انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المحسن بن علي بن أبي طالب (ع)»

imported>Baselaldnia
imported>Baselaldnia
سطر ١٦٧: سطر ١٦٧:
==تاريخ شهادته==
==تاريخ شهادته==


لم تحدد لنا الوثائق التاريخية اليوم الذي استشهد فيه المحسن إلا أنّ التأمل في تلك الوثائق يكشف لنا عن تحديد إجمالي للواقعة لا يتعدى الشهر بعد رحيل [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص) الا بأيام قلائل على أقصى التقادير، ومن هنا لا يصح ما اشتهر من كون الإسقاط حصل بعد أيّام من رحيله (ص)؛ ولعل منشأ التوهم يعود إلى تصوّر البعض بأنّ بيت فاطمة (ع) قد تعرض لهجوم واحد. في حين أنّ البيت تعرض لأكثر من هجوم، ولم يقع في الهجوم الأوّل مصادمة بين الجهتين لينجر الأمر إلى سقوط المحسن. وعليه فما يؤرخ له تحت عنوان [[الأيام المحسنية]] في الأيام الأولى من [[ربيع الأول]] لا ينسجم مع الواقع التاريخي.
لم تحدد لنا الوثائق التاريخية اليوم الذي استشهد فيه المحسن إلا أنّ التأمل في تلك الوثائق يكشف لنا عن تحديد إجمالي للواقعة لا يتعدى الشهر بعد رحيل [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] {{صل}} إلا بأيام قلائل على أقصى التقادير، ومن هنا لا يصح ما اشتهر من كون الإسقاط حصل بعد أيّام من رحيله {{صل}}، ولعل منشأ التوهم يعود إلى تصوّر البعض بأنّ بيت [[فاطمة]] {{عليها السلام}} قد تعرض لهجوم واحد، في حين أنّ البيت تعرض لأكثر من هجوم، ولم يقع في الهجوم الأوّل مصادمة بين الجهتين لينجر الأمر إلى سقوط المحسن، وعليه فما يؤرخ له تحت عنوان [[الأيام المحسنية]] في الأيام الأولى من [[ربيع الأول]] لا ينسجم مع الواقع التاريخي.


والشاهد على ذلك أنّ [[الزهراء]] {{عليها السلام}} مارست بعد تلك الأيام وخلال شهر من رحيل [[النبي الأكرم]] (ص) نشاطات سياسية وتحركات اجتماعية تحتاج إلى سلامة بدن، بالإضافة إلى رجوع جيش [[أسامة بن زيد]] إلى [[المدينة]] وعلاقته بالهجوم على بيت [[الإمام علي|علي]] {{عليه السلام}}، ولاريب أنّ الرجوع لم يكن في الأيام الأولى بل رجع بعد أن عسكر خارج المدينة أكثر من شهر.
والشاهد على ذلك أنّ [[الزهراء]] {{عليها السلام}} مارست بعد تلك الأيام وخلال شهر من رحيل [[النبي الأكرم]] {{صل}} نشاطات سياسية وتحركات اجتماعية تحتاج إلى سلامة بدن، بالإضافة إلى رجوع جيش [[أسامة بن زيد]] إلى [[المدينة]] وعلاقته بالهجوم على بيت [[الإمام علي|علي]] {{ع}}، ولاريب أنّ الرجوع لم يكن في الأيام الأولى بل رجع بعد أن عسكر خارج المدينة أكثر من شهر.


===الحركة الاجتماعية والسياسية للسيدة الزهراء (ع)===
===الحركة الاجتماعية والسياسية للسيدة الزهراء {{عليها السلام}}===


من القضايا التي دخلت فيها [[الزهراء]] (ع) في نزاع من السلطة هي قضية [[فدك]] وغصبها من قبل [[الخليفة]]، وهذا يحتاج إلى قوة بدنية تساعد على التحرك. وقد أشار [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] {{عليه السلام}} إلى أن [[السيدة فاطمة الزهراء|السيدة فاطمة]] (ع) بقيت آثار العصرة القاسية في جسمها، وأصبحت مريضة عليلة حزينة.<ref>الطبري، دلائل الامامة، ص 134.</ref> مما يدل على أن تحركاتها (ع) ضد السلطة الحاكمة كانت قبل مرضها وعجزها عن الحركة، ومن أبرز مصاديق ذلك التحرك:
من القضايا التي دخلت فيها [[الزهراء]] {{ع}} في نزاع من السلطة هي قضية [[فدك]] وغصبها من قبل [[الخليفة]]، وهذا يحتاج إلى قوة بدنية تساعد على التحرك. وقد أشار [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] {{عليه السلام}} إلى أن [[السيدة فاطمة الزهراء|السيدة فاطمة]] {{عليها السلام}} بقيت آثار العصرة القاسية في جسمها، وأصبحت مريضة عليلة حزينة.<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص134.</ref> مما يدل على أن تحركاتها {{عليها السلام}} ضد السلطة الحاكمة كانت قبل مرضها وعجزها عن الحركة، ومن أبرز مصاديق ذلك التحرك:


====طلب المؤازرة من الأنصار والمهاجرين====
====طلب المؤازرة من الأنصار والمهاجرين====


سجّل لنا التاريخ أنّ السيدة الزهراء (ع) كان تدور على بيوت [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] طالبة منهم المؤازرة والدعم في إحقاق الحقّ، فقد روي عن [[سلمان الفارسي]]، أنّ [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} حمل فاطمة (ع)، وأخذ بيدي ابنيه [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] {{عليه السلام}}، فلم يدع أحداً من أصحاب [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) إلا أتاه في منزله، فناشدهم [[الله]] حقه، ودعاهم إلى نصرته...<ref>كتاب سليم ‌بن قيس، ص153.</ref>‏ مضيفاً أن فاطمة (ع) لم تزل– بعد ضربها- صاحبة فراش حتى ماتت (ع) من ذلك شهيدة.<ref>كتاب سليم‌ بن قيس الهلالي، ص146و 148.</ref> مما يكشف عن أن تحركها حول بيوت الأنصار والمهاجرين كان قبل ضربها وفي وقت لم يكن الهجوم على دارها الذي أسقط فيه المحسن قد تم من قبل رجال الخليفة.
سجّل لنا التاريخ أنّ [[السيدة الزهراء]] {{عليها السلام}} كان تدور على بيوت [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] طالبة منهم المؤازرة والدعم في إحقاق الحقّ، فقد روي عن [[سلمان الفارسي]]، أنّ [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} حمل فاطمة {{عليها السلام}} ، وأخذ بيدي ابنيه [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] {{هما}}، فلم يدع أحداً من أصحاب [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] {{صل}} إلا أتاه في منزله، فناشدهم [[الله]] حقه، ودعاهم إلى نصرته...<ref>الهلالي، كتاب سليم ‌بن قيس، ص153.</ref>‏ مضيفاً أن فاطمة {{عليها السلام}} لم تزل– بعد ضربها- صاحبة فراش حتى ماتت {{عليها السلام}} من ذلك شهيدة.<ref>الهلالي، كتاب سليم‌ بن قيس الهلالي، ص146-148.</ref> مما يكشف عن أن تحركها حول بيوت الأنصار والمهاجرين كان قبل ضربها وفي وقت لم يكن الهجوم على دارها الذي أسقط فيه المحسن قد تم من قبل رجال الخليفة.


====الخطبة الفدكية====
====الخطبة الفدكية====
{{مفصلة|الخطبة الفدكية}}
{{مفصلة|الخطبة الفدكية}}
هذه القرينة تدلّ أيضاً على أنّ حركة السيدة فاطمة (ع) كانت قبل الهجوم على دارها وضربها، وقد وصف [[ابن أبي الحديد]] ذهابها إلى المسجد، قائلاً: «لما بلغ فاطمة (ع) إجماع [[أبي بكر]] على منعها [[فدك]] لاثت خمارها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها تطأ في ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (ص)، حتى دخلت على أبي بكر...»<ref>ابن ‌أبي الحديد، ج16، ص263.</ref> ويستفاد من قوله «ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (ص)» أنها كانت في سلامة من بدنها، وإلا لما شابهت مشيتها، وتطابقت مع مشي رسول الله (ص) مما يدل على أن [[الخطبة الفدكية]] هي الأخرى وقعت قبل الهجوم على الدار وحادثة الإسقاط.
هذه القرينة تدلّ أيضاً على أنّ حركة [[السيدة فاطمة (ع)|السيدة فاطمة]] {{عليها السلام}} كانت قبل الهجوم على دارها وضربها، وقد وصف [[ابن أبي الحديد]] ذهابها إلى المسجد، قائلاً: «لما بلغ فاطمة {{عليها السلام}} إجماع [[أبي بكر]] على منعها [[فدك]] لبست خمارها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها تطأ في ذيولها ما تخرم مشيتها مشية [[رسول الله|رسول الله]] {{صل}}، حتى دخلت على أبي بكر...»<ref>ابن ‌أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج16، ص263.</ref> ويستفاد من قوله «ما تخرم مشيتها مشية رسول الله {{صل}}» أنها كانت في سلامة من بدنها، وإلا لما شابهت مشيتها، وتطابقت مع مشي رسول الله {{صل}}  مما يدل على أن [[الخطبة الفدكية]] هي الأخرى وقعت قبل الهجوم على الدار وحادثة الإسقاط.


===رجوع جيش أسامة بن زيد إلى المدينة===
===رجوع جيش أسامة بن زيد إلى المدينة===
{{مفصلة|جيش أسامة}}
{{مفصلة|جيش أسامة}}
ذكر المؤرخون أن [[الهجوم على بيت الزهراء(ع)|الهجوم على بيت فاطمة]] (ع) حصل بعد رجوع جيش [[أسامة بن زيد]] إلى [[المدينة]] بعد أن كان معسكراً خارجها لأكثر من شهر، مستدلين على ذلك بوجود بريدة بن الحصيب الأسلمي الذي كان في عداد جيش أسامة من جهة، وكان من المعترضين على الهجوم على الدار من جهة أخرى وشهد أحداثها، مما يكشف عن تأخر زمن الهجوم إلى ما بعد رجوع أسامة وجيشه.<ref>اليوسفي الغروي، ص146 و148.</ref>
ذكر المؤرخون أن [[الهجوم على بيت الزهراء(ع)|الهجوم على بيت فاطمة]] {{عليها السلام}} حصل بعد رجوع جيش [[أسامة بن زيد]] إلى [[المدينة]] بعد أن كان معسكراً خارجها لأكثر من شهر، مستدلين على ذلك بوجود بريدة بن الحصيب الأسلمي الذي كان في عداد جيش أسامة من جهة، وكان من المعترضين على الهجوم على الدار من جهة أخرى وشهد أحداثها، مما يكشف عن تأخر زمن الهجوم إلى ما بعد رجوع أسامة وجيشه.<ref>اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ص146-148.</ref>


==مواضيع ذات صلة==
==مواضيع ذات صلة==
مستخدم مجهول