مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المعاد الجسماني»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
يوجد نزاع واختلاف في [[المعاد]] في كونه جسمانيّاً أو روحانيّاً أو هما معاً، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى حقيقة الإنسان في هذه النشأة، فالذي يعتقد بأن هوية الإنسان وحقيقته هي جسمه لا شيء آخر، فلابدّ أن يحصر المعاد بالجسماني دون غيره، وأمّا الذي حصر هويّة الإنسان وحقيقته بروحه لا بجسده، فإنّ المعاد سيكون عنده روحانيّاً ليس إلّا. | يوجد نزاع واختلاف في [[المعاد]] في كونه جسمانيّاً أو روحانيّاً أو هما معاً، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى حقيقة الإنسان في هذه النشأة، فالذي يعتقد بأن هوية الإنسان وحقيقته هي جسمه لا شيء آخر، فلابدّ أن يحصر المعاد بالجسماني دون غيره، وأمّا الذي حصر هويّة الإنسان وحقيقته بروحه لا بجسده، فإنّ المعاد سيكون عنده روحانيّاً ليس إلّا. | ||
لقد تعددت النظريات بين [[علم الكلام|المتكلمين]] و[[الفلاسفة]] في حقيقته، فمنهم من ذهب إلى أنه عودة الروح إلى البدن المادي، وذهب [[صدر المتألهين]] إلى تعلّق الروح بالبدن المثالي [[البرزخ|البرزخي]]، وقال الشيخ [[أحمد بن زين الدين الأحسائي|الأحسائي]] بالمعاد الهورقليائي. | لقد تعددت النظريات بين [[علم الكلام|المتكلمين]] {{و}}[[الفلاسفة]] في حقيقته، فمنهم من ذهب إلى أنه عودة الروح إلى البدن المادي، وذهب [[صدر المتألهين]] إلى تعلّق الروح بالبدن المثالي [[البرزخ|البرزخي]]، وقال الشيخ [[أحمد بن زين الدين الأحسائي|الأحسائي]] بالمعاد الهورقليائي. | ||
==تعريفه== | ==تعريفه== | ||
*'''لغةً''': المعاد مصدر ميمي مأخوذ من عاد الشيء، يعود، عوداً، معاداً، عاد إليه وعاد له، وعاد فيه، وعليه بمعنى رجع، قال صاحب المعجم الوسيط فيه: ”[[المعاد]] هو الحياة [[الآخرة]]، والمرجع والمصير“،<ref>مجموعة مؤلفين، المعجم الوسيط، ص 635.</ref> وقال صاحب المصباح المنير: وعاد له أيضاً يعود ”عودةً، عوداً“، صار إليه،<ref>الفيومي، المصباح المنير، ص 225.</ref> قال تعالى: {{قرآن|وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}}.<ref>الأنعام: 28.</ref> | *'''لغةً''': المعاد مصدر ميمي مأخوذ من عاد الشيء، يعود، عوداً، معاداً، عاد إليه وعاد له، وعاد فيه، وعليه بمعنى رجع، قال صاحب المعجم الوسيط فيه: ”[[المعاد]] هو الحياة [[الآخرة]]، والمرجع والمصير“،<ref>مجموعة مؤلفين، المعجم الوسيط، ص 635.</ref> وقال صاحب المصباح المنير: وعاد له أيضاً يعود ”عودةً، عوداً“، صار إليه،<ref>الفيومي، المصباح المنير، ص 225.</ref> قال تعالى: {{قرآن|وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}}.<ref>الأنعام: 28.</ref> | ||
*'''اصطلاحاً''': هو الرجوع بعد الفناء، أو رجوع أجزاء البدن إلى الاجتماع بعد التفرق، وإلى الحياة بعد [[الموت|الممات]]، و[[الروح|الأرواح]] إلى الأبدان بعد المفارقة، وقد عُرِّفَ بتعاريف مختلفة،<ref>الساعدي، المعاد الجسماني، ص 23.</ref> منها: هو إعادة الأجزاء الأصلية، لا إعادة الأجزاء الفاضلة،<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج 2، ص 153.</ref> وكذلك هو عبارة عن إحياء الموتى وإخراجهم من [[القبر|قبورهم]]، بعد جمع الأجزاء الأصلية التي من شأنها ذلك کالظفر،<ref>الرازي، الأربعين في أصول الدين، ص 292.</ref> فإن هذين التعريفين وما سبقهما، يدلان على أن الناس تعود بأجسامها وأرواحها في اليوم الآخر، وهو معنى خروجهم من قبورهم أحياء.<ref>الساعدي، المعاد الجسماني، ص 23.</ref> | *'''اصطلاحاً''': هو الرجوع بعد الفناء، أو رجوع أجزاء البدن إلى الاجتماع بعد التفرق، وإلى الحياة بعد [[الموت|الممات]]، {{و}}[[الروح|الأرواح]] إلى الأبدان بعد المفارقة، وقد عُرِّفَ بتعاريف مختلفة،<ref>الساعدي، المعاد الجسماني، ص 23.</ref> منها: هو إعادة الأجزاء الأصلية، لا إعادة الأجزاء الفاضلة،<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج 2، ص 153.</ref> وكذلك هو عبارة عن إحياء الموتى وإخراجهم من [[القبر|قبورهم]]، بعد جمع الأجزاء الأصلية التي من شأنها ذلك کالظفر،<ref>الرازي، الأربعين في أصول الدين، ص 292.</ref> فإن هذين التعريفين وما سبقهما، يدلان على أن الناس تعود بأجسامها وأرواحها في اليوم الآخر، وهو معنى خروجهم من قبورهم أحياء.<ref>الساعدي، المعاد الجسماني، ص 23.</ref> | ||
==المعاد الجسماني في القرآن والروايات== | ==المعاد الجسماني في القرآن والروايات== | ||
سطر ٤٠: | سطر ٤٠: | ||
==النظريات في حقيقته== | ==النظريات في حقيقته== | ||
لقد تعددت النظريات بين [[علم الكلام|المتكلمين]] و[[الفلاسفة]] في حقيقة المعاد الجسماني، فبعضهم من قبل وبعضهم من أنكر، والنظريات هي: | لقد تعددت النظريات بين [[علم الكلام|المتكلمين]] {{و}}[[الفلاسفة]] في حقيقة المعاد الجسماني، فبعضهم من قبل وبعضهم من أنكر، والنظريات هي: | ||
*'''عودة الروح إلى البدن المادي''': الرأي السائد بين المتكلّمين هو أنّ [[الله]]{{عز وجل}} يخلق من الأجزاء المتفرقة للبدن بدناً، فيُعيد إليه روحه المجردة الباقية بعد بلاء البدن في [[يوم القيامة]]، وهذا حسب تفسيرهم لظاهر [[الآيات]] و[[الروايات]].<ref>صدر المتألهين، الأسفار، ج 9، ص 165.</ref> | *'''عودة الروح إلى البدن المادي''': الرأي السائد بين المتكلّمين هو أنّ [[الله]]{{عز وجل}} يخلق من الأجزاء المتفرقة للبدن بدناً، فيُعيد إليه روحه المجردة الباقية بعد بلاء البدن في [[يوم القيامة]]، وهذا حسب تفسيرهم لظاهر [[الآيات]] {{و}}[[الروايات]].<ref>صدر المتألهين، الأسفار، ج 9، ص 165.</ref> | ||
*'''تعلّق الروح بالبدن المثالي''': ذهب [[صدر المتألهين]] إلى المعاد الجسماني، وانّ البدن المحشور في [[الآخرة]] هو البدن الدنيوي، ويصرُّ على هذا القول في أوائل البحث على نحو يُذِعن الإنسان بأنّه بصدد إثبات ما عليه المتشرعة من [[المعاد]] الدنيوي العنصري، هذا بالنظر البدوي، وأمّا حينما ينتقل إلى أواخر البحث فيذهب إلى تعلّق [[النفس]] ببدن مثالي برزخي، مطابق لما عليه [[الإشراقيون]] من الفلاسفة، غير انّهم عجزوا عن إثبات عينية البدن المثالي للبدن الدنيوي، ولكن صدر المتألّهين قام بهذا العمل ورفض التعددية بين البدنين وأرجع الاختلاف بينهما إلى الاختلاف في [[الكمال]] والنقص.<ref>السبحاني، مفاهيم القرآن، ج 8، ص 94.</ref> | *'''تعلّق الروح بالبدن المثالي''': ذهب [[صدر المتألهين]] إلى المعاد الجسماني، وانّ البدن المحشور في [[الآخرة]] هو البدن الدنيوي، ويصرُّ على هذا القول في أوائل البحث على نحو يُذِعن الإنسان بأنّه بصدد إثبات ما عليه المتشرعة من [[المعاد]] الدنيوي العنصري، هذا بالنظر البدوي، وأمّا حينما ينتقل إلى أواخر البحث فيذهب إلى تعلّق [[النفس]] ببدن مثالي برزخي، مطابق لما عليه [[الإشراقيون]] من الفلاسفة، غير انّهم عجزوا عن إثبات عينية البدن المثالي للبدن الدنيوي، ولكن صدر المتألّهين قام بهذا العمل ورفض التعددية بين البدنين وأرجع الاختلاف بينهما إلى الاختلاف في [[الكمال]] والنقص.<ref>السبحاني، مفاهيم القرآن، ج 8، ص 94.</ref> |