دعاء المشلول

من ويكي شيعة
دعاء المشلول
الموضوعالاستغاثة بالأسماء الحسنى والتوسل إلى الله تعالى بها
صاحب الدعاءالإمام علي (ع)
رواة الدعاءرواه السيد ابن طاووس والشيخ الكفعمي والعلامة المجلسي
سند الدعاءالإمام الحسين
المصادرالبلد الأمين وبحار الأنوار ومهج الدعوات
أدعية مشهورة
دعاء كميل . دعاء الندبة . دعاء التوسل . دعاء الجوشن الكبير . دعاء عرفة . دعاء مكارم الأخلاق . دعاء أم داوود


دعاء المشلول ويُعرف أيضاً بـ دعاء الشاب المأخوذ بذنبه من الأدعية المروية عن الإمام علي عليه السلام، كان الإمام قد علّمه لشاب سمعه يتضرع عند الكعبة وقد كان متأوها محزونا مشلولاً؛ وذلك لدعا أبيه عليه.

سند الدعاء

رواه السيد ابن طاووس عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي (عليهما السلام)[١] ، ورواه الكفعمي[٢]، ونقله العلامة المجلسي[٣]

قصة هذا الشاب

روي عن جماعة يسندون الحديث الى الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: «كنت مع علي بن ابي طالب عليه السلام في الطواف في ليلة ديجوجية [٤] قليلة النور ، وقد خلا الطواف ، ونام الزوار، وهدأت العيون، اذ سمع مستغيثاً مستجيراً مسترحما بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو يقول:

يا من يجيب دعا المضطر في الظلميا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوايدعو، وعينك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمييا من اشار اليه الخلق في الحرم
إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرففمن يجود على العاصين بالنعم


قال الحسين بن علي (صلوات الله عليهما):‌ فقال لي: يا أبا عبد الله أسمعت المنادي ذنبه، المستغيث ربه؟

فقلت: نعم، قد سمعته

فقال: اعتبره عسى تراه

فما زلت اختبط في طخياء الظلام واتخلل بين النيام. فلما صرت بين الركن والمقام، بدا لي شخص منتصب، فتأملته فاذا هو قائم. فقلت: السلام عليك ايها العبد المقر المستقيل المستغفر المستجير، أجب ـ بالله ـ ابن عم رسول الله.

فأسرع في سجوده وقعوده وسلم ، فلم يتكلم حتى أشار بيده بأن تقدمني ، فتقدمته فأتيت به أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: دونك ها.

هو فنظر إليه، فإذا هو شابٌ حسنُ الوجه ، نقي الثياب.

فقال له: من الرجل؟

فقال له: من بعض العرب.

فقال له: ما حالك، ومم بكاؤك واستغاثتك؟

فقال: ما حال من أوخذ بالعقوق فهو في ضيق، ارتهنه المصاب، وغمره الاكتئاب، فارتاب (أو فتاب) فدعاؤه لا يستجاب .

فقال له علي: ولم ذلك؟

فقال : لأني كنت ملتهياً في العرب باللعب والطرب، اديم العصيان في رجب و شعبان ، وما أراقب الرحمن ، وكان لي والد شفيق رفيق ، يحذرني مصارع الحدثان ، ويخوفني العقاب بالنيران ويقول : كم ضجَّ منك النهار والظلام ، والليالي والأيام ، والشهور الأعوام ، والملائكة الكرام . وكان إذا ألحّ عليَّ بالوعظ زجرتُه وانتهرته ، ووثبت عليه وضربته ، فعمدت يوماً إلى شيء من الورق فكانت في الخباء فذهبتُ لآخذها وأصرفها فيما كنت عليه ، فمانعني عن أخذها ، فأوجعته ضرباً ولويت يده وأخذتها ومضيت ، فأوماً بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك ، فلم يُطق يحركها من شدة الوجع والألم ، وأنشأ يقول:

يا من إليه أتى الحجاج بالجهدفوق المهاد من أقصى غاية البُعد
إني أتيتك يا من لا يخيب منيدعوه مبتهلاً بالواحد الصمد
هذا منازل من يرتاع من عققيفخذ بحقي يا جبار من ولدي
حتى تشل بعون منك جانبهيا من تقدس لم يولد ولم يلد


قال: فو الذي سمك السماء ، وأنبع الماء ، ما استتم دعاءه حتى نزل بي ماترى ثم كشف عن يمينه، فإذا بجانبه قد شل . فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لي في الموضع الذي دعا به علي ، فلم يجبني ، حتى إذا كان العام أنعم عليَّ فخرجت به على ناقة عشراء [٥] أجد السير حثيثاً رجاء العافية ، حتى إذا كنا على الأراك وحطمة وادي السياك، نفر طائر في الليل ، فنفرت منه الناقة التي كان عليها ، فألقته ألى قرار الوادي ، فارفض [٦] بين الحجرين فقبرته هناك، واعظم من ذلك اني لا أعرف إلا (المأخوذ بدعوة أبيه).

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : أتاك الغوث ، أتاك الغوث ، ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ، وفيه اسم الله الأكبر الأعظم ، العزيز الأكرم ، الذي يجيب به من دعاه ويعطي به من سأله، ويفرج به الهم ، ويكشف به الكرب ويذهب به الغم ، ويُبريء به السقم ، ويجبر به الكسير ، ويغني به الفقير ، ويقضي به الدين ، ويرد به العين ، ويغفر به الذنوب ، ويستر به العيوب ، ‌ويؤمن به كل خائف من شيطان مريد ، وجبار عنيد .

ولو دعا به طائع لله على جبل لزال من مكان ه، أو على ميت لأحياه الله بعد موته ، ولو دعا به على الماء لمشى عليه بعد أن لا يدخله العجب ، فاتق الله ايها الرجل فقد ادركتني الرحمة لك، وليعلم الله منك صدق النية انك لا تدعو به في معصية ولا تيده الا لثقة في دينك فان اخلصت فيه النية استجاب الله لك، ورأيتَ نبيكَ [[النبي محخمد|محمداًٍٍ صلی الله عليه وآله وسلم في منامك ، يبشرك بالجنة والاجابة.

قال الحسين بن علي عليه السلام : فكان سروري بفائدة‌ الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته وما نزل به ؛ لأنني لم أكن سمعته منه ، ولا عرفت هذا الدعاء قبل ذلك.

مفاهيم الدعاء

  • غالب فقرات هذا الدعاء هي مناجاة واستغاثة بالأسماء الحسنى والتوسل إلى الله تعالى بها : «اَللّهُمَّ اِنّى اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ يَا ذَا الْجَلالِ وَالاِْكرامِ يَا حَىُّ يَا قَيّوُمُ يَا حَىُّ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ يَا هُوَ يَا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ وَلا كَيْفَ هُوَ وَلا حَيْثُ هُوَ اِلاّ هُوَ» .
  • كل ما في الدعاء هو توسل وطلب للفكاك من ظلم الظالم وجوره .
  • في الختام يذكر بعض آيات القرآن الكريم ويعين حاجته ويختم بالصلاة على النبي: «وَاَسْأَلُكَ بِاَسْمآئِكَ الْحُسْنَى الَّتى نَعَتَّها فى كِتابِكَ فَقُلْتَ {وَللهِ الاَْسْمآءُ الْحُسْنى فَادْعوُهُ بِها}، وَقُلْتَ {اُدْعُونى اَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وَقُلْتَ {وَاِذا سَأَلَكَ عِبادى عَنّى فَانّى قَريبٌ اُجيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ اِذا دَعانِ}، وَقُلْتَ {يَا عِبادِىَ الّذَينَ اَسْرَفوُا عَلى اَنْفُسِهِمْ لا تَقْظَوُا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ}، وَاَنَا اَسْاَلُكَ يَا اِلـهى وَاَدْعُوكَ يَا رَبِّ وَاَرْجُوكَ يَا سَيِّدى وَاَطْمَعُ فى اِجابَتى يَا مَوْلاىَ كَما وَعَدْتَنى، وَقَدْ دَعَوْتُكَ كَما اَمَرْتَنى فَافْعَلْ بى ما اَنْتَ اَهْلُهُ يَا كَريمُ، وَالْحَمْدُ للهِِ رَبِّ الْعالَمينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ ».
  • أكدت الرواية على أن يُقرأ الدعاء على طهارة.

شروح الدعاء

  • شرح دعاء المشلول وترجمته للفارسية: للمولى محمد سليم الآملي[٧]

الهوامش

  1. مهج الدعوات ص191 ـ 197 .
  2. البلد الأمين ص 337. مصباح الكفعمي ص 260
  3. بحار الأنوار ج 92 ص 394 .
  4. أي مظلمة مع غيم لا ترى نجماً ولاقمراً .
  5. الناقة التي مضى لحمها عشرة أشهر، وقيل: ثمانية . ابن مظور ، لسان العرب ج 9 ص 219 .
  6. أرفض : أي تبدد وتفرق أجزاؤه المتلاشية .
  7. آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 260 .

المصادر والمراجع

  • ابن طاوس، علي بن موسى، مهج الدعوات، بيروت، مؤسسة الإعلامي للمطبوعات، 1424 هـ/ 2003 م.
  • الكفعمي، إبراهيم بن علي العاملي، البلد الأمين، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1417 هـ/ 1997 م.
  • الكفعمي، إبراهيم بن علي العاملي، مصباح الكفعمي، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 3، 1403 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ/ 1983 م.

وصلات خارجية