انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو بكر بن أبي قحافة»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ٣٠٨: سطر ٣٠٨:


==تعيين الخلافة==
==تعيين الخلافة==
والمعلومات المتعلقة باختيار عمر  وتعيينه خليفة مختلفة شأنها شأن بقية روايات ذلك العصر. فعلى الرغم من أنه جرى الحديث في أغلبها عن استشارة أبي بكر لبعض الصحابة مثل [[عبد الرحمان بن عوف]] ''[[سعد ابن أبي وقاص|وسعد ابن أبي وقاص]]'' وآخرين، وكذلك زوجته [[عائشة بنت أبي بكر|وعائشة]] ابنته وأبنائه، لكن يتضح من مجموع هذه الروايات أن أبابكر كان عازماً على تعيين عمر خليفة له. ذلك أنه كان يرد بحزم على المستشارين المعترضين بشأن عمر.<ref>ابن حبان، ج2، ص191-192؛ الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص428؛ الإمامة، ج1، 19؛ ابن الأثير، المصدر نفسه، ج2، ص425.</ref>
والمعلومات المتعلقة باختيار عمر  وتعيينه خليفة مختلفة شأنها شأن بقية روايات ذلك العصر. فعلى الرغم من أنه جرى الحديث في أغلبها عن استشارة أبي بكر لبعض الصحابة مثل [[عبد الرحمان بن عوف]] ''[[سعد ابن أبي وقاص|وسعد ابن أبي وقاص]]'' وآخرين، وكذلك زوجته [[عائشة بنت أبي بكر|وعائشة]] ابنته وأبنائه، لكن يتضح من مجموع هذه الروايات أن أبابكر كان عازماً على تعيين عمر خليفة له. ذلك أنه كان يرد بحزم على المستشارين المعترضين بشأن عمر.<ref>ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص 191-192؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 428؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 425.</ref>


وهناك شواهد أخرى أيضاً تدّل على أن أبا بكر كانت له من قبل نية كهذه ومنها: [[واقعة السقيفة]] واقتراحه خلافة عمر؛ إيكال إمامة الصلاة وأمر القضاء إلى عمر، اللذين هما برأيه من الأدلة على الأفضلية والتقدم على الآخرين ويليان إمامة المجتمع؛ استئذانه أسامةَ في بقاء عمر في المدينة بوصفه عوناً للخليفة.
وهناك شواهد أخرى أيضاً تدّل على أن أبا بكر كانت له من قبل نية كهذه ومنها: [[واقعة السقيفة]] واقتراحه خلافة عمر؛ إيكال إمامة الصلاة وأمر القضاء إلى عمر، اللذين هما برأيه من الأدلة على الأفضلية والتقدم على الآخرين ويليان إمامة المجتمع؛ استئذانه أسامةَ في بقاء عمر في المدينة بوصفه عوناً للخليفة.


وفي رواية الطبري <ref>المصدر نفسه، ج3، ص429.</ref>وابن حبان <ref>ج2، ص192.</ref>فإن أبا بكر دعا عثمان خالياً وقال:
وفي رواية الطبري <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 429.</ref>وابن حبان <ref>ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص 192.</ref>فإن أبا بكر دعا عثمان خالياً وقال:
:"اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد....".
:"اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد....".
ثم أغمي على أبي بكر وهو على تلك الحال، فكتب عثمان من تلقاء نفسه:
ثم أغمي على أبي بكر وهو على تلك الحال، فكتب عثمان من تلقاء نفسه:
:"أما بعد، فإني استخلف عليكم عمرَ بن الخطاب، ولم آلكم خيراً منه"، وحين أفاق أبوبكر قال: أقرأ علي، فقرأ عليه ما كتبه، فلما سمع أبو بكر اسم عمر كبّر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن افتلتت نفسي في غشيتي! قال: نعم.
:"أما بعد، فإني استخلف عليكم عمرَ بن الخطاب، ولم آلكم خيراً منه"، وحين أفاق أبوبكر قال: أقرأ علي، فقرأ عليه ما كتبه، فلما سمع أبو بكر اسم عمر كبّر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن افتلتت نفسي في غشيتي! قال: نعم.


وفي روايتي [[اليعقوبي]] <ref>ج2، ص136، 137.</ref> و[[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] <ref>المصدر نفسه.</ref> لم يرد ذكر لإغماء أبي بكر، وإن عهد أبي بكر في هاتين الروايتين يختلف عما هو عليه في المصادر الأخرى، كما توجد اختلافات كثيرة في نفس هاتين الروايتين. والنص أكثر تفصيلاً في رواية الإمامة ويتضمن هذه العبارة: لا أعلم الغيب. فإن تروه عدل فيكم، فذلك ظني به ورجائي فيه. وإن بدّل وغيّر، فالخير أردت.<ref>المصدر نفسه؛ أيضاً ينظر: المبرد، ج1، ص17، ونصه قريب من هذا المضمون.</ref>
وفي روايتي [[اليعقوبي]] <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 136، 137.</ref> و[[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] <ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19.</ref> لم يرد ذكر لإغماء أبي بكر، وإن عهد أبي بكر في هاتين الروايتين يختلف عما هو عليه في المصادر الأخرى، كما توجد اختلافات كثيرة في نفس هاتين الروايتين. والنص أكثر تفصيلاً في رواية الإمامة ويتضمن هذه العبارة: لا أعلم الغيب. فإن تروه عدل فيكم، فذلك ظني به ورجائي فيه. وإن بدّل وغيّر، فالخير أردت.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19.</ref>


وأورد ابن حبان في روايته أن أبا بكر بعد سماعه نص العهد من لسان عثمان، دعا له ثم رفع يديه إلى السماء، وقال:
وأورد ابن حبان في روايته أن أبا بكر بعد سماعه نص العهد من لسان عثمان، دعا له ثم رفع يديه إلى السماء، وقال:
:اللهم وليته بغير أمر نبيك، ولم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة...فاجتهدت لهم الرأي فوليت عليهم خيرهم لهم وأقواهم عليهم، ولم أرد محارباة عمر. <ref>ج2، ص192-193.</ref>
:اللهم وليته بغير أمر نبيك، ولم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة...فاجتهدت لهم الرأي فوليت عليهم خيرهم لهم وأقواهم عليهم، ولم أرد محارباة عمر. <ref>ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص 192-193.</ref>


وفي رواية [[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] توجد عبارة أخرى في كلام أبي بكر موجهة للناس وهي قوله: إن شئتم اجتهدت لكم رأيي... ثم بكى وبكى الناس، وقالوا: يا خليفة رسول الله! أنت خيرنا وأعلمنا...عندئذ دعا عمر، وأعطاه الكتاب ليقرأه على الناس. وهنا ورد أن رجلاً قال لعمر في الطريق: ما في الكتاب يا أبا حفص؟ قال لا أدري، ولكني أول من سمع وأطاع. قال الرجل: لكني واللهِ أدري ما فيه: أمّرته عامَ أول، وأمّرك العامّ.<ref>ج1، ص19-20؛ قارن: ابن سعد، ج3، ص199-200؛ الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص428-430؛ ابن الأثير، المصدر نفسه، ج2، ص425-427.</ref>
وفي رواية [[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] توجد عبارة أخرى في كلام أبي بكر موجهة للناس وهي قوله: إن شئتم اجتهدت لكم رأيي... ثم بكى وبكى الناس، وقالوا: يا خليفة رسول الله! أنت خيرنا وأعلمنا...عندئذ دعا عمر، وأعطاه الكتاب ليقرأه على الناس. وهنا ورد أن رجلاً قال لعمر في الطريق: ما في الكتاب يا أبا حفص؟ قال لا أدري، ولكني أول من سمع وأطاع. قال الرجل: لكني واللهِ أدري ما فيه: أمّرته عامَ أول، وأمّرك العامّ.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19-20؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 199-200؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 428-430؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 425-427.</ref>


==ملامحه وشخصيته ونمط حياته==
==ملامحه وشخصيته ونمط حياته==
مستخدم مجهول