الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التقية»
ط ←المكانة |
طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٢١: | سطر ٢١: | ||
اعتبر الشهيد الأول، أحد فقهاء الشيعة في القرن الثامن الهجري، أنَّ أحاديث الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مليئة بألفاظ التقية، وعدّ التقية من أهم عوامل اختلاف الأحاديث.<ref>الشهيد الأول، القواعد والفوائد، ج2، ص157.</ref> ولذلك يُقال إنَّ فهم موارد التقية في الروايات يلعب دورا كبيرا في استخراج الأحكام والمسائل الشرعية بشكل أدق.<ref>طاهری اصفهانی، المحاضرات (تقریرات اصول آیتالله سیدمحمد محقق داماد)، 1382ش، ج2، ص119.</ref> | اعتبر الشهيد الأول، أحد فقهاء الشيعة في القرن الثامن الهجري، أنَّ أحاديث الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مليئة بألفاظ التقية، وعدّ التقية من أهم عوامل اختلاف الأحاديث.<ref>الشهيد الأول، القواعد والفوائد، ج2، ص157.</ref> ولذلك يُقال إنَّ فهم موارد التقية في الروايات يلعب دورا كبيرا في استخراج الأحكام والمسائل الشرعية بشكل أدق.<ref>طاهری اصفهانی، المحاضرات (تقریرات اصول آیتالله سیدمحمد محقق داماد)، 1382ش، ج2، ص119.</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
{{مراجع}} | {{مراجع}} | ||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
{{المصادر}} | {{المصادر}} |
مراجعة ٢٣:٢٥، ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٣
هذه مقالة أو قسم تخضع لتحريرٍ مُكثَّفٍ في الفترة الحالية لفترةٍ قصيرةٍ. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. Foad (نقاش) • مساهمات • انتقال 21 نوفمبر 2023 |
التقية، مصطلح ديني والمراد منه أن لا يُظهر الإنسان عقيدته أو نيته الحقيقية كما يضمرها في قلبه وذلك لدليل مقنع، وهذا المعنى منصوص عليه في المصادر الإسلامية؛ وما يؤيد العمل بالتقية الدليل العقلي إلى جانب النقلي والقرآني منها: ﴿لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِى شَىءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾.
والتقية تعني حفظ النفس من الأذى، وهي تختلف عن النفاق؛ لأنَّ التقية إظهار الكفر وإخفاء الإيمان، بينما النفاق إظهار الإيمان وإخفاء الكفر.
المفهوم
التقية، هي كتمان الحق وإخفاء الاعتقاد به أمام المخالفين، لدفع ضرر ديني أو دنيوي.[١] بمعنى آخر، هي حماية النفس أو الآخرين من ضرر وأذى شخص آخر، من خلال التوافق معه في قول أو فعل.[٢] التقية في اللغة مشتقة من كلمة «وَقَي» وهي بمعنى الاختفاء والحفظ والابتعاد من أجل البقاء في أمان من الضرر.[٣]
المكانة
التقية من المسائل التي بُحثت في علم الفقه، وقد تم ذكرها في جملة من الأبواب الفقهية كالطهارة، والصلاة، والصيام، والحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.[٤] وردت في الكتب التي ترتبط بالقواعد الفقهية بعنوان قاعدة، وقد ألف فيها بعض الفقهاء رسائل مستقلة.[٥]
وعلى الرغم من أن كلمة التقية لم ترد في القرآن؛ إلا أن علماء المسلمين يعتقدون أن بعض الآيات[٦] تُشير إلى مضمونها ويستدلون بها لإثبات مشروعية التقية.[٧] وفي المصادر الروائية الشيعة روايات كثيرة حول التقية عن الأئمة المعصومين.[٨] حيث خصص الكليني المحدث الشيعي (توفى: 329هـ) في كتاب الكافي باب بعنوان «باب التقية» لأحاديث التقية وذكر فيه 23 حديث.[٩] وقد جمع الحر العاملي أيضًا في وسائل الشيعة 146 رواية تتعلق بمختلف أحكام التقية في اثني عشر باباً[١٠] كما ورد في بعض المصادر الروائية عند أهل السنة أحاديث متفرقة في التقية.[١١]
التقية في المذهب الشيعي
ذُكر إنَّ التقية إحدى المعتقدات العقائدية والفقهية عند الشيعة، وأحد أهم العوامل التي تمكن الشيعة من خلالها الحفاظ على مذهبهم ومعتقداتهم عبر التاريخ.[١٢] وفقًا للمصادر التاريخية، كان مذهب التشيع يتعرض للكثير من الضغوطات وعلى طول التاريخ، وفي مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ لذلك، أدى إظهار عقائدهم بين المخالفين إلى تعرضهم للقتل والأضرار المالية؛ ولذلك اعتبر أئمة الشيعة أن التقية ضرورية للحفاظ على حياتهم وحياة الشيعة، وتمنع من تفكك المجتمع الشيعي واضمحلاله.[١٣]
وقد وردت في بعض المصادر الروائية الشيعية روايات ذات تعابير مختلة حول التقية مثل «لا دين لمن لا تقيّة له»،[١٤] وهو ما يعبر عن أهمية التقية عند الأئمة المعصومين وأتباعهم.[١٥]
وذكر آية الله مكارم الشيرازي من مراجع التقليد عن الشيعة، إنَّ التقية لا تختص في المذهب الشيعي.[١٦] ويرى أن التقية ديدن كل اقلية يسيطر عليهم الأكثرون ولا يسمحون لهم بإظهار عقائدهم أو العمل على وفقها، فيخافون على أنفسهم أو مالهم من مخالفيهم المتعصبين، فهم بدافع الفطرة يلجئون إلى التقية فيما كان حفظ النفس أو ما يتعلق بها أهم عندهم من إظهار الحق.[١٧]
وفي بعض الروايات التي وردت عن أئمة الشيعة، نسبة فعل التقية لبعض الأنبياء الإلهيين قبل نبي الإسلام مثل النبي شيث،[١٨] وإبراهيم،[١٩] ويوسف،[٢٠] وأيضاً أصحاب الكهف.[٢١]
اعتبر الشهيد الأول، أحد فقهاء الشيعة في القرن الثامن الهجري، أنَّ أحاديث الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مليئة بألفاظ التقية، وعدّ التقية من أهم عوامل اختلاف الأحاديث.[٢٢] ولذلك يُقال إنَّ فهم موارد التقية في الروايات يلعب دورا كبيرا في استخراج الأحكام والمسائل الشرعية بشكل أدق.[٢٣]
الهوامش
- ↑ المفيد، تصحيح اعتقادات الإمامية، ص، 137.
- ↑ الأنصاري، رسائل فقهية، 1414هـ، ص71.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص401 - 402.
- ↑ دایرة المعارف فقه فارسی، فرهنگ فقه فارسی، 1387ش، ج2، ص585.
- ↑ البجنوردي، القواعد الفقهية، 1377ش، ج5، ص49؛ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص386؛ الصدر، ما وراء الفقه، 1406هـ، ج1، ص108.
- ↑ سورة النحل، الآية 106؛ سورة غافر، الآية 28.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، 1415هـ، ج6، ص203؛ الطباطبائي، الميزان، ج3، ص153.
- ↑ الكافي، الكليني، 1430هـ، ج3، ص548 ـ 560؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص203 ـ 254.
- ↑ الكافي، الكليني، 1430هـ، ج3، ص548 ـ 560.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص203 ـ 254.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، 1422هـ، ج9، ص19؛ الهيثمي، كشف الأستار، 1399هـ، ج4، ص113؛ الطبري، المعجم الكبير، 1415هـ، ج20، ص94؛ حبيب العميدي، واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية، ص72 ـ 77.
- ↑ سلطاني رناني، «امام صادق(ع) و مسأله تقیه»، ص29.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج11، ص43 ـ 47؛ السبحاني، التقيّة مفهومها، حدّها، دليلها، 1430هـ، ص24 ـ 44؛ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص407 ـ 408.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص204 ـ 206.
- ↑ السبحاني، التقيّة مفهومها، حدّها، دليلها، 1430هـ، ص76.
- ↑ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص388.
- ↑ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص388.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج75، ص419.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص208.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج11، ص238.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج75، ص429 وج14، ص425 ـ 426.
- ↑ الشهيد الأول، القواعد والفوائد، ج2، ص157.
- ↑ طاهری اصفهانی، المحاضرات (تقریرات اصول آیتالله سیدمحمد محقق داماد)، 1382ش، ج2، ص119.
المصادر والمراجع
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، بيروت، دار المعرفة للطباعة والنشر، ط 2، د.ت.
- ابن حزم، علي بن أحمد، المحلى، تحقيق: أحمد محمد شاكر، بيروت، دار الجليل، د.ت.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط 3، 1414 هـ.
- الآلوسي، محمود عبدالله، روح المعاني، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
- الأمين، محسن، نقض الوشيعة أو الشيعة بين الحقائق والأوهام، بيروت، د.ن، 1403 هـ/ 1983 م.
- الأنصاري، مرتضى، التقية، تحقيق: فارس الحسون، قم، مؤسسة قائم آل محمد (عج)، ط 1، 1412 هـ.
- البجنوردي، حسن، القواعد الفقهية، قم، نشر الهادی، ط 1، 1377 هـ.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، إسطنبول، د.ن، 1401 هـ/ 1981 م.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيتعليها السلام لإحياء التراث، 1410 هـ.
- الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية، بيروت، د.ن، 1320 هـ.
- الخميني، روح الله، المكاسب المحرمة، قم، د.ن، 1374 هـ
- الخميني، روح الله، تحریر الوسیلة، تهران، موسسة تنظيم و نشر آثار امام خمينى( ره)1368ش.
- السبحاني، جعفر، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، قم، مؤسسة الامام الصادق عليه السلام، د.ت.
- السيوري، المقداد بن عبد الله، اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية، تحقيق: محمد علي القاضي الطباطبائي، قم، د.ن، 1380 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق: هاشم رسولي وفضل الله اليزدي، طهران، ناصر خسرو، ط 3، 1372 ش.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقیق: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، دار احیاء التراث العربی، ط 2، 1387 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1409 هـ.
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1420 هـ.
- القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن، بيروت، د.ن، 1405 هـ/ 1985 م.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر غفاري، بيروت، دار التعارف، ط 3، 1401 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- المحقق الكركي، علي بن الحسين، رسائل المحقق الكركي، تحقيق: محمد حسون، قم، د.ن، 1409 هـ.
- المراغي، أحمد مصطفى، تفسير المراغي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1365 هـ.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، أوائل المقالات في المذاهب والمختارات، قم، د.ن، د.ت.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، تصحيح إعتقادات الإمامية، بيروت، د.ن، 1414 هـ/ 1993 م.
- شبر، عبد الله، الأصول الأصلية والقواعد الشرعية، قم، مکتبة المفيد، ط 1، 1404 هـ.
- شمس الأئمة السرخسي، محمد بن أحمد، كتاب المبسوط، بيروت، د.ن، 1406 هـ/ 1986 م.
- كاشف الغطاء، محمد حسين، أصل الشيعة وأصولها، تحقيق: علاء آل جعفر، قم، مؤسسة الإمام علي عليه السلام، 1415 هـ