انتقل إلى المحتوى

إحياء عزير النبي

من ويكي شيعة
المعجزات والإرهاصات
المعجزة/الإرهاص الشخصيات المرتبطة
شق القمر النبي محمد(ص)
القرآن النبي محمد(ص)
رد الشمس النبي محمد(ص)
التكلم في المهد النبي عيسى(ع)
عصا موسی النبي موسی(ع)
اليد البيضاء النبي موسی(ع)
تكليم الله لموسى النبي موسی(ع)
ناقة صالح النبي صالح
السجادة الطائرة النبي سليمان
التحدث مع الحيوانات النبي سليمان
إحياء إبراهيم للطيور النبي إبراهيم
تبريد النار لإبراهيم النبي إبراهيم
حمل السيدة مريم مريم أم عيسى

إحياء النبي عُزَير، من القصص القرآنية التي تُشير إلى موت النبي عزيرعليه السلام وإحيائه بعد مئة عام، ويعدّ هذا الحدث من الأدلة القرآنية على المعاد وقدرة الله على إحياء الموتى، كما أن الشيعة يرونه دليلاً على إثبات الرجعة.

وردت قصة إحياء عزير في الآية 259 من سورة البقرة، ووفقًا للآية أنّ عزير رأى قريةً كان أهلها قد ماتوا وتحلّلت أجسادهم، فتساءل كيف سيُحيي الله هذه الأجساد المتحلّلة؛ فأماته الله مئة عام، ثم أحياه. ويُقدّر بعض المؤرخين حصول هذه الحادثة حوالي عام 450 قبل الميلاد.

قصة موت وإحياء عُزَير في القرآن

في الآية 259 من سورة البقرة، وردت قصة لشخص وصل أثناء سفره إلى قريةٍ كانت منازلها خاويةً وأهلها أمواتًا، وقد تحللت أجسادهم وعظامهم،[١] وذكر المفسرون أن هذا الشخص هو نبي الله عزيرعليه السلام، ووفقًا للقرآن، تساءل عزير كيف سيُحيي الله هؤلاء،[٢] فأماته الله مئة عام ثم أحياه، وعندما سُئل عن المدة التي مكثها، ظنّ أنها يوم أو أقل، فأخبره الله أنه مكث مئة عام،[٣] ولكي يُري الله عزير حقيقة الأمر وقدرته، حافظ على طعامه سليمًا، بينما أمات حماره الذي تحلّل جسده بمرور الوقت،[٤] ثم أحيا الحمار أمام عيني عزير، بحيث تجمعت عظامه واتصلت، ثم اكست باللحم والجلد.[٥]

يُرجّح بعض المؤرخين أن إحياء عزير كان حوالي عام 450 قبل الميلاد، بينما كان موته الأول سنة 560 قبل الميلاد،[٦] ووفقًا للفيض الكاشاني، وورد في الروايات أن هذه الحادثة وقعت بعد استشهاد النبي يحيىعليه السلام ومجزرة بني إسرائيل التي نفّذها بخت نصر.[٧]

كيف أثبت عزير إحياءه للناس؟

دلّت رواية نقلها الشيخ الطبرسي على أن عزير عاد إلى مدينته بعد ما أُحيي؛[٨] واستطاع إثبات هويته الحقيقية للناس من خلال العثور على التوراة التي دفنها أبوه في بستان، وأيضاً من خلال تلاوة التوراة عن ظهر قلب،[٩] كما ذُكرت معجزة إعادة البصر لخادم عائلته الذي كان قد أُصيب بالعمى خلال تلك الفترة كدليل آخر على هويته.[١٠]

قصة عزير دليل على المعاد والرجعة

اعتبر المفسرون وعلماء المسلمين أن إحياء عزير بعد موته مئة عام دليل واضح على حقيقة المعاد وإحياء الموتى رغم تحلل أجسادهم،[١١] وذكر العلامة الطباطبائي أن إحياء عزير -إلى جانب إحياء طيور إبراهيم وحواره مع النمرود- من مصاديق الهداية الإلهية التي أشارت إليها الآية 257 من سورة البقرة.[١٢]

في حين رأى بعض المفسرين مثل الشيخ أحمد مصطفى المراغي أن إحياء الموتى في الدنيا مستحيل، وافترضوا أن عزير لم يمت فعليًا بل كان في حالة غيبوبة،[١٣] لكن العلامة الطباطبائي ردَّ هذا الادعاء واعتبره بلا دليل معتبر.[١٤]

كما اعتبر الشيعة هذه القصة دليلاً على صحة عقيدة الرجعة التي يؤمنون بها.[١٥]

عمر النبي عزير

رُوي عن الإمام الباقرعليه السلام أن عمر عزير عند موته الأول كان 30 عامًا،[١٦] ووفقًا لهذه الرواية، كان لعزير أخ توأم دُفن معه في قبر واحد بعد أن ماتا معًا، لكن الأخ عاش 150 عامًا بينما عاش عزير 50 عامًا فقط،[١٧] وروي عن الإمام عليعليه السلام أن عزير كان في الخمسين من عمره عندما سافر، وكانت زوجته حاملاً، وعندما عاد بعد مئة عام، كان ابنه قد بلغ 100 عام بينما بقي عزير بشكله كرجل في الخمسين.[١٨]

وتذكر المصادر الروائية مناظرة بين الإمام الباقرعليه السلام وعالم مسيحي في منطقة الشام،[١٩] حيث سأل العالم الإمام: كيف يمكن لأخوين توأمين وُلدا وماتا في يوم واحد أن يكون عمر أحدهما 50 عامًا والآخر 150 عامًا؟ فأجاب الإمام بأن هذا قد وقع؛ لأن عزير عاش 50 عامًا فقط وكان ميتًا 100 عام، بينما أخوه عَزْره عاش كل تلك المدة.[٢٠]

الهوامش

  1. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1374ش، ج2، ص294.
  2. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1374ش، ج2، ص294.
  3. جوادي الآملي، تفسير تسنيم، 1388ش، ج12، ص260.
  4. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1374ش، ج2، ص298.
  5. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1374ش، ج2، ص300.
  6. ابن عاشور، التحرير والتنوير، 1420هـ، ج2، ص509.
  7. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي،1416هـ، 1374ش، ج1، ص291.
  8. الطبرسي، مجمع البيان، 1408هـ، ج2، ص641.
  9. الطبرسي، مجمع البيان، 1408هـ، ج2، ص641.
  10. شاه عبد العظيمي، تفسير الاثني عشري، 1363ش، ج1، ص472-473.
  11. جوادي الآملي، تفسير تسنيم، 1388ش، ج12، ص275.
  12. الطباطبائي، الميزان، 1352ش، ج2، ص359.
  13. المراغي، تفسير المراغي، دار الفكر، ج3، ص22.
  14. الطباطبائي، الميزان، 1352ش، ج2، ص362.
  15. الحر العاملي، الايقاظ من الهجعة، 1362ش، ص3؛ جعفري، تفسير الكوثر، 1398ش، ج2، ص9-10.
  16. الحويزي، تفسير نور الثقلين، 1415هـ، ج1، ص271.
  17. الحويزي، تفسير نور الثقلين، 1415هـ، ج1، ص271.
  18. البحراني، البرهان، 1415هـ، ج1، ص534.
  19. الكليني، الكافي، 1407هـ، ج8، ص122.
  20. الكليني، الكافي، 1407هـ، ج8، ص123.

المصادر والمراجع

  • ابن‌ عاشور، محمد طاهر، التحرير والتنوير من التفسير، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، الطبعة الأولى، 1420هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، قم، مؤسسة البعثة، الطبعة الأولى، 1415هـ.
  • الجعفري، يعقوب، تفسير الكوثر، قم، هجرت، الطبعة الثالثة، 1398ش.
  • جوادي الآملي، عبد الله، تفسير تسنيم، قم، مركز نشر اسراء، الطبعة الثانية، 1388ش.
  • الحر عاملي، محمد بن حسن، الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، تصحيح هاشم رسولي، طهران، نويد، 1362ش.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، قم، اسماعيليان، الطبعة الرابعة، 1415هـ.
  • شاه‌ عبد العظيمي، حسين، التفسير الاثني ‌عشري، طهران، ميقات، الطبعة الأولى، 1363ش.
  • الطباطبائي، سيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الثالثة، 1352ش.
  • الطبرسي، الفضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المعرفة، الطبعة الثانية، 1408هـ.
  • الفيض الكاشاني، محمد بن شاه ‌مرتضي، تفسير الصافي، طهران، مكتبة الصدر، الطبعة الثانية، 1373ش.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق علي أكبر غفاري ومحمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1407هـ.
  • المراغي، أحمد مصطفي، تفسير المراغي، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثانية والثلاثين، 1374ش.