انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو بكر بن أبي قحافة»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ٢١٦: سطر ٢١٦:


==أخذ البيعة من الإمام علي(ع)==
==أخذ البيعة من الإمام علي(ع)==
الأخبار  المتعلقة بامتناع [[علي (ع)]] عن البيعة وكيفية وزمان بيعته لأبي بكر فهي مختلفة وأحياناً متناقضة، ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيستين: مجموعة تضم ـ بقليل من الاختلاف في اللفظ والمضمون ـ ما فحواه أن علياً (ع) بايع أبا بكر طوعاً أو كرهاً بعد ساعات من البيعة العامة،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 585، 587؛ الإمامة، ج 1، ص 11.</ref> حتى إنه ورد في إحدى هذه الروايات التي يلاحظ اسم سيف بن عمر أيضاً في سلسلة أسانيدها،<ref>للاطلاع على دحض روايات سيف، ينظر: العسكري، ج 1، ص 69ـ 86، ج 2، ص 29، 34.</ref> ما يلي : عندما  سمع علي (ع) أن أبا بكر جلس للبيعة، جاء إلى المسجد متعجلاً دون إزار ورداء خشية التأخر في هذا الأمر، ليبايعن ثم جلس إليه وبعث إلى البيت من يأتيه بثيابه.<ref>الطبري، المصدر نفسه، ج 3، ص 207.</ref>
الأخبار  المتعلقة بامتناع [[علي (ع)]] عن البيعة وكيفية وزمان بيعته لأبي بكر فهي مختلفة وأحياناً متناقضة، ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيستين: مجموعة تضم ـ بقليل من الاختلاف في اللفظ والمضمون ـ ما فحواه أن علياً (ع) بايع أبا بكر طوعاً أو كرهاً بعد ساعات من البيعة العامة،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 585، 587؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 11.</ref> حتى إنه ورد في إحدى هذه الروايات التي يلاحظ اسم سيف بن عمر أيضاً في سلسلة أسانيدها، ما يلي: عندما  سمع علي (ع) أن أبا بكر جلس للبيعة، جاء إلى المسجد متعجلاً دون إزار ورداء خشية التأخر في هذا الأمر، ليبايعن ثم جلس إليه وبعث إلى البيت من يأتيه بثيابه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 207.</ref>


والمجموعة الأخرى هي الروايات المتضمنة لامتناع على (ع) عن البيعة منه، وإشارة أو إعلان صريح عن امتناعه عن البيعة إلى 40 أو 75 يوماً أو إلى وفاة [[فاطمة الزهراء (ع)|فاطمة الزهراء (ع)،]] أي بعد 6 أشهر.<ref>اليعقوبي، ج2، ص126؛ البلاذري، أنساب، ج 1، ص 586؛ الإمامة، ج 1، ص 14؛ الطبري، نفس الصفحة؛ المسعودي، المصدر نفسه، ج 2، ص 308.</ref>
والمجموعة الأخرى هي الروايات المتضمنة لامتناع على (ع) عن البيعة منه، وإشارة أو إعلان صريح عن امتناعه عن البيعة إلى 40 أو 75 يوماً أو إلى وفاة [[فاطمة الزهراء (ع)|فاطمة الزهراء (ع)،]] أي بعد 6 أشهر.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 126؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 586؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 14.</ref>


ورغم أن عمر بن خطاب قال في خطبته من على [[المنبر|منبر]] مسجد المدينة ضمن شرحه لمجربات السقيفة: "إن علياً والزبير ومن معهما تخلّفوا عنا في بيت فاطمة"<ref>ابن هشام، ج 4، ص 308 ـ 310؛ الطبري، المصدر نفسه، ج 3، ص 204 ـ 205.</ref> وبهذا الكلام اعترف بامتناع علي (ع) عن البيعة وانضمام فريق إليه، إلاّ أن مؤرخي أهل السنة ـ عدا قلة منهم ـ لم يبدوا رغبة في ذكر، أو تفصيل هذا الموضوع. ومع هذا فإن سرد هذه الحادثة كان يرد في المصادر هنا وهناك.
ورغم أن عمر بن خطاب قال في خطبته من على [[المنبر|منبر]] مسجد المدينة ضمن شرحه لمجربات السقيفة: "إن علياً والزبير ومن معهما تخلّفوا عنا في بيت فاطمة"<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 308 ـ 310؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 204 ـ 205.</ref> وبهذا الكلام اعترف بامتناع علي (ع) عن البيعة وانضمام فريق إليه، إلاّ أن مؤرخي أهل السنة ـ عدا قلة منهم ـ لم يبدوا رغبة في ذكر، أو تفصيل هذا الموضوع. ومع هذا فإن سرد هذه الحادثة كان يرد في المصادر هنا وهناك.


ولما كان خبر هذا الشأن قد روي منفصلاً دون ربط بخبر آخر ودون تحديد لتسلسل الحوادث، لا يمكن معرفة ما إذا كان طلب [[البيعة]] من علي (ع) وأصحابه قد تمّ فور الانتهاء من اجتماع السقيفة والمجيء إلى المسجد، أم بعد البيعة العامة، أم بعد دفن النبي (ص).<ref>ينظر: البلاذري، أنساب، ج 1، ص 581؛ اليعقوبي، ج 2، ص 124ـ 126.</ref>
ولما كان خبر هذا الشأن قد روي منفصلاً دون ربط بخبر آخر ودون تحديد لتسلسل الحوادث، لا يمكن معرفة ما إذا كان طلب [[البيعة]] من علي (ع) وأصحابه قد تمّ فور الانتهاء من اجتماع السقيفة والمجيء إلى المسجد، أم بعد البيعة العامة، أم بعد دفن النبي (ص).<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 581؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 124ـ 126.</ref>


واستناداً إلى روايات الشيعة وأهل السنة مما يمكن الوثوق به فإن علياً (ع) امتنع عن مبايعة أبي بكر إلى 6 أشهر، أي حتى وفاة فاطمة (ع)،<ref>الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص208؛ اليعقوبي، ج2، ص126؛ البلاذري، نفس الصفحة؛ ابن عبد ربه، ج 2، ص 22، ج 4، ص 260؛ ابن حبان، ج2، ص 170 ـ 171؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج3 ، ص 222ـ 223؛ المسعودي، التنبيه، 250. </ref> بل ورد في بعض الروايات أن أياً من بني هاشم لم يبايع أبا بكر قبل أن يبايع علي (ع) <ref>الطبري، نفس الصفحة.</ref> وبعد ذلك أو قبله بقليل بايع هؤلاء ومجموعة من أتباع علي (ع) وأنصاره مثل حذيفة بن اليمان وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وسلمان وأبي ذر [[خالد بن سعد|وخالد بن سعد]] وغيرهم.<ref>البلاذري، أنساب...، ج 1، ص 588؛ الطبري، المصدر نفسه، ج 3، ص 387؛ الطبرسي، أحمد، ج 1، ص 95ـ 105؛ جعفري، 51ـ 53.</ref> وقد بيّن كل واحد من هؤلاء خلال البيعة رأيه أو شعوره نحو علي (ع) والخلافة.
واستناداً إلى روايات الشيعة وأهل السنة مما يمكن الوثوق به فإن علياً (ع) امتنع عن مبايعة أبي بكر إلى 6 أشهر، أي حتى وفاة فاطمة (ع)،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص208؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص126؛ ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص 170 ـ 171؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج3 ، ص 222ـ 223؛ المسعودي، التنبيه، ص 250.</ref> بل ورد في بعض الروايات أن أياً من بني هاشم لم يبايع أبا بكر قبل أن يبايع علي (ع) وبعد ذلك أو قبله بقليل بايع هؤلاء ومجموعة من أتباع علي (ع) وأنصاره مثل حذيفة بن اليمان وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وسلمان وأبي ذر [[خالد بن سعد|وخالد بن سعد]] وغيرهم.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 588؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 387.</ref> وقد بيّن كل واحد من هؤلاء خلال البيعة رأيه أو شعوره نحو علي (ع) والخلافة.


كما أوردت المصادر السنية كلام سلمان الذي كان قسم منه [[اللغة الفارسية|بالفارسية]] والآخر [[اللغة العربية|بالعربية]]، فقد قال: "كرداذ وناكرداذ [أي: عملتم وما عملتم]، ولو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم".<ref>البلاذري، أنساب...، ج 1، ص 591؛ الطبرسي، أحمد، ج 1، ص 99.</ref>
كما أوردت المصادر السنية كلام سلمان الذي كان قسم منه [[اللغة الفارسية|بالفارسية]] والآخر [[اللغة العربية|بالعربية]]، فقد قال: "كرداذ وناكرداذ [أي: عملتم وما عملتم]، ولو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم".<ref>البلاذري، أنساب الاشراف، ج 1، ص 591.</ref>
وإن ما جعل علياً (ع) يبايع أبا بكر لم يكن - خلافاً لما ورد في بعض الروايات – إعراض الناس عنه بعد وفاة فاطمة (ع)، بل اتساع نطاق حركة الردة وتمرد القبائل وظهور مدعي النبوة في الجزيرة العربية.<ref>البلاذري، أنساب...، ج 1، ص 587؛ الطبري، المصدر نفسه، ج 3، ص 207.</ref> واحتملت بعض المصادر أن وجود الضغوط على علي (ع) وخوفه على حياته لم يكونا دون تأثير في قبوله المبايعة، ذلك أنه روي أن أبا حنيفة سأل مؤمن الطاق يوماً: إن كانت الخلافة حقاً مشروعاً لعلي (ع) فلماذا لم يثر لأخذ حقه؟ فأجاب: أن تقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة.<ref>الطبرسي، أحمد، ج 2، ص 381.</ref>
وإن ما جعل علياً (ع) يبايع أبا بكر لم يكن - خلافاً لما ورد في بعض الروايات – إعراض الناس عنه بعد وفاة فاطمة (ع)، بل اتساع نطاق حركة الردة وتمرد القبائل وظهور مدعي النبوة في الجزيرة العربية.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 207.</ref> واحتملت بعض المصادر أن وجود الضغوط على علي (ع) وخوفه على حياته لم يكونا دون تأثير في قبوله المبايعة، ذلك أنه روي أن أبا حنيفة سأل مؤمن الطاق يوماً: إن كانت الخلافة حقاً مشروعاً لعلي (ع) فلماذا لم يثر لأخذ حقه؟ فأجاب: أن تقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة.<ref>الطبرسي، أحمد، ج 2، ص 381.</ref>


===روايتا ابن قتيبة===
===روايتا ابن قتيبة===
مستخدم مجهول