دار السيدة فاطمة(ع)

من ويكي شيعة
(بالتحويل من بيت علي وفاطمة)
دار السيدة فاطمة(ع)
مدخل مسجد النبي حيث يوجد قبر النبي ودار السيدة فاطمة
مدخل مسجد النبي حيث يوجد قبر النبيصلی الله عليه وآله وسلم ودار السيدة فاطمةعليها السلام
المعلومات العامة
سنة التأسيسالقرن الأول الهجري
البلدالسعودية/المدينة
المشخصات
الهندسة المعمارية


دار السيدة فاطمةعليها السلام، هو البيت المتصل بمسجد النبي والذي كان يسكن فيه الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراءعليهما السلام. يعتقد أكثر علماء الشيعة بأن السيدة فاطمةعليها السلام دفنت في دارها. ومن الفضائل التي تذكر لهذا البيت أن الله تعالى في واقعة سد الأبواب، أمر بإغلاق جميع أبواب البيوت المتصلة بمسجد النبي، إلا الباب المتصل بهذا البيت فبقي مفتوحاً.

ورد في رواية عن الإمام الصادقعليه السلام أن الصلاة في هذه الدار فضيلتها أعظم من الصلاة في روضة النبي. هدمت هذه الدار في عهد الخلافة الأموية بغرض توسعة مسجد النبي، وتقع في الضريح المجاور للحجرة التي دفن فيها النبيصلی الله عليه وآله وسلم.

بعد واقعة السقيفة تحصّن الإمام عليعليه السلام مع بعض أصحابه في دار السيدة فاطمة للامتناع عن بيعة أبي بكر، فقام مجموعة من أنصار أبي بكر بالهجوم على الدار لأخذ البيعة منهم، وأثناء الهجوم دارت بعض الصدامات التي يعتقد الشيعة بأنها أدت إلى استشهادهاعليها السلام. ويعتقد البعض بأن دار السيدة فاطمة التي هوجمت ليست نفسها المتصلة بمسجد النبي، بل هي دار أخرى لها تقع بالقرب من مقبرة البقيع.

مكانة الدار عند المسلمين وفضيلتها

دار فاطمة هي مسكن السيدة فاطمةعليها السلام في المدينة المنورة، وقد ورد ذكر فضيلتها[١] وواقعة الهجوم عليها[٢] في الأحاديث والمصادر التاريخية الشيعية والسنية. ويعتبرها بعض علماء الشيعة مكان دفن السيدة فاطمة.[٣]

كانت دار فاطمة مكان ولادة أبنائها،[٤] ووفقاً لإحدى الروايات كانت كذلك مكان ولادة الإمام السجادعليه السلام[٥]. وفي حديث روي في كتاب الكافي عن الإمام الصادقعليه السلام الصلاة في بيت فاطمة أفضل من الصلاة في روضة النبي.[٦] كما كان الإمام الجوادعليه السلام يصلي كل يوم في بيت فاطمة.[٧]

في بعض المدن الإيرانية، يتم خلال الأيام الفاطمية بناء المعارض والنسخ المقلَّدة من حي بني هاشم ودار السيدة فاطمة، وتكون مقصداً لعموم الناس.[٨]

طلب النبي لتغيير دار فاطمة

روى ابن سعد -وهو من مؤرخي القرن الثالث للهجرة- عن الإمام الباقرعليه السلام أنه بعد زواج الإمام عليعليه السلام من السيدة فاطمة الزهراءعليها السلام، أعد الإمام علي منزلاً يبعد قليلاً عن دار النبي. فأخبر النبيصلی الله عليه وآله وسلم السيدة فاطمةعليها السلام بأنه يريدها أن تسكن بالقرب من منزله. فطلبت فاطمة من النبي أن يتحدث إلى حارثة بن النعمان ليسكنا في منزله.[٩] وكان الحارثة قد أعطى بعض منازله للنبي ليعيش فيها مع زوجاته،[١٠] لذلك استحى النبي من طلب الدار منه. وعندما وصل ذلك الخبر إلى الحارثة، ذهب إلى النبي وطلب منه قبول داره لتسكن فيها السيدة فاطمة وأخبره بأن ما يقبله من ماله أحب إليه مما لا يقبله.[١١]

وأما في المصادر الشيعة فقد ورد أن النبي أخبر الإمام علي أن يعدَّ داراً ليسكن فيه مع فاطمة بعد زواجهما، فأخبره علي بأنه ما من دار قريبة من دار النبي غير دار حارثة بن النعمان، فقال النبي بأن حارثة أعطاه بعض منازله ويستحي أن يخبر حارثة بذلك، ولما وصل الخبر لحارثة أتى إلى النبي وأعطاه داره، وبهذا سكن علي وفاطمةعليهما السلام في دار حارثة.[١٢]

الدار الوحيدة المتصلة بمسجد النبي

تقع دار السيدة فاطمة في الجهة الشرقية لمسجد النبي وتتوسط حجر النبي الأخرى[١٣]. وكان لهذه الدار بابان: باب يفتح لداخل المسجد وآخر لخارج المسجد[١٤] . في واقعة سدّ الأبواب، بأمر من الله أمر النبيصلی الله عليه وآله وسلم بإغلاق جميع أبواب البيوت المتصلة بالمسجد باستثناء هذه الدار[١٥]. وتعتبر واقعة سد الأبواب فضيلة منحصرة بالإمام عليعليه السلام.[١٦]

موقع دار السيدة فاطمةعليها السلام في مسجد النبيصلی الله عليه وآله وسلم

كانت دار السيدة فاطمة تقع خلف دار النبي وملاصقة لحجرة عائشة[١٧]. وكان بين الدارين فتحة[١٨] يسأل منها النبيصلی الله عليه وآله وسلم عن حال ابنته.[١٩] وفي إحدى الليالي، حدثت مشاجرة بين فاطمةعليها السلام وعائشة زوجة النبي، مما أزعج فاطمة فأغلق النبي الفتحة بناء على طلب فاطمة.[٢٠]

الهجوم على الدار

ووفقاً للمصادر الشيعية والسنية، بعد وفاة النبيصلی الله عليه وآله وسلم وواقعة السقيفة، هاجم عدد من الصحابة دار فاطمة للحصول على البيعة من الإمام عليعليه السلام وغيره ممن رفضوا البيعة لأبي بكر[٢١]. وطبقاً للأخبار الواردة في المصادر الشيعية، فقد أحرق باب الدار في هذا الهجوم[٢٢]، وعلى إثره سقط جنين السيدة فاطمةعليها السلام(المحسن)[٢٣] واستشهدت هي بعد مدة بسبب إصاباتها.[٢٤]

على أي دار كان الهجوم

وفقا لجعفر مرتضى العاملي (وفاة: 1441هـ) وهو مؤرخ شيعي، فقد وقع الهجوم على الدار نفسها التي نقل عنها حديث سد الأبواب.[٢٥] ومع ذلك، يعتقد البعض أن الهجوم لم يكن على هذه الدار، بل وقع على دار بعيدة عن مسجد النبي.[٢٦] وبقول محمد صادق نجمي (وفاة 1390هـ) في كتاب تاريخ حرم أئمة البقيع، فإن بعض الأخبار التاريخية تؤيّد هذه النظرية. ومن بينها رواية تصف حال الناس في شوارع المدينة وهم يشاهدون اقتياد عليعليه السلام إلى المسجد ليبايع أبا بكر.[٢٧] ورد هذا الخبر في كتاب «السقيفة وفدك» لأحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري (وفاة: 323هـ).[٢٨]

دفن السيدة فاطمة في دارها

وفقا لعلماء الشيعة، فإنه لا يمكن تحديد مكان قبر السيدة فاطمة بشكل قطعي.[٢٩] ومع ذلك، ذكروا بعض الأماكن التي يحتمل أن تكون مكان دفنها. وفقاً لإسماعيل أنصاري الزنجاني في «الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء» فقد احتمل معظم علماء الشيعة أن فاطمةعليها السلام مدفونة في منزلها[٣٠]. كما أشار آية الله مكارم الشيرازي إلى أن عبارة «النازلة في جوارك» التي ذكرت في خطبة الإمام علي (ع) عند دفن السيدة فاطمة (ع) تأكد على رأي من يعتقد بأن فاطمةعليها السلام دفنت في دارها[٣١].

ضم الدار إلى مسجد نبوي

في زمن خلافة عبد الملك بن مروان (حكم: 65 - 86 هـ)[٣٢] أو الوليد بن عبد الملك (حكم: 86-- 96 هـ)[٣٣] هدمت دار السيدة فاطمةعليها السلام بقصد توسعة مسجد النبي، وتقع الدار الآن في الضريح المجاور للحجرة التي فيها قبر النبيصلی الله عليه وآله وسلم.[٣٤]

الهوامش

  1. انظر: الکليني، الکافي، 1407ق، ج‏1، ص493، ج4، ص556.
  2. المسعودي، إثبات الوصية، 1384ش، ج1، ص146.
  3. الصدوق، من لا يحضره الفقيه‏، 1413ق، ج2، ص572.
  4. طبسی، «مقال عن دار الزهراء علیها السلام»، موقع الحوزة.
  5. الطبري الآملي، دلائل الإمامة، 1413ق، ص191.
  6. الکليني، الکافي، 1407ق، ج4، ص556.
  7. الکليني، الکافي، 1407ق، ج‏1، ص493.
  8. «رواية عن «أحياء الأم»، وكالة أخبار الجمهورية الإسلامية.
  9. ابن سعد، الطبقات الکبرى، 1410ق، ج‏8، ص132.
  10. العاملي، الصحیح من سیرة الإمام علي(ع)، 2009م، ج3، ص132-133.
  11. ابن سعد، الطبقات الکبرى، 1410ق، ج‏8، ص132.
  12. الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، 1390ق، ص71؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403ق، ج19، ص113.
  13. طبسی، «مقال عن دار الزهراء علیها السلام»، موقع الحوزة.
  14. قائدان، دليل الأماکن الدينية في مکة المکرمة و المدينة، 1390ش، ص177.
  15. ابن‌کثیر، البداية و النهاية، 1407ق، ج7، ص342.
  16. الحاکم النیسابوري، المستدرك علی الصحيحين، بیروت، ج3، ص125.
  17. قائدان، دليل الأماکن الدينية في مکة المکرمة و المدینة، 1390ش، ص177.
  18. الصغیر، الإمام علي(ع) سيرته وقيادته فی ضوء المنهج التحليلي، 2002م. ج1، ص31.
  19. السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، 2006م، ج2، ص57.
  20. صبري باشا، موسوعة مرآة الحرمین الشریفین و جزیرة العرب، 2004م، ج3، ص262.
  21. الطبري، تاریخ الأمم و الملوك، 1387ق، ج‏3، ص202.
  22. سلیم بن قیس، کتاب سلیم بن قیس، 1420ق، ج1، ص150.
  23. المسعودي، إثبات الوصیة، 1384ش، ص146.
  24. الطبري، دلائل الإمامة، 1413ق، ص134.
  25. العاملي، مأساة الزهراء(ع)، 1418ق، ج1، ص177.
  26. الموسوي، «پاسخ به شبهات تاریخی آتش زدن خانه وحی در آیینه‌ی تاریخ و روایات فریقین»، ص 140- 141.
  27. نجمي، تاریخ حرم أئمة البقیع، 1386ش، ص163-166.
  28. الجوهري البصري، السقيفة وفدك، طهران، ص72.
  29. العاملي، مأساة الزهراء(ع)، 1418ق، ج1، ص252 و 253.
  30. أنصاري الزنجاني، الموسوعة الکبرى عن فاطمة الزهراء، 1428ق، ج16، ص113.
  31. مکارم الشیرازي، رسالة الإمام أمير المؤمنين، 1386ش، ج8، ص32.
  32. ابن‌ شهر آشوب، مناقب آل ابی‌طالب، 1379ق، ج2، ص211.
  33. السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، 2006م، ج2، ص89.
  34. جعفریان، الآثار الإسلامية في مکة والمدینة، 1387ش، ص 295.

المصادر والمراجع

  • ابن‌ الجوزي، عبد الرحمن بن علي‏، المنتظم، تحقیق محمد عبد القادر عطا، مصطفی عبد القادر عطا، بیروت، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1412ق.
  • ابن‌ حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة فی تمییز الصحابة، تحقیق عادل أحمد عبد الموجود، علی محمد معوض، بیروت، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1415ق.
  • ابن‌ سعد، محمد بن سعد‏، الطبقات الکبری‏، تحقیق محمد عبد القادر عطا، بیروت، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1410ق.
  • ابن‌ شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب علیهم السلام، قم، انتشارات علّامة، الطبعة الأولى، 1379ق.
  • ابن‌ کثیر، إسماعیل بن عمر، البداية و النهاية، بیروت، دار الفکر، 1407ق.
  • الصغیر، محمد حسین، الإمام علي علیه السلام سيرته و قيادته فی ضوء المنهج التحليلي، د.م. مؤسسة العارف، 2002م.
  • أنصاري الزنجاني الخوئيني، إسماعیل، الموسوعة الکبری عن فاطمة الزهراء سلام الله علیها، قم، دلیل ما، 1428ق/1386ش.
  • جعفریان، رسول، الآثار الإسلامية في مکة والمدینة، طهران، مشعر، 1387ش.
  • الجوهري البصري، أحمد بن عبد العزیز، السقیفة و فدك، تحقیق و تصحیح محمد هادی أمیني، طهران، مکتبة نینوی الحدیثة، د.ت.
  • الحاکم النیسابورس، محمد بن عبد الله، المستدرك علی الصحیحین، دار المعرفه، بیروت، د.ت.
  • سلیم بن قیس، کتاب سلیم بن قیس، قم، الهادي، 1420ق.
  • السمهودي، علي بن عبد الله، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، بیروت، دار الکتب العلمیة، 2006م،
  • صبري باشا، أیوب، موسوعة مرآة الحرمین الشریفین و جزیرة العرب، ترجمة ماجدة معروف، القاهرة، دار الآفاق العربیة، 2004م.
  • الطبرسي، فضل بن حسن، أعلام الورى بأعلام الهدى، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الثالثة، 1390ق.
  • الطبري الإمامي، محمد بن جریر بن رستم، دلائل الإمامة، قم، بعثت، 1413ق.
  • الطبري، محمد بن جریر، تاریخ الأمم و الملوك، مؤسّسة الأعلمي، بیروت، الطبعة الرابعة، 1403ق.
  • الطبسي، محمد جواد، «مقال عن دار الزهراء علیها السلام»، سایت حوزه، مجله مبلغان، شماره 19، مرداد1380ش.
  • العاملي، سید جعفر مرتضى، الصحیح من سیرة الإمام علي(ع)، د.م. مرکز مطالعات إسلامي، 2009م.
  • العاملي، سید جعفر مرتضى، مأساة الزهراء علیها السلام، بیروت، دارالسیرة، 1418ق.
  • قائدان، أصغر، دليل الأماکن الدينية في مکة المکرمة والمدينة المنورة، طهران، مشعر، 1390ش.
  • القزويني، محمد کاظم، فاطمة الزهراء علیه السلام من المهد الی اللحد، قم، دار الأنصار، 2006م،
  • الکلینیيني، محمد بن یعقوب، الکافي، تصحیح علي أکبر الغفاري، محمد آخوندي، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403ق.
  • المسعودي، علي بن حسین، إثبات الوصية، قم، أنصاریان، 1384ش.
  • النجمي، محمد صادق، تاریخ حرم أئمة البقیع و الآثار الأخرى في المدینة المنورة، طهران، نشر مشعر، 1386ش.
  • الله‌اکبري، «أين كانت تقع دار السيدة الزهراء(ع)؟»، شیعه‌نیوز، إدراج: 13 دی 1400ش، شوهد:21 مرداد 1402ش.
  • مکارم الشیرازي، ناصر، رسالة الإمام أمیر المؤمنين، طهران، دار الکتب الإسلامیة، 1386ش.