هابيل

من ويكي شيعة
(بالتحويل من هابيل ابن حواء)
هابيل
مرقد هابيل في سوريا
مرقد هابيل في سوريا
الإقامةمكة
الدينالتوحيد
العمر20 سنة
أهم الأحداثقتل هابيل على يد أخيه قابيل
الأنبياء
النبي محمد(ص)إبراهيم(ع)نوح(ع)عيسى(ع)موسى(ع)سائر الأنبياء


هَابِيل هو الابن الثاني لآدمعليه السلام وحواء وأخو قابيل. كان صاحب تقوى وعبادة. وأصبح وصي وخليفة آدم بأمر من الله تعالى، فاعترض قابيل على ذلك، لاعتقاده أنه يستحق أن يخلف والده، بما أنّه الابن الأكبر.

بعد هذا الاعتراض، تقرر أن يُضحّي كل واحد منهم لله، فمن قُبلت أضحيته كانت له علامة على قربه من الله تعالى، وأنَّه مستحق لخلافة أبيه. فقبل الله تعالى أضحية هابيل فأصبح خليفة أبيه. فحسده قابيل على ذلك فقتله. لم يُذكر اسم هابيل في القرآن الكريم، ولكن ورد فيه تعبير «ابنَي آدم» للدلالة على هابيل وقابيل. وقد تم ذكر قصتهما في سورة المائدة، وكذلك وردت أيضاً في التوراة.

حياته

كان هابيل الابن الثاني لآدمعليه السلام وحواء والأخ الأصغر لقابيل. بحسب المصادر التاريخية فإنّ والدة هابيل أنجبت أولاً قابيل وشقيقته اقليما، ثم ولدت هابيل وليوذا.[١] كان هابيل صاحب القطيع،[٢] وكان صاحب تقوى،[٣] ومطيعاً لأوامر الله تعالى.[٤]

لقد ألمح القرآن بالإشارة إلى تقوى هابيل.[٥] الذي أصبح وبأمر من الله تعالى خليفة لآدم، حيث أوحى الله إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم له.[٦] وذكرت المصادر التاريخية أن عمر هابيل كان عشرين عاماً.[٧]

تقديم القربان لله

تم أمر هابيل وقابيل بتقديم القربان لله تعالى؛ وذلك من أجل معرفة أيهما أقرب إلى الله، وكان هابيل صاحب ماشية فقدم أفضل ماشيته بعنوان القربان لله تعالى، وكان قابيل صاحب زرع فقدم أردأ زرعه فتقرب به إلى الله.[٨] وصعد الاثنان إلى قمة جبل ووضعا قربانهما هناك، فنزلت النار وأحرقت قربان هابيل ولم تحرق محصول قابيل، وكان حرق القربان علامة على قبوله من قبل الله تعالى، وعليه فتم قبول قربان هابيل، ورفض قربان قابيل.[٩]

لقد كان الأمر بتقديم القربان نتيجة اعتراض قابيل على أن يكون هابيل وصي وخليفة آدمعليه السلام.[١٠] حيث كان يعتقد أن هذا الاختيار ليس من قبل الله تعالى، بل كان من قبل ذوق آدم الشخصي واهتمامه بهابيل. وبما أنَّه الأبن الأكبر لآدم فينبغي أن تكون الوصيّة والخلافة من نصيبه. ومن أجل إنهاء هذا الصراع، جاء الوحي الإلهي بأنّ على كل واحد منهما أن يقدم قرباناً لله تعالى.[١١]

وقد تم ذكر قصة تقديم القربان وقتل هابيل على يد قابيل في القرآن وكذلك في التوراة.[١٢]

الزواج

ذكر البعض أن الأمر بتقديم القربان جاء نتيجة اعتراض وحسد قابيل على أن يكون هابيل وصي وخليفة أبيه بأمر من الله تعالى.[١٣] وذكر البعض الآخر أنه‌ ولد لكل‌ واحد ‌من‌ قابيل‌ وهابيل‌ أخت‌ توأم‌ ‌له‌، فأمر آدم‌عليه السلام ‌كل واحد منهما بالزواج من أخت‌ الآخر، وكانت‌ أخت‌ قابيل‌ أجمل‌ ‌من‌ أخت هابيل، فاعترض قابيل على أمر أبيه.[١٤] ‌فقال‌ آدم‌ قرّبا قرباناً، فأيّكما قُبل‌ قربانه‌ فهي‌ ‌له.‌[١٥]

شبهة الزواج من المحارم

وبسبب طرح مسألة زواج كلٍّ من هابيل وقابيل من أخت أحدهما الآخر، وعلى الرغم من حرمة زواج المحارم في جميع الأديان، تم طرح شبهة حول سبب هذا الزواج، وقُدّمت جملة من الأجوبة المختلفة على ذلك. من بين الإجابات التي تم تقديمها هي أن هابيل وقابيل تم أمرهما بالزواج من أخت أحدهما الآخر؛ لأنَّه لم تكن هناك زوجة أخرى في بداية خلقهما.[١٦] ويؤيد هذا الرأي العلامة الطباطبائي، ويعتقد وفقاً للآيات القرآنية، أنَّه لم يُشارك أحد آدمعليه السلام وحواء في تكاثر النسل البشري.[١٧] وفي رواية عن الإمام السجادعليه السلام، لم يكن ذلك حلالاً إلا في زواج ابني آدمعليه السلام من أخت أحدهما الآخر، وبعد ذلك نهى الله تعالى عن هكذا زواج.[١٨]

ورد في موقع دائرة المعارف "طهور" رداً على هذه الشبهة: وفي مقابل هذا الرأي توجد روايات متعددة لم تقبل هذا الأمر وذكرت أنَّه خلاف الفطرة، فعلى سبيل المثال، ينقل زرارة عن الإمام الصادقعليه السلام في رد هذه النظرية: ... قبل خلق آدمعليه السلام بألفي عام، أمر الله تعالى أن يُكتب على اللوح المحفوظ، يُحرم زواج الأخ والأخت بعضهما البعض... بل أنزل الله حَوراء من الجنة اسمها بركة، فتزوجها شيث ابن آدم، وحَوراء من الجنة اسمها منزلة فتزوجها يافث ابن آدم، ومن هنا بدأ تكاثر النسل البشري.[١٩] ذكر مؤلف مقال «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم (شبهة كيفية زواج أبناء آدم وانتشار نسل النبي آدم)» في موقع طهور، في جوابه عن التعارض الحاصل بين الروايات، أن الروايات في المجموعة الثانية تنسجم مع الفطرة، والروايات في المجموعة الأولى بما أنها تتوافق مع رأي أهل السنة؛ فتُحمل على التقية.[٢٠]

قتل هابيل

بعدما تم قبول قربان هابيل، حسد قابيل أخاه الأصغر هابيل فقتله. وبحسب ما جاء في المصادر التاريخية، حينما لم يُقبل قربان قابيل أقسم أنَّه سيقتل هابيل، فقال هابيل إنما يتقبل الله من المتقين، وقال لقابيل لئن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك.[٢١] وبحسب ما ورد في الآيات القرآنية حذر هابيل قابيل من أنَّه في حال ارتكابه جريمة قتل أخيه، فسيكون من الظالمين ويكون مستحقاً لدخول النار.[٢٢]

ذكرت المصادر التاريخية أنَّه عندما ذهب هابيل إلى الجبل من أجل رعي غنمه، وبينما كان في وقت الاستراحة، هاجمه قابيل وقتله بضرب رأسه بحجر.[٢٣] وتركه في العراء، لا يعلم كيف يدفنه، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا، فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له ثم حثا عليه التراب.[٢٤] وقد ذكرت الآيات 29 إلى 31 من سورة المائدة حادثة قتل هابيل على يد قابيل ودفنه.[٢٥]

حسب النصوص التاريخية، فإنَّ أول دم تمّت إراقته ظلماً على الأرض هو دم هابيل.[٢٦] وذكرت بعض المصادر أن قصة مقتل هابيل حدثت عند عقبة حرى بالقرب من مكة، حيث كان يعيش آدمعليه السلام وحواء.[٢٧] وبعد مقتل هابيل فر قابيل مع أخته إلى عدن جنوب اليمن.[٢٨] وكان عمر آدم عندما قُتل هابيل 115 سنة،[٢٩] وفي بعض المصادر 130 سنة.[٣٠]

مكان الدفن

قبر هابيل بالقرب من دمشق في سورية

ذكرت بعض المصادر أن مكان مقتل هابيل كان على جبل قاسيون أحد الجبال المطلة على مدينة دمشق،[٣١] وبحسب بعض المؤرخين يوجد حجر في جبل قاسيون عليه آثار دم هابيل. وعلى هذا الأساس يُعرف الكهف الموجود بالقرب من هذا الحجر باسم كهف الدم.[٣٢] وفي الفترة الحالية وعلى بعد 40 كيلو متراً من مدينة دمشق وبالقرب من الحدود اللبنانية، يوجد قبر منسوب إلى هابيل، لا يبعد كثيراً عن جبل قاسيون.[٣٣]

خليفة آدم بعد قتل هابيل

بعد مقتل هابيل، أصبح شيث خليفة آدمعليه السلام .[٣٤] وجاء في النصوص الإسلامية التي ذكرت الأحداث الواقعة بعد مقتل هابيل، أن قابيل لُعن من قبل آدم. وقد بكى آدم 40 يوماً عند وفاة هابيل، وشكا ذلك إلى الله، فعوضه الله تعالى مقابل موت هابيل ابناً اسمه شيث.[٣٥]

الهوامش

  1. السمرقندي، تفسير السمرقندي، 1416هـ، ج1، ص383.
  2. العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 312.
  3. الطبري، تفسير الطبري، ج10، ص204.
  4. الطوسي، التبيان، ج3، ص492.
  5. سورة المادة: الآية 27.
  6. العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 312.
  7. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج1، ص44.
  8. الطبري، تفسير الطبري، ج10، ص 204 ـ 207.
  9. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص32.
  10. صادقي فدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270.
  11. صادقي فدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270.
  12. التوراة، كتاب التكوين، الباب4، الآية 4 ـ 8.
  13. صادقي فدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270؛ العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 312.
  14. الطوسي، التبيان، ج3، ص493.
  15. الطوسي، التبيان، ج3، ص493.
  16. «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم»، موقع طهور.
  17. الطباطبائي، الميزان، ج4، ص144 ـ 145.
  18. الطباطبائي، الميزان، ج4، ص147.
  19. «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم»، موقع طهور.
  20. «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم»، موقع طهور.
  21. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.
  22. سورة المائدة: الآية 29.
  23. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.
  24. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.
  25. سورة المائدة: الآية 29 ـ 31.
  26. الطبري، تفسير الطبري، ج6، ص 1652.
  27. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص143.
  28. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص143.
  29. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص47.
  30. مجمل التواريخ والقصص، انتشارات كلاله خاور، ص182.
  31. القزويني، آثار البلاد، ص245.
  32. القزويني، آثار البلاد، ص246؛ الهروي، الإشارة إلى معرفة الزيارات، ص20.
  33. قائدان، «اماکن سیاحتی و زیارتی دمشق».
  34. القمي، تفسير القمي، ج1، ص166.
  35. القمي، تفسير القمي، ج1، ص166.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • التوراة.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385هـ/ 1965م.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: أحسان عباس، بيروت، دار صادر، ط1، 1968م.
  • السمرقندي، نصر بن محمد، تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم، بيروت، دار الفكر، ط1، 1416 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1417 هـ/ 1997 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، تحقیق: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، دار احیاء التراث العربی، ط2، 1387هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري، ضبط وتعليق: محمود شاكر، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي، تحقيق: هشام رسولي، طهران، المكتبة العلمية الإسلامية، ط1، 1380 هـ.
  • القزويني، زكريا بن محمد بن محمود، آثار البلاد وأخبار العباد، طهران، أمير كبير، ط1، 1373 ش.
  • القمي، علي بن ابراهيم القمي، تفسير القمّي، قم، دار الكتب، ط3، 1363ش.
  • الهروي، علي بن أبي بكر، الإشارة إلى معرفة الزيارات، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، 1423 هـ.
  • شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم، دائره المعارف اسلامی طهور، تاریخ المشاهدة: 01/ 12/ 1396 ش.
  • صادقي فدكي، جعفر، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی؛ نگرشی به موضوع ارتداد از نگاه قرآن کریم، قم، پژوهشگاه علوم و فرهنگ اسلامی، (مرکز فرهنگ ومعارف قرآن/بوستان کتاب)، ط1، 1388ش.
  • قائدان، علي أصغر، «اماکن سیاحتی و زیارتی دمشق»، پایگاه اینترنتی مرکز اطلاع‌رسانی غدیر، تاریخ المشاهدة: 09/ 10/ 1396 ش.
  • مجمل التواريخ والقصص، تحقيق: ملك الشعراء بهار، طهران، انتشارات كلاله خاور، د.ت.