مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أحمد بن حنبل»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Rezvani طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٥: | سطر ١٥: | ||
|مكان اختفاء = | |مكان اختفاء = | ||
|حالة اختفاء = | |حالة اختفاء = | ||
|تاريخ وفاة = [[ | |تاريخ وفاة = [[241 هـ]] | ||
|مكان وفاة =بغداد | |مكان وفاة =بغداد | ||
|سبب وفاة = | |سبب وفاة = | ||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
|مدرسة أم = [[أهل الحديث]] | |مدرسة أم = [[أهل الحديث]] | ||
|عمل = | |عمل = | ||
|سبب شهرة = | |||
|سبب شهرة = | |||
|أعمال بارزة = تصنيف ''المسند'' في [[الحديث]], ''فضائل الصحابة'', و.... | |أعمال بارزة = تصنيف ''المسند'' في [[الحديث]], ''فضائل الصحابة'', و.... | ||
|صنف = | |صنف = | ||
|تأثر =[[الشافعي]] | |تأثر =[[الشافعي]] | ||
|تأثير = [[ابن الجوزي]] | |تأثير = [[ابن الجوزي]], [[ابن تيمية]], [[ابن قيم الجوزية]], و[[محمد بن عبد الوهاب]] | ||
|منشأ = | |منشأ = | ||
|لقب =الشيباني المروزي | |لقب =الشيباني المروزي | ||
|مدة = | |مدة = | ||
سطر ٥٦: | سطر ٤٦: | ||
|دين = | |دين = | ||
|مذهب =إمام المذهب [[الحنبلية|الحنبلي]] | |مذهب =إمام المذهب [[الحنبلية|الحنبلي]] | ||
|تهم = | |تهم = | ||
|عقوبة =سجن في عهد [[المأمون]] العباسي, و[[المعتصم]] | |عقوبة =سجن في عهد [[المأمون]] العباسي, و[[المعتصم]] | ||
|حالة جنائية = | |حالة جنائية = | ||
|زوج = | |زوج = | ||
|شريك = | |شريك = | ||
|أولاد = | |أولاد = | ||
|والدان = | |والدان = | ||
|ملاحظات = | |ملاحظات = | ||
|عرض صندوق = | |عرض صندوق = | ||
}} | }} | ||
'''أحمد بن حنبل''', من [[فقهاء]] [[أهل السنة]] ومن قادة فكر [[أصحاب الحديث]] الكبار في القرنين 2 و3 هـ, والمدافع والداعي إلى طريقتهم في [[الفقه]] في مقابل [[أصحاب الرأي]]. نال شهرته في حياته بسبب مخالفته لنظرية | '''أحمد بن حنبل''', من [[فقهاء]] [[أهل السنة]] ومن قادة فكر [[أصحاب الحديث]] الكبار في القرنين 2 و3 هـ, والمدافع والداعي إلى طريقتهم في [[الفقه]] في مقابل [[أصحاب الرأي]]. نال شهرته في حياته بسبب مخالفته لنظرية [[خلق القرآن]] في [[حادثة المحنة]], وقد سعى من خلال التعاليم التي قدمها إلى تنظيم أسس أصحاب الحديث الفكرية, حيث استندوا من بعده في تأييد أفكارهم إلى أقواله ومؤلفاته أكثر من أي شخص آخر. | ||
احتلّ أحمد بن حنبل موقعه بشكل عملي منذ النصف الأول من القرن 6 هـ مع اتساع نفوذ أتباع مدرسته الفقهية على صعيد المجتمع والسياسة, حيث عُدّ كرابع إمام من أئمة فقه [[أهل السنة]] | احتلّ أحمد بن حنبل موقعه بشكل عملي منذ النصف الأول من القرن 6 هـ مع اتساع نفوذ أتباع مدرسته الفقهية على صعيد المجتمع والسياسة, حيث عُدّ كرابع إمام من أئمة فقه [[أهل السنة]], بعد تنازع في فقاهته عند حد التحديث, فكان ممن انشغل في التحقيق والتأليف في فقهه والفقه الحنبلي, [[ابن تيمية]], و[[ابن قيم الجوزية]], ردّاً على أقوال المذاهب الأخرى, كما سعى [[ابن الجوزي]] في بيان منزلته العلمية والعملية كإمام وتجميعها بشكل منظم. رغم ذلك لم يقض فقه أحمد على مذهب العلماء الآخرين من [[أصحاب الحديث]], حيث يُلاحظ بعد ظهور [[الحنبلية|المذهب الحنبلي]] وجود أتباع مذاهب أصحاب الحديث من غير الحنابلة. | ||
أما على صعيد السياسة, فقد عُرف أحمد وأتباعه بنظريتهم في لزوم طاعة أئمة المسلمين, حيث رأى الانقياد تحت إمرتهم فرضاً على غيرهم وإن كانوا قد تسلموا [[الخلافة]] على سبيل القهر والغلبة وكانوا فجاراً؛ معتبراً أن من يخرج على [[الخليفة]], قد شق عصا [[المسلمين]] وسيموت ميتة [[الجاهلية]]. | أما على صعيد السياسة, فقد عُرف أحمد وأتباعه بنظريتهم في لزوم طاعة أئمة المسلمين, حيث رأى الانقياد تحت إمرتهم فرضاً على غيرهم وإن كانوا قد تسلموا [[الخلافة]] على سبيل القهر والغلبة وكانوا فجاراً؛ معتبراً أن من يخرج على [[الخليفة]], قد شق عصا [[المسلمين]] وسيموت ميتة [[الجاهلية]]. | ||
هذا وقد عدّ أحمد الإيمان بالسلف وحقهم, وبيان فضائل [[الصحابة]] ومن تبعهم من شروط [[الإيمان]], ورأى التمسك بما كان عليه أصحاب [[النبي | هذا وقد عدّ أحمد الإيمان بالسلف وحقهم, وبيان فضائل [[الصحابة]] ومن تبعهم من شروط [[الإيمان]], ورأى التمسك بما كان عليه أصحاب [[النبي (ص)]], والاقتداء بهم من أصول [[السنة]], ولو كانت باتباع أحاديث [[الحديث المرسل|مرسلة]] في [[الأحكام]] أو [[الحديث الضعيف|ضعيفة]] في الفضائل, على اختلاف بين الشراح والمعارضين, كما أنه نسب المقدِّمين لغيرهم إلى [[البدعة]], واتهم المفضِّلين [[علي(ع)|لعليّ (ع)]] على مَن تقدَّمه من الخلافاء [[الرافضة|بالرفض]]. | ||
عقائدياً اتُهم أحمد هو وأتباعه رغم اشتهار أمره في الاحتراز عن بيان [[العقائد|المعتقدات]], والحرص على [[التوحيد]], والتشدد نحو الأخرين, بالتشبيه, نظراً لتشبثه بظاهر [[الأحاديث]] والأخبار التي لم يؤمن بصحتها الآخرون. | عقائدياً اتُهم أحمد هو وأتباعه رغم اشتهار أمره في الاحتراز عن بيان [[العقائد|المعتقدات]], والحرص على [[التوحيد]], والتشدد نحو الأخرين, بالتشبيه, نظراً لتشبثه بظاهر [[الأحاديث]] والأخبار التي لم يؤمن بصحتها الآخرون. | ||
سطر ١٢٥: | سطر ١٠٢: | ||
==حادثة المحنة== | ==حادثة المحنة== | ||
تعتبر [[حادثة المحنة]] منعطفاً في حياة أحمد بن حنبل, وقد دفعت هذة الحادثة المادحين إلى المغالاة أحياناً وتجاوز الواقع, بحيث إن [[أصحاب الحديث]] كانوا يعتبرون أحمد بطل المحنة. بل كانوا يظنون أحياناً أن أشخاصاً مثل [[الشافعي]] قد أبلغوه قبل وقوع الحادثة أن | تعتبر [[حادثة المحنة]] منعطفاً في حياة أحمد بن حنبل, وقد دفعت هذة الحادثة المادحين إلى المغالاة أحياناً وتجاوز الواقع, بحيث إن [[أصحاب الحديث]] كانوا يعتبرون أحمد بطل المحنة. بل كانوا يظنون أحياناً أن أشخاصاً مثل [[الشافعي]] قد أبلغوه قبل وقوع الحادثة أن النبي (ص) تراءى لهم في منامهم, وأبلغ أحمد بقصة المحنة. حتى قيل فيما يتعلق برؤيا الشافعي إن النبي (ص) قرأ السلام على أحمد, وأمره أن يراعي جانب الحق في قضية خلق [[القرآن]].<ref>ابن الجوزي, ص 609 - 611, 616 - 618.</ref> | ||
===في عهد المأمون=== | ===في عهد المأمون=== | ||
سطر ٢٩٩: | سطر ٢٧٦: | ||
===معتقدات أصحاب الحديث=== | ===معتقدات أصحاب الحديث=== | ||
{{مفصلة|عقائد أصحاب الحديث}} | {{مفصلة|عقائد أصحاب الحديث}} | ||
لا يمكن التحدث بشكل قاطع عن مدى دور أحمد في بيان معتقدات [[أصحاب الحديث]]. وما يسود بين مؤلفي الكتب العقائدية لأصحاب الحديث ويثير الشبهات والشكوك لدى الباحث هو أنهم يسعون بصورة عامة لأن يعتبروا الأصول العامة لفكر أصحاب الحديث قديمة للغاية ومرتبطة بعهد [[النبي | لا يمكن التحدث بشكل قاطع عن مدى دور أحمد في بيان معتقدات [[أصحاب الحديث]]. وما يسود بين مؤلفي الكتب العقائدية لأصحاب الحديث ويثير الشبهات والشكوك لدى الباحث هو أنهم يسعون بصورة عامة لأن يعتبروا الأصول العامة لفكر أصحاب الحديث قديمة للغاية ومرتبطة بعهد [[النبي (ص)]] و[[الصحابة|أصحابه]], وإن لم يكن الموضوع المبحوث يرتبط بتلك العهود من الناحية التاريخية. ولذلك يلاحظ أن العقيدة السائدة في عصر أحمد بن حنبل قد أصبحت مسلماً بها ومفروضة بين أصحاب الحديث إلى حد بحيث إن جميع رجال أصحاب الحديث -والذين يشملون من وجهة نظرهم جميع "علماء الأمة"- كأنهم يؤمنون بها, وقد نقل وضبط قول عنهم يدل على هذا المعتقد. | ||
وعلى هذا الأساس, لا يمكن بسهولة تسليط الضوء على آراء أحمد الخاصة بشأن معتقداتهم؛ خاصة وأن أحمد لم يؤلف كتاباً مفصلاً وواضحاً في موضوع [[العقائد|المعتقدات]] والأصول الفكرية [[أصحاب الحديث|لأصحاب الحديث]], وأن روايات تلامذته وأتباعه تبدو أحياناً متناقضة, وقد أشار [[ابن تيمية]] أحياناً في آثاره ومنها مجموعة فتاواه المتبقية إلى آراء أحمد بن حنبل الخاصة في الموضوعات العقائدية, وطرح أحياناً الاختلافات الموجودة بين الروايات المنسوبة إلى أحمد بن حنبل, وأنه بأيها يمكن الاعتماد أكثر. | وعلى هذا الأساس, لا يمكن بسهولة تسليط الضوء على آراء أحمد الخاصة بشأن معتقداتهم؛ خاصة وأن أحمد لم يؤلف كتاباً مفصلاً وواضحاً في موضوع [[العقائد|المعتقدات]] والأصول الفكرية [[أصحاب الحديث|لأصحاب الحديث]], وأن روايات تلامذته وأتباعه تبدو أحياناً متناقضة, وقد أشار [[ابن تيمية]] أحياناً في آثاره ومنها مجموعة فتاواه المتبقية إلى آراء أحمد بن حنبل الخاصة في الموضوعات العقائدية, وطرح أحياناً الاختلافات الموجودة بين الروايات المنسوبة إلى أحمد بن حنبل, وأنه بأيها يمكن الاعتماد أكثر. | ||
سطر ٣١٠: | سطر ٢٨٧: | ||
===الاهتمام بالسنة=== | ===الاهتمام بالسنة=== | ||
كان أحمد بن حنبل يولي أهمية كبرى لـ"[[السنة]]", ويمكن اعتبار سنة [[النبي | كان أحمد بن حنبل يولي أهمية كبرى لـ"[[السنة]]", ويمكن اعتبار سنة [[النبي (ص)]] من بعد [[القرآن]], وأقوال [[الصحابة]] و[[التابعين]] أساس أصوله الفكرية. وهو يعتبر مخالفة السنة "[[بدعة]]", وكان يعارض "أهل الأهواء و[[البدع]]", ويرى تعظيم [[أصحاب الحديث]] تعظيماً للنبي (ص), ويعتبر مخالفي أصحاب الحديث [[الزنادقة|زنادقة]].<ref>ابن الجوزي, ص 247. </ref> | ||
يقول [[ابن الجوزي]]: إن أحمد كان متمسكاً بالسنة ويتجنب البدعة إلى درجة بحيث إنه كان يذم طائفة من الأخيار الذين كانوا يدلون أحياناً بأقوال تعارض السنة.<ref>ابن الجوزي, ص 253, أيضاً انظر: ص 211 - 214, 243 - 254.</ref> | يقول [[ابن الجوزي]]: إن أحمد كان متمسكاً بالسنة ويتجنب البدعة إلى درجة بحيث إنه كان يذم طائفة من الأخيار الذين كانوا يدلون أحياناً بأقوال تعارض السنة.<ref>ابن الجوزي, ص 253, أيضاً انظر: ص 211 - 214, 243 - 254.</ref> | ||
===مخالفة الكلام=== | ===مخالفة الكلام=== | ||
من البديهي أن أحمد كان يعارض الجدالات الكلامية بحيث كتب إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان, أنه ليس من أهل [[الكلام]], ولا يجيزه, إلا إذا دار الحديث عن شيئ في [[القرآن]], أو [[الحديث|حديث]] | من البديهي أن أحمد كان يعارض الجدالات الكلامية بحيث كتب إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان, أنه ليس من أهل [[الكلام]], ولا يجيزه, إلا إذا دار الحديث عن شيئ في [[القرآن]], أو [[الحديث|حديث]] النبي (ص), أو في كلام [[الصحابة]], وفي غير هذه الحالات يعتبر [[علم الكلام|الكلام]] أمراً غير جائز. حتى إنه كان ينهى عن مجالسة أهل الكلام وإن دافعوا عن [[السنة]].<ref>ابن الجوزي, ص 210.</ref> | ||
===مخالفة التأويل=== | ===مخالفة التأويل=== | ||
يعارض أحمد بن حنبل باعتباره محدثاً بارزاً, ومتبعاً لطريقة [[أصحاب الحديث]], أي نوع من الأساليب التأويلية لآيات [[القرآن]] و[[الأحاديث]] المنسوبة [[النبي|للنبي]] (ص), وكان يخالف كبار [[أصحاب الرأي]]. فهو يكتفي بالنصوص فقط, ولم يكن بصدد التوصل إلى فهم واضح دوماً للأصول العقائدية في مقابل الأشخاص الذين كانوا يجيزون [[التأويل]] في [[القرآن]] والحديث, ويهتمون بالمعتقدات العقلية. | يعارض أحمد بن حنبل باعتباره محدثاً بارزاً, ومتبعاً لطريقة [[أصحاب الحديث]], أي نوع من الأساليب التأويلية لآيات [[القرآن]] و[[الأحاديث]] المنسوبة [[النبي (ص)|للنبي]] (ص), وكان يخالف كبار [[أصحاب الرأي]]. فهو يكتفي بالنصوص فقط, ولم يكن بصدد التوصل إلى فهم واضح دوماً للأصول العقائدية في مقابل الأشخاص الذين كانوا يجيزون [[التأويل]] في [[القرآن]] والحديث, ويهتمون بالمعتقدات العقلية. | ||
===مقومات التشبيه=== | ===مقومات التشبيه=== | ||
سطر ٣٣٥: | سطر ٣١٢: | ||
* [[الإيمان]] [[التوحيد|بوحدانية]] الله, و[[الرسالة|رسالة]] النبي (ص), وبجميع ما دعا إليه الأنبياء والرسل. | * [[الإيمان]] [[التوحيد|بوحدانية]] الله, و[[الرسالة|رسالة]] النبي (ص), وبجميع ما دعا إليه الأنبياء والرسل. | ||
* الاعتقاد بأن كل خير وشر إنما هو بالقضاء والقدر الإلهيين. | * الاعتقاد بأن كل خير وشر إنما هو بالقضاء والقدر الإلهيين. | ||
* الإيمان [[السلف|بالسلف]] وحقهم, وتقدم [[أبي بكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[عثمان]] و[[علي (ع)]] على [[الصحابة]] الآخرين, وتعظيم شأن علي بن أبي طالب (ع) و[[العشرة المبشرة]] الآخرين, واحترام جميع أصحاب | * الإيمان [[السلف|بالسلف]] وحقهم, وتقدم [[أبي بكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[عثمان]] و[[علي (ع)]] على [[الصحابة]] الآخرين, وتعظيم شأن علي بن أبي طالب (ع) و[[العشرة المبشرة]] الآخرين, واحترام جميع أصحاب النبي (ص), والإذعان لفضائلهم, والتوقف عن الكلام حول ما دار بينهم من نزاع واختلاف. | ||
* إقامة [[صلاة الجمعة]] والجماعات مع كل أمير وإن كان فاجراً, وعدم الخروج على أئمة المسلمين, ولزوم تجنب الفتنة. | * إقامة [[صلاة الجمعة]] والجماعات مع كل أمير وإن كان فاجراً, وعدم الخروج على أئمة المسلمين, ولزوم تجنب الفتنة. | ||
* اعتبار [[القرآن]] كلام [[الله]] وأنه غير [[خلق القرآن|مخلوق]]. | * اعتبار [[القرآن]] كلام [[الله]] وأنه غير [[خلق القرآن|مخلوق]]. | ||
سطر ٣٤٧: | سطر ٣٢٤: | ||
*الاكتفاء في موضوع تفضيل الصحابة بتفضيل الخلفاء الثلاثة: [[أبي بكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[عثمان]] على التوالي على غيرهم, والسكوت عند أفضلية [[علي]] (ع) بعدهم. | *الاكتفاء في موضوع تفضيل الصحابة بتفضيل الخلفاء الثلاثة: [[أبي بكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[عثمان]] على التوالي على غيرهم, والسكوت عند أفضلية [[علي]] (ع) بعدهم. | ||
*مخالفة [[الرافضة]] حيث أنهم يخالفون الكتاب والسنة؛ فهم يرون علياً ( ع) أفضل من أبي بكر, ويؤمنون بأن [[إسلام]] علي (ع) مقدم على إسلام أبي بكر. | *مخالفة [[الرافضة]] حيث أنهم يخالفون الكتاب والسنة؛ فهم يرون علياً ( ع) أفضل من أبي بكر, ويؤمنون بأن [[إسلام]] علي (ع) مقدم على إسلام أبي بكر. | ||
*الاعتقاد بأن [[العشرة المبشرة]] من أصحاب | *الاعتقاد بأن [[العشرة المبشرة]] من أصحاب النبي (ص) هم من أهل الجنة جميعاً, ولزوم تجنب التحدث بسوء عن [[الصحابة]], ووجوب بيان فضائلهم.<ref> ابن أبي يعلي, ج 1, ص ص 341 - 345؛ ابن الجوزي, ص 224 - 229.</ref> | ||
====في رواية عبدوس بن مالك==== | ====في رواية عبدوس بن مالك==== | ||
استناداً إلى رواية [[عبدوس بن مالك]] العطار عن أحمد فأن أصول [[السنة]] هي: | استناداً إلى رواية [[عبدوس بن مالك]] العطار عن أحمد فأن أصول [[السنة]] هي: | ||
* التمسك بما كان عليه أصحاب | * التمسك بما كان عليه أصحاب النبي (ص), والاقتداء بهم. | ||
* ترك [[البدعة|البدع]] والجدال في الدين. | * ترك [[البدعة|البدع]] والجدال في الدين. | ||
* الإيمان [[الأحاديث|بالأحاديث]] المأثورة عن الثقاة, وتجنب أية مناظرة وجدل حولهم حتى وإن كان هادفاً إلى تأييد السنة, لأن الكلام منهي عنه. | * الإيمان [[الأحاديث|بالأحاديث]] المأثورة عن الثقاة, وتجنب أية مناظرة وجدل حولهم حتى وإن كان هادفاً إلى تأييد السنة, لأن الكلام منهي عنه. | ||
* طاعة أئمة المسلمين؛ فعلى المؤمن بطريقة [[أصحاب الحديث]] أن يؤمن بها. فمن كان [[خليفة]] المؤمنين وأميرهم واتفق الناس عليه, أو تسلم [[الخلافة]] على سبيل القهر والغلبة بالسيف, فإنه مطاع, وإن من السنة اتباعه وإطاعته, ويجب القتال تحت إمرة هذا الأمير وإن كان فاجراً, وأداء [[صلاة الجمعة]] خلفه. ومن يخرج على الخليفة, فقد شق عصا المسلمين وسيموت [[الميتة الجاهلية|ميتة الجاهلية]]. | * طاعة أئمة المسلمين؛ فعلى المؤمن بطريقة [[أصحاب الحديث]] أن يؤمن بها. فمن كان [[خليفة]] المؤمنين وأميرهم واتفق الناس عليه, أو تسلم [[الخلافة]] على سبيل القهر والغلبة بالسيف, فإنه مطاع, وإن من السنة اتباعه وإطاعته, ويجب القتال تحت إمرة هذا الأمير وإن كان فاجراً, وأداء [[صلاة الجمعة]] خلفه. ومن يخرج على الخليفة, فقد شق عصا المسلمين وسيموت [[الميتة الجاهلية|ميتة الجاهلية]]. | ||
*تفضيل [[أصحاب النبي]] (ص) على سائر الأمة, وهم جميع الأشخاص الذين عاشروا | *تفضيل [[أصحاب النبي]] (ص) على سائر الأمة, وهم جميع الأشخاص الذين عاشروا النبي (ص), أو أدركوا مصاحبته لفترى ولو كانت ساعة واحدة حتى إن الشخص الذي رأى النبي (ص) مرة واحدة فقط فإنه يعتبر من الأصحاب أيضاً. | ||
*تفضيل الخلفاء الثلاثة على الترتيب, ثم الأعضاء الأوائل في [[شورى عمر]], فأهل [[غزوة بدر|بدر]] من [[المهاجرين]], فأهل بدر من [[الأنصار]], ثم سائر الصحابة.<ref>ابن أبي يعلي, ج 1, ص 241 - 146؛ ابن الجوزي, ص 229 - 241.</ref> | *تفضيل الخلفاء الثلاثة على الترتيب, ثم الأعضاء الأوائل في [[شورى عمر]], فأهل [[غزوة بدر|بدر]] من [[المهاجرين]], فأهل بدر من [[الأنصار]], ثم سائر الصحابة.<ref>ابن أبي يعلي, ج 1, ص 241 - 146؛ ابن الجوزي, ص 229 - 241.</ref> | ||
سطر ٣٦٤: | سطر ٣٤١: | ||
===المسند=== | ===المسند=== | ||
يعد مسند أحمد أشهر كتبه, ويضم على ما يقول [[ابن الجوزي]]<ref> ابن الجوزي, ص 260. 30</ref> ألف [[الحديث|حديث]], وقد نقل عن أحمد نفسه أنه قال: جمعت واخترت هذا الكتاب من بين 750 ألف حديث, ولا يُحتجّ بكل حديث عن | يعد مسند أحمد أشهر كتبه, ويضم على ما يقول [[ابن الجوزي]]<ref> ابن الجوزي, ص 260. 30</ref> ألف [[الحديث|حديث]], وقد نقل عن أحمد نفسه أنه قال: جمعت واخترت هذا الكتاب من بين 750 ألف حديث, ولا يُحتجّ بكل حديث عن النبي (ص) لم يوجد في هذا الكتاب.<ref> ابن الجوزي, ص 260. </ref> | ||
وهناك اختلاف بين [[المحدثين]] فيما يتعلق بمدى صحة أحاديث مسنده, أو فيما إذا كان فيه [[الحديث الضعيف|حديث ضعيف]] أو موضوع, ويعد ''خصائص المسند'' لأبي موسى المديني, و''المصعد الأحمد في مسند الإمام أحمد'' لابن الجزري, الكتابين الأكثر فائدة في معرفة خصائص هذا الكتاب. وقد وصلنا هذا الكتاب منه برواية [[عبد الله بن أحمد]] وبإضافات منه, وطبع لعدة مرات.<ref>طبع بالقاهرة, 1313 هـ؛ 1946 - 1957 م في 15 مجلداً وناقصاً, تحقيق: أحمد محمد شاكر, وأخيراً, تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين, وقد طبعت المجلدات الخمس الأولى منه ببيروت. 1413 - 1414 هـ/1993 - 1994 م.</ref> | وهناك اختلاف بين [[المحدثين]] فيما يتعلق بمدى صحة أحاديث مسنده, أو فيما إذا كان فيه [[الحديث الضعيف|حديث ضعيف]] أو موضوع, ويعد ''خصائص المسند'' لأبي موسى المديني, و''المصعد الأحمد في مسند الإمام أحمد'' لابن الجزري, الكتابين الأكثر فائدة في معرفة خصائص هذا الكتاب. وقد وصلنا هذا الكتاب منه برواية [[عبد الله بن أحمد]] وبإضافات منه, وطبع لعدة مرات.<ref>طبع بالقاهرة, 1313 هـ؛ 1946 - 1957 م في 15 مجلداً وناقصاً, تحقيق: أحمد محمد شاكر, وأخيراً, تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين, وقد طبعت المجلدات الخمس الأولى منه ببيروت. 1413 - 1414 هـ/1993 - 1994 م.</ref> | ||
سطر ٤٥٩: | سطر ٤٣٦: | ||
====الأدلة النقلية==== | ====الأدلة النقلية==== | ||
=====الكتاب===== | =====الكتاب===== | ||
تم التأكيد في [[فقه]] أحمد بن حنبل على الفكرة العريقة المتمثلة في أن [[السنة]] هي المبينة [[القرآن|للقرآن]]. ويرى أحمد في الرسالة التي كتبها تحت عنوان: ''الرد على من أخذ بظاهر القرآن وترك السنة'', أن سنة | تم التأكيد في [[فقه]] أحمد بن حنبل على الفكرة العريقة المتمثلة في أن [[السنة]] هي المبينة [[القرآن|للقرآن]]. ويرى أحمد في الرسالة التي كتبها تحت عنوان: ''الرد على من أخذ بظاهر القرآن وترك السنة'', أن سنة النبي (ص) هي المبينة لمراد [[الله]] من ظاهر الكتاب و باطنه, وعامه وخاصه, وناسخه ومنسوخه, ثم ذكر بعد ذلك آيات من القرآن تدل على [[وجوب]] طاعة رسول الله (ص).<ref>انظر: أبو زهرة, ص 210؛ ولمقارنة المجموع من هذه الآيات في "باب طاعة الرسول" من ''مسائل'' عبد الله بن أحمد, ص 450 - 455.</ref> لقد ذكر أحمد في رده على ابنه [[عبد الله بن أحمد|عبد الله]] بأن السنة تفسر الكتاب,<ref>انظر: عبد الله بن أحمد, ص 438.</ref> كما اعتبر في رواية [[عبدوس العطار]] أن السنة هي المفسرة للقرآن والدالة عليه.<ref> انظر: ابن الجوزي, ص 171. </ref> واستناداً إلى هذه الرؤية, فإن ظاهر القرآن لا يقدَّم على السنة, بل وحتى على [[أخبار الآحاد]]. ورغم أن [[التفسير|تفسير]] الكتاب بالسنة يمكن أن يكون على شكل تبيين المجمل, أو تفسير المطلق, أو تخصيص العام للقرآن, إلا أنه لا يشمل حالة [[النسخ]], فقد نفى أحمد نسخ الكتاب بالسنة في بعض [[الروايات]].<ref>انظر: أبو داود, مسائل, ص 276؛ أيضاً: ابن قدامة, روضة ..., ص 79.</ref> | ||
وفيما يتعلق [[علم القراءات|بالقراءات]] غير المشهورة, فإن مطابقة [[الفتوى|فتوى]] أحمد بوجوب تتابع أيام [[الصوم]] في [[كفارة اليمين]], على قراءة [[ابن مسعود]], و[[أبي ابن كعب]] في الآية 89 من [[سورة المائدة]],<ref>انظر: ابن هبيرة, ج 2, ص 470؛ ابن قدامة, ص 62؛ عن القرائة, انظر: ابن أبي داود, ص 53.</ref> تشير إلى حجيّة مثل هذا النوع من القراءات, في حالة اقتضاء [[الإحتياط (توضيح)|الاحتياط]]. ويمكن ملاحظة نموذج آخر للأخذ بالقراءة الأحوط, في الآية 222 من [[سورة البقرة]] فيما يتعلق طبعاً بالاختلاف بين [[القراء السبع]] حول كلمة "يطهرن".<ref> انظر:ابن هبيرة, ج 1, ص 71؛ عن القراءة المذكورة, انظر: ابو عمرو الداني, ص 80؛ أيضاً عن إشارة إلى قراءة عن ابن مسعود في مسألة أخرى, انظر: عبد الله بن أحمد, ص 20.</ref> | وفيما يتعلق [[علم القراءات|بالقراءات]] غير المشهورة, فإن مطابقة [[الفتوى|فتوى]] أحمد بوجوب تتابع أيام [[الصوم]] في [[كفارة اليمين]], على قراءة [[ابن مسعود]], و[[أبي ابن كعب]] في الآية 89 من [[سورة المائدة]],<ref>انظر: ابن هبيرة, ج 2, ص 470؛ ابن قدامة, ص 62؛ عن القرائة, انظر: ابن أبي داود, ص 53.</ref> تشير إلى حجيّة مثل هذا النوع من القراءات, في حالة اقتضاء [[الإحتياط (توضيح)|الاحتياط]]. ويمكن ملاحظة نموذج آخر للأخذ بالقراءة الأحوط, في الآية 222 من [[سورة البقرة]] فيما يتعلق طبعاً بالاختلاف بين [[القراء السبع]] حول كلمة "يطهرن".<ref> انظر:ابن هبيرة, ج 1, ص 71؛ عن القراءة المذكورة, انظر: ابو عمرو الداني, ص 80؛ أيضاً عن إشارة إلى قراءة عن ابن مسعود في مسألة أخرى, انظر: عبد الله بن أحمد, ص 20.</ref> | ||
===== السنة===== | ===== السنة===== | ||
كان اتباع سنة | كان اتباع سنة النبي (ص), يتمتع بمكانة خاصة في فقه [[أصحاب الحديث]] عامة, وفي [[فقه]] أحمد بن حنبل خاصة.<ref>انظر: ابن الجوزي, ص 177. </ref> وفي الحقيقة, فإن أتباع هذا المذهب إنما عرفوا بـ"أصحاب الحديث" لأنهم كانوا يقدّمون في الكثير من الحالات [[الحديث]] على الرأي. فقد جاء في رسالة أحمد بن حنبل إلى [[مسدد بن مسرهد|مسدد]] أن "[[السنة]] عندنا آثار رسول الله (ص)... وليس في السنة [[القياس (فقه)|قياس]] ولا تضرب لها الأمثال, ولا تدرك بالعقول والأهواء, إنما هي الاتباع وترك الهوى".<ref> أبو زهرة, ص 232.</ref> | ||
*الحديث المنكر والحديث المعروف: جاء فيما يتعلق بتصنيف أسانيد [[الأحاديث]] في مخطوطة من ''المسائل'' حديثاً عن طريق أحمد بن حنبل عن النبي (ص) يجب استناداً إليه تجنب الأحاديث "[[الحديث المنكر|المنكرة]]", واعتبار الأحاديث "المعروفة" صادرة عن النبي (ص).<ref> انظر: ''المنتخب'', الورقة 199. </ref> ويمكن مقارنة هذا المضمون مع وجهة نظر [[القاضي أبي يوسف]] القاضية بأن تلك الطائفة من الروايات التي عرفت لدى غالبية أهل العلم, فكانت "معروفة" كما يصطلح عليها, تعتبر حجة, في حين أن الروايات غير المعروفة والمصطلح عليها "الشاذة" يجب أن لا يحتج بأسانيدها.<ref>انظر: أبو يوسف, ص 24؛ انظر أيضاً: مقالة [[أبو يوسف]]؛ للمقارنة: ن, د, ج 1, ص 71 - 72, تجنب الحديث بسبب عدم اتفاقه مع المشهور لدى الفقهاء عند أبي عبيد.</ref> | *الحديث المنكر والحديث المعروف: جاء فيما يتعلق بتصنيف أسانيد [[الأحاديث]] في مخطوطة من ''المسائل'' حديثاً عن طريق أحمد بن حنبل عن النبي (ص) يجب استناداً إليه تجنب الأحاديث "[[الحديث المنكر|المنكرة]]", واعتبار الأحاديث "المعروفة" صادرة عن النبي (ص).<ref> انظر: ''المنتخب'', الورقة 199. </ref> ويمكن مقارنة هذا المضمون مع وجهة نظر [[القاضي أبي يوسف]] القاضية بأن تلك الطائفة من الروايات التي عرفت لدى غالبية أهل العلم, فكانت "معروفة" كما يصطلح عليها, تعتبر حجة, في حين أن الروايات غير المعروفة والمصطلح عليها "الشاذة" يجب أن لا يحتج بأسانيدها.<ref>انظر: أبو يوسف, ص 24؛ انظر أيضاً: مقالة [[أبو يوسف]]؛ للمقارنة: ن, د, ج 1, ص 71 - 72, تجنب الحديث بسبب عدم اتفاقه مع المشهور لدى الفقهاء عند أبي عبيد.</ref> |