عصا موسى
عصا موسى (ع) تعدّ من ودائع الإمامة، وقد صدر بعض معجزات النبي موسى (ع) عن طريقها، وكانت من مواريث الأنبياء وصلت إلى موسى بعد أن كانت عند النبي آدم (ع)، ثم عند النبي شعيب (ع)، وفي عصر الظهور ستكون بيد الإمام المهدي (عج). ورد في القرآن وكتب قصص الأنبياء أحداث ووقائع لهذه العصا.
في القرآن
لعصا موسى عدة معجزات أشير إليها في القرآن، منها:
- ورد في خمس سور وثمان آيات أن عصا النبي موسى تحولت عن طريق الإعجاز إلى حية،[١] وبناء على آيات القرآن تحولت عصا موسى إلى حية في ثلاثة أحداث:
- تحويل العصا إلى حية في جبل طور: هذا الحدث ورد في ثلاث سور: القصص،[٢] والنمل،[٣] وطه.[٤] فعصا النبي موسى بعد أن ألقاها على الأرض[٥] تحولت إلى "جانّ"[٦] (من أنواع الحيات) أو "حية".[٧]
- تحويل العصا إلى ثعبان في مجلس فرعون": حسب ما ورد في آيات القرآن عندما ذهب موسى إلى فرعون حتى يدعوه إلى صراط الحق، طلب فرعون من موسى برهانا لإثبات صدق قوله، فألقى موسى عصاه فتحولت إلى ثعبان،[٨] وهي حية كبيرة.[٩]
- تحويل العصا إلى حية أمام السحرة: بناء على ما ورد في سورة الشعراء، وسورة الأعراف، وسورة طه بعد أن تحولت عصا موسى في محضر فرعون إلى حية كبيرة[١٠] استجاب أيضا النبي موسى لطلب فرعون لمواجهة السحرة، وذلك في الموعد المقرر وهو يوم زينتهم، فعندها ألقى موسى عصاه، وتحولت إلى حية وبلعت حبال السحرة وعصيهم التي كانت تبدو للناس حيات،[١١] الأمر الذي انتهى بأن يؤمن السحرة بالله،[١٢] لكن بقي فرعون على ما كان من العصيان.[١٣]
- انفلاق البحر واجتياز بني إسرائيل البحر: ورد في الآية 63 من سورة الشعراء أن الله أوحى إلى موسى أن اضرب بعصاك البر،[١٤] حتى فتح لهم طريقا يابسا في البحر وهو نهر النيل حسب ما ذكره ناصر مكارم الشيرازي، بعد أن ضرب موسى عصاه في الماء فانفلق البحر إلى عدة طرق،[١٥] وفي نهاية المطاف عبر موسى ومن معه من الماء،[١٦] لكن فرعون وجيشه تبعوا موسى وبني أسرائيل،[١٧] وأغرقوا.[١٨]
- ضرب الحجر بالعصا وانفجار اثنتي عشرة عينا لأسباط بني إسرائيل[١٩]
في الروايات
ذكرت كتب الفريقين معلومات عن اسم عصا موسى وجنسها وخصائصها،[٢٠] وعن الإمام الباقر (ع) أنّه قال: عصا موسى كانت عصا آدم، هبط بها من الجنة وكانت من عوسج الجنة،[٢١] وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع) قال: كانت عصا موسى قضيب آس [ملاحظة ١] من غرس الجنة، أتاه بها جبرئيل لما توجه تلقاء مدين،[٢٢] وبناء على أورده الشيخ الطبرسي في كتاب مجمع البيان أن طولها كان عشرة أذرع على مقدار قامة موسى.[٢٣]
وذكرت بعض الأخبار أن النبي شعيب قال للنبي موسى (ع) عند الانصراف من مدين متوجها إلى مصر: ادخل البيت، وخذ من تلك العصي -وهي مما ورثها من الأنبياء السابقين من آدم فنازلا مرورا بنوح وإبراهيم- عصا تكون معك، فلما دخل موسى البيت، وثبت إليه العصا فصارت في يده، فخرج بها فقال له شعيب: خذ غيرها، فعاد إلى البيت، ووثبت العصا إليه ثانيا تصير في يده وهكذا ثلاث مرات، فقال له شعيب: خذها، فقد خصك الله بها.[٢٤]
عصا موسى عند أئمة الشيعة
تعد عصا موسى من مواريث الأنبياء، فورد عن الإمام الباقر (ع): كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسى بن عمران، وإنها لعندنا، وإن عهدي بها آنفا، وهي خضراء كهيأتها حين انتزعت من شجرتها، وإنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت لقائمنا (ع) يصنع بها ما كان يصنع موسى، وإنها لتروع وتلقف ما يأفكون، وتصنع ما تؤمر به".[٢٥]
وقال الإمام الصادق (ع) أيضا: إن عصا موسى (ع) عندنا.[٢٦]
الهوامش
- ↑ رهنما و پارچهباف، «تأملی در تعریف کلامی معجزه...»، ص5.
- ↑ سورة القصص، الآية 31.
- ↑ سورة النمل، الآية 10.
- ↑ سورة طه آية 30.
- ↑ سورة طه، الآية 19.
- ↑ سورة قصص، الآية 31؛ سورة نمل، الآية 10.
- ↑ سورة طه، الآية 20.
- ↑ سورة الشعراء، الآية 32.
- ↑ الطريحي، مجمع البحرين، 1375ش، ج 2، ص 17-18.
- ↑ سورة الشعراء، الآية 32.
- ↑ سورة الأعراف، الآية 117.
- ↑ سورة الأعراف، الآية 120، 121؛ سورة طه، الآية 70؛ سورة الشعراء، الآية 46-48.
- ↑ سورة الأعراف، الآية 123؛ سورة طه، الآية 71؛ سورة الشعراء، الآية 49.
- ↑ سورة الشعراء، الآية 63.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج15، ص277-278.
- ↑ الفيض الكاشاني، تفسیر الصافي، ج4، ص37.
- ↑ سورة الإسراء، الآية 103.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 1، ص 223.
- ↑ سورة بقره، الآية60.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار،1390 هـ، ج 13، ص60؛ الثعالبي، قصص الأنبياء، 2007م، ص176.
- ↑ النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 7، ص 265.
- ↑ النعماني، كتاب الغيبة، ج 1، ص 238؛ الطبرسي، مجمع البيان، 1379 هـ، ج 4، ص250.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، 1415 هـ، ج 7، ص 18.
- ↑ النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 7، ص 265؛ الراوندي، قصص الأنبياء، 1409ق، ص152.
- ↑ الكليني، الكافي، 1381 هـ، ج 1، ص231؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص318.
- ↑ الكليني، الكافي، 1381 هـ، ج 1، ص231.
الملاحظات
- ↑ الآس : شجر دائم الخضرة، بيضي الورق موقع المعاني (آس)
المصادر والمراجع
- الکليني، محمد بن يعقوب، الکافي، طهران، مکتبة الصدوق، 1381 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، طهران، دار الکتب الاسلاميه، 1390 هـ.
- الثعالبي، أبي إسحاق أحمد النيشابوري، قصص الأنبياء (عرائس المجالس)، بيروت، دار الکتب العلمية، 2007 م.
- الراوندي، قطب الدين، قصص الأنبياء، مشهد، آستان قدس رضوي، 1409 هـ.
- الطبرسي، فضل بن حسن، مجمعُ البيان في تفسير القُرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1379 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين الطبعة الأولى، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1415 - 1995 م.
- الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، طهران، المكتبة المرتضوية، الطبعة الثالثة، 1375 هـ ش.
- الفيض الكاشاني، محسن، تفسیر الصافي، طهران، مكتبة الصدر، 1405 هـ.
- مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، الطبعة الأولى، 1421 هـ.
- النمازي الشاهرودي، علي، تحقيق: حسن النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1418 هـ.
- النعماني، كتاب الغيبة، علي بن إبراهيم، طهران، ناشر: مكتبة الصدوق، الطبعة الأولى، 1397 هـ ق.