قصة خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل
الإمام علي عليه السلام | |
---|---|
ألقاب | |
أمير المؤمنين • يعسوب الدين • حيدر الكرار • المرتضى • زوج البتول • سيف الله المسلول • والوصي | |
الحياة | |
يوم الدار • ليلة المبيت • واقعة الغدير | |
التراث | |
نهج البلاغة • الخطبة الشقشقية • الخطبة الخالية من الألف • الخطبة الخالية من النقطة • الخطبة الخالية من الراء • مرقده | |
الفضائل | |
آية الولاية • آية أهل الذكر • آية أولي الأمر • آية التطهير • آية المباهلة • آية المودة • آية الصادقين-حديث مدينة العلم • حديث الثقلين • حديث الراية • حديث السفينة • حديث الكساء • خطبة الغدير • حديث الطائر المشوي • حديث المنزلة • حديث يوم الدار • سد الأبواب | |
الأصحاب | |
عمار بن ياسر • مالك الأشتر • أبوذر الغفاري • عبيد الله بن أبي رافع • حجر بن عدي • آخرون |
قِصَّة خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل من الأحاديث الخلافية بين الشيعة وأهل السنة، يُدعى فيه إنَّ الإمام ذهب بعد فتح مكة لخطبة بنت أبي جهل، مما أدى إلى استياء فاطمة. وقيل إنَّ هذا الأمر رافقه ردة فعل من رسول الله وذكر معه حديث البضعة، الذي ورد فيه أن من آذى فاطمة فقد آذى رسول الله.
تُعد هذه القصة من تأليف المخالفين من أجل تشويه صورة الإمام علي، وإبطال حديث البضعة، وهذا يعني أنَّه إذا أساء الخليفة الأول والثاني إلى الزهراء وبتبعه أساؤوا إلى رسول الله، فإنَّ الإمام علي فعل الشيء نفسه أيضًا. وأثارت وسائل الإعلام المخالفة للشيعة هذه القضية، وقد صدرت العديد من الكتب في إثبات هذه القصة أو نفيها.
وأهم مصدر لهذه القصة الواردة في كتب أهل السنة هي روايات صحيح البخاري. وقد روى البخاري هذه القصة بثلاث روايات مختلفة عن مسور بن مخرمة أحد أصحاب رسول الله. وفي هذه الروايات أعلن النبي أنَّ بنت عدو الله وبنت رسول الله لا تجتمعان تحت رجل واحد.
ورواية مسور بن مخرمة غير مقبولة باعتباره الراوي الأصلي لهذه القصة؛ لأنَّه كان صغيراً جداً عندما وقعت هذه الحادثة، والنقطة الأخرى هي أنَّه رواة القصة الآخرون يحملون العداء لأهل البيت. وقد أصبح مضمون قصة الخطوبة موضع شك وترديد؛ بسبب الاختلاف والتناقض في الروايات، ومخالفتها مع الشريعة الإسلامية وتصريح القرآن بشأن جواز تعدد الزوجات. ومن ناحية أخرى، يقال إنَّ ابنة أبي جهل لم تأت إلى المدينة؛ ليخطبها الإمام علي، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ صهر الرسول تزوج ابنة رسول الله وبنت أعداء الله ولم يواجه بممانعة رسول الله، والنبي نفسه تزوج ابنة بعض الزعماء المخالفين له. كما أن رسول الله دافع عن ما فعله الإمام علي في حادثة مشابهة تحكي عن اختياره جارية في أحد السرايا.
وقد اعتبر علماء الشيعة هذه القصة لا صحة لها، ونقدوها من حيث السند والنص. ولم ترد هذه الرواية في المصادر الشيعية إلا من قبل الشيخ الصدوق في علل الشرائع، وبإنكار الإمام علي تلك الخطوبة تم حل سوء الفهم الحاصل منها. واعتبروا أن هذا الحديث ضعيف من حيث السند والنص، وهو بعيد كل البعد عن مكانة رسول الله، والإمام علي، وفاطمة الزهراء. كما اعتبر الإمام الصادق هذه القصة من قبيل الافتراءات الظالمة على نبي الإسلام وغيره من الأنبياء. وفي حديث عن الإمام علي أقسم فيه بالله تعالى أنَّه لم يغضب فاطمة.
مكانة القصة وأهميتها
تُعد قصة خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل من الأحاديث المثيرة للجدل بين الشيعة وأهل السنة. ويرى البعض أن قصة الخطبة من تأليف أعداء الإمام علي من الأمويين، وروج لها النواصب والوهابية،[١] كما تم نشر هذه القصة على شكل كُتيبات توزع على الحجاج في أيام الحج، وكذلك التأكيد عليها كثيراً من قبل القنوات والمواقع الإلكترونية التابعة للوهابية.[٢] ومن ناحية أخرى، فقد ألف الشيعة كتبا لدحض هذه القصة، منها، الخطوبة المصطنعة: «مراجعة ونقد لقصة خطبة علي من بنت أبي جهل» بقلم السيد علي الحسيني الميلاني،[٣] و«روايات خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل في بوتقة النقد» بقلم يوسف الجمال.[٤] وبحسب بعض الباحثين فإنَّ محمد فؤاد عبد الباقي، وإسحاق دبيري قد ألفوا المؤلفات في إثبات هذه القصة.[٥]
تشويه صورة الإمام علي(ع)
ويرى البعض أن خبر خطبة بنت أبي جهل، إنما جاء لإبطال حديث البضعة.[٦] وذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أنَّ هذا الحديث من جملة الأحاديث التي وضعت بأمر معاوية بهدف تشويه صورة الإمام علي.[٧] وعّد البعض إنَّ الهدف من القصة هو الجرأة على رسول الله والسيدة الزهراء.[٨] واعتبر السيد مرتضى جاعل هذا الخبر ملحد أو ناصبي، ويرى أنَّ الطعن في هذه القصة برسول الله أعلى بكثير من اعتراضه على الإمام علي.[٩] كما يرى العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان أنَّ هذه القصة الكاذبة طعن صريح في رسول الله.[١٠] يرى الحسيني الميلاني، أحد الباحثين المعاصرين، أن هذا الحديث وضعه آل الزبير للطعن بالإمام علي.[١١]
الدفاع عن عمل الخليفة الأول والثاني
وفي هذا الصدد فإن الغرض من التأكيد على قصة الخطبة، هو أنَّه إذا كان الخليفة الأول والثاني قد آذيا فاطمة الزهراء، فإنَّ الإمام علي أيضًا قد آذى فاطمة؛ إذا لا فرق بينهما؛ ولذلك من أجل تبرئة الخلفاء اتهموا الإمام.[١٢] كما يرى البعض أنه بما أن الراوي الأصلي للقصة هو مسور بن مخرمة الذي لم يتمكن من أخذ سيف نبي الإسلام من الإمام السجاد، فاختلق قصة الخطبة وأضافها إلى حديث البضعة.[١٣]
قصة الخطوبة في المصادر السنية القديمة
تُعتبر قصة خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل، والتي تُعرف باسم جويرية،[ملاحظة ١] مورد اتفاق عند أهل السنة.[١٤] كما يرى بعض الباحثين أنَّ جميع أصحاب الصحاح الستة وأصحاب المسانيد والسنن، من المتقدمين والمتأخرين، قد رووا هذه القصة إلا القليل منهم.[١٥] وقد وردت القصة المذكورة بصيغ مختلفة في المصادر السنية،[١٦] ولكن قيل إن المصدر الأساسي لهذه القصة هو روايات محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) في صحيح البخاري.[١٧]
وفي جميع روايات البخاري عن قصة الخطبة يظهر اسم مسور بن مخرمة.[١٨] يرى البعض إنَّ أصحاب الصحاح الستة من أهل السنة قد اتفقوا على نقل هذه القصة عن مسور،[١٩] واعتبروا روايته موثوقة.[٢٠] ويرى بعض الباحثين أن أسانيد روايات الخطوبة كلها تعود إلى مسور بن مخرمة.[٢١] إلا أنَّه في بعض روايات هذه القصة ورد اسم عبد الله بن الزبير (73هـ)،[٢٢] وعبد الله بن عباس،[٢٣] وعروة بن الزبير.[٢٤]
قصة الخطوبة في صحيح البخاري
وقد روى البخاري قصة الخطوبة في ثلاث روايات، كلها عن مسور بن مخرمة أحد أصحاب النبي.[٢٥] الرواية الأولى للبخاري تتعلق بلقاء مسور بالإمام السجاد، وذلك بعد عودة الإمام وغيره من أسرى واقعة عاشوراء من الشام إلى المدينة المنورة، وطلب مسور من الإمام أن يعطيه سيف رسول الله فرفض الإمام. وفي هذه الأثناء ذكر مسور خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل، وادعى أنَّه سمع كلام من رسول الله بعد بلوغه قال فيه إنَّ فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تُفتن في دينها، ثم ذكر النبي صهرًا له وهو أبو العاص بن الربيع فمدحه وقال فيه حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي، ثم أعلن رسول الله أنَّه لا يحرم حلال ولا يحلل حراماً، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله مع بنت عدو الله.[٢٦] وهذه الرواية موجودة أيضًا في صحيح مسلم،[٢٧] ومسند أحمد،[٢٨] وغيره من مصادر أهل السنة المتقدمة.[٢٩]
وفي رواية البخاري الثانية التي نقلها مسور، أنَّه عندما وصل خبر خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل، سمعت بذلك فاطمة الزهراء، فجاءت إلى رسول الله واشتكت عنده على ما فعله علي. فقام رسول الله عندما سمع هذا الخبر وبعدما أدى الشهادتين وقال: «أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني وصدقني، وإنَّ فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءَها شيء، والله لا تجتمع بنت رسول الله مع بنت عدو الله.» ولما سمع الإمام علي انصرف عن الخطبة.[٣٠] وقد وردت هذه الرواية أيضًا في مصادر سنية أخرى، مثل صحيح مسلم،[٣١] ومسند أحمد،[٣٢] وغيرها من المصادر.[٣٣]
وفي رواية البخاري الثالثة إنَّ النبي هو الذي أعلن حادثة الخطبة. وفي هذا النقل إنَّ رسول الله قال وهو على المنبر: «إنَّ بني هشام بن المغيرة (أبو جهل) استأذنوا في تزويج ابنتهم من علي بن أبي طالب، فلا آذن وبعدما كررها ثلاث مرات، قال إلا إذا طلق علي ابنتي؛ لأن فاطمة بضعة مني، يُريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها».[٣٤] وروى هذا الحديث مسلم النيسابوري،[٣٥] وأبو داود،[٣٦] وابن ماجه،[٣٧] والنسائي،[٣٨] والترمذي،[٣٩] وغيرهم.[٤٠] وورد في بعض المصادر أنَّ عائلة أبو جهل عارضت أيضًا خطبة الإمام علي، ما دامت فاطمة الزهراء زوجته.[٤١]
وقد روى بعض محدثي أهل السنة هذا الخبر، إنَّ الإمام علي خطب ابنة أبي جهل من عمها الحارث بن هشام، فاستشار رسول الله، وعندما رأى أن هذا الأمر يزعج النبي، ترك هذا الأمر.[٤٢]
قصة الخطوبة في المصادر الشيعية
وقد اعتبرت قصة خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل مناقضة لأحاديث الأئمة،[٤٣] وقد ذكر الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي رواية عن الإمام الصادق اعتبر فيها هذه الحادثة هي من ضمن الاتهامات الأخرى غير لائقة بحق الإمام علي ونبي الإسلام وغيرهم من الأنبياء.[٤٤] وفي حديث عن الإمام علي أقسم فيه بالله تعالى أنَّه لا يغضب فاطمة ولا يُكرها على شيء.[٤٥]
يذكر السيد محمد جواد الذهني الطهراني مترجم كتاب علل الشرائع، إنَّه رغم البحث المكثف لم يجد ما يُشابه هذه القصة في الكتب الحديثية عند الشيعة، إلا في علل الشرائع، وحتى الشيخ الصدوق لم يروي هذا الحديث في كتبه الأخرى.[٤٦]
نقل الخبر في كتاب علل الشرائع
وفي كتاب علل الشرائع للشيخ الصدوق، رواية عن الإمام الصادق أنَّه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة وقال لها أما علمت أنّ علياً قد خطب بنت أبي جهل، فسألته فاطمة ثلاث مرات هل هذا صحيح، فأجابها في كل مرة بنعم، فاشتد غم فاطمة من ذلك حتى أمست وجاء الليل فحملت أولادها وذهبت للقاء والدها وحدثته بالأمر، فعندما رأى النبي قلق فاطمة، فطلب منها ومن أولادها أن يذهبوا معاً إلى الإمام علي. ومن ناحية أخرى، جاء الإمام علي إلى بيته فلم يجد فاطمة فاشتد غمه ولم يعلم القصة ما هي، فخرج إلى المسجد يصلي ويدعو الله تعالى، ثم جمع شيئاً من تراب المسجد واتكأ عليه. فلما رأى رسول الله الإمام علي على هذه الحالة فأيقظه رسول الله وقال له قم يا أبا تراب، وطلب منه أن يأتيه بأبي بكر وعمر وطلحة. وبحضورهم قال رسول الله أنّ فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، وأنَّ هذا الأمر لا يختص في حياته فقط. ثم سأل النبي الإمام علي عن قصة الخطوبة، فأقسم علي أن هذا الخبر كذب. فصدق رسول الله كلام الإمام، ففرحت فاطمة الزهراء كثيراً بعد سماع هذا الخبر وعادت إلى منزلها مع الإمام علي وأبنائه ومعهم رسول الله.[٤٧]
ويرى الذهني الطهراني أن هذا الحديث ضعيف من حيث السند، فبعض رواته ضعيف أو مجهول، وكذلك فاقد الاعتبار من حيث المضمون، وهو بعيد كل البعد عن مكانة رسول الله، والإمام علي، وفاطمة الزهراء.[٤٨]
تقييم قصة الخطوبة
وقد اعتبر علماء الشيعة روايات قصة خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل لا صحة لها من حيث السند،[٤٩] ومن حيث نص الحديث،[٥٠] وذكروا أنَّ الدقة في متن القصة يدل على أنها ملفقة.[٥١] وذكر السيد المرتضى أحد محدثي ومتكلمي الشيعة في القرن الخامس الهجري (توفي: 436هـ)، إنَّ قصة خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل كاذبة وغير معروفة.[٥٢] وقد أكد ابن شهر آشوب المحدث الشيعي في القرن السادس الهجري أنَّ هذه القصة لا صحة لها.[٥٣] كما اعتبر الباحثون المعاصرون، منهم السيد جعفر مرتضى العاملي،[٥٤] والسيد محمد الحسيني القزويني،[٥٥] أنَّ هذه القصة لا صحة لها.[٥٦]
وقال البعض إنَّه لو كانت قصة الخطوبة صحيحة، لأستغل أعداء الإمام علي كبني أمية هذه الفرصة، في حين لم يتم إيراد مثل هذا الاستغلال من قبل أعداء الإمام.[٥٧] وفي فترات لاحقة أشار بعض الشعراء مثل مروان بن أبي حفصة (توفي: 189هـ) والذي اشتهر بعداوته لأهل البيت،[٥٨] إلى هذه القصة ونال من الإمام؛ وذلك عند مدحه هارون العباسي.[٥٩]
صغر سن الراوي الأصلي
ومع أن مسور يُعتبر من أصحاب رسول الله،[٦٠] إلا أنَّ روايته لقصة الخطوبة اعتبرت غير مقبولة، نظرا لصغر سنه في رواية هذه القصة؛[٦١] لأنَّ ذلك حدث في السنة الثامنة للهجرة وبعد فتح مكة،[٦٢] بينما ولد مسور في السنة الثانية للهجرة،[٦٣] وكان عمره ست سنوات.[٦٤] ومن جهة أخرى، ادعى مسور في إحدى رواياته أنه كان محتلم (بلغ سن البلوغ) عند روايته لهذه الحادثة.[٦٥] وقد حاول بعض مؤلفو أهل السنة توجيه هذا التعبير،[٦٦] على سبيل المثال، اعتبر ابن حجر العسقلاني أن معنى المحتلم في هذا الحديث هو الوصول إلى حد الكمال العقلي؛[٦٧] إلا أنَّ هذا التبرير يعتبر مخالفًا للعقل والعرف،[٦٨] كما يعتبر سلوك مسور في العصر النبوي،[٦٩] مخالفًا لهذا الرأي أيضًا،[٧٠] كما طُرح هذا السؤال كيف أنَّه من بين جميع الصحابة لم يروي سوى طفلين مثل مسور وعبد الله بن الزبير الذي ولد في السنة الأولى للهجرة،[٧١] ولم يُشير الآخرين إلى القصة وخطبة رسول الله.[٧٢]
وجود أعداء لأهل البيت في سلسلة السند
واعتبر بعض الشيعة رواية مسور غير موثوقة[٧٣] لعلاقاته الطيبة مع الخوارج،[٧٤] وميوله نحو معاوية،[٧٥] والزبيريين.[٧٦] وبما أن رواة هذه القصة الآخرين يعتبرون أيضاً أعداء للإمام علي، والنقل عنهم من نقاط ضعف الرواية؛ فلذلك اعتبر السيد المرتضى أن رواية الخطبة موضوعة وضعيفة؛ بسبب نقلها من قبل الكرابيسي الذي اشتهر بعدائه لأهل البيت.[٧٧] وقد ذكر آخرون أيضًا دور أبي هريرة في رواية هذه القصة ومحاولته تشويه صورة الإمام علي.[٧٨] كما أن وجود الزهري (توفي: 124هـ)،[٧٩] والشعبي،[٨٠] وابن مخدوم في سند هذه القصة أدى إلى تضعيفها؛ وذلك بسبب عداوتهم للإمام علي.[٨١] فعلى سبيل المثال ذُكر إنَّ الشعبي أقسم أنَّ الإمام علي إلى وقت موته لم يقرآ القرآن، كما أن ابن مخدوم لعن الإمام علي اثنتا عشرة ألف مرة في يوم واحد.[٨٢]
اختلاف وتناقض الروايات فيما بينها
وقد اعتبروا اختلاف النقل في رواية قصة الخطوبة، سبباً في التقليل من مصداقيتها،[٨٣] أو علامة على عدم صحة القصة.[٨٤] بالإضافة إلى ذلك فإن من مشاكل الرواية الأولى للبخاري عدم الربط بين حال الإمام السجاد عند دخوله المدينة، وطلب مسور دون مقدمات أن يأخذ سيف رسول الله، وثم يروي قصة خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل.[٨٥] وذكر البعض إنَّ مسور كان يقصد كما أنَّ رسول الله يُحب رضا فاطمة في معارضة هذا الزواج، فإنَّه أيضاً أراد من خلال أخذ السيف كسب رضا الإمام والحفاظ عليه.[٨٦] وقد انتقد عدد من المؤلفين هذا التبرير وغيره من التبريرات.[٨٧]
تُخالف الشريعة والقرآن
ولقد اعتبروا قصة الخطوبة تتعارض مع ما جاء في القرآن؛ لأن تعدد الزوجات مسموح به في القرآن،[٨٨] ولكن مع كل هذا ووفقاً لبعض الروايات،[٨٩] أعلن رسول الله أن الزواج الثاني للإمام علي حرام.[٩٠] ويرى ابن أبي الحديد المعتزلي في القرن السابع الهجري أنَّه حتى لو صحت رواية الخطبة، فلا يرد إشكال على الإمام علي؛ لأنَّه بحسب القرآن يمكنه أن يتزوج ما يصل إلى أربع زوجات، وفي ذلك الوقت أسلمت بنت أبي جهل ولم يكن هناك حظر على الزواج منها.[٩١]
وقد قيل إن في هذا المورد حكم خاص، فالجمع بين بنت النبي وغيرها يُحرم بحسب هذا الحكم الخاص،[٩٢] ولكن قيل أنَّه حتى في هذه الحالة لم يبين ولم يبلغ الإمام قبل ذلك، ولا بأس بمخالفة الحكم قبل بلوغه ولا معصية فيه، فلا معنى لسخط الرسول في هذا المورد.[٩٣] ولم ترد هذه المسألة في أحكام النبي الخاصة أيضًا.[٩٤]
عدم توافق القصة مع مكانة النبي(ص)
عدم توافق هذه القصة مع مقام النبي صاحب الأخلاق الحميدة، فهل من المعقول أن يغضب من الأمر الحلال ويدخل المسجد وثيابه تخط على الأرض وينادي وهو على المنبر لا بد أن يطلق علي ابنتي.[٩٥] وذهب البعض حتى لو كان هذا الأمر محرماً، فلا يستدعي إعلانه بهذه الطريقة، ويكفي أن يخبر النبي الإمام علي فيطيعه على الفور.[٩٦] ويرى السيد المرتضى أن المطلع على التاريخ يعلم أن الإمام علي كان يطيع رسول الله في جميع الأحوال، ولم يُعاتبه على أي شيء من أفعاله.[٩٧] كما يرى البعض أنَّه كيف يُمكن أن يطلق رسول الله على بنت أبي جهل التي أسلمت «بنت عدو الله»، ومن ناحية أخرى لم يسمح لأصحابه أن ينادوا أخيها عكرمة الذي أسلم بعد فتح مكة بهذا الوصف «ابن عدو الله»؛ لأنَّه يؤذي عكرمة.[٩٨]
عدم توافق القصة مع فضائل الإمام علي(ع)
وذكر البعض إنَّه بقبول قصة الخطوبة يُطرح هذا السؤال ألم يكن لدى الإمام علي من أدب المعاشرة مع رسول الله، ما يدعوه إلى استئذانه في هذا الأمر ولو بمقدار ما كان لدى بني المغيرة، حيث جاءوا ليستأذنوا رسول الله في تزويج ابنتهم؟[٩٩] وهذه القصة مخالفة للمقام العلمي للإمام، فهل إنَّه لم يكن يعلم قبح الجمع بين بنت رسول الله وبنت مشرك.[١٠٠] وكما تُعتبر مناقضة لتقوى الإمام علي، ومحبته للنبي وابنته.[١٠١] وبشكل عام، اعتبرت هذه الحادثة متعارضة مع الأحاديث النبوية العديدة في فضل الإمام علي.[١٠٢]
عدم توافق القصة مع مكانة السيدة الزهراء(ع)
كما اعتبروا أن قصة الخطوبة تتعارض مع إيمان ومكانة فاطمة الزهراء.[١٠٣] إذ ورد في بعض الروايات إنَّ رسول الله خشي أن تُفتن ابنته في دينها.[١٠٤] وقيل أيضاً أنَّه على فرض صحة القصة، فإنَّ مكانة فاطمة أعلى من أنها تُبدي رأيًا مخالفاً لأمر الله تعالى، وتشتكي عند رسول الله.[١٠٥]
الإشكالات التاريخية
ويرى البعض أن إمكانية خطبة الإمام علي من بنت أبي جهل غير ممكنة، لأسباب تاريخية، حيث كانت كافرة قبل فتح مكة،[١٠٦] وبعد إسلامها تزوجت عتاب بن أسيد.[١٠٧] لذلك لم تأتي بنت أبي جهل إلى المدينة قط، لكي يتم الزواج منها.[١٠٨] مع أنَّ بعض الكتاب ذكروا وجود فاطمة الزهراء أثناء فتح مكة،[١٠٩] ولذلك قال البعض أن زواج ابنة أبي جهل وعتاب تم بعد انصراف الإمام علي من خطبتها.[١١٠]
وقد ذهب عدد من الباحثين ومن خلال نقلهم الكلمات التي تُعبر عن حقد ابنة أبي جهل على الإسلام ورسول الله بعد فتح مكة،[١١١] وإهانتها لبلال الحبشي أثناء الأذان،[١١٢] إنَّ إسلامها كان ظاهري وردوا قصة خطبة الإمام علي.[١١٣]
أمثلة مشابهة
ولنقد قصة الخطوبة ذكر الباحثون أمثلة مشابهة لها، منها إنَّ عثمان قد جمع في نفس الوقت بين رقية إحدى بنات رسول الله، ورملة بنت شيبة،[١١٤] وفاطمة بنت الوليد،[١١٥] (حفيدة أبي جهل)[١١٦] وأم البنين بنت عيينة، وكان آباؤهم كلهم أعداء للنبي.[١١٧]
وتفيد بعض الروايات التاريخية أن نبي الإسلام تزوج بنت حيي بن أخطب،[١١٨] وهو من زعماء اليهود، وأحد أعداء رسول الله.[١١٩] ولذلك قال البعض كيف أن النبي نفسه لم يعمل بمفاد كلامه وتزوج ابنة عدو الله.[١٢٠] ويرى جعفر مرتضى العاملي إنَّ إيمان نفس الفرد هو المهم، لذ فقد تزوج رسول الله من فتيات مسلمات كان أباؤهن مشركين أو ماتوا على الشرك.[١٢١]
مثال آخر مشابه تم استخدامه لنقد قصة الخطوبة هو ردة فعل رسول الله من الافتراء الحاصل على الإمام علي حينما بعثه في سرية إلى اليمن.[١٢٢] ويقال إنَّ الإمام اختار جارية من بين الغنائم لنفسه، فذهب أحد المرافقين للإمام إلى النبي ليخبره بذلك، وقال له أحد الصحابة امضِ إلى النبي فإنَّه سيغضب لابنته مما صنع علي، ولكن النبي قال في جوابه إن علي يحل له من الفيء ما يحل لي.[١٢٣]
الهوامش
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص97 ـ 98.
- ↑ عابدی، «ماجرای خواستگاری امیرالمؤمنین از دختر ابوجهل/چه کسانی مورد غضب صدیقه طاهره (س) بودند؟»، باشگاه خبرنگاران جوان.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، 1386 ش.
- ↑ الجمالي، روایات خواستگاری امام علی(ع) از دختر ابوجهل در بوته نقد، 1401 ش.
- ↑ عابدی، «ماجرای خواستگاری امیرالمؤمنین از دختر ابوجهل/چه کسانی مورد غضب صدیقه طاهره (س) بودند؟»، باشگاه خبرنگاران جوان.
- ↑ «اهل تسنن جمله معروف پيامبر(فاطمه بضعة منی و...) در مورد حضرت فاطمه را مربوط به خواستگاری حضرت عل (ع) از...»، مرکز ملی مطالعات و پاسخگویی به شبهات حوزه علمیه قم.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص63 ـ 64.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، 1386 ش، ص17.
- ↑ المرتضى، تنزيه الأنبياء، ص168.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج14، ص229.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، 1386 ش، ص131 ـ 132.
- ↑ عابدی، «ماجرای خواستگاری امیرالمؤمنین از دختر ابوجهل/چه کسانی مورد غضب صدیقه طاهره (س) بودند؟»، باشگاه خبرنگاران جوان.
- ↑ رضوانی، «حدیث خواستگاری امام علی(ع) از دختر ابوجهل چرا و چگونه ساخته شد؟»، خبرگزاری بین المللی قرآن.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، 1386 ش، ص17.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، 1386 ش، ص21.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج5، ص207 ـ 208، ج6، ص125 ـ 126، ج8، ص199؛ ابن حنبل، مسند أحمد، ج31، ص226 ـ 227، 229؛ النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1902، 1903 ـ 1904.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص101.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج5، ص207، ج6، ص125، ج8، ص199.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، 1386 ش، ص69.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، 1386 ش، ص69.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص105.
- ↑ الترمذي، سنن الترمذي، ج5، ص511.
- ↑ ابن بكار، الأخبار الموفقيات، ص618 ـ 619.
- ↑ أبو داود، سنن أبي داود، ج2، ص882.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج5، ص207 ـ 208، ج6، ص125ـ 126، ج8، ص199.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج5، ص207 ـ 208.
- ↑ النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1903.
- ↑ ابن حنبل، مسند أحمد، ج31، ص228 ـ 229.
- ↑ أبو داود، سنن أبي داود، ج2، ص885 ـ 886.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج6، ص125 ـ 126.
- ↑ النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1903 ـ 1094.
- ↑ ابن حنبل، مسند أحمد، ج31، ص226، 227 ـ 228.
- ↑ ابن ماجه، سنن ابن ماجه، ج3، ص412 ـ 413؛ أبو نعيم، معرفة الصحابة، ج4، ص253.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج8، ص199.
- ↑ النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1902
- ↑ أبو داود، سنن أبي داود، ج2، ص886.
- ↑ ابن ماجه، سنن ابن ماجه، ج3، ص412.
- ↑ النسائي، السنن الكبرى، ج5، ص147.
- ↑ الترمذي، سنن الترمذي، ج5، ص510 ـ 511.
- ↑ أبو نعيم، معرفة الصحابة، ج4، ص253؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج58، ص159 ـ 160.
- ↑ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص173.
- ↑ ابن حنبل، فضائل الصحابة، ج2، ص944 ـ 945؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص173.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج14، ص229.
- ↑ الصدوق، الأمالي، ص163 ـ 165.
- ↑ الإربلي، كشف الغمة، ج1، ص363.
- ↑ الذهني الطهراني، ترجمة علل الشرائع، ج1، ص605 الهامش.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص185 ـ 186.
- ↑ الذهني الطهراني، ترجمة علل الشرائع، ج1، ص607 الهامش.
- ↑ «ماجرای خواستگاری حضرت علی(ع) از دختر ابوجهل؛ دروغ یا واقعیت!؟»، خبرگزاری رسمی حوزه.
- ↑ «ماجرای خواستگاری حضرت علی(ع) از دختر ابوجهل؛ دروغ یا واقعیت!؟»، خبرگزاری رسمی حوزه.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص106.
- ↑ المرتضى، تنزيه الأنبياء، ص167.
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص4.
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص61، 65.
- ↑ الحسيني القزويني، «خواستگاری از دختر ابوجهل/ازدواج موقت»، موسسه تحقیقاتی حضرت ولیعصر(عج).
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، ص131؛ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص97 ـ 98.
- ↑ المرتضى، تنزيه الأنبياء، ص169.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج13، ص144؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج57، ص287.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص65.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج68، ص158.
- ↑ الحسيني الميلاني، رسالة في حديث خطبة علي بنت ابي جهل، ص29 ـ 30.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج7، ص86؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص66.
- ↑ أبو نعيم، معرفة الصحابة، ج4، ص252؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج58، ص162.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج58، ص164.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج5، ص208؛ ابن حنبل، مسند أحمد، ج31، ص229؛ النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1903.
- ↑ الطحاوي، شرح مشكل الآثار، ج12، ص515؛ ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج15، ص407؛ ابن قيم الجوزية، حاشية ابن القيم على سنن أبي داود، ج6، ص55.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج10، ص151 ـ 152.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص107.
- ↑ النيسابوري، صحيح مسلم، ج1، ص268؛ ابن قانع، معجم الصحابة، ج3، ص1232، ج14، ص4953؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج6، ص94.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص107 ـ 108.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج3، ص905.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، ص132 ـ 133.
- ↑ الحسيني الميلاني، خواستگاری ساختگی، ص131.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج58، ص161.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج58، ص168.
- ↑ أبو نعيم، معرفة الصحابة، ج4، ص252؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج58، ص161، 164.
- ↑ المرتضى، تنزيه الأنبياء، ص167 ـ 168.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص63 ـ 64.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص73 ـ 83.
- ↑ الحسيني الميلاني، رسالة في حديث خطبة علي بنت ابي جهل، ص21.
- ↑ عابدی، «ماجرای خواستگاری امیرالمؤمنین از دختر ابوجهل/چه کسانی مورد غضب صدیقه طاهره (س) بودند؟»، باشگاه خبرنگاران جوان.
- ↑ عابدی، «ماجرای خواستگاری امیرالمؤمنین از دختر ابوجهل/چه کسانی مورد غضب صدیقه طاهره (س) بودند؟»، باشگاه خبرنگاران جوان.
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص64.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص87.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص106.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج6، ص214.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص90 ـ 96.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج14، ص229؛ سورة النساء، الآية 3.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج8، ص199؛ النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1902؛ أبو داود، سنن أبي داود، ج2، ص882.
- ↑ المرتضى، تنزيه الأنبياء، ص168.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص65 ـ 66.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج7، ص86.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج14، ص229؛ القزويني الحائري، الإمامة الكبرى والخلافة العظمى، ج1، ص53.
- ↑ «ماجرای خواستگاری حضرت علی(ع) از دختر ابوجهل؛ دروغ یا واقعیت!؟»، خبرگزاری رسمی حوزه.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص111 ـ 112.
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص89.
- ↑ المرتضى، تنزيه الأنبياء، ص169.
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص71؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص270 ـ 271.
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص69 ـ 70.
- ↑ «ماجرای خواستگاری حضرت علی(ع) از دختر ابوجهل؛ دروغ یا واقعیت!؟»، خبرگزاری رسمی حوزه.
- ↑ «ماجرای خواستگاری حضرت علی(ع) از دختر ابوجهل؛ دروغ یا واقعیت!؟»، خبرگزاری رسمی حوزه.
- ↑ «خواستگاری علی بن ابیطالب(ع) از دختر ابو جهل!!!»، پایگاه اطلاعرسانی دفتر حضرت آیتالله العظمی مکارم شیرازی.
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص70.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج5، ص207 ـ 208؛ النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1903؛ ابن حنبل، مسند أحمد، ج31، ص228 ـ 229.
- ↑ رضوانی، «حدیث خواستگاری امام علی(ع) از دختر ابوجهل چرا و چگونه ساخته شد؟»، خبرگزاری بین المللی قرآن.
- ↑ الخطيب العمري، الروضة الفيحاء في أعلام النساء، ص67.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج3، ص531.
- ↑ المحسني، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، ص113 ـ 114.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج2، ص829 ـ 830؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص110.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج6، ص56؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج5، ص35، ج8، ص72.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج2، ص846؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج1، ص396، ج13، ص385.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص356؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص254.
- ↑ الحسيني القزويني، «پاسخ به شبهه ازدواج حضرت علی(ع) با دختر ابوجهل»، موسسه تحقیقاتی حضرت ولیعصر(عج).
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص70.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج5، ص498، 601؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص420.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص116؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج5، ص601.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص40؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج5، ص498، 575، 593، 601؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص420 ـ 421؛ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص70.
- ↑ ابن حبيب، المحبر، ص90؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص56.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص24؛ الواقدي، المغازي، ج2، ص455.
- ↑ عابدی، «ماجرای خواستگاری امیرالمؤمنین از دختر ابوجهل/چه کسانی مورد غضب صدیقه طاهره (س) بودند؟»، باشگاه خبرنگاران جوان.
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص70.
- ↑ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، ج3، ص65 ـ 68.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج1، ص160 ـ 161؛ النسائي، السنن الكبرى، ج5، ص135 ـ 136.
الملاحظات
- ↑ يوجد اختلاف في اسمها، حيث أشارت إليها بعض المصادر باسم «جويرية» (الواقدي، المغازي، ج2، ص846؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص206.) والبعض الأخر باسم «العوراء» (ابن حنبل، فضائل الصحابة، ج2، ص755؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج7، ص86.) أو «جميلة». (ابن الأثير، أسد الغابة، ج6، ص53.)
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، ط1، 1404 هـ.
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار الفكر، 1409هـ/ 1989م.
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385 هـ/ 1965 م.
- ابن بكار، الزبير، الأخبار الموفقيات، تحقيق: سامي مكي العاني، قم، الشريف الرضي، 1416 هـ.
- ابن حبان، محمد بن أحمد، صحيح ابن حبان، تحقيق: شعيب الارنووط، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط2، 1414 هـ/ 1993 م.
- ابن حبيب، محمد بن حبيب بن أمية ، كتاب المحبر، تحقيق: ايلزه ليختن شتيتر، بيروت، دار الآفاق الجديدة، د.ت.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415 هـ/ 1995 م.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب، بيروت، دار صادر، 1325هـ.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، بيروت، دار المعرفة، 1379 هـ.
- ابن حنبل، أحمد بن محمد، فضائل الصحابة، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، القاهرة، دار ابن الجوزي، ط4، 1430 هـ.
- ابن حنبل، أحمد بن محمد،، مسند أحمد بن حنبل، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1416 هـ.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1410 هـ/ 1990 م.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، مكتبة العلامة، 1379 هـ.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط1، 1412 هـ/ 1992 م.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
- ابن قانع، عبد الباقي، معجم الصحابة، تحقيق: خليل إبراهيم قوتلاي، بيروت، دار الفكر، 1424 هـ.
- ابن قيم الجوزية، محمد بن أبي بكر، حاشية ابن القيم على سنن أبي داود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1415 هـ.
- ابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجة، تحقيق: بشار عواد معروف، بيروت، دار الجيل، ط1، 1418 هـ.
- ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وآخرون، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
- أبو داود، سليمان بن الأشعث، سنن أبي داود، تحقيق: سيد إبراهيم، القاهرة، دار الحديث، 1420 هـ.
- أبو نعيم، أحمد بن عبد الله، معرفة الصحابة، تحقيق: محمد حسن إسماعيل ومسعد عبد الحميد، بيروت، دار الكتب العلمية، منشورات محمد عبي بيضون، 1422 هـ.
- الإربلي، علي بن عيسى، کشف الغمة في معرفة الأئمة، تبريز، مکتبة بني هاشمي، 1381 هـ.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، القاهرة، وزارة الأوقاف المجلس الأعلی للشؤون الإسلامیة ولجنة إحیاء کتب السنه، ط2، 1410 هـ.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط1، 1417 هـ/ 1996 م.
- الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، القاهرة دار الحديث، 1419 هـ.
- الجمالي، يوسف، روایات خواستگاری امام علی(ع) از دختر ابوجهل در بوته نقد، قم، نور المصطفى، 1401 ش.
- الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1411 هـ/ 1990 م.
- الحسيني القزويني، محمد، «پاسخ به شبهه ازدواج حضرت علی(ع) با دختر ابوجهل»، سایت موسسه تحقیقاتی حضرت ولیعصر(عج)، تاريخ الإدراج: 26/ 1/ 1390 ش، تاريخ المشاهدة: 14 / 11/ 1402 ش.
- الحسيني القزويني، محمد، «خواستگاری از دختر ابوجهل/ازدواج موقت»، سایت موسسه تحقیقاتی حضرت ولیعصر(عج)، تاريخ الإدراج: 9 / 1/ 1390 ش، تاريخ المشاهدة: 14 / 11/ 1402 ش.
- الحسيني الميلاني، علي، خواستگاری ساختگی بررسی و نقد داستان خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل، قم، مركز الحقائق الإسلامية، 1386 ش.
- الحسيني الميلاني، علي، رسالة في حديث خطبة علي بنت أبي جهل، د.م، د.ن، د.ت.
- الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1417 هـ.
- الخطيب العمري، ياسين، الروضة الفيحاء في أعلام النساء، تحقيق: حسام رياض عبد الحكيم، بيروت، مؤسسة الكتب الثقافية، 1420 هـ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، بيروت، دار الكتاب العربي، ط2، 1413 هـ/ 1993 م.
- الذهني الطهراني، محمد جواد، ترجمة علل الشرائع، قم، انتشارات مؤمنين، 1389 ش.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، الأمالي، طهران، كتابچي، ط6، 1376 ش.
- الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، قم، كتاب فروشي داوري، ط1، 1385 ش.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1417 هـ/ 1997 م.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك (تاريخ الطبري)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث العربي، ط2، 1387 هـ/ 1967 م.
- الطحاوي، أحمد بن محمد، شرح مشكل الآثار، تحقيق: شعيب الارنووط، دمشق، دار الرسالة العلمية، ط3، 1431 هـ.
- القزويني الحائري، محمد حسن، الإمامة الكبرى والخلافة العظمى، تحقيق: جعفر القزويني، قم، دار المجتبى، 1427 هـ.
- المحسني، غلام رسول، «خواستگاری علی(ع) از دختر ابوجهل»، چاپ شده در مجموعه موسوعه رد شبهات امام علی(ع)، جلد دوم، به کوشش حوزه نمایندگی ولی فقیه در امور حج و زیارات، قم، سازمان حج و زیارت، 1395 ش.
- المرتضى، علي بن الحسين، تنزيه الأنبياء، قم، الشريف الرضي، 1377 ش.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط1، 1413 هـ.
- المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1420 هـ/ 1999 م.
- النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، تحقيق: عبد الغفار سليمان وآخرون، بيروت، دار الكتب العلمية، 1411 هـ.
- النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، القاهرة، انتشارات دار الحديث، 1412 هـ.
- الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، دار الأعلمي، ط3، 1409 هـ/ 1989 م.
- اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، ط1، 1379 هـ.
- «اهل تسنن جمله معروف پیامبر(فاطمه بضعة منی و...) در مورد حضرت فاطمه را مربوط به خواستگاری حضرت عل (ع) از...»، سایت مرکز ملی مطالعات و پاسخگویی به شبهات حوزه علمیه قم، تاريخ المشاهدة: 14 / 11/ 1402 ش.
- «خواستگاری علی بن ابیطالب(ع) از دختر ابو جهل!!!»، پایگاه اطلاعرسانی دفتر حضرت آیتالله العظمی مکارم شیرازی، تاريخ الإدراج: 18 / 10/ 1391 ش، تاريخ المشاهدة: 14 / 11/ 1402 ش.
- رضواني، علي أصغر، «حدیث خواستگاری امام علی(ع) از دختر ابوجهل چرا و چگونه ساخته شد؟»، سایت خبرگزاری بین المللی قرآن، تاريخ الإدراج: 2 / 11/ 1400 ش، تاريخ المشاهدة: 14 / 11/ 1402 ش.
- عابدي، أحمد، «ماجرای خواستگاری امیرالمؤمنین از دختر ابوجهل/چه کسانی مورد غضب صدیقه طاهره (س) بودند؟»، سایت باشگاه خبرنگاران جوان، تايخ الإدراج: 19/ 11/ 1397 ش، تاريخ المشاهدة: 14 / 11/ 1402 ش.
- «ماجرای خواستگاری حضرت علی(ع) از دختر ابوجهل؛ دروغ یا واقعیت!؟»، سایت خبرگزاری رسمی حوزه، تاريخ الإدراج: 25 / 9/ 1398 ش، تاريخ المشاهدة: 14 / 11/ 1402 ش.
- مرتضى العاملي، جعفر، الصحيح من سيرة الإمام علي(ع)، بيروت، المركز الإسلامي للدراسات، 1430 هـ.