مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو بكر بن أبي قحافة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
| الأعمال = تخلفه عن الذهاب في [[جيش أسامة]] - تنصيبه [[عمر بن الخطاب]] للحكم من بعده | | الأعمال = تخلفه عن الذهاب في [[جيش أسامة]] - تنصيبه [[عمر بن الخطاب]] للحكم من بعده | ||
}} | }} | ||
'''أبو بكر بن أبي قحافة'''، (ت [[سنة 13 هـ|13 هـ]].)، من [[صحابة النبي]] | '''أبو بكر بن أبي قحافة'''، (ت [[سنة 13 هـ|13 هـ]].)، من [[صحابة النبي]]، وقد بويع بعد [[وفاة النبي]] في [[واقعة السقيفة|سقيفة بني ساعدة]]، على الرغم من وصية [[النبي ص|النبي]]{{ص}} بخلافة [[الإمام علي]]{{ع}}. تُعتبر [[هجرة النبي|هجرته]] مع النبي الأكرم{{صل}} من [[مكة]] إلى [[المدينة]] من أهم أحداث حياته، حيث آوى هو والنبي إلى [[غار ثور]]. | ||
هناك قضايا مثيرة للجدل حدثت خلال مدة حكمه القصيرة في تاريخ [[الإسلام]]، منها: [[قضية فدك]]، و[[حروب الردة]]، وبداية [[الفتوحات الإسلامية]]. | هناك قضايا مثيرة للجدل حدثت خلال مدة حكمه القصيرة في تاريخ [[الإسلام]]، منها: [[قضية فدك]]، {{و}}[[حروب الردة]]، وبداية [[الفتوحات الإسلامية]]. | ||
==هويته الشخصية== | ==هويته الشخصية== | ||
سطر ٩٤: | سطر ٩٤: | ||
==حضور في الغزوات== | ==حضور في الغزوات== | ||
وقد ذكر الواقدي حضوره في غزوات [[غزوة بدر|بدر]]، و[[غزوة أحد|أحد]]، و[[غزوة حمراء الأسد|حمراء الأسد]]، و[[غزوة بني النضير|وبني النضير]]، و[[غزوة بدر الموعد|بدر الموعد]]، و[[والمريسيع|المريسيع]]، و[[غزوة الخندق|الخندق]]، و[[غزوة بني قريظة|بني قريظة]]، و[[غزوة بني لحيان|بني لحيان]]، و[[صلح الحديبية|الحديبية]]، <ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 26 و55، 402، 336، 364، 386، 405، 449، 489، 536، و580.</ref> و[[غزوة خيبر|وخيبر]]، و[[فتح مكة]]، و[[غزوة حنين|وحنين]]، و[[غزوة الطائف|الطائف]]، و[[غزوة تبوك|تبوك]]، وكذلك في [[سرية نجد]]، و[[سرية ذات السلاسل]]،<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 644، و722، 770، 782، 813، 900، 931، 991، 996.</ref> ولكن رغم هذا يروى أنه: "لم يرم قط بسهم، ولا سل سيفاً، ولا أراق دماً".<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 13، ص 170.</ref> | وقد ذكر الواقدي حضوره في غزوات [[غزوة بدر|بدر]]، {{و}}[[غزوة أحد|أحد]]، {{و}}[[غزوة حمراء الأسد|حمراء الأسد]]، {{و}}[[غزوة بني النضير|وبني النضير]]، {{و}}[[غزوة بدر الموعد|بدر الموعد]]، {{و}}[[والمريسيع|المريسيع]]، {{و}}[[غزوة الخندق|الخندق]]، {{و}}[[غزوة بني قريظة|بني قريظة]]، {{و}}[[غزوة بني لحيان|بني لحيان]]، {{و}}[[صلح الحديبية|الحديبية]]، <ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 26 و55، 402، 336، 364، 386، 405، 449، 489، 536، و580.</ref> {{و}}[[غزوة خيبر|وخيبر]]، {{و}}[[فتح مكة]]، {{و}}[[غزوة حنين|وحنين]]، {{و}}[[غزوة الطائف|الطائف]]، {{و}}[[غزوة تبوك|تبوك]]، وكذلك في [[سرية نجد]]، {{و}}[[سرية ذات السلاسل]]،<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 644، و722، 770، 782، 813، 900، 931، 991، 996.</ref> ولكن رغم هذا يروى أنه: "لم يرم قط بسهم، ولا سل سيفاً، ولا أراق دماً".<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 13، ص 170.</ref> | ||
==قضية إبلاغ سورة البراءة== | ==قضية إبلاغ سورة البراءة== | ||
سطر ١٠١: | سطر ١٠١: | ||
==أحداث جيش أسامة== | ==أحداث جيش أسامة== | ||
{{مفصلة|جيش أسامة}} | {{مفصلة|جيش أسامة}} | ||
كانت آخر مهمة لأبي بكر [[عمر بن الخطاب|وعمر]] ''[[أبو عبيدة بن الجراح|أبي عبيدة ابن الجراح]]'' وفريق آخر من كبار [[الصحابة]] على حياة النبي (ص) هي حضورهم في جيش [[أسامة بن زيد|أسامة]] بهدف الذهاب إلى [[غزوة مؤتة|مؤتة]] في [[الشام]]، برواية الواقدي<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 1117.</ref> وابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 189ـ 190.</ref> فإن النبي (ص) أمر يوم الإثنين والذي كان يوافق الأيام الأخيرة من [[شهر صفر]]، وهي الأيام الأربعة الأخيرة منه بعد [[حجة الوداع]] وقبل وفاته بعدة أيام، بتجهيز الجيش لغزو [[الروم]] واستدعى أسامة، وأوكل إليه قيادة الجيش،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 184؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 253.</ref> لكن رغم تأكيد رسول الله (ص) الكثير، فإن هذا الجيش لم يتحرك بسبب اعتراض بعض الصحابة على حداثة سن [[أسامة بن زيد|أسامة]] أولاً، ثم بذريعة إعداد العدة للسفر، وأخير بسبب وصول نبأ اشتداد مرض النبي (ص) إلى أسامة وعودته وأبي بكر و[[عمر بن الخطاب|عمر]] وغيرهم من معسكر الجُرف إلى المدينة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص186؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 159ـ 162.</ref> | كانت آخر مهمة لأبي بكر [[عمر بن الخطاب|وعمر]] ''[[أبو عبيدة بن الجراح|أبي عبيدة ابن الجراح]]'' وفريق آخر من كبار [[الصحابة]] على حياة النبي (ص) هي حضورهم في جيش [[أسامة بن زيد|أسامة]] بهدف الذهاب إلى [[غزوة مؤتة|مؤتة]] في [[الشام]]، برواية الواقدي<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 1117.</ref> وابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 189ـ 190.</ref> فإن النبي (ص) أمر يوم الإثنين والذي كان يوافق الأيام الأخيرة من [[شهر صفر]]، وهي الأيام الأربعة الأخيرة منه بعد [[حجة الوداع]] وقبل وفاته بعدة أيام، بتجهيز الجيش لغزو [[الروم]] واستدعى أسامة، وأوكل إليه قيادة الجيش،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 184؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 253.</ref> لكن رغم تأكيد رسول الله (ص) الكثير، فإن هذا الجيش لم يتحرك بسبب اعتراض بعض الصحابة على حداثة سن [[أسامة بن زيد|أسامة]] أولاً، ثم بذريعة إعداد العدة للسفر، وأخير بسبب وصول نبأ اشتداد مرض النبي (ص) إلى أسامة وعودته وأبي بكر {{و}}[[عمر بن الخطاب|عمر]] وغيرهم من معسكر الجُرف إلى المدينة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص186؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 159ـ 162.</ref> | ||
==أحداث الصلاة الجماعة في آخر عمر النبي(ص)== | ==أحداث الصلاة الجماعة في آخر عمر النبي(ص)== | ||
سطر ١٢٠: | سطر ١٢٠: | ||
وعلى هذا فلو كان صلى بالناس في المدينة، فذلك لم يكن بأمر من النبي (ص). وهناك شواهد عديدة تؤيد هذا الأمر: | وعلى هذا فلو كان صلى بالناس في المدينة، فذلك لم يكن بأمر من النبي (ص). وهناك شواهد عديدة تؤيد هذا الأمر: | ||
الف ـ الخبر الذي يأمر فيه النبي (ص) باستدعاء [[علي (ع)]]، لكنه لا يجد أذناً صاغية، بل ويستدعى بدلاً منه أبو بكر [[عمر ابن الخطاب| | الف ـ الخبر الذي يأمر فيه النبي (ص) باستدعاء [[علي (ع)]]، لكنه لا يجد أذناً صاغية، بل ويستدعى بدلاً منه أبو بكر {{و}}[[عمر ابن الخطاب|عمر]] {{و}}[[العباس بن عبد المطلب|العباس]]. | ||
ب ـ نقل خبر في المصادر مضمونه أن النبي (ص) عندما علم بوقت الصلاة قال: "ليصلّ أحد بالناس"، ووقف عمر للصلاة.<ref>المفيد، الأرشاد، ص 97.</ref> | ب ـ نقل خبر في المصادر مضمونه أن النبي (ص) عندما علم بوقت الصلاة قال: "ليصلّ أحد بالناس"، ووقف عمر للصلاة.<ref>المفيد، الأرشاد، ص 97.</ref> | ||
سطر ١٢٦: | سطر ١٢٦: | ||
ج ـ مجيء النبي (ص) وهو في حالة من الضعف بمعونة شخصين ـ علي (ع) [[الفضل بن العباس|والفضل بن العباس]] ـ إلى المسجد وإقامته الصلاة بنفسه.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 179؛ ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2 ، ص 131؛ المفيد، الأرشاد، ص 98.</ref> | ج ـ مجيء النبي (ص) وهو في حالة من الضعف بمعونة شخصين ـ علي (ع) [[الفضل بن العباس|والفضل بن العباس]] ـ إلى المسجد وإقامته الصلاة بنفسه.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 179؛ ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2 ، ص 131؛ المفيد، الأرشاد، ص 98.</ref> | ||
ومع كل هذا ففي رأي علماء الشيعة، أنه على فرض القبول بصحة الروايات المتعلقة بصلاة أبي بكر في أيام مرض النبي (ص) فإن هذا الأمر لن يكون دليلاً على أفضلية أبي بكر في [[الخلافة]]، ذلك أن النبي (ص) قبل تلك الأيام أمر مراراً بقية الصحابة مثل [[أبي عبيدة بن الجراح]] و[[عمرو بن العاص]] و''[[خالد بن الوليد]]'' وأسامة بن زيد وعلي (ع)، بل إنه كان قد أمر أبا بكر مرةً قبل ذلك بأن يصلوا بالناس.<ref>ابن الجوزي، آفة أصحاب الحديث، ص 28.</ref> | ومع كل هذا ففي رأي علماء الشيعة، أنه على فرض القبول بصحة الروايات المتعلقة بصلاة أبي بكر في أيام مرض النبي (ص) فإن هذا الأمر لن يكون دليلاً على أفضلية أبي بكر في [[الخلافة]]، ذلك أن النبي (ص) قبل تلك الأيام أمر مراراً بقية الصحابة مثل [[أبي عبيدة بن الجراح]] {{و}}[[عمرو بن العاص]] و''[[خالد بن الوليد]]'' وأسامة بن زيد وعلي (ع)، بل إنه كان قد أمر أبا بكر مرةً قبل ذلك بأن يصلوا بالناس.<ref>ابن الجوزي، آفة أصحاب الحديث، ص 28.</ref> | ||
==السقيفة== | ==السقيفة== | ||
توفي النبي (ص) يوم الإثنين [[12 ربيع الأول]] من السنة الحادية عشرة بناء على روايات أهل السنة، وفي رواية محدثي الشيعة في [[28 صفر]] من نفس السنة. انتشر خبر وفاة النبي (ص) بسرعة في المدينة المنورة الصغيرة آنذاك، ويبدو أن البعض ممن كانوا يبيتون نوايا للوصول إلى السلطة منذ أيام اشتداد مرض النبي (ص) واحتمال وفاته إثر ذلك المرض بادروا إلى التحرك فور سماعهم هذا النبأ تقريباً، عندما كان علي (ع) والفضل بن العباس وعدد آخر ما يزالون منهمكين بتغسيل جثمان النبي الأعظم (ص). وكان [[سعد بن عبادة]] زعيم [[الأوس والخزرج|الخزرج]] يجلس في [[سقيفة بني ساعدة]] وهو مريض محموم بين فريق من الأنصار ـ [[الأوس والخزرج]] ـ وكان ناطق باسمه يتحدث فضائل الأنصار وكونهم أحق بالخلافة من المهاجرين.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، صص 12 -15.</ref> | توفي النبي (ص) يوم الإثنين [[12 ربيع الأول]] من السنة الحادية عشرة بناء على روايات أهل السنة، وفي رواية محدثي الشيعة في [[28 صفر]] من نفس السنة. انتشر خبر وفاة النبي (ص) بسرعة في المدينة المنورة الصغيرة آنذاك، ويبدو أن البعض ممن كانوا يبيتون نوايا للوصول إلى السلطة منذ أيام اشتداد مرض النبي (ص) واحتمال وفاته إثر ذلك المرض بادروا إلى التحرك فور سماعهم هذا النبأ تقريباً، عندما كان علي (ع) والفضل بن العباس وعدد آخر ما يزالون منهمكين بتغسيل جثمان النبي الأعظم (ص). وكان [[سعد بن عبادة]] زعيم [[الأوس والخزرج|الخزرج]] يجلس في [[سقيفة بني ساعدة]] وهو مريض محموم بين فريق من الأنصار ـ [[الأوس والخزرج]] ـ وكان ناطق باسمه يتحدث فضائل الأنصار وكونهم أحق بالخلافة من المهاجرين.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، صص 12 -15.</ref> | ||
والأخبار المتعلقة بما حدث في السقيفة وما دار بين [[المهاجرين]] [[الأنصار | والأخبار المتعلقة بما حدث في السقيفة وما دار بين [[المهاجرين]] {{و}}[[الأنصار]]، مشهورة. وتقول المصادر إن انتخاب أبي بكر مصحوباً بجدال ونزاع شديدين حتى إن [[الحباب بن المنذر]] من الأنصار شهر سيفه على المهاجرين، وقام [[سعد بن عبادة]] الذي كاد أن يسحق بالأقدام بجذب عمر من لحيته.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 220 ـ 223؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 359.</ref> | ||
ثم خلال ذلك دخلت [[قبيلة بني أسلم]] ذات العلاقة بالمهاجرين بحيث ملأ أفرادها الأزقة فبايعت أبا بكر.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 205؛ فياض، تاريخ الإسلام، ص 131.</ref> وروي عن عمر<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 590 ـ 591: عن أبي بكر</ref> قوله: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله الناس شرها.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص583، 584.</ref> | ثم خلال ذلك دخلت [[قبيلة بني أسلم]] ذات العلاقة بالمهاجرين بحيث ملأ أفرادها الأزقة فبايعت أبا بكر.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 205؛ فياض، تاريخ الإسلام، ص 131.</ref> وروي عن عمر<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 590 ـ 591: عن أبي بكر</ref> قوله: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله الناس شرها.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص583، 584.</ref> | ||
سطر ١٥٩: | سطر ١٥٩: | ||
وفريق آخر ـ شيعة علي (ع) ـ يرى أفراده مسألة الخلافة وقيادة المجتمع الإسلامي أعلى منصب ديني، ويعتقدون بالنص والتعيين في الخلافة مستندين إلى آية "إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. ذرية بعضها من بعض..." ([[سورة آل عمران|آل عمران]]/ 33ـ 34) وإلى كون النبي (ص) [[أهل البيت|وأهل بيته (ع)]] من آل [[إبراهيم عليه السلام|إبراهيم]] ولهم نفس الفضائل والمزايا.<ref>جعفري، ص 14.</ref> | وفريق آخر ـ شيعة علي (ع) ـ يرى أفراده مسألة الخلافة وقيادة المجتمع الإسلامي أعلى منصب ديني، ويعتقدون بالنص والتعيين في الخلافة مستندين إلى آية "إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. ذرية بعضها من بعض..." ([[سورة آل عمران|آل عمران]]/ 33ـ 34) وإلى كون النبي (ص) [[أهل البيت|وأهل بيته (ع)]] من آل [[إبراهيم عليه السلام|إبراهيم]] ولهم نفس الفضائل والمزايا.<ref>جعفري، ص 14.</ref> | ||
وكذلك آية: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" ([[سورة المائدة|المائدة]]/55) وآيات أخرى <ref>المفيد، الجمل، ص 32، 33.</ref> واستناداً إلى أحاديث متواترة أيضاً مثل حديث الدار<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 319 ـ 321؛ ابن حنبل، مسند ابن حنبل، ج 1، ص 111.</ref> و[[حديث الغدير]]<ref>المحب الطبري، ذخائر العقبى، ص 67ـ68؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 208 ـ 214؛ ج 7، ص 346 ـ 351.</ref> | وكذلك آية: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" ([[سورة المائدة|المائدة]]/55) وآيات أخرى <ref>المفيد، الجمل، ص 32، 33.</ref> واستناداً إلى أحاديث متواترة أيضاً مثل حديث الدار<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 319 ـ 321؛ ابن حنبل، مسند ابن حنبل، ج 1، ص 111.</ref> {{و}}[[حديث الغدير]]<ref>المحب الطبري، ذخائر العقبى، ص 67ـ68؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 208 ـ 214؛ ج 7، ص 346 ـ 351.</ref> | ||
==أخذ البيعة من الإمام علي(ع)== | ==أخذ البيعة من الإمام علي(ع)== | ||
سطر ١٧٩: | سطر ١٧٩: | ||
الخبر الأول: | الخبر الأول: | ||
:ذهب عمر إلى بيت علي (ع) في عصابة فيهم [[أسيد بن حضير]] [[سلمة | :ذهب عمر إلى بيت علي (ع) في عصابة فيهم [[أسيد بن حضير]] {{و}}[[سلمة بن أسلم]]، فطلبوا إليه وإلى [[بني هاشم]] أن ينطلقوا إلى المسجد، ويبايعوا أبا بكر، لكنهم رفضوا، وشهر [[الزبير بن العوام]] سيفه، فأخذ سلمة ـ بأمر من عمر ـ السيف من يده وضرب به الجدار، ثم أخذوا الزبير معهم فبايع معهم فبايع، كما بايع بني هشام، إلاّ أن علياً (ع) وقف في مواجهة أبي بكر واستند إلى احتجاج أبي بكر على الأنصار قائلاً: إن الخلافة من حقه هو، فقال عمر: إنك لست متروكاً حتى تبايع، فقال له علي: احلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً، فقال له أبو بكر: فإن لم تبايع فلا أكرهك. عندها طلب إليه [[أبو عبيدة بن الجراح]] أن يسلم الأمر إلى أبي بكر. ثم إن الإمام علياً (ع) ألقى كلمة خاطب بها [[المهاجرين]] مبيناً حقه وأهل البيت في الخلافة وحذّرهم من اتباع هوى أنفسهم ومن الانحراف عن طريق الله. فقال له بشير بن سعد الأنصاري: لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك يا علي قبل بيعتها لأبي بكر، ما اختلف عليك اثنان. وفي المساء حمل علي (ع) فاطمة (ع) بنت رسول الله (ص) على دابة، وذهب إلى مجالس الأنصار لتسألهم النصرة، وكانوا يقولون: يا بنت رسول الله! لو أن زوجك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به....<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 11- 12؛ المفيد، الجمل ص 56، 57.</ref> | ||
الخبر الثاني: | الخبر الثاني: | ||
سطر ٢٠٦: | سطر ٢٠٦: | ||
ويرى البعض أن سكان الجزيرة العربية – عدا [[المسلمين]] الراسخين – كانوا آنذاك ثلاث فرق: 1- فريق ارتد عن الإسلام تماماً؛ 2- فريق امتنع عن أداء الزكاة فقط، إلا أنه يؤمن بالصلاة؛ 3-الصنف الأخير وهم الأكثرية الذين كانوا في حالة ترقب.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 241؛ فياض، تاريخ الإسلام، ص 133.</ref> | ويرى البعض أن سكان الجزيرة العربية – عدا [[المسلمين]] الراسخين – كانوا آنذاك ثلاث فرق: 1- فريق ارتد عن الإسلام تماماً؛ 2- فريق امتنع عن أداء الزكاة فقط، إلا أنه يؤمن بالصلاة؛ 3-الصنف الأخير وهم الأكثرية الذين كانوا في حالة ترقب.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 241؛ فياض، تاريخ الإسلام، ص 133.</ref> | ||
كما عدّ البعض قسماً من هذه الحروب وكذلك قتل [[مالك بن نويرة]] على يد [[خالد بن الوليد]] وتأييد أبي بكر لخالد، مخالفاً [[القرآن الكريم|للكتاب]] و[[السنة]]، ومما يعاب عليه.<ref>المرتضى، الشافي في الإمامة، ج 4، ص 161 -167؛ الطباطبائي، الشيعة في الإسلام، ص 11.</ref> ورأى بعض كبار [[الصحابة]] و[[أهل السنة]] مثل [[أبو قتادة الأنصاري|أبي قتادة الأنصاري]] ''و[[عبد الله بن عمر]]،'' وحتى [[عمر بن الخطاب|عمر]] نفسه بشأن قتل مالك يتطابق ورأي علماء الشيعة.<ref>اليعقوبي، تاريخ ايعقوبي، ج 2، ص 131- 132؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 278- 280؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 295- 296.</ref> | كما عدّ البعض قسماً من هذه الحروب وكذلك قتل [[مالك بن نويرة]] على يد [[خالد بن الوليد]] وتأييد أبي بكر لخالد، مخالفاً [[القرآن الكريم|للكتاب]] {{و}}[[السنة]]، ومما يعاب عليه.<ref>المرتضى، الشافي في الإمامة، ج 4، ص 161 -167؛ الطباطبائي، الشيعة في الإسلام، ص 11.</ref> ورأى بعض كبار [[الصحابة]] {{و}}[[أهل السنة]] مثل [[أبو قتادة الأنصاري|أبي قتادة الأنصاري]] ''و[[عبد الله بن عمر]]،'' وحتى [[عمر بن الخطاب|عمر]] نفسه بشأن قتل مالك يتطابق ورأي علماء الشيعة.<ref>اليعقوبي، تاريخ ايعقوبي، ج 2، ص 131- 132؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 278- 280؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 295- 296.</ref> | ||
وكان أبو بكر - وكما أمر قادة الجيوش- ورغم ظاهره السمح والمعتدل، حازماً جداً في قمع المتمردين ومعاقبتهم، فبعض الروايات تتحدث عن تعامله مع [[الفجاءة السلمي]] (إياس بن عبد ياليل) وتقول: ذهب إياس إلى أبي بكر، وأخذ منه سلاحاً وعتاداً ليقاتل أهل الردة، إلاّ أنه أغار على المسلمين بتلك العدة، فأمر أبو بكر بعد إلحاقه الهزيمة به وإلقاء القبض عليه أن تضرم نار على حطب كثير في مصلى المدينة، ثم رمى به فيها مقموطاً.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 264؛ أبو علي مسكويه، تجارب الأمم، ج 1، ص 168.</ref> | وكان أبو بكر - وكما أمر قادة الجيوش- ورغم ظاهره السمح والمعتدل، حازماً جداً في قمع المتمردين ومعاقبتهم، فبعض الروايات تتحدث عن تعامله مع [[الفجاءة السلمي]] (إياس بن عبد ياليل) وتقول: ذهب إياس إلى أبي بكر، وأخذ منه سلاحاً وعتاداً ليقاتل أهل الردة، إلاّ أنه أغار على المسلمين بتلك العدة، فأمر أبو بكر بعد إلحاقه الهزيمة به وإلقاء القبض عليه أن تضرم نار على حطب كثير في مصلى المدينة، ثم رمى به فيها مقموطاً.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 264؛ أبو علي مسكويه، تجارب الأمم، ج 1، ص 168.</ref> | ||
شرع أبو بكر بقمع معارضي حكومته وأعداء الإسلام واستطاع بمساعدة المسلمين أن يخمد التمرد في المناطق القريبة في فترة قصيرة (من جمادي الأولى أو الثانية سنة 11 إلى أواخر نفس السنة.) والاضطرابات في المناطق الأكثر بعداً، وأيضاً فتن الأنبياء المزيفين – [[الأسود العنسي]] | شرع أبو بكر بقمع معارضي حكومته وأعداء الإسلام واستطاع بمساعدة المسلمين أن يخمد التمرد في المناطق القريبة في فترة قصيرة (من جمادي الأولى أو الثانية سنة 11 إلى أواخر نفس السنة.) والاضطرابات في المناطق الأكثر بعداً، وأيضاً فتن الأنبياء المزيفين – [[الأسود العنسي]] {{و}}[[طليحة بن خويلد]] {{و}}[[سجاح]] {{و}}[[مسيلمة]] – حتى منتصف السنة التالية، وخلال سنة فقط جعل الجزيرة العربية، كما في زمان النبي (ص) بأسرها تحت راية الإسلام.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 89- 115؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص 227-342.</ref> | ||
==الفتوحات خارج الجزيرة العربية== | ==الفتوحات خارج الجزيرة العربية== | ||
بعد أن أخمد أبو بكر الفتن الداخلية قررّ فتح [[العراق]] [[الشام | بعد أن أخمد أبو بكر الفتن الداخلية قررّ فتح [[العراق]] {{و}}[[الشام]]. | ||
===فتح إيران=== | ===فتح إيران=== | ||
{{مفصلة|فتح ايران}} | {{مفصلة|فتح ايران}} | ||
ففي تلك الأيام وبسبب الاضطرابات الداخلية والتطورات المتلاحقة في [[الدولة الساسانية]] كان الملوك في [[طيسقون]] قد أصبحوا ضعافاً عاجزين وعلى شفير الانهيار، وكان اثنان من زعماء قبائل بكر وشيبان ( | ففي تلك الأيام وبسبب الاضطرابات الداخلية والتطورات المتلاحقة في [[الدولة الساسانية]] كان الملوك في [[طيسقون]] قد أصبحوا ضعافاً عاجزين وعلى شفير الانهيار، وكان اثنان من زعماء قبائل بكر وشيبان (المثنى بن حارثة الشيباني وسوَيد بن قطبة العجلي) المقيمان على شطآن [[الفرات]] ينتظران الفرص، ويغيران على القرى الواقعة ضمن حدود إيران بشكل أكثر جرأة ممان كان عليه أيام واقعة ذي قار، ذلك أن [[دولة اللخميين]] التي كانت تمنعهم من مهاجمة إيران قد اضمحلت منذ سنين، كما أن قبيلة بني حنيفة حامية إيران وحليفتها كانت آنذاك تخوض حرباً مع [[عكرمة بن أبي جهل]] ''[[شرحبيل بن حسنة|وشرحبيل بن حسنة]]'' وخالد بن الوليد قادة أبي بكر في [[حروب الردة]]. | ||
كان المثنى بن حارثة قد اعتنق الإسلام في أواخر حروب الردة، وجاء إلى [[المدينة]] على أمل نيل أمر بالإمارة، وطلب إلى الخليفة أن يؤمّره على من أسلم من بني شيبان؛ ليهاجم إيران بمعونتهم. واستناداً إلى رواية [[البلاذري]] فإن أبا بكر كتب إليه بادئ الأمر عهداً في ذلك، إلاّ أنّه أوعز فيما بعد إلى خالد بن الوليد الذي كان قد انتهى من حرب [[مسيلمة الكذاب|مسيلمة]] في اليمامة، بالتوجه إلى العراق، كما كتب كتاباً إلى المثنى يطلب إليه أن ينضم إلى خالد، ويطيعه.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 242؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 343، 344، 346.</ref> أما [[سويد بن قطبة]] (أو قطبة بن قتادة السدوسي أو الذهلي) الذي كان يحمل في قلبه آمالاً المثنى، فقد التحق أخيراً بخالد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ص 243؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 343.</ref> | كان المثنى بن حارثة قد اعتنق الإسلام في أواخر حروب الردة، وجاء إلى [[المدينة]] على أمل نيل أمر بالإمارة، وطلب إلى الخليفة أن يؤمّره على من أسلم من بني شيبان؛ ليهاجم إيران بمعونتهم. واستناداً إلى رواية [[البلاذري]] فإن أبا بكر كتب إليه بادئ الأمر عهداً في ذلك، إلاّ أنّه أوعز فيما بعد إلى خالد بن الوليد الذي كان قد انتهى من حرب [[مسيلمة الكذاب|مسيلمة]] في اليمامة، بالتوجه إلى العراق، كما كتب كتاباً إلى المثنى يطلب إليه أن ينضم إلى خالد، ويطيعه.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 242؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 343، 344، 346.</ref> أما [[سويد بن قطبة]] (أو قطبة بن قتادة السدوسي أو الذهلي) الذي كان يحمل في قلبه آمالاً المثنى، فقد التحق أخيراً بخالد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ص 243؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 343.</ref> | ||
سطر ٢٢٢: | سطر ٢٢٢: | ||
فتمكن هؤلاء من تحقيق انتصارات سريعة على القادة الساسانيين مثل هرمز (في معركة ذات السلاسل) وقباد وقارن والنوشجان – أو أنو شجان – وهزار سوار وبهمن جادويه وجابان، وقتل وأسر كثير من الإيرانيين والعرب المتحالفين معهم في مواضع مثل كاظمة والمذار والثني والولجة وألَّيس وأمغيشيا، ثم اتجها بعد ذلك إلى [[الحيرة]]، وقد جعلت مقاومة آزادبه مرزبان الحيرة، الوصول إلى هذه المدينة أمراً صعباً، إلاّ أن خالداً تمكن من خلال إلحاقه الهزيمة بجيشه وقتل ابنه، من أن يقترب من باب الحيرة، ويحاصر هذه المدينة التي كانت تمثل الصمود في مواجهة العدو. | فتمكن هؤلاء من تحقيق انتصارات سريعة على القادة الساسانيين مثل هرمز (في معركة ذات السلاسل) وقباد وقارن والنوشجان – أو أنو شجان – وهزار سوار وبهمن جادويه وجابان، وقتل وأسر كثير من الإيرانيين والعرب المتحالفين معهم في مواضع مثل كاظمة والمذار والثني والولجة وألَّيس وأمغيشيا، ثم اتجها بعد ذلك إلى [[الحيرة]]، وقد جعلت مقاومة آزادبه مرزبان الحيرة، الوصول إلى هذه المدينة أمراً صعباً، إلاّ أن خالداً تمكن من خلال إلحاقه الهزيمة بجيشه وقتل ابنه، من أن يقترب من باب الحيرة، ويحاصر هذه المدينة التي كانت تمثل الصمود في مواجهة العدو. | ||
وأخيراً وبعد تقديمهما أعداداً كبيرة من القتلى استسلمت هذه المدينة. وبذلك سقطت بلاد الحيرة بيد خالد في [[صفر]] [[ | وأخيراً وبعد تقديمهما أعداداً كبيرة من القتلى استسلمت هذه المدينة. وبذلك سقطت بلاد الحيرة بيد خالد في [[صفر]] سنة [[12 هـ]] بعد انتصاره في معارك المذار والولجة وأُليس.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، 243-244؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 344، 345، 348، 351، 353، 355، 358.</ref> | ||
===فتح الشام=== | ===فتح الشام=== | ||
{{مفصلة|فتح الشام}} | {{مفصلة|فتح الشام}} | ||
بدأ أبو بكر – في رواية ابن إسحاق – بإعداد قوة لإرسالها إلى الشام بعد عودته من [[الحج|حج]] سنة 12 هـ. (<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 387.</ref>وفي رواية اليعقوبي فإن أبا بكر استشار علياً (ع) في الهجوم على بلاد الشام، فأيّد (ع) هذه الخطوة بقوله: فعلتَ ظفرتَ.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 133.</ref> ويقول البلاذري إن أبا بكر أرسل كتباً إلى أهل مكة [[الطائف|والطائف]] [[اليمن | بدأ أبو بكر – في رواية ابن إسحاق – بإعداد قوة لإرسالها إلى الشام بعد عودته من [[الحج|حج]] سنة 12 هـ. (<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 387.</ref>وفي رواية اليعقوبي فإن أبا بكر استشار علياً (ع) في الهجوم على بلاد الشام، فأيّد (ع) هذه الخطوة بقوله: فعلتَ ظفرتَ.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 133.</ref> ويقول البلاذري إن أبا بكر أرسل كتباً إلى أهل مكة [[الطائف|والطائف]] {{و}}[[اليمن]] وجميع العرب [[النجد|بنجد]] {{و}}[[الحجاز]]'' يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه وفي غنائم [[الروم]]، فسارع الناس إليه من بين محتسب [[الجهاد|للجهاد]] وطامع، وأتوا المدينة من كل أوب، وأقاموا طوال شهر محرم سنة 13/ آذار 634 في مخيمين بالجرف. وكان أبو عبيدة ابن الجراح يصلي بهم خلال تلك الفترة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 406.</ref> | ||
بعد الانتصارات التي حققها المسلمون في بداية حربهم مع الروم، بادر [[هرقل ملك الروم|هرقل]] امبراطور البيزنطيين للذهاب إلى [[حمص]]، وجمع على الفور جيشاً عظيماً (يقرب من 200000 مقاتل) من الروم وأهل الشام والجزيرة [[أرمينية|وأرمينية]]، وأرسلهم لمواجهة المسلمين، فالتقى الجمعان في [[اليرموك]]. | بعد الانتصارات التي حققها المسلمون في بداية حربهم مع الروم، بادر [[هرقل ملك الروم|هرقل]] امبراطور البيزنطيين للذهاب إلى [[حمص]]، وجمع على الفور جيشاً عظيماً (يقرب من 200000 مقاتل) من الروم وأهل الشام والجزيرة [[أرمينية|وأرمينية]]، وأرسلهم لمواجهة المسلمين، فالتقى الجمعان في [[اليرموك]]. | ||
سطر ٢٤٧: | سطر ٢٤٧: | ||
==العمال== | ==العمال== | ||
مضت سنتان وعدة أشهر من خالفة أبي بكر في الحروب، وتوفي والحرب قائمة على جبهتي إيران والشام. لذا كان أغلب عمال دولته إلا نفراً قليلاً، من قادة الجيش. وقد ذكر عماله في المصادر على النحو التالي: عمر بن الخطاب متولي القضاء؛ أبو عبيدة متولي بيت المال؛ عتاب بن أسيد عامل مكة؛ [[عثمان بن أبي العاص]] عامل الطائف؛ وكان يتولى الكتابة له علي بن أبي طالب (ع) [[زيد بن ثابت|وزيد بن ثابت]] و[[عثمان بن عفان]] وكل من كان حاضر مجلسه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 420 - 421.</ref> وبحسب رواية الطبري فإن كاتبه زيداً، وكان عثمان يكتب له الأخبار فقط.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 426؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 420-421؛ ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص152؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 138.</ref> | مضت سنتان وعدة أشهر من خالفة أبي بكر في الحروب، وتوفي والحرب قائمة على جبهتي إيران والشام. لذا كان أغلب عمال دولته إلا نفراً قليلاً، من قادة الجيش. وقد ذكر عماله في المصادر على النحو التالي: عمر بن الخطاب متولي القضاء؛ أبو عبيدة متولي بيت المال؛ عتاب بن أسيد عامل مكة؛ [[عثمان بن أبي العاص]] عامل الطائف؛ وكان يتولى الكتابة له علي بن أبي طالب (ع) [[زيد بن ثابت|وزيد بن ثابت]] {{و}}[[عثمان بن عفان]] وكل من كان حاضر مجلسه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 420 - 421.</ref> وبحسب رواية الطبري فإن كاتبه زيداً، وكان عثمان يكتب له الأخبار فقط.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 426؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 420-421؛ ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص152؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 138.</ref> | ||
وكان أبو بكر كلما غاب عن المدينة أوكل إقامة الصلاة إلى عمر، وعيّن أشخاصًا مثل عثمان وأسامة خلفاء له في المدينة.<ref>ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص 192؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 241، 247.</ref> | وكان أبو بكر كلما غاب عن المدينة أوكل إقامة الصلاة إلى عمر، وعيّن أشخاصًا مثل عثمان وأسامة خلفاء له في المدينة.<ref>ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص 192؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 241، 247.</ref> | ||
سطر ٢٦٣: | سطر ٢٦٣: | ||
:"أما بعد، فإني استخلف عليكم عمرَ بن الخطاب، ولم آلكم خيراً منه"، وحين أفاق أبوبكر قال: أقرأ علي، فقرأ عليه ما كتبه، فلما سمع أبو بكر اسم عمر كبّر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن افتلتت نفسي في غشيتي! قال: نعم. | :"أما بعد، فإني استخلف عليكم عمرَ بن الخطاب، ولم آلكم خيراً منه"، وحين أفاق أبوبكر قال: أقرأ علي، فقرأ عليه ما كتبه، فلما سمع أبو بكر اسم عمر كبّر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن افتلتت نفسي في غشيتي! قال: نعم. | ||
وفي روايتي [[اليعقوبي]] <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 136، 137.</ref> و[[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] <ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19.</ref> لم يرد ذكر لإغماء أبي بكر، وإن عهد أبي بكر في هاتين الروايتين يختلف عما هو عليه في المصادر الأخرى، كما توجد اختلافات كثيرة في نفس هاتين الروايتين. والنص أكثر تفصيلاً في رواية الإمامة ويتضمن هذه العبارة: لا أعلم الغيب. فإن تروه عدل فيكم، فذلك ظني به ورجائي فيه. وإن بدّل وغيّر، فالخير أردت.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19.</ref> | وفي روايتي [[اليعقوبي]] <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 136، 137.</ref> {{و}}[[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] <ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19.</ref> لم يرد ذكر لإغماء أبي بكر، وإن عهد أبي بكر في هاتين الروايتين يختلف عما هو عليه في المصادر الأخرى، كما توجد اختلافات كثيرة في نفس هاتين الروايتين. والنص أكثر تفصيلاً في رواية الإمامة ويتضمن هذه العبارة: لا أعلم الغيب. فإن تروه عدل فيكم، فذلك ظني به ورجائي فيه. وإن بدّل وغيّر، فالخير أردت.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19.</ref> | ||
وأورد ابن حبان في روايته أن أبا بكر بعد سماعه نص العهد من لسان عثمان، دعا له ثم رفع يديه إلى السماء، وقال: | وأورد ابن حبان في روايته أن أبا بكر بعد سماعه نص العهد من لسان عثمان، دعا له ثم رفع يديه إلى السماء، وقال: | ||
سطر ٤٠١: | سطر ٤٠١: | ||
| توضیحات = | | توضیحات = | ||
}}</onlyinclude> | }}</onlyinclude> | ||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[Category:خلفاء صدر الإسلام]] | |||
[[Category:مهاجرون إلى المدينة]] | |||
[[Category:بدريون]] | |||
[[Category:خلفاء معاصرون للإمام علي]] | |||
[[Category:أصحاب السقيفة]] | |||
[[Category:قريش]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]] | |||
[[تصنيف:خلفاء صدر الإسلام]] | [[تصنيف:خلفاء صدر الإسلام]] |