العدالة

من ويكي شيعة

العَدالة والعَدْل وردتا لمِعانٍ عدّة لعلّ الأصل لجميعها الاستقامة وعدم الانحراف، واستعملت العدالة في مجالات عديدة منها في القرآن الكريم، فالعدل في القرآن قرين التوحيد وركن المعاد وهدف تشريع النبوة وفلسفة الزعامة والإمامة ومعيار كمال الفرد ومقياس سلامة المجتمع. وعرّف الفقهاء العدل والعدالة بتعاريف أجودها، الاستقامة عملاً في طريق الشريعة وفي سبيل فروع الدين. واصطلح عليها المتكلمون بأنّها العلوم المتعلّقة بتنزيه ذات الباري عن فعل القبيح والإخلال بالواجب.

وخصّت الشيعة الإمامية العدالة أصلا لها من أصول العقائد، إلى جانب الأصول الثلاثة -التوحيد والنبوّة والمعاد- المشتركة بين جميع فرق المسلمين. والعدالة أمر فطري لدى الانسان فهو يميل إليها ومريد لها وطالبها، فرغبته إليها كرغبته وانجذابه إلى الجمال المعقول كالشجاعة والإيثار. وأثبت التأريخ أنّ هناك أفراد بين البشر كانوا يتمتّعون بصفة العدل وحبّ العدالة، وكان علي بن أبي طالب (ع) مثالا بارزاً لذلك.

والهدف من بعثة الأنبياء هي إرساء الحياة الإنسانية على أساس العدل والقسط، فلم يكتب النجاح لأيّ من الرسل والأنبياء لتحقيق هذا الهدف السماوي، فادّخر الله سبحانه وتعالى لهذه المهمّة الصعبة المهدي الموعود لتحقيق العدالة على جميع المستويات والدرجات الإنسانية.

معنى العدالة

في اللغة العَدْل ـ بفتح العين ـ ما قام في النفوس أنه مستقيم، وهو ضد الجور، والعدَالة والعُدولة والمَعْدِلةُ والمَعْدَلةُ، كلّه: العَدْل.[١] وفي اللغة أيضاً التسوية بين الشيئين.[٢]

وعدّل: كعَدَلَه. وإذا مال شئٌ قلت عَدَلته أي أقمته فاعتَدَل أي استقَامَ.[٣]

والعَدْلُ من الناس المرضيُّ قوله وحكمه. وقال الباهلي رجل عَدْلٌ وعادلٌ جائز الشهادة.

﴿وأشهدوا ذَوَي عَدلٍ منكم [الطلاق:2]

ومن أسماء الله سبحانه: العدل، هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، وهو مصدر فيكون أبلغ من العادل.[٤]

يطلق العادل على الإنسان الذي له استقامة في جهة من جهات وجوده كعقيدته، أو أخلاقه، أو سيرته، أو سلوكه، في أمور الدنياه، أو في وظائف دينه. ولعلّ الأصل لجميع المعاني التي تذكر للعدل هو الاستقامة وعدم الانحراف.[٥]

في الاصطلاح تمحورت العدالة في القرآن الكريم كأصل في الأفكار القرآنية واستعمل لفظ العدالة في آيات عدة ترتبط بالعدل الاجتماعي وعدل الفئات أعم من الفئات العائلية والسياسية والقضائية والاجتماعية ويمكن عدّها بـ 16 آية. والفقهاء عرّفوا العدالة في كلماتهم بتعاريف يظهر منها أنّ لهم اصطلاحاً خاصاً فيها، أفضلها الاستقامة عملاً في طريق الشريعة وفي سبيل فروع الدين. وعرفها المتكلّمون بأنها العلوم المتعلّقة بتنزيه ذات الباري عن فعل القبيح والإخلال بالواجب.[بحاجة لمصدر]

العدالة في القرآن الكريم

تدقيق النظر في القرآن الكريم يبين أنّه يدور حول محور واحد وهو العدل في كل الأفكار القرآنية من التوحيد إلى المعاد ومن النبوة إلى الإمامة والزعامة ومن الآمال الفردية إلى الأهداف الاجتماعية. فالعدل في القرآن قرين التوحيد وركن المعاد وهدف تشريع النبوة وفلسفة الزعامة والإمامة ومعيار كمال الفرد ومقياس سلامة المجتمع. [٦]

إنّ القرآن الكريم يصرّح بأنّ نظام الوجود مبني على أساس العدل والتوازن على أساس الاستحقاق والقابلية.

كما اعتبر في الآية التالية الفاعلية الإلهية والتدبير الإلهي قائماً على أساس العدل:

﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]

أو أنّ العدل هو المعيار لله سبحانه في موضوع الخلقة:

﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ [الرحمن:7]

وعلّق على هذه الآية الرسول الكريم (ص) بقوله: بِالعَدْلِ قَامَتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ. [٧]

وأكّد القرآن الكريم على مراعاة أصل العدل في النظام الاعتباري والتشريع القانوني، وأنّ الهدف من إرسال الأنبياء وبعثة الرّسل إنمّا هو قيام النظام البشري وإرساء الحياة الإنسانية على أساس العدل والقسط:

﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحديد:25]

وفي آية أخرى:

﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ [الأعراف:29]

وفي مكان آخر:

﴿ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ [البقرة:282]

ويعتبر القرآن الكريم الإمامة والقيادة «عهداً إلهيا» ينبعث عنه النضال ضد الظلم والتلاؤم مع العدل:

﴿وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ. [البقرة:124]

فعندما اختار الله _عزّ وجلّ_ إبراهيم إماماً، استفهم إبراهيم هل تشمل هذه الموهبة الإلهية نسله؟ فأجيب بأنّ الإمامة عهد إلهي والظالمون لا نصيب لهم فيه.

والقرآن الكريم يسمي الإنسان الأخلاقي بأنّه صاحب عدل، وعند الحديث عن المرافعة والحكم وعمّن يكون صالحاً للاعتماد على قوله يذكر القرآن صاحب العدل:

﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ [المائدة:95]

أو يقول:

﴿وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ [الطلاق:2][٨]

إنّ أكثر الآيات الوارد فيها ذكر العدل ترتبط بالعدل الاجتماعي وعدل الفئات أعم من الفئات العائلية والسياسية والقضائية والاجتماعية ويمكن عدّها بـ 16 آية. [٩]

العدالة في الفقه

إنّ الفقهاء عرّفوا العدالة في كلماتهم بتعاريف يظهر منها أنّ لهم اصطلاحاً خاصاً فيها.

1.فمنها: ما نُسب إلى المشهور بين المتأخرين من أنّ العدالة ملكة أو هيئة راسخة باعثة على الإتيان بالواجبات وترك المحرمات والمراد كونها باعثة بالفعل بحيث لو سقطت عن الفعلية لم تكن عدالة.

2.ومنها: أنّ العدالة هي الإتيان بالواجبات والاجتناب عن المحرمات عن ملكةٍ، ومرجع هذا إلى تعريفها بالملكة الفعلية فإنّ هنا أمران متلازمان السبب والمسبب والمعرَّف على الأول اسم للسبب وعلى الثاني للمسبب.

3.ومنها: أنّ العدالة هي نفس الأفعال والتروك الخارجية من دون اعتبار اقترانها بالملكة أو صدورها عنها، فالعدالة هي الاستقامة عملاً في طريق الشريعة وفي سبيل فروع الدين.

4.ومنها أنّ العدالة هي حسن الظاهر فحسب، وهذا تعريف بالآثار الكاشفة عنها غالباً. وأجود التعاريف هو ثالثها أي نفس الاستقامة العملية في جادة الشريعة وذكروا هنا أنّه لو صدر من العادل معصية كبيرة خرج عن العدالة ولو تاب ورجع عاد إليها، وهذا لأنه بناء على كون العدالة ملكة فعلية تبطل فعليتها بالعصيان فإن لم يتب لم يترتب عليها آثار فإذا تاب تحققت الفعلية، وكذا بناء على كونها الاستقامة في العمل، فإذا صدرت معصية لغلبة شهوة أو غضب حصل فيه انحراف على طريق العمل وإذا تاب رجع إليها.

شرط العدالة في الأحكام والموضوعات

وفي الفقه أنّ العدالة شرط مأخوذ في أحكام كثيرة وموضوعاتها منها:

  • جواز تقليد العامي من الفقيه العادل، فيصحّ إذا كان المجتهد وَرِعاً ولا يصح إذا كان فاسقاً.
  • وشرط عدالة إمام الجماعة في الائتمام به.
  • وانها شرط في شاهدي الحكم، وذلك لقوله تعالى: وأشهدوا ذوي عدل منكم. (سورة الطلاق، الآية 2.)
  • والعدالة شرط في جميع أعضاء البينة التي يقيمها المدّعي في مقام الدعوى، كانوا رجالاً أو نساء أو مختلفين. وكانوا شهداء الأصل أو شهداء الجرح والتعديل.
  • وانّها شرط في الحاكم بمثلية الجزاء من النعم، للصيد الذي قتله المُحرم، لقوله تعالى: ﴿فجزاءٌ مثلُ ما قتلَ منَ النَّعم يحكمُ بهِ ذوا عدلٍ منك [١٠]
  • وانّها شرط في ثبوت وصية الميت، لمن يجوز له الشهادة من المسلمين لكتابة الوصية، لقوله تعالى: ﴿إذا حضرَ أحَدَهم الموتُ حِينَ الوَصِيةِ إثنان ذوا عَدلٍ منهُم[١١]
  • وانّها شرط في شاهدي طرفي الدَّين، فإذا أخذ أحد دَينا من الآخر لأجل شراء شئ أو للاستقراض، أو الاستئجار أو الصداق أو عوض الخُلع أو إتلاف نفس، أو مال أو نحو ذلك، فكتبوا في ذلك كتاباً، كان أخذ الشهادة على عمل الدَّين مستحباً في الشرع الاسلامي.[١٢]

العدالة في الكلام

قال رسول الله (ص):

بِالعَدْلِ قَامَتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ

تفسير الصافي، ذيل تفسير آية 7 من سورة الرحمن

العدل عند المتكلّمين هو العلوم المتعلّقة بتنزيه ذات الباري عن فعل القبيح والإخلال بالواجب.[١٣]

وقال الفيض الكاشاني إنّ العدل بأن وفّر الله عزوجل على كل مستعد مستحقُه، ووفر كلّ ذي حق حقه، حتى انتظم أمر العالم واستقام كماله.[١٤] واتفق المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم أيضاً على أن الله سبحانه عادل لا يجور، غير أنهم يختلفون في معنى العدل وكونه عادلاً لا جائراً.

مثلاً: أخذ البريء بذنب المجرم ظلمٌ يتنزه عنه الله سبحانه، وهكذا، فكل ما حكم العقل بفعل أنه ظلم، فالله سبحانه منزّه عنه. وعلى ذلك فالحكم بالعدل وتمييز مصاديقه وجزئياته، وأن هذا عدل وذاك ظلم كلها ترجع إلى العقل.
  • وأما الأشاعرة فهم وإن يصفون الله سبحانه بالعدل، لكنهم لا يحددون العدل، بمفهوم واضح، بل يوكلون ذلك إلى فعل الله سبحانه، وأن كل ما صدر منه فهو عدل، وكل ما نهى عنه فهو ظلم، وبذلك أقصوا العقل عن القضاء في ذلك المقام، محتجين بقوله الله سبحانه وتعالى:
﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23][١٥]

العدل والحكمة

ويلاحظ أنّ السنن العادلة والحكيمة لله التي ركّز عليها الأنبياء في بعثتهم للناس ويعمل وفقها المسلم هي انسجام الحياة مع الحكمة التكوينية التي تعمل دون اختيار والحكمة التشريعية التي يحققها الانسان باختياره عندما يطبق أحكام الله تعالى، هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار أن العدالة والحكمة صفتان مطلقتان كماليتان لله وبالتالي لا يفعل شيئاً إلاّ وفق سنن العدالة والحكمة ولن يأمر بشئ إلاّ بما تقتضيه العدالة. ومن هنا فالعدالة التكوينية تقابلها عدالة تشريعية متوزانة ومنسجمة معها:

﴿الرَّحْمَنُ*عَلَّمَ الْقُرْآنَ*خَلَقَ الإِنسَانَ*عَلَّمَهُ الْبَيَانَ*﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ*وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ*وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ*أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ*﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ* [الرحمن:1-9]

هذه الآيات بعد تحدّثها عن التوازن التكويني؛ تطلب إلى الإنسان أن يصنع التوازن التشريعي العادل بإرادته.[١٦]

العدل ومالكية الله للعباد

وأمّا مالكيّة الله سبحانه وتعالى لعبيده فممّا لا شك فيها؛ ولكنها لا تنفي قبح ظلمهم بمثل التعذيب من دون ذنب، فإنّ هذه المالكيّة تعني الجِدَةُ[١٧] ولا تعني حقّ التعذيب والإيذاء، فلو افترضنا أنّ الأب كان هو الخالق الحقيقي للولد ولم يكن مجرّد مقدّمة إعدادية لخلقه، وقلنا: إنّ هذا يستوجب ملكه إيّاه أو جِدَتُهُ له، فهذا لا يبرّر للوجدان أن يحكم بجواز ضربه وإيذائه من قبل الأب بدون صدور ذنب منه، لا لشيء إلاّ لأنّ أباه خالقه أو مالكه.[١٨]

العدل أصل من أصول الدين

إنّ العدل لدى الشيعة أصل من أصول العقائد، ولعلّ السبب في إفراده بالذكر في مقابل أصول التوحيد والنبوّة والمعاد أمران:

  • الأوّل: أمر واقعي، وهو أنّ العدل أمر لو اُنكر لانهارت مبادئ واُصول كثيرة، ولانهارت أيضاً تربية البشرية، فمن المحتمل أنّ الله تعالى يعاقب المطيعين ويثيب العاصين، وهذا معناه انهيار اُصول الدين وفروعه تماماً، ولا يبقى معنى لبعث الأنبياء وإنزال الأحكام ولا للتصديق بيوم الجزاء.
  • الثاني: أمر تاريخي، وهو أنّ قسماً من السنّة أصرّوا على نفي هذا الوصف عن الله تعالى، إمّا على أساس إنكار الحسن والقبح العقليين أو على الأقل إنكار دركهما لنا، وإمّا على أساس الإيمان بالجبر وعدم الإيمان بالاختيار ممّا لا يُبقي مجالاً لدعوى كون مجازاة فاعلي الشرّ عدلاً، وإمّا على أساس أنّ مالكية الله سبحانه وتعالى لعبيده تعطيه حقّ أن يفعل بهم ما يشاء من دون أن يبقى معنى للظلم في ما إذا عاقبهم بلا ذنب.

وهذا كلّه أوجب تأكيد العدلية[١٩] على عدل الله سبحانه وتعالى، وعدّ الشيعة العدل أصلاً من اُصول العقائد، فوجود الحسن والقبح العقليين وجدانيّ عندهم، وكذلك الاختيار، بل لا نظن بمنكري الحسن والقبح العقليين أو منكري الاختيار أن يمشوا في تصرفاتهم العمليّة على مبانيهم العقلية في الحسن والقبح أو الجبر والاختيار، فلا نظنّهم مثلاً أن يسكتوا عن لوم من يضرب يتيمهم من دون أن يكون قد صدر منه ما يعدّ ذنباً، أو يتركوا مديح من يساعد ضعفاءهم تلبيةً لوجدان الخير والرأفة.[٢٠]

العدل وإثبات النبوة والإمامة والمعاد

وبصفة العدل يمكن إثبات النبوة والإمامة والمعاد كأحد أدلتها وإن كانت هناك أدلة أخرى عليها:

فإنّ العدل الإلهي يقتضي:

  • أوّلا: إرسال اللّه تعالى للأنبياء بالهدى ودين الحقّ لهداية البشر.
  • ثانياً: تسديد الأنبياء بمعاجز كي يثق الناس بهم ويطمئنوا بأنّهم هم الذين أرسلهم الله لهدايتهم.

ولولا العدل الإلهي لجاز لله أن لا يرسل نبیا ولا معجزة ويفعل بالناس كيف يشاء.

وإنّ العدل الإلهي يقتضي أن يجعل الله الأئمة والأوصياء بعد خاتم الرسل وذلك للحفاظ على ما جاء به والتصدّي للمسؤوليات التي كانت على عاتقه.

ولولا العدل الإلهي لجاز لله أن يترك الأُمة بعد الخاتمية، ويتركهم من دون هداية وإرشاد.

كما أنّ الاعتقاد بالعدل الإلهي هو الذي يستلزم الاطمئنان بالوعد الإلهي وتحقّق المعاد وذلك ليفرّق فيه بين المطيعين والعاصين وبما أنّ هذا غير متحقق في النشأة الدنيوية، فيجب أن يكون هناك نشأة أُخرى يتحقق فيها هذا الوعد، ولولا ثبوت العدل الإلهي لم تتحقق الثقة والإطمئنان بوعد اللّه تعالى، فيبطل بذلك أصل "المعاد". [٢١]

العدل في العقائد

يقول مرتضى المطهري في كتابه العدل الإلهي:« مع فرض أنّ قبح الظلم صفة ذاتية للظلم، ومع فرض كون الحسن والقبح الذاتيين حاكمين على فعل الله كما هما حاكمان على أعمال البشر، فإنه بالنسبة إلى الله لا يمكن عملياً أن نجد مصداقاً لذلك، لأنه لا ملكية لأيّ أحد وبالنسبة إلى أي شئ هو تحت تصرفه في مقابل ملكية الله ليمكن عملياً تحقق الظلم».[٢٢]

وأهم المواضيع العقائدية المرتبطة بالعدل الإلهي، هي:

الفرق بين العدل والمساواة

إنّ المساواة تعني مراعاة التساوي بين طرفين أو بين عدّة أطراف.

ولكن العدل يعني إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه.

والفرق بينهما:

إنّ أموراً من قبيل: مراعاة الاستحقاق وأخذ الأولويات بنظر الاعتبار وإعطاء كلّ كائن نصيبه بموجب ما يستحق: تُشترط في "العدل". ولكنها لا تُشترط في "المساواة".

مثال: لا يعني مراعاة العدل بين تلاميذ الصف الواحد أن يُعطى الجميع درجات متساوية. ولا يعني مراعاة العدل بين العمّال والموظفين أن يُعطى الجميع أُجوراً متساوية.

بل يعني مراعاة العدل في هذا المقام: إعطاء كلّ تلميذ الدرجة التي تستحقها معلوماته ولياقته العلمية. وإعطاء كلّ عامل أُجرته بحسب أهمية العمل الذي يقوم به. [٢٤]

عدل الله والفوارق بين الناس

إنّ الحكمة في جعل اللّه الاختلاف والفوارق بين الناس وعدم المساواة بينهم في إعطاء المواهب والنعم هو لأنّه تعالى جعل الحياة الدنيا داراً للبلاء والاختبار، فخلق نظاماً يؤدّي إلى رفع بعض الناس فوق البعض الآخر، ليبلوهم أيّهم أحسن عملاً، وليرى مستوى صبرهم وشكرهم ومدى نجاحهم في الاختبار الإلهي. [٢٥]

العدالة والفطرة

إنّ الإنسان بفطرته وتكوينه، يحبّ أشياء في الحياة، ولا يملك دليلاً لذلك سوى تركيبه النفسيّ والروحيّ، ومثال ذلك حبّه للجمال، فالإنسان عندما يرى نفسه أمام شيء جميل -عقلا-كالصدق والشجاعة والإيثار فإنّه لا يملك نفسه إلّا أن يعجب به وينجذب إليه بدون أن تجبره قوّة من الخارج على ذلك. فهل أنّ الميل إلى العدالة سواء الفرديّة أو الاجتماعية بغضّ النظر عن حصول المنفعة الشخصيّة جزء من المطالب البشرية؟ وهل يوجد شيء كهذا في فطرة البشر أم لا؟

نظريّة نيتشه ومكيافيللي

يعتقد أكثر الفلاسفة الأوروبيّين بأنه لا يوجد في فطرة البشر أي ميل نحو العدالة. فهم يقولون: إن العدالة من اختراع الضعفاء والعاجزين، وذلك من أجل مواجهة الأقوياء، فهم يدّعون أنّ العدالة شيء حسن، وأنّ الإنسان ينبغي أن يكون عادلاً في تعامله مع الآخرين، وهؤلاء الذين لا يؤمنون بأنّ العدالة جزء من الأمور المودعة في طبيعة البشر وفطرتهم ينقسمون إلى فريقين: ففريق يقول إنّه لا ينبغي للإنسان أن يسعى وراء العدالة حتّى ولو بعنوان أمنية من الأماني، بل ينبغي أن يسعى وراء القوّة لا غير. ويأتون بمثلٍ على فكرتهم مفاده أنّ (القرن القصير أفضل من الذنب الطويل) ويرمزون بالقرن هنا إلى القوّة، بينما يرمزون بالذَنَب إلى العدالة. ومن هذا الفريق (نيتشه) و(مكيافيللي).[٢٦]

نقد النظرية

وهذا كلام فارغ بدليل أنّ الذين يدافعون عن العدالة ويدعون إليها، ما إن يمتلكون القوة حتّى يفعلوا نفس ما فعل الأقوياء من قبلهم. يقول الفيلسوف الألماني (نيتشه): كم حدث لي أن ضحكت عندما كنت أرى الضعفاء يتحدثون عن العدالة ويطالبون بها، وكنت أقول لهم: أيّها المساكين، لو كنتم تملكون مخالب لما تفوّهتم بمثل هذا الكلام أبداً![٢٧]

نظرية برتراند رسل

والفريق الآخر لا يوافق على ذلك بل يقول: ينبغي السعي وراء العدالة، ولكن ليس بصفتها هدفاً، بل لأنّ مصالح الفرد توجد فيها. ومن هؤلاء (برتراند رسل) الذي يدّعي بهذا النمط من التفكير أنّه - أيضاً - من أنصار الإنسانية وحبّ الإنسان، وهو مجبور على مثل هذا الادّعاء لأنّ فلسفته توجب عليه ذلك. يقول هذا الفيلسوف البريطاني: إنّ الإنسان مفطور بطبيعته على حبّ المصلحة الشخصيّة، وهذا شيء مفروغ منه ولا يقبل أيّ نقاش.. إذن فماذا ينبغي أن نفعل من أجل تطبيق العدالة وسيادتها في المجتمع؟ إنّنا لا يمكننا أن نفرض العدالة فرضاً على النّاس لأنّ طبيعتهم وفطرتهم لا تتلائم مع ذلك. نعم يمكننا أن نعمل شيئاً آخر، وهو أنْ نقوم بتنمية عقل الإنسان وتقوية علمه إلى أن يصل إلى مرحلة نستطيع أن نقول له فيها، صحيح أنّ المصلحة الشخصيّة هي التي تمتلك الأصالة في الحياة، وليس لأحد أن يحاول صرف الإنسان عن السعي وراءها. ولكنّ المصلحة الفرديّة لا يمكن تأمينها إلا عن طريق إرساء العدالة في المجتمع، ذلك أنّك لا تمتلك دائماً من القوّة في مقابل الآخرين ما يتيح لك الحصول على كلّ ما تريد عن طريق البغي والعدوان، لأنّهم سوف يردّون على اعتدائك وبالتالي فبدل أن تحصل على المنفعة فسوف تصاب بالضرر.[٢٨]

نقد النظرية

إنّ هذه النظرية تصدق على الضعفاء - فقط - دون الأقوياء. والعلم في هذه النظرية يدفع الفرد إلى الالتزام بالعدالة من أجل تأمين مصلحته الشخصيّة فقط، فإذا امتلك القدرة والقوّة التي تؤمّن حصوله على مصالحه الشخصيّة بطريقة مباشرة، فإنّ معنى العدالة ينعدم تماماً بالنسبة له في هذه الحالة. ولهذا فإنّ فلسفة (برتراند رسل) على النقيض من كلّ شعاراته الإنسانية، تعطي الحقّ لكل الأقوياء من الدرجة الأولى والذين لا يشعرون بأيّ خوف من الآخرين، في أن يرتكبوا بحقّهم ما شاء لهم من الظلم والعدوان.[٢٩]

النظرية الماركسية

يذهب الماركسيّون إلى أنّ العدالة شيء عمليّ، ولكنّها لا يمكن أن تتحقّق عن طريق الإنسان ذاته، لأنّه لا يملك القدرة على إقامة العدالة.. فلا يمكن تربيته بحيث يكون راغباً في العدالة وطالباً لها بمعنى الكلمة، ولا يمكن تنمية عقله وعلمه إلى الحدّ الذي يرى فيه أنّ مصلحته الشخصيّة إنّما توجد في العدالة. فلا تتحقق العدالة إلاّ بواسطة (آلهة) الآلة والماكينة. وبتعبير آخر: ليس للإنسان طلب العدالة والسعي وراءها، فهذا ليس من شأنه. وإذا تصوّر أنّه بإمكانه أن يصبح عادلاً فهذا تصوّر كاذب، لأنّه بطبيعته ليس محبّاً للعدالة، فالتطوّرات التي تحدثها الوسائل الاقتصاديّة والإنتاجية توصل البشرية إلى دنيا الرأسمالية أولاً، ثمّ يتمّ الانتقال بعد ذلك بصورة طبيعيّة إلى دنيا الاشتراكية حيث تقوم الآلة بإقرار المساواة والعدالة في المجتمع بصورة جبريّة، شاء النّاس أم أبوا.[٣٠]

النظريّة الإسلامية

أمّا النظريّة الإسلامية فترى أنّ جميع تلك الأفكار والفلسفات إنّما هي نوع من التشاؤم وسوء الظن بطبيعة البشر وفطرته، فإذا كانت البشريّة اليوم تهرب من العدالة، فذلك لأنّها لم تصل إلى مرحلة الكمال بعد. فالعدالة مرتكزة في أصل خلقة البشر. وإذا تربّى الإنسان بصورة صحيحة وعلى يد (مربّ كامل وهو المعصوم عليه السلام) فإنه حتماً يصل إلى مرحلة يصبح فيها طالباً للعدالة بنفسه، بحيث يفضّل العدالة الجماعيّة على المصلحة الشخصيّة، ويصبح حبّ العدالة عنده شيئاً نابعاً من ذاته كحبّ الجمال مثلاً يندفع إليه بكلّ وجوده بدون أن يجبره أحد أو شيء على ذلك.

والواقع أنّ العدالة من مقولات الجمال ومصاديقه، الجمال المعقول وليس المحسوس طبعاً ويخطئ الذين يزعمون أنّ الإنسان بفطرته ليس مريداً للعدالة ولا طالباً لها، وأنّه لا يتقبّلها إلّا أن تُفرض عليه فرضاً، أو يدّعون أنّ عقل البشر يجب أن يصل إلى مرحلة يرى فيها مصلحته الشخصيّة في العدالة، بصورة تلقائية دون أن يكون للإنسان أيّ دور في ذلك.[٣١]

العدالة في التأريخ

هناك أفراد بين البشر أثبت التأريخ أنّهم كانوا يتمتّعون بصفة العدل وحبّ العدالة دون أن يجبرهم أحد على ذلك، أو يكون حافزهم تأمين منافعهم الذّاتية، بل على العكس من ذلك فكثيراً ما دفعتهم هذه الصفة إلى مخالفة هذا الحافز والعمل في اتّجاه مضادّ له. فالعدالة عندهم فكرة وأُمنية وهدف، بل هي أشبه بمحبوب يعشقونه ويضحّون بأنفسهم في سبيله.

فقد كان عليّ بن أبي طالب (ع) واحداً ممن سعى إلى تطبيق العدالة في حكومته وصار مثالاً لامعاً للحاكم العادل، حيث استطاع عمليّاً أن يثبت بطلان كلّ الفلسفات التي تدّعي أنّ العدالة شيء غريب عن فطرة الإنسان. وعندما نضرب مثالاً بأمير المؤمنين (ع) فلا يتصوّر البعض أنّ هذا الأمر منحصر في شخص واحد فقط، كلّا، فقد كان عليه السلام أستاذاً لمدرسة تلّقى فيها الكثيرون دروس العدالة وتخرّجوا منها بتفوّق، وساروا على هذا النهج طيلة حياتهم. كما أننا نرى في كلّ العصور والأزمنة، وحتّى في زماننا هذا، أفراداً يؤمنون بالعدالة بصورة واقعيّة، وقد مُزجت فطرتهم بحبّها مزجاً، وسوف يكون إنسان العصور القادمة أيضاً كذلك. [٣٢]

كتب جورج جرداق في كتابه الإمام علي صوت العدالة الإنسانية بأنّ علياً (ع) يمثل في جملة كيانه جانباً عظيماً من العدالة الكونية الشاملة.[٣٣]

بسط العدل هدف الإمام المهديّ (ع)

إنّ الله لم يدّخر إنساناً ينهض بهذا العمل الجبّار في بسط العدل بمعناه الحقيقيّ في كلّ المعمورة إلّا المهديّ الموعود. فكل الأنبياء جاؤوا لتحقيق العدل ونشره في ربوع العالم برّمته، ولكن لم يكتب لهم النجاح. وحتّى خاتم الرسل (ص) الذي جاء لإصلاح البشرية وتطبيق العدالة، لم يكتب له النجاح في تحقيق هذا الهدف في عصره.

والعدالة التي يحققها الامام المنتظر عليه السلام إضافة إلى بسط العدل على الأرض لتحقيق الرفاهية للناس، هي العدالة في كافة المراحل والدرجات الإنسانية.

فالإنسان إذا ما انحرف عن جادة الصواب سواء انحرافاً عملياً، أو انحرافاً روحياً، أو انحرافاً عقلياً، فمعالجة هذه الانحرافات بالمعنى الحقيقيّ هي إيجاد العدل لدى الإنسان.

فعندما يعود الإنسان المنحرف خلقياً إلى جادة الاعتدال فإنّ ذلك يعني تحقيق العدالة في داخله، وإذا ما طرأ أيّ انحراف أو سقم على عقائد الإنسان فإنّ تعديل هذه العقائد المعوجة والسقيمة والعمل على تصحيحها وجعلها على الصراط المستقيم يعدّ بسطاً للعدل على صعيد عقل الإنسان.[٣٤]

الظلم والجور قبل ظهور المهدي (عج)

قد انغرست الدعايات الموجهة والفهم الخاطئ لروايات ظهور الامام المنتظر (عج) في أذهان الناس ، بحيث اعتقدوا أنّ أي تحرّكٍ إصلاحيّ لن يكون مفيداً ومثمراً قبل قيام المهديّ، ويستدلّون بأنّ الدنيا يجب أن تُملأ ظلماً وجوراً حتّى يأتي الإمام المهديّ، وما لم تمتلئ بالظلم والجور فإنّه لن يظهر.[٣٥]

فهناك الكثيرون ممّن يتصوّرون أنّ مسألة ظهور الإمام الحجّة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هي مسألة مساوية لانحطاط العالم وتقهقر البشريّة. ولكنّ القضية على العكس من ذلك، فهي عنوان الرقيّ الفكريّ والأخلاقيّ والعلميّ للبشر، وذلك بحكم كلّ الشواهد والأدلّة التي وصلت إلينا عن طريق ديننا الذي يُحدّثنا عن موضوع ظهور الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف وسيادة العدل الكليّ الشامل في طول الدنيا وعرضها.[٣٦]

ففي أحاديث أصول الكافي نقرأ أنّه عندما يظهر الحجّة المنتظر، فإنَّه يمسح بيده على أفراد البشر فتزداد عقولهم، كما يزداد فكرهم وعملهم، بعد أن تُنزع من نفوسهم طبيعة الشرّ والعدوان، ويكون هناك في الدنيا الرُقيّ الحقيقي، والتكامل الواقعي للإنسان". [٣٧]

العدالة في دولة الإمام المهديّ (ع)

إنّ جميع الأنبياء الذين بعثوا من قبل الله سبحانه بين البشر كانوا يسعون وراء هدفين رئيسيين:

الهدف الأول: هو إقامة علاقة صحيحة بين البشر وبين الله ربّهم، وبعبارة أخرى: تخليص البشر من عبادة كلّ موجود سوى الله تبارك وتعالى وهو ما يتلخّص في كلمة "لا إله إلا الله".

والهدف الثاني: هو إقامة علاقات سليمة بين البشر أنفسهم على أساس العدل والإحسان والسلام والمحبّة والتعاون وخدمة بعضهم البعض.[٣٨]

الهوامش

  1. ابن منظور، لسان العرب، ج 11، ص 430 ــ 431.
  2. الطريحي، مجمع البحرين، ج 3، ص 134.
  3. ابن منظور، لسان العرب، ص 433.
  4. ابن منظور، لسان العرب، ج 11، ص 430.
  5. مصطلحات فقهية.
  6. المطهري، العدل الإلهي ص 44.
  7. تفسير الصافي في ذيل هذه الآية.
  8. المطهري، العدل الإلهي ص 44-46.
  9. المطهري، العدل الإلهي ص 46.
  10. (المائدة، الآية 95).
  11. المائدة 106.
  12. المشكيني، مصطلحات الفقه- العدالة ص 370.
  13. الطريحي، مجمع البحرين
  14. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 5، ص107.
  15. الشيخ جعفر السبحاني، مفاهيم القرآن (العدل والإمامة)ِ ج 10، ص 8.
  16. التسخيري، التوازن في الإسلام، ص 8.
  17. الجِدَةُ: ويقال له، المُلكُ فهو هيئة حاصلة من إحاطة شيء بشيء ، بحيث ينتقل المحيط بانتقال المحاط ، سواء كانت الإحاطة إحاطة تامة كالتجلبب ، أو إحاطة ناقصة كالتقمص والتنعل. (الطباطبائي، بداية الحكمة، ص 80).
  18. السيد الحائری، اُصول الدين، ص 125.
  19. العدلية: مصطلح يطلق على الإمامية والمعتزلة القائلين بالعدل الإلهي، وأنّ الله تعالى يجازي العباد على حسب أفعالهم في الدنيا فيدخل الجنّة أهل الطاعة، ويدخل النار أهل المعصية، ويطلق لفظ العدلية في قبال لفظ الأشاعرة الذين أنكروا العدل عملياً ويقولون بأنّ الله تعالى هو المالك في خلقه يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، فلو أدخل الناس كلّهم الجنّة لم يكن حيفاً، ولو أدخلهم كلّهم النار لم يكن جوراً.
  20. السيد الحائری، اُصول الدين، ص 124.
  21. الحسّون (تبريزيان)، العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، ص 20، 21.
  22. المطهري، العدل الإلهي، ص 58.
  23. الحسّون (تبريزيان) ، العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، ص 11.
  24. الحسّون (تبريزيان)، العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ص 19.
  25. الحسّون (تبريزيان)، العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ص 20.
  26. مركز نون، أمل الإنسان، ص 182.
  27. مركز نون، أمل الإنسان، ص 182-183.
  28. مركز نون، أمل الإنسان، ص 183.
  29. مركز نون، أمل الإنسان، ص 183-184.
  30. مركز نون، أمل الإنسان، ص 184.
  31. مركز نون، أمل الإنسان، ص 185.
  32. مركز نون، أمل الإنسان، ص 186.
  33. جرداق، الإمام علي (ع) صوت العدالة الانسانية، ص 21، مقدمة المؤلف.
  34. مركز نون، أمل الإنسان، ص 177.
  35. مركز نون، أمل الإنسان، ص 188.
  36. مركز نون، أمل الإنسان، ص 186.
  37. المطهري، أصالة الروح، ص 200-212.
  38. مركز نون، أمل الإنسان، ص 179.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط 3، 1414 هـ.
  • الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، قم، مؤسسة البعثة، ط 1، 1414 هـ.
  • المشكيني، علي، مصطلحات الفقه، دار الهادي للنشر، ط 3، 1423هـ.
  • الحائري، السيد کاظم، أصول الدين، الطبعة الرابعة، دار البشير، 1432 هـ.
  • التسخيري، محمد علي، التوازن في الإسلام، معاونية العلاقات الدولية في منظمة الإعلام الإسلامي، 1411 هـ/ 1991 م.
  • الحسّون (تبريزيان)، علاء، العدل عند مذهب أهل البيت (ع)، المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، ط 1، 1429 هـ.
  • جرداق، جورج، الإمام علي صوت العدالة الإنسانية، تحقيق حسن حميد السنيد، مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، ط 1، 1424 هـ
  • أمل الانسان، مركز نون (جمعية المعارف الإسلامية الثقافية)، ط 1، 1435 هـ/ 2014 م.
  • مدير، كاظم، الحِكم من كلام الإمام امير المؤمنين علي (ع)، مشهد، مؤسسة الطبع والنشر التابعة للاستانة الرضوية المقدسة، ط 1، 1417 هـ.
  • السبحاني، جعفر، مفاهيم القرآن (العدل والإمامة)، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، بيروت، 1431 هـ/ 2010 م.
  • الرّي شهري، محمد، ميزان الحكمة، دار الحديث، ط 1 (التنقيح الثاني)، قم، 1418 هـ/ 1375 هـ ش.
  • تميمي الآمدي، عبد الواحد بن محمد، غرر الحكم ودرر الكلم، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، قم، دار الكتاب الإسلامي، ط 2، 1410 هـ.

وصلات خارجية