اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد
اُطلُبوا العِلمَ مِنَ المَهدِ إلَی اللَّحْدِ عبارة اشتهرت ونسبت إلى النبي(ص)، ولم ترد هذه العبارة في المصادر الرئيسة للفريقين شيعة وسنة، لكن مضمونها ومحتواها صحيح، وهناك روايات وردت بهذا المعنى، وقد تحظى بمكانة رفيعة في الثقافة الفارسية وأنشدت في بيت من الشعر.
درجة الوثاقة
ذكر معظم المؤلفين في القرون الأخيرة هذه العبارة "اُطلُبوا العِلمَ مِنَ المَهدِ إلَی اللَّحْدِ" على أنها رواية وردت عن النبي (ص)، فقد ذكر أبوالقاسم باينده وهو مترجم وكاتب إيراني هذه العبارة ضمن الكلمات القصار في كتاب نهج الفصاحة.[١] وأورد خواجة نصير الدين الطوسي في كتاب آداب المتعلمين هذه العبارة، وقال عنها "الأثَرُ المعروف" أي "رواية مشهورة".[٢]
وفضلا عما تقدم، فإن الفيض الكاشاني،[٣] وحاجي خليفة (مؤرخ القرن الحادي عشر)،[٤] وحقي البروسوي مؤلف تفسير روح البيان[٥] أيضا أوردوا هذه العبارة وعدّوها رواية.
ومع هذا، فهناك من الباحثين يصرحون أنهم لم يجدوا مثل هذه العبارة في الروايات الواردة،[٦] وذكر آخرون أنّ مثل هذه العبارة لم ترد في مصادر الروايات، ويرون أنّ من يذهب من المؤلفين إلى كون هذه العبارة رواية، عملهم غير موثق ولم يبتني على البحث العلمي والتحقيق.[٧]
فحوى العبارة
مع أن عبارة "اُطلُبوا العِلمَ مِنَ المَهدِ إلَی اللَّحْدِ" قد تم مناقشتها ودراستها، وفضلاً عن كونها إمّا رواية أو غير رواية، لكن يبقى الكلام حول مضمونها ومحتواها، فإنّه خال وفارغ من الإشكال، وهناك روايات أخرى في كتب موثقة متضمنة محتوى هذه العبارة، فقد روى الإمام الكاظم (ع) عن الإمام علي (ع) أنّه من خصائص المؤمن: «لَا یَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ دَهْرَه».[٨]
واشتهرت هذه العبارة أيضا في اللغة الفارسية وهي متداولة بشكل بيت من الشعر[٩] وقد يكتب هذا البيت على جداران المراكز والمعاهد التعليمية بالأخص المدارس للحث على اكتساب العلم،[١٠]
الهوامش
- ↑ پاینده، نهج الفصاحه، 1382ش، ص218.
- ↑ نصير الدين الطوسي، آداب المتعلّمين، 1416ق، ص112.
- ↑ الفيض الكاشاني، الوافي، 1406هـ، ج1، ص126.
- ↑ حاجي خليفة، كشف الظنون، د ت، ج1، ص51.
- ↑ حقي البروسوي، تفسير روح البيان، د ت، ج5، ص274.
- ↑ منتظری، از آغاز تا انجام در گفتگوی دو دانشجو، 1388ش، ص29.
- ↑ جمع من الباحثين، دانشنامه عقاید اسلامی، 1385ش، ج3، ص15؛ ري شهري،العلم والحكمة في الكتاب والسنة، 1422ق، ص218 و 219.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص19.
- ↑ فهندژسعدی، «آگاهیهای تازه دربارهٔ «ز گهواره تا گور دانش بجوی» و سرایندهٔ آن»، ص150.
- ↑ فهندژسعدی، «آگاهیهای تازه دربارهٔ «ز گهواره تا گور دانش بجوی» و سرایندهٔ آن»، ص150.
المصادر والمراجع
- پاینده، أبو القاسم، نهج الفصاحة، طهران، دنیای دانش، 1382 ش.
- جمع من الباحثين، دانشنامه عقاید اسلامی، قم، دار الحدیث للنشر والتوزيع، 1385 ش.
- حاجي خليفة، مصطفی بن عبدالله، کشف الظنون عن أسامي الکتب والفنون، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، د ت.
- حقي البروسوي، إسماعيل، تفسير روح البيان، بيروت، دارالفکر، د ت.
- ري شهري، محمد، العلم والحکمة في الکتاب والسّنة، قم، دار الحدیث للنشر والتوزيع، 1422 هـ.
- الفيض الکاشاني، محمد محسن، الوافي، أصفهان، مكتبة إمام أمير المؤمنين علي(ع)، الطبعة الأولى، 1406 هـ.
- الکليني، محمد بن يعقوب، الکافي، دار الکتب الإسلامية، طهران، 1407 هـ.
- فهندژسعدي، حميد رضا، آگاهیهای تازه دربارهٔ «ز گهواره تا گور دانش بجوي» وسرايندهٔ آن، شعرپژوهي، العدد 2، الصيف 1400 ش.
- منتظري، حسينعلي، از آغاز تا انجام در گفتگوی دو دانشجو، طهران، گواهان، 1388 ش.
- ناطقي بلخابي، محمدحسن، نقش حديث در غنای ادب فارسی، سفیر، العدد 1، 1386 ش.
- نصير الدين الطوسي، محمد بن محمد، آداب المتعلّمين، تحقيق: السيد محمدرضا الحسيني الجلالي، شيراز، مكتبة مدرسة إمام العصر(عج) العلمية، الطبعة الأولى، 1416 هـ.