حوزة أصفهان العلمية

من ويكي شيعة
مدرسة جهار باغ العلمية - أصفهان

حوزة أصفهان العلمية، هي مجموعة من المدراس الّتي ينشط فيها الكثير من العلماء والمشايخ وطلّاب العلوم الدّينيّة، والموزّعة على كافّة الرّقعة الجغرافيّة للمحافظة. يعود نشاط الحوزة الأصفهانيّة إلى العصر الصفويّ وخاصّة إبّان اتّخاذها عاصمة للحكومة الإيرانيّة آنذاك. وبسبب الضّغوط الّتي تعرّض لها الشيعة في البلدان الخاضعة للحكم العثماني في العهد الصفوي قرّر بعض العلماء انتهاز الفرصة والانفراج الّذي حصل في إيران للهجرة من جبل عامل إلى إيران لغرض نشر أصول مدرسة أهل البيت هناك.

وقد ضمّت الحوزة الأصفهانيّة الكثير من الفلاسفة والفقهاء والمراجع، وأنجبت الكثير من علماء الدّين، فمنهم: الميرزا عبد الله الأفندي، والشيخ البهائي، ومحمد باقر السبزواري، ومحمد تقي المجلسي، ومحمد باقر المجلسي، والآقا جمال الخوانساري، والآقا حسين الخوانساري، والسيّد أبو الحسن الأصفهاني الّذين نشؤوا وترعرعوا في مراكزها العلميّة. وممّا امتازت به المدرسة الأصفهانيّة كان موقفها الرّافض لحركة التّصوّف والصوفية والتّصدّي للشيخية والبهائية.

لم يقتصر النّشاط العلميّ الأصفهانيّ على الرّجال، بل أنجبت الكثير من النّساء العالمات من أبرزهنّ: آمنة بيجم ابنة محمّد تقي المجلسي، وحميدة رويدشتي ابنة شريف بن محمد الرويدشتي الأصفهاني، وممّن نبغن من طالبات المدرسة الأصفهانيّة في العصر الرّاهن السيّدة نصرت أمين الأصفهانية. شهدت الحوزة الأصفهانيّة تأسيس الكثير من المدراس من أبرزها: مدرسة الملا عبد الله، ومدرسة الشيخ لطف الله، ومدرسة الشاه مضافاً إلى مدرسة الشيخ البهائي.

تاريخ الحوزة الأصفهانية

السيرالتاريخي للحوزات العلمية

مركزية الحوزات العلمية الشيعية

الحوزة العلمية


الحوزة العلمية في الكوفة
الحوزة العلمية في قم
الحوزة العلمية في بغداد
الحوزة العلمية في النجف
الحوزة العلمية في الحله
الحوزة العلمية في النجف
الحوزة العلمية في أصفهان
الحوزة العلمية في كربلاء
الحوزة العلمية في النجف
حوزة قم العلمية

عصر المرجعية


القرن الثاني الهجري
القرن الثالث و الرابع الهجريين
القرن الرابع الهجري
القرن الخامس و السادس الهجريين
القرن السابع إلى التاسع الهجري
القرن العاشر الهجري
القرن الحادي عشر و الثاني عشر الهجريين
القرن الثالث عشر و الرابع عشر الهجريين
الرابع عشر و الخامس عشر الهجريين
القرن الخامس عشر الهجري


عصر التأسيس

يُرجع البعض تاريخ تأسيس الحوزة الأصفهانية إلى أواخر القرن الرابع الهجري، وتحديداً على يد علاء الدين كاكويه الذي شيّد آنذاك المدرسة العلائية ووضعها تحت تصرف الفيلسوف المعروف ابن سينا.[١] إلا أنّ التأسيس الرسمي للحوزة الأصفهانية يرجع إلى العصر الصفوي والاعتراف بالمذهب الشيعي مذهباً رسمياً للبلاد إبّان تصدّي الصفويين للحكم وخاصّة بعد اتخاذهم مدينة أصفهان عاصمة سياسية لحكومتهم.

العصر الصفوي

شهد المجتمع الشيعي في الدول الخاضعة للحكم العثماني في العهد الصفوي سياسة الإقصاء والقهر التي مارستها السلطات العثمانية، مما حدا ببعض العلماء انتهاز فرصة الانفراج الذي حصل في إيران والتي وفّرها الحكّام الصفويون، فقرروا الهجرة من جبل عامل إلى إيران لنشر أصول مدرسة أهل البيتعليهم السلام هناك.[٢]

وكان للشاه طهماسب الصفوي الذي حكم ما بين 930 و984 هـ، الدور البارز في احتضان هؤلاء الأعلام المهاجرين، الذين يعود الفضل للبعض منهم في تأسيس الحوزة الأصفهانية، وحينما وصل الدور للشاه عباس الصفوي الأول (حكم ما بين 996 هـ و1038 هـ) توفّرت الأرضية بشكل أفضل أمام العلماء المدرسة الإمامية للنفوذ والدخول في شتى الميادين بنحو يصدق معه القول بأن تأسيس الحوزة الأصفهانية يعود للعصر الصفوي.

وكان لإيمان الشاه طهماسب بالشريعة والتزامه بمقرراتها وميله الشديد نحو العلم والعلماء،[٣] الأثر الكبير في ازدهار المدارس العلمية الشيعية. وبعد أن تولّى زمام الأمور الشاه إسماعيل الثاني (حكم ما بين 984 - 985 هـ) عاش العلماء الشيعة حالة من الانزواء بسبب ميله إلى المدرسة السنيّة، بل خطط جاهداً لقتلهم والتخلّص منهم.[٤] واستمر الإهمال للحوزة العلمية بعد الشاه إسماعيل الثاني وتَصدي السلطان محمد خدابنده الذي حكم ما بين 985- 996 هـ. لكن وصول الشاه عباس الصفوي الأوّل مهد كما مرّ الأرضية بشكل أفضل لعلماء المدرسة الإمامية خوض شتى الميادين بنحو يصدق معها القول أنّ تأسيس الحوزة الأصفهانية يعود للعصر الصفوي خاصّة.

حكومة نادر شاه

تراجع النشاط العلمي للحوزة الأصفهانية إثر احتلال الأفغان لها بقيادة محمود الأفغاني، ولمّا تصدّي نادر شاه الأفشاري للسلطة ما بين 1148- 1161 هـ، خبا دورها العلمي بسبب اضطراب الوضع الأمني للمدينة مما اضطر البعض من أعلامها للهجرة إلى مدن أخرى، إلا أن ذلك لم يقضي عليها بالكامل، بل حاول من بقي من الأعلام لملمة الأمور ومواصلة الحركة العلمية رغم العراقيل والمشاكل التي اعترضت طريقهم معتمدة في ذلك على رصيدها العلمي وتراثها القويم الذي تضرب جذوره في بدايات العصر الصفوي.[٥]

العصر القاجاري

صورة التقطها أرنست هولستر لجانب من مدرسة جهار بارغ إبّان حكم ظل السلطنة القاجاري

عاشت المدرسة الأصفهانية إزدهاراً جديداً مع تصدّي القاجاريين للحكم ما بين 1210 - 1344 هـ، حيث نشط الدرس الأصولي والفقهي بين أروقتها؛ إلا أنّ أكثر الطلاب كانوا يفضلون- بعد إتمام مرحلة السطوح- السفر إلى النجف الأشرف – التي عاشت هي الأخرى إزدهاراً ملموساً في تلك الفترة- لغرض الانتهال من نميرها.

وكان البعض منهم يشدّ رحالة عائداً إلى أصفهان بعد نيله مرتبة الاجتهاد والوصول إلى مدارج علمية رفيعة، ليواصل مشواره في التدريس وعطاءه العلمي بين أروقتها؛ بل كان لهذا التلاقح العلمي والرحلات المتواصلة لأعلام المدرستين الدور الكبير في توفير الأرضية المناسبة في أصفهان لتربية جيل من المجتهدين الكبار، حتى أن الفقيه والأصولي المعروف محمد بن علي بن محمد علي بن أبي المعالي الطباطبائي، صاحب "المناهل"، والمعروف بالمجاهد وسبط الوحيد البهبهاني، أحد أعلام الإمامية، الذي تتلمذ على كلّ من جدّه ووالده الشهير بصاحب الرياض، والسيّد محمد مهدي بحر العلوم، كان قد ارتحل نحو (سنة 1218 هـ) إلى أصفهان وتصدّى للتدريس والتصنيف في مدارسها، ثمّ عاد بعد وفاة والده (سنة 1231 هـ) إلى كربلاء، فقام مقامه في التدريس والإفتاء.[٦]

العصر البهلوي

في هذه الفترة وما تلاها أصبحت المدرسة الأصفهانية– وبشكل رسمي- من توابع الحوزة النجفية، وكان لخريجي المدرسة النجفية من العلماء والمدرسين كرسي التدريس والإفادة في الوسط الأصفهاني، وكان لسياسة الإقصاء والحظر البهلوي في العقود الأخيرة – وخاصّة في عصر البهلوي الأوّل- دورها في انحسار الحركة العلمية وتقهقر النشاط المعرفي على الساحة الأصفهانية.

العصر الراهن

تستند الحوزة الأصفهانية خلال العقدين الأخيرين في نشاطها العلمي على الحوزة القميّة التي رفدتها بكبار العلماء والمدرسين من خريجيها، مضافاً إلى خريجي المدرسة النجفية.

أبرز أعلام الحوزة الأصفهانية

العالم العصر توضيحات
علي بن هلال منشار الكركي العاملي الصفوي أخذ عن جماعة من كبار الفقهاء، منهم المحقق الثاني علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي. سكن أصفهان، واشتهر، وصار شيخ الإسلام بها، وكان من المقرّبين عند السلطان طهماسب الصفوي.[٧]
حسين بن عبد الصمد الحارثي الصفوي والد الشيخ البهائي ومن تلامذة الشهيد الثاني. أقام بأصفهان وحظي بحفاوة واستقبال كبيرين من قبل شيخ الاسلام علي بن هلال منشار الكركي العاملي. فأقام فيها ثلاث سنين مشتغلا بالتدريس والإفادة.[٨]
الملا عبداللّه التستري الصفوي أقام في النجف الأشرف وكربلاء سنوات طويلة، ثم ارتحل إلى أصفهان في حدود سنة 1006 هـ ق، ثم نزح عنها إلى مشهد الرضا عليه السَّلام، فأقام به برهة من الزمان، ولقي هناك السلطان عباس الاوّل الصفوي، فأكرمه وبجّله وعاد معه إلى أصفهان سنة (1009ه ق)، بعد أن أمر السلطان المذكور ببناء مدرسة له فيها، وفوَّض إليه التدريس فيها فتصدّى للتدريس ونشر العلم والإِفادة، وعكف على التصنيف والتحقيق في الفقه والأُصول والحديث والرجال، مع المواظبة على إقامة الجمعة والجماعة، فنشطت الحركة العلمية في عصره، وازدانت المدينة بكثرة الطالبين حتى بلغ العدد- كما يقول تلميذه محمد تقي المجلسي- من خمسين طالباً إلى ما يقرب من الألف طالب عند وفاته سنة 1021 هـ.[٩]
بهاء الدين العاملي الصفوي نزيل أصفهان، وقد فوّض إليه الشاه عباس منصب مشيخة الإسلام في أصفهان بعد وفاة الشيخ علي منشار. وأفاد ودرّس في شتّى الفنون، لما امتاز به من غزارة في العلم، تنتهي إليه ثم إلى أبيه ثم إلى الشهيد الثاني الكثير من سلسلة الإجازات للمحدثين الشيعة وبطرق كثيرة.[١٠]
لطف اللّه بن عبد الكريم الميسي الصفوي أحد أكابر الإمامية ومن مهاجري جبل عامل، ارتحل في أوائل شبابه إلى مدينة مشهد، وعكف على تحصيل العلوم، وأخذ الفقه عن شهاب الدين عبد اللّه بن محمود التستري (الشهيد 997 هـ)، وغيره ثم درّس بالروضة الرضوية الشريفة، وولي نظرها ولما استولت القوات الأوزبكية على خراسان واستشهد أستاذه، نجا الميسي منهم، وتوجه إلى قزوين، واتصل بالسلطان عباس الصفوي فعظّمه، ودرّس هناك مدة يسيرة ثم انتقل إلى أصفهان، فاستوطنها، وبنى له فيها السلطان المذكور مسجداً ومدرسة.[١١]
السيّد مصطفي التفريشي الصفوي صاحب الكتاب الرجالي المعروف "نقد الرجال"، من مبرّزي أساتذة الحوزة الأصفهانية، تتلمذ على الفقيه الشهير الملا عبد اللّه بن الحسين التستري ثم الأصفهاني، وأخذ عنه في عدة فنون، وانتفع به في علم الرجال، ثم إستجازه، فأجاز له رواية كتب الحديث الأَربعة والفتاوى.[١٢]
محمد باقر الحسيني الأسترآبادي الصفوي المعروف بالداماد أحد كبار علماء الإمامية في الحكمة والفلسفة والكلام، أجاز له خاله عبد العالي الكركي، والحسين بن عبد الصمد الحارثي، وأخذ عن: الفقيه عبد العلي بن محمود الجابلقي، وتصدى للتدريس والإفتاء والتصنيف والتحقيق بأصفهان، ونال حظوة كبيرة عند ملوك إيران الصفويين، واشتهر بين العلماء، وانتهت إليه رئاستهم بعد وفاة بهاء الدين العاملي، أخذ عنه في فنون العلوم وأفانين المعارف جماعة، أبرزهم الفيلسوف صدر الدين الشيرازي المعروف بصدر المتألهين.[١٣]
الميرفندرسكي الصفوي الفيلسوف والرياضي الإمامي الفندرسكي الأسترآبادي ثمّ الأصفهاني، تصدّى لتدريس الفلسفة والرياضات في عصر كلّ من الشاه عباس الصفوي والشاه صفي وحظى لديهما بمنزلة كبيرة.[١٤]
القاسم بن محمد الحسني الطباطبائي القهبائي الصفوي العالم الإمامي الرجالي الكبير في القرن الحادي عشر، تتلمذ في أصفهان على كبار فقهاء الطائفة: عبد اللّه بن الحسين التستري، وبهاء الدين العاملي وجدّ واجتهد. تتلمذ عليه وأخذ عنه محمد باقر المجلسي ومحمد بن علي الأسترآبادي.[١٥]
محمد تقي المجلسي الصفوي المعروف بالمجلسي الأوّل كان فقيهاً إمامياً، عارفاً بالتفسير والرجال، من كبار المحدّثين ولد في أصفهان، وأجاز له في الصغر أبو البركات الواعظ الأصفهاني، درس عند بهاء الدين العاملي، والملا عبد اللّه التستري الأصفهاني، وروى عنهما، وله منهما إجازة في الحديث والرواية. أخذ عنه قراءة أو سماعاً أو إجازة جماعة، منهم: أولاده: عزيز اللّه وعبد اللّه ومحمد باقر المجلسي، والحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري، ومحمد صادق الكرباسي والملا صالح المازندراني.[١٦]
ملا رجب علي التبريزي الصفوي العارف والحكيم الإمامي التبريزي سكن أصفهان مدة طويلة فعرف بالأصفهاني أيضاً، تخرّج على يديه في مدينة أصفهان تلامذة مبرزون وكان يلقي محاضراته في مدرسة الشيخ لطف الله.[١٧]
رفيع الدين محمد بن حيدر الحسني الطباطبائي الصفوي الفقيه الإمامي، الأُصولي، المتكلّم، درس في أصفهان، فأخذ عن العالمين الكبيرين: بهاء الدين العاملي وعبد اللّه التستري، وتبحّر في عدّة علوم لا سيما في العلوم العقلية، تتلمذ عليه وروى عنه عدد من الأعلام منهم محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، وصنّف رسائل، منها: الشجرة الإلهية في أُصول الدين باللغة الفارسية.[١٨]
الآخوند ملا حسين البروجردي الصفوي كان يلقي دروسه في مسجد الجامع العباسي، قرأ عليه عبد الحسين الحسيني الخاتون آبادي صاحب كتاب "وقائع السنين والأعوام" كتابَ حكمة العين للكاتبي القزويني المتوفى سنة 675 هـ ق.[١٩]
محمد صالح المازندراني الصفوي سافر إلى أصفهان ثم اختلف إلى دروس المحدّث محمد تقي المجلسي، وتتلمذ عليه وعلى الملا عبد الله التستري في العلوم العقلية والنقلية.[٢٠]
رفيع الدين محمد بن محمد مؤمن الجيلاني الصفوي كان فقيهاً، ماهراً في الحديث و علومه، تتلمذ على العلامة محمد باقر المجلسي وأخذه عنه علوم الحديث، وتتلمذ أيضا فترة على يد الحرّ العاملي، له مصنفات منها: رسالة في طريقة الاخباريين والأُصوليين، الذريعة إلى حافظ الشريعة.[٢١]
المحقق السبزواري الصفوي فقيه ومحدّث ومتكلم إمامي معروف في الوسط العلمي، سكن أصفهان، وتتلمذ على جماعة، منهم: السيّد أبو القاسم الفندرسكي، والقاضي معز الدين الأصفهاني، قرأ عليهما في المعقول، و على حيدر علي الأصفهاني، وحسن علي بن عبد اللّه التستري في المنقول، وحقّق وصنّف، وارتفع شأنه فأسند إليه منصب شيخوخة الإسلام، وكان يلقي دروسه في مدرسة الملا عبد التستري وتخرّج على يديه جيل من الطلاب والفضلاء.[٢٢]
آغا حسين الخوانساري الصفوي رحل في صباه من خوانسار إلى أصفهان ملقياً رحله في مدرسة الخواجة ملك ومتتلمذاً على محمد تقي المجلسي والمحقق السبزواري في العلوم النقلية وعلى الميرفندرسكي في العلوم العقلية، ثم تصدّى للتدريس والإفادة مربياً لجيل من العلماء والفضلاء.[٢٣]
محمد بن حسن الشرواني الصفوي الأصفهاني، تلميذ محمد تقي المجلسي وصهره، سكن النجف الأشرف واستقدمه السلطان الصفوي إلى أصفهان، و كان من أعلام عصره، فهو فقيه إمامي، ذو يد طولى في الفلسفة والكلام، متقن لَاساليب الجدل والمناظرة، واسع الحفظ، صنّف كتباً، منها: شرح "شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام" للمحقّق الحلي، وله شروح وحواش على بعض الكتب الكلامية والفلسفية، تصدّى للتدريس والإفادة في أصفهان.[٢٤]
حسين بن رفيع الدين المرعشي الحسيني الآملي الصفوي الوزير، المعروف بسلطان العلماء وبخليفة السلطان، أحد أعيان الإمامية كان فقيهاً، أُصولياً، محدثاً، مفسّراً، متكلماً، جامعاً لَاصناف العلوم، وتتلمذ على والده الصدر الكبير رفيع الدين، وأخذ عنه، وعن: بهاء الدين العاملي، وله منه إجازة، وغيرهم من الأعلام. صاهر السلطان عباس الأوّل الصفوي على ابنته، وقلّده أعباء الوزارة، وأقرّه السلطان صفي الدين ثم عزله سنة (1041 هـ)، إلى أن ولّاه السلطان عباس الثاني الوزارة في سنة (1055 ه ق) فاستمر فيها إلى أن مات. وتصدّى للتدريس، ومهر فيه حتى صار من أشهر مدرسي عصره، وكان يحضر مجلس درسه قرابة الـ ألفي طالب.[٢٥]
خليل بن غازي القزويني الصفوي عالم أخباري ضليغ بالعلوم العقلية والنقلية، تتلمذ على بهاء الدين العاملي والميرداماد، وتمكن من تربية جيل من العلماء.[٢٦]

والجدير بالذكر هنا أنّ الحوزة الأصفهانية كانت في تلك الفترة محطّ أنظار علماء المدارس الأخرى وساحة لعرض النظريات والأفكار الجديدة حتى أنّ الأمين الأسترآبادي مؤسس المدرسة الأخبارية أرسل كتابه "الفوائد المدنية" إلى علماء أصفهان لاستكشاف موقفهم منه.[٢٧] مضافاً إلى كونها المرجع الفقهي والديني للشيعة في الهند، حتى أنّ العلامة محمد باقر المجلسي صنّف رسالة خاصّة تحت عنوان أجوبة المسائل الهندية.[٢٨]

القاضي جعفر بن عبداللّه الكمرئي القرن 12 أحد أعلام الإمامية، تتلمذ في المعقول والمنقول والأصول والفروع بأصفهان على المحقق السبزواري، وعلى الآقا حسين الخوانساري، وقرأ في الحديث على محمد تقي المجلسي، وروى عنه إجازة. وتبحّر في أنواع العلوم. وولي القضاء بأصفهان، ثمّ تقلّد منصب شيخوخة الإسلام بعد وفاة محمد باقر المجلسي، واشتهر وصار عليه مدار القضاء والفتيا والتدريس بأصفهان. صنّف الكثير من المؤلفات منها كتاب ذخائر العقبي في تعقيبات الصلوات بطلب من الشاه سلطان حسين الصفوي.[٢٩]
السيد نعمة الله الجزائري القرن 12 أخذ الحديث والفقه والحكمة في أصفهان على يد كل من محمد باقر المجلسي والملا محسن الفيض الكاشاني وغيرهما، وتتلمذ عليه ولده السيّد نور الدين الجزائري وحفيده عبد الله الجزائري في مدينة أصفهان أيضاً.
محمد محسن الفيض الكاشاني القرن 12 الملقب بعلم الهدي (المتوفي 1115هـ ق)، فقيه ومحدّث إمامي تتلمذ في أصفهان على يد والده الملا محسن الفيض الكاشاني والمحقق السبزواري والسيّد نعمة الله الجزائري في كلّ من الفقه والحديث والحكمة.[٣٠]
آغا جمال الخوانساري القرن 12 سمع الحديث من العلامة محمد باقر المجلسي في مدينة أصفهان وتصدّى للتدريس فيها حيث تخرّج عليه كلّ من محمد رفيع الجيلاني ومحمد حسين الخاتون آبادي.[٣١]
محمد بن عبد الفتاح التنكابني القرن 12 الأصفهاني، الفقيه الإمامي، الفيلسوف، الشهير بسراب. تفقّه على المحقق السبزواري. وأخذ الحديث ورى عن المدقّق محمد بن الحسن الشرواني، ومحمد باقر المجلسي، وتخرّج في الفلسفة والكلام على رجب علي التبريزي. تتلمذ عليه وروى عنه جماعة، وصنف الكثير من الكتب منها: سفينة النجاة في الكلام، ضياء القلوب بالفارسية في الإمامة، ورسالة في إثبات الصانع.[٣٢]
محمد صالح الخاتون آبادي القرن 12 صهر العلامة محمد باقر المجلسي وتلميذه، كما تتلمذ على الآقا حسين الخوانساري ومنحه المجلسي إجازة الرواية.[٣٣]
آغا حسين الجيلاني القرن 12 اشتهر باللنباني لتدريسه في مسجد لنبان، تبحّر بالحكمة والعرفان والفقه والحديث، وقد تصدّى لتدريس العلوم المذكورة في ذلك المسجد، وقد حظي مجلس درسه بأهمية كبيرة في الوسط الأصفهاني.[٣٤]
الميرزا عبد اللّه الأفندي التبريزي الأصفهاني القرن 12 الفقيه الإمامي، الرحّالة، الشهير بالأفندي التبريزي، مؤلّف "رياض العلماء وحياض الفضلاء”في تراجم العلماء. ولد بأصفهان وتتلمذ في الفقه والأصول والحديث والحكمة وغيرها على جملة من أعلام أصفهان، أشهرهم: الحسين، والمحقق السبزواري، ومحمد بن الحسن الشرواني، ومحمد باقر المجلسي، وآخرين.[٣٥]
أبو الفضل بهاء الدين محمد بن حسن الأصفهاني القرن 12 المعروف بالفاضل الهندي وبكاشف اللثام نسبة إلى كتابه "كشف اللثام"، أحد أبرز فقهاء الإمامية المجتهدين المتوفى سنة 1137 هـ ق، تتلمذ على المجلسيين محمد تقي ومحمد باقر، لم يزل شأنه في ارتفاع حتى صار عمدة المجتهدين الأصوليين في أصفهان والمعوّل عليه في الفتيا في العصر الصفوي. تتلمذ عليه جمع، وانتفعوا به في الفقه والحديث والتفسير، ومن هؤلاء: السيّد محمد علي الكشميري، والميرزا عبد الله الأفندي.[٣٦]
أبوطالب حزين اللاهيجي القرن 12 أديب معروف ومن خريجي المدرسة الأصفهانية، هاجر من أصفهان إبّان هجوم الأفغان عليها وقضى آخر سني عمره في الهند. وكان والده قد انتقل من مدينة لاهيجان إلى مدينة أصفهان لغرض طلب العلم.
محمد أكمل الأصفهاني القرن 12 محمد أكمل بن محمد صالح الأصفهاني، البهبهاني (حيّاً حدود 1130 هـ)، وهو والد الفقيه الإمامي المعروف بالوحيد البهبهاني. درس على جماعة من علماء عصره وروى عنهم، كالعلامة المجلسي، ومحمد صادق التنكابني. والعالم الأخباري عبد الله بن صالح البحراني السماهيجي المتوفى سنة 1135 هـ الذي كان آخر من تصدّى لمنصب مشيخة الاسلام من قبل الشاه سلطان حسين. ومحمد زمان بن كلبعلي التبريزي الأصفهاني المتوفى (سنة 1131 أو1137 هـ) والمتتلمذ في مدرسة الشيخ لطف الله الأصفهاني على كل من محمد باقر المجلسي ومحمد صادق الخاتون آبادي والآقا حسين الخوانساري، والحاصل من السلطان حسين الصفوي على منصب الإشراف على أدارة شؤون المدرسة، وصاحب كتاب فرائد الفوائد في أحوال المدارس والمساجد.
محمد صادق التنكابني القرن 12 الجيلاني، اأصفهاني. تتلمذ على والده الفقيه الفيلسوف محمد المعروف بسراب.[٣٧]
عبد اللّه بن صالح البحراني السماهيجي القرن 12 كان فقيهاً إمامياً، محدّثاً، أديباً، من كبار علماء الأخبارية. وهو آخر من تصدّى لمشيخة الإسلام في أصفهان بأمر من الشاه سلطان حسين.[٣٨]
محمد زمان بن كلبعلي الأصفهاني التبريزي القرن 12 تتلمذ في مدرسة الشيخ لطف الله الأصفهاني على يد علماء منهم: محمد باقر المجلسي، ومحمد صالح الخاتون آبادي والآقا حسين الخوانساري، وحصل من السلطان حسين الصفوي على منصب الإشراف على أدارة شؤون المدرسة، وهو صاحب كتاب فرائد الفوائد في أحوال المدارس والمساجد. .
محمد باقر بن حسن خليفه سلطاني نادر شاه الأفشاري تتلمذ على العلامة محمد باقر المجلسي وله تعليقة على شرح اللمعة.[٣٩]
محمد تقي بن محمد كاظم الماسي الشمس آبادي نادر شاه الأفشاري من تلامذة العلامة محمد باقر المجلسي، والمتصدّي لإقامة الجمعة والجماعة في الجامع العباسي إبّان حكومة نادر شاه القاجاري، وكان مرجعاً للطلاب في الفقه والحديث.[٤٠]
الملا اسماعيل بن محمد حسين الخواجوئي نادر شاه الأفشاري حكيم ومتكلم وصاحب نظر في الفقه والحديث والتفسير، تصدى لتدريس الفلسفة، وقيل أنّه قام بتدريس كتاب الشفاء لابن سيناء لثلاث دورات كاملة، تتلمذ على كل من: محمد مهدي النراقي، ومحمد البيدآبادي، وأبو القاسم المدرس الأصفهاني.[٤١]
الملا محراب الجيلاني نادر شاه الأفشاري أحد حكماء وعرفاء المدرسة الأصفهانية، وكان قد تتلمذ على كلّ من: محمد بن رفيع البيدآبادي، والملا إسماعيل الخواجوئي، وتلمّذ عليه محمد إبراهيم الكلباسي.[٤٢]
جعفر بن حسين الخوانساري نادر شاه الأفشاري الفقيه الكبير وجدّ صاحب روضات الجنات، وكان قد تتلمذ على أبيه في خوانسار وأخذ عنه مقدمات العلوم، ثم شدّ الرحال متوجهاً إلى أصفهان ليلتحق بصفوف مدرسة چهار باغ متتلمذاً في الحكمة والكلام على يد أبو القاسم الخاتون آبادي المعروف بالمدرّس وغيره من أعلام المدرسة الأصفهانية، وقد منحه السيّد محمد مهدي بحر العلوم إجازة في الرواية عنه.[٤٣]
الملا علي بن الملا جمشيد النوري القاجاري حكيم وفيلسوف معروف، أخذ العلوم الدينية في بلدتي مازندران وقزوين، ثم ارتحل إلى أصفهان متتلمذاً على يد الآقا محمد البيدآبادي. ثم تصدّى لتدريس العلوم العقلية في أصفهان حيث تتلمذ عليه الكثير من الطلاب. صنف الملا علي النوري عدّة حواش على كتب صدر المتألهين الشيرازي، وله تفسير منظوم لسورة الحمد، وكتاب في الردّ على الأب المسيحي.[٤٤]
محمد تقي بن محمد رحيم الأصفهاني القاجاري عرف بصاحب الحاشية بسبب تأليفه لكتابه الكبير هداية المسترشدين في شرح معالم أصول الدين، فقيه أصولي ومن مبرّزي مدرسي الحوزة الأصفهانية حيث تخرّج عليه الكثير من العلماء والطلاب. صاهر الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1228 هـ، وهو الجدّ الأكبر لأسرة الآقا النجفي والمسجد شاهي في أصفهان. وكان يلقي دروسه في مسجد الايلجي ويحضر حلقات درسه قرابة الأربع مئة طالب.[٤٥]

في العصر القاجاري

شهدت المدرسة الأصفهانية في العصر القاجاري ظهور مجتهدين كبار من خريجي المدرسة النجفية، هم:

العالم توضيحات
السيّد محمد باقر بن محمد تقي الشفتي الرشتي، الأصفهاني، المعروف بحجّة الإسلام. كان فقيهاً مجتهداً، أصولياً، رجالياً، من أعلام الإمامية وزعماء الدين. حضر في كربلاء والنجف على: الوحيد البهبهاني، والسيّد محمد مهدي بحر العلوم. وعاد إلى إيران، فحضر في قم على الميرزا أبو القاسم القمّي، وفي كاشان على محمد مهدي النراقي. وبعد نيل مراتب رفعية من العلم استوطن أصفهان، وتصدّى بها للتدريس ونشر العلوم في الفقه والأصول وغيرها من العلوم، حتى انتهت إليه وإلى معاصره الفقيه محمد إبراهيم الكلباسي الرئاسة والزعامة الدينية هناك.[٤٦]
محمد إبراهيم بن محمد الكلباسي أو الكرباسي كان فقيهاً إمامياً، أصولياً، زاهداً، قانعاً، متورّعا في الفتوى، يضرب بشدّة احتياطه المثل. ولد بأصفهان وأخذ عن والده وعن محمد علي بن محمد رفيع الجيلاني، وغيرهم. وارتحل إلى العراق، فتتلمذ على مشاهير العلماء كالسيّد بحر العلوم. وسافر إلى كاشان، وحضر على عالمها الشهير محمد مهدي النراقي، وفي قم درس على الميرزا أبو القاسم القمّي، وأذن له بالفتوى لبلوغه درجة الاجتهاد، وأخيراً استقرّ بأصفهان، وتصدّر للتدريس في مسجد الحكيم فقهاً وأصولا، وللوعظ والإرشاد وانتهت إليه المرجعية الدينية والزعامة الروحية في أصفهان، وتمكن من تربية جيل من العلماء والفقهاء.[٤٧]
حسن بن علي الحسيني الأعرجي الأصفهاني الشهير بالمدرّس، كان فقيهاً إمامياً مجتهداً، أصولياً، من كبار المدرّسين. ولد في أصفهان، ودرس المقدمات على جملة من علمائها. وارتحل إلى العتبات المقدسة في العراق، فحضر بحث الفقه على محمد حسن صاحب الجواهر بالنجف. ثمّ رجع إلى أصفهان، فأكمل بها دراسته على محمد تقي الأصفهاني، وعلى أخيه محمد حسين صاحب الفصول. وتتلمذ أيضاً في الحكمة على الفيلسوف علي النوري، والسيّد زين العابدين بن جعفر الخوانساري والد صاحب "روضات الجنات". وشرع في تدريس الفقه والأصول، وتهافت عليه العلماء والطلاب.[٤٨]
الشيخ مرتضى الأنصاري من أبرز فقهاء واصوليي الشيعة وصاحب مدرسة أصولية خاصة، وبعد أن تتلمذ في كربلاء على السيّد محمد المجاهد شدّ الرحال متوجها نحو المدن الإيرانية للتعرف على علمائها الكبار فاستقر في أصفهان برهة من الزمنة حضر خلالها درس حجّة الإسلام الشفتي.[٤٩]

وقد انتشرت آراء الشيخ الأنصاري الأصولية في أوساط المدرسة الأصفهانية عن طريق تلامذته العائدين من النجف والذي يقع في مقدمتهم الشيخ مرتضى بن عبد الوهّاب الريزي لنجاني المتوفى سنة 1330 هـ.[٥٠]

الملا هادي السبزواري الفقيه والفيلسوف المعروف، حضر في أصفهان درس محمد إبراهيم الكلباسي والشيخ محمد تقي الأصفهاني، ثم لازم حلقة الدرس الفلسفي للملا علي النوري والملا إسماعيل الأصفهاني.[٥١]
الشيخ محمد باقر النجفي من كبار فقهاء المدرسة الأصفهانية وابن الشيخ محمد تقي الأصفهاني، رجع إلى أصفهان بعد نيل درجة الاجتهاد في العراق على يد كبار علماء المدرسة النجفية، وتصدّى للتدريس فيها فقهاً وأصولاً في مسجد الشاه (الذي بات يعرف اليوم بمسجد الإمام ) وتمكن من تربية جيل من الطلاب والفضلاء.[٥٢]
محمد باقر الخوانساري صاحب روضات الجنات، كان فقيهاً إمامياً، أصولياً، متتبّعا، عارفاً بأحوال العلماء وأخبارهم. ولد في خوانسار، ونشأ في كنف جدّه، وانتقل بعد وفاة جدّه إلى أصفهان، فأخذ عن والده الذي كان مقيماً بها، ثم ارتحل إلى العراق، رجع بعدها إلى أصفهان، متصدياً للبحث والتدريس والتأليف.[٥٣]
محمد باقر الفشاركي تتلمذ على كلّ من محمد باقر النجفي الأصفهاني والسيّد حسن المدرس الأصفهاني، وبعد أن نال مرتبة الاجتهاد تصدّى لتدرس الفقه والأصول في مسجد القطبية بأصفهان.
محمد حسن بن علي محمد علي الهزارجريبي الأصفهاني، الشهير بالنجفي والمتوفى سنة 1317 هـ ق. كان فقيهاً إمامياً، أصولياً، عالما جليلا، ولد في أصفهان، ونشأ بها ودرس المقدمات، ثم قصد العراق وعاد إلى أصفهان، فتصدى بها لتدريس الفقه والأصول، وكان المرجع الديني السيّد محمد حسن الشيرازي (المقيم بسامراء) يجلّه ويرشد إلى تقليده. ترك مجموعة من المؤلفات، منها: كتاب الطهارة، ورسالة في زيارة عاشوراء، ورسائل أخر في الفقه والأصول والأخلاق وغيرها.[٥٤]
محمد هاشم زين العابدين الخوانساري الجهارسوقي درس المقدمات في أصفهان ثم رحل إلى النجف الأشرف متتلمذاً على أبرز علمائها وبعد أن نال مدارج علمية رفعية عاد إلى متصدياً لتدريس الفقه والأصول، وتمكن من تربية جيل من الطلاب والفضلاء، وكان من المتضلعين بالعلوم العقلية، أصدر رسالة عملية تحت عنوان أحكام الإيمان.[٥٥]
الميرزا بديع الموسوي الأصفهاني، الفقيه الإمامي، حضر على أكابر العلماء من قبيل: حسين علي التويسركاني، ومحمد باقر الأصفهاني، والسيّد محمد الشهشهاني. تصدّى لإمامة الجماعة، وأجاد في الوعظ، وسمت مكانته لدى مختلف الأوساط.[٥٦]
جهانغيرخان القشقائي الأصفهاني، كان فقيهاً إمامياً، أصولياً، فيلسوفاً متبحّراً. ودرس المقدمات في أصفهان، وأخذ بها العلوم العقلية عن محمد رضا القمشهي والملا إسماعيل درب كوشكي. وقصد النجف الأشرف، فحضر في الفقه على محمد حسن النجفي صاحب "جواهر الكلام"، ثم عاد إلى أصفهان، وباشر تدريس الفقه والأصول والفلسفة والرياضيات في مدرسة الصدر بأصفهان. وحاز شهرة واسعة، في تدريس الفلسفة، و تقاطرت عليه الطلبة من سائر البلاد لأخذها عنه. وتخرج عليه جمع غفير، منهم: الميرزا النائيني والسيّد حسين البروجردي، والسيّد جمال الدين بن حسين الكلبايكاني.[٥٧]
الملا محمد الكاشاني من مبرّزي أساتذة العقليات والتفسير والرياضيات في مدرسة الصدر بأصفهان، عرف بمواصلته التدريس طيلة العام الا يوم عاشوراء، وقد تمكن من تربية جيل من الطلاب والعلماء.[٥٨]
فتح الله بن محمد جواد النمازي المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني، كان فقيهاً بارعاً، أصولياً محققاً، علّامة في العلوم العقلية، من أعلام الإمامية، ولد في أصفهان وتتلمذ على: محمد صادق التنكابني، وحيدر علي الأصفهاني، وعبد الجواد الخراساني، وأحمد السبزواري. وحضر على محمد باقر النجفي الأصفهاني في كثير من المباحث الفكرية والأصولية، وانتهت إليه الزعامة في النجف الأشرف.[٥٩]
منير الدين بن جمال الدين البروجردي المعروف بآغا منير، حفيد الملا علي البروجردي وصهر الميرزا القمي، حضر في النجف عند الشيخ محمد باقر النجفي في العلوم النقلية وعند الميرزا نصر الله القمشهي في العلوم العقلية. وكان يلقي دروسه في مدرسة الصدر بأصفهان.[٦٠]
السيّد أبو القاسم بن محمد باقر الحسيني الدهكردي الأصفهاني من أكابر علماء الإمامية. طوى بعض مراحله الدراسية بمدينة أصفهان متتلمذاً على يد السيّد محمد هاشم الخوانساري الجهارسوقي، ومحمد باقر النجفي، وإسماعيل الحكيم. وارتحل إلى العراق لاستكمال دراسته، فحضر على السيّد محمد حسن الشيرازي. وعاد إلى أصفهان، فدرّس الفقه والأصول في مدرسة الصدر، كما درّس التفسير والرجال والدراية وتصدّى للوعظ والإرشاد، ونال مكانة مرموقة في الأوساط الاجتماعية، وقلّد في أماكن مختلفة. وكان يحضر حلقة درسه أكثر من ثلاثمئة طالب.[٦١]
جواد بن محمد علي الموسوي العاملي ولد في أصفهان ودرس العلوم العربية والفنون الأدبية والمنطق والحكمة وشيئا من الفقه والأصول على علماء عصره. قصد النجف الأشرف، فعكف على أعلامها، ورجع إلى أصفهان، فلازم الفقيهين: محمد باقر النجفي الأصفهاني، وولده محمد حسين الأصفهاني. ونال مرتبة سامية في العلم، وتصدّى لأداء مسؤولياته في الإرشاد والإفادة وترويج مبادئ الإسلام، حتى صار من العلماء المتميّزين والمراجع الكبار في أصفهان.[٦٢]

في العصر البهلوي

الإدارة المركزية لحوزة أصفهان العلمية

يظهر من الإحصاء الذي ذكره الأصفهاني للمدارس الأصفهانية في القرن الرابع عشر أن عدد طلابها في بدايات العصر البهلوي بلغ 700 طالب بلغ 200 منهم مرحلة الدراسات العليا (البحث الخارج) وأكثر من 200 منهم يدرسون في مرحلة السطوح، و300 طالب في مرحلة المقدمات، مضافاً إلى وجود أكثر من 40 حلقة درس للمقدمات و20 حلقة درس لمرحلة السطوح وعشر حلقات بحث خارج، مشيراً إلى أسماء الأعلام المتصدين لأبحاث الخارج وهم:

في العصر الراهن

إن الحوزة الأصفهانية وإن تراجع عطاؤها العلمي وازدهارها المعرفي في العقود الأخيرة وخاصة في العصر البهلوي الأوّل، إلاّ أنها بقيت تحتفظ بمشايخ ومدرسين مبرّزين ومجتهدين كبار، منهم:

أبرز المجتهدين

هناك الكثير من المراجع والشخصيات العلمية الذين بدأوا دراستهم العلمية في المدرسة الأصفهاينة ثم توجهوا بعدها صوب النجف الأشرف لمواصلة مسيرتهم العلمية، منهم:

العالم توضيحات
السيد حسن المدرس الأصفهاني، والمعروف بالمدرّس، درس في أصفهان على جملة من علمائها، ثم ارتحل إلى النجف الأشرف، فحضر درس الآخوند الخراساني ونال مرتبة الإجتهادن ثم عاد إلى أصفهان فتصدّى للتدريس في مدرسة جدّة. وبعد التصويت على متمم القانون الاساسي توجه إلى طهران كفقيه ومجتهد مطلق باعتراف من كبار علماء النجف وأصفهان، وكان من أبرز علماء عصر المشروطة (الثورة الدستورية)، توفي سنة 1938 م مسموماً بأمر من رضا شاه البهلوي.
محمد حسين بن عبد الرحيم النائيني المعروف بالميرزا النائيني، أحد كبار مراجع التقليد والفتيا. واصل دراسته في أصفهان، متتلمذا على محمد باقر الأصفهاني، وأبي المعالي الكلباسي، ومحمد تقي المعروف بآقا نجفي، ومحمد حسن الهزارجريبي، وجهانغيرخان القشقائي، ثم قصد العراق لمواصلة دراسته العلمية.[٦٤]
السيد أبو الحسن الأصفهاني كان من أعلام فقهاء الإمامية، ومن أشهر مراجع التقليد. ولد في إحدى قرى أصفهان، وتعلّم بها، وانتقل إلى أصفهان، فدرس بها وأخذ عن محمد الكاشي، ثم ارتحل إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف فحضر بحث محمد كاظم الخراساني النجفي في الفقه والأصول، واختصّ به، ولازمه إلى أن توفّي الخراساني فاستقل بالبحث والتدريس وانتهت إليه زعامة الحوزة العلمية.[٦٥]
الآقا محمد رضا المسجدشاهي ابن الآقا محمد حسين النجفي الأصفهاني، كان فقيهاً أصولياً، حكيماً متكلماً، وبعد طي بعض المراحل العلمية في أصفهان توجه إلى النجف الأشرف وحضر بحث كل من الآخوند الخراساني والسيّد محمد كاظم اليزدي في الفقه والأصول. ثم عاد إلى أصفهان سنة 1333هـ ق وتصدّى فيها للتدريس والإفادة والتأليف والزعامة الدينية. اشتهر بخلقه الرفيع وبلاغته في الكلام والتي جلبت الكثير من الطلاب إلى حلقة درسه، وكان قد أقام لفترة قصيرة في مدينة قم المقدسة فاستفاد منه خلالها بعض تلامذة الشيخ عبد الكريم الحائري.[٦٦]
السيّد جمال الدين بن حسين الكلبايكاني العارف والفقيه والمدرس، تتلمذ في أصفهان على جهانغيرخان القشقائي، والميرزا بديع، وعبد الكريم الجزي والآقا محمد علي الأصفهاني المعروف بثقة الإسلام، ثم ارتحل إلى النجف لمواصلة مشواره العلمي هناك فلازم الميرزا النائيني وكان من خواصّه.[٦٧]
السيد حسين الطباطبائي البروجردي كان فقيهاً متبحراً، أصولياً، خبيراً بالحديث والرجال، من مشاهير علماء الإمامية وأكابر مراجع التقليد والإفتاء. ولد في بروجرد، وانتقل إلى أصفهان سنة (1309 هـ) فتتلمذ في الفقه والأصول والفلسفة والرياضيات على أساتذة معروفين كأبي المعالي الكلباسي، والسيّد محمد تقي المدرّس، والسيّد محمد باقر الدرجهي، ومحمد الكاشاني، وجهانغير خان القشقائي. وقصد النجف الأشرف، فحضر الأبحاث العالية فقها وأصولا على محمد كاظم الخراساني واختص به.

الشخصيات العلمية والفقهية

ومن الشخصيات العلمية والفقهية التي شهدتها المدرسة الأصفهانية:

  • عبد الله بن محسن الحسيني الأعرجي، الشهير بثقة الإسلام والمتوفى سنة 1381 هـ، كان عالماً إمامياً، فقيهاً، ولد في أصفهان، وطوى بها بعض المراحل الدراسية، ثم قصد العراق وحضر على أكابر المجتهدين، ورجع إلى أصفهان (سنة 1330 هـ)، فتصدّى بها للإرشاد والتدريس والإفادة، فتتلمذ له كثيرون وتخرج عليه جملة من الفضلاء والعلماء.[٦٨]
  • رحيم الأرباب، الشهير بالحاج آقا رحيم الأرباب (متوفي 1396 هـ/ 1354 ش)، حضر في مدرسة الصدر عند الملا محمد الكاشاني، وجهانغيرخان القشقائي والسيد محمد باقر درجهي في العلوم العقلية والنقلية، وتصدى لتدريس رسائل الشيخ الأنصاري وجواهر الكلام وشرح التجريد في مسجد الحكيم. استمر عطاؤه في أصفهان أكثر من ثلاثين سنة، وكانت حلقة درسه من أنشط الحلقات الدراسية.[٦٩]

النشاط السياسي والإجتماعي

في العصر الصفوي

مع بداية تأسيس الدولة الصفوية بدأت ظاهرة تعاون العلماء والحوزات العلمية من جهة مع الحكّام الصفويين من جهة أخرى تطفو على السطح بشكل تدريجي وخاصّة في دائرة تولّي المهام والمناصب.

كان لإيمان ثاني سلاطين الدولة الصفوية الشاه طهماسب وثقته الكبيرة بالفقهاء، الدور الكبير في تنشيط حركة التعامل والمساندة التي أولاها الفقهاء لدعم السلطة، والذي تجلى بتولي الفقهاء لزمام الأمور الدينية كالقضاء وتولي شؤون الأمور الحسبية، فيما أوكلت مهام أخرى لغير الفقهاء مشروطة بتحصيل الإذن من المجتهدين باعتبارهم النواب العامين عن الإمام المهدي (عج) في عصر الغيبة.

وقد لعب المحقق الكركي دوراً كبيراً في تبيين نظرية "نيابة الفقيه الجامع للشرائط للإمام المعصوم" وإرساء قواعدها وتوضيح حدودها.[٧٠] وقد أصدر الشاه طهماسب مرسوما سلطانياً وصف فيه المحقق الكركي بخاتم المجتهدين ونائب الأئمة المعصومين، وطلب من الجميع التعاون معه وتنفيذ حكمه، بل جعل مخالفة حكمه بمثابة الشرك بالله.[٧١] وقد ذكر المحقق الخوانساري[٧٢] أنّه شاهد قسماً من تلك الأحكام الموجهة من المحقق الكركي لحكام الولايات التابعة للسلطة الصفوية يدعوهم فيها لإحقاق الحق والتزام العدل.

بعد الشاه طهماسب

اتسمت مسيرة التعاضد بين الحوزة الأصفهانية والبلاط الصفوي بعد رحيل الشاه طهماسب بالمدّ والجزر حيث تشتد تارة وتضعف أخرى، وقد تولّى عدد من العلماء والشخصيات العلمية مناصب كثيرة في الدولة منهم: الشيخ علي المنشار، وبهاء الدين العاملي، وعلي نقي بنابي العلاء كمرهي، ومحمد تقي المجلسي، والآقا حسين الخوانساري، ومحمد باقر المجلسي، وعبد اللّه بن صالح البحراني ومحمد حسين الخاتون آبادي، الذين تصدوا لمنصب شيخ الإسلام، ومنهم الشيخ جعفر بن عبد اللّه الذي نال منصب القضاء؛ وحسين بن رفيع الدين المرعشي ومحمد باقر بن حسن خليفة السلطاني اللذان تصديا لمنصب الصدارة.[٧٣]

التصنيف في موضوعات سياسية

تمخض التعاون بين السلطات الصفوية والحوزة العلمية الأصفهانية عن ظهور مجموعة من المصنفات التي عالجت موضوعات ذات طابع سياسي وإداري، وارتبطت بطبيعة الحكم وأصوله، من قبيل فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولزوم رعاية العدل في الرعية، الخراج، والجزية، وحكم صلاة الجمعة في عصر الغيبة الكبرى.[٧٤]

في العصر الافشاري والزندي

خبا بريق نشاط ذلك التعاون مع بدايات العصرين الأفشاري والزندي وتراجع نفوذ الحوزة العلمية الأصفهانية السياسي.

العصر القاجاري

لعب بعض علماء الطراز الأوّل في الحوزة الأصفهانية دوراً محورياً في الحوادث السياسية كتحريم التنباك والحركة الدستورية.[٧٥] فمع انطلاقة الحركة الدستورية تصدّى سبعة من كبار علماء أصفهان لإصدار بيانات داعمة للمشروطة.[٧٦] من أشهرهم ثقة الإسلام نور الله النجفي المتوفى سنة 1346 هـ ق، حيث نزل بقوّة لدعم الحركة والوقوف إلى جانبها.[٧٧] وإن انسحب عن دعمها بعد الحوادث التي وقعت خلالها.[٧٨]وكان في الصفوف الأولي المعارضة لحكومة رضا خان وسنّها قانون التجنيد الإلزامي.

العلوم والمعارف

الفقه والأصول

اعتمدت المدرسة الأصفهانية نفس المنهج الذي سارت عليه سائر الحوزات والمدارس الدينية في الاهتمام بمادة الفقه كمحور رئيسي في التعليم الديني فقد راج تدريس الفقه فيها مع إقامة الملا عبد الله التستري فيها، حيث تمكن من تربية تلامذة كبار كالفقيه محمد تقي المجلسي مما ساعد في نشر الدراسات الفقهية فيها. مضافاً إلى الأهمية القصوى لمادة الفقه التي ساعدت بدورها في تطور هذا العلم إلى جانب علم أصول الفقه في أصفهان، وما زالت مواده تدرس حتى عصرنا الراهن ابتداء من أوّليات الدراسات الفقهية والأصولية وانتهاء بالدراسات العليا وأبحاث الخارج. وكان للصراع الفكري بين المدرستين الأخبارية والأصولية انعكاسها على الساحة العلمية في المدرسة الأصفهانية حيث مال بعض أعاظمها إلى المدرسة الأخبارية.

علوم الحديث

يعدّ الاهتمام بالحديث وعلومه من المعالم الأساسية والسمات الرئيسية للمدرسة الأصفهانية، ويرجع الفضل في ذلك إلى العلمين المولى عبد الله التستري وبهاء الدين العاملي، يليهما العلامة محمد باقر المجلسي وتلامذته، وقد تجلى ذلك في أكبر موسوعة حديثية صنفها المجلسي تحمل عنوان "بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عليهم السلام" وما استتبعها من حركة نشطة في الإجازات وشروح للأحاديث والمتون الحديثية.

الفلسفة والعلوم العقلية

من العلوم التي راجت في المدرسة الأصفهانية الفلسفة والعلوم العقلية فضلا عن الفقه والحديث. وكان لحضور فلاسفة وعقليين كبار كـ الميرداماد (المعروف بسيد الفلاسفة)، والميرزا أبو القاسم الميرفندرسكي، وصدر المتألهين الشيرازي، وما سطره يراعهم من نتاج فلسفي والحواشي التي دونت على ما كتبوه وغيرها من المصنفات الفلسفية والعقلية في تلك الفترة، الفضل الجلي على عظم النتاج العقلي واهتمام المدرسة الأصفهانية بهذا النوع من العلوم.[٧٩]

وقد بلغ التفسير الأشراقي لفلسفة ابن سينا– والذي تعود بداياته إلى السهرودي وغياث الدين منصور- ذروته على يد رجال المدرسة الأصفهانية كالميرداماد وصدر المتألهين الشيرازي الأمر الذي صبغ المدرسة بصبغة خاصة إبّان العصر الصفوي.[٨٠] وقد استمر النشاط الفلسفي حتى العصر الراهن على يد شخصيات كبيرة كالحاج آقا رحيم أرباب وتلميذه جلال الدين الهمائي.

الطب والنجوم

من العلوم التي حظيت باهتمام خاص في الوسط الأصفهاني وعلى مقاعد الدراسة فيها علما الطب والنجوم. بل كان البعض منهم صاحب مصنفات في هذه العلوم كالفقيه الميرزا حسين الطبيب الذي كان من أبرز أطباء العصر الصفوي.[٨١] وشرف الدين حسن الأصفهاني المعروف بحكيم شفائي المتوفى سنة 1037 هـ، وكان أديباً حكيماً متكلماً فاضلا معاصراً للشيخ البهائي و[[الميرداماد[[.[٨٢] ومنهم السيّد محمد باقر الموسوي من أطباء الشاه سليمان الصفوي وصاحب كتاب الأدوية القلبية باللغة الفارسية.[٨٣]

وقد استمر تدريس الطب في أصفهان حتى القرن الرابع عشر، حيث يطالع الطالب في المرحلة الأولى "قانونجه جغميني والموجز في القانون لابن النفيس، وفي المرحلة الثانية يطالع شرح ابن النفيس للموجز والأسباب والعلامات لـ نجيب الدين السمرقندي والقانون لابن سينا، ومن أساتذة هذا الفن الآخوند الملا عبد الجواد.[٨٤]

الرياضيات

تعد الرياضيات من الفنون التي أولتها المدرسة الأصفهانية أهمية خاصّة، حيث مال الكثير من العلماء إلى دراسة الرياضيات. وقد تواصلت الدراسة فيها حتى شهد القرن الرابع عشر حضور أربعة أو خمسة مدرسين يتصدون لتدريس خلاصة الحساب للشيخ البهائي والهيئة للملا علي القوشجي، وثلاثين فصلا للخواجة نصير الدين الطوسي.[٨٥] ويعد كل من قطب الدين اللاهيجي والعلامة محمد باقر المجلسي من أبرز مدرسي هذا الفن في العصر الصفوي.[٨٦] حتى اشتهر بأستاذ الرياضيات.[٨٧]

التبشير المسيحي والفرق الضالة

في العصر الصفوي

من السمات التي ميّزت المدرسة الأصفهانية في العصر الصفوي موقفها القوي من حركة التبشير المسيحي والردود التي صنفت في تفنيد ودحض مدعيات المبشرين. وكانت الساحة الأصفهانية قد شهدت إبّان عصر الشاه عباس الصفوي حركة تبشيرية إثير خلالها عدد من الشبهات في الوسط الديني والاجتماعي من قبل الأرمن الذين استجلبهم عباس الصفوي للسكن في أصفهان مضافاً إلى كلّ من النصارى الجورجيين الذين دخلوا البلاط كأسرى أو مختطفين، وكذلك البعثات الأوربية التي كانت تستر برداء الهيئات السياسية والتجارية أو السياحية؛ مما أثار حفيظة علماء الحوزة الذين شمّروا عن ساعد الجدّ في رصد تلك الحركة ونقد الأفكار والشبهات التي أثارتها؛ ومن هؤلاء الأعلام المير سيّد أحمد العلوي تلميذ وصهر الميرداماد والمتوفى سنة 1054 هـ ق فقد انبرى لتدوين مجموعة من الكتب في هذا المجال منها: اللوامع الربانية وكتاب مَصْقل صفا وكتاب لَمَعات ملكوتية، فيما تصدّى ظهير الدين التفرشي لتدوين كتابه الموسوم بنصرة الحق في ردّ المسيحية، فيما قام السيّد محمد باقر الخاتون آبادي بترجمة الأناجيل الأربعة.[٨٨]

في العصر الأفشاري

استمر المنهج المذكور في العصر الأفشاري حيث قام الميرزا مهدي خان الأسترآبادي بالتعاون مع المير محمد معصوم وولده المير عبد الغني الحسيني الخاتون آبادي بترجمة الانجيل نادر شاهي سنة ( طهران 1388ش). فضلا عن مركز الحوار الإسلامي المسيحي المسمّى بصفا خانه والذي شيّده الشيخ نور الله الأصفهاني وأصداره لمجلة الإسلام التي تعنى بذلك الحوار.

ظهور الشيخية، البابية، والبهائية

من القضايا التي واجهتها المدرسة الأصفهانية ظهور الشيخ أحمد الأحسائي وتأسيس الفرقة الشيخية وما تلاها من ظهور للبابية والبهائية، وكان للشيخ محمد باقر النجفي والشيخ محمد تقي المعروف بآقا نجفي الكعب المعلى في رصد تلك الحركة والوقوف بوجهها حيث لعبا دورا كبيراً في بيان الحقيقة أمام الملأ العام.[٨٩]

ترجمة المتون إلى الفارسية

ومن السمات البارزة للمدرسة الأصفهانية وخاصة في العصر الصفوي اهتمامها الكبير بترجمة المتون العربية إلى الفارسية، وكان ذلك يتم غالباً بأمر من السلاطين الصفويين لغرض نشر الثقافة الدينية في وسط الناطقين باللغة الفارسية، ابتداء بالمتون الحديثية مروراً بالمتون الكلامية والفلسفية والفقهية. ويعدّ العلامة محمد باقر المجلسي من أبرز حملة لواء هذه الحركة العلمية مضافا إلى اهتمامه بتدوين الكتب باللغة الفارسية.[٩٠]

وكان الشاه عباس الصفوي قد طلب من الملا خليل القزويني تدوين شرح كتاب الكافي ونشره باللغة الفارسية، فيما طلب من العلامة محمد تقي المجلسي القيام بشرح كتاب من لايحضره الفقيه باللغة الفارسية فاستجاب لذلك بتدوينه كتاب لوامع صاحب قراني.[٩١] ويعتبر علي حسن الزواري (المتوفى سنة 970ق) من أبرز مترجمي العصر الصفوي حيث صدرت له الكثير من الكتب المترجمة كترجمة تفسير الإمام العسكري وترجمة كتاب الاحتجاج للطبرسي.[٩٢]

التصدّي للحركة الصوفية

امتازت المدرسة الأصفهانية وخصوصا في العقود الأخيرة للحكومة الصفوية بتصديها القوي وموقفها الصارم من التصوف والصوفية، حيث وقف الفقهاء والعلماء موقف الرافض لتلك الحركة، فكتب صدر المتألهين الشيرازي رسالة تحت عنوان "كسر أصنام الجاهلية في الرد على الصوفية"، وكتب الشيخ علي العاملي كتابه السهام المارقة في ردّ الصوفية.

وكتب تلميذ الشيخ بهاء الدين العاملي السيّد محمد مير لوحي رسالة "إعلام المحبين" التي تصب في نفس الاتجاه، وكتب الملا إسماعيل الخواجوئي كتابه الموسوم بالرد على الصوفية.[٩٣]فيما تصدى العلامة المجلسي في مواضع من كتابه "عين الحياة" لنقد آراء المتصوفة مع رفضه لمنهج والده التصوفي.[٩٤]

النشاط العلمي النسوي

شهدت المدرسة الأصفهانية مساهمة جيدة للمرأة في تلقي العلوم والمعارف الدينية.[٩٥] فقد انجبت أسرة آل المجلسي الكثير من النساء العالمات الفاضلات، أشهرهن:

  1. آمنه بيكم ابنة الشيخ محمد تقي المجلسي وزوج محمد صالح المازندراني.[٩٦]
  2. حميدة الرويدشتي ابنة شريف بن محمد الرويدشتي الأصفهاني.

وممن نبغن من طالبات المدرسة الأصفهانية في العصر الراهن السيّدة نصرت أمين الأصفهاني المتوفاة سنة 1983م التي نشطت بتدريس الكثير من العلوم للنساء هناك.

فيما قامت بعض النسوة بتدوين مصنفات علمية[٩٧]وأخيراً شهدت المدرسة الأصفهانية تشييد مدارس خاصّة تُعنى بتدريس النساء اللواتي نال البعض منهن مراتب رفيعة من العلم وتمكن من تدريس المراحل المتقدمة في الوسط الحوزوي.[٩٨]

المدارس

من العلامات البارزة في تاريخ الحوزة الأصفهانية وخاصّة في العصر الصفوي ظاهرة تشييد المدارس العلمية التي تصدّى لتأسيها- غالباً- الحكّام والمقربين منهم، وما زال البعض منها ماثلا للعيان فيما اندثر البعض الآخر منها، وهي:

اسم المدرسة توضيحات
مدرسة إمام زاده إسماعيل وهي من أقدم المدارس الأصفهانية والتي قام بترميمها وزخرفتها الحاج محمد إبراهيم بيك يوزباشي سنة 1115 هـ ق بأمر من السلطان حسين الصفوي، ومن هنا عرفت بمدرسة إبراهيم بيك أيضاً. وتحوّلت إبّان الحكم البهلوي إلى مكان لإيواء المساكين والمشرّدين بسبب المجاعة والقحط. وفي العام 1400 هـ ق قام الشيخ محمد فقيه أحمد آبادي باعادة عمارتها وإسكان الطلاب فيها.[٩٩] وكان السيّد أبو الحسن الأصفهاني المتوفى سنة 1365 هـ ق من سكنة هذه المدرسة بشهادة السيّد موحد أبطحي.[١٠٠]
المدرسة الجلالية أو الأحمد آبادي وهي من المدارس التي يعود تاريخ تشييدها إلى عصر السلطان حسين الصفوي حيث شيّدت سنة 1114 هـ ق بجهود جلال الدين محمد الحكيم.[١٠١]
المدرسة الألماسية شيدت سنة 1104هـ ق في عصر الشاه سليمان الصفوي وبيد الحاج ألماس الذي يعدّ من خدمة الشاه المقربين. ومع حلول العام 1355 هـ ق قامت إدارة الوقف بتخريبها، وفي العام 1320هـ ق تمكن آية الهف الشيخ مهدي النجفي من استرجاع الأرض وتشييد مدرسة جديدة عليها مازالت ماثلة للعيان.[١٠٢]
مدرسة ثقة الإسلام قام الحاج الشيخ محمد علي الأصفهاني المعروف بثقة الإسلام ما بين عام 1316 و1317هـ ق بتشييد المدرسة المعروف بمدرسة ثقة الإسلام في جنوب مسجد ساروتقي خان.[١٠٣]
مدرسة شفيعية شيّدت عام 1099 ق في عهد الشاه سليمان الصفوي وبجهود الميرزا محمد شفيع الحسيني.[١٠٤]
مدرسة شيخ الإسلام من مدارس نفس العصر وكان الملا محمد باقر السبزواري من طلابها.[١٠٥]
مدرسة الملا عبد اللّه شيّدها الشاه عباس الصفوي للملا عبد الله التستري.[١٠٦]
مدرسة كوجك نيم آورد رغم اشتمالها على أربع غرف فقط الا أنها كانت استوعبت الكثير من الطلاب، وكان السيّد نعمة الله الجزائري قد حلّ فيها في الأيام الأوّلى لمجيئة إلى أصفهان.[١٠٧]
مدرسة مريم بيكم شيّدتها السيّدة مريم بيكم ابنة الشاه صفي سنة 1115 هـ ق.[١٠٨]
مدرسة شاهزاد‌ها شيّدت على نفقة السيّدة شهربان بانو خانم بنت الشاه سلطان حسين الصفوي. وكان الملا عبد الجواد الحكيم من أبرز مدرسيها.[١٠٩]
مدرسة جده بزرك و جده كوجك شيدت في عصر الشاه الصفوي عباس الثاني وأوكلت إدارتها في بادئ الأمر إلى الآقا حسين الخوانساري.[١١٠]
مدرسة الفاطمية شيّدت سنة 1067 هـ ق وكان يسكنها عدد من الطلاب.[١١١]
مدرسة الكلباسي شيّدها الحاج الشيخ محمد إبراهيم الكلباسي ثم تحوّلت عام 1357هـ ق إلى دار سكنية.[١١٢]
مدرسة الميرزا تقي شيدت برعاية الميرزا تقي بن محمد باقر الدولة آبادي في عصر الشاه عباس الثاني وكان تشييدها سنة 1071 هـ ق للسيّد نعمة الله الجزائري الذي سكنها عدّة سنين. ويظهر من الرخامة المثبتة في واجهة المدرسة أنها كانت تعرف بمدرسة الطيبة الخالصيّة، كذلك تعرف بمدرسة حوا بيكم.[١١٣]
مدرسة المباركيةمدرسة الآقا مبارك أو المباركية شيّدت باسم الآقا مبارك أحد خواجة الشاه سليمان الصفوي. وقد أتمّ الأردبيلي كتابه جامع الرواة في تلك المدرسة سنة 1100 هـ ق، وعقد مجلس خاص حضره الشاه عباس الصفوي وبعض الأعلام كالعلامة محمد باقر المجلسي والآقا جمال الخوانساري للتعريف بالكتاب واستنساخه ، ثم أكمل المؤلف النسخة في نفس العام وهي النسخة التي أوقفها العلامة المجلسي باسم الشاه سليمان الصفوي.[١١٤]
مدرسة الشيخ لطف اللّه أو مدرسة الخواجه مَلِك مستوفي افتتحت في العصر الصفوي وكان الآقا حسين الخوانساري أحد خريجيها. وتسمّى المدرسة باسم الخواجة ملك ويعود تاريخ تأسيسها إلى ما قبل العصر الصفوي. وقد تمكّن الخواجة ملك من إعادة ترميمها في زمن الشاه إسماعيل الصفوي الذي حكم ما بين 907- 930 هـ ق، ومن هنا باتت تعرف باسمه، فيما عرفت بمدرسة الشيخ لطف الله بسبب تدريس الشيخ لطف الله الميسي فيها إبّان حكم الشاه عباس.[١١٥]
المدرسة الإسماعيلية شيّدها المير محمد إسماعيل الخاتون آبادي المتوفى سنة 1116 هـ ق. وقد هُجرت المدرسة لسنين طويلة، إلى أن عادت لها الحياة مرّة آخرى في السنين الأخيرة لتستقبل عدداً من الطلاب الساكنين فيها.[١١٦]
مدرسة دار العلم وهي المدرسة التي كتب السيّد شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي فيها نسخة من كتاب تأؤيل الآيات الظاهرة في فضل العترة الطاهرة بقلم ناصر بن محمد النجفي سنة 1065 هـ ق.[١١٧]
مدرسة الشاه تحتوي حسب شهادة بعض الأصفهانيين(121) [١١٨] على عشر غرف، وكان يسكن فيها خمسة عشر طالبا، وتعدّ من أهم مراكز الشيعة العلمية التي تخرج منها أو سكنها الكثير من العلماء كالسيّد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب كتاب العروة الوثقى، وكان قد تتلمذ فيها على كلّ من محمد باقر الخوانساري صاحب كتاب روضات الجنات، ومحمد باقر مسجدشاهي وغيرهم من الأعلام.[١١٩]
مدرسة الشيخ البهائي وتقع في جوار المسجد الجامع حيث كان الشيخ البهائي يلقي دروسه ومحاضراته العلمية فيها، وكان قد التقى بأستاذه محمد تقي المجلسي في نفس المدرسة عندما كان مشغولا بمقابلة نسخة من الصحيفة السجادية.[١٢٠]
مدرسة الميرزا عبد اللّه الأفندي كان الميرزا الأفندي صاحب كتاب رياض العلماء يلقي دروسه فيها.[١٢١]

في العصر الراهن

رغم إلقاء المدرسة القمّية بظلالها في القرن الأخير على المدرسة الأصفهانية والذي قلل من أهميتها العلمية إلا أنّها واصلت نشاطها العلمي، وبقيت مدارسها عامرة بطلبة العلم. وقد شيّد في العقود الأخيرة أو أعيد ترميم مجموعة من المدارس العلمية الحديثية من قبيل:

المدرسة توضيحات
مدرسة جهارباغ (سلطاني) يعود تاريخها إلى عصر السلطان حسين الصفوي، وباتت تعرف اليوم بمدرسة الإمام الصادق عليه السلام وهي مقر لسكنى الطلبة لما تتوفر عليه من كثرة الغرف التي تبلغ 96 غرفة وهي من أكبر المدارس العلمية في مدينة أصفهان.[١٢٢]
مسجد وومدرسة السيّد شيّدهما السيّد محمد باقر الشفتي الشهير بحجّة الإسلام، ومن هنا عرفت مدرسة السيّد، رغم أن السيّد لم يتمكن أثناء حياته من الفراغ من تشييدهما وأوكل الأمر إلى ولده وأحفاده لإتمام المشروع.[١٢٣]
مدرسة الصدر الكبرى [[شيدها في بدايات القرن الثالث عشر القمري الصدر الأعظم محمد حسين خان، وتشترك في خارطة بنائها مع مدرسة جهار باغ أو المدرسة السلطانية.[١٢٤] وتحتوى حسب شهادة الأصفهاني[١٢٥] على 62 غرفة ويسكنها قرابة الستين طالباً. شهدت المدرسة كبار المجتهدين والفقهاء الذين درسوا ودرّسوا فيها، منهم: الشيخ عبد الحسين محلاتي (المتوفي 1323هـ ق)، وجهانغيرخان القشقائي المتوفى سنة 1328 هـ ق، والآخوند ملا محمد الكاشاني المتوفى سنة 1333هـ ق، والسيد أبو القاسم الدهكردي المتوفى سنة 1353هـ ق، والآخوند ملا محمد حسين الفشاركي المتوفى سنة 1353هـ ق، والشيخ علي اليزدي المتوفى سنة 1353هـ ق، ومحمد حكيم الخراساني المتوفى سنة 1355هـ ق، والحاج حسين الطباطبائي البروجردي وغيرهم.[١٢٦]
مدرسة صدر جهارباغ خواجو من آثار الصدر الأعظم محمد حسين خان الأصفهاني.[١٢٧]
مدرسة العرب وهي من المدرسة التي كان يقطنها الطلبة العرب وقد آلت إلى الخراب لولا الجهود التي بذلها السيّد محمد رضا الخراساني سنة 1320هـ ق لإعادة عمارتها وهي التي تعرف اليوم بمدرسة آية الله خادمي.[١٢٨]
مدرسة كاسه كران شيّدت بهمة محمد مهدي الحسني الحسيني الشهير بحكيم الملك أردستاني وذلك عام 1105 هـ ق، وما تزال عامرة وتستقبل طلبة العلوم الدينية فيها.(133)[١٢٩]
مدرسة ناصري تعود بتاريخها إلى زمن ناصر الدين شاه القاجاري وقد أعيد ترميمها أخيراً.[١٣٠]
مدرسة النورية وهي من المدارس التي تعود إلى بدايات ظهور الدولة الصفوية، وتحتوى حسب ما ذكر الأصفهاني[١٣١]

على 22 غرفة ويسكن فيها 22 طالباً. ويعود بناؤها لنور الدين محمد جابر الأنصاري الأصفهاني. ذكر سينتا صورة الوقف مذيلة بخط وختم محمد تقي المجلسي.[١٣٢]

مدرسة مريم بيكم شيدت على نفقة السيّدة مريم بيكم إبنة الشاه صفي سنة 1115هـ ق.[١٣٣]
مدرسة الغدير ومن المدارس العامرة في أصفهان مدرسة الغدير، ومدرسة أمير المؤمنين علي(ع)، ومدرسة باقر العلوم، ومدرسة الصدر أو القلعة أو سيّد العراقين، ومدرسة الجوادية، ومدرسة ركن الملك[١٣٤] ومدرسة المحمودية، ومدرسة مسجد رحيم خان ومدرسة الميرزا مهدي .

الهوامش

  1. موحد أبطحي، ریشه‌ها و جلوه‌‌های تشیع و حوزه علمیه اصفهان در طول تاریخ، ج 2، ص 47 - 48؛ رياحي، ره آورد ایام، ص 126.
  2. مهاجر، الهجرة العاملية إلى إيران في العصر الصفوي.
  3. أفندي، رياض العلماء، ج 3، ص 455-460؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 363.
  4. الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 321- 323.
  5. الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 360 - 362؛ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص 380.
  6. الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 145 - 147.
  7. واله الأصفهاني، إیران در روزگار صفویان، ص 430.
  8. واله الأصفهاني، إیران در روزگار صفویان، ص 433 ـ 433.
  9. المجلسي الأول، روضة المتقين في شرح من لايحضره الفقيه، ج 14، ص 382.
  10. المجلسي الأول، روضة المتقين في شرح مَن لايحضره الفقيه، ج14، ص434؛ واله الأصفهاني، إیران در روزگار صفویان، ص 443 ــ 437.
  11. واله الأصفهاني، إیران در روزگار صفویان، ص 438 - 439؛ أفندي، رياض العلماء، ج 4، ص 417-420.
  12. الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 327-338.
  13. واله الأصفهاني، إیران در روزگار صفویان، ص 417 - 419؛ الحر العاملي، أمل الآمل، القسم 2، ص 249.
  14. أفندي، رياض العلماء، ج 5، ص 499-500.
  15. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 107، ص 156؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 411.
  16. القمي، الفوائد الرضویة، ج 2، ص 706 - 707.
  17. نصر آبادي، تذکره نصر آبادی، ص 223.
  18. الأردبيلي، جامع الرواة، ج 1، ص 321-322؛ مدرس التبريزي، ریحانة الأدب، ج 6، ص 128.
  19. خاتون آبادي، وقایع السنین والأعوام، ص 532.
  20. الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 118-120.
  21. ينظر: آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج10، ص27، ج14، ص28؛ السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 11، ص 306 - 307.
  22. نصر آبادي، تذکره نصر آبادی، ص 220؛ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 107، ص 97؛ أفندي، رياض العلماء، ج 5، ص 44-45؛ التنكابني، قصص العلماء، ص 497.
  23. ينظر: الأردبيلي، ج 1، ص 235؛ أفندي الأصفهاني، ج 2، ص 57-60.
  24. الأردبيلي، جامع الرواة، ج 2، ص 93؛ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 105، ص 137؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 93 - 96.
  25. أفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 51 - 56؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 346 - 349.
  26. الحر العاملي، أمل الآمل، قسم 2، ص 112؛ أفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 261-266؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 3، ص 269-274.
  27. محمد تقي المجلسي، لوامع صاحبقراني، ج1، ص47.
  28. أقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 94.
  29. الأردبيلي، جامع الرواة، ج 1، ص 153؛ الخوانساري، رياض العلماء، ج 2، ص 192 - 193.
  30. الخوانساري، روضات الجنات، ج 6، ص 80.
  31. أفندي، رياض العلماء، ج 1، ص 114، ج 2، ص 316.
  32. التنكابني، قصص العلماء، ص 498؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 106ـ 110؛ النوري، خاتمة مستدرك الوسائل، ج 2، ص 56.
  33. الجزائري، الإجازة الكبيرة، ص 42؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 352.
  34. الجزائري، الإجازة الكبيرة، ص 42، الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 352.
  35. أفندي، رياض العلماء، ج 1، ص 13، ج 3، ص 230 ــ 234؛ الجزائري، الإجازة الكبيرة، ص 146.
  36. الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 111 ــ 118.
  37. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 102، ص 99؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 106.
  38. الجزائري، الإجازة الكبيرة، ص 200 ــ 207؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 247 ــ 249.
  39. القزويني، عباس نامه، ص79 ــ 80.
  40. القزويني، عباس نامه، ص82؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 88.
  41. القزويني، عباس نامه، ص 67 ــ 68؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 1، ص 119.
  42. أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 3، ص 292.
  43. الأمين، ج 2، ص 405.
  44. مدرس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 6، ص 261 - 262.
  45. المهدوي، بيان سُبُل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية، ج 1، ص 132، 138، 144، 146.
  46. الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 99 ــ 104؛ مدرس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 2، ص 26 ــ 28؛ أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 1، ص 195.
  47. التنكابني، قصص العلماء، ص 144 ــ 149؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 1، ص 34 ــ 37؛ أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 1، ص 14.
  48. الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 307 ــ 308؛ النوري، خاتمة مستدرك الوسائل، ج 2، ص 141؛ أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 1، ص 334 ــ 336.
  49. الأنصاري، زندگانی و شخصیت شیخ انصاری قدس سره، ص 89 ــ 90.
  50. أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 5، ص 350.
  51. مدرس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 2، ص 423.
  52. الأمين، ج9، ص186.
  53. الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 105؛ السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، قسم 2، ص 610ـ611.
  54. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، قسم 2، ص 669 ــ 670.
  55. مدرس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 2، ص 191 ــ 192.
  56. أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، قسم 1، ص 231؛ السبحاني، موسوعه طبقات الفقهاء، ج 14، قسم 1، ص 135 ــ 136.
  57. القرقاني، زندگانی حکیم جهانگیرخان قشقایی.
  58. أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، قسم 1، ص 146.
  59. أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، قسم 5، ص 15 ــ 18.
  60. التبريزي الخياباني، کتاب علماء معاصرین، ص 134.
  61. أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 1، ص 61.
  62. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، القسم 1، ص 167 ــ 168.
  63. الأصفهاني، الأصفهان، ص 103.
  64. الأمين، أعيان الشيعة، ج 6، ص54 ــ 56.
  65. الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 331 ــ 335.
  66. الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 16؛ مدرس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 7، ص 252؛ أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 2، ص 747 ــ 753.
  67. الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 206؛ أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 1، ص 309.
  68. أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 3، ص 1210؛ السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، القسم 1، ص 383 ــ 384.
  69. أقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، القسم 2، ص 721 ــ 722؛ القرقاني، زندگانی حکیم جهانگیرخان قشقایی، ص 88 ـــ 91.
  70. النجفي، جواهرالکلام، ج 7، ص 695.
  71. الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 362 ــ 363.
  72. الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 361.
  73. أفندي، رياض العلماء، ج 4، ص 271 ــ 272؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 326 ــ 349.
  74. سياست و فرهنك روزكار صفوي (السياسة والثقافة في العهد الصفوي)، ج 1، ص 373 ــ 427.
  75. الموسوي النجفي، مرجعیت و سیاست و فتاوائی از تحریم سیاست غرب در ایران، ص 47 ــ 80.
  76. المهدوي، بيان سُبُل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية، ج 2، ص 48.
  77. المهدوي، بيان سُبُل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية، ج 2، ص 46 - 49.
  78. المهدوي، بيان سُبُل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية، ج 2، ص 120 - 121.
  79. مدرس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 6، ص 261 ــ 262؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 31.
  80. نصر، ص659.
  81. موحد أبطحي، ريشه ها وجلوهاى تشيع وحوزة والحوزة العلمية في أصفهان در طول تاريخ، ج 2، ص 485.
  82. أفندي، رياض العلماء، ج 1، ص 161 ــ 162.
  83. الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 188.
  84. الأصفهاني، الاصفهان، ص 106.
  85. الأصفهاني، الاصفهان، ص 105.
  86. العلامة المجلسي، الأربعين، ص192.
  87. طارمي راد، العلامة المجلسي، ص 12، هامش 9.
  88. ينظر:جعفريان، سياست و فرهنك روزكار صفوي (سياسة وثقافة العهد الصفوي)، ج2، ص973ـ985.
  89. ينظر::موسى النجفي، ص 165ـ190.
  90. ينظر: طارمي راد، ص 89ـ96.
  91. وحيد القزويني، ص 184ـ185.
  92. أفندي الأصفهاني، ج3، ص394ـ396؛ الخوانساري، ج 4، ص 376ـ377؛ ينظر: جعفريان، سياست و فرهنك روزكار صفوي، ج 2، ص 1347ـ 1388.
  93. الآغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 200، ج 10، ص 204، ج 11، ص 95.
  94. ينظر:طارمي راد، ص 218ـ 242.
  95. ينظر: أفندي الأصفهاني، ج 5، ص 404ـ406.
  96. ينظر: محمدباقر المجلسي، بحارالأنوار، ج 102، ص 118؛ موحد أبطحي، ج 1، ص 643ـ645.
  97. موحد أبطحي، ج 1، ص 645، 649ـ 672.
  98. ينظر: مهدوي، أصفهان دارالعلم شرق، ص 326ـ328؛ موحد أبطحي، ج 2، ص 327ـ332.
  99. رفيعي مهرآبادي، ص759؛ موحد أبطحي، ج2، ص108ـ.111
  100. موحد أبطحي، ج2، ص111.
  101. مهدوي، أصفهان دارالعلم شرق، ص100ـ101.
  102. مهدوي، بيان سُبُل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية، ج3، ص292.
  103. جابري الأنصاري، ص312؛ مهدوي، بيان سُبُل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية، ج3، ص292.
  104. رفيعي مهرآبادي، ص39ـ40؛ ينظر: مهدوي ، أصفهان دارالعلم شرق، ص168ـ170.
  105. رفيعي مهرآبادي، ص40؛ مهدوي ، أصفهان دارالعلم شرق، ص.180
  106. أرباب الأصفهاني، ص72؛ رفيعي مهرآبادي، ص494ـ497.
  107. أرباب الأصفهاني، ص72.
  108. أرباب الأصفهاني، ص72؛ جابري الأنصاري، ص305.
  109. أرباب الأصفهاني، ص73؛ رفيعي مهرآبادي، ص39.
  110. نصرآبادي، ص221.
  111. رفيعي مهرآبادي، ص44.
  112. رفيعي مهرآبادي، ص43ـ.44
  113. التبريزي، ص41ـ42.
  114. موحد أبطحي، ج2، ص228ـ229
  115. إيمانية، ص82.
  116. موحد أبطحي، ج2، ص106.
  117. مهدوي، أصفهان دارالعلم شرق، ص138.
  118. الأصفهان، ص110.
  119. مدرس التبريزي، ج6، ص392؛ موحد أبطحي، ج2، ص246ـ247
  120. ينظر:محمدباقر المجلسي، بحار، ج53، ص277؛ مهدوي، 1386ش، ص306.
  121. مهدوي، أصفهان دارالعلم شرق، ص62.
  122. جناب الأصفهاني، الأصفهان، ص109
  123. إيمانية، ص144ـ145؛ مهدوي، أصفهان دارالعلم شرق، ص160ـ161.
  124. أرباب الأصفهاني، ص71.
  125. أرباب الأصفهاني، ص71.
  126. موحد أبطحي، ج2، ص303ـ316.
  127. موحد أبطحي، ج2، ص316ـ323.
  128. مهدوي، أصفهان دارالعلم شرق، ص202ـ 203.
  129. ارباب الأصفهاني، ص72؛ مهدوي، أصفهان دارالعلم شرق، ص216ـ218.
  130. مهدوي، 1386ش، ص259.
  131. جناب الأصفهاني، الأصفهان، ص109.
  132. ينظر:سبنتا، ص74ـ110.
  133. ارباب الأصفهاني، ص72؛ جابري أنصاري، ص305.
  134. موحد أبطحي، ج2، ص288ـ295.

المصادر والمراجع

  • موحد ابطحي، حجت، ريشه ها وجلوهاى تشيع وحوزة والحوزة العلمية في أصفهان در طول تاريخ، أصفهان، د.ن، 1418 هـ.
  • ريحاني، محمد حسين، راه آورد أيام: مجموعة مقالات أصفهان شناسي، أصفهان، د.ن، 1385 ش.
  • المهاجر، جعفر، الهجرة العاملية إلى إيران في العصر الصفوي، بيروت، د.ن، 1410 هـ/ 1989 م.
  • أفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، قم ــ إيران، مطبعة الخيام، ط 1، 1401 هـ.
  • السبحاني، جعفر، موسوعة طبقات الفقهاء، قم ـ إيران، مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام، ط 1، 1424 هـ.
  • الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، بيروت، الدار الإسلامية، ط 1، 1411 هـ/ 1991 م.
  • اله أصفهاني، محمد یوسف، خلدبرین: ایران در روزگار صفویان، طهران، مير هاشم محدث، 1372 ش.
  • المجلسي الأول، محمد تقي، روضة المتقين في شرح من لايحضره الفقيه، قم، د.ن، 1413 هـ.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، بغداد، مكتبة الأندلس، د.ت.
  • العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • القمي، عباس، الفوائد الرضوية، قم، د.ن، 1385 ش.
  • نصر آبادي، محمد طاهر، تذكره نصر آبادي، يزد، د.ن، 1378 ش.
  • الأردبيلي، محمد بن علي، جامع الرواة وازاحة الاشتباهات عن الطرق والاسناد، بيروت، د.ن، 1403 هـ/ 1983 م.
  • مدرس التبريزي، محمد علي، ريحانة الأدب، طهران، د.ن، 1374 ش.
  • خاتون آبادي، عبد الحسين بن محمد باقر، وقایع السنین والأعوام، طهران، د.ن، 1352 ش.
  • أقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • التنكابني، محمد بن سلیمان، قصص العلماء، طهران، د.ن، 1383 ش.
  • المجلسي الأول، محمد تقي، لوامع صاحبقراني ــ المشتهر بشرح الفقيه، قم، د.ن، 1414 هـ.
  • النوري، حسين بن محمد تقي، خاتمة مستدرك الوسائل، قم، د.ن، 1420 هـ.
  • الجزائري، عبد الله بن نور الدين، الإجازة الكبيرة، قم، د.ن، 1409 هـ.
  • القزويني، محمد طاهر، عباسنامه، یا شرح زندگانی ۲۲ ساله شاهعباس ثانی (۱۰۵۲-۱۰۷۳)، أراك ــ إيران، د.ن، 1329 ش.
  • أقا بزرك الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1430 هـ.
  • المهدوي، مصلح الدين، بيان سُبُل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية، قم، د.ن، 1367 ش.
  • أنصاري، مرتضى، زندگانی وشخصیت شیخ انصاری قدس سره، قم، د.ن، 1373 ش.
  • قرقاني، مهدي، زندگانی حکیم جهانگیرخان قشقایی، أصفهان، د.ن، 1371 ش.
  • التبريزي الخياباني، علي، کتاب علماء معاصرین، طهران، د.ن، 1366 ش.
  • الأصفهاني، علي، الأصفهان، أصفهان، د.ن، 1371 ش.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
  • النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام، بيروت ـ لبنان، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • طارمي راد، حسن، العلامة المجلسي، طهران، د.ن، 1375 ش.
  • العلامة المجلسي، محمد باقر، الأربعين، قم، د.ن، 1358 ش.

وصلات خارجية