ذعلب اليماني
ذِعْلِب اليماني هو من أصحاب الإمام علي
. ذكر بعض علماء الرجال كعبد الله المامقاني والسيد محسن الأمين أنّ ذعلب وبعد وصول الإمام علي
للخلافة سأله عن رؤية الله،[١] وقد ورد ما دار بينه وبين الإمام في الخطبة الـ 179 من نهج البلاغة والمصادر الحديثية أمثال الكافي، والإرشاد، والاحتجاج.[٢]
عندما قال الإمام علي
: "سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي" سأله ذعلب هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟ فأجاب الإمام: فهل أعبد ما لا أرى؟ ثم سأله ذعلب: كيف تراه؟ فردّ الإمام: "لَا تُدْرِكُه الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ، ولَكِنْ تُدْرِكُه الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ"،[٣] ثم واصل الإمام علي
شارحا هذه القضية حتى أغمي على ذعلب، ثم حلف، وقال ما سمعت بمثل هذا الجواب، ولا يعيد لمثلها ابدا.[٤]
قبل أن يوّجه ذعلب هذا السؤال، كان الإمام علي
تحدّث عن سعة علمه وتمكنه من التوراة والإنجيل وعلمه بمعاني القرآن وحقائقه، وحينها قال ذعلب لأصحابه لأخجلنّ الإمام اليوم،[٥] وهناك من يرى أنّ هذا التصرف هو سوء أدب وجهل منه في حق الإمام،[٦] لكن بعد سماعه لجواب الإمام مما جعل ذعلب يغمى عليه وتوبته بعد ذلك يعتقد البعض أنّ ذلك يكشف عن بصيرته وإيمانه.[٧]
ورد أنّ اسم ذعلب اليماني لم يرد في الكتب المتقدمة لعلم الرجال،[٨] لكن الشيخ الصدوق (وفاة: 381 هـ) ونقلا عن الأصبغ بن نباتة أورده في بعض كتب الحديث كالأمالي والتوحيد، ووصفه بأنّه رجل فصيح وجريء،[٩] وبحسب ما ذكره باحثو علم الرجال كالسيد محسن الأمين ومحمد تقي التستري أن السيد الرضي (وفاة: 406 هـ) في نهج البلاغة هو الذي لقّب ذعلب باليماني فحسب.[١٠]
وعدّه المامقاني في تنقيح المقال من الإمامية وأثنى عليه،[١١] وورد في تفسير الأمثل أنه من فضلاء أصحاب الإمام علي
. [١٢]
الهوامش
- ↑ المامقاني، تنقیح المقال، مؤسسه آل البیت، ج26، ص378؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403هـ، ج6، ص431.
- ↑ هاشمی خویی، منهاج البراعه، 1400هـ، ج10، ص257.
- ↑ الشيخ الصدوق، الأمالي، 1400هـ، ص342؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403هـ، ج6، ص431.
- ↑ الشيخ الصدوق، الأمالي، 1400هـ، ص342 ـ 343.
- ↑ الشيخ الصدوق، الأمالي، 1400هـ، ص342 ـ 341.
- ↑ التستري، قاموس الرجال، 1412هـ، ج4، ص307؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403هـ، ج6، ص431.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، 1403هـ، ج6، ص431.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، دانشنامه نهج البلاغه، 1394ش، ج1، ص409؛ المامقاني، تنقیح المقال، مؤسسه آل البیت، ج26، ص378
- ↑ الشيخ الصدوق، الأمالي، 1400هـ، ص342؛ الشيخ الصدوق، التوحيد، 1398هـ، ص305.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، 1403هـ، ج6، ص431؛ التستري، قاموس الرجال، 1412هـ، ج4، ص307.
- ↑ المامقاني، تنقیح المقال، مؤسسه آل البیت، ج26، ص380
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج1، ص194.
المصادر والمراجع
- الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، لبنان، دار التعارف، 1403هـ.
- مجموعة من المؤلفين، دانشنامه نهج البلاغه، تحت إشراف: سید جمال الدین دینپرور، تهران، مؤسسه فرهنگی مدرسه برهان، 1394ش.
- التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، مكتب النشر الإسلامي، الطبعة الثانية، 1412هـ.
- الشيخ الصدوق، محمد بن علي، الأمالی، بیروت، الأعلمي، الطبعة الخامسة، 1362ش/1400هـ.
- الشيخ الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، تحقيق: هاشم حسيني، قم، جماعة المدرسين، الطبعة الأولى، 1398هـ.
- المامقاني، عبدالله، تنقيح المقال في علم الرجال، ج26، حاشیه: محی الدین المامقاني، قم، مؤسسة آل البيت، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، الطبعة الأولى، 1379 ش.
- نهج البلاغه، تصحیح صبحی صالح، قم، مؤسسه دار الهجره، 1414هـ.
- هاشمی خویی، حبیب الله، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، ترجمه: حسن حسنزاده آملی و محمدباقر کمرهای، تحقيق: ابراهیم میانجی، طهران، المکتبة الإسلامية، الطبعة چهارم، 1400هـ.