أحاديث بُنِي الإسلام، أو أصول الإسلام، أو أركان الإسلام، هي الأحاديث التي وردت في مصادر الشيعة وأهل السُنة، نقلاً عن النبي (ص) وأئمة الشيعة حول الدعائم والمرتكزات التي بُني عليها الإسلام. نصّت بعض الأحاديث على أن أركان الإسلام هي الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، وفي أحاديث أخرى ذُكرت الشهادتان بدلاً من الولاية، كما جاء كلاهما معاً في أحاديث أخرى.

أحاديث بني الإسلام
الموضوعأركان الإسلام
القائلالنبي (ص)، والإمام الباقر (ع)، والإمام الصادق (ع)
رواة الحديثابي حَمْزَه الثُمالي، وفُضَيل بن يسار، وزُرَارة بن اَعْين، ومُفَضَّل بن عُمَر، وعبد الله بن عُمَر
اعتبار الحديثالصحيح
مصادر الشيعةالكافي، والأمالي للصدوق، والأمالي للطوسي
مصادر السنةصحيح البخاري، ومسلم
أحاديث مشهورة
حديث الثقلين . حديث الكساء . حديث المنزلة . حديث سلسلة الذهب . حديث الولاية . حديث الاثني عشر خليفة . حديث مدينة العلم

والأحاديث التي نقلتها المصادر الشيعية أكدت على أهمية الولاية، ووصفتها بأنها الأفضل من بين سائر أركان الإسلام، ووفقاً لهذه الطائفة من الأحاديث وُصف الإسلام بالبناء والبيت الذي تمثل الأصول الخمسة المذكورة أعمدته ودعائمه الأساسية التي إذا ثبتت رسخ بناء الإسلام، واذا هُدمت إنهار بناء الإسلام.

هذه الأحاديث نقلها رواة مثل ابي حَمْزَه الثُمالي، وفُضَيل بن يسار، وزُرَارة بن اَعْين، ومُفَضَّل بن عُمَر، وعبد الله بن عُمَر، ويرى علماء الشيعة وأهل السنة أن معظمها صحيحة.

نصّ الحديث

أحاديث دعائم أو أركان الإسلام الخمسة التي نقلتها كتب الحديث باختلاف عن النبي (ص)[١] وأئمة الشيعة:[٢]

  • (.... بُنَي الإسْلَامَ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَنَّ مُحَمَّداً (ص) عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وإِقَامِ الصَّلَاةِ وإِيتَاءِ الزَّكاةِ وحِجِّ الْبَيتِ وصِيامِ شَهْرِ رَمَضَان‏...). ورد هذا الحديث في مصادر أهل السنّة نقلاً عن النبي (ص)[٥] وفي المصادر الشيعية عن الإمام الباقر (ع).[٦]
  • قال الإمام الصادق (ع) في جواب عيسى بن سَرِي، الذي سأله عن أركان الإسلام: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ (ص) والإقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَحَقٌّ فِي الْأَمْوَالِ مِنَ الزَّكاةِ والْولايةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا ولايةُ آلِ مُحَمَّدٍ (ص‏).[٧]
  • قال الإمام الصادق (ع): أَثَافِي الإسْلَامِ ثَلَاثَةٌ: الصَّلَاةُ، والزَّكَاةُ، والْولايةُ لَا تَصِحُّ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا بِصَاحِبَتَيهَا.[٨]

تأكيد على الولاية

لاحظوا ما جاء من تأكيد على الولاية في بعض الأحاديث المروية عن طريق الشيعة في ما يخص أحاديث بُني الإسلام، هنالك اضافات للتأكيد على الولاية؛‌ منها مثلاً:

  1. ... ولَمْ ينَادَ بِشَي‏ءٍ كَمَا نُودِي بِالْوِلَايةِ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِأَرْبَعٍ وتَرَكُوا هذِهِ يَعْنِي الْولايةَ.[٩]
  2. ...قَالَ زُرَارَةُ فَقُلْتُ: وأَيُّ شَي‏ءٍ مِنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ. فَقَالَ: الْولايةُ أَفْضَلُ...؛[١٠]
  3. ولَمْ ينَادَ بِشَيءٍ مَا نُودِي بِالْولايةِ يوْمَ الْغَدِير.[١١]

قسمٌ من أحاديث بني الإسلام، نصّت على ولاية الإمام علي (ع) والأئمة (ع) حيث جاء فيها: و«ولايةِ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ والْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ (ع)».[١٢]

معنى الحديث والمقصود منه

بناء على بعض الأحاديث، أركان الإسلام ودعائمه هي تلك الأمور التي لا يجوز التقصير في معرفتها والعمل بها، ومن قصر عن معرفة شيء منها فسد دينه، ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه، وقبل منه عمله، ولم يضق به مما هو فيه لجهل شئ من الأمور جهله.[١٣] ومن هنا فقد قيل في أحاديث بني الإسلام، إن الإسلام قد شُبّه بالبناء والبيت الذي تكون له خمسة أعمدة ودعائم. فالبيت إذا توطدت دعائمه رسخ واستقر، واذا تزعزعت انهدم. وكذلك الحال بالنسبة الى بناء الإسلام، فهو أيضاً يثبت بثبات أعمدته وأركانه ولو تزعزعت ينهار بنيانه. إذن من يعمل بأركان الإسلام الخمسة، يكمل إسلامه.[١٤]

الأركان الخمسة التي ذكرتها الأحاديث، هي الأركان الأساسية لبناء الإسلام[١٥] وسائر الواجبات والمستحبات مكملة لها.[١٦]

في نظر العلامة المجلسي يحتمل أن تكون الولاية تشمل الشهادتين أيضاً، أو أن عدم ذكر الشهادتين في بعض الأحاديث يعود الى وضوحها.[١٧] وقد ذكر ثلاثة دلائل لذكر الولاية ـ التي هي من الأمور الاعتقادية مع الأركان الأربعة الأخرى التي هي من الفروع والعبادات: لمسايرة أهل السنّة كما بيّنه وهو ان المراد من الولاية، المحبة والاتّباع؛ والمراد من الأركان الأربعة الأخرى، الاعتقاد بها وفي هذه الحالة تكون من أصول الدين ومن ضرورات الدين.[١٨]

في بعض الأحاديث جاء بيان ترتيب الأركان الخمسة من حيث الأهمية كما يلي: الولاية أسمى الأركان؛‌ لأنها مفتاح سائر الأركان. ومن بعد الولاية، تأتي أهمية الصلاة؛‌ لأنها عمود الدين، ومن بعدهما تأتي الزكاة لاقترانها في آيات القرآن بالصلاة وكذلك أنها تذهب بالذنوب، ‌ فهي أفضل من الركنين الآخرين، وهما الحج والصيام اللذان يأتيان في المراتب التالية.[١٩]

الرواة ومدى اعتبار الحديث

أحاديث بني الإسلام نقلها رواة مثل أبي حَمْزة الثُمالي، [٢٠] الفُضَيل بن يسار، [٢١] زُرَارة بن اَعْين، [٢٢] وعَبْد الله بن عَجْلَان‏ عن الإمام الباقر (ع)[٢٣] وعِيسَى بن السَّرِي،[٢٤] ومُفَضَّل بن عُمَر عن الإمام الصادق (ع)[٢٥] وعبد الله بن عُمَر عن النبي (ص).[٢٦]

اعتبار الحديث

قال العلامة المجلسي بصحّة سند بعض أحاديث بني الإسلام مثل الحديث الذي نقله عيسى بن السري، وزرارة، وفضيل بن يسار، وقال بضعف بعضها الآخر.[٢٧] أما علماء أهل السنّة فقد بيّنوا إن ما رواه عبد الله بن عمر جاء في صحيح البخاري[٢٨] وفضلاً عن ذلك جاء أيضاً في صحيح مسلم.[٢٩] وقد صرّح آخرون منهم بصحتها مثل الترمذي، والنسائي، والنووي.[٣٠]

الهوامش

  1. مسلم، صحيح مسلم، دار احياء التراث العربي، ج1، ص 45.
  2. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص18-24، باب دَعائِم الإسلام؛‌ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1409 هـ، ج‏1، ص13-29، باب1.
  3. الكافي، 1407 هـ، ج2، ص18، ح3، 1و5 وص21، ح8؛ الصدوق، الخصال، 1983م. ج1، ص278، ح21؛ الطوسي، الأمالي، 1414 هـ، ص 124.
  4. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص21، ح7.
  5. البخاري، صحيح البخاري، 1422 هـ، ج1، ص11، ح8 وج6، ص26؛ مسلم، صحيح مسلم، دار احياء التراث العربي، ج1، ص45؛ الترمذي، سنن الترمذي، 1395هـ، ج5، ص5.
  6. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص31، ح1.
  7. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص19-21، ح6و9؛ الطوسي، الأمالي، 1414 هـ، ص518، ح 41.
  8. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص18، ح4.
  9. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص18، ح1و3.
  10. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص18، ح5.
  11. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص21، ح8.
  12. الصدوق، الأمالي، 1997م. ص268، ح 14.
  13. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص19و20، ح6.
  14. البخاري، صحيح البخاري، 1422 هـ، ج1، ص11؛ النووي، شرح متن الاربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية، 1404 هـ، ص 25.
  15. المازندراني، شرح الكافي، 1382 هـ، ج8، ص57؛ النووي، شرح متن الاربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية، 1404 هـ، ص 26.
  16. النووي، شرح متن الاربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية، 1404 هـ، ص 26.
  17. المجلسي، مرآة العقول، 1404 هـ، ج7، ص100.
  18. المجلسي، مرآة العقول، 1404 هـ، ج7، ص100.
  19. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص18 و19، ح5؛ المازندراني، شرح الكافي، 1382 هـ، ج8، ص59-61.
  20. الصدوق، الخصال، 1983م، ج1، ص278، ح21؛ الطوسي، الأمالي، 1414 هـ، ص 124.
  21. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص18، ح3.
  22. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص18، ‌ح5.
  23. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص21، ‌ح7.
  24. الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج2، ص19، ‌ح6، ص19و21، ح6و9.
  25. الصدوق، الأمالي، 1997م. ص 268.
  26. البخاري، صحيح البخاري، 1422 هـ، ج1، ص11، ح8 وج6، ص26؛ مسلم، صحيح مسلم، دار احياء التراث العربي، ج1، ص45.
  27. المجلسي، مرآة العقول، 1404 هـ، ج7، ص100-113.
  28. البخاري، صحيح البخاري، 1422 هـ، ج1، ص11، ح8 وج6، ص26.
  29. مسلم، صحيح مسلم، دار احياء التراث العربي، ج1، ص45.
  30. الترمذي، سنن الترمذي، 1395 هـ، ج5، ص5؛‌ النسائي، ‌ سنن النسائي، 1406 هـ، ج8، ص107؛‌ النووي، شرح متن الاربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية، 1404 هـ، ص25، ح3.

المصادر والمراجع

  • البخاري، محمد بن اسماعيل، صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط 1، 1422 هـ.
  • الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، تحقيق: احمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وابراهيم عطوه، مصر، مصطفى البابي الحلبي، ط 1، 1395 هـ/ 1975 م.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت، ط 1، 1409هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي بن بابويه، الأمالي، طهران، كتابچي، ط 1، 1997 م.
  • الصدوق، محمد بن علي بن بابويه، الخصال، تحقيق: علي اكبر الغفاري، قم، جماعة المدرسين، ط 1، 1983 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، قم، دار الثقافة، ط 1، 1414 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب‌، الكافي، تحقيق: علي اكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1407 هـ.
  • المازندراني، محمد صالح بن احمد، شرح الكافي (الأصول والفروع)، تحقيق: ابو الحسن الشعراني، طهران، المكتبة الإسلامية، ط 1، 138 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (ع)، تحقيق: السيد هاشم رسولي المحلاتي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 2، 1404 هـ.
  • النسائي، ‌ احمد بن شعيب، سنن النسائي، تحقيق: عبد الفتاح ابو غدة، حلب، مكتب المطبوعات الإسلامية، ط 2، 1406 هـ.
  • النووي، يحيى بن شرف الدين، شرح متن الاربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية، دمشق، نشر مكتبة دار الفتح، ط 4، 1404 هـ/ 1984 م.
  • مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار احياء التراث العربي، د.ت.