حديث رفع القلم هو حديث منسوب إلى النبي
، ورد فيه أن الذنوب لا تُكتب في اليوم التاسع من ربيع الأول. واستنادًا إلى هذه الرواية يحتفل بعض الناس بهذا اليوم، معتقدين أن عمر بن الخطاب قتل في التاسع من ربيع الأول، لا يرى العديد من مراجع التقليد جواز هذه الاحتفالات ويعتبرونها غير منسجمة مع التعاليم الإسلامية.
لقد أورد الفقهاء والرجاليون إشكالات كثيرة حول سند ومحتوى هذا الحديث، منها: عدم معرفة هوية بعض الرواة، وتعارضه مع القرآن والأحاديث الأخرى. ويرى بعض علماء الشيعة أن هذا الحديث لم يتمّ فهمه بشكل صحيح، حيث إنَّ المعنى الأصلي للحديث هو أنّ من ارتكب معصية غير متعمد لم يكتب عليه الذنب؛ وذلك ببركة أهل البيت
، وحتى لو تم تسجيلها فإن الفرد لا يُحاسب عليها.
ورد حديث رفع القلم في بعض المصادر منذ القرن الخامس الهجري فصاعدًا، مثل كتاب المحتضر من تأليف الحسن بن سليمان الحلي وهو من علماء الإمامية، ومجموع الأعياد للطبراني النصيري من الغلاة.
دليل إقامة الاحتفالات في فرحة الزهراء
ذُكر إنَّه بناء على رواية رفع القلم، فإن القلم يرفع عن الإنسان ولا تكتب عليه الذنوب في اليوم التاسع من ربيع الأول.[١] حيث يقيم بعض الناس في هذا اليوم الاحتفالات بيوم فرحة الزهراء،[٢] ولعن عمر بن الخطاب،[٣] وقد عارض مراجع التقليد كالميرزا جواد التبريزي،[٤] وناصر مكارم الشيرازي،[٥] ولطف الله الصافي الكلبايكاني،[٦] مثل هذه الاحتفالات واعتبروها غير منسجمة مع التعاليم الإسلامية.
خلفية صدور الحديث
وأما خلفية صدور حديث رفع القلم فقد روي أن محمد بن العلاء الهمداني، ويحيى بن محمد بن جريح اختلفا في تاريخ وفاة الخليفة الثاني، فذهبوا في اليوم التاسع من ربيع الأول إلى أحمد بن إسحاق القمي وكيل الإمام الهادي
في قم، فوجدوه مسرورًا ومحتفلًا بالعيد. فتعجبوا وسألوا عن سبب هذا الاحتفال، وأوضح لهم أنه سمع من الإمام الهادي أن هذا اليوم هو عيد أهل البيت
الأعظم. حيث ورد عن الإمام الهادي أن رسول الله
أخبر حذيفة بن اليمان أن في هذا اليوم يهلك عدو الله الذي آذى فاطمة
وأنكر الإمام علي
، وقد طلب النبي من الله تعالى أن يجعل يوم وفاته عيدًا للشيعة، وزيّن الله تعالى هذا اليوم بالكثير من الفضائل والبركات.[٧]
وقد ورد في جزء من الحديث أنَّه في التاسع من ربيع الأول لا تُكتب ذنوب الناس: «يا محمد وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق في ذلك اليوم، ولا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك».[٨] وورد في بعض المصادر أن ذنوب الناس لا تُكتب لمدة ثلاثة أيام.[٩]
مصادر الحديث
لقد ورد حديث رفع القلم في مصادر مختلفة منذ القرن الخامس الهجري فصاعدًا، مثل كتاب مجموع الأعياد للطبراني النصيري (أحد أعلام الفرقة النصيرية المغالية في القرن الرابع والخامس الهجري)،[١٠] وزوائد الفوائد من تأليف السيد ابن طاووس (فقيه وعارف شيعي)،[١١] والمحتضر،[١٢] تأليف الحسن بن سليمان الحلي (تلميذ الشهيد الأول)، وقد نقل العلامة المجلسي (من محدثي القرن الحادي عشر الهجري) هذه الرواية الطويلة في بحار الأنوار من كتاب المحتضر،[١٣] وزوائد الفوائد.[١٤]
الإشكالات السندية ومحتوى الحديث
وقد أورد الفقهاء والرجاليون إشكالات كثيرة حول سند ومحتوى حديث رفع القلم:
نص الحديث
«نص حديث رفع القلم»
قَالَ السَّيِّدُ بْنُ طَاوُسٍ ره فِي كِتَابِ زَوَائِدِ الْفَوَائِدِ رَوَى ابْنُ أَبِي الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ الْوَاسِطِيُّ وَ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيحٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا تَنَازَعْنَا فِي ابْنِ الْخَطَّابِ وَاشْتَبَهَ عَلَيْنَا أَمْرُهُ فَقَصَدْنَا جَمِيعاً أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقُمِّيَّ صَاحِبَ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع بِمَدِينَةِ قُمَّ فَقَرَعْنَا عَلَيْهِ الْبَابَ فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا صَبِيَّةٌ عِرَاقِيَّةٌ فَسَأَلْنَاهَا عَنْهُ فَقَالَتْ هُوَ مَشْغُولٌ بِعِيدِهِ فَإِنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا الْأَعْيَادُ أَرْبَعَةٌ لِلشِّيعَةِ- الْفِطْرُ وَالْأَضْحَى وَالْغَدِيرُ وَالْجُمُعَةُ قَالَتْ فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَرْوِي عَنْ سَيِّدِهِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ ع أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عِيدٍ وَهُوَ أَفْضَلُ الْأَعْيَادِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَيْتِ ع وَعِنْدَ مَوَالِيهِمْ قُلْنَا فَاسْتَأْذِنِي عَلَيْهِ وَ عَرِّفِيهِ مَكَانَنَا قَالا فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَعَرَّفَتْهُ فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَهُوَ مَسْتُورٌ بِمِئْزَرٍ يَفُوحُ مِسْكاً وَهُوَ يَمْسَحُ وَجْهَهُ فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَا عَلَيْكُمَا فَإِنِّي اغْتَسَلْتُ لِلْعِيدِ قُلْنَا أَوَّلًا هَذَا يَوْمُ عِيدٍ قَالَ نَعَمْ وَكَانَ يَوْمُ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ قَالا فَأَدْخَلَنَا دَارَهُ وَأَجْلَسَنَا ثُمَّ قَالَ إِنِّي قَصَدْتُ مَوْلَايَ أبي [أَبَا] الْحَسَنِ ع كَمَا قَصَدْتُمَانِي بِسُرَّ مَنْ رَأَى فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ع فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ وَهُوَ يَوْمُ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فَرَأَيْتُ سَيِّدَنَا عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ السَّلَامُ قَدْ أَوْعَزَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ خَدَمِهِ أَنْ يَلْبَسَ مَا يُمْكِنُهُمْ مِنَ الثِّيَابِ الْجُدُدِ وَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِجْمَرَةٌ يُحْرِقُ الْعُودَ فِيهَا بِنَفْسِهِ فَقُلْتُ لَهُ بِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ تَجَدَّدَ لِأَهْلِ الْبَيْتِ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَرَحٌ فَقَالَ ع وَأَيُّ يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ أَهْلِ الْبَيْتِ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَلَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي ع أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ دَخَلَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ عَلَى جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ حُذَيْفَةُ رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَوَلَدَيْهِ ع يَأْكُلُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَهُوَ يَتَبَسَّمُ فِي وُجُوهِهِمْ وَيَقُولُ لِوَلَدَيْهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع كُلَا هَنِيئاً لَكُمَا بَرَكَةُ هَذَا الْيَوْمِ وَسَعَادَتُهُ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي يُهْلِكُ اللَّهُ فِيهِ عَدُوَّهُ وَعَدُوَّ جَدِّكُمَا وَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي يَقْبَلُ اللَّهُ أَعْمَالَ شِيعَتِكُمَا وَمُحِبِّيكُمَا وَالْيَوْمُ الَّذِي يُصَدَّقُ فِيهِ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ- فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا وَ الْيَوْمُ الَّذِي نُسِفَ فِيهِ فِرْعَوْنُ أَهْلِ الْبَيْتِ وَظَالِمُهُمْ وَغَاصِبُهُمْ حَقَّهُمْ وَ الْيَوْمُ الَّذِي يُقْدِمُ اللَّهُ إِلَى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً قَالَ حُذَيْفَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص وَفِي أُمَّتِكَ وَ أَصْحَابِكَ مَنْ يَنْتَهِكَ هَذِهِ الْمَحَارِمَ قَالَ نَعَمْ يَا حُذَيْفَةُ جِبْتٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَرْتَاسُ عَلَيْهِمْ وَيَسْتَعْمِلُ فِي أُمَّتِي الرُّؤْيَا وَيَحْمِلُ عَلَى عَاتِقِهِ دِرَّةَ الْخِزْيِ وَيَصُدُّ النَّاسَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يُحَرِّفُ كِتَابَ اللَّهِ وَيُغَيِّرُ سُنَّتِي وَيَشْتَمِلُ عَلَى إِرْثِ وُلْدِي وَ يَنْصِبُ نَفْسَهُ عَلَماً وَيَتَطَاوَلُ عَلَى إِمَامِهِ مِنْ بَعْدِي وَيَسْتَخْلِبُ أَمْوَالَ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا وَيُنْفِقُهَا فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ وَيُكَذِّبُنِي وَيُكَذِّبُ أَخِي وَوَزِيرِي وَيَحْسُدُ ابْنَتِي عَنْ حَقِّهَا فَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ فَيَسْتَجِيبُ دُعَاءَهَا فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص فَادْعُ رَبَّكَ لِيُهْلِكَهُ فِي حَيَاتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا حُذَيْفَةُ لَا أُحِبُّ أَنْ أَجْتَرِئَ عَلَى قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَا قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ لَكِنْ سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَجْعَلَ لِلْيَوْمِ الَّذِي يُهْلِكُهُ فِيهِ فَضِيلَةً عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ لِيَكُونَ ذَلِكَ سُنَّةً يَسْتَنُّ بِهَا أَحِبَّائِي وَ شِيعَةُ أَهْلِ بَيْتِي وَمحبيهم [مُحِبُّوهُمْ] فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِي أَنْ تَمَسَّكَ وَأَهْلَ بَيْتِكَ مِحَنُ الدُّنْيَا وَبَلَاؤُهَا وَظُلْمُ الْمُنَافِقِينَ وَالْغَاصِبِينَ مِنْ عِبَادِي مَنْ نَصَحْتَ لَهُمْ وَخَانُوكَ وَمَحَضْتَ لَهُمْ وَغَشُّوكَ وَصَافَيْتَهُمْ وَكَشَحُوكَ وَأَرْضَيْتَهُمْ وَكَذَّبُوكَ وَجَنَيْتَهُمْ وَأَسْلَمُوكَ فَإِنِّي بِحَوْلِي وَقُوَّتِي وَسُلْطَانِي لَأَفْتَحَنَّ عَلَى مَنْ يَغْصِبُ بَعْدَكَ عَلِيّاً- وَصِيَّكَ حَقّاً أَلْفَ بَابٍ مِنَ النِّيرَانِ مِنْ أَسْفَلِ الْفَيْلُوقِ وَلَأُصْلِيَنَّهُ وَأَصْحَابَهُ قَعْراً يُشْرِفُ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ آدَمَ فَيَلْعَنُهُ وَلَأَجْعَلَنَّ ذَلِكَ الْمُنَافِقَ عِبْرَةً فِي الْقِيَامَةِ كَفَرَاعِنَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَعْدَاءِ الدِّينِ فِي الْمَحْشَرِ وَلَأَحْشُرَنَّهُمْ وَأَوْلِيَاءَهُمْ وَجَمِيعَ الظَّلَمَةِ وَالْمُنَافِقِينَ إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً كَالِحِينَ أَذِلَّةً حَيَارَى نَادِمِينَ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ فِيهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ مُرَافِقَكَ وَوَصِيَّكَ فِي مَنْزِلَتِكَ يَمَسَّهُ الْبَلْوَى مِنْ فِرْعَوْنِهِ وَغَاصِبِهِ الَّذِي يَجْتَرِئُ وَيُبَدِّلُ كَلَامِي وَيُشْرِكُ بِي وَيَصُدُّ النَّاسَ عَنْ سَبِيلِي وَيَنْصِبُ مِنْ نَفْسِهِ عِجْلًا لِأُمَّتِكَ وَيَكْفُرُ بِي فِي عَرْشِي إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ مَلَائِكَتِي فِي سَبْعِ سَمَاوَاتِي وَشِيعَتَكَ وَمُحِبِّيكَ أَنْ يُعَيِّدُوا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَهْلَكْتُهُ فِيهِ وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يَنْصِبُوا كُرْسِيَّ كَرَامَتِي بِإِزَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَيُثْنُوا عَلَيَّ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِشِيعَتِكَ وَلِمُحِبِّيكَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ يَا مُحَمَّدُ وَأَمَرْتُ الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ أَنْ يَرْفَعُوا الْقَلَمَ عَنِ الْخَلْقِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَا يَكْتُبُونَ شَيْئاً مِنْ خَطَايَاهُمْ كَرَامَةً لَكَ وَلِوَصِيِّكَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ يَوْمَ عِيدٍ لَكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكَ وَلِمَنْ يَتْبَعُهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَشِيعَتِهِمْ وَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي بِعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعُلُوِّي فِي مَكَانِي لَأَحْبُوَنَّ مَنْ يُعَيِّدُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُحْتَسِباً فِي ثَوَابِ الْحَافِّينَ وَلَأُشَفِّعَنَّهُ فِي ذَوِي رَحِمِهِ وَلَأَزِيدَنَّ فِي مَالِهِ إِنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ وَلَأُعْتِقَنَّ مِنَ النَّارِ فِي كُلِّ حَوْلٍ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ آلَافاً مِنْ شِيعَتِكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ وَمَوَالِيكُمْ وَلَأَجْعَلَنَّ سَعْيَهُمْ مَشْكُوراً وَذَنْبَهُمْ مَغْفُوراً وَعَمَلَهُمْ مَقْبُولًا قَالَ حُذَيْفَةُ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَدَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَجَعْتُ عَنْهُ وَأَنَا غَيْرُ شَاكٍّ فِي أَمْرِ الثَّانِي حَتَّى رَأَيْتُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَأُتِيحَ الشَّرَّ وَعَاوَدَ الْكُفْرَ وَارْتَدَّ عَنِ الدِّينِ وَ شَمَّرَ لِلْمُلْكِ وَحَرَّفَ الْقُرْآنَ وَأَحْرَقَ بَيْتَ الْوَحْيِ وَابْتَدَعَ السُّنَنَ وَغَيَّرَهَا وَغَيَّرَ الْمِلَّةَ وَنَقَلَ السُّنَّةَ وَ رَدَّ شَهَادَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَكَذَّبَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ وَاغْتَصَبَ فَدَكَ مِنْهَا وَأَرْضَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَأَسْخَطَ قُرَّةَ عَيْنِ الْمُصْطَفَى وَلَمْ يُرْضِهَا وَغَيَّرَ السُّنَنَ كُلَّهَا وَدَبَّرَ عَلَى قَتْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَأَظْهَرَ الْجَوْرَ وَحَرَّمَ مَا حَلَّلَهُ اللَّهُ وَحَلَّلَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَأَبْقَى النَّاسَ أَنْ يَحْتَذُوا النَّقْدَ مِنْ جُلُودِ الْإِبِلِ وَلَطَمَ وَجْهَ الزَّكِيَّةِ ع وَصَعِدَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ ص ظُلْماً وَعُدْوَاناً وَافْتَرَى عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَانَدَهُ وَسَفَّهَ رَأْيَهُ قَالَ حُذَيْفَةُ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَةَ مَوْلَايَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى ذَلِكَ الْمُنَافِقِ وَجَرَى كَمَا جَرَى قَتْلُهُ عَلَى يَدِ قَاتِلِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى قَاتِلِهِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَدَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لَمَّا قُتِلَ ذَلِكَ الْمُنَافِقُ لِأُهَنِّئَهُ بِقَتْلِهِ وَمَصِيرِهِ إِلَى ذَلِكَ الْخِزْيِ وَالِانْتِقَامِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا حُذَيْفَةُ تَذْكُرُ الْيَوْمَ الَّذِي دَخَلْتَ فِيهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَأَنَا وَسِبْطَاهُ نَأْكُلُ مَعَهُ فَدَلَّكَ عَلَى فَضْلِ هَذَا الْيَوْمِ دَخَلْتَ فِيهِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ ع هُوَ وَاللَّهِ هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَقَرَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ عُيُونَ أَوْلَادِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَإِنِّي لَأَعْرِفُ لِهَذَا الْيَوْمِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ اسْماً قَالَ حُذَيْفَةُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُسْمِعَنِي أَسْمَاءَ هَذَا الْيَوْمِ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فَقَالَ ع يَا حُذَيْفَةُ هَذَا يَوْمُ الِاسْتِرَاحَةِ وَيَوْمُ تَنْفِيسِ الْهَمِّ وَالْكَرْبِ وَالْغَدِيرُ الثَّانِي وَيَوْمُ تَحْطِيطِ الْأَوْزَارِ وَيَوْمُ الْحَبْوَةِ وَيَوْمُ رَفْعِ الْقَلَمِ وَيَوْمُ الْهَدْي وَيَوْمُ الْعَقِيقَةِ وَيَوْمُ الْبَرَكَةِ وَيَوْمُ الثَّارَاتِ وَعِيدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ وَيَوْمٌ يُسْتَجَابُ فِيهِ الدَّعَوَاتُ وَيَوْمُ الْمَوْقِفِ الْأَعْظَمِ وَيَوْمُ التَّوْلِيَةِ وَيَوْمُ الشَّرْطِ وَيَوْمُ نَزْعِ الْأَسْوَارِ وَيَوْمُ نَدَامَةِ الظَّالِمِينَ وَيَوْمُ انْكِسَارِ الشيعة [الشَّوْكَةِ] وَيَوْمُ نَفْيِ الْهُمُومِ وَيَوْمُ الْفَتْحِ وَيَوْمُ الْعَرْضِ وَيَوْمُ الْقُدْرَةِ وَيَوْمُ التَّصْفِيحِ وَيَوْمُ فَرَحِ الشِّيعَةِ وَيَوْمُ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمُ الْإِنَابَةِ وَيَوْمُ الزَّكَاةِ الْعُظْمَى وَيَوْمُ الْفِطْرِ الثَّانِي وَيَوْمُ سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَيَوْمُ التَّجَرُّعِ بِالرِّيقِ وَيَوْمُ الرِّضَا وَعِيدُ أَهْلِ الْبَيْتِ ع وَيَوْمٌ ظَفِرَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَوْمٌ قَبِلَ اللَّهُ أَعْمَالَ الشِّيعَةِ وَيَوْمُ تَقْدِيمِ الصَّدَقَةِ وَيَوْمُ طَلَبِ الزِّيَادَةِ وَيَوْمُ قَتْلِ الْمُنَافِقِ وَيَوْمُ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ وَيَوْمُ سُرُورِ أَهْلِ الْبَيْتِ ع وَيَوْمُ الْمَشْهُودِ وَيَوْمٌ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ وَيَوْمُ هَدْمِ الضَّلَالَةِ وَيَوْمُ النَّيْلَةِ وَيَوْمُ الشَّهَادَةِ وَيَوْمُ التَّجَاوُزِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَيَوْمُ الْمُسْتَطَابِ وَيَوْمُ ذَهَابِ سُلْطَانِ الْمُنَافِقِ وَيَوْمُ التَّسْدِيدِ وَيَوْمٌ يَسْتَرِيحُ فِيهِ الْمُؤْمِنُونَ وَيَوْمُ الْمُبَاهَلَةِ وَيَوْمُ الْمُفَاخَرَةِ وَيَوْمُ قَبُولِ الْأَعْمَالِ وَيَوْمُ النَّحِيلِ وَيَوْمُ النَّحِيلَةِ وَيَوْمُ الشُّكْرِ وَيَوْمُ نُصْرَةِ الْمَظْلُومِ وَيَوْمُ الزِّيَارَةِ وَيَوْمُ التَّوَدُّدِ وَيَوْمُ النَّحِيبِ وَيَوْمُ الْوُصُولِ وَيَوْمُ الْبَرَكَةِ وَيَوْمُ كَشْفِ الْبِدَعِ وَيَوْمُ الزُّهْدِ فِي الْكَبَائِرِ وَيَوْمُ الْمُنَادِي وَيَوْمُ الْمَوْعِظَةِ ويَوْمُ الْعِبَادَةِ وَيَوْمُ الْإِسْلَامِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْلَمْ أُدْرِكْ مِنْ أَفْعَالِ الْخَيْرِ مَا أَرْجُو بِهِ الثَّوَابَ إِلَّا حُبَّ هَذَا الْيَوْمِ لَكَانَ مُنَايَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ وَيَحْيَى بْنُ جَرِيحٍ فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نُقَبِّلُ رَأْسَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ وَقُلْنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَا قَبَضَنَا حَتَّى شَرَّفَنَا بِفَضْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ وَانْصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ عِيدُنَا فِيهِ فَهُوَ عِيدُ الشِّيعَةِ تَمَّ الْخَبَرُ.
[٢٢]
الهوامش
المصادر والمراجع
الأحاديث الشهيرة |
---|
الاعتقادية | |
---|
الأخلاقية | |
---|
فضائل آل البيت | |
---|
الفقهية | |
---|
الأخرى | |
---|