ليلة جرح الإمام علي (ع) تطلق على ليلة 19 رمضان، ففي سحر هذه الليلة جرح الإمام علي (ع) سنة 40 للهجرة بضربة سيف، ضربه ابن ملجم المرادي في مسجد الكوفة؛ ما أدى إلى استشهاد الإمام علي (ع) في يوم 12 رمضان.

لوحة جرح الإمام علي (ع) من أعمال يوسف عبدي نجاد

جرح الإمام علي (ع)

ورد أن إفطار الإمام علي (ع) كان عند بنته أم كلثوم في ليلة 19 رمضان.[١] وروى ابن سعد عن الإمام الحسن المجتبى (ع) أنّ الإمام علي (ع) في تلك ليلة رأى النبي (ص) في المنام وشكى له حاله وما لقيه من الأمة من بعده، فقال النبي (ص) له ادعو عليهم، فقال الإمام: "اللهم بدّلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي شراً مني".[٢] وقد وردت هذه الرواية أيضا في نهج البلاغة.[٣]

قتلة الإمام علي (ع)

ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى أن ابن ملجم المرادي والبرك بن عبيد الله التميمي الصُريمي وعمرو بن بكر التميمي اتفقوا على أن يقتلوا الإمام علي (ع)، ومعاوية، وعمرو بن العاص. فجاء ابن ملجم إلى الكوفة وتعرف على امرأة باسم قطام بنت شجنة بن عدي وخطبها، وجعلت قسما من صداقها قتل الإمام علي (ع)، وقالت لابن ملجم أيضا أنك أتيت إلى الكوفة لتنفيذ هذا الأمر. قضى ابن ملجم ليلة 19 رمضان في بيت الأشعث بن قيس الكندي. وسمّ سيفه، وفي سحر ليلة 19 رمضان ضرب الإمام علي في مسجد الكوفة، وشاركه في هذه العملية شبيب بن بَجَرة الأشجعي،[٤] وحسب ما ورد في كشف الغمة أن ابن ملجم ضرب رأس الإمام ووقعت ضربته في مكان ضربة عمرو بن عبد ود في غزوة الخندق.[٥]

بعد أن ضرب الإمام علي (ع) بادر المسلمون الحاضرون هناك إلى القبض على الضاربين، فكان أحدهما شبيب بن بجرة وهو من الخوارج وقد رافق ابن ملجم في تلك الليلة وعندما أراد ضرب الإمام أخطأ في ضربه ووقعت الضربة على طاق الحائط قبض عليه رجل ممن كان هناك وصرع ابن بجرة، وجلس على صدره ، وأخذ السيف من يده ليقتله به ، فرأى الناس أتوا نحوه فخشي أن يقتلوه بدلا عن ابن بجره ولا يسمعوا كلامه على أنه لم يكن القاتل ، فوثب عن صدر بجرة وتركه ورمى السيف من يده ، فانتهز شبيب الفرصة وهرب حتى دخل منزله ، ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره ، فقال له : ما هذا ، لعلك قتلت أمير المؤمنين ؟ فأراد أن يقول: لا ، فقال : نعم ، فوثب عليه ابن عمه، فقتله .

زمن الجرح

اختلف الأخبار حول متى جرح الإمام علي (ع) بالسيف، فرواية تقول عند دخوله في المسجد هجوموا عليه وانجرح.[٦] والأخبار الأخرى تتحدث أن الإمام أصيب عندما كان يوقظ من كان نائما في المسجد للصلاة.[٧] ويُروى عن ميثم التمار أن الإمام علي (ع) كان في الصلاة وتحديدا في الركعة الأولى وبعد أن قرأ 11 آية من سورة الأنبياء ضربه ابن ملجم على رأسه،[٨] وبحسب بعض الأخبار أن جعدة بن هبيرة ابن أخت الإمام وعامله أكمل الصلاة بدل الإمام، وورد أيضا أن الإمام هو نفسه أكمل الصلاة بصورة مختصرة.[٩] من علماء الشيعة الشيخ الطوسي، ومن العلماء السنة المتقي الهندي، وابن عساكر -نقلا عن كتاب الفضائل لابن حنبل- وابن عبد البر في الاستيعاب رووا هذا الحدث.[١٠]

فزت ورب الكعبة

بناء على ما ورد في الكتب التاريخية بعد أن أصيب الإمام علي (ع) بالسيف على رأسه قال: فزت ورب الكعبة، وذكر هذه العبارة ابن أبي الدنيا في مقتل الإمام أمير المؤمنين،[١١] وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق[١٢] والشريف الرضي الخصائص الأئمة.[١٣]

 
مراسيم ليلة 19 رمضان في مصلى الإمام الخميني في تبريز (25 مايو 2019م)[١٤]

أعمال الليلة التاسعة عشرة

الليلة التاسعة عشرة من الليالي التي يتوقع الشيعة فيها أن تكون ليلة القدر، فهناك أعمال مشتركة ذكرها علماء الشيعة لليالي القدر، وقد يقيم الشيعة أيضا العزاء للإمام علي (ع) في هذه الليالي، ومن الأعمال الخاص لليلة 19 رمضان قول مئة مرة اللهم الْعَنْ قَتَلَةَ اَميرِ المؤمنين.[١٥]

اعمال شب نوزدهم أعمال الليلة التاسعة عشرة
الأعمال المشتركة مع سائر ليالي القدر
الأعمال الخاصة لليلة 19
  • مائة مرّة «اَستَغفِرُ اللهَ رَبّي واَتوبُ اِليهِ»
  • مائة مرّة «اَلّلهُمَّ العَن قَتَلَةَ اَميرِ المُؤمِنينَ»
  • دعاء: «اَللّهُمَّ اْجْعَلْ فيـما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ، وَفيـما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ،...»[١٧]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. حسینی مطلق، شهید تنها، ۱۳۸۶ق، ص۱۱۴
  2. ابن‌سعد، الطبقات الکبری، ۱۴۱۸ق، ج۳، ص ۲۶
  3. فيض الاسلام اصفهانى، على‌نقى، نهج البلاغه، ج۱، ص۱۶۵، قصار ۶۹.
  4. ابن‌سعد، الطبقات الکبری، ۱۴۱۸ق، ج۳، ص ۲۵-۲۸
  5. اربلی، كشف الغمة، ج۱، ص۴۱۶.
  6. ابن‌ابی الدنیا، مقتل امام امیرالمومنین، ۱۴۱۱ق، ص۲۹، ۳۵.
  7. ابن‌ابی‌الدنیا، مقتل امام امیرالمومنین، ۱۴۱۱ق، ص ۲۸، ۳۳
  8. ابن ابی الدنیا، مقتل الامام امیرالمؤمنین، نشر تاسوعا، ص۴۶.
  9. ابن‌ابی‌الدنیا، مقتل امام امیرالمومنین، ۱۴۱۱ق، ص۳۰.
  10. جعفریان، تاریخ خلفا، ۱۳۸۷ش، ص۳۳۹.
  11. ابن‌ابی‌الدنیا، مقتل امام امیرالمومنین، ۱۴۱۱ق، ص۳۹.
  12. ابن‌عساکر، تاریخ مدینه دمشق، ۱۴۱۵ق، ج۴۲، ص۵۶۱.
  13. سید رضی، خصائص الائمه، ۱۴۰۶ق، ص۶۳.
  14. «مراسم شب نوزدهم ماه رمضان در تبریز به روایت تصویر»، خبرگزاری تسنیم.
  15. قمی، کلیات مفاتیح الجنان، ۱۳۸۴ش، اعمال مخصوصه شب‌های قدر، ص۳۶۶.
  16. قمی، کلیات مفاتیح الجنان، ۱۳۸۴ش، اعمال مخصوصه شب‌های قدر، ص۳۶۴-۳۶۶.
  17. قمی، کلیات مفاتیح الجنان، ۱۳۸۴ش، اعمال مخصوصه شب‌های قدر، ص۳۶۵.

منابع

  • ابن‌ابی‌الدنیا، عبدالله بن محمد، مقتل الامام امیرالمومنین علی بن ابی‌طالب، قم، مجمع احیاء الثقافة الاسلامیة، ۱۴۱۱ق.
  • ابن‌سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دار الکتب العلمیة، ۱۴۱۸ق.
  • ابن‌عساکر، علی بن حسن، تاریخ مدینه دمشق، بیروت، دار الفکر، ۱۴۱۵ق.
  • جعفریان، رسول، تاریخ خلفا، قم، انتشارات دلیل ما، ۱۳۸۷ش.
  • حسینی مطلق، سید محمدرضا، شهید تنها، قم، انتشارات کوثر کویر، ۱۳۸۶ق.
  • سید رضی، محمد بن حسین، خصائص الائمه، مشهد، آستان قدس رضوی، ۱۴۰۶ق.
  • قمی، شیخ عباس، کلیات مفاتیح الجنان، قم، مطبوعات دینی، ۱۳۸۴ش.
  • مفید، محمد بن محمد، الارشاد في معرفة حجج الله على العباد، تصحیح: مؤسسة آل البيت، كنگره شيخ مفيد، قم چاپ اول، ۱۴۱۳ق.
  • «مراسم شب نوزدهم ماه رمضان در تبریز به روایت تصویر»، خبرگزاری تسنیم، تاریخ درج مطلب: ۴ خرداد ۱۳۹۸ش، تاریخ بازدید: ۵ اردیبهشت ۱۴۰۳ش.