حديث مكارم الأخلاق
![]() | |
عناوين أخرى | حديث التتميم |
---|---|
الموضوع | إكمال مكارم الأخلاق ببعثة نبي الإسلام![]() |
القائل | رسول الله![]() |
اعتبار الحديث | متواتر |
مصادر الشيعة | الأمالي (الشيخ الطوسي) - مجمع البيان |
مصادر السنة | السنن الكبرى (البيهقي) - مسند أحمد بن حنبل - صحيح البخاري - الموطأ |
أحاديث مشهورة | |
حديث الثقلين . حديث الكساء . حديث المنزلة . حديث سلسلة الذهب . حديث الولاية . حديث الاثني عشر خليفة . حديث مدينة العلم |
حديث مكارم الأخلاق هو حديث عن رسول الله يبين فيه أن الغاية من بعثته هي إكمال مكارم الأخلاق. وقد ورد في هذا الحديث: «إنّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأخلَاقِ». واستناداً إلى هذا الحديث، تعدّ الأخلاق من القضايا المهمة في الدين الإسلامي، كما أنّ إكمال وتعليم مكارم الأخلاق يُعدّ من الأهداف الرئيسة لـبعثة النبي.
نُقل هذا الحديث في مصادر الشيعة والسنة على حد سواء. وردت أيضا روايات بنفس المضمون، ولكن بعبارات مختلفة قليلاً في المصادر الحديثية. وقد اعتبر بعض الباحثين هذا الحديث متواتراً معنوياً نظراً لكثرة نقله بهذا المضمون.
الأخلاق | |
---|---|
![]() | |
الآيات الأخلاقية | |
آيات الإفك • آية الأخوة • آية الاسترجاع • آية الإطعام • آية النبأ • آية النجوى• آية الأذن | |
الأحاديث الأخلاقية | |
حديث التقرب بالنوافل • حديث مكارم الأخلاق • حديث المعراج • حديث جنود العقل وجنود الجهل | |
الفضائل الأخلاقية | |
التواضع • القناعة • السخاء • كظم الغيظ • الإخلاص • الحلم • الزهد • الشكر | |
الرذائل الأخلاقية | |
التكبر • الحرص • الحسد • الكذب • الغيبة • التبذير • الافتراء • البخل • عقوق الوالدين • حديث النفس • العجب • السمعة • قطيعة الرحم | |
المصطلحات الأخلاقية | |
جهاد النفس • الجهاد الأكبر • النفس اللوامة • النفس الأمارة • النفس المطمئنة • الذنب • المحاسبة • المراقبة • المشارطة | |
علماء الأخلاق | |
محمد مهدي النراقي • أحمد النراقي • السيد علي القاضي • السيد رضا بهاء الديني • السيد عبد الحسين دستغيب • الشيخ محمد تقي بهجت | |
المصادر الأخلاقية | |
القرآن الكريم • نهج البلاغة • مصباح الشريعة • مكارم الأخلاق • المحجة البيضاء • مجموعه ورام • جامع السعادات • معراج السعادة • المراقبات |
يُقال إنّ مكارم الأخلاق تختلف عن الفضائل الأخلاقية الأخرى، وتتفوق عليها. وقد ورد في الأحاديث أنّ صفات مثل الصبر، والشكر، والغيرة، والقناعة، والشجاعة، وصلة الرحم، والحياء، وحسن الخلق تُعد من مصاديق مكارم الأخلاق.
مكانة الحديث
يُعرف حديث «إنّما بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأخلَاقِ» بحديث مكارم الأخلاق[١] أو حديث التتميم،[٢] وهو منقول عن النبي.[٣] واستناداً إليه، يُعتبر أحد الأهداف الرئيسة للبعثة النبوية هو إكمال وتعليم مكارم الأخلاق،[٤] كما أنه يُبرز أهمية القضايا الأخلاقية في الإسلام.[٥]
تفسيرات مختلفة للحديث
تعدّدت التفسيرات والاستنباطات لحديث مكارم الأخلاق:
يرى مرتضى مطهري، العالم الإسلامي والكاتب الشيعي، أنّه يُفهم من هذا الحديث أنّ بعثة النبي تتوجه إلى الجانب الروحي والأخلاقي وتربية الأفراد، ولها بُعد عاطفي وتحفيزي، وليس أبعادًا علمية أو تقنية أو غير ذلك. وهذا على عكس الأخلاق السُقراطية التي تقوم على الفضيلة، وحكم العقل، وتنظر فقط إلى الجانب العقلي، ولهذا فهي جافة وصلبة.[٦]
ويقول ابن العربي، العارف والمفسّر السنّي (560-638هـ)، إنّه من بين الأنبياء، كلّما ازداد نبيّ في قدرته واستيعابه على قبول الفضائل[٧] وكان متأخرًا زمنيًا عن الآخرين، كان يتمتع بجميع صفات وكمالات الأنبياء السابقين؛ ولهذا اكتسب النبي محمد الأهلية لإكمال مكارم الأخلاق.[٨]
ومن ناحية أخرى، يعتقد بعض الباحثين أن المقصود من حديث مكارم الأخلاق ليس الوصول إلى مكارم الأخلاق كهدف وحيد للبعثة،[٩] إذ قد وردت أهداف أخرى لبعثة النبي مثل السياسة وقيادة المجتمع وإتمام الحجة على الناس.[١٠] وفي ضوء هذه المسألة، قدّموا بعض الاحتمالات لتفسير هذا الحديث، ومنها:
- أنّ الحديث حصر إكمال مكارم الأخلاق في النبي محمد
، أي أنّه من بين جميع الأنبياء، كان هو الوحيد المبعوث لإكمال مكارم الأخلاق.[١١]
- أنّ المقصود هو تمييز مكارم الأخلاق عن غيرها من الفضائل الأخلاقية، أي أن النبي بُعث لإكمال مكارم الأخلاق التي تمثل أعلى الصفات الأخلاقية.[١٢]
- أنّ السبب والهدف الرئيسي للبعثة هو إكمال مكارم الأخلاق، وهذا السبب هو الأساس لباقي الأسباب والجوانب الدينية للبعثة.[١٣]
مصادر الحديث
نقل حديث مكارم الأخلاق في مصادر الشيعة والسنة على حد سواء:
من بين مصادر الشيعة، يعدّ كتاب "الرسالة العلوية"[١٤] لـمحمد بن علي الكراجكي (وفاة: 449هـ) وتفسير "مجمع البيان"[١٥] للفضل بن الحسن الطبرسي (وفاة: 548هـ) من أقدم المصادر التي نقلت حديث مكارم الأخلاق،[١٦] وذكر الحسن بن الفضل الطبرسي أيضا في مقدمة كتاب مكارم الأخلاق هذا الحديث دون إسناد.[١٧]
وقد ورد هذا الحديث بعبارات مختلفة في مصادر أخرى منها: "فقه الرضا" بعبارة "بُعثت بمكارم الأخلاق"،[١٨] وفي كتاب "الأمالي" للشيخ الطوسي (385-460هـ) بعبارة "بعثت بمكارم الأخلاق ومحاسنها".[١٩]
اما في مصادر أهل السنة، فقد نقل البيهقي (وفاة: 458هـ) هذا الحديث في كتابه "السنن الكبرى" بسنده عن أبي هريرة عن النبي.[٢٠] كما أورد مالك بن أنس (93 - 179هـ)[٢١] وأحمد بن حنبل (164-241هـ)[٢٢] ومحمد بن إسماعيل البخاري (194-256هـ)[٢٣] هذا الحديث بألفاظ متشابهة في كتبهم. وقد ذهب بعض الباحثين -نظرًا لكثرة نقل مضمون هذا الحديث باللفظ والأسانيد المختلفة في مصادر الشيعة والسنة- إلى اعتباره متواترًا معنويًا أو على الأقل مستفيضًا معنويًا ومقبولًا لدى العلماء.[٢٤]
مصاديق مكارم الأخلاق
المكارم جمع "مَكرَمة"[٢٥] وذكر أنّ مكارم الأخلاق تعني الأخلاق العالية.[٢٦] وقد نُقلت في المصادر الحديثية روايات عديدة عن المعصومين حول مكارم الأخلاق،[٢٧] وورد في بعضها ذكر صفات كمصاديق لمكارم الأخلاق، فقد أورد الكليني في كتاب الكافي حديثاً عن الإمام الصادق
يذكر فيه أنّ مكارم الأخلاق هي زينة الأنبياء، ويحثّ على التحلّي بها، ثم يعدّد عشر صفات كمصاديق لمكارم الأخلاق وهي: اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، وضبط النفس، وحسن الخلق، والسخاء، والغيرة، والشجاعة، والمروءة.[٢٨]
وفي حديث آخر في نفس الكتاب، وردت صفات أخرى كمصاديق لمكارم الأخلاق وهي: اليأس (مما عند الناس)، والصدق، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وإكرام الضيف، وإطعام المحتاج، ومكافأة الإحسان، ومراعاة حق الجار، ومراعاة حق الصاحب. ثم ذكر أن رأس جميع المكارم هو الحياء.[٢٩]
الفرق بين مكارم الأخلاق ومحاسنها
ورد في بعض روايات حديث مكارم الأخلاق، (ومنها رواية الشيخ الطوسي) ذكرت محاسن الأخلاق إلى جانب مكارم الأخلاق.[٣٠] وذكر محمد تقي فلسفي (1286-1377هـ.ش) وهو من خطباء الشيعة أنه لم يرد في الروايات معيار محدّد للتمييز بين المحاسن والمكارم الأخلاقية،[٣١] ولكن بالنظر إلى المصاديق التي وردت في الأحاديث لهذين المصطلحين، يمكن القول أن الصفات الأخلاقية، مثل طلاقة الوجه مع الناس، والتي هي أمور حميدة شرعاً ويمكن أن تتوافق مع الرغبات النفسية،[٣٢] وتتعلق أكثر بالعلاقات الاجتماعية وكيفية التعامل مع الآخرين،[٣٣] تعدّ من محاسن الأخلاق. أما الصفات الأخلاقية مثل كظم الغيظ والتي تتطلب من الشخص أن يخالف هوى نفسه أو على الأقل يتجاهله، فهي تندرج تحت مكارم الأخلاق.[٣٤]
مقالات ذات صلة
الهوامش
- ↑ عارفينيا ومحمدي، «بررسي دلالي حديث مكارم الأخلاق»، ص138.
- ↑ هادي، «مكارم الأخلاق؛ پژوهشي پيرامون روايت تتميم مكارم أخلاق»، ص314.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج10، ص500.
- ↑ النراقي، معراج السعادة، 1378ش، ص107؛ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج18، ص525.
- ↑ علي نجاد، «تفاوت مكارم أخلاق با محاسن أخلاق»، ص6.
- ↑ مطهري، مذكّرات الأستاد، 1385ش، ج6، ص478.
- ↑ ابن العربي، تفسير ابن العربي، 1422هـ، ج2، ص84.
- ↑ ابن العربي، تفسير ابن العربي، 1422هـ، ج1، ص395.
- ↑ عارفينيا ومحمدي، «بررسي دلالي حديث مكارم الأخلاق»، ص141.
- ↑ هادي، «مكارم الأخلاق؛ پژوهشي پيرامون روايت تتميم مكارم أخلاق»، ص322؛ عارفينيا ومحمدي، «بررسي دلالي حديث مكارم الأخلاق»، ص141.
- ↑ عارفينيا ومحمدي، «بررسي دلالي حديث مكارم الأخلاق»، ص141.
- ↑ هادي، «مكارم الأخلاق؛ پژوهشي پيرامون روايت تتميم مكارم أخلاق»، ص333.
- ↑ عارفينيا ومحمدي، «بررسي دلالي حديث مكارم الأخلاق»، ص143.
- ↑ الكراجكي، الرسالة العلويّة، 1427هـ، ص11.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج10، ص500.
- ↑ عارفينيا ومحمدي، «بررسي سندي حديث مكارم الأخلاق»، ص105.
- ↑ الطبرسي، مكارم الأخلاق، 1412هـ، ص8.
- ↑ منسوب للإمام الرضا، فقه الرضا(ع)، 1406هـ، ص353.
- ↑ الطوسي، الأمالي، 1414هـ، ص596.
- ↑ البيهقي، السنن الكبرى، 1424هـ، ج10، ص323.
- ↑ مالك بن لأنس، الموطأ، 2004م، ج5، ص1330.
- ↑ لأحمد بن حنبل، مسند لأحمد، 2001م، ج14، ص512-513.
- ↑ البخاري، الأدب المفرد، 1409هـ، ص104.
- ↑ عارفينيا ومحمدي، «بررسي سندي حديث مكارم الأخلاق»، ص120.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص512 - 513.
- ↑ هادي، «مكارم الأخلاق؛ پژوهشي پيرامون روايت تتميم مكارم أخلاق»، ص327.
- ↑ انظر: الالكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص55؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج67، ص367-375.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص56.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص55.
- ↑ طوسي، الأمالي، 1414هـ، ص596.
- ↑ فلسفي، شرح دعاي مكارم الأخلاق، 1386ش، ج1، ص197.
- ↑ فلسفي، شرح دعاي مكارم الأخلاق، 1386ش، ج1، ص198.
- ↑ علي نجاد، «تفاوت مكارم أخلاق با محاسن أخلاق»، ص8.
- ↑ فلسفي، شرح دعاي مكارم الأخلاق، 1386ش، ج1، ص198.
المصادر والمراجع
- ابن العربي، أبو عبد الله محيي الدين محمد، تفسير ابن العربي، تحقيق: سمير مصطفى رباب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1422هـ.
- أحمد بن حنبل، أبو عبد الله، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، عادل مرشد، وآخرون، مؤسسة الرسالة، ط1، 2001م.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، الأدب المفرد، تحقيق: عبد الباقي، محمد فؤاد، بيروت، دار البشائر الإسلامية، ط3، 1409هـ.
- البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين، السنن الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط3، 1424هـ.
- الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، قم، دار الثقافة، ط1، 1414هـ.
- الطبرسي، الحسن بن الفضل، مكارم الأخلاق، قم، الشريف الرضي، ط4، 1412هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، مقدمة: محمد جواد البلاغي، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
- عارفينيا، حسين، ومحمدي، مسلم، «بررسي دلالي حديث مكارم الأخلاق با تمركز بر ساختار وادبيات آن»، في مجلة پژوهشنامهٔ أخلاق، الدورة 14، رقم 53، خريف 1400ش.
- عارفينيا، حسين، ومحمدي، مسلم، «بررسي سندي حديث مكارم الأخلاق»، في مجلة حديث وانديشه، رقم 30، خريف وشتاء 1399ش.
- علي نجاد، محمد جواد، «تفاوت مكارم أخلاق با محاسن أخلاق»، في المجلة التابعة لموسسة التبليغ في حوزة قم العلمية، 1397ش.
- فلسفي، محمد تقي، شرح دعاي مكارم الأخلاق، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامي (مكتب نشر الثقافة الإسلامية)، ط12، 1386ش.
- الكراجكي، محمد بن علي، الرسالة العلويّة، تصحيح: عبد العزيز كريمي، قم، دليلنا، ط1، 1427هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق وتصحيح: علي أكبر غفاري ومحمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407هـ.
- مطهري، مرتضى، مذكرات الأستاد، صدرا، 1385ش.
- مالك بن أنس، الموطأ، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، الإمارات العربية المتحدة، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان، 2004م.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط2، 1403هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، 1379ش.
- منسوب للإمام الرضا(ع)، فقه الرضا(ع)، تحقيق وتصحيح: مؤسسة آل البيت عليهم السلام، مشهد، مؤسسة آل البيت(ع)، 1406هـ.
- النراقي، ملا أحمد، معراج السعادة، قم، الهجرة، ط6، 1378ش.
- هادي، أصغر، «مكارم الأخلاق؛ پژوهشي پيرامون روايت تتميم مكارم أخلاق»، في مجلة الأخلاق، رقم 5-6، مكتب الإعلان الإسلامي، أصفهان، خريف وشتاء، 1385ش.