القرن الأول للهجرة

هذه الصفحة تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة.
من ويكي شيعة


القرن الأول للهجرة هو أهم فترة في التاريخ الإسلامي، حيث حدث فيه الهجرة إلى المدينة، وواقعة الغدير، وواقعة كربلاء. وفي هذا القرن ساد الإسلام في شبة الجزيرة العربية، ومن ثم مهّد لبسط الإسلام في المناطق الأخرى كالصين وإسبانيا اليوم. أدّت أحداث السقيفة لاختيار الخليفة الأولى، ومقتل الخليفة الثالثة، والحروب الداخلية التي حدثت في عهد حكم الإمام علي (ع)، إلى ظهور المذهب الشيعي والسني كأكبر مذهبين في الإسلام، وكما أدى أيضا إلى ظهور فرق مختلفة بما فيهم الخوارج.

وبالإضافة إلى حكم الرسول الأكرم والخلفاء الثلاثة، والإمام علي (ع)، والإمام الحسن (ع)، فإن حكم بني أمية والمروانيين، والزبيريين قد وقع أيضاً في القرن الأول الهجري، وأن بعض الأحداث الدامية كواقعة عاشوراء، وثورة التوابين، وثورة المختار، وواقعة الحرة وقعت في فترة حكم بني أمية، والذي انتهى حكمهم بظهور الدولة العباسية.

وقد عاش في هذا القرن خمسة من أئمة الشيعة، وهم: الإمام علي (ع)، وكان مبعّدا عن الخلافة طيلة 25 سنة في فترة الخلفاء الثلاثة، ثم تصدى للخلافة من سنة 35 هـ حتى 40 هـ بعد بيعة واسعة من الناس، أما الإمام الحسن (ع) فكان خليفة للمسلمين لأقل من سنة، وتنحى منها بعد انعقاد الصلح مع معاوية سنة 41هـ. ولم يتدخل الإمام الحسين (ع) في شؤون الخلافة حتى موت معاوية سنة 60 للهجرة، لكن عندما بدأ تولى يزيد للحكم لم يبايعه عليه السلام، ولهذا السبب استشهد على يد ولاة وأتباع بني أمية في كربلاء، كما وعاش الإمام السجاد (ع) حتى سنة 95هـ، ولم يتدخل في أي حادثة سياسية، ولم يدعم الثورات في زمنه بما فيها ثورة التوابين، وانتهت إمامة أئمة الشيعة في 5 سنوات الأخير من هذه القرن إلى الإمام محمد الباقر (ع).

وفي القرن الأول الهجري كان غالبية الشيعة يسكنون في المدينة، واليمن، والبصرة، والمدائن وجبل عامل، وفي أواخر هذه القرن هاجر الأشعريون إلى مدينة قم، وأدى تواجدهم فيها لتحولها إلى مدينة شيعية اعتباراً من القرن الثاني فصاعداً، وكانت أوضاع الشيعة في عهد الحكومة الأموية وخاصة في زمن معاوية صعبة ومرزية، وقد ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، أن الشيعة أينما وجدوا إما يقتلوا أو وتقطع أيدهم وأرجلهم أو تنهب أموالهم أو يسجنوا. من الأحداث الأخرى التي كان لها الأثر على حياة الشيعة، ظهور الفرقة الكيسانية بعد انهزام ثورة التوابين وبداية ثورة المختار، وكذلك فترة حكم الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق آنذاك بين سنة 75 إلى 95هـ، فقد نصب الحجاج بن يوسف العداء للشيعة وكان يقتل الناس بتهمة الانتساب للتشيع، وقد قتل في هذه الفترة بعض أبرز الشخصيات الشيعية ككميل بن زياد وقنبر.

الأهمية والمكانة

يعد القرن الأول للهجرة (الموافق من سنة 622 حتى 719 للميلاد) أهم مدة في تاريخ الإسلام، حيث يعود أهميته إلى الأحداث التي لعبت دورا مؤثرا في مستقبل الإسلام والعالم، وكما أنّ الحياة الدينية للمسلمين ما زالت متأثرة بأحداث القرن الأول الهجري.[١]

تثبیت الإسلام كقوة

إنّ هجرة النبي محمد (ص) من مكة إلى يثرب، ثم تشكيل دولة باسم الإسلام[٢] بقيادة نبي الإسلام،[٣] ومن ثم هيمنة الإسلام على شبه الجزيرة العربية وخضوعها لسيادة المدينة من قبل العرب الذين كانوا يعيشون فيها،[٤] الأمر الذي جعل من حكومة المسلمين كقوة عظمى إلى جانب إمبراطورية فارس والروم، حتى أنّ النبي (ص) قد جهّز جيشا في آخر حياته يُعرف بـجيش أسامة من أجل قتال الروم.[٥] وبدأت فترة الفتوحات الإسلامية بفتح الشام وعراق العرب،[٦] الذي ساهم ببسط الإسلام وانتشاره[٧] والذي أثر بدوره على العالم، وهذا الأمر لا يمكن إنكار.[٨]

ظهور المذاهب الإسلامية الرئيسة

بعد وفاة النبي (ص) سنة 11 هجرية،[٩] أدى اتفاق عدد من المهاجرين والأنصار في قضية السقيفة للتصدي إلى الخلافة، في قبال من يعتقد بناء على وصية النبي (ص) أن يصبح علي بن أبي طالب الخليفة بعده،[١٠] مهّد الأرضية لظهور المذهبين الرئيسين الشيعي والسني في الإسلام.[١١]

وأحدث مقتل الخليفة الثالث سنة 35 للهجرة خلافًا كبيرًا بين المسلمين، وقسّمهم إلى فريقين علويين وعثمانيين.[١٢] وانتهت بمبايعة أهل المدينة للإمام علي (ع) بعد عثمان، ومن ثم عدم خضوع الشام بقيادة معاوية، وبعض الخلافات الأخرى، إلى وقوع ثلاث حروب داخلية بين المسلمين،[١٣] وأدى أمر التحكيم إلى ظهور فرقة الخوارج.[١٤]

سلطة الأمويين والأحداث الدامية بعدها

واستمرت النزاعات التي بدأت بين الكوفة والشام في عهد خلافة الإمام علي (ع) حتى خلافة الإمام الحسن عليه السلام،[١٥] وانتهت بقبول الصلح من قبل الإمام الحسن (ع)، وتسليم الخلافة إلى معاوية،[١٦] الأمر الذي أدى إلى بدء حكومة بني أمية من سنة 40هـ واستمرت إلى ما بعدها بقرن،[١٧] وقد وقعت في عهد الحكم الأموي أحداث وجرائم دامية، كـواقعة الطف، ومقتل الإمام الحسين (ع)، وثورة التوابين، وثورة المختار، وواقعة الحرة وأمثالها، والتي أثرت بشدة على المجتمع الإسلامي وبالأخص الشيعة، وهيّأت الأرضية لتشكيل الدول العباسية.[١٨]

هيمنة آل الزبير على جزء من العالم الإسلامي

بعد موت معاوية وبداية خلافة يزيد سنة 60 للهجرة، توجه أولاد الزبير بزعامة عبد الله بن الزبير إلى مكة، وادعوا الخلافة سنة 64 للهجرة.[١٩] وحاصر مصعب بن الزبير المختار وجيشه في الكوفة، وبعد أن قتل المختار، ارتكب مجزرة بحق الشيعة وقتل منهم الآلاف،[٢٠] وصار واليا للكوفة. وقد حكم آل الزبير بعض مناطق العالم الإسلامي منها حمص، والأهواز، وأصفهان، والري، والحجاز، والعراق، ومصر، وأجزاء من بلاد الشام حتى سنة 73 للهجرة،[٢١] وكانت مدة حكمهم على هذه المناطق حوالي 9 سنوات،[٢٢] كما حصلت خلالها حروب داخلية.[٢٣]

أهم الأحداث

إن القرن الأول للهجرة مليء بمختلف الأحداث التي لها دور مؤثر في تاريخ المسلمين والعالم، من أهم هذه الأحداث:

حادثة السقيفة واختيار الخليفة

تعد حادثة السقيفة بعد رحيل النبي (ص) من أهم أحداث القرن الأول للهجرة،[٢٤] هذا الحدث وقع بعد وفاة النبي (ص) مباشرةً، حيث اجتمع عدد من الصحابة المهاجرين، وعدد من الصحابة الأنصار في مكان يسمى سقيفة بني ساعدة« وبايعوا أبي بكر بن أبي قحافة كخليفة للنبي،[٢٥] في حين هناك جماعة من جمهور المسلمين والبيت النبوي، والإمام علي (ع) كانوا في بيت النبي (ع) منشغلين تجهيز النبي وتكفينه ودفنه.[٢٦] وقد عارض هذا الاختيار عدد كبير من الصحابة، وأدى إلى نزاعات في المدينة،[٢٧] ويرى بعض الباحثين والمحللين إن هذه النزاعات والخلافات مهدت لتشكيل وظهور المذهبين الكبيرين في الإسلام وهما المذهب الشيعي والسني.[٢٨]

وفي هذه الأحداث هجم جماعة من قبل الخليفة على بيت علي وفاطمة، مما أدى إلى إصابة فاطمة وسقط جنينها،[٢٩] وصبحت قضية شهادة فاطمة في تلك الأيام من المسائل الخلافية بين المذهبين على مدى التاريخ.[٣٠]

مقتل الخليفة الثالث ثم خلافة الإمام علي والمعارك الداخلي

إن مقتل الخليفة الثالث عثمان سنة 35 هجرية، والذي كان جرّاء نهضة داخلية، مهّد لخلافات مهمة بين الكثير من المسلمين، ومن ثم ظهور جماعتين، العثمانية والعلوية.[٣١]

بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بايع أهل المدينة الإمام علي (ع) بالخلافة.[٣٢] شن المعارضين لدولة الإمام علي (ع) معركة الجمل،[٣٣] الأمر الذي كان سببا لانتقال الإمام علي من المدينة إلى الكوفة حيث أصبحت الكوفة مركز الحكومة الإسلامية،[٣٤] وبعد مدة توجه حاكم الشام معاوية والذي يعد من بني أمية ومن نفس قبيلة عثمان بجيش من الشام إلى العراق،[٣٥] وبدأت معركة صفين،[٣٦] وكان شعار جيش معاوية في صفين هو الأخذ بثأر الخليفة المقتول عثمان،[٣٧] وما لبثت الحرب حتى انتهت بقضية التحكيم وبعدها انشقاق الخوارج من جيش الإمام علي (ع)،[٣٨] وبعد فترة قليلة أحدث الخوارج المعركة الثالثة الداخلية التي اشتهرت بمعركة النهروان،[٣٩] ثم شيئا فشيئا أصبحوا كفرقة في العالم الإسلامي.[٤٠]

معاهدة الصلح وانتقال الخلافة إلى بني أمية

وفي السنة الأربعين من هذا القرن، اغتيل الإمام علي (ع) ليلة التاسع عشر من رمضان على يد أحد الناجين من معركة النهروان في مسجد الكوفة،[٤١] واستشهد الإمام في 21 رمضان، وبايع الناس الابن الأكبر له الحسن المجتبى،[٤٢] ورفض معاوية الذي كان السبب في حرب الصفين خلافة الإمام الحسن (ع)، وشن حربا على الإمام الحسن (ع)،[٤٣] وبسبب ضعف القوات العراقية وخيانة القادة، اضطر الإمام الحسن (ع) إلى قبول اتفاق الصلح مع معاوية وقبول خلافته،[٤٤] وأدى إبرام المعاهدة إلى انتقال مركز الخلافة إلى الشام،[٤٥] واستمرت الخلافة الأموية والمروانية حتى سنة 132هـ.[٤٦]

واقعة الطف وتداعيات

تعتبر واقعة عاشوراء سنة 61هـ ومقتل الإمام الحسين (ع) وأصحابه القليلين في هذا اليوم، من أهم الأحداث التاريخية من وجهة نظر الشيعة.[٤٧] مات معاوية سنة 60 للهجرة،[٤٨] وسعى ابنه يزيد أن يأخذ البيعة للخلافة من المسلمين، ورفض خلافته بعض أبرز الشخصيات في المجتمع آنذاك كالحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، فذهب عبد الله بن الزبير مكة،[٤٩] وأعلن أنها مركز خلافته، وحكم آل الزبير مناطق من العالم الإسلامية حينها حتى سنة 73 للهجرة.[٥٠]

توجه الإمام الحسين (ع) إلى مكة،[٥١] وبعد مدة من الإقامة في مكة وبدعوة من أهالي الكوفة شد الرحال إلى العراق،[٥٢] وفي أثناء مسيره قطع جيش من الكوفة، والذي أعده عبيد الله بن زياد والي الكوفة من قبل يزيد، الطريق على الحسين وأهل بيته والقليل من أنصاره حتى قتلوهم يوم العاشر من المحرمة سنة 61 للهجرة وسبوا عياله، هذه الواقعة مهدت لثورة التوابين وثورة المختار على بني أمية،[٥٣] وهناك من الباحثين يرى أن ثورة زيد وابنه يحيى والتي حدثت في القرن الثاني للهجرة أيضا كانت متأثرة بقيام عاشوراء.[٥٤]

ثورة التوابين

حدثت ثورة التوابين سنة 65 من الهجرة بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ومعه الشيعة الذين تخلفوا عن واقعة كربلاء، واعتبروا أنفسهم مذنبين في تقصيرهم عن نصرة الإمام الحسين.[٥٥] حارب التوابين جيش عبيد الله بن زياد وبعد أربعة أيام من الاشتباك قُتل العديد من منهم، وبقي جماعة قليلة منهم بقيادة رفاعة بن شداد ورجعوا إلى قبائلهم،[٥٦] ويقال أن أحد أسباب فشل هذه الحركة هو عدم مرافقة مختار لها، وكما لعبت حركة التوابين دوراً مهماً في استقلال الشيعة وتحديد هوية الشيعة.[٥٧]

ثورة المختار

حشّد المختار الثقفي سنة 66 للهجرة عدد كبير ممن أراد الأخذ بثأر الحسين بن علي (ع)،[٥٨] ونجح في هزيمة عبيد الله بن زياد ومن ثم مقتله كما قتل أيضا عدد كبير ممن أسهم في وقوع حادثة الطف،[٥٩] واستطاع تأسيس حكومة في الكوفة لم تستمر إلا لمدة قصيرة. هُزم المختار على يد مصعب بن الزبير سنة 67هـ وقام بقتله، وكما قام مصعب بقطع رؤوس الآلاف من أصحاب المختار.[٦٠]

حكّام الخلفاء

كان أول حاكم للمسلمين في القرن الأول للهجرة هو النبي (ص)، وتعد مدة حكمه من وصوله إلى المدينة حتى نهاية حياته في شهر صفر سنة 11 هـ، وبعد وفاة النبي، بايع جماعة من المسلمين أبا بكر بن أبي قحافة في سقيفة بني ساعدة. وأما حكام المسلمين في القرن الأول الهجري فهم:

  1. النبي (ص) من السنة الأولى للهجرة حتى شهر صفر سنة 11 للهجرة

فترة الخلفاء الثلاث

  1. أبو بكر بكر بن أبي قحافة من سنة 11 حتى 13 هجرية
  2. عمر بن الخطاب من 13 حتى 23 للهجرة
  3. عثمان بن عفان من 23 حتى 35 هجرية

فترة خلافة أئمة الشيعة

  1. الإمام علي بن أبي طالب (ع) من سنة 35 إلى 40 هجرية
  2. الإمام الحسن المجتبى (ع) ستة أشهر سنة 40 للهجرة

فترة الحكم الأموي

إن فترة الحكم الأموي تنقسم إلى قسمين، بني سفيان وبني مروان.

فترة حكم بني سفيان

  1. معاوية بن أبي سفيان من سنة 40 للهجرة إلى سنة 60 هجرية
  2. يزيد بن معاوية من سنة 60 حتى 64 هجرية كان مركز دولته الشام، ولكن في نفس الوقت أعلن عبد الله بن الزبير أيضا عن خلافته في الحجاز
  3. معاوية بن يزيد

فترة حكم بني مروان

  1. مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (64-65)[٦١]
  2. عبد الملك بن مروان بن الحكم (65-86)[٦٢]
  3. وليد بن عبد الملك بن مروان (86-96)[٦٣]
  4. سليمان بن عبد الملك بن مروان (96-99)[٦٤]
  5. عمر بن عبد العزيز بن مروان (99-101)[٦٥]

فترة حكم آل الزبير في الحجاز

حكم آل الزبير أرض الحجاز وأجزاء من العراق الحالي حوالي 13 سنة في ظل خلافة عبد الله بن الزبير من سنة 60 للهجرة حتى 73 للهجرة.[٦٦]

أئمة الشيعة في القرن الأول

بدأت إمامة أئمة الشيعة من سنة 11 للهجرة بعد وفاة النبي (ص)، واستمرت 250 سنة، وكانت 90 سنة من إمامتهم في القرن الأول، ففي هذه الفترة كانت إمامة 5 من أئمة الشيعة، وهم على التوالي الإمام علي (ع) (شهادة 40هـ) الإمام الحسن المجتبى (ع) (شهادة 50هـ) الإمام الحسين (ع) (شهادة 61هـ) الإمام علي بن الحسين (ع) (شهادة 95هـ) والإمام الباقر (ع) (شهادة 114هـ)، وكانت خمس سنوات من إمامته في القرن الأول.[٦٧]

العزل عن السلطة السياسية

في القرن الأول الهجري، كان هناك إمامان فحسب من أئمة الشيعة لديهم السلطة السياسية والخلافة لأكثر من 5 سنوات بقليل (من ذي الحجة سنة 35 حتى ربيع الأول وربيع الثاني سنة 41هـ)، كما أن الإمام علي (ع) قضى مدة 25 سنة من إمامتة بعيدا عن الخلافة،[٦٨] وكان في هذه المدة المتزامنة مع خلافة الخلفاء الثلاثة يقدّم لهم أحيانا التوجيهات،[٦٩] لكنه لم يتدخل في شؤون الدولة. وحضر في سنة 23هـ في شورى الخلافة بعد عمر معلنا عن استعداده لاستلام الخلافة، وبما أنّ شرط الخلافة كان العمل بسيرة الشيخين عمر وأبي بكر رفض الخلافة، وتولى منافسه الخلافة،[٧٠] ولكن بعد مقتل عثمان سنة 35 هـ بايعته جماهير غفيرة من الناس وأصبح خليفة للمسلمين،[٧١] حتى سنة 40 للهجرة واستشهد في مسجد الكوفة في رمضان من السنة نفسها.[٧٢]

وبعد الإمام علي (ع) بدأت إمامة ابنه الحسن المجتبى (ع) سنة 40 هـ، وبايعه الناس أيضا كخليفة لهم، ولم تدم خلافته حتى ربيع الأول أو ربيع الثاني لسنة 41 هـ، وبعد أن حارب معاوية وخذله قادة جيشه عندما ذهابوا إلى معاوية، سلّم الخلافة إلى معاوية على إثر إبرام صلح معه، وبعد فترة وجيزة من الحكم رجع الإمام الحسن (ع) إلى المدينة عاش حتى سنة 50 للهجرة ولم يتدخل بالشؤون السياسية.

وبعد شهادة الإمام الحسن (ع) سنة 50 أصبح الإمام الحسين إماما، وهو أيضا لم يتدخل في الشؤون السياسية حتى سنة 60 للهجرة،[٧٣] ولم يسجل له التاريخ في هذه المدة سوى بعض الاحتجاجات السياسية ضد معاوية،[٧٤] ولكن بعد موت معاوية وبداية حكم يزيد، لم يبايعه الإمام الحسين، وفي نهاية الأمر في حرب غير متكافئة استشهد الإمام في واقعة عاشوراء على يد بني أمية وأعوانهم.

وقد عاش في هذا القرن أيضا الإمامين الآخرين هما الإمام السجاد والإمام الباقر عليهما السلام، وكان الإمام الرابع حيا حتى سنة 95 هجرية،[٧٥] واستقر في المدينة بعد واقعة الطف، ولم يتدخل في أي حدث سياسي حتى واقعة الحرة،[٧٦] ولم يسجل له أي دعم لـثورة التوابين وإن كان رجال التوابين هم من شيعة الإمام السجاد عليه السلام،[٧٧] كما أنّه لم يرد على رسالة المختار الثقفي عندما طالب منه أن يدعمه، وأما السنوات المتبقية من هذا القرن كانت تختص بـإمامة الإمام الباقر (ع).[٧٠]

وضع الشيعة

ما عدا الشيعة الذين كانوا منتشرين في أرجاء العالم الإسلامي في القرن الأول للهجرة، كانت المدينة، واليمن، والكوفة، والبصرة، والمدائن، وجبل عامل من الأمكان التي كان يسكنها الشيعة بكثافة، وفي نهاية القرن الأول أيضا هاجر الأشعريون إلى قم، الأمر الذي مهّد لتكون هذه المدينة[٧٨] من أهم المراكز الشيعية في القرن الثاني.[٧٩]

وبحسب بعض الكتّاب، فإن الشيعة لم يواجهوا ضغوطا كبيرة خلال فترة حكم الخلفاء الثلاثة الأوائل، رغم حرمانهم من بعض المناصب المهمة،[٨٠] ومع ذلك فقد قبل قلة من الشيعة بعض المناصب العسكرية والسياسية وذلك بالتنسيق مع الإمام علي، مثل حذيفة، وسلمان، وعمار بن ياسر، وهاشم المرقال، وعثمان بن حنيف، وعبد الله بن بديل.[٨١]

الشيعة في فترة حكم معاوية

وُصف وضع الشيعة في العصر الأموي بأنه أصعب ما يكون،[٨٢] وعندما تصدى معاوية بالحكم وقويت شوكته أصبح الشيعة في شدة، وما عدا فترة حكم عمر بن عبد العزيز، استمرت المضايقات في العصر الأموي على الشيعة حتى نهاية هذه الدولة، وذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أنّ الأمويين خصصوا قسما من المضايقات والأذي والإزعاج على أهل البيت،[٨٣] وأضاف أن الشيعة أينما وجدوا قتلوا أو قطعت أيديهم وأرجلهم أو نهبت أموالهم أو ألقوا بالسجن،[٨٤] وهذا الأمر كان في الكوفة أشد من غيرها من المدن،[٨٥] ولم ترك زياد بن أبيه والي الكوفة آنذاك شخصيات شهيرة للشيعة إلا قتلهم،[٨٦] وفي فترة حكمه عُذب شخصيات شهيرة كـرشيد الهجري، وميثم التمار، وحجر بن عدي حتى لاقوا حتفهم.[٨٧]

تمايل جماعة من الشيعة إلى الكيسانية

بناء على ما أورده جعفري وهاينس، بعد ما هزمت ثورة التوابين وبداية ثورة المختار، مال بعض الشيعة إلى إمامة محمد بن الحنفية بدلا عن إمامة علي بن الحسين (ع)، وظهرت فرقة باسم الكيسانية من داخل المذهب الشيعي،[٨٨] ولكن لاحقًا وفي عهد الإمام الباقر(ع) بدأت هذه الفرقة بالانحسار، واتبع معظم الشيعة الإمامة التي استمرت من نسل الإمام الحسين (ع) والذي كان يعود في نسبه إلى النبي (ص).[٨٩]

فترة حكم الحجاج على العراق

تولى الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية العراق من قبل بني مروان من سنة 75 حتى سنة 95 للهجرة.[٩٠] كان الحجاج عدوا للشيعة ويقتل الناس بتهمة التشيع.[٩١] يروى أنّه مرت على الناس فترة من الزمن الاتهام بـالزندقة والكفر أهون من اتهامهم بالتشيع، وورد مضمون هذه الأمر أيضًا عن الإمام الباقر عليه السلام.[٩٢] وقتل في هذه المدة وبأمر من الحجاج أعلام الشيعة، من أمثال كميل بن زياد،[٩٣] وقنبر،[٩٤] وسعيد بن جبير[٩٥][٩٦] وبناء على ما ورد عن المسعودي وهو من مؤرخي القرن الرابع للهجرة، عندما توفي الحجاج كان في سجنه 80 ألف بين رجل وامرأة،[٩٧] وينقل عنه أيضا أنّ الحجاج قتل 120 شخصا في فترة حكمه، هذا ما عدا الذين قتلوا في الحروب في زمنه.[٩٨]

الشخصيات الشيعة الشهيرة في القرن الأول

ورد في كتاب الشيعة في التاريخ اسم 130 شخصا من صحابة النبي، وأئمة الشيعة الأربعة الأوائل كأبرز الشخصيات الشيعة،[٩٩] هؤلاء هم الذين شاركوا مع النبي (ص) وامتنعوا عن بيعة أبي بكر، أو شاركوا مع الإمام علي (ع) في معاركه الثلاثة في مدة حكمه وهي: الجمل، وصفين، والنهروان، أو من أنصار الإمام الحسن والحسين وقد استشهدوا معه في كربلاء،[١٠٠] فأسماء بعضهم كالتالي:

الهوامش

  1. مطهری، مجموعه آثار، 1388ش، ج20، ص129.
  2. نصیری، تاریخ تحلیلی اسلام، ویراست دوم، ص160.
  3. فیرحی، دولت مدنی پیامبر، ص32.
  4. سلیمانی، تاریخ تحلیلی اسلام، ص65.
  5. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج3، ص676.
  6. جعفریان، تاریخ خلفا، الطبعة السابعة، ص54-55.
  7. حسنی، تاریخ تحلیلی وسیاسی اسلام، ج1، ص368 و370.
  8. جعفریان، تاریخ خلفا، الطبعة السابعة، ص188.
  9. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج3، ص703.
  10. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج4، ص16-32.
  11. دونالدسن، مذهب شیعه، جلد1، ص87.
  12. جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، الطبعة العاشرة، ص119.
  13. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص90.
  14. الزين، الشيعة في التاريخ، الطبعة الثانية، ص41؛ مشکور، فرهنگ فرق اسلامی، ص186-187.
  15. جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، الطبعة العاشرة، ص161-162.
  16. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج5، ص466-469.
  17. پیشوایی، مجموعه مقالات تاریخی، 1393ش، ص262.
  18. الزين، الشيعة في التاريخ، الطبعة الثانية، ص150.
  19. فلاح‌زاده، جایگاه ونقش آل زبیر در تاریخ اسلام، ص137.
  20. اليوسفي الغروي، موسوعة التاریخ الأسلامی، الطبعة الرابعة، ج6، 419-421.
  21. فلاح‌زاده، جایگاه ونقش آل زبیر در تاریخ اسلام، ص138.
  22. فلاح‌زاده، جایگاه ونقش آل زبیر در تاریخ اسلام، ص139.
  23. فلاح‌زاده، جایگاه ونقش آل زبیر در تاریخ اسلام، ص138.
  24. جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، الطبعة العاشرة، ص41.
  25. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص84.
  26. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج4، ص31.
  27. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص86-87.
  28. جلالی، تاریخ تشیع، الطبعة الرابعة، ج1، ص79-80.
  29. مهدی، الهجوم، 1425ق، ص154-217.
  30. مهدی، الهجوم، 1425ق، ص14.
  31. جلالی، تاریخ تشیع، الطبعة الرابعة،‌ ج1، ص197.
  32. اليوسفي الغروي، موسوعة التاریخ الإسلامی، الطبعة الرابعة، ج4، ص421.
  33. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص108.
  34. جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، الطبعة العاشرة، ص125.
  35. پیشوایی، مجموعه مقالات تاریخی، ص261.
  36. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص114.
  37. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص114.
  38. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص117.
  39. الزين، الشيعة في التاريخ، الطبعة الثانية، ص41.
  40. مشکور، فرهنگ فرق اسلامی، ص186-187.
  41. ابن‌ سعد، الطبقات الکبری، 1418ق، ج3، ص25-28.
  42. الشيخ المفيد، الإرشاد، الطبعة الثانية، ج2، ص9.
  43. الشيخ المفيد، الإرشاد، الطبعة الثانية، ج2، ص10.
  44. الشيخ المفيد، الإرشاد، الطبعة الثانية، ج2، ص14.
  45. جعفریان، تاریخ خلفا، الطبعة السابعة، ص405.
  46. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص233.
  47. جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، الطبعة العاشرة، 261.
  48. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج6، ص46.
  49. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج6، ص58.
  50. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، تحقیق: ابوالفضل ابراهیم، ج6، ص192.
  51. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج6، ص63.
  52. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج6، ص105-106.
  53. الزين، الشيعة في التاريخ، الطبعة الثانية، ص147.
  54. الزين، الشيعة في التاريخ، الطبعة الثانية، ص148؛ معروف الحسني، الانتفاضات الشیعیة عبر التاریخ، منشورات الرضی، ص483.
  55. جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، الطبعة العاشرة، 261.
  56. اليوسفي الغروي، موسوعة التاریخ الإسلامی، الطبعة الرابعة، ج6، ص324-326.
  57. جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، الطبعة العاشرة، ص273.
  58. معروف الحسني، الانتفاضات الشیعیة عبر التاریخ، منشورات رضی، ص458.
  59. معروف الحسني، الانتفاضات الشیعیة عبر التاریخ، منشورات رضی، ص461.
  60. اليوسفي الغروي، موسوعة التاریخ الأسلامی، الطبعة الرابعة، ج6، ص419.
  61. ابن‌عبدالبر، الاستيعاب‏، 1412ق، ج3،‌ ص1389.
  62. سیوطی، تاریخ الخلفاء، 1425ق،‌ ج1،‌ ص162.
  63. سیوطی، تاریخ الخلفاء، 1425ق،‌ ج1،‌ ص168.
  64. سیوطی، تاریخ الخلفاء، 1425ق،‌ ج1،‌ ص169.
  65. سیوطی، تاریخ الخلفاء، 1425ق،‌ ج1،‌ ص171.
  66. الطبري، تاریخ، تحقیق: ابوالفضل ابراهیم، ج6، ص192.
  67. رک: الموسوي، الشيعة في التاريخ، مکتبة مدبولی، ص328.
  68. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص90.
  69. دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص95.
  70. ٧٠٫٠ ٧٠٫١ دونالدسن، مذهب شیعه، ج1، ص97-98.
  71. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج4، ص419-421.
  72. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج5، ص431.
  73. پیشوایی، تاریخ اسلام، جلد دوم، ص455؛ سلیمانی، تاریخ تحلیلی اسلام، ص264.
  74. پیشوایی، تاریخ اسلام، جلد دوم، ص458-469.
  75. الشيخ المفيد، الارشاد، الطبعة الثانية، ج2، ص137.
  76. جلالی، تاریخ تشیع، الطبعة الرابعة، ج1، 252.
  77. جلالی، تاریخ تشیع، الطبعة الرابعة، ج1، 253.
  78. اليوسفي الغروي، موسوعة التاریخ الإسلامی، الطبعة الرابعة، ج6، ص480-482.
  79. محرمی، درسنامه تاریخ تشیع، ویراست دوم، ص214.
  80. محرمی، تاریخ تشیع، الطبعة السادسة، ص89.
  81. محرمی، تاریخ تشیع، الطبعة السادسة، ص90-91.
  82. محرمی، تاریخ تشیع، الطبعة السادسة، ص92. نصیری، تحلیلی از تاریخ تشیع و امامان،سال1384ش، ص135.
  83. ابن أبي الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، نشر دار احیاء الکتب العربیة، ج11، ص43-46.
  84. ابن أبي الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، نشر دار احیاء الکتب العربیة، ج11، ص43.
  85. ابن أبي الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، نشر دار احیاء الکتب العربیة، ج11، ص44.
  86. ابن أبي الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، نشر دار احیاء الکتب العربیة، ج11، ص44.
  87. الزین، الشيعة في تاريخ، الطبعة الثانية، ص132-133.
  88. الزين، الشيعة في التاريخ، الطبعة الثانية، ص48-50.
  89. جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، الطبعة العاشرة، ص289.
  90. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج6، ص451-514.
  91. مغنية، الشیعه والحاکمون، الطبعة الخامسة، ص157.
  92. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغه، دار إحیاء الکتب العربیة، ج11، ص44.
  93. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج6، ص511.
  94. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج6، ص512.
  95. اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، الطبعة الرابعة، ج6، ص507.
  96. المسعودي، التنبیه والإشراف، دار الصاوي للطبع والنشر، ج1، ص274-275.
  97. المسعودي، التنبیه والإشراف، دار الصاوي للطبع والنشر، ج1، ص275.
  98. المسعودي، التنبیه والإشراف، دار الصاوي للطبع والنشر، ج1، ص275.
  99. الموسوي، الشيعة في التاريخ، مكتبة مدبولی، ص51-71.
  100. الموسوي، الشيعة في التاريخ، مكتبة مدبولی، ص71.
  101. الموسوي، الشيعة في التاريخ، مكتبة مدبولي، ص51-71.

المصادر والهوامش

  • ابن أبي الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، د م، دار احیاء الکتب العربیة، 1378هـ.
  • ابن‌ سعد، الطبقات الکبری، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1418هـ.
  • ارسلان، شکیب، تاریخ فتوحات مسلمانان در اروپا، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامی، الطبعة السابعة، 1378ش.
  • الزين، محمد حسین، الشيعة في التاريخ، صیدا، السید مرتضی الرضوی، 1357هـ.
  • الموسوي، السيد عبد الرسول، الشيعة في التاريخ، القاهرة، مکتبة مدبولی، 2002م.
  • پیشوایی، مهدی، تاریخ اسلام از سقیفه تا کربلا، طهران، دفتر نشر معارف، 1393ش.
  • پیشوایی، مهدی، مجموعه مقالات تاریخی، قم، انتشارات توحید، 1393ش.
  • جعفری، سید حسین محمد، تشیع در مسیر تاریخ، ترجمه: سید محمدتقی آیت‌اللهی، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامی، الطبعة العاشرة، 1380ش.
  • جعفریان، رسول، تاریخ خلفا، قم، انتشارات دلیل ما، الطبعة السابعة، 1387ش.
  • جلالی، سید لطف‌الله، تاریخ تشیع، قم، پژوهشگاه بین المللی المصطفی، الطبعة الرابعة، 1398ش.
  • حسنی، علی‌اکبر، تاریخ تحلیلی وسیاسی اسلام، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامی، الطبعة السادسة، 1380ش.
  • دونالدسن، دوایت م، مذهب شیعه تاریخ اسلام در ایران وعراق، ترجمه عباس أحمدوند، قم، پژوهشگاه علوم وفرهنگ اسلامی، 1395هـ.
  • سلیمانی، جواد، تاریخ تحلیلی اسلام از عصر جاهلی تا عصر عاشورا، قم، مؤسسة الإمام الخميني التعليمية والبحثية، 1390ش.
  • الشيخ المفيد، محمد بن نعمان، الارشاد، قم، مؤسسة آل البیت، الطبعة الثانية، 1416هـ.
  • الطبري، محمد بن جریر، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد أبوالفضل ابراهیم، بیروت،‌ دارالتراث، الطبعة الثانية، 1387ق/1967م.
  • فلاح‌زاده، أحمد، جایگاه ونقش آل زبیر در تاریخ اسلام، در فصلنامه تاریخ اسلام، شماره 43-44، پاییز وزمستان 1389ش.
  • فیرحی، داود، دولت مدنی پیامبر مندرج در مجموعه مفالات اسلام وایران، به اهتمام حسن حضرتی، قم، نشر معارف، 1383ش.
  • محرمی، غلامحسن، تاریخ تشیع از آغاز تا پایان غیبت صغری، قم، مؤسسه آموزشی پژوهشی امام خمینی، الطبعة السادسة، 1386ش.
  • محرمی، غلامحسن، درسنامه تاریخ تشیع، ویراست جدید، قم، مرکز نشر هاجر، الطبعة الثانية، 1394ش.
  • المسعودي، علي بن الحسين، التنبیه والإشراف، تصحیح: اسماعیل عبدالله الصاوی، القاهرة، دار الصاوی، د ت.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر،‌ تحقيق: اسعد داغر، قم، دارالهجره، 1409هـ.
  • مشکور، محمد جواد، فرهنگ فرق اسلامی، مشهد، مؤسسة البحوث للعتبة الرضوية المقدسة، 1387ش.
  • معروف الحسني، هاشم، الانتفاضات الشیعیة عبر التاریخ، قم، منشورات الرضی، 1404هـ.
  • مغنية، محمد جواد، الشیعة والحاکمون، قم، مؤسسة دار الکتاب الاسلامی، الطبعة الخامسة، 1430هـ.
  • مهدی، عبد الزهراء، الهجوم علی بيت فاطمة، طهران، انتشارات برگ رضوان، 1425هـ.
  • نصیری، محمد، تاریخ تحلیلی اسلام، ویراست دوم، قم، دفتر نشر معارف، 1394ش.
  • نصیری، محمد، تحلیلی از تاریخ تشیع وامامان، قم، دفتر نشر معارف، 1384ش.
  • هالم، هاینس، تشیع، ترجمه« محمدتقی اکبری، قم، انتشارات ادیان، الطبعة الثانية، 1389ش.
  • اليعقوبي، أحمد، تاريخ اليعقوبي،‌ بیروت، دار صادر، د ت.