موكب العزاء

من ويكي شيعة
(بالتحويل من المواكب الحسينية)

موكب العزاء مصطلح يطلق على المكان الذي يجتمع فيه محبّو أهل البيت عليهم السلام لإقامة الشعائر الحسينية في الحسينيات و المساجد، ومن ثمّ ينطلقون من تلك الأماكن في مسيرة منظمة نحو الأماكن المقدسة يصحب ذلك اللطم أو الضرب بالسلاسل هاتفين ومرددين في ذلك أشعاراً بالمناسبة.

التعريف

الموكب في اللغة: جمع مَواكِبُ: جماعة من النَّاس يسيرون راكبين أو ماشِين في مناسبة جامعة أو احتفال.[١]، وقيل: القوم الركوب على الإبل للزينة، وكذلك جماعة الفرسان. وقيل: جماعة ركبان يسيرون برفق. [٢]

وفي الاصطلاح: جماعة من الناس تسير في الشوارع والطرقات وفق نسق معين وتُنشد أشعاراً جماعية مقيمةً العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام والأئمة عليهم السلام ، وغالباً ما يصاحب حركتهم اللطم أو الضرب بالسلاسل. [٣]

الدمام يقدم الموكب

أقسامه

وللمواكب في العزاء أقسام، منها:

  • مواكب اللطم: هذا النوع من المواكب هو الأكثر انتشاراً ما بين المواكب وفي وسط المجتمع الشيعي حيث يُحيي الشيعة ذكرى المصاب كل مجتمع بطريقته ومسلكه فهناك طريقة في العراق وإيران، و... تسمى بالدائرات حيث ينطلق أصحاب العزاء من الحسينيات متجهين عادة إلى الأماكن المقدسة كـالعتبات المقدسة أو من حسينية إلى حسينية وهم يرددون بعض الأشعار في قالب مختصر عادة تتراوح بين أبيات قليل مشتركة في بعض الأشطار المقفولة، وهم يعزّوون بعضهم البعض. والحسينيات التي تستقبل هذه المواكب أيضاً ترحب المواكب المقبلة إليها بأشعار تناسب المصيبة وتناسبهم، هذا والناس يشتركون معهم باللطم.
  • مواكب ضرب السلاسل: هذا النوع من المواكب أيضاً لم يكن بأقل انتشاراً من مواكب اللطم في المجتمعات الشيعية بهذا الفارق أن مسيرات الضرب بالسلاسل أكثر انسجاماً وترتيباً من مواكب اللطم، وذلك لطبيعة العزاء المختص به، ولكن هناك رواديد يقرأون أشعار في العزاء مرافقاً عادة صوت الدمام، والناس يشاركونهم في المسيرة لاطمين على الصدور.
موكب ضرب السلاسل
  • مواكب التطبير: قد واجه هذا النوع من المواكب مخالفة بعض علماء الشيعة لما يروون فيه من وهن المذهب، وأفتوا بتحريمه. [بحاجة إلى مصدر]

وفي بعض المواكب ـ في العراق وإيران ـ يرافق المجموعة فريق الضرب على الطبول المعروفة بـ(الدمام) حيث يكون في مقدمة الموكب، كما أن هناك أعلام ورايات ذات الدلالة على الحزن وفي الغالب يكون مكتوباً عليها شعارات بالمناسبة من قبيل: (يا حسين)، (يا أبا الفضل العباس)، (يا لثاراث الحسين)، (يا قائم آل محمد) ... وغيرها، ترفرف بين هذه المواكب؛ إعلاناً للحداد والعزاء، والناس تشارك هذه المجموعة باللطم، وتردد معهم الأشعار، وتهتف بالشعارات.

موكب عزاء

التاريخ

وقد سجّل التاريخ اهتمام معز الدولة البويهي وسائر الملوك البويهيين أيام الدولة العباسية ببغداد عام 352 هـ بشأن إقامة مآتم الحسين عليه السلام وإبرازها على هيئة مواكب خارج البيوت... فكانت النساء يخرجن ليلاً، ويخرج الرجال نهاراً.. حاسري الرؤوس حفاة الأقدام... تحيتهم التعزية والمواساة بالمأساة التي حلّت على الإمام الحسين عليه السلام، ولا تزال هذه العادة إلى الآن في مدن العتبات المقدسة في العراق وإيران.[٤]

أهميته

مواكب العزاء من الأمور التي حفظت نهج سيد الشهداء عليه السلام وقضيته، وقال الإمام الخميني في ذلك:

كل مدرسة تحتاج إلى الضجيج. يجب أن تلطم عندها الصدور، وكل مدرسة لا يوجد فيها لاطمي صدور ولا يوجد عندها بكّائين، ولا يوجد عندها ضاربين على الرأس والصدر، فإنها لا تحفظ. [٥]وهي التي حفظت الأهداف و المقاصد الإسلامية.[٦]


حدوده

موكب عزاء بولاية كاتسينا النيجيرية لعام 1443 هـ

كان الأغلب في إقامة المواكب هي ما يتعلق بأيام الحزن والعزاء، أي: شهري محرم الحرام وصفر وبالأخص العشرة الأولى من شهر المحرم وأيام الأربعين الحسيني. ولكن لم تقتصر إقامة هذه الشعائر على هذه الفترة الزمنية فحسب، بل اتسعت هذه الدائرة حتى شملت المناسبات الأخرى كوفاة النبيصلی الله عليه وآله وسلم وبقية المعصومين ومن ثمّ تشييع العلماء الأعلام، فتنطلق مسيرات ومواكب العزاء وهي مصحوبة بالأشعار والهوسات حيث يذكرون المصيبة العظمى أي مصيبة الإمام الحسين عليه السلام بأشعار يرددونها في أثناء المسيرة تعزية ومواساة لأصحاب العزاء.

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. معجم اللغة العربية المعاصر، ج 3، ص 488
  2. ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 802.
  3. جواد محدثي، موسوعة عاشوراء، ص 428.
  4. المندلاوي، الشيعة وظلم السلاطين، ص 162.
  5. العاملي، الانتصار، ج 9، ص 476.(نقلا ًعن صحيفة النور للإمام الخميني)
  6. مرتضى العسكري، موسوعة الإمام الحسين، ج 20، ص 24.

المصادر والمراجع

  • ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي، لسان العرب، نشر أدب الحوزة، قم، 1405 هـ.
  • عبد الحميد عمر، أحمد مختار بمساعدة فريق عمل، معجم اللغة العربية المعاصرة، الناشر: عالم الكتب، ط 1، 1429 هـ - 2008 م
  • العاملي، الإنتصار، دار السيرة، بيروت، ط1، 1422 هـ.
  • العسكري، مرتضى بن محمّد إسماعيل بن محمّد شريف، الصحيح من سيرة الإمام الحسين بن علي عليه السلام ، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، ط1، 2009 م.
  • المندلاوي، محمد محمود، الشيعة وظلم والسلاطين، دار المحجة البيضاء، بيروت، ط1، 2008 م.
  • جواد محدثي، موسوعة عاشوراء، دار الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم، بيروت، ط1، 1997 م.