ذبيح الله

لوحة الامتحان العظيم بريشة محمود فرشجيان

ذبيح‌ الله لقب النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم، حيث أمر الله تعالى إبراهيم أن يذبحه، وقد أشار القرآن إلى قصة ذبح إسماعيل، إلا أنه لم يلقّبه بالذبيح.

يرى الشيعة أن ذبيح الله لقب للنبي إسماعيل، فيما يعتقد اليهود أنه لقب النبي إسحاق، وقد اختلف أهل السنة في أن المراد من الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق.

مكانة البحث

ورد لقب الذبيح في العديد من الروايات الإسلامية، كما ورد السلام على الإمام الحسين في إحدى زياراته بـالسلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله.

هناك اختلاف في تعيين المراد من ذبيح الله، وقد خصص العلامة المجلسي عدّة صفحات في المجلد الثاني عشر من بحار الأنوار للبحث في «تعيين الذبيح»، حيث جمع الروايات المتعرضة لهذه المسألة، وذكر أدلة القائلين بأنّ المراد من الذبيح هو إسماعيل أو إسحاق.

قصة الذبح

المقالة الرئيسة: ذبح إسماعيل

بحسب ما ورد في القرآن رأى النبي إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه، فاطلعه على ذلك، فقال له ولده: افعل ما تؤمر، فعندما أراد إبراهيم أن ينفّذ أمر الله تعالى سمع من ينادي: ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ • قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ • إِنَّ هٰذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ﴾. وقد ورد في حديث أن الله أمر جبرئيل أن يمنع السكّين من الذبح، فذبح إبراهيم كبشا بدلا عن ابنه.

ذبح الأضحية في يوم الأضحى سنة يعمل بها الحُجاج في الحج، تكريما لقضية الذبح.

من الملقّب بالذبيح

روى القرآن قصة الذبح، غير أنّه لم يذكر اسم الذبيح. فهناك رأيان في أن لقب ذبيح الله يطلق على أي أولاد إبراهيم؟ فذهب البعض إلى أنّه لقب لإسماعيل، وذهب آخرون إلى أنه إسحاق:

رأي الشيعة

يرى مفسروا الشيعة بالاستناد إلى الآيات 101 - 113 من سورة الصافات أنّ الله بشّر إبراهيم بولادة إسحاق بعد أن بشّره لولادة إسماعيل وقضية الذبح، فيعتقد الشيخ مكارم الشيرازي صاحب التفسير الأمثل إنّ من يعتبر أنّ إسحاق هو الذبيح، ينسب البشارتين في الآيات المذكورة إلى إسحاق، لكن يرى مكارم الشيرازي أنّه يظهر بوضوح من هذه الآيات أنّ البشارتين تشيران إلى ابنَين لإبراهيم. ويرى العلامة الطباطبائي أيضا أن نص الآيات وسياقها تدلّ على أنّ الذبيح هو إسماعيل.

كما ورد في بعض الروايات أنّ إسماعيل هو ذبيح الله، منها ما روي عن النبي محمد أنّه قال: أنا ابن الذبيحين. وقد ورد ذلك في دعاء المشلول الذي ينسب إلى الإمام علي، وفي روايات عن الإمام الصادق، والإمام الرضا وفي زيارة الإمام الحسين في منتصف رجب ورد السلام عليه بـ«السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ إسماعيلَ ذَبيحِ اللّه».

وذكر الشيخ الصدوق -بعد الإشارة إلى اختلاف الأخبار في الذبيح- أنّ الذبيح هو إسماعيل، وكان إسحاق، والذي ولد بعد ذلك، يتمنى أن يكون هو الذبيح، حتى ينال بصبره على أمر الله درجة عالية، فعلم الله ذلك، فسمّاه بين ملائكته ذبيحا.

رأي أهل السنة

اختلف مفسرو أهل السنة في مصداق الذبيح. فبعضهم يعتبرون الذبيح لقبا لإسحاق، ونقلوا هذا الرأي عن بعض الشخصيات كعمر بن الخطاب، وسعيد بن الزبير، وكعب الأحبار، والقتادة، والزهري، والطبري، ومالك بن أنس. ويعتقد بعض علماء الشيعة أنّ هذه الروايات قد تأثرت بالإسرائيليات، ويحتمل أن تكون مختلقة من قبل اليهود.

ويرى البعض الآخر من علماء السنة أنّ الذبيح هو إسماعيل،‌ وذلك بالاستناد إلى ما رواه أبو هريرة، وسعيد بن المسيب، وعامر بن واثلة، وعبد الله بن عمر،‌ وابن عباس، وآخرون. كما قال فخر الرازي وابن عاشور بأنه يحتمل أن يكون الذبيح هو إسماعيل.

رأي اليهود

ورد في التوراة أنّ النبي إسحاق هو الذبيح. كما ورد في سفر التكوين أن إسحاق هو الولد الوحيد للنبي إبراهيم.

ابن الذبيحين

بحسب ما جاء في بعض الروايات الإسلامية وبناء على نذر عبد المطلب أن يضحّي أحد أبنائه لله، قد يطلق على عبد الله بن عبد المطلب بالذبيح، ويطلق على النبي محمد بـابن الذبيحين.