دعاء كميل

من ويكي شيعة
دعاء كميل
عناوين أخرىدعاء الخضر
الموضوعمعرفة الله وطلب المغفرة منه
صاحب الدعاءالإمام علي (ع)
وقت الدعاءليالي الجمعة، وليلة النصف من شعبان
المصادرالمصباح - إقبال الأعمال - زاد المعاد
أدعية مشهورة
دعاء كميل . دعاء الندبة . دعاء التوسل . دعاء الجوشن الكبير . دعاء عرفة . دعاء مكارم الأخلاق . دعاء أم داوود


دعاء كميل، من الأدعية المروية عن الإمام عليعليه السلام. عُرف باسم راويه كميل بن زياد النخعي. الدعاء فيه مضامين عقائدية توحيدية وعرفانية عالية، كما فيه أدب التذلل والخضوع بين يدي الله تعالى. وهو من الأدعية التي يواظب الشيعة على قراءته في ليالي الجمعة وبعض المناسبات الدينية. قام عدّة من الأعلام بشرحه وبيان أسراره، واعتبره العلامة المجلسي أفضل الأدعية.

ترجمة راوي الدعاء

هو كميل بن زياد النخعي الكوفي، من خواص أصحاب الإمام عليعليه السلام، كما كان من أصحاب الإمام الحسنعليه السلام أيضاً.[١] وُلد سنة 12 هـ، فقد عاصر مدة 18 سنة أيام حياة رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم، وبعد وفاته كان ممن بايعوا أمير المؤمنينعليه السلام، وشارك معه في حروبه[٢]، واعتُبر صاحب أسرار الإمام، .كان من ضمن من أخرجوا إلى الشام.[٣] استشهد كميل سنة 82 هـ حيث قُتل بأمر الحجاج بن يوسف الثقفي.[٤]

سند الدعاء

الدعاء رواه الشيخ الطوسي مرسلاً في المصباح باسم (دعاء الخضر) في أعمال شهر شعبان ، قال: دعاء آخر وهو دعاء الخضرعليه السلام: رُوي أن كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنينعليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان.[٥]

كما رواه الشيخ الكفعمي، [٦] ورواه السيد ابن طاووس [٧] أيضاً في أعمال هذه الليلة.

ومع هذا الإرسال في سنده إلا أن المجلسي عبّر عنه بأنه أفضل الأدعية.[٨]

وقت قراءة الدعاء

ذكر السيد ابن طاووس أنه يُستحب قراءة دعاء كميل في ليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة.[٩]

وقد جرت العادة عند الشيعة المواظبة على قراءة دعاء كميل كل ليلة جمعة بعد صلاة العشاء في صورة جماعية أو فردية.

المضامين

يتضمن دعاء كميل تعاليم وآداب توحيدية وعرفانية وأخلاقية، منها:

  • الخضوع بين يدي الله تعالى وسؤاله والقسم عليه بالرحمة، والقوة، والجبروت، والعزة، والعظمة، والسلطان، والأسماء، والعلم، والنور الإلهي. ومن التقديس والالتماس بين يديه تعالى: «يا نُورُ يا قُدُّوسُ يا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيا آخِرَ الْآخِرِينَ».
  • بعد تقديس الباري تعالى يبدأ العبد بنداء بطلب الغفران للآثام والأخطاء التي يرتكبها الإنسان: «الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ... الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ... الَّتي تُغَيِّـرُ النِّعَمَ... الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ... الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ» ثم يجمعها وغيرها في مقام واحد «اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي كُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطيئَة اَخْطَأتُها».
  • يتقرب الداعي إلى الله تعالى ويتشفع إليه بسؤال الخاضع الذليل ويستلهم من ذلك كله ما يجعله يظهر شوقه للحق تعالى: «اَللّهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِع مُتَذَلِّل خاشِع اَنْ تُسامِحَني وَتَرْحَمَني وَتَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِيَا قانِعاً وَفي جَميعِ الاَْحْوالِ مُتَواضِعاً، اَللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَاَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ».
  • يبسط الداعي بين يديه عظمة سلطان الله تعالى وقاهريته ويعترف له بالخطأ والظلم لنفسه: «لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلي وَسَكَنْتُ اِلى قَديمِ ذِكْرِكَ لي وَمَنِّكَ عَلَيَّ».
  • يستعرض الداعي في فقرات أخرى أن الله تعالى ستار العيوب، يدفع البلاء، يحفظ من العثرات... مع عدم استحقاق العبد لهذا كله، فيقدمها كاشكوى بين يديه تعالى يستعطف بها: «اَللّهُمَّ مَوْلاي كَمْ مِنْ قَبيح سَتَرْتَهُ وَكَمْ مِنْ فادِح مِنَ الْبَلاءِ اَقَلْتَهُ وَكَمْ مِنْ عِثار وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوه دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناء جَميل لَسْتُ اَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ...» فيطلب العفو عنها والستر من الفضيحة بسببها: «وَلا تَفْضَحْني بِخَفِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّى، وَلا تُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي مِنْ سُوءِ فِعْلي وَإساءَتي وَدَوامِ تَفْريطي وَجَهالَتي وَكَثْرَةِ شَهَواتي وَغَفْلَتي...».
  • يقر العبد أنه واقف بين يدي الله تعالى معترف ومعتذر ونادم عما جنى من تقصيره وإسرافه على نفسه: «وَقَدْ اَتَيْتُكَ يَا اِلـهي بَعْدَ تَقْصيري وَاِسْرافي عَلى نَفْسي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ في اَمْري غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري وَاِدْخالِكَ اِيَايَ في سَعَة رَحْمَتِكَ...».
  • ويستمر الالتماس والاعتراف والتذلل والخضوع والمسكنة في حيرة منه في أي خطأ يعترف به وأي زلل يطلب العفو عنه: «يَا اِلهي وَرَبّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ لاَِيِّ الاُْمُورِ اِلَيْكَ اَشْكُو وَلِما مِنْها اَضِجُّ وَاَبْكي...» ، ثم يتوسل إليه تعالى بأحسن الخطاب ويختم ضراعته بطلب الإجابة: «أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَاَعْظَمِ صِفاتِكَ وَاَسْمائِكَ.... فَإلَيْكَ يَا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي وَإلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي وَبَلِّغْني مُنايَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي..».
  • ثم يختم الدعاء بالصلاة على النبي ويسلم لله تعالى أن يفعل به ما هو أهله من المعرفة بمصالح عبده: «يَا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَصَلَّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاَْئِمَّةِ الْمَيَامينَ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً».

آثار قراءتها

روى السيد بن طاووس في إقبال الأعمال عن كميل بن زياد أنه سأل الإمام علي (ع) أن يعلّمه دعاء الخضر، فقال (ع):

.. يا كميل، إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كل ليلة جمعة أو في الشهر مرة أو في السنة مرة أو في عمرك مرة تكفّ وتنصر وترزق ولن تعدم المغفرة، يا كميل أوجب لك طول الصحبة لنا ان نجود لك بما سألت، ثم قال: اكتب: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي...[١٠]

مسألة شرعية

قال السيد اليزدي في العروة الوثقى: الجُنب إذا قرأ دعاء كميل الأولى والأحوط أن لا يقرأ منه ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ [١١]؛ لأنه جزء من سورة حم السجدة، وكذا الحائض، والأقوى جوازه [١٢] ووافقه على هذا السيد الخوئي، واختار الإمام الخميني والسيد السيستاني الاحتياط.

شروح الدعاء

  • أنيس الليل في شرح دعاء كميل بن زياد النخعي: للميرزا محمد رضا بن الميرزا عبد الرحيم بن الميرزا محمد رضا شيخ الإسلام ابن الحاج محمد إبراهيم الكلباسي الأصفهاني.[١٣]
  • سراج الليل في شرح دعاء كميل: للشيخ يوسف الأصفهاني الخونساري.[١٤]
  • شرح دعاء كميل: (فارسي) ، للشيخ إبراهيم بن محمد علي الخراساني السبزواري.[١٥]
  • شرح دعاء كميل: قوله عليه السلام: (فهبني... الخ) ، للشيخ أحمد بن صالح الخلف آبادي نسبة إلى خلف آباد بلدة بالحويزة.[١٦]
  • شرح دعاء كميل: للشيخ محمد إبراهيم بن المولى عبد الوهاب السبزواري الأسراري.[١٧]
  • شرح دعاء كميل: (فارسي) للشيخ محمد إبراهيم بن المولى عبد الوهاب السبزواري الأسراري.[١٨]
  • شرح دعاء كميل: للميرزا أبي الحسن بن الحاج إسماعيل اللاري المعروف بالمحقق الاصطهباناتي الشيرازي.[١٩]
  • شرح دعاء كميل: للميرزا أبي القاسم بن الحجة الشيخ محمد حسن المامقاني، المتوفى سنة 1351 هـ.[٢٠]
  • شرح دعاء كميل: للسيد الميرزا أبي المكارم بن الميرزا أبي القاسم الموسوي الزنجاني، المتوفى بها سنة 1330 هـ.[٢١]
  • شرح دعاء كميل: للشيخ صفر علي الأشرفي.[٢٢]
  • شرح دعاء كميل: للميرزا عباس الدارابي الشيرازي تلميذ المولى هادي السبزواري.[٢٣]
  • شرح دعاء كميل: للمولى عبد الأعلى بن محمد القاضي السبزواري.[٢٤]
  • شرح دعاء كميل: للميرزا محمد علي بن نصير الرشتي النجفي المتوفى بها في سنة 1334 هـ.[٢٥]
  • شرح دعاء كميل: للميرزا محمد بن سليمان التنكابني، صاحب كتاب قصص العلماء.[٢٦]
  • شرح دعاء كميل: للمولى محمد نجف الكرماني المشهدي العارف الاخباري المتوفى في سنة 1292 هـ.[٢٧]
  • شرح كلام أمير المؤمنين، في دعاء كميل (وما كان لاحد فيها مقراً ولا مقاماً) : للشيخ حسين بن محمد بن أحمد بن إبراهيم العصفوري ابن أخي صاحب الحدائق.[٢٨]
  • مفتاح المراد في شرح دعاء كميل بن زياد: (فارسي)، للمولى جمال الدين بن علي الخوانساري. ألفه في رجب سنة 1285 هـ.[٢٩]

الهوامش

  1. المفيد، الاختصاص، ص 7 .
  2. ابن حجر، الإصابة، ج 5، ص 486 ؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 217؛ المفيد، الاختصاص، ص 108.
  3. الطبري، تاريخ‏ الأمم والملوك، ج 6، ص 219 .
  4. ابن حجر، الإصابة، ج 5، ص 486.
  5. الطوسي، مصباح المتهجد، ص 844.
  6. الكفعمي، مصباح الكفعمي، ص 737؛ الكفعمي، البلد الأمين، ص 237.
  7. ابن طاووس، إقبال الأعمال، ص 220.
  8. العلامة المجلسي، زاد المعاد ص 60.
  9. ابن طاووس، إقبال الأعمال، ص 220 .
  10. السيد بن طاووس، إقبال الأعمال، ص 220.
  11. السجدة: 18.
  12. اليزدي، العروة الوثقى، ج 1 فيما يحرم على الجُنب، الخامس منها، مسألة 5 .
  13. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 464 وج 13، ص 159.
  14. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 132، ص 160 و ج 13، ص 159.
  15. مجمع الفكر الإسلامي، موسوعة مؤلفي الإمامية ج 1 ص 399.
  16. الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 606.
  17. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 158.
  18. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 158.
  19. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 158.
  20. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 158.
  21. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 159.
  22. آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة (الكرام البررة)، ص 672.
  23. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 159، برقم 956 .
  24. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 159، برقم 957.
  25. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 159، برقم 958 .
  26. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 159، برقم 959.
  27. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 159، برقم 960.
  28. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 14، ص 37، برقم 1631.
  29. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 21، ص 348، برقم 5407؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 159.

المصادر والمراجع

  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ/ 1990 م.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، بيروت، مؤسسة الأعلامي، 1418 هـ.
  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
  • العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ/ 1983 م.
  • العلامة المجلسي، محمد باقر، زاد المعاد، قم، مكتبة فدك، ط 1، 1423 هـ.
  • الكفعمي، إبراهيم بن علي العاملي، البلد الأمين، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1417 هـ/ 1997 م.
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الاختصاص، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1418 هـ.
  • موسوعة مؤلفي الإمامية، مجمع الفكر الإسلامي، قم، ط 1، 1420 هـ.