النبي هارون (ع)

النبي هارون، من الأنبياء الإلهية، وأخو موسى بن عمران ووصيه وصاحبه، وأشار القرآن إلى فصاحته على لسان موسى (ع)، وفي حديث عن النبي (ص) أن منزلة الإمام علي (ع) من النبي الأكرم (ص) كمنزلة هارون من موسى، وقد ورد هذا الحديث في كتب الشيعة والسنة، ويعرف بـحديث المنزلة.

وعندما أراد موسى أن يذهب إلى طور سيناء لأخذ الألواح استخلف هارون مكانه في قومه، وفي هذه الفترة صنع شخص باسم السامري عجلا، ودعا بني إسرائيل لعبادته، ولم يتمكن هارون أن يمنعهم. وينسب صناعة العجل في التورات إلى هارون.

توفي هارون في طور سيناء وله 123 سنة، وفي جبل هور والشهير باسم جبل هارون الواقع في الأردن قبر منسوب إليه.

الأسرة

هارون أخو النبي موسى، وأبوه عمران وأمه تسمى يوكابد، ويصل نسب صفية بنت حيي بن أخطب إحدى زوجات النبي (ص) ــ وهي من يهود بني نضير ـــ إليه.

النبوة

تعتقد اليهود والمسيح والمسلمين بنبوة هارون، وبناء على رواية عن النبي أن النبوة استمرت عن طريقه وفي نسله، ويعد إلياس النبي من أحفاده.

وورد في القرآن أن موسى عندما بعث للنبوة سأل الله أن يجعل هارون وزيرا له ومعه؛ لأنه أفصح منه لسانا، وذكرت بعض آيات القرآن إن رفقة هارون لموسى جاءت من أجل دعوة فرعون إلى توحيد الله.

وأشار القرآن إلى نبوة هارون، وذكرت سورة الصافات أنه شريك موسى في الكتاب والهداية الإلهية، وأنهما من المحسنين.

وفي رواية عن الإمام الصادق (ع) نقلا عن النبي (ص) ورد أن النبي عندما عرج إلى السماء ومر بالسماء الخامسة، رأى فيها رجلا كهلا عظيم العين، وحوله جماعة من أمته، فاستغرب النبي من كثرتهم، فقال للجبريل من هذا؟ فقال: هو هارون بن عمران، فسلم النبي (ص) عليه، واستغفر له، فهو أيضا سلّم على النبي (ص)، واستغفر له.

استخلاف موسى وحكاية عجل السامري

لما ذهب موسى لأخذ الألواح إلى طور سيناء، استخلف هارون مكانه في بني إسرائيل، وفي هذه الفترة صنع السامري عجلا، وذلك من الذهب الذي جمعه قوم موسى من آل فرعون، ودعا قوم موسى إلى عبادته، ولم تجدي نفعا مساعي هارون لمنعهم من عبادة العجل، وبعد مجيء موسى من الميقات تكلم مع هارون بشدة ولماذا لم يقم للحد من عملهم، وأجاب هارون حسب الآية: (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، فاستغفر موسى لنفسه ولأخيه.

وبناء على الآيات القرآنية، أن عبادة بني إسرائيل للعجل هي من أعمال السامري وقد حاربها هارون، لكن التورات وهو الكتاب المقدس لدى اليهود ينسب صناعة العجل والدعوة لعبادته إلى هارون، وإن كان بعض مفسري اليهود يسعون لتبرير كلام التورات في هذا الشأن وتأويله.

تشبيه منزلة الإمام علي بمنزلة هارون

المقالة الرئيسة: حديث المنزلة

في حديث مروي عن النبي (ع) بيّن منزلة الإمام علي (ع) من النبي الأكرم وأنها كمنزلة هارون من موسى، ويعرف الحديث بحديث المنزلة ونقلته الشيعة والسنة، فيقول النبي (ص) مخاطبا الإمام علي (ع): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".

الوفاة والمقبرة

قبر منسوب إلى هارون في كاترين

ذكر اليعقوبي أن هارون توفي في حياة موسى وله 123 سنة، وورد أيضا أن عمره كان 133 سنة. ورواية أخرى تتحدث أن موسى أخذ هارون إلى طور سيناء، وهناك قبض الملك الموت روحه، وبناء على هذه الرواية ذهب موسى وهارون إلى جبل طور سيناء وإذا ببيت وعلى بابه شجرة وعليها ثوبان، فقال موسى لهارون: "اطرح ثيابك وادخل هذا البيت والبس هاتين الحلتين ونم على السرير"، فعندما نام على السرير مات، ورجع موسى نعاه لبني إسرائيل، فكذّبوا وقالوا: أنت قتلته، فأمر الله الملائكة فأنزلت جنازة هارون على سرير بين السماء والأرض حتى رأته بنو إسرائيل فعلموا بموته، وبناء على رواية اليعقوبي أن اليعازر بن هارون كان حاضرا مع موسى عند موت أبيه.

وهناك قبر منسوب إلى هارون في غرب أردن على قمة جبل هور، واشتهر الجبل باسم "البترا"، أو "جبل هارون"، وتعود بناء هذا القبر إلى القرن الثامن الهجري، وهناك مقبرة أخرى منسوبة إليه في قرية "كاترين السياحية" في الأردن وعلى شاطئ خليج عقبة وتقع على ربوة صغيرة.