قِيَامُ الإِمَام الحُسَين هي الحركة الاحتجاجية التي قام بها الإمام الحسين ضد حكومة يزيد بن معاوية، والتي أدت إلى شهادته وأصحابه وأسر عائلته في العاشر من محرم سنة 61هـ. حيث بدأت هذه الحركة برفض الإمام الحسين مبايعة حاكم المدينة المنورة تحت عنوان ممثل يزيد فيها، وخروجه من المدينة في رجب سنة 60هـ، وانتهاءً بعودة الأسرى إلى المدينة.
اسم الحدث | قيام الإمام الحسين |
---|---|
الأسماء الأخرى | نهضة الإمام الحسين |
المشتركون | الإمام الحسين / يزيد بن معاوية |
موقع | من المدينة حتى كربلاء |
تاريخ | سنة 60 ـ 61هـ |
السبب | عدم مبايعة الإمام الحسين ليزيد |
الأهداف | إعادة المجتمع الإسلامي إلى الطريق الصحيح ومحاربة الانحرافات |
النتائج | شهادة الإمام الحسين ، وسبي عياله |
التأثيرات | قيام التوابين • قيام المختار • قيام زيد بن علي |
ذات صلة | العزاء الحسيني • واقعة كربلاء |
أدى قيام الإمام الحسين إلى تشكيل انتفاضات متعددة ضد حكومة بني أمية، وكان لها الدور في سقوطها. في كل عام يُحي الشيعة هذه الواقعة من خلال تشكيل المراسيم المختلفة، ومن الآثار التي تركها هذا الحدث العظيم على المجتمع والثقافة الشيعية، إقامة مراسيم العزاء والحداد، وتشكيل الأدب العاشورائي، وتشييد المباني والأماكن الدينية، والأعمال الفنية، وتقوية روح مناهضة الظلم.
كان الهدف الرئيسي من قيام الإمام الحسين، وكما جاء في وصيته لمحمد بن الحنفية، هو إعادة المجتمع الإسلامي إلى مساره الصحيح ومحاربة الانحرافات، وتُعد مسألة تشكيل الحكومة، والشهادة، وعدم البيعة ليزيد وحفظ النفس من بين الأهداف الأخرى. وبعد تأليف كتاب الشهيد الخالد وطرح مسألة تشكيل الحكومة كهدف رئيسي للإمام الحسين، ونقدها من قبل الكتاب الشيعة، دخلت مناقشة أهداف قيام الإمام الحسين في الدراسات المختصة في واقعة عاشوراء، وتم طرح نظريات مختلفة في هذا المجال، والتي من أهمها طلب الشهادة وتشكيل الحكومة.
واقعة عاشوراء
تُشير واقعة كربلاء إلى معركة الإمام الحسين وأصحابه مع جيش عمر بن سعد في محرم سنة 61هـ، وأدت هذه الواقعة إلى شهادة الإمام الحسين وأصحابه وسبي أهل بيته؛ بسبب عدم بيعة الإمام الحسين ليزيد بن معاوية، حيث خرج الإمام الحسين من المدينة المنورة مع أهل بيته وعدد من بني هاشم إلى مكة؛ بعدما رفض مبايعة حاكمها في شهر رجب سنة 60هـ.[١] وبقى في مكة ما يُقارب الأربع أشهر، وفي هذه المدة وصلت إلى الإمام رسائل دعوة أهل الكوفة؛[٢] لذلك خرج في 8 ذو الحجة إلى الكوفة.[٣] وقبل وصوله إلى الكوفة علم بنقض أهل الكوفة للعهد.[٤] وبعدما التقى بجيش الحر بن يزيد الرياحي اتجه نحو كربلاء، وهناك واجه الجيش الذي أرسله عبيد الله بن زياد،[٥] والتقى الجيشان للقتال في 10 محرم، وبعد استشهاد الإمام الحسين وأصحابه، تم أسر الناجين من المعركة.[٦]
أسباب القيام
ذهب بعض الباحثين إنَّ العامل الأصلي لقيام الإمام الحسين ؛ هو بسبب انحراف المجتمع الإسلامي عن العقائد الدينية والأخلاق الإسلامية،[٧] لأنَّه في العصر الأموي قد عادت العادات والتقاليد الجاهلية القبلية في الحصول على السلطة،[٨] وكذلك رجوع الخلافات القبلية وبقوة، وبالخصوص الخلاف بين بني هاشم وبني أمية.[٩]
وكذلك تسمية يزيد بعنوان خليفة المسلمين من قبل معاوية، وإصرار يزيد على أخذ البيعة من الإمام الحسين ، كانت أحد الأسباب التي مهدت لهذا القيام، لم يَعتبر الإمام الحسين يزيد جديراً بالخلافة، واعتبر تقديمه كخليفة مخالف لما جاء في معاهدة الصلح بين الإمام الحسن ومعاوية، حيث جاء فيها إن معاوية لا يحق له تعيين خليفة من بعده.[١٠]
أهداف وأبعاد القيام
عن [[الإمام الحسين ]]:
إنّي لم أَخرجْ أَشِراً ولا بَطِراً، ولا مُفسِداً ولا ظَالِماً، وإنّما خَرجْتُ لِطَلَبِ الإصلاحِ في أُمّةِ جدّي، أريدُ أن آمرَ بالمعروفِ، وأنهى عن المُنكَرِ، وأَسيرَ بسيرةِ جدّي وأبي علي بنِ أبي طالبٍ عليه السّلام
القرشي، حياة الإمام الحسين، ج 2، ص 264.
ذكر المؤرخ محمد اسفندياري (الولادة: 1378هـ) في كتاب «عاشوراء شناسي (معرفة عاشوراء)»، إنَّ الهدف الرئيسي للإمام الحسين من قيامه، هو من أجل إحقاق الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء السنة وإماتة البدعة.[١١] كما اعتبر آية الله الخامنئي إنَّ هدف الإمام الحسين هو إعادة المجتمع الإسلامي إلى مساره الصحيح، ومحاربة الانحرافات الكبرى،[١٢] وذهب إلى أنَّ هناك خلط بين الهدف والنتيجة؛ لأنَّ نتيجة الهدف هو تشكيل الحكومة أو الشهادة، بينما اعتبرهما البعض من أهداف الإمام الحسين .[١٣]
وحسب قول اسفندياري أصبح البحث حول هدف الإمام الحسين شائعاً وذلك مع كتابة كتاب الشهيد الخالد،[١٤] حيث تم الخلط بين هدف الإمام الحسين ومنهجه، لذلك تم ذكر منهج الإمام الحسين من أجل الوصول إلى هدفه تحت عنوان أهداف من الدرجة الثانية وهي عبارة عن سبع نظريات: [١٥]
عدم البيعة وحفظ النفس
حسب هذا الرأي، فإنَّ حركة الإمام الحسين من المدينة إلى مكة ومنها إلى الكوفة، لم تكن بقصد القيام، بل من أجل حماية نفسه والاعتراض؛ ولأنَّه رفض مبايعة يزيد فكانت حياته في خطر فخرج من المدينة ومن ثم مكة من أجل الحفاظ على حياته.[١٦] ومن المدافعين عن هذه النظرية علي بناه الاشتهاردي، [١٧] ومحمد صحتي سردرودي.[١٨] ولازم قبول هذه النظرية هو القتل بشجاعة والتقليل من شخصية الإمام الحسين ومكانته.[١٩]
تشكيل الحكومة
بناءً على هذا الرأي فإنَّ الإمام حسين قام من أجل تشكيل الحكومة، وهذا ما أشار إليه نعمة الله صالحي نجف آبادي (1341 ـ 1427هـ) في كتاب الشهيد الخالد، حيث اعتبر أن الهدف الأول لقيام الإمام هو تشكيل الحكومة،[٢٠] وذهب إلى إنَّ السيد المرتضى أحد متكلمي الشيعة كان له نفس هذا الرأي أيضاً، وحسب ما جاء عن السيد المرتضى إنَّ الإمام الحسين قبل دعوة أهل الكوفة بعدما أصروا عليه ورأى قدرتهم وضعف حكومة الكوفة،[٢١] فهو يعتقد أنَّ أسباب انتصار الإمام الحسين كانت مهيأة، لكن الأحداث اللاحقة جرت خلاف المتوقع، فحينما علم الإمام بخيانة الكوفيين قرر العودة ووضع حد للنزاع، كما فعل أخيه الإمام الحسن ، فتم منعه من الرجوع.[٢٢] وذُكر إنَّ هذا الرأي لا ينسجم مع علم الإمام بالغيب؛ لأن لازمه يؤدي إلى عدم علم الإمام الحسين أنَّه لن ينتصر، ويُجاب على هذا القول إنَّ الإمام كان على علم بشهادته وعدم انتصاره، لكن تكليفه كان يقتضي التصرف على نحو العلم الظاهري. [٢٣]
الشهادة
يعتقد البعض إنَّ الهدف من قيام الإمام الحسين هو الشهادة، وتوجد تفسيرات مختلفة للشهادة:
- الشهادة السياسية: وفق هذه النظرية إنَّ الإمام الحسين أراد من شهادته سلب الشرعية عن حكومة يزيد وإنقاذ الإسلام من أيدي الأمويين.[٢٤] وهذا العمل جعل الناس تقف ضد الحكومة.[٢٥] وذكر محمد اسفندياري إنَّ هذه النظرية هي الأكثر شهرة ولها العديد من المؤيدين.[٢٦] فمن المؤيدين لهذه النظرية: علي شريعتي، والميرزا خليل كمرهاي، ومرتضى مطهري، والسيد رضا الصدر، وجلال الدين الفارسي، والسيد محسن الأمين، وهاشم معروف الحسني، وآية الله الصافي الكلبايكاني، ومحمد جواد مغنية.[٢٧]
- الشهادة الفدائية: يعتقد البعض إنَّ الإمام الحسين استشهد من أجل الشفاعة للمذنبين والارتقاء بهم إلى الدرجات المعنوية.[٢٨] كما هو الحال في المسيحية، فلدى البعض مثل هذه النظرية فيما يتعلق بقتل عيسى ،[٢٩] من بين المؤيدين لهذه النظرية الشريف الطباطبائي، والملا مهدي النراقي، والملا عبد الرحيم الأصفهاني.[٣٠] وذهب البعض إن الإمام الحسين قُتل لتبكي الناس عليه وبهذه الطريقة يهتدون إلى الصراط المستقيم.[٣١]
- الشهادة العرفانية: وفق هذا الرأي إنَّ الإمام الحسين قام لينال نعمة الشهادة،[٣٢] ويحصل أصحابه على هذه النعمة.[٣٣] وفي هذا الرأي لا يوجد كلام عن القتال، ولكنه تفسير غير سياسي للقيام.[٣٤] ومن الذين ذهبوا إلى التفسير العرفاني لقيام الإمام الحسين السيد ابن طاووس، وفاضل الدربندي، وصفي علي شاه، وعمان ساماني، ونير التبريزي.[٣٥]
- الشهادة التكليفية: يذهب البعض إلى إنَّ قيام الإمام الحسين من الأمور الغامضة، حيث كان الإمام مأمور من الله تعالى بالشهادة، وهذا الأمر غير واضح للبشرية، ولا يعلم سر الشهادة إلا الله تعالى.[٣٦]
وفي نقد نظرية الشهادة إنها لا تتوافق مع السرد التاريخي، الذي جاء فيه إنَّ الإمام الحسين قد دافع عن حياته ولم يرغب في أن يقتل نفسه.[٣٧]
الحكومة والشهادة
يعتقد البعض إنَّ الهدف من قيام الإمام الحسين مركب من الحكم والشهادة، فوفق ما ذهبت إليه هذه المجموعة، إنَّ الإمام الحسين قام من أجل تشكيل الحكومة، ولكن عندما رأى قلة الناصر والمعين، غير هدفه إلى الشهادة.[٣٨]
يعتقد البعض أنَّ الهدف السياسي مر بأربعة مراحل: المرحلة الأولى: تبدأ بالخروج من المدينة المنورة إلى مكة، والتي تمتاز باحتجاج الإمام على بيعة يزيد. المرحلة الثانية: من وقت اتخاذ الإمام القرار بالذهاب إلى الكوفة إلى وقت اللقاء بجيش الحر، والتي كان الإمام ينوي فيها السيطرة على الكوفة والعراق. المرحلة الثالثة: من وقت اللقاء بجيش الحر إلى وقت المواجهة مع جيش الكوفة، وعدم التسليم لأبن زياد. المرحلة الرابعة المواجهة مع جيش الكوفة واختياره الشهادة.[٣٩]
الآثار والتبعات
أدى قيام الإمام الحسين إلى ترك بعض الآثار، منها:
إحياء دين الإسلام وسنة الرسول
اعتبر بعض الكتاب إنَّ أهم أثر تركه قيام الإمام الحسين وشهادته هو إحياء الدين الإسلامي.[٤٠] وذكر الإمام الخميني لو لم تكن واقعة كربلاء لقلب يزيد بن معاوية دين الإسلام وسنة النبي رأساً على عقب.[٤١]
تشكيل حركات احتجاجية ضد حكومة بني أمية
بعد شهادة الإمام الحسين ، تشكلت موجة من الحركات الاحتجاجية ضد الأمويين، وحسب ما ورد في تاريخ الطبري، إنَّ بداية تلك الانتفاضات ضد الأمويين في سنة 61هـ، وذلك بعد شهادة الإمام، حيث بدأت مجموعة من الناس تتحرك من أجل الانتقام لمقتل الحسين.[٤٢] فكان الاحتجاج الأول مواجهة عبد الله بن عفيف الأزدي مع ابن زياد، حيث احتج في مسجد الكوفة على كلام ابن زياد الذي نعت الإمام الحسين بالكذاب، وقال له بل أبوك الكذاب.[٤٣] وكذلك وفقاً لما ورد في تاريخ سيستان، إن أهل سيستان عندما سمعوا خبر شهادة الإمام الحسين ثاروا على حاكمها شقيق عبيد الله بن زياد.[٤٤] كما ثار أهل المدينة على حكومة يزيد بن معاوية بقيادة عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر سنة 63هـ، والتي اشتهرت بواقعة الحرة.[٤٥] واعتبر علي بن حسين المسعودي المؤرخ في القرن الرابع الهجري إنَّ أحد أسباب ثورة أهل المدينة المنورة هو مقتل الإمام الحسين .[٤٦]
قيام التوابين
بعد واقعة عاشوراء بدأ قيام التوابين سنة 65هـ بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي، بهدف الثأر لدماء الإمام الحسين وشهداء كربلاء.[٤٧] فعندما وصل جيش التوابين إلى كربلاء ترجلوا عن خيولهم وأجروا دموعهم على قبر الإمام، وعقدوا مجلس هاجت فيه العواطف،[٤٨] وقال سليمان في جمعهم: اللهم إنا نشهدك أنا على دين وطريق الإمام الحسين وأعداء قاتليه. [٤٩]
قيام المختار
وبدأ قيام المختار الثقفي في سنة 66هـ، بهدف الثأر لدم الإمام الحسين ، وانضم إليه شيعة الكوفة،[٥٠] وكان شعاره في قيامه يا لثارات الحسين ويا منصور أمت.[٥١] وقد قُتل في هذا القيام الكثير ممن كان لهم الدور في قتل الإمام الحسين في واقعة كربلاء، من جملتهم عبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وخولي بن يزيد الأصبحي.[٥٢]
قيام زيد بن علي
ثار زيد بن علي بن الحسين ضد الحكومة الأموية، المتمثلة بهشام بن عبد الملك، بعدما بايعه خمسة عشر ألفاً من أهل الكوفة في عام 122هـ. واعتبر الشيخ المفيد من علماء الشيعة إنَّ الدافع الرئيسي من قيام زيد بن علي ضد الحكومة الأموية هو الثأر لدم الإمام الحسين .[٥٣]
تأثير قيام كربلاء على سقوط الأمويين
أثرت واقعة كربلاء على سقوط الأمويين؛ لأن الناس اعتبروا الأمويين سبب حادثة كربلاء، كما دعا الإمام الحسين إلى القيام على حكم يزيد، وطعن في حكومة بني أمية بعبارات متعددة، مثل وعلى الإسلام السلام، وذكر شرب يزيد للخمر ولعبه مع الكلاب.[٥٤] كما إنَّ أحد الأسباب الرئيسية لقيام العباسيين ضد الأمويين هو الثأر لدماء الإمام الحسين .[٥٥]
تأثير قيام كربلاء على المجتمع الشيعي
كان لقيام الإمام الحسين تأثير على المجتمع الشيعي،[٥٦] ومن جملة التأثيرات:
رواج مراسيم وطقوس العزاء
يُعتبر الحداد والعزاء على الإمام الحسين وشهداء كربلاء أحد العناصر لتشكيل المجتمع والهوية الشيعة.[٥٧] وحسب ما جاء في المنقولات التاريخية إنَّ العزاء أصبح شائعاً بين الشيعة بعد وقت قصير من واقعة كربلاء، وذلك من خلال التأكيد عليه من قبل أئمة الشيعة، وحصل التحول من ممارسته الفردية المحدودة إلى طقوس اجتماعية وعامة في عصر الحكومة البويهية.[٥٨] وذكر ابن كثير إنَّ الشيعة بدأوا في أغلاق الأسواق والانشغال بالعزاء في يوم عاشوراء عام 359هـ.[٥٩] فالعزاء على الإمام الحسين أمر شائع بين الشيعة في مختلف البلدان، وخاصة خلال عشرة محرم الأولى، إلى جانب إطعام الطعام وتقديم النذور.[٦٠]
تشكيل الأدب العاشورائي
تسببت واقعة عاشوراء في تخصيص جزء من الأدب العربي للشعر العاشورائي والمراثي، وأول شاعر عربي كتب قصيدة عن واقعة عاشوراء عقبة بن عمرو السهمي.[٦١] ووصف عبد الجليل الرازي إن قصائد الشعراء من الحنفية والشافعية في حق الإمام الحسين بأنها لا تُحصى. [٦٢] ووفق ما جاء في موسوعة عاشوراء الشعرية، إن كتابة الشعر الفارسي في عزاء الإمام الحسين وواقعة كربلاء بدأ في القرن الرابع الهجري، وأول شاعر كتب الرثاء الكسائي المروزي (توفى: 390هـ).[٦٣] وخلال العصر الصفوي في إيران، تم تخصيص جزء مهم من الشعر الفارسي في واقعة عاشوراء.[٦٤] وجمع مؤلف كتاب دانشنامه شعر عاشورائي (موسوعة عاشوراء الشعرية)، أسماء 345 شاعراً مع ذكر بعض أبيات قصائدهم في حق الإمام الحسين .[٦٥]
انتشار المقتل
المقتل هو عبارة عن الوقائع التاريخية المكتوبة والتي تحتوي على مطالب حول قتل أو استشهاد شخصيات بارزة في التاريخ،[٦٦] وكان المقتل بين الشيعة يتناول في الغالب شهادة الأئمة المعصومين والشخصيات الشيعية البارزة؛ ولكن بسبب رواج كتابة المقتل حول واقعة كربلاء، فقد استخدم هذا المصطلح وخصص في الموروث الأدبي والتاريخي عند الشيعة بنقل الأحداث المتعلقة باستشهاد الإمام الحسين وأصحابه.[٦٧]
تقوية روح مناهضة الظلم
كان لقيام الإمام الحسين الدور البارز في تقوية روح مناهضة الاستبداد، ووقوف الشيعة ضد الحكومات الظالمة في مختلف العصور، وذهب بعض الكتاب إنَّ حركات الإصلاح والثورات الشعبية مثل الثورة الإسلامية في إيران مستوحاة من هذا القيام. [٦٨]
يعتقد الإمام الخميني أن عبارة كل يوم عاشوراء تُعبر عن ضرورة المواجهة المستمرة ضد الظلم.[٦٩]
بناء أماكن خاصة
يقوم الشيعة ببناء بعض الأماكن الخاصة، من أجل إقامة مراسيم العزاء على الإمام الحسين مثل الحسينية، والتكية، وكذلك في بعض مناطق الهند يتم بناء الأضرحة الرمزية لقبور شهداء كربلاء وضريح الإمام الحسين وأبو الفضل العباس ويتم قراءة الزيارة فيها.[٧٠]
الأعمال الفنية
لقد أثر قيام الإمام الحسين على الأعمال الفنية في المذهب الشيعي، حيث تم إنتاج العديد من الأعمال المختلفة كاللوحات والنقوش والخط والأفلام... وغيرها، حول واقعة عاشوراء.[٧١]
نظر أهل السنة
لا يوجد عند كتاب السنة اتجاه واحد بالنسبة لحركة الإمام الحسين ، والبعض منهم مثل أبو بكر بن العربي، اعتبر حركة الإمام غير شرعية في مقابل الحكومة الشرعية.[٧٢] ويرى ابن تيمية إنَّ قيام الإمام الحسين وعلى الرغم من شهادته ظلماً، لم يكن فيه مصلحة لا في الدين ولا في الدينا، وكان قيام عاشوراء سبب في ازدياد الفتن في الأمة الإسلامية ومخالف لسيرة الرسول .[٧٣] ذكر حميد عنايت إنَّ في المائة سنة الماضية، وخاصة بعد عهد السيد جمال الدين الأسد آبادي، تغيرت نظرة الكتاب السنة إلى واقعة عاشوراء، وقد أيد العديد من كتابهم حركة الإمام الحسين .[٧٤] وحسب قول عبد الجليل الرازي في كتاب النقض، إنَّ بعض علماء السنة كتب في تأبين الإمام الحسين وشهداء كربلاء، مثل محمد بن إدريس الشافعي،[٧٥]
المؤلفات
كُتبت مؤلفات متعددة حول قيام الإمام الحسين ، ومن بين الآثار التي كُتبت من أجل تحليل أسباب وأهداف قيام الإمام الحسين عبارة عن:
- كتاب عاشورا شناسي (معرفة عاشوراء) وهو كتاب يُبحث فيه أهداف قيام الإمام الحسين باللغة الفارسية، ويحتوي على ثلاثة فصول «الهدف من القيام»، و«الكوفة الاختيار الصحيح للإمام»، و«رأي القدماء»، وطرح المؤلف في القسم الثاني من الكتاب سبع نظريات حول أهداف الإمام الحسين .[٧٦] ويرى صاحب الكتاب إنَّ الإمام الحسين قام من أجل تشكيل الحكومة؛ لذلك خصص القسم الثالث من الكتاب حول آراء علماء الشيعة الذين يتفقون معه في الهدف من قيام الإمام الحسين .
- پس از پنجاه سال پژوهشی تازه پیرامون قیام حسین (بعد خمسين عاماً من البحث الجديد حول قيام الحسين ) من تأليف السيد جعفر شهيدي (1336 ـ 1429هـ) كتبه برؤية تحليلية. ففي هذا الكتاب قام شهيدي بتحليل الظروف الاجتماعية والسياسية والعرقية والدينية التي أدت إلى قيام الإمام الحسين . تم طباعة هذا الكتاب عام 1358ش.
- كتاب تأملي در نهضت عاشورا (تأملات في نهضة عاشوراء) من تأليف رسول جعفريان، ورد في الكتاب مجموعة من اقدم واهم النصوص التاريخية حول تاريخ عاشوراء وثورة الامام الحسين ، والاوضاع التي مهدت لقيام كربلاء، الحكمة من شهادة الامام الحسين ، وآثار نهضة الامام الحسين، وتحريف واقعة كربلاء، وتاريخ العزاء الحسيني عند أهل السنة.[٧٧]
- قيام عاشورا در كلام ویيام امام خميني (قيام عاشوراء في كلام ورسائل الإمام الخميني) يحتوي القسم الأول من الكتاب على ثلاث محاضرات حول محرم وعاشوراء، والقسم الثاني يحتوي على أسباب وعوامل قيام عاشوراء، وفلسفة العزاء وذكر مصائب الحسين وأهل بيته، وفي الخاتمة عرض جملة من أقواله عن محرم وقيام كربلاء.[٧٨]
الهوامش
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 341؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 34.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 352؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 38.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 381؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 81.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 398.
- ↑ الدينوري، الاخبار الطوال، ص 253؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 409.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 456.
- ↑ شهيدي، پس از پنجاه سال، ص 112 ـ 123.
- ↑ زمینههای قیام امام حسین ، ج 2، ص 18.
- ↑ شهيدي، پس از پنجاه سال، ص 69 ـ 78.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 4، ص 290 ـ 291.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 33.
- ↑ الخامنئي، إنسان بعمر 250، ص 204.
- ↑ الخامنئي، إنسان بعمر 250، ص 203.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 25.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 59.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 60.
- ↑ الاشتهاردي، هفت ساله چرا صدا درآورد؟، ص 154.
- ↑ صحتي سردرودي، عاشورا پژوهی، ص 441.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 68.
- ↑ صالحي نجف آبادي، الشهيد الخالد، ص 173.
- ↑ المرتضى، تنزيه الأنبياء، ص 176.
- ↑ المرتضى، تنزيه الأنبياء، ص 176 ـ 178.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 21.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 156 ـ 157.
- ↑ جعفريان، تأملي در نهضت عاشوراء، ص 243.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 157.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 93.
- ↑ المهريزي، «تحلیلی درباره اهداف قیام امام حسین »، ص 13.
- ↑ المهريزي، «تحلیلی درباره اهداف قیام امام حسین »، ص 13.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 83.
- ↑ صحتي سردرودي، عاشورا پژوهی، ص 338.
- ↑ ابن طاووس، اللهوف، ص 3 و28.
- ↑ فاضل الدربندي، إكسير العبادات، ج 1، ص 56.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 70.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 70 ـ 74.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 77 ـ 78
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 157.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 68 ـ 69.
- ↑ جعفريان، تأملي در نهضت عاشورا، ص 242.
- ↑ كديور، «نقش نهضت عاشورا در شکل گیری وتداوم انقلاب اسلامی ایران»، ص 12.
- ↑ الخميني، صحيفة إمام، ج 17، ص 52.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 558.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 459.
- ↑ تاريخ سيستان، ص 100.
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 230.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 68 ـ 69.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 251.
- ↑ ابن أثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 264.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 489.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 347.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 20.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 347.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 171 ـ 172.
- ↑ جعفريان، تأملي در نهضت عاشورا، ص 245.
- ↑ رفيعي، «نقش عاشورا و عزاداریهای عصر ائمه در سقوط امویان و پیروزی عباسیان»، ص 72.
- ↑ جعفريان، تأملي در نهضت عاشورا، ص 251.
- ↑ رحماني، آیین و اسطوره در ایران شیعی، ص 10.
- ↑ رحماني، آیین و اسطوره در ایران شیعی، ص 58.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 11، ص 267.
- ↑ مؤسسه شیعه شناسی، سنت عزاداری و منقبتخوانی، ص 156.
- ↑ شبر، أدب الطّف أو شعراء الحسين ، ج 1، ص 53.
- ↑ الرازي القزويني، النقض، ص 371.
- ↑ محمد زاده، دانشنامه شعر عاشورایی، ج 2، ص 717.
- ↑ محمد زاده، دانشنامه شعر عاشورایی، ج 2، ص 719.
- ↑ محمد زاده، دانشنامه شعر عاشورایی، ج 2.
- ↑ صاحبي، مقتل ومقتل نگاران، ص 31.
- ↑ ياوري، مقتل نگاری شیعیان، ص 11.
- ↑ گلیزواره قمشهای، «حماسه حسینی و انقلاب اسلامی»، ص 105 ـ 106.
- ↑ الخميني، صحيفة إمام، ج 9، ص 445.
- ↑ مؤسسه شیعهشناسی، سنت عزاداری و منقبتخوانی، ص 158.
- ↑ «کربلا؛ خاستگاه تجلی هنر»، خبرگزاری ایمنا.
- ↑ خزعلي، «قیام امام حسین از دیدگاه علمای اهلسنت»، ص 58 ـ 59.
- ↑ ابن تيمية، منهاج السنة، ج 4، ص 530.
- ↑ عنايت، اندیشه سیاسی در اسلام معاصر، ص 314.
- ↑ الرازي القزويني، النقض، ص 370 ـ 371.
- ↑ اسفندياري، عاشوراء شناسي، ص 59.
- ↑ جعفريان، تأملي در نهضت عاشورا، ص 12.
- ↑ «قیام عاشورا در کلام و پیام امام خمینی(س)»، پرتال امام خمینی.
المصادر والمراجع
- ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، ط1، 1411هـ/ 1991م.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت، دار الكتاب العربي، ط1، 1417هـ/ 1997م.
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار الفكر، 1409هـ/ 1989م.
- ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، منهاج السنة النبوية، تحقيق: محمد رشاد سالم، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1406 هـ.
- ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف علي قتلي الطفوف، تحقیق: فارس حسّون، طهران، دار الاسوه، ط4، 1383ش.
- ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، ط1، 1410هـ.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ/ 1986 م.
- اسفندياري، محمد، عاشوراء شناسي پژوهشی درباره هدف امام حسین ، قم، صحيفة خرد، 1430هـ.
- الاشتهاردي، علي بناه، هفت ساله چرا صدا درآورد، قم، چاپخانه علميه، 1391هـ.
- الخامنئي، السيد علي، إنسان بعمر 250، بيروت، جمعية المعارف الإسلامية، 1437هـ/ 2015م.
- الخميني، روح الله، صحيفة إمام، مؤسسة تنظيم ونشر آثار إمام خميني، طهران، 1389ش.
- الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، مراجعة: الدكتور جمال الدين الشيال، بيروت، دار إحياء الكتب العربي، 1960م.
- الرازي القزويني، عبد الجليل، النقض، تصحيح: جلال الين أرموي، طهران، انجمن آثار ملي، د.ت.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث العربي، ط2، 1387هـ/ 1967م.
- المرتضى، علي بن الحسين، تنزيه الأنبياء، قم، الشريف الرضي، د.ت.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، ط2، 1409هـ.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، 1413هـ.
- المهريزي، مهدي، «تحلیلی درباره اهداف قیام امام حسین »، حديث نت، تاريخ المشاهدة 27 مرداد 1401ش.
- تاريخ سيستان، تصحيح: محمد تقي بهار، طهران، پدیده خاور، 1366ش.
- جعفريان، رسول، تأملي در نهضت عاشوراء (تأملات في نهضة عاشوراء)، قم، نشر مورخ، 1386ش.
- خزعلي، انيسه، «قیام امام حسین از دیدگاه علمای اهلسنت»، مندرج در: مجموعه مقالات همایش امام حسین، ج 11، طهران، مجمع جهانی اهلبیت ، 1381ش.
- رحماني، جبار، آیین و اسطوره در ایران شیعی، طهران، انتشارات خيمه، 1394ش.
- رفيعي، محمد طاهر، «نقش عاشورا و عزاداریهای عصر ائمه در سقوط امویان و پیروزی عباسیان»، معرفت، العدد 11، بهمن، 1390ش.
- شبر، جواد، أدب الطّف أو شعراء الحسين ، د.م، دار المرتضى، 1409هـ.
- شهيدي، جعفر، پس از پنجاه سال؛ پژوهشی تازه پیرامون قیام حسین (بعد خمسين عامًا من البحث الجديد حول قيام الحسين )، طهران، دفتر نشر فرهنگ إسلامي، 1380ش.
- صاحبي، محمد جواد، «مقتل ومقتلنگاران»، في مجلة كيهان فرهنگي، العدد 111، تير 1373ش.
- صالحي نجف آبادي، نعمة الله، الشهيد الخالد، بيروت، مؤسسة الانتشار العربي، ط1، 2013م.
- صحتي سردرودي، محمد، عاشورا پژوهی با رویکردی به تحریفشناسی تاریخ امام حسین ، قم، انتشارات خادم الرضا، ط1، 1384ش.
- عنايت، حميد، اندیشه سیاسی در اسلام معاصر، ترجمه: بهاء الدین خرمشاهی، طهران، انتشارات خوارزمی، 1365ش.
- فاضل الدربندي، آغا بن عابد، إكسير العبادات، كربلاء، العتبة الحسينية، د.ت.
- كديور، جميله، «نقش نهضت عاشورا در شکل گیری وتداوم انقلاب اسلامی ایران»، راهبرد، العدد6، ربيع 1374ش.
- گلیزواره قمشهای، «حماسه حسینی و انقلاب اسلامی»، فرهنگ کوثر، رقم 73، 1387ش.
- مجموعة من المؤلفين، زمینههای قیام امام حسین، قم، زمزم هدايت، 1383ش.
- محمد زاده، مرضيه، دانشنامه شعر عاشورایی، طهران، وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی، ط2، 1386ش.
- مؤسسة شيعه شناسي، سنت عزاداری و منقبتخوانی در تاريخ شيعه اماميه، قم، مؤسسة شيعه شناسي، 1386ش.
- ياوري، محمد جواد، «مقتلنگاری شیعیان از آغاز تا پایان قرن پنجم هجری»، في مجلة تاريخ إسلامي، رقم32، 1386ش.