الأربعون حديثاً (للإمام الخميني)

من ويكي شيعة
الأربعون حديثاً (للإمام الخميني)
المؤلفروح الله الموسوي الخميني
البلدبيروت لبنان
اللغةالعربية-الفارسية
الموضوعالأخلاق والعقائد
الناشردار زين الدين
تاريخ الإصدارالطبعةالرابعة 2010م


الأربعون حديثا هو کتاب تربوي أخلاقي عرفاني من تأليف مفجر الثورة الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني، كتبه قبل انتصار الثورة الإسلامية بحوالي 40 سنة، جمع فيه عدة من أحاديث النبي الأكرم (ص) والأئمة (ع) في المسائل الأخلاقية والعقائدية وشرح هذه الأحاديث بأسلوب علمي وفلسفي وعرفاني.

لمحة عن المؤلف

ولد وتوفى روح الله الموسوي الخميني سنة (1320 - 1402 هـ/ 1902 - 1989 م) وقد اشتُهِر بين عموم المسلمين بلقبه الإمام الخميني، وهو مفجّر الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979 م. والتي أدّت إلى إسقاط الشاه وقيام نظام الجمهورية الإسلامية فيها، كما يُعَدُّ واحداً من كبار مراجع التقليد في القرن الخامس عشر للهجرة عند الشيعة الإمامية .

التعريف بالكتاب

كتاب الأربعون حديثا، هو شرح الدروس الأخلاقية والعقائدية التي كان يلقيها الإمام الخميني على تلاميذه في المدرسة الفيضية ومدرسة ملا صادق في قم المقدسة وانتهى من تأليفه عام 1979 م, وكان مخطوطا منسياً طيلة نصف قرن تقريبا.

وقد طبع في بادئ الأمر كل حديث من الأربعين حديثا في مجلة الاعتصام ابتداءا من العدد 19 ثم في كتاب واحد.

سبب التأليف

ذكر الإمام الخميني في مقدمة كتابه أنّ سبب تأليفه لكتاب الأربعون حديثا هو الامتثال لحديث رسول الله (ص) القائل « من حفظ على أمّتي اربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما » فقد أورد في مقدمة كتابه:

«يقول هذا العبد الفقير الضعيف : كنت أحدث نفسي منذ فترة ، بأن أجمع أربعين حديثا من أحاديث أهل بيت العصمة و الطهارة (ع) ، المدوّنة في الكتب المعتبرة للأصحاب والعلماء رضوان الله عليهم ، وأن أشرح كل حديث شرحا يتناسب وفهم العامة . ومن هذا المنطلق كتبتها باللغة الفارسية كي ينتفع منها الذين ينطقون بالفارسية ، ولعلي بذلك ـ إن شاء الله ـ أصبح ممن يشمله الحديث الشريف لخاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول : «من حفظ على امّتي اربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» [١]

تاريخ التأليف

ذكر الامام الخميني في خاتمة كتابه ما نصه:

«قد تم هذا الكتاب على يد الفاني المؤلف الفقير في عصر يوم الجمعة الرابع من شهر محرم الحرام عام ثمان وخمسين وثلاثمائة والف للهجرة القمرية»[٢]

الموافق عام 1939 الميلادي .أي قبل انتصار الثورة في إيران بأربعين سنة تقريبا حيث كان انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام ألف وأربعمائة من الهجرة النبوية الشريفة المصادف عام 1979 الميلادية .

محتوى الكتاب

يشتمل كتاب الأربعين حديثا على أربعين حديثا من أحاديث النبي الأكرم(ص) وأئمة أهل البيت (ع)، 33 حديثا منها في الأخلاق و7 أحاديث في المسائل العقائدية

وقد رتب فهرس كتابه كالتالي:

  1. جهاد النفس.
  2. الرياء.
  3. العجب.
  4. الكبر.
  5. الحسد.
  6. حب الدنيا.
  7. الغضب.
  8. عصبية النفاق.
  9. هوى النفس.
  10. الفطرة.
  11. التفكر.
  12. التوكل.
  13. الخوف والرجاء.
  14. الامتحان.
  15. الصبر.
  16. التوبة.
  17. ذكر الله.
  18. الغيبة.
  19. الإخلاص.
  20. الشكر.
  21. كره الموت.
  22. أصناف طالبي العلم.
  23. أقسام العلم.
  24. الوسواس.
  25. فضيلة العلم.
  26. العبادة وحضور القلب،
  27. لقاء الله.
  28. وصية رسول الله للأمير (ع).
  29. أقسام القلوب.
  30. عدم المعرفة الحقيقية لله والرسول والإمام والمؤمن.
  31. اليقين والحرص والرضا والولاية شرط قبول الأعمال.
  32. حال المؤمن عند الله.
  33. معرفة الحق وأسمائه.
  34. معرفة الحق وصفاته.
  35. طريق معرفة الحق تعالى وأولي الأمر.
  36. خلق الله آدم على صورته.
  37. الخير والشر.
  38. حقيقة التوحيد.

التراجم والشروحات

  1. اللغة العربية: حيث قام محمد الغروي بترجمته في مجلّد واحد عام 2003م ،وكذلك قام أحمد الفهري بشرحه في أربعة مجلدات، تتضمّن هذه الترجمة شروحات قيّمة.
  2. اللغة التايلاندية: طبع كتاب الأربعين حديثا باللغة التايلاندية مرتين الأولى عام1991م، والثاينة عام2009م من قبل المستشارية الثقافية الإيرانية في بانكوك.
  3. وقد ترجم أيضا إلى اللغة التركية والإنكليزية والأورديةوالتاميلية والبوسنية والفرنسية والكردية .

التلخيصات

قام السيد سامي خضرة بتلخيص كتاب الأربعين حديثا بعنوان زبدة الأربعون حديثا,بأسلوب بسيط بعيد عن المصطلحات العلمية والأبحاث العالية التي لا يدرك مدلولها إلا أهل الاختصاصكتاب زبدة الأربعون حديثا.

اختلافه عن المؤلفات الأخرى

كان دأب العديد من علماء الشيعة أن يقوموا بتأليف كتاب يحتوي على أربعين حديثا من أحاديث النبي (ص) و الأئمة(ع) ، ورغم أن مؤلفاتهم تلك كان على قدر من الأهمية إلا أنّ كتاب الأربعين حديثا للإمام الخميني يتفوّق على غيره من الكتب التي تحمل نفس المضمون رغم جلالة تلك الكتب بعدة أمور منها:

  • أولا - شمولية الكتاب :حيث أنّ هذا الكتاب يتحدث عن أكبر عدد ممكن من الأبحاث المتنوعة مثل تفسير بعض آيات القرآن الكريم ، وأصول الدين، والأخلاق وشرح بعض الروايات المشهورة المستعصي فهمها على الناس والعرفاء. كما أنّ المؤلف قدس الله نفسه يتناول الحديث ويدرسه من جوانب عديدة ومختلفة : مثل الأحكام الفقهية والعرفانية والفلسفية واللغوية والأصولية ولا يقتصر على جانب واحد .
  • ثانيا ـ الدقة والعمق :إنّ المؤلف عليه قد دخل جوهر المعارف وعمق الأبحاث واستظهر الحقائق العلمية التي قلّما يبلغ إليها الكتّاب والباحثون ، إضافة إلى تعمّقه في أبحاث فلسفية وعرفانية .
  • ثالثا ـ تصور المكافئة الدنيوية والاخروية :إنّ المؤلف عند عرضه للمعاصي الكبيرة مثل الغيبة والحسد والكبر و... يصوّر العذاب الدنيوي بصورة يعيشها ويلمسها الانسان ، ويجسد العذاب الأخروي ببيان يحسب الإنسان أنه يراه وأنه قريب منه جدا ، كما وإنّه عندما يستعرض الحسنات والمثوبات يشرح بكل وضوح ارتباط الحسنات بالأعمال والآخرة بالدنيا ، ويبيّن كيفية الارتباط ومستواه .وعندما يقرأ الإنسان في الأحاديث المباركة الجزاء الكبير على عمل بسيط وقليل ، قد ينبعث لديه الاستغراب أوالاستنكار لمثل هذه المكافئة. ولكننا نجد بأنّ الإمام يشرح ويستدلّ ويبيّن ذلك بصورة واضحة فلا يبقى مجال للاستغراب والتّردّد في ذلك، وإنّما تحصل للإنسان القناعة بصواب مضمون الحديث وصحّة هذه المكافاة العظيمة من الرب الرحيم على عمل صغير وقليل .
  • رابعا ـ الموعظة والنصحية :يحتوى هذا الكتاب على قدر كبير من الموعظة والنصيحة بلغة سهلة مستعينا بأمثلة مستخلصة من واقع الحياة التي يعيش فيها الإنسان ، مَثَلَه مَثَل الأب الكبير العطوف الذي يمسك بيد أولاده ويسير بهم معترك الحياة ومنعطفات الحوادث والأيّام ويشرح لهم بلسان ملؤه الرأفة والرحمة وعواقب الامور ، ونتائج الأعمال ، وعدم الانبهار بالمظاهر الخلابة والزركشة المغرية. إنّ المؤلف يشفع الأبحاث العلمية في معظم الأحاديث بالموعظة والنصيحة حتى تكون فائدة البحث أوفى.
  • خامسا ـ الداء والدواء :يتولّى الإمام الخميني بيان المساوئ الخلقية والعاهات النفسية مع بيان آثارها وأعراضها على الإنسان والمجتمع، ثم يطرح صيغة العلاج بشقيّها العلمي والعملي مع التذكير مغبة الأمراض النفسية إذا أهملها الانسان وأجّلها والتنبيه بنتائجها على الصعيد الفردي والاجتماعي والدنيوي والاخروي. ومثل هذا الأسلوب من الطرح والعلاج وإن كان مذكوراً في بعض الكتب الأخلاقية ولكنّها لا تُقدّم الوصفة العلاجية الطيبة بمثل ما نشهد في هذا الكتاب.
  • سادسا ـ التواضع والتذلل :نجد في هذا الكتاب التواضع والاحتقار من المؤلف لنفسه والاستهانة بالأفكار التي يبديها والأبحاث التي يشرحها أمام الفلاسفة والعلماء والأجلاء وكأن تلميذا بسيطا يُسطّر أمام العظماء والكبار دروسه فيعتذر أمام القارئ مما يكتبه ويصنفه . إنّ الإمام يزدري نفسه ويحتقرها ولا يجد لها شأنا على كافة المستويات العلمية والعرفانية والفلسفية والعملية والاخلاقية . وهذا أمر نكاد أن لا نعثر عليه في كتاب آخر.
  • سابعا ـ التعظيم للعلماء :إنّ أدب قد دفع به إلى تجليل كل العلماء والمحدثين والفلاسفة وتعظيم كل من يَرد ذكره في الكتاب فيعبر عن الكليني بثقة الإسلام والمسلمين تارة وبحجّة الفرقة وثقتها أخرى وشيخ المحدثين وأفضلهم ثالثة. وعن نصير الدين الطوسي بأفضل المتأخرين وأكمل المتقدمين ، وعن البهائي العاملي بالشيخ الجليل العارف. وعن المجلسي بالمحقق المدقق و ... فهذا التعظيم والاحترام للعلماء والفقهاء والمحدثين ظاهر لكل من يقرأ صفحات من هذا الكتاب .

الهوامش

  1. الخميني، الأربعون حديثا، ص 18.
  2. الخميني، الأربعون حديثا، ص 740.

المصادر والمراجع

  • الخميني، روح الله، الأربعون حديثا, بيروت، دار زين الدين، ط 4، 1431 هـ/ 2010 م.