مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «واقعة سقيفة بني ساعدة»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٧: | سطر ٤٧: | ||
'''الأنصار في السقيفة؛''' | '''الأنصار في السقيفة؛''' | ||
ما جرى في السقيفة كما يرويه الطبري: "حينما قبض [[النبي]]{{صل}} كانت الأنصار اجتمعت في سقيفة بني ساعدة ليولّون [[سعد بن عبادة]]، الأمر بعد النبي{{صل}} وأخرجوه وهو مريض، فشخص آخر يتكلم بكلامه ويسمع الناس. بعد ما ذكر للأنصار من فضائل لم يتّسم بها قبيلة من [[العرب]] | ما جرى في السقيفة كما يرويه الطبري: "حينما قبض [[النبي]]{{صل}} كانت الأنصار اجتمعت في سقيفة بني ساعدة ليولّون [[سعد بن عبادة]]، الأمر بعد النبي{{صل}} وأخرجوه وهو مريض، فشخص آخر يتكلم بكلامه ويسمع الناس. بعد ما ذكر للأنصار من فضائل لم يتّسم بها قبيلة من [[العرب]]، إلى أن ينتهي ويدعوهم بالإستئثار بالحكم،<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 12-15.</ref> فيؤيده القوم ويصفوه بـ[[صالح المؤمنين]] لتولي الأمر، ثم يتردّد فيما بينهم". | ||
جاء على رواية [[أبي مخنف]]، الذي ذكره الطبري في تاريخه:<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 455-456.</ref> | جاء على رواية [[أبي مخنف]]، الذي ذكره الطبري في تاريخه:<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 455-456.</ref> | ||
فيوعز سعد إليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة، غير مكترثين بآراء الناس بهذه العبارة: "استبدوا بهذا الأمر دون الناس".<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref> | فيوعز سعد إليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة، غير مكترثين بآراء الناس بهذه العبارة: "استبدوا بهذا الأمر دون الناس".<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref> | ||
فيجيبوه بأجمعهم: " | فيجيبوه بأجمعهم: "وُفقت في الرأى وأصبت في القول ولن نعدو ما رأيت، نوليك هذا الأمر فإنك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضى ثم إنهم ترادّوا الكلام بينهم" في ما لو أبت مهاجرة قريش فقالت: "نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون ونحن عشيرته وأولياؤه فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده"؟ | ||
فاقترحت طائفة منهم أن يجيبوهم: "منّا أمير ومنكم أمير ولن نرضى بدون هذا الأمر أبداً" فقال سعد بن عبادة حين سمعها هذا أول الوهن. | فاقترحت طائفة منهم أن يجيبوهم: "منّا أمير ومنكم أمير ولن نرضى بدون هذا الأمر أبداً" فقال سعد بن عبادة حين سمعها هذا أول الوهن. | ||
وهكذا تداول حشد الأنصار الأمر فيما بينهم قبل أن يلتحق بهم أعلام المهاجرين.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455 - 459.</ref> | وهكذا تداول حشد الأنصار الأمر فيما بينهم قبل أن يلتحق بهم أعلام المهاجرين.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455 - 459.</ref> | ||
سطر ١٤٦: | سطر ١٤٦: | ||
وعن [[أبان بن تغلب]] في الاحتجاج عندما يسأل من [[أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق|أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق]]{{ع}} عن أصحاب الرسول فيمن أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه في مجلس [[رسول الله|رسول الله،]] فيجيب: | وعن [[أبان بن تغلب]] في الاحتجاج عندما يسأل من [[أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق|أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق]]{{ع}} عن أصحاب الرسول فيمن أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه في مجلس [[رسول الله|رسول الله،]] فيجيب: | ||
نعم، كان الذي أنكر على أبي بكر إثنا عشر رجلاً من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص، وكان من [[بني أمية]]، و[[سلمان الفارسي]]، و[[أبو ذر الغفاري]]، و[[المقداد بن الأسود الكندي]]، و[[عمار بن ياسر]]، و[[بريدة الأسلمي]]. | نعم، كان الذي أنكر على أبي بكر إثنا عشر رجلاً من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص، وكان من [[بني أمية]]، و[[سلمان الفارسي]]، و[[أبو ذر الغفاري]]، و[[المقداد بن الأسود الكندي]]، و[[عمار بن ياسر]]، و[[بريدة الأسلمي]]. | ||
ومن الأنصار: [[أبو الهيثم بن التيهان]]، وسهل وعثمان ابنا حنيف، | ومن الأنصار: [[أبو الهيثم بن التيهان]]، وسهل وعثمان ابنا حنيف، و[[خزيمة بن ثابت]] (ذو الشهادتين)، و[[أبي بن كعب]]، [[أبو أيوب الأنصاري|وأبو أيوب الأنصاري.]]<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 25، ص 5؛ موسوعة الإمام عي نقلاً عن الاحتجاج، 37/186/1، الخصال، 4/461 عن زيد بن وهب.</ref> | ||
وهناك من يرى بأن الذين بايعوا، إنما بايعوا كرهاً.<ref>العاملي، الصحيح، ج 33، ص 304 نقلاً عن شرح النهج للمعتزلي، ج 1، ص 219 وج 6، ص 9، و11 و19 و40 و47 و48 و49.</ref> | وهناك من يرى بأن الذين بايعوا، إنما بايعوا كرهاً.<ref>العاملي، الصحيح، ج 33، ص 304 نقلاً عن شرح النهج للمعتزلي، ج 1، ص 219 وج 6، ص 9، و11 و19 و40 و47 و48 و49.</ref> | ||
وهناك تقارير عن وقائع ما بعد بيعة السقيفة تقول عندما بويع أبو بكرٍ يوم السقيفة، وجُدِّدت البيعة له على العامَّة، خرج عليٌبن أبي طالب فقال: "أفسدت علينا اُمورنا، ولم تستشر ولم ترع لنا حقّاً. فقال أبو بكر: بلى، ولكني خشيت الفتنة...ولم يبايعه أحد من بني هاشم حتّى ماتت [[فاطمة]] رضي اللّه عنها".<ref>الريشهري، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ، ج 3، ص 58 نقلاً عن مروج الذهب، ج 2، ص 307 وابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 30-31 ومشاهير علماء الأمصار، ص 22.</ref> | |||
تجمع الروايات على أنه بلغ [[عمر بن الخطاب]]، أنباء من تجمعوا في دار فاطمة، فقام برفقة جماعة، باقتحام البيت وفيه علي مع ثلة من المهاجرين منهم [[طلحة ابن عبيد الله|طلحة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] بغية | تجمع الروايات على أنه بلغ [[عمر بن الخطاب]]، أنباء من تجمعوا في دار فاطمة، فقام برفقة جماعة، باقتحام البيت وفيه علي مع ثلة من المهاجرين منهم [[طلحة ابن عبيد الله|طلحة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] بغية إرغامهم على البيعة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 269؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 29، المرتضى، الشافي في الإمامة، ج 3، ص 240؛ الطبرسي، الإحتجاج، ج 1، ص 183، 36.</ref> | ||
==البواعث لتجمع الأنصار== | ==البواعث لتجمع الأنصار== | ||
إن التسائل عن الأسباب التي أدت إلى أن تهرع الأنصار بجناحيها الأوس والخزرج إلى عقد مؤتمرهم، والرسول لم يغيّبه مثواه الأخير بعد عن عيون القوم، بات قائما وفي محله. | إن التسائل عن الأسباب التي أدت إلى أن تهرع الأنصار بجناحيها الأوس والخزرج إلى عقد مؤتمرهم، والرسول لم يغيّبه مثواه الأخير بعد عن عيون القوم، بات قائما وفي محله. | ||
فالبعض يرجع السبب إلى استشعار الأنصار بالخطورة والقصد لتداركها قبل أن ينتقل [[رسول الله]] إلى الرفيق الأعلى | فالبعض يرجع السبب إلى استشعار الأنصار بالخطورة والقصد لتداركها قبل أن ينتقل [[رسول الله]] إلى الرفيق الأعلى.<ref> بيضون، رفتارشناسي امام علي(ع)،، ص 29-30.</ref> | ||
يرى البعض بأن ما دعى لإجتماع الأنصار وأن يوجّه سعد بن عبادة خطابه لهم في السقيفة، يمكن أن يكون إما عفوياً ونابعاً من حبّه للمنصب، أو تفادياً لما كان يخطّط له أعلام [[المهاجرين]]. وأن إتخاذ هكذا مواقف في تلك اللحظة الحساسة، جاء كردة فعل لما كان يستعد له المهاجرون -على الأرجح- وليس من أجل المخالفة لوصايا النبي{{صل}}، والتي تشمل: [[حديث الإنذار يوم الدار]]، [[حديث المنزلة]]، [[حديث الوراثة]]، [[حديث الإمارة]]، [[حديث الوصاية]]، [[حديث مدينة العلم]]، [[حديث الهداية]]، [[حديث الولاية]]، [[حديث السفينة]]، [[حديث الثقلين]]، [[حديث إثني عشر خليفة]]، و[[حديث الغدير]]...<ref>الريشهري، راجع موسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ.</ref> | يرى البعض بأن ما دعى لإجتماع الأنصار وأن يوجّه سعد بن عبادة خطابه لهم في السقيفة، يمكن أن يكون إما عفوياً ونابعاً من حبّه للمنصب، أو تفادياً لما كان يخطّط له أعلام [[المهاجرين]]. وأن إتخاذ هكذا مواقف في تلك اللحظة الحساسة، جاء كردة فعل لما كان يستعد له المهاجرون -على الأرجح- وليس من أجل المخالفة لوصايا النبي{{صل}}، والتي تشمل: [[حديث الإنذار يوم الدار]]، [[حديث المنزلة]]، [[حديث الوراثة]]، [[حديث الإمارة]]، [[حديث الوصاية]]، [[حديث مدينة العلم]]، [[حديث الهداية]]، [[حديث الولاية]]، [[حديث السفينة]]، [[حديث الثقلين]]، [[حديث إثني عشر خليفة]]، و[[حديث الغدير]]...<ref>الريشهري، راجع موسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ.</ref> |