اسم النسخة | رقم الرسالة |
---|---|
المعجم المفهرس، صبحی الصالح، فیض الإسلام، الخوئي، الملا صالح، ابن أبي الحدید، ابن میثم، عبده |
31 |
الملا فتح الله | 34 |
في ظلال | 30 |
كتاب الإمام علي إلى الإمام الحسن أو وصية الإمام علي إلى ابنه الحسن، هي رسالة مطولة ذات مضمون أخلاقي وتوحيدي دونها أمير المؤمنين في آخر حياته إلى ابنه الإمام الحسن المجتبى. ومن المسائل المهمة التي وردت في هذه الرسالة: التقوى والدعاء، والتفكر بتاريخ الأقوام الماضين وأخذ العبرة منه، والعلم بالزمن الذي نعيشه. تحتوي هذه الوصية على كلمات قصيرة من الحكمة، وبالرغم من ترجمتها ضمن ترجمة كتاب نهج البلاغة، وكذلك شرحها ضمن شروح نهج البلاغة، إلا أنها تحتاج كذلك لشرح مستقل.[١] يختلف رقم هذه الوصية الترتيبي ضمن نُسخ نهج البلاغة.[٢]
زمان كتابة الرسالة ومكانها
كتبت هذه الرسالة بعد عودة أمير المؤمنين من معركة صفين،[٣] وكما ورد في نهج البلاغة، فإن مكان كتابتها كان "حاضرين"، لكن معنى هذه الكلمة بنفسه غير واضحٍ تماماً، وهل له علاقة باسم منطقةٍ، أم أنه ليس اسماً لمكان على الإطلاق، بل جمعاً للمفرد "حاضر"؟!.[٤] وقد رجح ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة بأن هذا اللفظ إنما جاء بصيغة التثنية (حاضِرَيْن)، وأنه يشير إلى المناطق المحيطة به ويتعلق بمدينتي حلب وقنسرين. وقد ذكر إلى جانب ذلك احتمالات أخرى.[٥]
المخاطب
ويعتبر السيد الرضي بأن المخاطب في هذه الرسالة هو الإمام الحسن ، إلا أن بعض العبارات الواردة في الرسالة لا تتوافق مع عصمة الإمام الحسن ، مثل: "عبد الدنيا" و"تاجر الغرور" ; وبعضها لا يتوافق مع عصمة أمير المؤمنين، مثل: "أوً أنً أُنقَصَ في رأيي كما نُقِصًتُ في جسمي"؛ ويقول ابن أبي الحديد بأن مثل هذه التعبيرات تبطل اعتقاد الشيعة بعصمة الإمام.[ملاحظة ١]
ويعتقد بعض شُرّاح نهج البلاغة، كابن ميثم البحراني، بخلاف قول السيد الرضي، بأن المخاطب هو محمد بن الحنفية، وذلك استناداً إلى رواية جعفر بن بابويه، [ملاحظة ٢] ويعتقد آخرون أن هذه الرسالة وصية وقانون عام، والإمام علي خاطب الإمام الحسن مخاطبة الأب لابنه، فكتب في وصيته: «مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ» «إِلَی الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لایدْرِك» وليس "من علي بن أبي طالب" "إلى الحسن بن علي"». بمعنى آخر يمكن أن يفهم من عبارات هذه الوصية أنها العلاقة بين الأب والابن، وليست من قبيل العلاقة بين الإمام وخليفته.[بحاجة لمصدر]
المضمون
كتب الإمام علي هذه الرسالة في موضوع الأخلاق إلى ابنه الإمام الحسن المجتبى . حيث يوصّف الإمام نفسه وابنه في البداية بكلمات واقعية، كأيّ إنسانين طبيعيين، ويذكّر ابنه بأهمية رسالته وأنه كتبها لتكون عوناً له.[٦] وبعد ذلك يدعو الإمام ابنه إلى تقوى الله ولزوم أمره وإعمار قلبه بذكره. ومن النقاط الأخرى المذكورة في هذه الرسالة:
- الاعتراف بالعجز وعدم الاستطاعة
- الابن بعض (جزء) من الأب، بل كلّ وجوده
- الوصية بالموعظة واليقين
- الوصية بالزهد
- الوصية بالحكمة
- ذكر الموت
- عدم الخوف من اللوم في طريق الله
- حياة القلب بذكر الله والموعظة
- الاعتبار بمصاعب الزمن والتفكر بتاريخ الماضين والاتعاظ به
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- مجابهة المنكر بالقول والعمل
- الجهاد في سبيل الله
- التفقه في الدين
- الصبر
- التعود على الصبر في مواجهة المشاكل والمصائب
- كثرة طلب الخير من الله
- أحب الأمور في الوصية الالتزام بـ تقوى الله
- مراعاة الإنصاف في الروابط الاجتماعية
- السعي للتجهز للآخرة
- ضياع وهلاك المغترين بالدنيا
- التوحيد
- التوكل
- الدعاء
- الرزق
- صفات الدنيا وغرورها
- الاستعداد للموت في أفضل حال
- قبح الطلب والحاجة ومرارته
- الصحبة
- كظم الغيظ
- الحجاب
- إكرام الأقارب
سند الرسالة
وهذه الوصية من أشهر وصايا الإمام الأول، وقد نقلها أيضاً بعض كبار العلماء قبل السيد الرضي[٧]؛ من جملتها:
- محمد بن يعقوب الكليني (وفاة 328 هـ) في كتابه الرسائل.[٨]
- أبو حامد حسن بن عبد الله العسكري من أساتذة الشيخ الصدوق في كتاب الزواجر والمواعظ.
- أحمد بن عبد ربه المالكي (وفاة 328 هـ) في كتابه العقد الفريد، وقد كتب قسم منه في موردين تحت عنوانين في باب "مواعظ الآباء للأبناء".
- الشيخ الصدوق (وفاة 381 هـ)، وقد تقدم جزء منه في موضعين في كتاب من لا يحضره الفقيه: في الجزء الثالث ص 362 وفي الجزء الرابع ص 275.
- ابن شعبة الحراني، من علماء القرن الرابع، وقد نقلت هذه الوصية في الصفحة 68 من كتاب تحف العقول، تحت عنوان كتابه إلى ابنه الحسن عليهما السلام.[٩]
الشروح والتراجم
و بالإضافة لكون هذه الرسالة مترجمة ومشروحة بأكملها في كتب نهج البلاغة؛ إلا أن البعض قد كتب فيها شروحاً مستقلة، مثل:
- الأخلاق المرضية في شرح خطبة الوصية (في شرح وصية أمير المؤمنين لولده الحسن)، الذريعة لآقا بزرگ الطهراني، ( الرسالة 31 من نهج البلاغة)[١٠]
- كتاب الموعظة الخالدة، لمحمد تقي مصباح اليزدي، وهي سلسلة دروس في شرح وصية أمير المؤمنين الإمام علي لابنه الإمام الحسن المجتبى، نُشر سنة 2019م من قبل دار المعارف الحكمية.
- الأخلاق النفسية في شرح الوصية ( أي وصية الأمير لابنه الحسن عليهما السلام المذكورة في نهج البلاغة)، الذريعة، لآقا بزرگ الطهراني.[١١]
- كتاب وصايا الأمير عليه السلام، مركز المعارف للتحقيق و التأليف. نُشر عام 2015 م من قبل جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
- سلسلة في رحاب نهج البلاغة، للخطيب الشهيد السيد علي القبانجي، إعداد مكتبة الروضة الحيدرية، المجلد الأول: شرح وصية الإمام أمير المؤمنين لابنه الحسن .
- به سوي مدينة فاضلة، كريمي الجهرمي.[١٢]
- هدية الأمم، باللغة الفارسية، وهو شرح لوصية الإمام علي لابنه الحسن ، (الرسالة 31) للحاج محمد صادق المعروف بغازي، ألفت و طبعت سنة 1327ش.[١٣]
إضافة للعديد من كتب الشروح والتراجم للغة الفارسية.
الهوامش
- ↑ بنقل: محمدي، المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة، جدول اختلاف النُسخ نهاية الكتاب، ص238.
- ↑ محمدي، المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة، جدول اختلاف النسخ، نهاية الكتاب، ص238.
- ↑ نهج البلاغة، ترجمة شهيدي، ص 295.
- ↑ نهج البلاغة، ترجمة شهيدي، ص 521.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي (ره)، ج 16، ص 52.
- ↑ نهج البلاغه، ترجمه شهیدی، ص 295-296.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 589
- ↑ الذريعة، ج 25، ص 105
- ↑ مصادر نهج البلاغة، ج3، ص207
- ↑ استادي، كتابنامة نهج البلاغة، ص6.
- ↑ استادي، كتابنامة نهج البلاغة، ص6.
- ↑ تنظيم أسناد المكتبة الوطنية.
- ↑ استادي، كتابنامة نهج البلاغة، ص65.
الملاحظات
- ↑ قوله عليه السلام: «أو أن اُنقَصَ في رأيي» هذا يدل على بطلان قول من قال: أنه لايجوز أن ينقص في رأيه، وأن الإمام معصوم عن أمثال ذلك، وكذلك قوله للحسن: «أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا» يدل على أن الإمام لا يجب أن يعصم عن غلبات الهوى ولا عن فتن الدنيا. شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 66
- ↑ روى جعفر بن بابويه القمي رحمه الله أن هذه الوصية كتبها عليه السلام إلى ابنه محمد بن الحنفية رضي الله عنه. شرح نهج البلاغة لابن ميثم، ج 5، ص 2.
المصادر والمراجع
- شهيدي، السيد جعفر، نهج البلاغة، طهران، علمي وفرهنگي، 1377ش.
- آيتي، عبد المحمد، نهج البلاغة، مكتب نشر فرهنگ إسلامي، 1377ش. (نسخة متوفرة في القرص المدمج: مكتبة أهل البيت (ع)، النسخة الثانية).
- محمد عبده، نهج البلاغة (خطب الإمام علي عليه السلام)، قم، دار الذخائر، الطبعة الأولى، 1412 هـ.
- ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي (ره)، (د.ت).
- ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، 1378 هـ.
- الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 17، تحقيق وتخريج وتعليق: شعيب الأرنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1406 هـ.
- استادي، رضا، كتابنامه نهج البلاغة، طهران، مؤسسة نهج البلاغة، 1359ش.
- الحسيني الخطيب، السيد عبد الزهراء، مصادر نهج البلاغة وأسانيده، ج 1، بيروت: دار الزهراء، 1409 هـ.
- المحمدي، سيد كاظم، الدشتي، محمد، المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة، قم، منشورات الإمام علي(ع)، 1369ش.
- الطهراني، آقا بزرگ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، قم، الناشر: إسماعيليان، 1408هـ.