حرم السيدة زينب (ع)

من ويكي شيعة
حرم السيدة زينب (ع)
المعلومات العامة
مستخدممن مزارات الشيعة
المدينةدمشق (حي الزينبي)
البلدسوريا
الأسماء الأخرىمرقد السيدة زينب
المشخصات
عدد المآذنمئذنتان
الهندسة المعمارية
النمطالعمارة الإيرانية والإسلامية
إعادة بناءسال 768 هـ (المرة الأولى على يد السيد حسين الموسوي الحسيني)، ‌1302هـ، 1354هـ، 1370هـ


حرم السيدة زينبعليها السلام الواقع جنوب مدينة دمشق في سورية، هو أشهر مكان ذكر كمرقد للسيدة زينب ابنة الإمام عليعليه السلام. وحرم السيدة زينب في مصر ومقبرة البقيع في المدينة المنورة هما مكانان آخران اعتبرهما البعض مكان لدفن السيدة زينبعليها السلام.

يعدّ هذا المكان من مزارات الشيعة. والمنطقة التي يقع فيها حرم السيدة زينب تسمى حي السيدة زينب، وتعرف بـ"حي الزينبي". أعيد بناء حرم السيدة زينب وتوسعته عدة مرات عبر التاريخ. منذ عام 2012 م، ومع تصاعد الأزمة في سوريا والوجود الواسع للإرهابيين التكفيريين في البلاد، تعرض الحرم للهجوم عدة مرات بقذائف الهاون والهجمات الانتحارية، مما أدى لتضرر أجزاء من الحرم. وفي أعقاب هذه الأعمال، ذهبت مجموعات مختلفة إلى سوريا للدفاع عن مزارات أهل البيت (ع) عرفت باسم مدافعي الحرم، ومنعت الجماعات الإرهابية من دخول منطقة السيدة زينب.

الأقوال في مدفن السيدة زينب

هناك ثلاث أقوال وردت في مكان دفن السيدة زينب:

  • وفقاً للقول المشهور، فإن السيدة زينب دفنت في بلاد الشام جنوب مدينة دمشق.[١]
  • بعض المؤرخين حدد قبرها في مصر، والذي يعرف الآن باسم منطقة السيدة زينب في القاهرة.[٢]
  • هناك رأي ثالث يفيد بأن مقبرة البقيع في المدينة المنورة هي المكان الذي دفنت فيه السيدة زينب.

وقد قبل السيد محسن الأمين هذا الرأي الأخير، وعرض أسباب ضعف القولين الأولين.[٣]

تاريخ الحرم

وحسب الأبحاث التي أجريت فإنه وحتى القرن الخامس الهجري لا يوجد مصدر يشير إلى وجود قبر وقبة في مكان حرم السيدة زينب في دمشق. وهناك مصدر وحيد ذكر وجود مزار فقط في الموقع الحالي في القرن الثاني الهجري. وبناء على هذا المصدر، فإن إحدى النساء المنسوبة إلى الأسرة العلوية، وهي السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور من نسل الإمام علي بن أبي طالب ذهبت إلى ضريح السيدة زينب في عام 193هـ في منطقة راوية بدمشق.[٤][٥] وبعد هذا النقل هناك نقل آخر يتعلق بتاريخ 500هـ ومضمونه أن رجلاً من مدينة حلب قام ببناء مسجد في مكان حرم السيدة زينب في سنة 500هـ.[٦]

وفي القرن السابع، تم بناء حرم وقبة في ذاك المكان؛ ولهذا السبب، فإن ابن الجبير (توفي 614هـ)، وهو رحّالة معروف في العالم الإسلامي عندما سافر إلى دمشق، مر أيضاً عبر منطقة راوية في الموقع الحالي للحرم. وذكر بأن اسم صاحبة المزار المتعارف بين الناس هو أم كلثوم ابنة الإمام علي.[٧]

أشار ابن الجبير في نقله إلى وجود مقام للسيدة زينب في قرية راوية التي تبعد فرسخاً عن مدينة دمشق، وقال إن مسجداً كبيراً مبني في المقام تحيطه المنازل وله أوقاف، والناس في هذه المناطق يسمونه قبر أم كلثوم، وذكر في النهاية أنه أقام هناك وزار حرم السيدة زينب، ولكن لا يبعد أن يكون قصد ابن الجبير من زينب هي زينب الصغرى البنت الثانية للإمام علي لا السيدة زينب المعروفة بزينب الكبرى. كما أن أبو بكر الهروي (المتوفى 611هـ) زار حرم السيدة زينب أيضاً في تلك المنطقة وكتب أخباراً عن هذا الأمر.[٨]

موقع الحرم ومشخصاته

ضريح السيدة زينب عليها السلام

يقع حرم السيدة زينب في جنوب مدينة دمشق في منطقة تسمى حي السيدة زينب، وهذه المنطقة هي جزء من محافظة ريف دمشق. يتكون بناء الحرم من فناء كبير ذو مخطط مربع، وتقع وسطه قبة وفي أطرافه مئذنتان عاليتان. مآذن وجدران الفناء وشرفاته مبلّطة من قبل فنانين إيرانيين، كما أن سقف وجدران الضريح من الداخل مزينة بالمرايا، والقبة مذهّبة من الخارج.

على الجانب الشرقي من الصحن، تم بناء مصلى الزينبية مع فناء صغير، حيث تقام صلاة الجماعة اليومية وصلاة الجمعة والمناسبات الدينية الخاصة. وتم مؤخراً بناء ساحة جديدة على الجانب الشمالي من الحرم.

يضم الحرم والمقابر المحيطة به قبور العديد من علماء ومشاهير الشيعة، على سبيل المثال، في ممر المدخل الغربي لصحن الحرم يقع قبر السيد محسن الأمين العاملي وقبر السيد حسين يوسف المكي العاملي، من علماء الشيعة في الشام. وفي المقبرة الواقعة شمال الحرم، يقع قبر علي شريعتي وفي مقبرة أخرى جنوب الضريح قبر السيد مصطفى جمال الدين وهو شاعر عراقي من الشعراء المعاصريين.[٩]

استهداف الجماعات الإرهابية التكفيرية للحرم

مع بداية الأزمة في سوريا وصعود الجماعات الإرهابية في هذا البلد بعد عام2011م، تعرض حرم السيدة زينب لهجمات متكررة من قبل هذه الجماعات بالانتحاريين وقذائف الهاون. وألحقت الهجمات الإرهابية في الفترة من 2012م إلى 2015م أضراراً بأجزاء من الحرم، بما في ذلك القبة والصحن والأبواب الرئيسية للحرم، وقد وقع جزء من الهجمات في المناطق المحيطة بالحرم، مما أدى إلى استشهاد بعض الزوار والسكان حول الحرم.[١٠][١١]

مدافعو الحرم

بعد الانتشار الواسع للإرهابيين التكفيريين في سوريا واستيلائهم على مناطق مختلفة من البلاد، تم هدم العديد من المزارات في المناطق التي سيطرت عليها الجماعات التكفيرية من قبل أفرادها. وفي غضون ذلك، تعرض حرم السيدة زينب للهجوم بقذائف الهاون والعمليات الانتحارية التي نفذها الإرهابيون التكفيريون. وكانوا قد تقدموا لمرات عديدة بالقرب من حرم السيدة زينب، لكنهم واجهوا مقاومة من الشيعة وسكان المنطقة.

بعد تهديد الإرهابيين التكفيريين بتدمير أضرحة أهل البيت وخاصة مقام زينب، توجهت مجموعات كبيرة من الشيعة من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان، إلى سوريا للدفاع عن أضرحة أهل البيت والمزارات إلى جانب الشيعة في سورية وواجهوا الجماعات التكفيرية. فقد ضمت كتيبة أبو الفضل العباس، التي تمت ترقيتها لاحقاً إلى لواء، مقاتلين عراقيين ولبنانيين. ويتألف لواء الفاطميين، الذي تمت ترقيته لاحقاً إلى فرقة، من الشيعة الأفغان الذين تم نشرهم في سوريا للدفاع عن الأماكن المقدسة.[١٢] تم إرسال مجموعات مختلفة من إيران إلى سوريا للدفاع عن الحرم، من بينهم قادة عسكريين.[١٣]

خطط توسعة وإعادة بناء الحرم

بناء على الأخبار أنّه تمت إعادة بناء وتوسعة حرم السيدة زينب لأول مرة في عام 768هـ. قام بهذا العمل السيد حسين بن موسى الموسوي الحسيني، وهو أحد سادة وأشراف دمشق، وجد السادة آل مرتضى في الشام.

وفي رسالة الوقف لنفس العام، جاء في ذكر صاحبة القبر، زينب الكبرى بنت الإمام علي. ووفقاً لرسالة الوقف هذه، أعاد جد السادة آل مرتضى في الشام بناء الحرم ووقف له الكثير من بساتينه وممتلكاته الشخصية، وقد وقّع على رسالة الوقف سبعة من قضاة دمشق.[١٤]

توسعة وإعادة بناء الحرم في القرن الرابع عشر الهجري

في القرن الرابع عشر للهجرة أعيد بناء حرم السيدة زينب وتوسعته ثلاث مرات. فأعيد بناء الحرم وتطويره في عام 1302هـ من قبل السلطان عبد العزيز خان العثماني بمساعدة التجار. وأيضا في عام 1354هـ أعاد السادة آل نظام بناء حرم السيدة زينب وتطويره لراحة الزوار. وتمت آخر توسعة وإعادة بناء للحرم في القرن 14 من قبل السيد محسن الأمين بمساعدة من التجار، حيث هدّم في هذه المرحلة المبنى القديم وتم بناء الضريح الجديد بهدف توسعة الصحن والأروقة.[١٥]

صورة قديمة لحرم السيدة زينب (ع) تعود لعام 1955م

توسعة الحرم في القرن الخامس عشر الهجري

استمرت توسعة حرم السيدة زينب في القرن الخامس عشر للهجرة مع بناء مصلى الزينبية. وقد قام بذلك السيد أحمد فهري الزنجاني، ممثل الولي الفقيه في سوريا، وبعد بناء المصلى في الحرم أصبح مكاناً لإقامة صلاة الجماعة ودعاء كميل وصلاة الجمعة. وقد تم مؤخراً بناء ساحة جديدة على الجانب الشمالي من ضريح السيدة زينب.[١٦]

إعادة بناء الضريح بعد هجمات الجماعات التكفيرية

في أعقاب زيادة الهجمات التي شنتها الجماعات التكفيرية بقذائف الهاون والانتحاريين، تضررت أجزاء من القبة والساحات وأبواب الحرم، وأدى ذلك إلى وضع خطة من قبل منصة إعادة بناء العتبات المقدسة لإصلاح وإعادة بناء القبة والأبواب للحرم.[١٧] وبناء عليه، تم طلاء البقع المتضررة من القبة بالذهب الذي تبرع به أهالي محافظة خوزستان جنوبي إيران.[١٨]

تثبيت الضريح الجديد

صنع شباك ضريح السيدة زينب الجديد في ورشة مرقد أبي الفضل العباس في كربلاء، حيث تم نقل 14 قطعة زينة تزن كل منها 2 كيلوغرام وبطول 128 سم وعرض 32 سم ، من كربلاء إلى دمشق من قبل خدام مرقد أبي الفضل العباس، وتم تركيبه وأزيح الستار عنها بحضور الزائرين في 17 ربيع الأول 1444هـ تزامناً مع مولد النبي محمد.[١٩]

الهوامش

  1. شريف القرشي، السيدة زینب رائدة الجهاد في الإسلام عرض وتحلیل، بیروت، 1422هـ/2001م، ص298-303؛السابقي، آرامگاه عقیلة بني هاشم؛ بحث تحلیلي-تاریخي (مرقد العقيلة زينب في ميزان الدراسة والتحقيق)، المترجم حسین طه نیا، 1394ش.
  2. دراسة تحليلية لسير مقاتل عاشوراء، المنصة الإعلامية لمؤسسة فهيم الثقافية.
  3. الأمين، أعیان الشيعة، ج7، ص140-141.
  4. أحمد فهمي محمد، کریمة الدارین الشریفة الطاهرة السیدة نفيسة بنت الحسن الأنور، ص25.
  5. توفیق أبو عَلَم،السیدة نفیسة رضي الله عنها، تحقیق: شوقي محمّد، ص114.
  6. تاريخ مزار عقيلة بني هاشم، وكالة أخبار فارس.
  7. الأندلسي، رحلة ابن جبیر، ص228.
  8. أبو بکر الهروي، الإشارات إلي معرفة الزيارات، ص12.
  9. افتتاح معرض الكتاب الايراني الاول في مدينة كربلاء، ممثلية ولي الفقيه في الحج والزيارات.
  10. هجوم الإرهابيين التكفيريين على حرم السيدة زينب (ع)، وكالة أخبار صدا وسيما.
  11. هجوم التكفيريين على حرم السيدة زينب في أيام عاشوراء 1394ش، داعش نیوز.
  12. الفاطمیون؛ فرقة القادة المدافعين عن الحرم، المشرق‌ نیوز.
  13. التعريف بلواء أبي الفضل العباس(ع)، وكالة أخبار تسنیم.
  14. السابقي، مرقد العقیلة زینب(ع)، ص145-150.
  15. حرم السيدة زینب (ع)، ممثلية ولي الفقيه في الحج والزيارات.
  16. افتتاح معرض الكتاب الإيراني الأول في مدينة كربلاء، ممثلية ولي الفقيه في الحج والزيارات.
  17. ترميم وإعادة إعمار حرم السيدة زينب(ع)، الموقع الإلكتروني لهيئة إعادة إعمار العتبات المقدسة.
  18. ترمیم القبة الذهبية لحرم السيدة زینب(ع) بالاستفادة من تكنولوجيا النانو، ممثلية ولي الفقيه في الحج والزيارات.
  19. عرض الضریح الجدید لحرم السيدة زینب(ع)، وكالة أخبار فارس.

المصادر والمراجع

  • السابقي، محمد حسنين، مرقد العقیلة زینب في ميزان الدراسة والتحقيق، بیروت، دار الولاء، 2011 م.
  • شریف القرشي، باقر، السیدة زینب رائدة الجهاد فی الإسلام عرض وتحلیل، بیروت، دار المحجة البیضاء، 1422هـ/2001 م.
  • فهمي محمد، أحمد، کریمة الدارین الشریفة الطاهرة السیدة نفیسة بنت الحسن الأنور، القاهرة، مطبعة حجازي، 1925 م.
  • توفیق أبو عَلَم، السیدة نفیسة رضي الله عنها، تحقیق: شوقي محمّد، طهران، المجمع العالمي للتقریب بين المذاهب، القسم الثقافي، الطبعة الثانية، 1428 هـ/2008 م.
  • محمد بن أحمد بن جبیر الکناني الأندلسي، رحلة ابن الجبیر، بیروت، دار بیروت للطباعة والنشر، د.ت.
  • الهروي، علي بن أبي بکر، الإشارات إلى معرفة الزیارات، تحقیق: جانین سوردیل طومین، دمشق، 1953 م.
  • ترميم وإعادة إعمار حرم السيدة زينب(ع)، الموقع الإلكتروني لهيئة إعادة إعمار العتبات المقدسة، شوهد: 5 خرداد 1400ش.
  • دراسة تحليلية لسير مقاتل عاشوراء، المنصة الإعلامية لمؤسسة فهيم الثقافية.

تاريخ مزار عقیلة بني ‎هاشم، وكالة أخبار فارس.