قابيل
الابن الأول لآدم وحواء | |
---|---|
دين | عبادة النار بعد التوحيد |
والدان | آدم وحواء |
أقارب | هابيل |
أعمال بارزة | قتل هابيل |
قَابِيل هو الابن الأول لآدم وحواء والأخ الأكبر لهابيل. وبحسب المصادر التاريخية فقد ارتكب أول جريمة قتل على وجه الأرض. واعترض قابيل على اختيار أخيه الأصغر هابيل لخلافة آدم(ع)، وبعد هذا الاعتراض تم تكليف الشقيقين بتقديم القربان لله تعالى، فمن يُقبل قربانه من قبل الله تعالى فهو خليفته بعد آدم، وحينما لم يُقبل قربان قابيل أقدم على قتل أخيه هابيل.
وبعد مقتل هابيل فر قابيل وتحول إلى عبادة النار، ولقد ذمت المصادر التاريخية والتفسيرية والروائية أبناء قابيل، وقد أوصى شيث أبنائه وأحفاده بالابتعاد عن عائلة قابيل، وانقرض نسل قابيل أثناء طوفان نوح؛ بسبب الذنوب التي ارتكبوها، مثل شرب الخمر، والقمار، والزنا، وقد استمر النسل البشري من خلال شيث.
وقد ذكرت الآيات 29 إلى 31 من سورة المائدة حادثة قتل هابيل على يد قابيل. وحيث ورد اسم قابيل في التوراة بقايين.
حياته
يُعتبر قابيل الابن الأول لآدم وحواء،[١] والأخ الأكبر لهابيل وشيث.[٢] وهو مثل غيره من أبناء آدم وحواء ولد مع توئم بنت.[٣] وكانت أخته التوأم تُدعى قليما.[٤] وكان قابيل يعمل في الزراعة.[٥] وقد تم ذكر شخصيته بشكل سلبي في تفاسير القرآن والمصادر التاريخية بسبب حسده لأخيه هابيل وقتله.[٦] وهو الذي حدثت على يديه أول جريمة قتل.[٧] وتم ذكر اسماء أخرى لقابيل في المصادر التاريخية، حيث ورد في التوراة أن اسمه قايين.[٨] واستخدمت بعض المصادر اسم قين وقاين.[٩]
حادثة القربان
ورد في المصادر التاريخية بعد انتخاب هابيل بعنوان خليفة آدم،[١٠] واعترض قابيل على خلافة هابيل، لاعتقاده أنه يستحق أن يخلف والده؛ لأنَّه الابن الأكبر.[١١] وكان يعتقد أن اختيار هابيل وصي وخليفة لآدم ليس من قبل الله تعالى، بل كان من قبل ذوق آدم الشخصي واهتمامه بهابيل.[١٢]
ومن أجل رد اعتراض قابيل تم أمر هابيل وقابيل بتقديم القربان لله تعالى؛ وذلك من أجل معرفة أيهما أقرب إلى الله، حيث كان هابيل صاحب ماشية فقدم أفضل ماشيته بعنوان قربان لله تعالى، وكان قابيل صاحب زرع فقدم أردأ زرعه فتقرب به إلى الله.[١٣] وصعد الإثنان إلى قمة جبل ووضعا قربانهما هناك، فنزلت النار وأحرقت قربان هابيل ولم تحرق محصول قابيل، وكان حرق القربان علامة على قبوله من قبل الله تعالى، وعليه فتم قبول قربان هابيل، ورفض قربان قابيل.[١٤]
الحسد وقتل هابيل
بعد قبول قربان هابيل، حسده قابيل وأقسم أن يقتله، فقال هابيل إنما يتقبل الله من المتقين، وقال لقابيل لئن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك.[١٥] وبحسب ما ورد في الآيات القرآنية حذر هابيل قابيل من أنَّه في حال ارتكابيه جريمة قتله، فسيكون من الظالمين ويكون مستحقاً لدخول النار.[١٦]
وذكرت المصادر التاريخية أنَّه عندما ذهب هابيل إلى الجبل من أجل رعي غنمه، وبينما هو كان نائم، هاجمه قابيل وقتله بشدخ رأسه بحجر.[١٧] وتركه بالعراء، لا يعلم كيف يدفن، فبعث الله غرابين اخوين فاقتتلا، فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له ثم حثا عليه التراب.[١٨] وقد ذكرت الآيات 29 إلى 31 من سورة المائدة حادثة قتل هابيل على يد قابيل ودفنه.[١٩]
وبعد مقتل هابيل لُعن قابيل من قبل آدم، وفر مع أخته إلى عدن جنوب اليمن.[٢٠]
قابيل وعبادته للنار
ذكرت المصادر التاريخية أن قابيل أصبح من عباد النار بعدما قتل أخيه،[٢١] وبناءً على ذلك، بعدما ارتكب قابيل قتل هابيل وسوس له الشيطان وقال له: أن النار أكلت قربان هابيل؛ لأنَّه كان يعبد النار، وأنت ينبغي عليك أيضاً أن تعبد النار ليُقبل منك القربان، وبعد هذه الحادثة بنى قابيل بيتاً من أجل عبادة النار.[٢٢] وقد وردت روايات عن الإمام الباقر والإمام الصادق، حول بناء بيت لعبادة النار من قبل هابيل.[٢٣]
التهديد بقتل شيث
بعد أن تم اختيار شيث ليكون خليفة آدم، هدد قابيل بقتله مثل هابيل.[٢٤] وبناءً على وصية آدم، ومن أجل البقاء في مأمن من تهديد قابيل، أخفى شيث العلوم التي تلقاها من آدم عن قابيل،[٢٥] وبقى مدة من الزمن في تقية.[٢٦]
أبناء قابيل
لقد ذمت المصادر التاريخية أبناء قابيل، وبحسب بعض التقارير، فإن أبناء قابيل وعائلته ارتكبوا الكثير من الذنوب، مثل شرب الخمر، والقمار، والزنا، وعبادة الأصنام.[٢٧] وذُكر هذا الأمر في كلمات شيث، حيث أوصى أبنائه وأحفاده بالابتعاد عن عائلة قابيل.[٢٨]
انقراض نسل قابيل بعد طوفان نوح
يعتقد المؤرخون أن عائلة قابيل وأحفادهم قد لقوا حتفهم أثناء طوفان نوح؛ بسبب الخطايا التي ارتكبوها، وانقرض نسلهم.[٢٩] وعليه فقد استمر النسل البشري من خلال شيث.[٣٠]
الهوامش
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص90.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص85 و91.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ص96.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ص96.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص85 و91.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص91 و103.
- ↑ الطبري، تفسير الطبري، ج10، ص204.
- ↑ التوراة، سفر المنشأ، القسم 4، الآية 3.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص85.
- ↑ العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 312.
- ↑ الصادقي الفدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270.
- ↑ الصادقي الفدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270.
- ↑ الطبري، تفسير الطبري، ج10، ص 204 ـ 207.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص32.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.
- ↑ سورة المائدة: الآية 29.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.
- ↑ سورة المائدة: الآية 29 ـ 31.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص143.
- ↑ الطبري، تفسير الطبري، ج2، ص 401.
- ↑ الطبري، تفسير الطبري، ج2، ص 401.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج11، ص 228.
- ↑ العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 104.
- ↑ الملكي الميانجي، مناهج البيان في تفسير القرآن، ج2، ص174.
- ↑ الطبري، تفسير الطبري، ج2، ص399.
- ↑ الثعلبي، تفسير الثعلبي، 1422هـ، ج4، ص53؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج3، ص287.
- ↑ العسكري، عقائد الإسلام من القرآن الكريم، ج1، ص215.
- ↑ شرف الدين، الموسوعة القرآنية، خصائص السور، 1420هـ، ج2، ص140؛ الثعلبي، تفسير الثعلبي، 1422هـ، ج4، ص53؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج3، ص287.
- ↑ الثعلبي، تفسير الثعلبي، 1422هـ، ج4، ص53؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج3، ص287.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- التوراة.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: أحسان عباس، بيروت، دار صادر، ط1، 1968 م.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ/ 1986 م.
- الثعلبي، أحمد بن محمد، تفسير الثعلبي، تحقيق: أبي محمد بن عاشور، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1422 هـ/ 2002 م.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق: هاشم رسولي وفضل الله اليزدي، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372 ش.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، تحقیق: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، دار احیاء التراث العربي، ط2، 1387 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، ترجمة تفسير الطبري، مصحح: حبيب يغماني، طهران، توس، ط2، 1356 ش.
- الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري، ضبط وتعليق: محمود شاكر، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
- العسكري، مرتضى، عقائد الإسلام من القرآن الكريم، بيروت، المجمع العالمي لأهل البيت، ط2، 1431 هـ/ 2010 م.
- العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي، تحقيق: هشام رسولي، طهران، المكتبة العلمية الإسلامية، ط1، 1380 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1403 هـ/ 1983 م.
- الملكي الميانجي، محمد باقر، مناهج البيان في تفسير القرآن، طهران، هيئة الطباعة والنشر بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1414 هـ.
- شرف الدين، جعفر، الموسوعة القرآنية، خصائص السور، بيروت، دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، ط1، 1420هـ.
- الصادقي الفدكي، جعفر بن حسین، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی؛ نگرشی به موضوع ارتداد از نگاه قرآن کریم، قم، پژوهشگاه علوم و فرهنگ اسلامی، (مرکز فرهنگ و معارف قرآن/بوستان کتاب)، ط1، 1388 ش.