مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة النجف الأشرف»
ط
←الجذور التاريخية
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
imported>Nabavi |
||
سطر ١١: | سطر ١١: | ||
* ما جاء في ترجمة النجاشي لأبي الحسن [[إسحاق بن حسن العقراني التمّار]] حسبما يقول: "رأيته [[الكوفة|بالكوفة]] وهو مجاور، وكان يروي كتاب [[الكليني]] عنه.<ref>النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 74.</ref> | * ما جاء في ترجمة النجاشي لأبي الحسن [[إسحاق بن حسن العقراني التمّار]] حسبما يقول: "رأيته [[الكوفة|بالكوفة]] وهو مجاور، وكان يروي كتاب [[الكليني]] عنه.<ref>النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 74.</ref> | ||
* حضور بعض الشخصيات العلمية والدينية الكبيرة في النجف كـ[[الشيخ الصدوق]] وسماعه الحديث عن [[محمد بن علي بن فضل الدهقان]]،<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 16، ص 337.</ref> مضافاً إلى إقامة بعض [[نقباء الشيعة]] كـ[[ابن سدرة]] في النجف، مع وجود بعض البيوتات العلمية كـ[[آل الطحّان]].<ref>ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، ص 148؛ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 13 - 14.</ref> كلّ ذلك له دلالات على وجود حركة علمية في النجف وفي تلك الأزمنة قبل انتقال الشيخ الطوسي إليها.<ref> للتعرف على نقد هذه الآراء راجع: الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 19 - 30.</ref> | * حضور بعض الشخصيات العلمية والدينية الكبيرة في النجف كـ[[الشيخ الصدوق]] وسماعه الحديث عن [[محمد بن علي بن فضل الدهقان]]،<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 16، ص 337.</ref> مضافاً إلى إقامة بعض [[نقباء الشيعة]] كـ[[ابن سدرة]] في النجف، مع وجود بعض البيوتات العلمية كـ[[آل الطحّان]].<ref>ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، ص 148؛ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 13 - 14.</ref> كلّ ذلك له دلالات على وجود حركة علمية في النجف وفي تلك الأزمنة قبل انتقال الشيخ الطوسي إليها.<ref> للتعرف على نقد هذه الآراء راجع: الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 19 - 30.</ref> | ||
أما بعد انتقال الشيخ الطوسي إليها، أخذت تزدهر بشكل ملحوظ فهو متفق عليه.{{بحاجة لمصدر}} | |||
===عصر المؤسس الطوسي=== | ===عصر المؤسس الطوسي=== | ||
سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
يُؤرخ لهذه المرحلة بفترة ما بين نزوح [[الشيخ الطوسي]] إلى النجف (عام 448 هـ) ووفاته (عام 460 هـ). لقد تتلمذ الطوسي من قبل على يد [[الشيخ المفيد]] المتوفى سنة 413 هـ و[[السيّد المرتضى]] (م سنة 436 هـ)، ولما توفي السيد المرتضى تفرّد الشيخ بـالإمامة والرئاسة، وكانت داره في الكرخ مأوى الناس، ومقصد الوفّاد.{{بحاجة لمصدر}} | يُؤرخ لهذه المرحلة بفترة ما بين نزوح [[الشيخ الطوسي]] إلى النجف (عام 448 هـ) ووفاته (عام 460 هـ). لقد تتلمذ الطوسي من قبل على يد [[الشيخ المفيد]] المتوفى سنة 413 هـ و[[السيّد المرتضى]] (م سنة 436 هـ)، ولما توفي السيد المرتضى تفرّد الشيخ بـالإمامة والرئاسة، وكانت داره في الكرخ مأوى الناس، ومقصد الوفّاد.{{بحاجة لمصدر}} | ||
عندما دخل الملك السلجوقي [[طغرل]] بيك [[بغداد]] اشتعلت نار الفتن الطائفية فيها حتى أدّى الأمر - مع بدايات وصوله إلى بغداد سنة 447 هـ - إلى إحراق المكتبة التي أنشأها [[أبو نصر سابور]] وزير [[بهاء الدولة البويهي]] وكبس دار الشيخ بـ[[الكرخ]] وأخذ ما وجد من كتاباته وكرسي درسه، وكان الطوسي حينها في [[النجف الأشرف]]. بعد ذلك | عندما دخل الملك السلجوقي [[طغرل]] بيك [[بغداد]] اشتعلت نار الفتن الطائفية فيها حتى أدّى الأمر -مع بدايات وصوله إلى بغداد سنة 447 هـ- إلى إحراق المكتبة التي أنشأها [[أبو نصر سابور]] وزير [[بهاء الدولة البويهي]] وكبس دار الشيخ بـ[[الكرخ]] وأخذ ما وجد من كتاباته وكرسي درسه، وكان الطوسي حينها في [[النجف الأشرف]]. بعد ذلك وبرفقة من التحق به من طلاب العلم توطّن هناك فتحول النجف إلى مركز للعلم عند أبناء الطائفة [[الإمامية]]، حتى أخذت الرحال تُشدّ إليها، وأصبحت مهبط الباحثين عن علوم [[آل البيت]] ومقصدهم.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكان قد أملى كتابه المعروف بـ[[الأمالي (توضيح)|الأمالي]] أو مجالس الشيخ الطوسي هناك مما يكشف عن مستوى الانضباط العلمي الذي عمّ المدينة في عصره.<ref>كان أول مجلس للاملاء في: 26 صفر 456 في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).</ref> وقد تمثّلت الخطوة الكبيرة الأخرى التي أقدم عليها الشيخ الطوسي بالنجف في الاهتمام بشأن الدراسات المتقدمة وتوجيه الطلبة نحو [[الفقه الاستدلالي]].{{بحاجة لمصدر}} | وكان قد أملى كتابه المعروف بـ[[الأمالي (توضيح)|الأمالي]] أو مجالس الشيخ الطوسي هناك مما يكشف عن مستوى الانضباط العلمي الذي عمّ المدينة في عصره.<ref>كان أول مجلس للاملاء في: 26 صفر 456 في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).</ref> وقد تمثّلت الخطوة الكبيرة الأخرى التي أقدم عليها الشيخ الطوسي بالنجف في الاهتمام بشأن الدراسات المتقدمة وتوجيه الطلبة نحو [[الفقه الاستدلالي]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
سطر ٢٥: | سطر ٢٥: | ||
* رغم نجاحات الشيخ الطوسي في مجالي الفقه [[الأصول الفقه|والأصول]] وجهوده الكبيرة في الدفاع عن منهج [[الفقه]] التفريعي وإحكام قواعد الاستدلال والاستنباط والدعوة لها،<ref>محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ، ج 1، ص 1- 3.</ref> إلا أنّ عظمة شخصيته ومكانته العلمية هيمنتا على الوسط الشيعي، فمضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيّن على أحد منهم أن يعدو نظريات [[شيخ الطائفة]] في الفتوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويعتبرون التأليف في قبالها وإصدار [[الفتوى]] مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، مكتفين بشرح آرائه واستجلاء غوامضها، حتى قال [[الشهيد الثاني]]،<ref>الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 93.</ref> كما يروي ذلك ولده في كتاب [[معالم الدين وملاذ المجتهدين|المعالم]] ناقلاً عن أبيه: إنّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ، كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به.<ref>ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، ص 176.</ref> | * رغم نجاحات الشيخ الطوسي في مجالي الفقه [[الأصول الفقه|والأصول]] وجهوده الكبيرة في الدفاع عن منهج [[الفقه]] التفريعي وإحكام قواعد الاستدلال والاستنباط والدعوة لها،<ref>محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ، ج 1، ص 1- 3.</ref> إلا أنّ عظمة شخصيته ومكانته العلمية هيمنتا على الوسط الشيعي، فمضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيّن على أحد منهم أن يعدو نظريات [[شيخ الطائفة]] في الفتوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويعتبرون التأليف في قبالها وإصدار [[الفتوى]] مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، مكتفين بشرح آرائه واستجلاء غوامضها، حتى قال [[الشهيد الثاني]]،<ref>الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 93.</ref> كما يروي ذلك ولده في كتاب [[معالم الدين وملاذ المجتهدين|المعالم]] ناقلاً عن أبيه: إنّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ، كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به.<ref>ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، ص 176.</ref> | ||
* نلاحظ أنّ الشيخ بهجرته إلى النجف قد انفصل - في أكبر الظن - عن | * نلاحظ أنّ الشيخ بهجرته إلى النجف قد انفصل -في أكبر الظن- عن حلقاته العلمية في بغداد، وبدأت تنشأ في النجف حوزة فتية حوله من أبناءه والراغبين في الالتحاق بالدراسات [[الفقه|الفقهية]] من مجاوري القبر الشريف أو أبناء البلاد القريبة منه كـ[[الحلة]] ونحوها، وعليه فكان من الطبيعي أنّ الحوزة الجديدة التي نشأت في النجف لا ترقى إلى مستوى التفاعل المتقدّم مع ما أنجزه الطوسي في الفكر العلمي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وأما الحوزة الأساسية القديمة في بغداد فانقطع التواصل بينها والشيخ في المهجر، فانتقاله إلى النجف | وأما الحوزة الأساسية القديمة في بغداد فانقطع التواصل بينها والشيخ في المهجر، فانتقاله إلى النجف وإنْ هيَّأته للقيام بدور علمي جديد -لِما أتاحت له من التفرّغ- لكنها فصلته عن [[الحوزة العلمية|حوزته]] الأصلية، ولهذا لم تتسرب إنجازاته العلمية والفقهية إلى تلك الحوزة في بغداد بعد ذلك الحين.<ref>الصدر، محمد باقر، المعالم الجديدة للأصول، ص 63.</ref> | ||
* من العوائق الأخرى هي انهيار [[الدولة البويهية]] التي كانت تمثل الظهير والداعم الرئيسي للمراكز العلمية ولأصحاب الفكر والمعرفة، خاصة مع كون البديل تمثل في [[الحكومة السلجوقية]] التي لم تألُ جهداً في التضييق على [[الشيعة]] وعلمائها.{{بحاجة لمصدر}} | * من العوائق الأخرى هي انهيار [[الدولة البويهية]] التي كانت تمثل الظهير والداعم الرئيسي للمراكز العلمية ولأصحاب الفكر والمعرفة، خاصة مع كون البديل تمثل في [[الحكومة السلجوقية]] التي لم تألُ جهداً في التضييق على [[الشيعة]] وعلمائها.{{بحاجة لمصدر}} |