النبي الأمي

النبيّ الأُمّيّ من ألقاب النبي محمد(ص) الذي ورد في القرآن، ومعناه النبي الذي لم يدرس ولا يعرف القراءة والكتابة. وعد القرآن الكريم الصفة الأمية التي لقب به نبي الإسلام مما ورد أيضا في التورات والإنجيل، الأمر الذي يعدّ فضيلة للنبي (ص)؛ إذ إنّ النبي مع كونه أمّيّا لم يقرأ ولم يكتب، لكن لديه علم سماوي، وقد هدى البشرية إلى الفلاح والصراط المستقيم. ويعتقد الباحثون أنّ الإتيان بالقرآن الذي يحتوي على مختلف العلوم والحكمة على يد رجل لم يعهد الكتابة والقراءة بحد ذاته تعد معجزة إلهية.

وصف الأمي في القرآن

وردت كلمة الأمي ست مرات في القرآن: مرتان بشكل مفرد و4 مرات بشكل جمع، في الموردين المفردين جاءتا وصفا لنبي الإسلام. اعتبر القرآن أمّية النبي محمد (ص) من الصفات التي وردت له في التورات والإنجيل، ويرى محمد جواد مغنية وهو من مفسري الشيعة أن الأمية من الصفات اختص بها النبي محمد دون سائر الأنبياء.

وردت كلمة الأمي بشكلها الجمع "الأميين" و"الأميون" في القرآن، وقد عرفت الآيات القرآنية جماعة اليهود وقوم العرب ومشركي العرب بالأميين.

معنى الأمي

ذكرت لكلمة "الأمي" معان مختلفة منها:

غير متعلم وعدم المعرفة بالكتابة

هناك من عرّف الأمي بالشخص الذي لم يدرس. أي أنّه أمي نسبة إلى الأم التي ولدته وهو حين ولادته عجم اللسان لا يدرس ولا يكتب، ويبقي على تلك الحالة أي عدم القدرة على القراءة والكتابة.

وعدّ الشيخ الطوسي العالم الشيعي في القرن الخامس الهجري الأمي هو الذي لا يكتب، وذكر العلامة الطباطبائي أن معنى الأمي من لا يقرأ ولا يكتب منسوب إلى الأم، وعرّف رشيد رضا وهو من مفسري أهل السنة الأمي من لم يقرأ ولم يتعلم شيئا، ويعتقد مرتضى مطهري أن معظم العلماء يؤيدون هذا الرأي المتقدم ويرجحونه.

وبعض المفسرين نبّهوا فضلا عن كلمة الأمي، هناك بعض الآيات تصرح أن النبي لم يتمكن من القراءة والكتابة.وهناك العديد من المؤرخين والمستشرقين في الغرب -أمثال جون دافنبورت، وتوماس كارليل، وويل ديورانت، قسطنطين فيرجيل جورجيو- أيضا اعترفوا بأمية النبي(ص).

الانتساب إلى أم القرى

اشتهرت مدينة مكة بأنها "أُمُّ الْقُری"، ويعتقد بعض المفسرين أن معنى "النبي الأمي" هو انتساب النبي إلى مدينة مكة. وفي رواية عن الإمام الباقر (ع) عدّت النبي الأمي بأنّه نبي من مكة. وفي رواية أخرى أيضا عن الإمام الباقر(ع) ترفض معنى النبي الأمي بأنّه لا يستطيع القراءة، ويتابع الإمام ومن زعم بذلك "كذَبُوا لَعَنَهُمُ اللَّهُ"؛ لأنّ هذا المعنى (أي: عدم القدرة على القراءة) على عكس ما ورد في الآية الثانية من سورة الجمعة، وسمي بالنبي الأمي هو نسبة إلى مكة؛ إذ أنها أم القرى مستدلا بالآية "لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى‌ وَ مَنْ حَوْلَها".

قوم لا یملکون كتابا سماويا

وهناك من يذهب أن الأمي يطلق على مَن ليس مِن أهل الكتاب، والنبي الأمي يعني هو النبي الذي بعث الله إلى الأميين الذين لا كتاب لهم. وبناء عليه أطلقت كلمة "الأميين" وهي جمع "الأمي" في القرآن على قوم العرب الذين ليس لهم كتاب سماوي، الأمر الذي يشتمل أيضا على العرب الذين يجيدون الكتابة والقراءة.

فضیلت یا مذمت فضيلة أم نقيصة

يعد وصف الأمي للنبي كمالا باعتبار أن النبي ومع كونه أميا، وهو لا يقرأ ولا يكتب وليس لديه القدرة على الكتابة حتى يكتسب العلم، لكنه حظي بعلم سماوي ويعتقد بعض المفسرون أنّ النبي كان أميا ومع ذلك أخرج الناس من الظلمات إلى النور وأثّر على حياة الأمم في كل زمان ومكان. والإتيان بقرآن يشمل مختلف العلوم والحكمة من قبل شخص لا يكتب ولا يقرأ بحد ذاته تعد معجزة إلهية. وعليه يرى بعض الباحثين أن الأمية هي من دلائل نبوة النبي.وكما أن الأمية وعدم القراءة والكتابة تعد فضيلة لنبي الإسلام، فإنّها أيضا تعتبر من مثالب الآخرين، حيث ذم القرآن اليهود وقوم العرب لهذه الصفة.

وهناك من يعد الأمية صفة نسبية فهي فضيلة من جانب ونقيصة وذم من جهة أخرى كصفة التكبر فهي كمال لله تعالى في حين ذم لغيره.وفي مبحث إعجاز القرآن تحدث العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان وخص له عنوانا باسم "التحدي بمن أنزل القرآن"، وقال: إن الله قد تحدى بالنبي الأمي الذي جاء بالقرآن المعجز في لفظه ومعناه، ولم يتعلم عند معلم ولم يترب عند مرب، فقد كان(ص) بين الناس وهو أحدهم لا يتسامى في فضل ولا ينطق بعلم حتى لم يأت بشئ من شعر أو نثر حوالي أربعين سنة وهو ثلثا عمره. ويقول جوادي الآملي هو من مفسر قرآن شيعي، على سبيل المثال إذا ظهر وبعث نبي في منطقة مثقفة وجميع سكانها أيضا مثقفون لا يعد هذا الأمر إعجازا، لكن إذا طلعت الشمس في منتصف ليل كالح فهذه تعد معجزة.

كتب حوله

صدر كتاب بعنوان النبي الأمي أصله باللغة الفارسية. لمرتضى مطهري ترجمه إلى اللغة العربية محمد علي التسخيري عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).