشيعة، فبناءا على بعض القرائن قيل أنّه من وكلاء الإمام الهادي (ع)،[٩] كما ذكر أنه وكيل الإمام العسكري على الأوقاف بقم.[١٠]

ويظهر من بعض الروايات أنّه كان يكاتب الإمام العسكري ويستلم توقيعاته، فرُوي عنه أنه في إحدي لقاءاته بالإمام العسكري بسامراء طلب منه أن يكتب بخطه شيئا؛ ليشاهده، فيطمئن من صحة التوقيعات التي تصله، فقال له الإمام (ع): «إِنَّ الْخَطَّ سَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مِنْ بَيْنِ الْقَلَمِ الْغَلِيظِ إِلَى الْقَلَمِ الدَّقِيقِ فَلَا تَشُكَّنَّ»، ثم طلب الدواة، وكتب له.[١١]

وكالته في الغيبة الصغري

هناك بعض القرائن تفيد بأنّ أحمد بن إسحاق هاجر في فترة الغيبة الصغرى من قم إلي بغداد وأخذ يعمل كمساعد للنائب الأول عثمان بن سعيد العمري.[١٢] وقد ذكره الصدوق ضمن الوكلاء الذين تشرّفوا بزيارة الإمام المهدي (ع)، وشاهدوا بعض معجزاته.[١٣]

رؤيته للإمام المهدي

كان الوضع السياسي في عصر الإمام العسكري وضغط العباسيين على الشيعة يقتضي أن يختفي أمر خليفة الإمام العسكري، بحيث لم يطلع على وجوده أحد إلاّ خواص الإمام وبعض أصحابه الموثوق بهم. فذهب أحمد بن إسحاق إلي سامراء؛ ليسأل الإمام العسكري (ع) عن الخلف من بعده، فعندما زار الإمام ابتدأه قائلا: يَا أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يُخَلِّ الْأَرْضَ مُنْذُ خَلَقَ آدَمَ (ع)، وَلَا يُخَلِّيهَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مِنْ حُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِه‏.

فقال أحمد بن إسحاق: من هو الإمام بعدك؟ فدخل الإمام بيته، ثم خرج، وقد احتضن صبيا يناهز عمره ثلاث سنين، فقال له: يَا أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ لَوْ لَا كَرَامَتُكَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى حُجَجِهِ مَا عَرَضْتُ عَلَيْكَ ابْنِي هَذَا إِنَّهُ سَمِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَكَنِيُّهُ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً.[١٤]

ومسبقاً كان قد أخبره الإمام في رسالة كتبها إليه بولادة ولده الحجة، وأوصاه بإخفاء أمره، كما أكد فيها أنه لقرابة أحمد بن أسحاق منه أخبره بالأمر؛ ليسرّ بولادة الحجة.‏[١٥]

نشاطه في قم

كان أحمد بن إسحاق وكيل الأئمة في مدينة قم، فكان يجيب على أسئلتهم الفقهية والاعتقادية، ويستلم الوجوه الشرعية، ويتابع أمر الأوقاف في قم. وقد اشتهر أنه بنى مسجدا في قم بأمر الإمام العسكري (ع)، ويعرف اليوم بمسجد الإمام العسكري.[١٦]

الهوامش

  1. النجاشي، رجال النجاشي، ص 91.
  2. ناصرالشريعه، تاريخ قم، ص 126 - 131.
  3. النجاشي، رجال النجاشي، ص 73.
  4. الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 464 - 465.
  5. الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 557.
  6. الطبري، دلائل الامامة، ص 503.
  7. ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 250.
  8. النجاشي، رجال النجاشي، ص 91.
  9. الجباري، سازمان وكالت، ج 2، ص 549 - 550.
  10. ناصرالشريعه، تاريخ قم، ص 211؛ الطبري، دلائل الامامة، ص 272.
  11. الكليني، الكافي، ج 1، ص 513.
  12. الجباري، سازمان وكالت، ج 2، ص 555.
  13. الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 442.
  14. الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 384.
  15. الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 434.
  16. ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 227.

المصادر والمراجع

  • الطوسي، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، مشهد، جامعة مشهد، 1348 هـ ش.
  • نجاشي، احمد بن علي، رجال النجاشي، قم، جامعة مدرسين، 1407 هـ.
  • الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، التصحيح: علي اكبر الغفاري، مؤسسه النشر الاسلامي، د. ت.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، إسلامية، ط 2، 1362 هـ ش.
  • الجباري، محمد رضا، سازمان وكالت ونقش آن در عصر ائمة، قم، مؤسسه آموزش پژوهشي امام خميني، 1382 هـ ش.
  • الطبري، محمد بن جرير بن رستم، دلائل الإمامة، قم، 1413 هـ.
  • ناصرالشريعه، محمدحسين، تاريخ قم، التصحيح: علي الدواني، طهران، رهنمون، 1383 هـ ش.