انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المختار الثقفي»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ١٣٣: سطر ١٣٣:
وكان المختار قد ورد [[الكوفة]] في النصف من [[شهر رمضان]] بعد ستة أشهر من هلاك [[يزيد بن معاوية|يزيد]].<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 163. </ref> حيث تمكن من طرد وإليها من قبل [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] [[عبد الله بن مطيع]] <ref>المقدسي، البدء ‏والتاريخ، ج ‏1، ص 334؛ ابن خلدون، تاريخ ‏ابن ‏خلدون، ج ‏3، ص 23.</ref>
وكان المختار قد ورد [[الكوفة]] في النصف من [[شهر رمضان]] بعد ستة أشهر من هلاك [[يزيد بن معاوية|يزيد]].<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 163. </ref> حيث تمكن من طرد وإليها من قبل [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] [[عبد الله بن مطيع]] <ref>المقدسي، البدء ‏والتاريخ، ج ‏1، ص 334؛ ابن خلدون، تاريخ ‏ابن ‏خلدون، ج ‏3، ص 23.</ref>


== ثورة المختار ==
==ثورة المختار==
{{مفصلة|ثورة المختار الثقفي}}
{{مفصلة|ثورة المختار الثقفي}}
[[ملف:المختار الثقفي.jpg|300px|تصغير|صورة تمثيلية للمختار الثقفي في مسلسل المختار الثقفي]]
[[ملف:المختار الثقفي.jpg|300px|تصغير|صورة تمثيلية للمختار الثقفي في مسلسل المختار الثقفي]]
خرج [[المختار]] طالباً بثأر [[الإمام الحسين]] {{ع}} في الرابع عشر من [[ربيع الأول]] سنة 66 هـ <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص495. </ref> وكان يقول: والله لو قَتَلْتُ به- أي بالحسين- ثلثي قريش ما وفوا بأنملة من أنامله‏. <ref>ابن الطقطقي، الفخري، ص122. </ref>
خرج [[المختار]] طالباً بثأر [[الإمام الحسين]] {{ع}} في الرابع عشر من [[ربيع الأول]] [[سنة 66 هـ]] <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 495.</ref> وكان يقول: والله لو قَتَلْتُ به- أي بالحسين- ثلثي قريش ما وفوا بأنملة من أنامله‏. <ref>ابن الطقطقي، الفخري، ص 122.</ref>


وقد تمكن في ثورته هذه من قتل كل من: [[شمر بن ذي الجوشن]]، [[خولي بن يزيد]] و<nowiki/>[[عمر بن سعد]]. <ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج‏4، ص347. </ref>وقتل [[عبيد الله بن زياد]]، وكان ابن زياد ب[[الشام]] فأقبل في جيش إلى [[العراق]] فسير إليه [[المختار]] [[إبراهيم بن الأشتر]] في جيش فلقيه في أعمال [[الموصل]] فقتل ابن زياد وغيره. <ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج‏4، ص347. </ref>
وقد تمكن في ثورته هذه من قتل كل من: [[شمر بن ذي الجوشن]]، [[خولي بن يزيد]] و[[عمر بن سعد]]،<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج ‏4، ص 347.</ref> وقتل [[عبيد الله بن زياد]]، وكان ابن زياد ب[[الشام]] فأقبل في جيش إلى [[العراق]] فسير إليه المختار [[إبراهيم بن الأشتر]] في جيش فلقيه في أعمال [[الموصل]] فقتل ابن زياد وغيره.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج ‏4، ص 347.</ref>


ولما بعث [[المختار]] برأس [[عبيد الله بن زياد]] و [[عمر بن سعد]] إلى [[محمد بن الحنفية]] لينصبهما في [[المسجد الحرام]]، كان محمد يأكل فقال: الحمد لله أتى ابن زياد برأس [[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}} وهو يأكل و أتينا برأس [[ابن زياد]] ونحن على هذه الحالة. <ref>المقدسي، البدء ‏والتاريخ، ج‏1، ص335. </ref>
ولما بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد إلى [[محمد بن الحنفية]] لينصبهما في [[المسجد الحرام]]، كان محمد يأكل فقال: الحمد لله أتى ابن زياد برأس [[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}} وهو يأكل و أتينا برأس [[ابن زياد]] ونحن على هذه الحالة.<ref>المقدسي، البدء ‏والتاريخ، ج ‏1، ص 335.</ref>


=== نهاية ثورة المختار ===
===نهاية ثورة المختار===
خاض [[المختار]] خلال ثمانية عشر شهراً مواجهة ساخنة مع [[المروانيين]] في [[الشام]] و[[الزبيريين]] في [[الحجاز]] ووجهاء [[الكوفة]] حتى قتل في الرابع عشر من رمضان سنة 67 هـ وله من العمر 67 سنة. <ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج‏6، ص68. ابن الأثير، أسد الغابة، ج‏4، ص347. البسوي، المعرفة والتاريخ، ج‏3، ص330. </ref> وقد أمر [[مصعب بن الزبير]] بقطع رأس [[المختار]] ونصبه على جدار [[مسجد الكوفة]] حتى ظهر [[الحجاج بن يوسف]] فأمر بإنزاله ودفنه. <ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج‏4، ص275. </ref>
خاض [[المختار]] خلال ثمانية عشر شهراً مواجهة عنيفة مع [[المروانيين]] في [[الشام]] و[[الزبيريين]] في [[الحجاز]] ووجهاء [[الكوفة]] حتى قتل في [[14 رمضان]] [[سنة 67 هـ]] وله من العمر 67 سنة.<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج ‏6، ص 68؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج‏ 4، ص 347؛ البسوي، المعرفة والتاريخ، ج ‏3، ص 330.</ref> وقد أمر [[مصعب بن الزبير]] بقطع رأس المختار ونصبه على جدار [[مسجد الكوفة]] حتى ظهر [[الحجاج بن يوسف]] فأمر بإنزاله ودفنه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج ‏4، ص 275.</ref>


وأمر مصعب بكفّ [[المختار|المختار بن أبي عبيدة]] فقطعت وسمرت بمسمار إلى جانب المسجد، فبقيت حتى قدم [[الحجاج بن يوسف الثقفي|الحجّاج بن يوسف]] فنظر إليها وسأل عنها فقيل: هذه كفّ [[المختار]]، فأمر بنزعها. <ref>البسوي، المعرفة والتاريخ، ج‏3، ص330. </ref>
وأمر مصعب بكفّ المختار فقطعت وسمرت بمسمار إلى جانب [[مسج الكوفة|المسجد]]، فبقيت حتى قدم [[الحجاج بن يوسف الثقفي|الحجّاج بن يوسف]] فنظر إليها وسأل عنها فقيل: هذه كفّ المختار، فأمر بنزعها.<ref>البسوي، المعرفة والتاريخ، ج‏ 3، ص 330.</ref>


وكان [[المختار]] قد أراد أصحابه على أن يخرجوا- من القصر- إلى مصعب وأصحابه فيقاتلوا حتى يقتلوا، فأبوا عليه ذلك فقال لهم: إنّي خارج إليهم فمقاتلهم حتى أقتل، ولو قتلوني لم تزدادوا إلا ذلاً وضعفاً، ويستنزلونكم على حكمهم، فإذا نزلتم على حكمهم، دفع كلّ رجل منكم إلى رجل منهم ممّن قتلتم أباه وقريبه، فيقتلونكم. ولما قتل [[المختار]]، و بقي من بقي من أصحابه في القصر- وكانوا ستة آلاف- في حصارهم، قال لهم [[بجير بن عبد الله المسلي]]: قد كان صاحبكم أشار عليكم بالرأي لو قبلتموه، يا قوم! إنّكم إن نزلتم على حكم القوم ذبحتم كما تذبح الغنم، فاخرجوا بأسيافكم فقاتلوا حتى تموتوا كراماً!
وكان المختار قد أراد أصحابه على أن يخرجوا- من القصر- إلى مصعب وأصحابه فيقاتلوا حتى يقتلوا، فأبوا عليه ذلك فقال لهم: إنّي خارج إليهم فمقاتلهم حتى أقتل، ولو قتلوني لم تزدادوا إلا ذلاً وضعفاً، ويستنزلونكم على حكمهم، فإذا نزلتم على حكمهم، دفع كلّ رجل منكم إلى رجل منهم ممّن قتلتم أباه وقريبه، فيقتلونكم. ولما قُتل المختار، وبقي من بقي من أصحابه في القصر- وكانوا ستة آلاف- في حصارهم، قال لهم [[بجير بن عبد الله المسلي]]: قد كان صاحبكم أشار عليكم بالرأي لو قبلتموه، يا قوم! إنّكم إن نزلتم على حكم القوم ذبحتم كما تذبح الغنم، فاخرجوا بأسيافكم فقاتلوا حتى تموتوا كراماً!


فقالوا: قد أمرنا بهذا من كان أطوع فينا منك فعصيناه، فوثب إلى سيفه فتناوله ليخرج فيقاتل فوثبوا إليه فقالوا: ننشدك الله أن تشأمنا، وانتزعوا سيفه من يده. وخرجوا إلى مصعب وأصحابه على حكمهم، فأمر بهم فكتّفوا وقدّموا إلى مصعب فأمر [[مصعب بن الزبير]] بقتلهم. <ref>أخبار الدولة العباسية، ص182. </ref>‏ ولمّا قدم مصعب على أخيه [[عبد الله بن الزبير|عبد الله]] بعد قتل [[المختار]]، قال له [[عبد الله بن عمر|ابن عمر]]: أ أنت الذي قتلت ستّة آلاف من أهل [[القبلة]] في غداة واحدة على دم؟ فقال: إنّهم كانوا سحرة كفرة، فقال له: والله لو كانوا غنما من تراث الزبير لقد كان ما أتيت عظيماً. <ref>البلاذري، أنساب ‏الأشراف، ج‏6، ص445. </ref>
فقالوا: قد أمرنا بهذا من كان أطوع فينا منك فعصيناه، فوثب إلى سيفه فتناوله ليخرج فيقاتل فوثبوا إليه فقالوا: ننشدك [[الله]] أن تشأمنا، وانتزعوا سيفه من يده، وخرجوا إلى مصعب وأصحابه على حكمهم، فأمر بهم فكتّفوا وقدّموا إلى مصعب فأمر [[مصعب بن الزبير]] بقتلهم،<ref>أخبار الدولة العباسية، ص 182. </ref>‏ ولمّا قدم مصعب على أخيه [[عبد الله بن الزبير|عبد الله]] بعد قتل المختار، قال له [[عبد الله بن عمر|ابن عمر]]: أ أنت الذي قتلت ستّة آلاف من أهل [[القبلة]] في غداة واحدة على دم؟ فقال: إنّهم كانوا سحرة كفرة، فقال له: والله لو كانوا غنما من تراث الزبير لقد كان ما أتيت عظيماً. <ref>البلاذري، أنساب ‏الأشراف، ج ‏6، ص 445.</ref>


* '''مقتل امرأة المختار'''
* '''مقتل امرأة المختار'''
ودعا مصعب بامرأتي المختار، '''أمّ ثابت''' ابنة [[سمرة بن جندب]]، و'''عمرة''' بنت [[النعمان بن بشير]]، فدعاهما إلى البراءة من [[المختار]]، فأمّا أمّ ثابت فإنها تبرأت منه، وأبت عمرة أن تتبرأ منه. فأمر بها مصعب، فأخرجت إلى الجبانة، فضربت عنقها.
ودعا مصعب بامرأتي المختار، '''أمّ ثابت''' ابنة [[سمرة بن جندب]]، و'''عمرة''' بنت [[النعمان بن بشير]]، فدعاهما إلى البراءة من المختار، فأمّا أمّ ثابت فإنها تبرأت منه، وأبت عمرة أن تتبرأ منه. فأمر بها مصعب، فأخرجت إلى الجبانة، فضربت عنقها.
فقال بعض الشعراء في ذلك:
فقال بعض الشعراء في ذلك:
{{بداية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|إن من أعجب العجائب عندي |قتل بيضاء حرّة عطبول}}
{{بيت|إن من أعجب العجائب عندي |قتل بيضاء حرّة عطبول}}
{{بيت|قتلوها بغير ذنب سفاها|إن لله درها من قتيل‏}}
{{بيت|قتلوها بغير ذنب سفاها|إن لله درها من قتيل‏}}
{{بيت|كتب القتل والقتال علينا| وعلى المحصنات جرّ الذيول<ref>المقدسي، البدء ‏والتاريخ، ج‏1، ص334.</ref>}}
{{بيت|كتب القتل والقتال علينا| وعلى المحصنات جرّ الذيول}}<ref>المقدسي، البدء ‏والتاريخ، ج ‏1، ص 334.</ref>
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}


والمرأة العطبول: هي الفتيه الجميلة الممتلئة الطويلة العنق. <ref>اليعقوبي، تاريخ‏ اليعقوبي، ج‏2، ص264. </ref>
والمرأة العطبول: هي الفتيه الجميلة الممتلئة الطويلة العنق.<ref>اليعقوبي، تاريخ‏ اليعقوبي، ج‏ 2، ص 264.</ref>


== أزواجه ==
== أزواجه ==
مستخدم مجهول