انتقل إلى المحتوى

آية نجاسة المشركين

من ويكي شيعة
آية نجاسة المشركين
عنوان الآيةآية نجاسة المشركين
رقم الآية28
في سورةالتوبة
في جزء10
شأن النزولنجاسة المشركين ومنع دخولهم إلى المسجد الحرام
مكان النزولالمدينة
الموضوعفقهي


آية نجاسة المشركين، هي الآية الثامنة والعشرون من سورة التوبة، التي تمنع المشركين من دخول المسجد الحرام بسبب نجاستهم.

ويرى بعض فقهاء الشيعة أنّ هذه الآية دليل على نجاسة غير المسلمين، في حين يعتقد آخرون أنّ لفظ «نجس» هنا يُراد به النجاسة المعنوية لا الحكم الفقهي، وبالتالي لا يمكن الاستناد إليه لإثبات النجاسة الشرعية للكفار.

وبحسب ما ذكره المفسرون، فقد نزلت هذه الآية في السنة التاسعة للهجرة في المدينة، وبلّغها الإمام عليعليه السلام للمشركين ضمن آيات البراءة.

التعريف ونص الآية

تأمر الآية 28 من سورة التوبة المؤمنين بمنع المشركين من دخول المسجد الحرام، بسبب نجاستهم.[١]

ويقول المفسرون إنّ هذه الآية نزلت في السنة التاسعة للهجرة في المدينة،[٢] وهي من جملة الأوامر التي كُلّف الإمام عليعليه السلام بتلاوتها على المشركين بعد مناسك الحج، ضمن تبليغ آيات البراءة.[٣]

وقد سمّيت هذه الآية في بعض الكتب الفقهية بـ «آية نجاسة المشركين»،[٤] واستدلوا بها لإثبات حكم نجاسة الكفار.[٥]

يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا
وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ حَكيمٌ



سورة التوبة، الآية 28.

الاستدلال بالآية على نجاسة الكفار

تعدّ الآية 28 من سورة التوبة محلّ خلاف بين الفقهاء في الاستناد إليها لإثبات نجاسة الكفار.[٦] ويعود الاختلاف إلى تفسير كلمة «نَجَس» بين معناها اللغوي (الدنس أو القذارة المعنوية) ومعناها الفقهي (النجاسة الشرعية)، الأمر الذي أدى إلى ظهور اتجاهين:[٧] يرى بعض الفقهاء أنّ اللفظ جاء بالمعنى اللغوي؛ ولذلك لا يمكن الاستناد إليه لإثبات النجاسة الشرعية للكفار.[٨] في حين فسّرت مجموعة أخرى اللفظ بالمعنى الفقهي (النجاسة الشرعية)، مستندةً إلى قرينة منع المشركين من دخول المسجد الحرام، واعتبرت ذلك دليلاً على نجاستهم الذاتية.[٩]

ووقع الخلاف في تحديد مصداق المشرك؛ فبعضهم حدّده بعبدة الأوثان فقط،[١٠] وآخرون عدّوا أهل الكتاب من المشركين أيضاً،[١١] فيما ذهب فريق آخر، مثل الشيخ الأنصاري، إلى أنّ هذا الحكم خاص بمشركي عصر نزول الآية.[١٢]

وقد أفتى الفقهاء، بـحرمة دخول المشركين إلى المسجد الحرام، وذلك استناداً إلى هذه الآية.[١٣] وبطبيعة الحال، إذا ثبتت نجاستهم الشرعية، فإنّ دخولهم إلى سائر المساجد لا يجوز كذلك.[١٤]

قلق المسلمين من انقطاع العلاقات التجارية مع المشركين

ذكر المفسرون أنّه بعد تبليغ حكم منع المشركين من الحج ومن دخول المسجد الحرام، خشي المسلمون من انقطاع علاقاتهم التجارية مع المشركين؛ ولهذا وعد الله المؤمنين في تتمّة الآية بأنّه يغنيهم من فضله.[١٥]

الهوامش

  1. السبزواري النجفي، إرشاد الأذهان، ج1، ص196.
  2. الطباطبائي، الميزان، ج9، ص218.
  3. الطباطبائي، الميزان، ج9، ص218.
  4. انظر: بحر العلوم، مصابيح الأحكام، ج1، ص346.
  5. انظر: النجفي، جواهر الكلام، ج6، ص42؛ الهمداني، مصباح الفقيه، ج7، ص235.
  6. انظر: النجفي، جواهر الكلام، ج6، ص42؛ الهمداني، مصباح الفقيه، ج7، ص235.
  7. انظر: الهمداني، مصباح الفقيه، ج8، ص46.
  8. الخوئي، موسوعة الإمام الخوئي، ج3، ص39-40؛ الحائري اليزدي، شرح العروة الوثقى، ج1، ص449.
  9. الفاضل الجواد، مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام، ج1، ص101؛ الهمداني، مصباح الفقيه، ج8، ص46.
  10. الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج16، ص21.
  11. الفاضل الجواد، مسالك الأفهام إلى آيات القرآن، ج1، ص100؛ الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج16، ص21؛ الهمداني، مصباح الفقيه، ج7، ص235.
  12. الشيخ الأنصاري، كتاب الطهارة، ج5، ص101.
  13. الشيخ الطوسي، الخلاف، ج1، ص518؛ الهمداني، مصباح الفقيه، ج8، ص46.
  14. الشيخ الطوسي، المبسوط في فقه الإمامية، ج2، ص47؛ الراوندي، فقه القرآن، ج1، ص158؛ الشيخ الطوسي، الخلاف، ج1، ص518؛ الهمداني، مصباح الفقيه، ج8، ص46.
  15. الطبرسي، مجمع البيان، ج5، ص38-39؛ الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج16، ص21؛ الطباطبائي، الميزان، ج9، ص229.

المصادر والمراجع

  • الحائري اليزدي، مرتضى، شرح العروة الوثقى، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1425 هـ.
  • الخوئي، السيد أبو القاسم، موسوعة الإمام الخوئي، مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي، قم، 1418 هـ.
  • السبزواري النجفي، محمد بن حبيب الله، إرشاد الأذهان إلى تفسير القرآن، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1419 هـ.
  • الشيخ الأنصاري، مرتضى، كتاب الطهارة، قم، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأعظم الأنصاري، 1415 هـ.
  • الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، الخلاف، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1407 هـ.
  • الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، المبسوط في فقه الإمامية، طهران، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، الطبعة الثالثة، 1387 هـ.
  • الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1393 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1415 هـ.
  • الفاضل الجواد، جواد بن سعيد، مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام، طهران، انتشارات مرتضوي، 1365 ش.
  • النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1362 ش.
  • الهمداني، الآغا رضا، مصباح الفقيه، قم، المؤسسة الجعفرية لإحياء التراث، 1422 هـ.
  • بحر العلوم، محمد مهدي بن مرتضى، مصابيح الأحكام، قم، ميثم التمار، 1427 هـ.
  • فخر الدين الرازي، محمد بن عمر، مفاتيح الغيب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1420 هـ.