حوزة بغداد العلمية اقترن تأسيسها مع تأسيس العباسيين للمدينة ومع إمامة الإمام موسى الكاظم (ع)، وقد ذاع صيتها خلال المائة عام من زمن الدولة العباسية التي تولى فيها البويهيون الشيعة سدة الوزارة والحكم في بغداد، حيث برز في تلك الفترة كبار العلماء والفقهاء مثل: ابن الجنيد، والشيخ المفيد، والسيد المرتضى، والشيخ الطوسي، فكان لهم التأثير في ازدهار هذه المدرسة.

خاض علماء وفقهاء حوزة بغداد في شتّى العلوم والمعارف الرائجة في ذلك العصر مثل: الفقه، وأصول الفقه، وعلم الحديث، والكلام والحكمة (الفلسفة)، وتفسير القرآن، والتاريخ والتراجم والرجال فضلا عن علم الفلك والرياضيات...وغيرها، وقد ازدهرت المدرسة في عصر البويهين ومرجعية الشيخ الطوسي، إلا أن دخول طغرل بك السلجوقي إلى بغداد بطلب من الخليفة العباسي سنة 447 هـ ساعد على أفول نجم تلك المدرسة العريقة.

في عصر أئمة الشيعة

لم يتأخر ظهور المدرسة البغدادية ونضجها كثيراً عن تاريخ تأسيس ونشأة مدينة بغداد. حيث تقارنت بداية تاريخ بغداد وتشييدها مع بدء إمامة الإمام موسى الكاظم (ع) سنة 148 هـ، وهذا ما تؤكده الآثار العمرانية والتاريخ العلمي والمعنوي لمدرسة بغداد. فقد استُدعي الإمام موسى الكاظم عليه السلام في خلافة هارون الرشيد من المدينة إلى بغداد وأودع السجن هناك حتى توفي فيها ودفن جثمانه في مقابر قريش (التي تعرف اليوم بالكاظمية)، وهي الفترة التي اختارت فيها بعض البيوتات الشيعة السكن في بغداد.

وقد تعززت تلك الآصرة إثر إنتقال الإمام الجواد (ع) إلى بغداد سنة 215 هـ وحتى وفاته سنة 220 هـ، وانتقال الإمام علي بن محمد الهادي (ع) إلى سامراء التي تقع على مسافة 124 كيلو مترا شمال بغداد، ثم إقامة الإمام الحسن العسكري (ع) فيها مع نشاط السفراء الأربعة للإمام المهدي (عج).

والجدير بالذكر أن هذا لا يعني أننا وضعنا اليد على التاريخ الدقيق للمدرسة البغدادية والمعارف الشيعية. وإن أمكن القول من خلال رصد تاريخ علماء الشيعة أن جذور النشاط العلمي الشيعي البغدادي يعود إلى أواخر القرن الثاني للهجرة.

آل يقطين

تُعد أسرةآل يقطين من أعرق العوائل الشيعية التي سكنت بغداد وقامت بنشاطها العلمي الواسع منذ أواخر القرن الثاني الهجري وما تلاها من العقود. ومن أبرز رجال آل يقطين:

  • علي بن يقطين البغدادي (المتوفى 182 هـ)، من أصحاب الإمامين جعفر الصادق (ع) والإمام موسى الكاظم (ع)، وقد روى كثيراً عن الإمام الكاظم (ع)، صنف الكثير من الكتب، منها كتاب ما سئل عن الصادق عليه السلام من الملاحم وكتاب مناظرة الشاك بحضرته عليه السلام.[١]
  • ومن أعلام أسرة آل يقطين محمد بن عيسى بن عُبَيد، من أصحاب الإمام محمد التقي (ع)، يعدّ من وجوه المحدثين كثير الرواية، حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام مكاتبة ومشافهة. له مؤلفات كثيرة منها: كتاب الإمامة، كتاب المعرفة، كتاب الوصايا، كتاب الفَيءِ والخمس وكتاب الرّجال.[٢]
  • ومن المقربين لأسرة آل يقطين العالم والفقيه والمحدث والمفسر يونس بن عبد الرحمن (قبل 125- 208 هـ ق). كان مولى لعلي بن يقطين، روى عن الإمامين موسى الكاظم وعلي بن موسى الرضا عليهما السلام أحاديث كثيرة. كان يونس من كبار علماء الشيعة ووجوهم وقد أجمع الكل على وثاقته وصدق حديثه، بل نجد الإمام الرضا عليه السلام يرجع إليه ابنَ المهتدي حينما قال له: إنّي لا ألقاك في كل وقت فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقال (ع): "خذ عن يونس بن عبد الرحمن". له أكثر من ثلاثين كتاباً منها: جامع الآثار، كتاب الشرايع، كتاب العلل الكبير، كتاب الصيام واختلاف الحديث. [٣] ومن أهم الحوادث التي جرت إبّان حياة يونس موقفه من الواقفية بعد شهادة الإمام موسى الكاظم (ع) ودفاعه عن إمامة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.[٤]

محمد بن أبي عمير

محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي (المتوفى سنة 217 هـ). بغدادي الأصل والمقام، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث، وروى عن الرضا عليه السلام، جليل القدر عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين. وكان حبس في أيام الرشيد ليدلّ- حسب بعض الروايات- على مواضع الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام، وروي أنه ضرب أسواطا (1000 ألف سوط) بلغت منه، فكاد أن يقرّ لعظم الألم، فصبر ففرج الله عنه، وقيل إن أخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين فهلكت الكتب، وقيل بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدث من حفظه.

ومما كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله. [٥] وقد صنّف كتبا كثيرة بلغت أكثر من 94 كتاباً منها: اختلاف الحديث، والإحتجاج في الإمامة.[٦]

هَمّام بن سُهيل وابناؤه

هَمّام بن سهيل وولده محمد بن همام الأسكافي إيراني الأصل بغدادي الموطن، شيخ أصحابنا ومتقدمهم. له منزلة عظيمة، كثير الحديث، له مكاتبة مع الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام. وكان ولده محمد الإسكافي المتوفى سنة 336 هـ من كبار محدثي الشيعة، له كتاب الأنوار في تاريخ الأئمة.[٧]

في زمن آل بويه

تمكن البويهيون من الوصول إلى سدّة الحكم في العصر العباسي لأكثر من قرن من الزمان وكانت لهم كلمة الفصل في بغداد وغيرها مع ضعف الخلفاء العباسيين، ومن هنا وجد (فقهاء الشيعة) مجالا للظهور ونشر (الفقه الشيعي)، وممارسة البحث الفقهي والكلامي بصورة علنية.

وقد برز في تلك الفترة على الساحة العلمية شخصيات كبيرة يشار إليها بالبنان كابن الجنيد الإسكافي، والشيخ المفيد، والسيد المرتضى، والشيخ الطوسي، الأمر الذي أدّى إلى ازدهار الحركة العلمية في بغداد وتربية جيل من العلماء الذين تركوا بصماتهم الواضحة في المدرسة البغدادية وما تلاها من المدارس التي نشأت في الوسط الشيعي، وكان للفضاء العلمي المنفتح الذي وفرّه البويهيون الدور البارز في ظهور هذه القفزة والانتعاش العلمي.

خصوصيات تأسيس المدرسة البغدادية

  • تختلف المدرسة البغدادية عن المدرسة القمية من حيث المحيط الذي نشأت فيه المدرستان، ففي الوقت الذي نجد فيه المدرسة القمية قد نشأت في محيط شيعي صرف ودائرة شيعية مغلقة، نجد المدرسة البغدادية نشأت في محيط منفتح تتنافس فيه كافة المدارس والاتجاهات الأخرى خاصة في القرن الرابع الهجري حيث كانت بغداد تعج بالكثير من أتباع المذاهب السنيّة، الذين مالوا قبل الشيعة نحو الإجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية، فيما كان الغالب على الشيعة في تلك الفترة أنها تعيش مرحلة الفقه المنصوص.
  • كانت حركة الجدل الكلامي بين أتباع المدارس البغدادية- الخلاف السنّي السنّي أو الخلاف السنّي الشيعي- في تلك الفترة قد بلغ الذروة. ومن هنا أدرك أعلام الشيعة أن الاكتفاء بالمنهج الحديثي المعتمد في مدرستي قم والري لا يمكن أن يصمد أمام المناهج الفقهية والكلامية المعتمدة لدى المدارس الأخرى التي سيطر عليها الفكر الفلسفي والمنطق الأرسطي، فلابد من التفكير بطريقة أخرى لمواجهة التحدي الذي يواجه المدرسة الشيعية عامة والبغدادية خاصة.

العلوم الرائجة في المدرسة البغدادية

تكشف العلوم الرائجة في المدرسة البغدادية عن المنهج المعتمد فيها، المتمثل في:

الفقه وأصول الفقه

تُعد مادتا الفقه وأصول الفقه من المواد الأساسية في الدرس الحوزوي عامّة وفي المدرسة البغدادية خاصّة؛ فهي وفضلاً عن توفرها على عدد كبير من مبرّزي رجال الفقه والفقاهة كابن الجُنَيد الإسكافي (القرن الرابع) والشيخ المفيد المشهور بابن المعلم المتوفى سنة 413 هـ ق، والشريف المرتضى علم الهدى المتوفى سنة 436 هـ، وسّلار الديلمي المتوفى سنة 448 هـ، والشيخ الطوسي المتوفى سنة 460 هـ، وابن البراج المتوفى سنة 481 هـ، قد شهدت منهجاً فقهياً حديثاً ونظاماً إجتهادياً جديداً.


إن مدرسة بغداد كانت فتحاً جديداً في عالم البحث الفقهي بصورة عامّة، فقد كان البحث الفقهي في مدارس (المدينة والكوفة وقم) لا يخرج عن حدود استعراض السنّة، ونقل الحديث، ولم يبلغ رغم تطور المدرسة في عهودها الثلاثة مرحلة الرأي والاجتهاد. ولم نلمس في هذه العهود الثلاثة ملامح عن الصياغة الفقهية والصناعة فيما بين أيدينا من آثار عصور الفقه الثلاثة الأولى بشكل ملموس واضح الملامح. ولأوّل مرّة يلمس الباحث آثار الصناعة والصياغة الفنية، والإجتهاد والرأي والتفريغ في كتابات هذا العصر، ولا سيما كتب السيد المرتضى الأصولية وكتب الشيخ الطوسي الفقهية والأصولية.


ولو حاول الباحث أن يدمج العصور الأوّلى بعضها في بعض، ويعتبر هذه الفترة فاتحة عصر ثان، ومدرسة جديدة في الفقه لم يبتعد كثيراً عن الصواب.[٨]


ويتوفر المنهج الفقهي البغدادي على الخصائص التالية: 1. أولى هذه الملامح: الخروج عن دائرة الفقه المنصوص؛ إن الفقه خرج في هذا الدور عن الاقتصار على إستعراض نصوص الكتاب، وما صحّ من السنّة إلى معالجة النصوص، واستخدام الأصول والقواعد، فقد كانت مهمة البحث الفقهي في الأدوار السابقة عرض النصوص، وفهمها وتذوقها.[٩]


2. عدم تمامية منهج المحدثين في المعالجة الفقهية، ورفض القياس كمستند للفتوى والحكم. فقد تمكن الشيخ المفيد من خلال تصنيفه لكتابه المُقنِعَة من تعزيز تلك السمة في المنهج البغدادي وسحب البساط من تحت أقدام المحدثين والقضاء على هيمنتهم على الساحة الفقهية الاستدلالية، وإبطال طريقتهم في التعاطي الظاهري مع الحديث من خلال إعمال القواعد العقلية والتمسّك بسيرة أهل البيت عليهم السلام؛ كما تمكن من خلال تأليفه لكتاب التذكرة بأصول الفقه وجمع المسائل الأصولية من وضع الأسس واللبنات الأولى لعلم أصول الفقه الشيعي.


3. ومن ملامح هذا العصر تفريع المسائل الفقهية واستحداث فروع جديدة لم تتعرض لها نصوص الروايات، وكان البحث الفقهي فيما سبق هذا الدور لا يتجاوز حدود بيان الحكم الشرعي باستعراض الروايات الواردة في الباب. ولم نعهد من أحد من الفقهاء المتقدمين على هذا العصر محاولة معالجة فروع جديدة لم تتعرض لها الروايات.[١٠]


4. الارتقاء بمكانة العقل؛ قد وهب السيد المرتضى هذه الخصوصية إلى المدرسة البغدادية؛ إذ كان لمؤلفاته الفقهية والأصولية كالذريعة إلى أصول الشريعة في أصول الفقه، وكتاب الإنتصار والناصريات في الفقه. الدور البارز في هذا المجال، فكان رحمه الله يقوم بعد استعراضه للنظريات والأفكار المطروحة في المسألة التي يريد معالجتها، مقترنة مع بيان تلك النظريات وتوجيه سهام النقد إليها وطرح ما يراه مناسباً إنطلاقا من مبانيه الأصولية التي كان للعقل مكانة مميزة فيها.


5. التحول في المنهج الاجتهادي؛ ويعود الفضل في هذه الخصوصية إلى الشيخ الطوسي، ففي هذه المرحلة انقلبت عملية (الاستنباط) إلى صناعة علمية لها أصولها وقواعدها بعيداً عن القياس والإستحسان، وقد انفصل البحث (الأصولي) عن البحث الفقهي وأفرد بدراسات ومطالعات خاصّة، وقام البحث الفقهي على نتائج هذه الدراسات والمطالعات، ولأوّل مرّة في (تاريخ الفقه الجعفري) يلمح الباحث ملامح الصناعة في كتابات الشيخ الطوسي الفقهية ككتاب المبسوط ومن قبل كتاب النهاية الذي يعدّ ترويضا للذهن الشيعي لتلقي ذلك التحول بطريقة هادئة بعيداً عن الانفعال وردود الفعل السلبية، ومن الطبيعي أن الصناعة الفقهية في هذه الفترة كانت تطوي مراحلها البدائية، ولكنه مع ذلك كانت بداية لعهد جديد، وخاتمة لعهد مضى... [١١]


6. ظهور الفقه المقارن؛ ومن مميزات المدرسة البغدادية، هو ظهور الفقه المقارن أو الخلافي. فحينما تمركزت المدرسة الشيعية في الفقه في بغداد وفرضت وجودها على الأجواء العلمية في حاضرة العالم الإسلامي أثار ذلك أصحاب المذاهب الفقهية الأخرى، وأعلنوا المعارضة بوجه المدرسة بصورة صريحة، وأثاروا المسائل الخلافية بصورة حادّة، وأدى ذلك إلى اصطدام فقهاء الشيعة بفقهاء المذاهب الأخرى في الندوات والمجالس العامّة في المسائل الفقهية الخلافية، ومهما يكن من أمر، ومهما كانت الدوافع السياسية التي كانت تثير هذه المسائل، فقد أدى ذلك إلى خصوبة البحث الفقهي، فالخلاف والانشقاق دائما يؤدي إلى الخصومة، لا العقم، ويدل على خصوبة الذهنية لا عقمها.


وكان من آثار ظهور الخلاف بين الفقه الإمامي والمذاهب الفقهية الأخرى، واتساع رقعة الخلاف بينها: أن تفرّغ فقهاء الشيعة لبحث المسائل الخلافية بصورة موضوعية، وبشكل مسهب. وظهر هذا النوع من البحث الفقهي لأوّل مرّة في هذا العصر على يد الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي، وتوسع الشيخ الطوسي بشكل خاص لدراسة هذا الجانب من البحث الفقهي في كتابه الكبير (الخلاف) بشكل موسّع تناول فيه المسائل الفقهية بين الشيعة والسنة في مختلف أبواب الفقه، وتعرّض في كل مسألة لما يسند الجانبين من الأدلة، وناقش آراء المذاهب الأخرى في كثير من المسائل. [١٢]

علم الحديث

كانت المدرسة البغدادية في مراحلها الأولى شأنها شأن المدارس الشيعية الأخرى التي سبقتها كمدرستي قم والري حديثية الإتجاه. فقد انجبت بغداد طائفة من الرجال والمحدثين الكبار، منهم:

نقد الحديث

لعبت المدرسة البغدادية دوراً متميزاً في نقد الحديث وتمحيص الروايات. فقد كانت لكل من الشيخ المفيد والشيخ الطوسي مساهمات واضحة وكبيرة في نقد الحديث وتمييز السقيم من الروايات عن الصحيحة. فقد رسم الشيخ المفيد منهجاً خاصاً للتعاطي مع الحديث في مباحثه الفقهية والكلامية يقوم على مدى إنسجام الحديث مع المطعيات العقلية رافضاً الروايات المعارضة لصريح العقل، مع دراسة الأحاديث لتحصيل الإطمئنان بصدورها عن المعصومين.


وكان لبعض أعلام المدرسة البغدادية نشاط في المجال حيث صنفوا كتباً في بيان الاحاديث الموضوعة، منها ما قام به ثبيت بن محمد أبو محمد العسكري المتكلم الحاذق من أصحابنا العسكريين عليهما السلام وكان أيضا له اطلاع بالحديث والرواية والفقه. صنف الكثير من الكتب منها: كتاب توليدات بني أمية في الحديث وذكر الأحاديث الموضوعة.[٢١] وقد ذكر كلّ من النجاشي والالطوسي في كتابي الفهرست والرجال- فضلا عن ترجمة كبار الشخصيات الشيعية- مجموعة من الرواة الموسومين بالغلو أحيانا والسذاجة والسطحية وعدم الضبط وغيرها من الأوصاف المؤثرة سلباً على دقة الحديث وإتقانه.

الكلام والحكمة

كان للواقع الفكري والثقافي المنفتح الذي عاشته بغداد في القرن الثالث وما تلاه من العقود من جهة والجدل الفكري والحوارات الفلسفية والكلامية الساخنة بين أتباع المذاهب والاتجاهات الفكرية وعلى رأسها الجدل المعتزلي الأشعري من جهة أخرى، الدور الكبير في طرح موضوعات ومسائل كلامية وفلسفية كثيرة أمام متناول الفلاسفة والمتكلمين.


وكان للمدرسة البغدادية مساهمة كبيرة في ترسيخ البحث الكلامي والفلسفي وتحكيم الأبحاث العقلية انطلاقا من المنهج الذي سنّه الأئمة المعصومون في ترسيخ الجانب العقلي وتلبية للحاجات الملحة ومقتضيات الزمان والمكان. ومن هنا أنجبت المدرسة البغدادية أساتذة كبار ومتكلمين فحولا يشار إليهم بالبنان في مجال الحقلين الكلامي والفلسفي. منهم:

هشام بن الحكم

مولى كندة. وكان ينزل بني شيبان بالكوفة انتقل إلى بغداد سنة 199 هـ، تشرّب من معين مدرستي الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام في القرن الثاني الهجري، وكان أحد متكلمي الشيعة وبطائنهم الذي فتق الكلام في الإمامة وهذب المذهب وسهّل طريق الحجاج فيه. وكان يجمع بين العلم والتجارة.[٢٢]

صنف 27 كتاباً ورسالة في مجال العلوم الدينية والرد على المخالفين كالرد على الزنادقة وكتاب الشيخ والغلام في التوحيد، ولعله كتبه بطريقة الحوار والسؤال والجواب بين الشيخ والتلميذ، وكتاب إختلاف الناس في الإمامة وكتاب الرد على أرسطاطاليس في التوحيد وكتاب المجالس في التوحيد.[٢٣] وهناك مؤلفات تعرضت لنقد ودراسة الآراء والنظريات التي طرحها هشام بن الحكم مما يكشف عن مكانته في الأوساط العلمية، من قبل كتاب الإستطاعة على مذهب هشام تأليف الحسن بن موسى النوبختي.[٢٤] وكان لبعض تلامذة هشام دور في نشر مدرسة هشام الكلامية كأبي الحسن علي بن منصور الذي جمع آراء أستاذه في كتابه التدبير في التوحيد والإمامة. [٢٥]

أبو سهل النوبختي

تعتبر أسرة بني نوبخت من أبرز الأسر العلمية التي أنجبت الكثير من المتكلمين الكبار، من أبرزهم – في عصر الغيبة-:

  • أبو سهل إسماعيل بن علي (237- 311 هـ ق) الذي يعد من وجوه الشيعة، وقد وصفه النجاشي بقوله: كان شيخ المتكلمين من أصحابنا وغيرهم له جلالة في الدنيا والدين يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب.

صنف كتبا كثيرة.[٢٦] من أصحاب الإمام العسكري عليه السلام. وذكر له الشيخ الطوسي 17 كتاباً، ونقل عن ابن النديم مجموعة أخرى من الكتب له، منها كتاب الاستيفاء في الإمامة، الردّ على اليهود، الرد على الغلاة وكتاب الصفات.[٢٧]وقد بذل جهداً حثيثاً في بيان رأي الشيعة أثناء مناظرات التي أجراها مع المخالفين. وكانت له حلقة درس في بغداد وكان مجلس بحثه حافلاً بالحوار والنقاش والجدل العلمي والبحث الكلامي. وتبرز أهمية بحوثه الكلامية من جهتين:


  1. قيامة فضلا عن الدفاع عن عقائد الشيعة المدونة والمكتوبة، ببيان طريقة المعتزلة في تقرير وشرح المسائل الكلامية الإمامية، محاولاً التقريب بين المدرستين أحيانا كثيرة.[٢٨]
  2. يعتبر أبوسهل النوبختي من أوائل المتكلمين الذين أثبتوا وجوب الإمامة وصفات الإمام بالادلة العقلية وعدم الاكتفاء بمنهج من سبقه من المتكلمين القائم على الاستناد إلى الادلة النقلية فقط.[٢٩]

إبراهيم النوبختي

إبو إسحاق إبراهيم النوبختي من وجوه الشيعة ورواد الكلام الشيعي في النصف الأوّل من القرن الرابع الهجري. ترجم له العلامة الحلي قائلا: الشيخ الأقدم والإمام الأعظم. [٣٠] صنف من الكتب كتاب الابتهاج في إثبات اللذة العقلية لله تعإلى، وكتاب الياقوت. وقد شرح العلامة الحلي الكتابين. وذاع صيت كتاب الياقوت بين متكلّمي الإماميّة، وأصبح من أشهر الكتب الكلاميّة للإماميّة.[٣١]

الشيخ المفيد

من أساطين وأعمدة ومشايخ الكلام في المدرسة البغدادية، بل في العالم الاسلامي كلّه، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان الحارثي المعروف بالشيخ المفيد وبابن المعلم، صنف الكثير من الكتب الكلامية التي تعرّض فيها لمعالجة الكثير من الموضوعات العقائدية والكلامية.[٣٢] له مناظرات عميقه مع المعتزلة خاصّة في موضوع الإمامة، وله آراء مشتركة مع الزيدية.

وقد بذل قصارى جهده في تبليغ آراءه ونشر ما توصل إليه من نظريات وأفكار في مجال عقائد المدرسة الإمامية؛ وقد تحرك في اتجاهين متوازيين: تثبيت معتقدات الإمامية بالدليل والبرهان وتفنيد الكثير مما ذهبت إليه المعتزلة، وتعزيز المنهج العقلي والتصدي للحشوية والتعاطي مع الحديث بسذاجة. ويحتوي كتاب تصحيح الإعتقاد على التوضيحات والشروح والنقود والاعتراضات التي سجّلها ضد كتاب عقائد الإمامية لشيخه الصدوق (ره) مما يكشف عن سعة نشاطه العلمي وتبحره في المسائل الكلامية.[٣٣]

تلامذة الشيخ المفيد

تمكّن الشيخ المفيد من تربية علمين كبيرين من أعلام المدرسة البغدادية هما الشريف المرتضى والشيخ أبو جعفر الطوسي، اللذين يمثلان أبرز أساتذة المدرسة البغدادية، فقد تمحور كتاب الشريف المرتضى تنزيه الأنبياء حول الجدل المعتزلي الإمامي في خصوص عصمة الأنبياء، مؤكداً رأي الشيعة القائل بعصمة الأنبياء مطلقاً، في مقابل المدرسة المعتزلة التي ذهبت إلى تنزيه ساحة الأنبياء عن اقتراف الكبائر والذنوب التي تستوجب وهن النبي والاستخفاف به فقط. وقد تعرّض الشريف المرتضى في الأثناء إلى ردّ شبهات الزنادقة المثارة حول الأنبياء والرسل.


أمّا الشيخ الطوسي فهو الآخر له دوره الكبير في الساحة العقائدية حيث صنف عدداً من الكتب الكلامية أهمها شرحه لقسم من كتاب جمل العلم والعمل للشريف المرتضى تحت عنوان تمهيد الأصول وكتابه المفصح في الإمامة ومقدمة في المدخل إلى علم الكلام.[٣٤]

أبرز المسائل الكلامية

من أبرز المسائل الكلامية التي راج الحديث عنها في المدرسة البغدادية بل في شتى المحافل العلمية مسألة الإمامة بصورة عامّة، وقضية غيبة الإمام المهدي (عج) بصورة خاصّة. وقد واجهت المدرسة البغدادية مجموعة من الاتجاهات والمدارس المخالفة والمعارضة لما تتبناه من آراء ونظريات، تمثلت في كل من الاتجاهات التالية:

  • السلطة العباسية؛ لما كانت مسألة الإمامة تتصدر قائمة القضايا المطروحة في تلك الفترة انجر ذلك الى حنق السلطة العباسية؛ وذلك لأن الخلفاء العباسيين كانوا ينظرون إلى الأئمة كمنافسين سياسيين لهم، ومن هنا يحاولون وبشتّى الوسائل زعزعة مكانتهم على المستويين النظري وذلك بتفنيد وهدم الأسس التي تقوم عليها الإمامة، والعملي من خلال القضاء عليهم عن طريق التصفية الجسدية. وومن له موقف مخالف للإمامة في ذلك الوقت رجال وأتباع المذهب الحنبلي.
  • المعتزلة؛ إن فرقة المعتزلة وإن ذهبت إلى تفضيل علي عليه السلام من الزاوية العلمية على سائر الخلفاء، إلا أنّها تخالف الإمامية في القول بوحيانية الإمامة وكونه عليهم السلام منصوصا عليها من قبل الله تعالى.
  • البابية، الفريق الثالث الذي يقف من الشيعة موقف المخاصم يتمثل في البابية الذين يدعون أنهم الأبواب للإمام صاحب الزمان عليه السلام في عصر الغيبة، مستغلين المشاكل الناشئة من عصر الغيبة والمعضلات والعراقيل التي واجهت الشيعة، حيث أشاعت البابية بأنهم نواب الإمام الشرعيين وأبوابه دون سائر الناس، مع إثارة الكثير من الأفكار المضللة في الوسط الشيعي.

تفسير القرآن

السيرالتاريخي للحوزات العلمية

مركزية الحوزات العلمية الشيعية

الحوزة العلمية


الحوزة العلمية في الكوفة
الحوزة العلمية في قم
الحوزة العلمية في بغداد
الحوزة العلمية في النجف
الحوزة العلمية في الحله
الحوزة العلمية في النجف
الحوزة العلمية في أصفهان
الحوزة العلمية في كربلاء
الحوزة العلمية في النجف
حوزة قم العلمية

عصر المرجعية


القرن الثاني الهجري
القرن الثالث و الرابع الهجريين
القرن الرابع الهجري
القرن الخامس و السادس الهجريين
القرن السابع إلى التاسع الهجري
القرن العاشر الهجري
القرن الحادي عشر و الثاني عشر الهجريين
القرن الثالث عشر و الرابع عشر الهجريين
الرابع عشر و الخامس عشر الهجريين
القرن الخامس عشر الهجري


أبرز العلماء

أنجبت المدرسة البغدادية الكثير من الباحثين والمحققين في الشأن القرآني، منهم:

  • أبو محمد حسن بن موسى النوبختي المتوفى سنة 310 هـ صاحب كتابي التنزيه ومتشابه القرآن.[٣٥]
  • أبو عبد الله أحمد بن محمد الجوهري صاحب كتاب ما نزل في القرآن في صاحب الزمان.[٣٦]
  • محمد بن عباس المعروف بابن جُحام كان حيّاً سنة 328 هـ من علماء بغداد الثقات صنف مجموعة من الكتب الفقهية وله كتاب ضخم يشتمل على 1000 ورقة تحت عنوان (ما نزل من القرآن في أهل البيت)، لم يكتب مثله بشهادة علماء عصره.[٣٧]
  • الشيخ المفيد المتوفى 413 هـ، صنّف في علوم القرآن والتفسير، من قبيل الكلام في وجوه إعجاز القرآن، البيان في تأليف القرآن، والبيان عن غلط قُطْرُب في القرآن.[٣٨]
  • السيد الرضي المتوفى سنة 406 هـ، تلميذ الشيخ المفيد وأخو الشريف المرتضى، له عدة مصنفات قرآنية من قبيل حقائل التأويل في متشابه التنزيل، ومعاني القرآن.
  • السيد المرتضى، ويعد من كبار أعلام المدرسة البغدادية، فقد عرض في أهم مصنفاته القرآنية الموسوم بالمُوضِح عن جهة إعجاز القرآن، نظريةَ الصرفة في باب إعجاز القرآن، التي واجهت ردود فعل علمية نقداً وتحليلاً. ومن مصنفاته كتاب الأمالي أو غرر الفوائد ودُرر القلائد في تفسير عدد من الآيات المشكلة وهو حاصل ثمانين حلقة دراسية عقدها في بيته في بغداد وتم الفراغ منها سنة 413 هـ.[٣٩]
  • الشيخ الطوسي المتوفى سنة 460 هـ، وقد صنف أوسع وأشمل دوره تفسيرية في عصره أطلق عليها اسم تفسير التبيان تعرض فيها لشتى المباحث اللغوية والبلاغية والصرفية والنحوية فضلا عن المباحث الكلامية والفقهية والتاريخية. وقد غلب على التفسير الطابع الكلامي بسبب طبيعة الأجواء العلمية الرائجة في بغداد في ذلك الوقت.

أبرز أعلام المدرسة البغدادية

الرديف اسم العالم التوضيحات الرديف اسم العالم التوضيحات
۱ ابن علم البغدادي ۶ جعفر قطاع
۲ ابن مبشر ۷ الكندي
۳ ابن مسكويه ۸ السيد المرتضي
۴ بديع اسطرلابي ۹ السيد الرضي
۵ الشيخ المفيد ۱۰ زكريا الرازي

علم التاريخ

كان لرواج التدوين التاريخ العام وإزدهار المباحث الكلامية التي تقع الإمامة ضمن المباحث الأساسية فيها، الدور الكبير في رصد الواقع التاريخي ومتابعة حياة الأئمة وتاريخهم عليهم السلام؛ مع نقد وتحليل الأحاديث وجرح وتعديل الرواة الناقلين لها الذي يستلزم معرفة هؤلاء الرجال وأصول وقواعد البحث النقدي، ومن هنا ظهرت بصورة واضحة الدراسات والمصنفات الرجالية والتاريخية في المدرسة البغدادية. وممن له مساهمات في هذا المجال:

  • محمد بن عمر الجعابي (284- 355 هـ ق)، الحافظ، القاضي، كان من حفاظ الحديث وأجلاء أهل العلم. له كتاب الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم، كتاب الموالي الأشراف وطبقاتهم، كتاب أخبار آل أبي طالب، كتاب أخبار بغداد وطبقات أصحاب الحديث بها، كتاب أخبار علي بن الحسين عليه السلام. [٤٠]
  • السيد الرضي، له كتاب خصائص الأئمة كتبه في تاريخ الشيعة.
  • أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول... بن شيبان أبو المفضل المتوفى سنة 387 هـ. له كتب كثيرة، في موضوعات شتّى منها كتب عالجت مسائل تاريخية من قبيل كتاب مزار أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب مزار الحسين عليه السلام، كتاب من روى حديث غدير خم وكتاب أخبار أبي حنيفة. قال النجاشي: رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً، ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه.[٤١]
  • أحمد بن محمد الجوهري المتوفى سنة 401 هـ حيث صنّف الكثير من الكتب في مجال التاريخ كأخبار جابر الجعفي وكتاب في ذكر الشِجاج، وكتاب أخبار السيد (يعني السيد الحميري الشاعر المعروف) وكتاب أخبار وكلاء الأئمة الأربعة.[٤٢]
  • الشيخ المفيد، له مساهمات في مجال تاريخ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) من قبيل: الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، وكتاب الجَمَل رصد فيه معركة الجمل مع تحليل وقائعها واحداثها التي دارت في البصرة.

التراجم والرجال

تحمّل علماء المدرسة البغدادية سهماً وافراً من الدراسات الرجالية والتراجم، ومن أبرز هؤلاء الأعلام:

  • أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجُندي المتوفى سنة 390 أو 392 هـ، سكن بغداد ومن مشايخ الشيخ النجاشي له كتاب الرجال.[٤٣]
  • أحمد بن حسين بن عبد الله الغضائري المعروف بابن الغضائري، زميل النجاشي في الدرس، ومن علماء الرجال في المدرسة البغدادية، اعتمد النجاشي على توثيقاته للرجال وجرحهم.[٤٤] طبع كتابه تحت عنوان "الرجال" في مدينة قم سنة 1380 هـ ش.
  • كل من شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي وأبي العباس أحمد بن علي النجاشي، وهما من أبرز رجاليي المدرسة البغدادية بل كافة المدارس الشيعية، علماً أن الشيخ الطوسي تفرّد بتدوين ثلاثة كتب من الكتب الرجالية الشيعية الأربعة وهي: الفهرست أو فهرست كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنفين وأصحاب الأئمة واختيار معرفة الرجال والرجال.
  • صنّف النجاشي (372-450 هـ ق) الذي يعد من أبرز رجاليي المدرسة الشيعية، رابعَ كتب الشيعة الرجالية الموسوم بـ"كتاب الرجال" أو "الرجال". والكتاب رغم اختصاصه بذكر مصنفات الشيعة كما صرح في مقدمة كتابه، ورغم أنّه لم يكن غرضه تقويم رواة الحديث والرجال الذين يذكرهم في كتابه، إلا أنّه مع ذلك قيّم جمعا مما ذكرهم. [٤٥]

العلوم الأخرى

لم ينحصر اهتمام أعلام المدرسة البغدادية بالعلوم الرائجة في المدارس العلمية الدينية كالفقه والأصول والكلام والرجال، ولم يكن ذلك مانعاً لهم من الخوض في علوم أخرى، بل يؤكد لنا الواقع التاريخي أن المدرسية البغدادية اهتمت في بدايات نشأتها بتلك العلوم العامّة وبرع علماؤها في هذا المجال أوّلا، ثم بعد فترة من عمرها عرجت على الخوض في العلوم التخصصية الدينية المذكورة.

العلوم الأدبية

لم تشذ المدرسة البغدادية عن سائر المدارس الدينية في تدريس العلوم الأدبية في المراحل الأولى من سلسلة المراحل الدراسية المعتمدة والمعروفة بالمقدمات والسطوح. وقد شهدت بغداد نبوغ مشايخ واساتذة كبار على الصعيد الأدبي واللغوي كأبي يوسف يعقوب بن إسحاق المعروف بان السكيت (186-244 هـ) من أصحاب الإمامين الجواد والهادي (عليهما السلام) المعروف بتضلعه باللغة والصرف والنحو والبديع، وله فيها مصنفات منها: اصلاح المنطق، كتاب الألفاظ، كتاب الأضداد، كتاب المذكر والمؤنث.[٤٦]

ومن هؤلاء الأعلام: المتكلّم وشاعر أهل البيت المعروف، علي بن عبد الله بن وصيف المعروف بالناشئ الصغير المتوفى حدود 365 هـ ق.[٤٧]ومنهم الأديب الشيعي المعروف أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني المتوفى 384 أو 378 هـ.[٤٨] ومنهم أبو الحسن مهيار بن مروزيه الديلمي الشاعر المشهور المتوفى سنة 428 هـ ق الذي تلمّذ على يد الشريف الرضي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيراً من قصائده.[٤٩] ومنهم الشريف الرضى الذي يعد من أبرز أعلام الأدب والشعر في المدرسة البغدادية بل وصف بأنه أشعر قريش.[٥٠] وله ديوان شعر مطبوع.

العلوم التطبيقية

شهدت المدرسة البغدادية فضلا عن العلوم المذكورة مجموعة من العلوم التطبيقية كالرياضيات والهندسة والنجوم والطب وغير ذلك من العلوم. فهذا ابن السكيت رغم كونه وجهاً في علم العربية واللغة، له كتب في العلوم الطبيعية، منها كتاب الطير، وكتاب النبات، وكتاب الوحش،و كتاب الأرضين والجبال والأودية.[٥١]

ومنهم المنجم البغدادي صاحب زيج ابن أعلم السيد الشريف أبو القاسم علي بن أبي الحسن العلوي الحسيني المعروف بابن الأعلم، وهو أوّل من عمل الزيج، والمقدم في صناعته في بغداد. [٥٢] ومنهم أبو عبدالله أحمد بن محمد الجوهري من مشايخ النجاشي فهو فضلا عن مؤلفات الدينية الكثيره صنف كتاب اللؤلؤ وصنعته وأنواعه.[٥٣]

المراكز العلمية

إهملت المصادر التي رصدت تاريخ العلم والعلماء الحديث عن المراكز العلمية غالبا، وركزت الكلام حول العلماء والتلاميذ والمواد العلمية التي يدرسونها فقط.

المساجد والاماكن المقدسة

لا ريب أن المساجد والاماكن المقدسة والبقاع المباركة تعدّ المراكر الأصلية للعلم والعلماء في المدرسة البغدادية. حتى قال النجاشي: رأيت أبا الحسين محمد بن علي الشجاعي الكاتب يقرأ عليه كتاب الغيبة تصنيف محمد بن إبراهيم النعماني بمشهد العتيقة الذي يعدّ من المراكز العلمية الشيعية في الجنوب الشرقي من مدينة المنصور.[٥٤]

وقال أيضاً: كنت أتردد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي، وهو مسجد نفطويه النحوي، أقرأ القرآن على صاحب المسجد، وجماعة من أصحابنا يقرءون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب. [٥٥] وقال الشيخ الطوسي في الأمالي: كان أبو الحسن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت الأهوازي يحدث في مسجده بشارع دار الرقيق ببغداد، سنة تسع وأربعمائة. [٥٦]

بيوت العلماء

كانت بيوت العلماء تمثل هي الاخرى المراكز العلمية بعد المساجد والأمكان المقدسة، فهذا النجاشي قد شاهد أبا محمد هارون بن موسى التلّعكبري يلقي الدورس في داره ببغداد.[٥٧] وذكر ابن الجوزي في كتابه المنتظم الشيخَ المفيد قائلا: أبو الله المعروف بابن المعلم شيخ الإمامية وعالمها صنف على مذهبهم ومن أصحابه المرتضى وكان لابن المعلم مجلس نظر بداره بدرب رياح يحضره كافة العلماء وكانت له منزلة عند أمراء الأطراف.[٥٨]

وروى الشيخ الطوسي عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي سنة عشر وأربع مائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني، رحبة بن مهدي. وروى الطوسي في مجلس آخر عن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، في منزله ببغداد في رجب سنة إحدى عشرة وأربعمائة. [٥٩] وكان لحسين بن محمد بن حسن الحُلواني سنة 429 ق مجلس إملاء في داره ببغداد في بركة زلزل. [٦٠] وكذلك دار المحدث الإمامي حسن بن محمد المعروف بابن الحمامي المتوفى سنة 439 ق فقد ذكره الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 ق قائلا: كان له مجلس في داره بالكرخ. [٦١]

وقد واصل ابن رستم عقد مجالس الدرس في داره رغم تأسيس المدارس الكبرى. وقد أشار ياقوت الحموي إلى حادثة وقعت آنذاك تكشف عن عدم التقيد بالتدريس في المدارس الكبرى، قائلا: كان علي بن محمد بن علي الفصيحي أبو الحسن المتوفى سنة 516 هـ ق، يدرس النحو بالنظامية بعد الشيخ أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي، ثم اتهم بالتشيع فقيل له في ذلك، فقال: لا أجحد، أنا متشيع من الفرق إلى القدم فأخرج من النظامية، فكان المتعلمون يقصدون داره التي انتقل إليها للقراءة عليه.[٦٢]

النظام المالي

لم نعثر على ما يسلط الأضواء بصورة جلية على النظام المالي المعتمد في المدرسة البغدادية وكيفية تأمين مخارج الاساتذة والطلاب.

العمل والاحتراف الشخصي

  • يظهر من تراجم الكثير من الأعلام والمفردات التي لقبوا بها كالبزاز والورّاق والسبّاك، أنهم كانوا يحترفون بعض الصناعات ويمارسون التجارة لتأمين ما يحتاجون إليه من المال. وكان الوراقة مهنة تدر أربحاناً لا بأس بها نظراً لحاجة المشايخ والتلاميذ إلى الورق لاستنساخ الكتب وتدوين مجالس الإملاء، فكان العالم الإمامي العباس بن موسى أبو الفضل البغدادي من رجال القرن الثالث، ومن أصحاب يونس بن عبد الرحمن يمتهن الوراقة ولذلك لقب بالورّاق.[٦٣]

وكان محمد بن علي بن يعقوب المعروف بأبي الفرج القناني الكاتب والمعاصر للنجاشي ورّاقا أيضا.[٦٤] وكان المتكلم وصاحب المصنفات الكلامية الكثيرة محمد بن خليل (الخليل) البغدادي أبو جعفر السكاك صاحب هشام بن الحكم وتلميذه يحترف صناعة السكك.[٦٥]

  • عبد الله بن وصيف المتوفى سنه 365 ق، وصفه ياقوت الحموي بقوله: كان يعمل الصفر ويخرمه، وله فيه صنعة بديعة. ومن عمله قنديل بالمشهد بمقابر قريشٍ مربع غاية في حسنه.[٦٦]ومن الواضح أن إحتراف هؤلاء الأعلام والأساتذة لتلك الحرف الدقيقة يوفر لهم مستلزمات الحياة التي يحتاجون إليها ويؤمن لهم عيشة كريمة.

الموقوفات وهبات المحسنين

لاريب أن المراكز العلمية تحتاج إلى ميزانية ضخمة تؤمن عن طريق الموقفات وهبات الخيرين. فكان للسيد المرتضى مركز علمي يعرف بدار العلم، وكان يجري الرزق على جميع تلامذته حتى انّه قرّر للشيخ الطوسي كلّ شهر أيّام قراءته عليه اثني عشر ديناراً وعلى عبد العزيز ابن البرّاج كلّ شهر ثمانية دنانير، ليتفرّغوا بكلّ جهدهم إلى الدراسة من غير تفكّر في أزمات المعيش. وكان ّ الشريف المرتضى قد وقف قرية على كاغذ "قرطاس" الفقهاء، حتى لا يواجه الفقهاء أيّة أزمة في لوازم الكتابة والتحرير. [٦٧]

الدعم الحكومي

يضاف إلى ذلك هناك مساعدات مالية تصل المدارس الدينية من الحكام المعروفين بميلهم نحو العلم والمعرفة؛ ولابد هنا من الإشارة – على سبيل المثال- إلى ما ذكره ابن الاثير عن عضد الدولة البويهي حيث قال: شرع عضد الدولة في عمارة بغداد، وعمّر مساجدها وأسواقها، وأدرّ الأموال على الأئمّة، والمؤذّنين، والعلماء، والقراء والغرباء، والضعفاء، الذين يأوون إلى المساجد، وأجرى الجرايات على الفقهاء، والمحدّثين، والمتكلّمين، والمفسّرين، والنحاة، والشعراء، والنسّابين، والأطبّاء، والحسّاب والمهندسين، واهتم بمشهدي عليّ والحسين   في النجف وكربلاء‏. [٦٨]

الانحطاط وافول نجم المدرسة

  • انتعشت المدرسة البغدادية وبلغت الذروة من الازدهار في العصر البويهي ومرجعية شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي، الا أن دخول السلاجة إلى بغداد بقيادة طغرل بك السلجوقي بطلب من الخليفة العباسي عام 447 هـ ق انعكس سلباً على المدرسة وبدأت تعيش حالة الانحطاط والتقهقر وبدأ نجمها يأفل رويدا رويدا من الأفق العلمي.


  • ينتمي السلاجة إلى المذهب الحنفي، وقد تمكنوا من خلال إثارة النعرات الطائفية القضاء على حكومة آل بويه في بغداد. وقد تعرضت المدارس والمساجد المكتبات الشيعية لحملة شعواء من قبل السلاجة ضاع على أثرها الكثير من التراث الشيعي المدوّن.


  • أحرقت في تلك الفتنة مكتبة سابو بن اردشير؛ وقد أرخ ابن الأثير لهذه القضية بقوله: سابور بن أردشير، وزير بهاء الدولة، وكان كاتبا سديدا، وعمل دار الكتب ببغداد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وجعل فيها أكثر من عشرة آلاف مجلّد، وبقيت إلى أن احترقت عند مجي‏ء طغرلبك إلى بغداد سنة خمسين وأربعمائة.

هجرة الشيخ الطوسي إلى النجف

في تلك الفترة تعرضت مكتبة شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي للنهب والغارة وشب فيها حريق، ونهبت داره وأخذ ما فيها وذلك قبل دخول طغرل بك وجيشه إلى بغداد. وكان الشيخ ذهب قبل ذلك لزيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في النجف ولما علم بما حدث في بغداد اضطر للبقاء في النجف.[٦٩] وكان لهجرة الشيخ الطوسي وخروجه من بغداد الأثر الواضح في نهاية تاريخ المدرسة البغدادية وبدايات تكوين المدرسة النجفية العريقة.

الهوامش

  1. ابن النديم، الفهرست، ص 279؛ النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 107 ــ 108.
  2. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 218 ــ 219.
  3. ابن النديم، الفهرست، ص 276؛ النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 420 ــ 422؛ الطوسي، كتب الشيعة وأصولهم، ص 511.
  4. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 421.
  5. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 205 ــ 206.
  6. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، ص 283 و361.
  7. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 295 ــ 297.
  8. الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 64.
  9. الاصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 65.
  10. الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 65-66.
  11. الاصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 65.
  12. الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 66 - 67.
  13. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 324.
  14. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 426 ــ 427.
  15. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 384.
  16. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 317 ــ 318.
  17. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 290 ــ 291.
  18. الكليني، الكافي، مقدمة حسين علي محفوظ، ج 1، ص 19 ــ 20.
  19. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 291.
  20. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 305 ــ 306.
  21. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 293.
  22. النجاشي، ج ۲، ص۳۹۷ـ۳۹۸
  23. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 397 ــ 398.
  24. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 27.
  25. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 71، 397 ــ 398.
  26. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 121.
  27. ابن النديم، الفهرست، ص 225؛ الطوسي، كتب الشيعة وأصولهم، ص 31 ــ 32.
  28. آشتياني، خاندان النوبختي، ص 102.
  29. آشتياني، خاندان النوبختي، ص 102 ــ 103.
  30. العلامة الحلي، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، ص 2.
  31. آشتياني، خاندان النوبختي، ص 171 ــ 177.
  32. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 327 ــ 331.
  33. الأفندي الأصفهاني، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 5، ص 178.
  34. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 332 ــ 333.
  35. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 4، ص 455.
  36. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 225.
  37. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 294 ــ 295.
  38. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 327 ــ 331.
  39. علم الهدى، أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد، ص 20.
  40. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 319 ــ 320.
  41. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 321 ــ 322.
  42. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 225 ــ 226.
  43. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 224؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 84.
  44. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 302 ــ 303، 358، 417 ــ 418.
  45. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، مقدمة النائيني، ص 15 ــ 21؛ النجفي، المعجم الموحد لأعلام الأصول الرجالیة، ج 1، ص 30.
  46. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 425.
  47. ابن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 3، ص 369 ــ 371.
  48. ابن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 354 ــ 356.
  49. ابن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 5، ص 359 ــ 363.
  50. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 3، ص 40 ــ 41؛ ابن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 414 ــ 430.
  51. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 425 ــ 426.
  52. آقا بزرك الطهراني، طبقات: نوابغ، ص 178.
  53. النجاشي، رجال النجاشي، ج 1، ص 225 ــ 226.
  54. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 302.
  55. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 291.
  56. الطوسي، الأمالي، ص 331.
  57. النجاشي، رجال النجاشي، ج 3، ص 407 ــ 408.
  58. ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 15، ص 157.
  59. الطوسي، الأمالي، ص 257، 394.
  60. راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات: النابس، ص۶۶
  61. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 7، ص 438.
  62. الحموي، معجم الأدباء، ج5، ص 1963.
  63. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 120.
  64. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 326.
  65. النجاشي، رجال النجاشي، ج 2، ص 211.
  66. الحموي، معجم الأدباء، ج 4، ص 1785 ــ 1786.
  67. القمي، فوايد رضويه، ص 335.
  68. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 8، ص 704 ــ 705.
  69. ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 16، ص16؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 9، ص 350، 637 ــ 638؛ الذهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ص 490 ــ 491.

المصادر والمراجع

  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385 هـ/ 1965 م.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
  • ابن النديم، محمد بن إسحاق، الفهرست، طهران، د.ن، د.ت.
  • ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان، بيروت، دار صادر، د.ت.
  • آشتياني، عباس أقبال، خاندان النوبختي، طهران، د.ن، 1357 ش.
  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، د.ن، 1390 هـ/ 1971 م.
  • آل ياسين، محمد حسن، تاريخ حرم الكاظمين، ترجمه: غلامرضا اكبري، مشهد، د.ن، 1371 ش.
  • الآصفي، محمد مهدي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تحقيق: السيد محمد كلانتر، د.م، د.ن، د.ت.
  • الأفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، قم، مكتبة أية الله المرعشي النجفي، 1401 هـ.
  • الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم الأدباء، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، دار الغرب الإسلامي، ط 1، 1414 هـ/ 1993 م.
  • الخامنئي، السيد علي، چهار كتاب اصلي علم رجال (الكتب الرجالية الاربعة الرئيسة)، در يادنامه علامه اميني: مجموعه مقالات تحقيقية اهتم باصدارها جعفر شهيدي ومحمدرضا حكيمي، طهران، مؤسسه انجام كتاب، 1361 ش.
  • الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1417 هـ.
  • الدواني، علي، مفاخر لإسلام، طهران، د.ن، 1363 ش.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 2، 1413 هـ/ 1993 م.
  • الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، كمال الدين وتمام النعمة، تحقيق: علي أكبر غفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.
  • الطباطبائي، عبد العزيز، شخصيت علمي ومشايخ شيخ طوسي (شخصية الشيخ الطوسي العلمية ومشائخه)، در ميراث غسلامي إيران، مكتب 2، تحقيق: رسول جعفريان، قم، مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي، 1374 ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، د.م، دار الثقافة، 1414 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، طهران، د.ن، 1398 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، تحقيق: عبد العزيز الطباطبائي، قم، د.ن، 1420 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، عدة الأصول، تحقيق: محمد مهدي نجف، قم، د.ن، 1403 هـ/ 1983 م.
  • العلامة الحلي، حسن بن يوسف، أنوار الملكوت في شرح الياقوت،‌ تحقيق: محمد نجمي زنجاني، قم، الشريف الرضي‌، ط 2، 1363 ش.‌
  • القمي، عباس، فوايد رضويه در شرح حال علماي جعفريه (ع) (الفوائد الرضوية في شرح ترجمة العلماء الجعفرية)، تحقيق: عبد الرحيم عقيقي بخشايشي، قم، د.ن، 1385 ش.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1388 هـ.
  • النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، تحقيق: محمد جواد النائيني، بيروت، د.ن، 1408 هـ/ 1988 م.
  • النجفي، محمود درياب، المعجم الموحد لأعلام الأصول الرجالیة، قم، مجمع الفكر الاسلامي، ط 1، 1414 هـ.
  • النعماني، محمد بن إبراهيم، الغيبة، تحقيق: علي أكبر غفاري، طهران، مكتبة الصدوق، د.ت.
  • علم الهدى، علي بن الحسين، أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، عيسى البابي الحلبي وشركاه، 1373 هـ/ 1954 م.
  • علم الهدى، علي بن الحسين، الذريعة الى أصول الشريعة، تحقيق: أبو القاسم الكراجي، طهران، د.ن، 1348 هـ.
  • علم الهدى، علي بن الحسين، الشافي في الإمامة، طهران، مؤسسة الصادق، 1407 هـ.