انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هدم قبور أئمة البقيع»

من ويكي شيعة
Ali110110 (نقاش | مساهمات)
Foad (نقاش | مساهمات)
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
[[ملف:من ردّات فعل الصحافة العربيّة على ممارسات آل سعود.png|300px|تصغير|يسار]]
{{عن|هدم قبور أئمة البقيع|لطلاع عن يوم الهدم|يوم الهدم}}
{{عن|هدم قبور أئمة البقيع|لطلاع عن يوم الهدم|يوم الهدم}}
'''هدم قبور أئمة البقيع'''،  يشير إلى حادثة محاصرة المدينة سنة 1344 هـ حيث تم هدم قبب ومقبرة البقيع بأمر قاضي القضاة المدينة آنذاك عبد الله بُلَيهد بعد أن استفتى علماء المدينة للقيام بالتهديم، وعلى أثره هدمت مراقد أربعة من أئمة الشيعة: الإمام الحسن (ع)، والإمام السجاد (ع)، والإمام الباقر (ع)، والإمام الصادق (ع)، وقد تكرر هذه العملية مرتين على يد الوهابية، الأولى: [[سنة 1220 للهجرة|سنة 1220 هـ]] والثانية: [[سنة 1344 للهجرة|سنة 1344 هـ]]، بعد أن الاستفتاء من 15 مفتيا من علماء المدينة بذريعة أن الإجماع يبتني على منع البناء على القبور وبالتالي وجوب هدم البناء، وبناء عليه قاموا بهدم البنية وقبب البقيع، وقد أثار هدم قبور البقيع موجة غضب واحتجاجات في مختلف البلدان الإسلامية بينهم إيران، والعراق، وباكستان، والاتحاد السوفيتي السابق، ..... وقد أعلنت الحكومة الإيرانية آنذاك يوما واحدا حدادا في الرد على هدم الأماكن المقدسة للمسلمين، وقد تأخر ثلاث سنوات الاعتراف بالمملكة العربية السعودية التي كانت قد أسست للتو.
'''هدم قبور أئمة البقيع'''،  يشير إلى حادثة محاصرة المدينة سنة 1344 هـ حيث تم هدم قبب ومقبرة البقيع بأمر قاضي القضاة المدينة آنذاك عبد الله بُلَيهد بعد أن استفتى علماء المدينة للقيام بالتهديم، وعلى أثره هدمت مراقد أربعة من أئمة الشيعة: الإمام الحسن (ع)، والإمام السجاد (ع)، والإمام الباقر (ع)، والإمام الصادق (ع)، وقد تكرر هذه العملية مرتين على يد الوهابية، الأولى: [[سنة 1220 للهجرة|سنة 1220 هـ]] والثانية: [[سنة 1344 للهجرة|سنة 1344 هـ]]، بعد أن الاستفتاء من 15 مفتيا من علماء المدينة بذريعة أن الإجماع يبتني على منع البناء على القبور وبالتالي وجوب هدم البناء، وبناء عليه قاموا بهدم البنية وقبب البقيع، وقد أثار هدم قبور البقيع موجة غضب واحتجاجات في مختلف البلدان الإسلامية بينهم إيران، والعراق، وباكستان، والاتحاد السوفيتي السابق، ..... وقد أعلنت الحكومة الإيرانية آنذاك يوما واحدا حدادا في الرد على هدم الأماكن المقدسة للمسلمين، وقد تأخر ثلاث سنوات الاعتراف بالمملكة العربية السعودية التي كانت قد أسست للتو.
==مكانة مقبرة البقيع وأهميتها==
==مكانة مقبرة البقيع وأهميتها==
{{مفصلة|البقيع}}
جنة البقيع أو بقيع الغرقد (اسم البقيع قبل مجيء نبي الإسلام<ref>جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص322.</ref>)، كانت أهم مقبرة إسلامية في المدينة المنورة،<ref>جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص322.</ref> وبحسب الروايات الإسلامية، فإنها كانت ذات أهمية خاصة عند رسول الله.<ref>جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص328.</ref> والبقيع هو محل دفن أربعة من الأئمة المعصومين وعدد كبير من الصحابة والتابعين.<ref>جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص322.</ref> قبل الهدم في سنة 1220هـ، وأخيرًا في سنة 1344هـ على يد الوهابيين، كانت هناك شواهد وبناء على قبور أئمة البقيع وغيرهم. <ref>جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص330.</ref>  
البَقيع، هي مقبرة بجوار قبر [[رسول الله (ص)]] في الجنوب الشرقي مقابل [[المسجد النبوي |المسجد النبوي]] الشريف في [[المدينة المنورة]]، وأول من دفن فيه من المسلمين هو [[أسعد بن زرارة الأنصاري |أسعد بن زرارة الأنصاري]]، ثم دفن بعده [[الصحابي]] الجليل [[عثمان بن مظعون]]، كما أنها تضم فيها [[أئمة البقيع]] (ع) أيضاً.{{بحاجة إلى مصدر}}
 
==الحملة الأولى==
[[سنة 1220 هـ]] - 1805 م دخل [[الوهابيّة|الوهابيّون]] [[المدينة المنورة]] بعد حصار طال سنة ونصف.
[[ملف:بقیع قبل از تخریب 1.jpg|300px|تصغير|يسار|قبور البقيع قبل الهدم]]
يروي صاحب لمع الشهاب، فيقول:
:"فلما قرب إلى المدينة أرسل ـ أي [[سعود بن عبد العزيز]] ـ إلى أهلها بدخوله، فأبوا، وامتنعوا من ذلك، فحمل عليهم مرارا حتى دخلها، فقتل منها بعض أهلها حيث سمى أهلها بالناكثين.
:ويوم الحادي عشر جاء هو وبعض أولاده، فطلب الخدم السودان الذين يخدمون حرم [[رسول الله|النبي]]، فقال أريد منكم الدلالة على خزائن النبي، فقالوا لا نوليك عليها، ولا نسلطك؛ فأمر بضربهم، وحبسهم حتىٰ اضطروا إلى الإجابة، فدلوه علىٰ بعض من ذلك فأخذ كل ما فيها. وكان فيها من النقود ما لا يحصىٰ، وفيها تاج كسرىٰ أنوشروان، الذي حصل عليه المسلمون لما فُتحت المدائن، وفيها سيف [[هارون العبّاسي|هارون]]، وعقد كان لزبيدة بنت مروان زوجته، وفيها تحف غريبة من جملة ما أرسله سلاطين [[الهند]] بحضرته تزينا لقبته{{صل}}، وأخذ قناديل الذهب، وجواهر عديدة.
[[ملف:بقیع-3.jpg|300px|تصغير|يسار|صورة قديمة للبقيع قبل الهدم الثاني]]
 
ثم إنه رتّب في المدينة أحداً من [[آل سعود]]، وخرج إلى البقيع يريد [[نجد|نجداً]]، فأمر بتهديم كل قبة كانت في [[البقيع]]، وتلك القبب قبة [[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن بن علي]] (ع)، وقبة [[علي بن الحسين]] (ع)، وقبة [[محمد الباقر]]، وقبة [[الامام الصادق(ع)|جعفر الصادق]](ع) وقبة [[عثمان بن عفان|عثمان]].<ref>راجع: الرّيكي، حسن بن جمال، لمع الشهاب في سيرة محمّد بن عبد الوهّاب، الرياض، دائرة الملك عبد العزيز، 1426، ص 187.</ref>


==البقيع بعد الهدم الأول==
وبحسب التقارير فإن مراقد أئمة الشيعة، وبيت الأحزان، وعدة مقابر أخرى، كانت موجودة في مقبرة البقيع سنة 1297 هـ.<ref>حسام السلطنة، دليل الأنام، ص152.</ref> تم بناء هذه المباني بعد التهديم الأول، وبعد استعادة المدينة المنورة من الوهابيين، بأمر من محمود الثاني، سلطان الدولة العثمانية، عام 1234هـ.<ref>جعفريان، پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ج3، ص196.</ref>
مرّ الرحالة "بورخارت" ب[[المدينة المنورة]] في أواخر القرن التاسع عشر، وذلك بعد تهديم [[الوهابية|الوهابيين]] للبقيع، فوصفها وصفاً مؤثراً جاء فيه:
:"...ولعله (أي [[البقيع]]) أشد المقابر قذارة وحقارة بالقياس إلى مثله في أية مدينة شرقية في حجم "[[المدينة المنورة|المدينة]]"، فليس به متر واحد حسن البناء، كلا؛ بل ليست به أحجار كبيرة عليها كتابة اتُخذت غطاء للقبور، إنّما هي أكوام من تراب أحيطت بأحجار غير ثابتة"، ويضيف "بورخارت" بالقول: "ويعزى تخريب المقبرة إلى [[الوهابية|الوهابيين]] فيشير إلى بقايا القبب والمباني الصغيرة التي عمدوا إلى تخريبها....والموقع بأجمعه عبارة عن أكوام من التراب المبعثر، وحفر عريضة و مزابل".<ref> تحفة الحرمين وسعادة الدارين معصوم بن رحمتعلى – ص 253 – 254.</ref>


===إخراج آل سعود من المدينة المنورة===
كما ذكر مراد ميرزا ابن عباس ميرزا والمعروف بحسام السلطانة في كتابه على الأقل حتى عام 1297هـ كان هناك بناء على قبر الإمام الحسن، والإمام السجاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق (ع) في مقبرة البقيع، بالإضافة إلى محراب وضريح خشبي أخضر، وبيت الأحزان المنسوب إلى الزهراء، والذي يقع خلف قبور أئمة الشيعة الأربعة.<ref>حسام السلطنة، دليل الأنام، ص152.</ref> وبحسب كتاب سفر ايازخان القشقائي، أمين صندوق عشيرة القشقائي، الذي كتبه عام 1341هـ، أي قبل عامين من تهديم البقيع بالكامل، فإن مقابر أئمة الشيعة الأربعة كانت في نفس الضريح، ولكن يُعرف قبر كل واحد منهم.<ref>ايازخان القشقائي، سفرنامۀ حاج ایازخان قشقایی، ص455.</ref> وتحدث ايازخان القشقائي أيضًا عن وجود قبر لإبراهيم بن النبي، وعبد الله بن جعفر الطيار في البقيع، وفي زقاق بالقرب من البقيع، يوجد قبور تُنسب إلى صفية عمة الرسول، وعاتكة بنت عبد المطلب، وأم البنين أم العباس وعدد آخر من بني هاشم.<ref>ايازخان القشقائي، سفرنامۀ حاج ایازخان قشقایی، ص455.</ref>
بقيت  الأمور في [[البقيع]] على حالها إلى أن سقطت دولة [[آل سعود]] على يد [[الدولة العثمانية|دولة العثمانيين]]، فقد عم الغضب الإسلامي سائر البلاد الإسلامية، وارتفعت وتيرة المطالبات الشعبية بتحرير الأماكن المقدسة من القيود [[آل سعود|السعودية]]، وإعادة الهيبة والاحترام إليها كما كانت فيه على الدوام. وقد شجعت هذه الأجواء [[الدولة العثمانية|الدولةَ العثمانية]] على التفكير في استردادها، ولذلك فقد طلبت من واليها على مصر محمد علي باشا البدء في الاستعداد لاستعادة السيطرة على [[الحجاز]] في عام 1222هـ. 1807م.<ref>انظر الدولة السعودية الأولى – ص 306.</ref>
===بعد الهدم الكامل===
وكما كتب مظفر أعلم ممثل الحكومة الإيرانية في جدة، في رسالة موجهة إلى لجنة الحج الدائمة بتاريخ 13 ديسمبر 1951م، فإن البقيع بعد تهديمه على يد الوهابيين عام 1344هـ،<ref>قاضي العسكري، تخریب و بازسازی بقیع، ص41.</ref> وتهديم جميع المباني التي كانت على قبور الأئمة، ولم يتم وضع أي علامة على قبور عظماء الدين.<ref>قاضي العسكري، تخریب و بازسازی بقیع، ص95 ـ 96.</ref> ذكر في الرسالة نفسها على ضرورة الحصول على موافقة الحكومة السعودية لبناء جدار بنوافذ حديدية حول قبور أئمة الشيعة الأربعة أئمة شيعة.<ref>قاضي العسكري، تخریب و بازسازی بقیع، ص95 ـ 96.</ref> ومع ذلك، يرى رسول جعفريان أن لقاء عبد الرحيم الحائري صاحب الفصول (وفاة: 1367هـ)، أحد علماء طهران، مع الملك عبد العزيز ملك السعودية، قد تسبب في بقاء جزء من البقيع لم يتم تسويته كالأجزاء الأخرى من البقيع والذي كان يضم قبور أئمة الشيعة الأربعة، فبقي الموقع الدقيق لقبور الأئمة لا يزال معروفا.<ref>[https://www.khabaronline.ir/detail/109562/weblog/jafarian جعفریان، «چه شد که پس از تسلط وهابیان، صورت قبور ائمه بقیع سالم ماند؟»]، سایت خبرآنلاین.</ref>  


وهكذا بدأ محمد علي باشا في إرسال قواته إلى [[الحجاز]] بعد تردد، وكانت أول دفعة أرسلها في 19 رجب 1226 هـ. 8 أغسطس 1811 م عن طريق البحر تلتها قوة أخرى في 5 شعبان 1226هـ. 26 أغسطس 1811م كما أرسل قوات برية بقيادة ابنه طوسون عن طريق العقبة إلى ينبع المكان الّذي اتفق ان يكون "مكان التّجمع والالتقاء للقوات البحرية والبرية"، وقد بلغ عددها ثمانية آلاف جندي.<ref>المرجع نفسه  – ص 311.</ref>
بعد تهديم البقيع والأماكن الإسلامية المقدسة الأخرى، سعت بعض الدول كحكومة إيران،<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص95 ـ 158.</ref> وأفغانستان،<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص153 ـ 154.</ref> وكذلك علماء الشيعة في النجف،<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص63، 65، 133.</ref> وقم، والهند،<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص167 ـ 168.</ref> وباكستان،<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص156 ـ 158.</ref> لإعادة بناء قبور البقيع، ولكن لم يثمر أي منها، وحتى بناء سور حول قبور أئمة الشيعة الأربعة في البقيع، أو إنشاء مظلة فوقها، على الرغم من الموافقة الأولية للحكومة السعودية الجديدة، لم تؤت ثمارها أبدًا. <ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص95 ـ 158.</ref> إلا أن سور مقبرة البقيع أعيد بناؤه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، ثم في الأعوام من 1418 إلى 1419هـ، تم تعبيد الطرق داخل البقيع للزائرين.<ref>جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص332.</ref>
ولم تجد القوات بقيادة طوسون صعوبة في النزول في ينبع وذلك لمساعدة [[الشريف غالب]] لها.


وقد تمكنت هذه القوات من إنزال أول هزيمة بالقوات [[آل سعود|السعودية]] في البداية، وبدأ طوسون في التخطيط للزحف نحو [[المدينة المنورة]]، لكن قواته هزمت في وادي الصفراء.
وبحسب تقارير مختلفة، يوجد اليوم أفراد ينتمون إلى إدارة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في حكومة المملكة العربية السعودية يتمركزون اليوم بالقرب من المدخل الرئيسي للبقيع، ويمنعون الزائرين من الاقتراب من القبور والتبرك بها.<ref>جعفريان، با کاروان صفا، ص135 ـ 137.</ref> وفي العصر الراهن لا تحتوي مقابر أئمة الشيعة في البقيع، وكذلك قبور عظماء صدر الإسلام، على أي علامات سوى قطع من الحجر.<ref>جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص333.</ref> واليوم تفيد التقارير أن حالة البقيع أكثر ملاءمة مقارنة بالسنوات الأولى بعد التهديم الكامل.<ref>جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص332.</ref>
==الأحداث التي أدت إلى الهدم==
في عام 1220هـ، استولى الوهابيون على المدينة بعد حصار دام سنة ونصف، نتيجة اندلاع المجاعة في المدينة المنورة.<ref>الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref> وفقٌا للمصادر المتاحة، بعد استسلام المدينة المنورة، صادر سعود بن عبد العزيز جميع الممتلكات الموجودة في خزانة الحرم النبوي، كما أمر بهدم جميع مباني وقباب المدينة المنورة، بما في ذلك مقبرة البقيع.<ref>غالب، من أخبار الحجاز ونجد، ص104؛ الهاجري، البقيع قصة تدمير، ص84؛ الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref> وعليه، فقد تم تدمير قبة أئمة الشيعة الأربعة، وكذلك القبة المنسوبة إلى السيدة فاطمة، والتي كانت تسمى بيت الأحزان، وتعرضت لأضرار جسيمة في الهجوم الوهابي الأول عام 1220هـ.<ref>الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref>


وقد أرسل طوسون في طلب المدد من أبيه محمد علي باشا حيث وصله فيما بعد فبادر إلى نقل مواقعه إلى [[غزوة بدر|بدر]] (1227 هـ. 1812 م) وقام بتنظيم قواته وترتيبها ثم زحف إلى وادي الصفراء واحتله ثم توّجه نحو <ref>المدينة المنورة </ref>.
وبعد هذه الحادثة أرسلت الحكومة العثمانية جيشًا للاستيلاء على المدينة المنورة واستعادتها من الوهابيين، وفي ذي الحجة 1227هـ استعادت سيطرتها على المدينة المنورة. وبناءً على ذلك، أمر محمود الثاني السلطان العثماني الثلاثون بإعادة بناء ما تم تهديمه، وذلك في عام 1234هـ.<ref>جعفريان، پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ج3، ص196.</ref>


وقد وصلت قوات طوسون تساندها قبائل حرب وجهينة إلى [[المدينة المنورة]]، وحاصر طوسون بقواته [[المدينة المنورة|المدينة]] مدة طويلة، تمكن في أثنائها من فتح ثغرات في سورها، فاضطرت القوات السعودية الَّتي كانت متحضة بها إلى الاستسلام، وكان دخول المدينة المنورة في التاسع من شهر ذي القعدة.<ref> تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها وحاضرها – صلاح الدين المختار – ص 124. </ref>
هاجم الوهابيون المدينة المنورة مرة أخرى في صفر 1344هـ.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref> في هذا الهجوم، لحق الضرر بالمرقد النبوي والأماكن الدينية.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref>  


وبعد مدّة، أُخذ [[آل سعود|عبد الله بن سعود]] إلى مصر حيث أدخل على محمد علي باشا، واستلم منه محتويات ونفائس الحجرة النبوية التي كان قد سرقها أبوه أبان غزوه لل[[المدينة المنورة|مدينة المنورة]]. <ref>راجع: http://www.sibtayn.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=26884:%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D9%8A%D8%B9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84&catid=1080&Itemid=4181</ref>
وبعد سبعة أشهر، في رمضان 1344هـ، دخل الشيخ عبد الله بن بليهد (وفاة: 1359هـ)، الذي كان قاضي قضاة مكة من 1343 إلى 1345هـ،<ref>الزركلي، الأعلام، ج4، ص91.</ref> المدينة المنورة وأصدر الأمر بهدم القبور، بعد التشاور مع مفتي المدينة المنورة.<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص39 ـ 41؛ المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref> وفي الثامن من شوال 1344هـ، وبفتوى الشيخ عبد الله بليهد القاضي السعودي، وبالاستناد على فتوى مفتي المدينة المنورة. تم تدمير جميع الآثار التاريخية لمقبرة البقيع، بما في ذلك مقابر البقيع.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49؛ النجمي، تاريخ حرم أئمة، ص51.</ref> وأجمع 15 مفتي من المدينة المنورة<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص45.</ref> على الفتوى المذكورة، وأفتوا بحرمة بناء القبور وأمروا بهدمها.<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص40.</ref> إلا أنه خلافًا لاعتقاد الوهابية، فإن بناء القبور بحسب مشهور أهل السنة والشيعة لا يتعارض مع المعتقدات الإسلامية، وتُعد زيارة قبور عظماء الدين، وقبور المؤمنين من المستحبات.<ref>المدني، التاريخ الأمين، ص431 ـ 450؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص12.</ref> بحسب الوثائق المتوفرة، بعد التهديم، أثنى الملك عبد العزيز، ملك السعودية، في رسالة بتاريخ 12 شوال 1344هـ. على ما فعله عبد الله بليهد.<ref>[http://www.alriyadh.com/965193 العساف، «عبدالله بن سلیمان البلیهد.. القاضی والمستشار فی زمن التأسیس».]</ref>
==ردود الفعل والعواقب==
===رد فعل العلماء وتأليف الآثار===  
أثار تهديم أماكن المسلمين، وخاصة تهديم البقيع، ردة فعل السيد أبو الحسن الأصفهاني وعبد الكريم الحائري اليزدي، من كبار علماء حوزة النجف وقم، وأدى إلى إغلاق الحوزات العلمية والأسواق.<ref>الأميني، بقيع الغرقد، ص53؛ قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص49.</ref> وكذلك رد الشيخ محمد الخالصي، والسيد حسن المدرس أيضًا على تهديم البقيع، واتخذوا مواقفاً حاسماً ضد مرتكبي تهديم مقابر الأماكن المقدسة. <ref>الأميني، بقيع الغرقد، ص54.</ref> السيد حسين الطباطبائي القمي، المعروف بآية الله القمي، كان أيضًا من بين مراجع الشيعة الذين سعو لسنوات بعد تهديم قبور البقيع، إلى ترميم قبور الأئمة في البقيع، وقد تفاوضت وزارة الخارجية الإيرانية مع الحكومة السعودية من أجل  العمل على هذا الأمر.<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص148 و151.</ref> كما ذكر الإمام الخميني أن سوء الفهم والانحراف من الأسباب التي أدت إلى هدم قبور أولياء الله في البقيع.<ref>الخميني، صحيفة الإمام، ج18، ص175.</ref> وفي رسالة لمحمد حسين كاشف الغطاء خاطب فيها قاضي القضات الوهابي عبد الله بليهد، وهو يذكر فيها مستوى عقيدة الشيعة بالتوحيد، ويدعوه إلى الحوار العلمي، وإن عدم استجابته لهذا الحوار يُعد ضعفًا في الاستدلال.<ref>المختاري، «سه سند از علامه شیخ محمدحسین کاشف الغطاء»، ص217.</ref>  


وعندما استعادت [[الدولة العثمانية]] [[المدينة المنورة]] أعادت عليها عمارتها وقامت ببناء الآثار الإسلامية التي هدمها [[الوهابيون]] وقد أعادوا بناء الكثير من [[القبة|القباب]] على صورة من الفن تتفق مع ذوق العصر، وساعدهم في ذلك العلماء بالإضافةإلى التبرعات السخية والأضرحة الجاهزة التي كانت تأتي من كافة أنحاء العالم الإسلامي.<ref>http://www.shiaali.net/vb/archive/index.php/t-114289.html</ref>
سافر السيد محسن الأمين إلى الحجاز بعد تهديم أماكن المقدسات الإسلامية، وألّف كتاب كشف الارتياب ليُبين فيه الوهابية وتاريخها وأفعالها.<ref>محمد علي، معجم المؤلفات الإسلامية في الرد على الفرقة الوهابية، ص375 ـ 376.</ref> كما يحتوي الكتاب المذكور على بيان معتقدات الوهابية ومطالب في الرد على عقائدهم، وقد تمت ترجمته إلى اللغة الفارسية. <ref>محمد علي، معجم المؤلفات الإسلامية في الرد على الفرقة الوهابية، ص375 ـ 376.</ref> وقد نقد محمد جوادي البلاغي النجفي في رسالة رد الفتوى بهدم قبور الأئمة في البقيع، مباني الفكر الوهابي في هدم الأماكن المقدسة.<ref>الرفاعي، معجم ما كتب في الحج، ص171.</ref> وفي كتاب آخر بعنوان دعوة الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى، تفاعل مع فتوى هدم البقع المباركة.<ref>محمد علي، معجم المؤلفات الإسلامية في الرد على الفرقة الوهابية، ص480.</ref> كما أعرب العديد من الشعراء عن استيائهم من تهديم قبور البقيع على شكل شعر.<ref>مدني، التاريخ الأمين، ص366 ـ 368؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص335 ـ 341.</ref>


==الحملة الثانية==
محمد جواد البلاغي النجفي اعتمد في كتابه الردّ على الوهابية على الأحاديث التي وردت عن رسول الله، والإمام علي، والإمام الصادق و...، وكذلك الاعتماد على السنة المتداولة بين المسلمين منذ صدر الإسلام، واعتبر الأحاديث التي يوردونها لا علاقة لها بمقصدهم؛ لأنه، بحسب البلاغي، في الأحاديث التي ذكرها الوهابيون، يحرم بناء المباني مثل الجدران على القبور، وليس المباني التي تغطي القبور.<ref>البلاغي، الردّ على الوهابية، ص69 ـ 72.</ref>
في المرة الثانية أراد [[الوهابية|الوهّابيون]] أن يظهروا مبرراً وعذراً لعملهم في هدم قباب أئمة المسلمين وأضرحتهم وإنكار فضلها وفضل أهلها، عملا باعتقادهم أن تعظيمها عبادة لها، وأنها صارت كالأصنام تعبد من دون الله تعالى وأنه تعالى نهى عن البناء على القبور؛ فأرسلوا قاضي قضاتهم المسمى "الشيخ عبد الله بن بليهد" إلى [[المدينة المنورة]] في [[شهر رمضان]] سنة 1344 وبعد دخوله [[المدينة]] وجه إلى علمائها هذا السؤال: "ما قول علماء المدينة زادهم الله فهما وعلما في [[البناء على القبور]] واتخاذها مساجد هل هو جائز أم لا؟ وإذا كان غير جائز بل ممنوع منهي عنه نهياً شديداً فهل يجب هدمها ومنع [[الصلاة]] عندها أم لا؟ وإذا كان البناء في مسبلة ك[[البقيع]] وهو مانع من الانتفاع بالمقدار المبني عليها فهل هو غصب يجب رفعه لما فيه من ظلم المستحقين ومنعهم استحقاقهم أم لا؟ وما يفعله الجهال عند هذه الضرائح من التمسح بها ودعائها مع الله والتقرب بالذبح و[[النذر]] لها، وإيقاد السرج عليها هل هو جائز أم لا؟ وما يفعل عند حجرة [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي]] {{صل}} من التوجه إليها عند [[الدعاء]] وغيره، والطواف بها وتقبيلها، والتمسح بها، وكذلك ما يفعل في [[المسجد]] من التحريم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة، هل هو مشروع أم لا؟ أفتونا
مأجورين، وبينوا لنا الأدلة المستند إليها لا زلتم ملجأ للمستفيدين".
[[ملف:البقيع.jpg|300px|تصغير|صغير|قبور [[أئمة البقيع]] حالياً]]


وهذا هو نص الجواب المنسوب لعلماء المدينة: "أما [[البناء على القبور]] فهو ممنوع إجماعاً لصحة الأحاديث الواردة في منعه ولهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه مستندين على ذلك بحديث علي أنه قال لأبي الهياج ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله {{صل}}  أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته؛ رواه مسلم. وأما اتخاذ القبور مساجد والصلاة فيها وإيقاد السرج عليها فممنوع لحديث ابن عباس: لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. رواه أهل السنن. وأما ما يفعله الجهال عند الضرائح من التمسح بها والتقرب إليها بالذبائح والنذور ودعاء أهلها مع الله، فهو حرام ممنوع شرعا لا يجوز فعله أصلاً. وأما التوجه إلى حجرة [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي]] {{صل}}  عند الدعاء فالأولى منعه كما هو معروف من معتبرات كتب المذهب ولأن أفضل الجهات جهة القبلة. وأما الطواف والتمسح بها وتقبيلها؛ فهو ممنوع مطلقاً. وأما ما يفعل من التذكير والترحيم والتسليم في الأوقات المذكورة، فهو محدث هذا ما وصل إليه علمنا".
ويقال إن الوهابيين كانوا أول جماعة هدمت قبور عظماء الدين على أساس آرائهم الدينية، لكن في بعض الأحيان حاول أشخاص غير الوهابيين منع تهديم مراقد مقبرة البقيع، معتمدين على وجود كتب إدانة للخلفاء في خزانة مرقد البقيع، لكنهم لم ينجحوا.<ref>جعفريان، صفوية در عرصه دين، ج2، ص783 و842.</ref>


والأرجح عدم موافقة  جميع علماء المدينة المنورة على هذا الجواب وما فيه من الحجج الواهية والتي ردّها [[السيد محسن الأمين]] في كتابه " [[كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب]]"؛ وإنما هو من الوهابية وإليهم وألفاظه ألفاظهم متوافقة مع عبارات رسائلهم التي نقلنا جملة منها، فجلّ علماء المدينة ساكتون خائفون من نسبة الاشراك إليهم الذي به تستحل دماؤهم وأموالهم وأعراضهم. فمن وافق  منهم علة هذا الجواب فخوفاً من السوط والبنادق.<ref>راجع:  الأمين، محسن، كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب، ص 287- 288، مكتبة الحرمين - قم.</ref>
وقد أصدر عدد من فقهاء الشيعة فتاوى حول ضرورة إعادة بناء مراقد البقيع،<ref>الأميني، بقيع الغرقد، ص55.</ref> ومن بينهم، محمد فاضل اللنكراني، وناصر مكارم الشيرازي، ولطف الله الصافي الكلبايكاني، الذين اعتبروا أن الجهود المبذولة لبناء قبور الأئمة في البقيع يكون واجب أو واجب كفائي، وذهب السيد علي الحسيني السيستاني، أحد مراجع التقليد عند الشيعة إلى الجواز.<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص160.</ref>
===تحركات الشعوب والحكومات===
بعد تهديم البقيع، أرسل المسلمون الذين يعيشون في أجزاء مختلفة من الاتحاد السوفيتي السابق، وكذلك مسلمو تركيا وأفغانستان والصين ومنغوليا، رسائل يطالبون فيها بالحفاظ على الأماكن المقدسة وحمايتها في مكة والمدينة.<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص55 ـ 56، الأميني، بقيع الغرقد، ص52 ـ 53.</ref>  


وبعد هذا الافتاء، وفي الخامس عشر من شهر جمادي الأولى [[1344 هـ]] -1925 م،  قام ابن سعود وبالتعاون مع بريطانيا بالقضاء على [[الدولة العثمانية]] والسيطرة عليها، ثم دخل [[المدينة المنورة]] وقام بمجزرة دموية قتل فيها النساء والرجال والأطفال وعدد كبير من رجال الدين. وفي الثامن من شهر شوال عام (1344 هـ) توجهوا مرةً أخرى إلى قبور البقيع فهدموا قبابها والأضرحة والمساجد بصورة كاملة وبالوقت نفسه توجهوا إلى قبر [[الرسول الأكرم]]{{صل}} محاولين هدمه لولا ردود الأفعال التي حصلت من خلال المظاهرات والاستنكارات في الدول الإسلامية والعربية.<ref>http://alkafeel.net/albaqee/alfajaa/</ref>
في عام 1344هـ، أصدرت حكومة إيران بيانًا وأعلنت يوم السبت 16 صفر سنة 1344هـ حدادًا عامًا،<ref>مكي، مدرس قهرمان آزادي، ج2، ص682؛ قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص49 ـ 50.</ref> وهكذا أقام الناس في طهران مراسم العزاء.<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص50.</ref> أفادت بعض المصادر عن تجمع اجتماعي لعشرات الآلاف من الأشخاص حول بوابة حكومة طهران، والذي تم عقده احتجاجًا على إهانة الوهابيين للأماكن المقدسة في المدينة المنورة.<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص50 ـ 51.</ref>


==لائحة بأهم القبور التي هُدّمت قبابها على يد الوهابيّة==
وفي إجراء آخر، في 17 شعبان سنة 1344هـ، حظرت الحكومة الإيرانية السفر إلى الحجاز بناءً على مخاوف بشأن سلامة الحجاج.<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص72.</ref> وفي بيان رسمي آخر صدر عن الحكومة الإيرانية في 12 ذي الحجة سنة 1344هـ، اعتبرت الجرأة على المراقد المباركة لعظماء الدين في البقيع، أدت إلى حزن وتأثر المؤمنين، وبالتذكير بعدم امتثال الحكومة السعودية لمنع المساس بمعتقدات المسلمين، ورفضت دعوة ابن سعود للمشاركة في جمعية الحجاز العمومية،<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص73 ـ 75.</ref> وبالتالي لم تعترف بحكومة المملكة العربية السعودية.<ref>المحقق، اسناد روابط ایران و عربستان سعودی، ص61.</ref> ومع ذلك، فقد أرسلة حكومة المملكة العربية السعودية في عام 1347هـ رسالة إلى الدول الإسلامية، بما في ذلك حكومة إيران، تعلن فيها مسؤولية ضمان أمن الحجاج،<ref>«بررسی تاریخی روابط ایران و عربستان در موضوع حج»، ص18.</ref> وفي سنة 1348هـ، بدأت العلاقات بين حكومة إيران والمملكة العربية السعودية،<ref>قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص77.</ref> ونتيجة لذلك تم رفع الحظر الرسمي على الحج بعد 4 سنوات.<ref>«بررسی تاریخی روابط ایران و عربستان در موضوع حج»، ص17.</ref>
وهذه القبور هي قبور [[أهل البيت]] (عليهم السلام) و[[الصحابة]] و[[التابعون|التابعين]]، وهي كالتالي:{{بحاجة إلى مصدر}}
{{Div col|2}}
#قبر [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]] بن [[علي بن أبي طالب]] سيد شباب أهل الجنة{{عليه السلام}}.
#قبر [[علي بن الحسين بن أبي طالب|الإمام علي بن الحسين]] زين العابدين وسيد الساجدين{{عليه السلام}}.
#قبر ا[[الإمام الباقر|لإمام محمد بن علي الباقر]]{{عليه السلام}}.
#قبر [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام جعفر بن محمد الصادق]]{{عليه السلام}}.
#قبر [[فاطمة بنت أسد]] زوجة [[أبو طالب|أبي طالب]] وأم [[أمير المؤمنين علي بن أبي طالب|أمير المؤمنين]] علي بن أبي طالب{{عليه السلام}}.
#قبر [[العباس بن عبد المطلب]] عم الرسول{{صل}}.
#قبر [[إبراهيم بن رسول الله]]{{صل}}.
#قبور اُمهات المؤمنين زوجات [[رسول الله]]{{صل}}.
#قبور بنات رسول الله {{صل}}[[زينب بنت رسول الله |زينب]] و[[أم كلثوم بنت رسول الله|أم كلثوم]] [[رقية بنت رسول الله|ورقية]].
#قبر [[إسماعيل بن الإمام الصادق]]{{عليه السلام}}.
#قبر [[عثمان بن مظعون]] رضوان الله تعالى عليه.
#قبر [[حليمة السعدية]] رضوان الله تعالى عليها مرضعة رسول الله{{صل}}.
#قبر [[أم البنين]] فاطمة الكلابية زوجة [[أمير المؤمنين]] علي بن أبي طالب وأم [[العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام|أبي الفضل العباس]]{{عليه السلام}}.
{{Div col end}}


==ردود الفعل==
وفي هذه المناسبة، نظم الكثير من الشعراء أبيات بهذه المناسبة منها ما رثاه السيّد صدر الدين الصدر حيث قال:
إنّ هدم قبور البقيع أثار موجة غضب واحتجاجات في مختلف البلدان الإسلامية من بينهم [[إيران]]، وحتى يومنا هذا فإن [[الشيعة]] تقيم [[المآتم|مجالس العزاء]] و[[البكاء]] بهذه المناسبة، ويقدمون التعازي، ويقرؤون المراثي في ذكرى سنوية هذا اليوم.{{بحاجة إلى مصدر}}
 
 
==في الشعر==
و في هذه المناسبة، نظم كثير من الشعراء أبيات بهذه المناسبة منها ما رثاه السيّد صدر الدين الصدر حيث قال :
{{بداية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|لعـمري إنّ فاجعة البقيـع|يُشيبُ لهولها فؤاد الرضيع}}
{{بيت|لعـمري إنّ فاجعة البقيـع|يُشيبُ لهولها فؤاد الرضيع}}
{{بيت|وسوف تكون فاتحة الرزايا |إذا لم يُصحَ من هذا الهجوع}}
{{بيت|وسوف تكون فاتحة الرزايا |إذا لم يُصحَ من هذا الهجوع}}
{{بيت|أما من مسلمٍ لله يرعى |حقوق نبيّه الهادي الشفيع<ref>السبحاني، بحوث في الملل والنّحل، ج 1، ص 339.</ref>}}  
{{بيت|أما من مسلمٍ لله يرعى |حقوق نبيّه الهادي الشفيع<ref>السبحاني، بحوث في الملل والنّحل، ج1، ص339.</ref>}}  
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}
 
==مواضيع ذات صلة==
*هدم مرقد الإمام الحسين
*تفجير حرم العسكريين
*يوم الهدم
==الهوامش==
==الهوامش==
{{مراجع}}
{{مراجع}}
==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
*السبحاني، جعفر، بحوث في الملل والنّحل، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.
*السبحاني، جعفر، بحوث في الملل والنّحل، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.

مراجعة ١٤:٥٤، ٣ يوليو ٢٠٢٤

هدم قبور أئمة البقيع، يشير إلى حادثة محاصرة المدينة سنة 1344 هـ حيث تم هدم قبب ومقبرة البقيع بأمر قاضي القضاة المدينة آنذاك عبد الله بُلَيهد بعد أن استفتى علماء المدينة للقيام بالتهديم، وعلى أثره هدمت مراقد أربعة من أئمة الشيعة: الإمام الحسن (ع)، والإمام السجاد (ع)، والإمام الباقر (ع)، والإمام الصادق (ع)، وقد تكرر هذه العملية مرتين على يد الوهابية، الأولى: سنة 1220 هـ والثانية: سنة 1344 هـ، بعد أن الاستفتاء من 15 مفتيا من علماء المدينة بذريعة أن الإجماع يبتني على منع البناء على القبور وبالتالي وجوب هدم البناء، وبناء عليه قاموا بهدم البنية وقبب البقيع، وقد أثار هدم قبور البقيع موجة غضب واحتجاجات في مختلف البلدان الإسلامية بينهم إيران، والعراق، وباكستان، والاتحاد السوفيتي السابق، ..... وقد أعلنت الحكومة الإيرانية آنذاك يوما واحدا حدادا في الرد على هدم الأماكن المقدسة للمسلمين، وقد تأخر ثلاث سنوات الاعتراف بالمملكة العربية السعودية التي كانت قد أسست للتو.

مكانة مقبرة البقيع وأهميتها

جنة البقيع أو بقيع الغرقد (اسم البقيع قبل مجيء نبي الإسلام[١])، كانت أهم مقبرة إسلامية في المدينة المنورة،[٢] وبحسب الروايات الإسلامية، فإنها كانت ذات أهمية خاصة عند رسول الله.[٣] والبقيع هو محل دفن أربعة من الأئمة المعصومين وعدد كبير من الصحابة والتابعين.[٤] قبل الهدم في سنة 1220هـ، وأخيرًا في سنة 1344هـ على يد الوهابيين، كانت هناك شواهد وبناء على قبور أئمة البقيع وغيرهم. [٥]

وبحسب التقارير فإن مراقد أئمة الشيعة، وبيت الأحزان، وعدة مقابر أخرى، كانت موجودة في مقبرة البقيع سنة 1297 هـ.[٦] تم بناء هذه المباني بعد التهديم الأول، وبعد استعادة المدينة المنورة من الوهابيين، بأمر من محمود الثاني، سلطان الدولة العثمانية، عام 1234هـ.[٧]

كما ذكر مراد ميرزا ابن عباس ميرزا والمعروف بحسام السلطانة في كتابه على الأقل حتى عام 1297هـ كان هناك بناء على قبر الإمام الحسن، والإمام السجاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق (ع) في مقبرة البقيع، بالإضافة إلى محراب وضريح خشبي أخضر، وبيت الأحزان المنسوب إلى الزهراء، والذي يقع خلف قبور أئمة الشيعة الأربعة.[٨] وبحسب كتاب سفر ايازخان القشقائي، أمين صندوق عشيرة القشقائي، الذي كتبه عام 1341هـ، أي قبل عامين من تهديم البقيع بالكامل، فإن مقابر أئمة الشيعة الأربعة كانت في نفس الضريح، ولكن يُعرف قبر كل واحد منهم.[٩] وتحدث ايازخان القشقائي أيضًا عن وجود قبر لإبراهيم بن النبي، وعبد الله بن جعفر الطيار في البقيع، وفي زقاق بالقرب من البقيع، يوجد قبور تُنسب إلى صفية عمة الرسول، وعاتكة بنت عبد المطلب، وأم البنين أم العباس وعدد آخر من بني هاشم.[١٠]

بعد الهدم الكامل

وكما كتب مظفر أعلم ممثل الحكومة الإيرانية في جدة، في رسالة موجهة إلى لجنة الحج الدائمة بتاريخ 13 ديسمبر 1951م، فإن البقيع بعد تهديمه على يد الوهابيين عام 1344هـ،[١١] وتهديم جميع المباني التي كانت على قبور الأئمة، ولم يتم وضع أي علامة على قبور عظماء الدين.[١٢] ذكر في الرسالة نفسها على ضرورة الحصول على موافقة الحكومة السعودية لبناء جدار بنوافذ حديدية حول قبور أئمة الشيعة الأربعة أئمة شيعة.[١٣] ومع ذلك، يرى رسول جعفريان أن لقاء عبد الرحيم الحائري صاحب الفصول (وفاة: 1367هـ)، أحد علماء طهران، مع الملك عبد العزيز ملك السعودية، قد تسبب في بقاء جزء من البقيع لم يتم تسويته كالأجزاء الأخرى من البقيع والذي كان يضم قبور أئمة الشيعة الأربعة، فبقي الموقع الدقيق لقبور الأئمة لا يزال معروفا.[١٤]

بعد تهديم البقيع والأماكن الإسلامية المقدسة الأخرى، سعت بعض الدول كحكومة إيران،[١٥] وأفغانستان،[١٦] وكذلك علماء الشيعة في النجف،[١٧] وقم، والهند،[١٨] وباكستان،[١٩] لإعادة بناء قبور البقيع، ولكن لم يثمر أي منها، وحتى بناء سور حول قبور أئمة الشيعة الأربعة في البقيع، أو إنشاء مظلة فوقها، على الرغم من الموافقة الأولية للحكومة السعودية الجديدة، لم تؤت ثمارها أبدًا. [٢٠] إلا أن سور مقبرة البقيع أعيد بناؤه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، ثم في الأعوام من 1418 إلى 1419هـ، تم تعبيد الطرق داخل البقيع للزائرين.[٢١]

وبحسب تقارير مختلفة، يوجد اليوم أفراد ينتمون إلى إدارة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في حكومة المملكة العربية السعودية يتمركزون اليوم بالقرب من المدخل الرئيسي للبقيع، ويمنعون الزائرين من الاقتراب من القبور والتبرك بها.[٢٢] وفي العصر الراهن لا تحتوي مقابر أئمة الشيعة في البقيع، وكذلك قبور عظماء صدر الإسلام، على أي علامات سوى قطع من الحجر.[٢٣] واليوم تفيد التقارير أن حالة البقيع أكثر ملاءمة مقارنة بالسنوات الأولى بعد التهديم الكامل.[٢٤]

الأحداث التي أدت إلى الهدم

في عام 1220هـ، استولى الوهابيون على المدينة بعد حصار دام سنة ونصف، نتيجة اندلاع المجاعة في المدينة المنورة.[٢٥] وفقٌا للمصادر المتاحة، بعد استسلام المدينة المنورة، صادر سعود بن عبد العزيز جميع الممتلكات الموجودة في خزانة الحرم النبوي، كما أمر بهدم جميع مباني وقباب المدينة المنورة، بما في ذلك مقبرة البقيع.[٢٦] وعليه، فقد تم تدمير قبة أئمة الشيعة الأربعة، وكذلك القبة المنسوبة إلى السيدة فاطمة، والتي كانت تسمى بيت الأحزان، وتعرضت لأضرار جسيمة في الهجوم الوهابي الأول عام 1220هـ.[٢٧]

وبعد هذه الحادثة أرسلت الحكومة العثمانية جيشًا للاستيلاء على المدينة المنورة واستعادتها من الوهابيين، وفي ذي الحجة 1227هـ استعادت سيطرتها على المدينة المنورة. وبناءً على ذلك، أمر محمود الثاني السلطان العثماني الثلاثون بإعادة بناء ما تم تهديمه، وذلك في عام 1234هـ.[٢٨]

هاجم الوهابيون المدينة المنورة مرة أخرى في صفر 1344هـ.[٢٩] في هذا الهجوم، لحق الضرر بالمرقد النبوي والأماكن الدينية.[٣٠]

وبعد سبعة أشهر، في رمضان 1344هـ، دخل الشيخ عبد الله بن بليهد (وفاة: 1359هـ)، الذي كان قاضي قضاة مكة من 1343 إلى 1345هـ،[٣١] المدينة المنورة وأصدر الأمر بهدم القبور، بعد التشاور مع مفتي المدينة المنورة.[٣٢] وفي الثامن من شوال 1344هـ، وبفتوى الشيخ عبد الله بليهد القاضي السعودي، وبالاستناد على فتوى مفتي المدينة المنورة. تم تدمير جميع الآثار التاريخية لمقبرة البقيع، بما في ذلك مقابر البقيع.[٣٣] وأجمع 15 مفتي من المدينة المنورة[٣٤] على الفتوى المذكورة، وأفتوا بحرمة بناء القبور وأمروا بهدمها.[٣٥] إلا أنه خلافًا لاعتقاد الوهابية، فإن بناء القبور بحسب مشهور أهل السنة والشيعة لا يتعارض مع المعتقدات الإسلامية، وتُعد زيارة قبور عظماء الدين، وقبور المؤمنين من المستحبات.[٣٦] بحسب الوثائق المتوفرة، بعد التهديم، أثنى الملك عبد العزيز، ملك السعودية، في رسالة بتاريخ 12 شوال 1344هـ. على ما فعله عبد الله بليهد.[٣٧]

ردود الفعل والعواقب

رد فعل العلماء وتأليف الآثار

أثار تهديم أماكن المسلمين، وخاصة تهديم البقيع، ردة فعل السيد أبو الحسن الأصفهاني وعبد الكريم الحائري اليزدي، من كبار علماء حوزة النجف وقم، وأدى إلى إغلاق الحوزات العلمية والأسواق.[٣٨] وكذلك رد الشيخ محمد الخالصي، والسيد حسن المدرس أيضًا على تهديم البقيع، واتخذوا مواقفاً حاسماً ضد مرتكبي تهديم مقابر الأماكن المقدسة. [٣٩] السيد حسين الطباطبائي القمي، المعروف بآية الله القمي، كان أيضًا من بين مراجع الشيعة الذين سعو لسنوات بعد تهديم قبور البقيع، إلى ترميم قبور الأئمة في البقيع، وقد تفاوضت وزارة الخارجية الإيرانية مع الحكومة السعودية من أجل العمل على هذا الأمر.[٤٠] كما ذكر الإمام الخميني أن سوء الفهم والانحراف من الأسباب التي أدت إلى هدم قبور أولياء الله في البقيع.[٤١] وفي رسالة لمحمد حسين كاشف الغطاء خاطب فيها قاضي القضات الوهابي عبد الله بليهد، وهو يذكر فيها مستوى عقيدة الشيعة بالتوحيد، ويدعوه إلى الحوار العلمي، وإن عدم استجابته لهذا الحوار يُعد ضعفًا في الاستدلال.[٤٢]

سافر السيد محسن الأمين إلى الحجاز بعد تهديم أماكن المقدسات الإسلامية، وألّف كتاب كشف الارتياب ليُبين فيه الوهابية وتاريخها وأفعالها.[٤٣] كما يحتوي الكتاب المذكور على بيان معتقدات الوهابية ومطالب في الرد على عقائدهم، وقد تمت ترجمته إلى اللغة الفارسية. [٤٤] وقد نقد محمد جوادي البلاغي النجفي في رسالة رد الفتوى بهدم قبور الأئمة في البقيع، مباني الفكر الوهابي في هدم الأماكن المقدسة.[٤٥] وفي كتاب آخر بعنوان دعوة الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى، تفاعل مع فتوى هدم البقع المباركة.[٤٦] كما أعرب العديد من الشعراء عن استيائهم من تهديم قبور البقيع على شكل شعر.[٤٧]

محمد جواد البلاغي النجفي اعتمد في كتابه الردّ على الوهابية على الأحاديث التي وردت عن رسول الله، والإمام علي، والإمام الصادق و...، وكذلك الاعتماد على السنة المتداولة بين المسلمين منذ صدر الإسلام، واعتبر الأحاديث التي يوردونها لا علاقة لها بمقصدهم؛ لأنه، بحسب البلاغي، في الأحاديث التي ذكرها الوهابيون، يحرم بناء المباني مثل الجدران على القبور، وليس المباني التي تغطي القبور.[٤٨]

ويقال إن الوهابيين كانوا أول جماعة هدمت قبور عظماء الدين على أساس آرائهم الدينية، لكن في بعض الأحيان حاول أشخاص غير الوهابيين منع تهديم مراقد مقبرة البقيع، معتمدين على وجود كتب إدانة للخلفاء في خزانة مرقد البقيع، لكنهم لم ينجحوا.[٤٩]

وقد أصدر عدد من فقهاء الشيعة فتاوى حول ضرورة إعادة بناء مراقد البقيع،[٥٠] ومن بينهم، محمد فاضل اللنكراني، وناصر مكارم الشيرازي، ولطف الله الصافي الكلبايكاني، الذين اعتبروا أن الجهود المبذولة لبناء قبور الأئمة في البقيع يكون واجب أو واجب كفائي، وذهب السيد علي الحسيني السيستاني، أحد مراجع التقليد عند الشيعة إلى الجواز.[٥١]

تحركات الشعوب والحكومات

بعد تهديم البقيع، أرسل المسلمون الذين يعيشون في أجزاء مختلفة من الاتحاد السوفيتي السابق، وكذلك مسلمو تركيا وأفغانستان والصين ومنغوليا، رسائل يطالبون فيها بالحفاظ على الأماكن المقدسة وحمايتها في مكة والمدينة.[٥٢]

في عام 1344هـ، أصدرت حكومة إيران بيانًا وأعلنت يوم السبت 16 صفر سنة 1344هـ حدادًا عامًا،[٥٣] وهكذا أقام الناس في طهران مراسم العزاء.[٥٤] أفادت بعض المصادر عن تجمع اجتماعي لعشرات الآلاف من الأشخاص حول بوابة حكومة طهران، والذي تم عقده احتجاجًا على إهانة الوهابيين للأماكن المقدسة في المدينة المنورة.[٥٥]

وفي إجراء آخر، في 17 شعبان سنة 1344هـ، حظرت الحكومة الإيرانية السفر إلى الحجاز بناءً على مخاوف بشأن سلامة الحجاج.[٥٦] وفي بيان رسمي آخر صدر عن الحكومة الإيرانية في 12 ذي الحجة سنة 1344هـ، اعتبرت الجرأة على المراقد المباركة لعظماء الدين في البقيع، أدت إلى حزن وتأثر المؤمنين، وبالتذكير بعدم امتثال الحكومة السعودية لمنع المساس بمعتقدات المسلمين، ورفضت دعوة ابن سعود للمشاركة في جمعية الحجاز العمومية،[٥٧] وبالتالي لم تعترف بحكومة المملكة العربية السعودية.[٥٨] ومع ذلك، فقد أرسلة حكومة المملكة العربية السعودية في عام 1347هـ رسالة إلى الدول الإسلامية، بما في ذلك حكومة إيران، تعلن فيها مسؤولية ضمان أمن الحجاج،[٥٩] وفي سنة 1348هـ، بدأت العلاقات بين حكومة إيران والمملكة العربية السعودية،[٦٠] ونتيجة لذلك تم رفع الحظر الرسمي على الحج بعد 4 سنوات.[٦١]

وفي هذه المناسبة، نظم الكثير من الشعراء أبيات بهذه المناسبة منها ما رثاه السيّد صدر الدين الصدر حيث قال:

لعـمري إنّ فاجعة البقيـعيُشيبُ لهولها فؤاد الرضيع
وسوف تكون فاتحة الرزايا إذا لم يُصحَ من هذا الهجوع
أما من مسلمٍ لله يرعى حقوق نبيّه الهادي الشفيع[٦٢]

مواضيع ذات صلة

  • هدم مرقد الإمام الحسين
  • تفجير حرم العسكريين
  • يوم الهدم

الهوامش

  1. جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص322.
  2. جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص322.
  3. جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص328.
  4. جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص322.
  5. جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص330.
  6. حسام السلطنة، دليل الأنام، ص152.
  7. جعفريان، پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ج3، ص196.
  8. حسام السلطنة، دليل الأنام، ص152.
  9. ايازخان القشقائي، سفرنامۀ حاج ایازخان قشقایی، ص455.
  10. ايازخان القشقائي، سفرنامۀ حاج ایازخان قشقایی، ص455.
  11. قاضي العسكري، تخریب و بازسازی بقیع، ص41.
  12. قاضي العسكري، تخریب و بازسازی بقیع، ص95 ـ 96.
  13. قاضي العسكري، تخریب و بازسازی بقیع، ص95 ـ 96.
  14. جعفریان، «چه شد که پس از تسلط وهابیان، صورت قبور ائمه بقیع سالم ماند؟»، سایت خبرآنلاین.
  15. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص95 ـ 158.
  16. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص153 ـ 154.
  17. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص63، 65، 133.
  18. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص167 ـ 168.
  19. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص156 ـ 158.
  20. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص95 ـ 158.
  21. جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص332.
  22. جعفريان، با کاروان صفا، ص135 ـ 137.
  23. جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص333.
  24. جعفريان، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص332.
  25. الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.
  26. غالب، من أخبار الحجاز ونجد، ص104؛ الهاجري، البقيع قصة تدمير، ص84؛ الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.
  27. الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.
  28. جعفريان، پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ج3، ص196.
  29. المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.
  30. المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.
  31. الزركلي، الأعلام، ج4، ص91.
  32. البلاغي، الرد على الوهابية، ص39 ـ 41؛ المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.
  33. المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49؛ النجمي، تاريخ حرم أئمة، ص51.
  34. البلاغي، الرد على الوهابية، ص45.
  35. البلاغي، الرد على الوهابية، ص40.
  36. المدني، التاريخ الأمين، ص431 ـ 450؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص12.
  37. العساف، «عبدالله بن سلیمان البلیهد.. القاضی والمستشار فی زمن التأسیس».
  38. الأميني، بقيع الغرقد، ص53؛ قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص49.
  39. الأميني، بقيع الغرقد، ص54.
  40. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص148 و151.
  41. الخميني، صحيفة الإمام، ج18، ص175.
  42. المختاري، «سه سند از علامه شیخ محمدحسین کاشف الغطاء»، ص217.
  43. محمد علي، معجم المؤلفات الإسلامية في الرد على الفرقة الوهابية، ص375 ـ 376.
  44. محمد علي، معجم المؤلفات الإسلامية في الرد على الفرقة الوهابية، ص375 ـ 376.
  45. الرفاعي، معجم ما كتب في الحج، ص171.
  46. محمد علي، معجم المؤلفات الإسلامية في الرد على الفرقة الوهابية، ص480.
  47. مدني، التاريخ الأمين، ص366 ـ 368؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص335 ـ 341.
  48. البلاغي، الردّ على الوهابية، ص69 ـ 72.
  49. جعفريان، صفوية در عرصه دين، ج2، ص783 و842.
  50. الأميني، بقيع الغرقد، ص55.
  51. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص160.
  52. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص55 ـ 56، الأميني، بقيع الغرقد، ص52 ـ 53.
  53. مكي، مدرس قهرمان آزادي، ج2، ص682؛ قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص49 ـ 50.
  54. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص50.
  55. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص50 ـ 51.
  56. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص72.
  57. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص73 ـ 75.
  58. المحقق، اسناد روابط ایران و عربستان سعودی، ص61.
  59. «بررسی تاریخی روابط ایران و عربستان در موضوع حج»، ص18.
  60. قاضي العسكري، تخريب وبازسازي بقيع، ص77.
  61. «بررسی تاریخی روابط ایران و عربستان در موضوع حج»، ص17.
  62. السبحاني، بحوث في الملل والنّحل، ج1، ص339.

المصادر والمراجع

  • السبحاني، جعفر، بحوث في الملل والنّحل، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.