نقابة الطالبيين
نقابة الطالبيين من التشكيلات الرسمية الإدارية للحكومات، بدأت في القرن الثالث الهجري...ففي كل بلد يُعيَّن أحد الطالبيين للنقابة، مهمّته رعاية شؤون الطالبيين والاحتفاظ على مشجَّرات أنسابهم.
وكان يتم تعيينه من قِبل «نقيب النقباء» الذي يعيّنه السلطان. وكان هذا المنصب بمستوى (الوزارة) في أجهزة بعض الحكومات.
بدء التأسيس
كان يُدعى مَن يتولّى هذا المنصب في العصر العباسي (نقيب الطالبيين) أو (نقيب الطالبيين أو العلويين)، ثمّ دُعي في العصور المتأخرة (نقيب الأشراف).[١]
فأول من أسس النقابة للطالبيين هو الحسين ابن أبي الغنائم، فجعله المستعين الذي مات 252 هـ، نقيباً وأمره بنصب نقباء البلاد، وهو ابن عُمَر أمير الحاج بن يحيى المحدث بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.[٢]
ولقب الشريف أُطلق في الصدر الأول على من كان من أهل البيت، سواء كان حسنياً أم حسينياً أم علَوياً من ذريّة محمّد بن الحنفيّة أو غيره من أولاد أمير المؤمنين، أم جعفرياً أم عقيلياً أم عباسياً...فلمّا وَليَ الخلافة الفاطميون بمصر حصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين فقط.[٣]
وبقيت لهذا المنصب أهمّيته على مرّ القرون، فلا يكون النقيب إلاّ «من شيوخ هذه الطائفة وأجلّهم قَدراً». كما بقيت للنقيب حتّى القرن التاسع الهجري تلك الواجبات والحقوق التي كانت له في العصر العباسي ممّا دوّنه الماوردي في كتابه (الأحكام السلطانية).[٤]
النقيب، وجمعه "نقباء"، وهو الباحث عن القوم وأحوالهم. وهو الأمين والكفيل عليهم.
التعاريف
النقابة
اصطلاحاً موضوعة على صيانة ذوي الأنساب الشريفة عن ولاية من لا يكافئهم في النسب ولا يساويهم في الشرف، ليكون فيهم أحبى وأمره فيهم أمضى. كما أنها على ضربين: خاصة وعامة.[٥]
فأما الخاصة فهي أن يقتصر بنظره على مجرد النقابة من غير تجاوز لها إلى الحكم وإقامة حد، فلا يكون العلم في شروطها ويلزمه في النقابة على أهله من حقوق النظر...[٦]
وأما النقابة العامة: فعمومها أن يراد اليه في النقابة عليهم مع ما قدمناه من حقوق النظر...، فللأول 12 حقاً وللثاني 5 حقوق.[٧]
النقيب
فأطلق في العصور الأولى للإسلام على الوسائط والروابط بين الحكومة والأمة أي بين العشيرة أو القبيلة وبين الأمير أو الإمام، وكانت مهمته التعرف على حاجات الطرفين وتوقعاتهما بوسائط منصوبة أو منتخبة، يراقبون الأمة ويترددون بينها وبين الحكومة أو بينها وبين الإمام.[٨]
ويعود تشريع النقابة في الإسلام إلى عهد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله حين أخذ بيعة العقبة الثانية من أهل المدينة، فطلب منهم أن يُخرجوا اثني عشر نقيباً؛ ليكونوا كفلاء عليهم كما كان الحواريون كفلاء على عيسى بن مريم عليه السلام. فأخرجوا له تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.[٩]
وكان يدعى من يتولّى منصب النقابة في العصر العباسي نقيب الطالبيين أو نقيب العلويين ثم دعي في العصور اللاحقة نقيب الأشراف. والأشراف المقصودون بهذا الإسم هم كل من كان من أهل البيت سواء كان حسنيا أو حسينا أو علويا من ذرية محمد بن الحنفية أو من غيره من أولاد علي بن أبي طالب أو جعفرياً أو عقيلياً أو عباسياً.[١٠]
الهوامش
- ↑ الأمين، محسن، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ج 11، ص 436.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 16، ص 58.
- ↑ الأمين، حسن، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ج 11، ص 436.
- ↑ الأمين، حسن، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ج 11، ص 436.
- ↑ الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 126.
- ↑ الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 126.
- ↑ الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 127.
- ↑ المنتطري، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، ج 2، ص 571.
- ↑ المنتطري، دراسات في ولاية الفقيه، ج 2، ص 571.
- ↑ الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 92 - 94.
المصادر والمراجع
- الأمين، حسن، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ط 2، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1401 هـ.
- الطهراني، الآغا بزرك، الذريعة الى تصانيف الشيعة، قم، اسماعيليان، 1408 هـ.
- الماوردي، علي بن محمد، الأحكام السلطانية والولايات الدينية، مكة، توزيع دار التعاون للنشر والتوزيع عباس أحمد الباز، ط 2، 1386 هـ.
- المنتظري، حسينعلي، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، بيروت، الدار الإسلامية للطباعة والنشر، ط 2، 1988 م.